لقد تناولتُ في موضوعي السابق
أنواع النجاسات التي حدّدها الشرع و التي تعتبر نجسة بذاتها و تُنجس كل ما تلاقيه مع وجود الرطوبة المسريّة ..
فكيف تستعيد هذه الأشياء طهارتها التي فقدتها بملاقاة النجاسة ؟
كما حرص الشرع على بيان النجاسات التي يتوجب على الإنسان التجنب عنها فإنه حرص أيضاً على مسألة الطهارة ( و الله يحب المتطهرين ) ، و حدّد لنا عدد من المطهرات التي تطهر الأشياء من النجاسة ..
و المطهرات في الشريعة عديدة ، سأتناول في موضوعي هذا أول هذه المطهرات و هي ( الماء ) ...
قال الله تعالى ( و أنزلنا من السماء ماءً طهوراً ) الفرقان 48.
الماء ينقسم إلى قسمين :
1. ماء مطلق. 2. ماء مضاف.
و يتضح الفرق بينهما من خلال النقاط التالية :
1. الماء المطلق : هو ما يصح استعمال لفظ الماء فيه دون إضافة كلمة أخرى .
مثال : ماء البحر ، ماء النهر ، ماء البئر ..
فإنه يصح أن يقال عنه ماء و إضافته إلى البحر مثلاً للتعيين لا لتصحيح الإستعمال.
اما الماء المضاف : فهو ما لا يصح استعمال لفظ الماء فيه إلا بضميمة كلمة آخرى إليه.
مثال : ماء الرمان ، ماء الورد ، ماء الشاي ...
فإنه لايقال له ماء إلا مجازاً و لذا يصح سلب الماء عنه.
2. الماء المطلق : ينجس القليل منه بمجرد ملاقاة النجاسة و اما كثيره فلا ينجس بمجرد الملاقاة إلا إذا تغيرت أحد أوصافه .. ( سنبيّن معنى الماء القليل و الكثير بشرح أوضح لاحقاً ).
أما الماء المضاف : ينجس القليل منه و الكثير بمجرد الملاقاة للنجاسة ، إلا إذا كان متدافعاً على النجاسة بقوة كالجاري من العالي و الخارج من الفوّارة فتختص النجاسة بالجزء الملاقي للنجاسة فقط.
مثال : إذا صُب ما في الإبريق من ماء الورد على يد كافر محكوم بالنجاسة لم يتنجس ما في الإبريق و إن كان متصلاً بما في يده.
3.الماء المطلق : طاهر و مطهر من الحدث و الخبث ( قليله و كثيره ).
أما الماء المضاف : فهو طاهر في نفسه لكن لا يصح استعماله في التطهير من الحدث و الخبث.
استفادة :
بعد أن تحدثنا عن الماء المطلق و المضاف و الفرق بينهما اتضح لنا إن الماء الذي يمكن أن نُطهر به الأشياء من النجاسة هو الماء المطلق .. لأن الماء المضاف لا يمكن التطهير به لا من الحدث و لا من الخبث ..
يتبع ،،،،،