أسباب إخفاء قبر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وطريقةظهوره.
أن القبر الشريف الإمام علي بن أبي طالب كان مخفياعن الناس 130 سنة لكن ظهر في بداية خلافة هارون الرشيد التي كانت عام 170هـ
الجميع يعرف أن الإمامعلي أستشهد قبل الفجر ليلة الجمعة إحدى وعشرين منشهر رمضان سنة أربعين من الهجرة من جراء ضربة ابن ملجم لعنه الله في مسجد الكوفة،
وقد تولى غسله وتكفينه ودفنه إبناه الحسن والحسين عليهما السلام ، وحملاجثمانه الطاهر إلى الغري من نجف الكوفة ودفناه هناك بين الذكوات البيض، وتعرف اليومإحداها بجبل الديك وتقع في شمال القبر الشريف، والثنية في جنوبه الشرقي وتعرف بجبلالنور، والثالة في جنوبه الغربي وعرفت أخيرا بجبلشرفشاه.
وقد ذكر عن حسان بن عليالقسري
قال: حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب ، قال: لما حضرتأمير المؤمنين عليه السلام الوفاة قال : للحسن والحسين : إذا أنا مت فاحملاني علىسرير ثم أخرجاني
واحملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه ثم إتياني الغريينفإنكما ستريان صخرة بيضاء فاحتفروا فيها فإنكما ستجدان فيها ساحة فادفناني فيها،
قال: فلما مات أخرجناه وحملنا مؤخرة السرير وكفينا مقدمة وجعلنا نسمع دوياوحفيفا حتى أتينا الغريين، فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا، فاحتفرنا فإذا ساحة مكتوبعليها : هذا ما ادخره نوح لعلي بن أبي طالب عليه السلام فدفناه فيها ، وانصرفناونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير مؤمنين، فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدواالصلاة عليه فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله تعالى أمير المؤمنين فقالا: نحب أننعاين من أمره ما عاينتم ، فقلنا لهم أن الموضع قد عفي أثره بوصية منه عليه السلامفمضوا وعادوا إلينا فقالوا: إنهم احتفروا فلم يروا شيئا.
أما سبب أخفاء القبر فهو سر من أسرار التاريخ ..؟؟!!
ولم يعرف السر إلا من تصريح أبنائه وأحفاده عليهمالسلام
فهناك عدة روايات عن سبب أخفاء القبر منها :
1ـ في رواية لأبي نعيم الحافظ عن الحسين بن علي الخلال عن جده قال : قلت للحسين بن علي (ع) أين دفنتم عليا؟ قال " خرجنا به ليلا من منزله حتى مررناعلى مسجد الأشعث حتى خرجنا إلى الضهر بجنب الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك وعفياموضع قبره بوصيه منه مخافة دولة بني أمية".
2ـ ( وعلي (ع) أول إمام أخفي قبره ( قيل إن عليا (ع) أوصى أن يخفي قبره لعلمه أن الأمر يصير إلى بني أميه فلم يأمن أنينبشوا قبره ويمثلوا به )
3ـ وعن صفوان الجمال قال: خرجت مع الصادق عليه السلاممن المدينا أريد الكوفة فلما جزنا باب الحيرة قال صفوان ! قلت: لبيك يا بن رسولالله ! قال تخرج المطايا إلى القائم ، وجد الطريق إلى الغري، قال صفوان: فلما صرناإلى قائم الغري، أخرج رشاء معه دقيقا قد عمل من الكنبار، ثم تبعد من القائم مغرباخطى كثيرة ثم مد ذلك الرشاء حتى انتهى إلى آخره فوقف، ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخرجمنها كفا من تراب فشمه مليا، ثم أقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر لآن ثم ضرب بيدهالمباركة إلى التربة فقبض منها قبضة ثم شهق شهقة حتى ظننت أنه فارق الدنيا، فلماأفاق قال ها هنا والله مشهد أمير المؤمنين (ع) ثم خط تخطيطا فقلت: يا بن رسول الله! ما منع الأبرار من أهل بيته من إظهار مشهده قال حذار من بني مروان والخوارج أنتحتال في أذاه.
وهناك روايات كثيرة تذكر أساببأخفاء القبر ..
وكيف ظهر القبر الشريف
فعن عبد الله بنحازم قال: خرجنا يوما مع هارون الرشيد من الكوفة نتصيد فصيرنا إلى ناحية الغريينوالثوبه، فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباءإلى أكمة فسقطت عليها فسقطت الصقور من ناحية ورجعت الكلاب من ناحية ، فتعجب الرشيدمن ذلك ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقور والكلاب، فرجعت الظباء إلى الأكمةفتراجعت عنها الكلاب والصقور ففعلت ذلك ثلاثا.
فقال هارون الرشيد: أركضوا فمنلقيتموه فأتوني به، فأتيناه بشيخ من بني أسد، فسأله الرشيد بعض الأسئلة فقال الشيخ: إن جعلت لي الأمان أخبرتك.
قال الرشيد: لك عهد وميثاق ألا أهيجك ولاأؤذيك.
قال الشيخ: حدثني أبي عن أبائي أنهم كانوا يقولون أن هذه الأكمة قبر عليبن أبي طالب (ع) جعله الله حرما لا يأوي إليه إلا آمن.
فنزل هارون الرشيد فدعابماء وتوضأ وصلى عند الأكمة وتمرغ عليها وجعل يبكي ثم انصرفنا إلىالكوفة.
وبهذه الصورة ظهر للناس المرقد الطاهر لمولانا علي بن أبي طالب بعد إخفائه عن جور الظلمة لمدة 130 سنة.