عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2023, 07:12 AM   #4
yasmin
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية yasmin
 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
المشاركات: 227
معدل تقييم المستوى: 12
yasmin will become famous soon enoughyasmin will become famous soon enough
افتراضي رد: صلح الإمام الحسن عليه السلام الأسباب.. الأهداف


  • الخاتمة
    بناءاً على ما تقدم يتسنى لنا أن نعلم بأن الإقدام على الصلح كان يمثل شجاعة نابعة من حكمة في التعامل مع القضية المصيرية التي هي أهم من الحكم نفسه وهي الحفاظ على مسيرة الإسلام وسلامة الأمة من الانحراف، من هنا فإن الوظيفة الشرعية هي التي حكمت على الإمام الحسن(ع) بأن يصالح؛ وذلك حفاظاً على تلك القضية المحورية التي لابد أن تكون الحرب كما يكون السلم في خدمتها. وإن من السذاجة اتهام الإمام الحسن(ع) بعدم الشجاعة والميل إلى الدعة، لأن القضية لا تدرس فقط من جهة القائد؛ بما أن القيادة علاقة تبادلية طرفاها القائد والأمة، فليس لأحد أن يحكم على القائد إلا بعد أن يدرس الأمة التي حكمها، ولابد من معرفة ما إذا كانت الأمة متحدة أفقاً مع أفق قائدها؛ إذ يلزم أن تتحد إرادتها ومبادؤها ومنطلقاتها وكل ما تتحرك من خلاله مع إرادة ومبادئ ومنطلقات وحركة قائدها؛ وإلا فإن تعرضها لأي محك صعب سيعرضها للفشل.
    هذا ما أدركه الإمام الحسن (ع) ووعاه، ولقد أدرك أن أمته لم تكن أمة يعتمد عليها عبر تجربة طويلة عاشها معها، امتدت منذ اليوم الأول لحكومة الإمام علي (ع) إلى يوم إبرام الصلح. ومثل تلك الآراء لا تعبر عن أي بعد تاريخي، إنما هي آراء تعبر عن وضع نفسي خاص يتعامل مع القضايا بسطحية، كما عبر عنها الإمام علي(ع) بقوله: (فإن أقل، يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت، يقولوا: جزع من الموت)(47).. كما أن مثل هذه المسائل ليست مسائل ذوق، إنما هي مسؤوليات شرعية ومصير أمة ودين وعقيدة. فالصلح جاء لكي يعيد الأمة إلى نفسها واختيارها، ويدخلها من جديد في إطار تجربتها الذاتية؛ فهو ضرورة لصناعة المناخ اللازم لتحقيق النهوض الجهادي وتجاوز الذات لدى أمة فقدت هذه الاستعدادات.


  • الهوامش:
  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • (1) للوقوف على هذه المعلومات يراجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص100-110.
    (2) الطبري، محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك، بيروت - مؤسسة الأعلمي، ط4/1983م: 49 ص121.
    (3) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، دار الجيل - بيروت ط1/1987: 169، ص31.
    (4) تاريخ الطبري: ج4 ص123.
    (5) ابن الأثير: الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1965، ج3 ص402.
    (6) تاريخ الطبري: ج4 ص122.
    (7) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، بيروت، مؤسسة الأعلمي ط1/1993م، ج2 ص122.
    (8) المصدر نفسه: ج2 ص121.
    (9) تاريخ الطبري: ج4 ص122.
    (10) تاريخ ابن الأُثير: ج3 ص406.
    (11) تاريخ ابن الأثير: ج3 ص406.
    (12) شرح نهج البلاغة: ج16 ص38.
    (13) تاريخ الطبري: ج2 ص122.
    (14) نهج البلاغة: تحقيق السيد صبحي الصالح، قم، دار الهجرة ط5/1412هـ، الخطبة 192 ص299.
    (15) شرح نهج البلاغة: ج16 ص15.
    (16) تاريخ الطبري: ج4 ص123، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص306.
    (17) شرح نهج البلاغة: ج16 ص38.
    (18) تاريخ الطبري: ج4 ص125، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص408.
    (19) تاريخ ابن الأثير: ج3 ص404.
    (20) تاريخ اليعقوبي: ج2 ص121.
    (21) المصدر نفسه: ج2 ص122.
    (22) شرح نهج البلاغة: ج16 ص49.
    (23) شرح نهج البلاغة: ج16 ص36.
    (24) المصدر نفسه: ص36، السيوطي، جلال الدين: تاريخ الخلفاء ص192، الدينوري، ابن قتيبة: الإمامة والسياسة ص185.
    (25) المصدر نفسه: ص36.
    (26) المصدر نفسه: ص44.
    (27) تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405.
    (28) شرح نهج البلاغة: ج10 ص44.
    (29) تاريخ الخلفاء: ص192، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص415، شرح نهج البلاغة: ص44.
    (30) المصدر نفسه: ص36.
    (31) تاريخ الخلفاء: ص192، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405.
    (32) تاريخ الطبري: ج4 ص122، تاريخ ابن الا ثير: ج3 ص405.
    (33) المصدر نفسه: ج4 ص123، تاريخ ابن الأثير: ج3 ص405.
    (34) الإمامة والسياسة: ص186.
    (35) شرح نهج البلاغة: ج16 ص15.
    (36) الإمامة والسياسة: ص191-199.
    (37) تاريخ الطبري: ج4 ص166 وما بعدها.
    (38) الإمامة والسياسة: ص186.
    (39) المصدر نفسه: ص191-200.
    (40) تاريخ الطبري: ج4 ص226، الإمامة والسياسة: ص195.
    (41) المصدر نفسه: ج4 ص166.
    (42) المصدر نفسه: ج4 ص134.
    (43) المصدر نفسه: ج4 ص208.
    (44) المصدر نفسه: ج4 ص208.
    (45) شرح نهج البلاغة: ج16 ص129.
    (46) الإمامة والسياسة: ص186-187.
    (47) نهج البلاغة: 5/52.
  • الكاتب: عمار محمد الكعبي
  • مركز الامام الحسن للدراسات التخصصية
yasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس