شهربانوية عليها السلام
ام الامام علي بن الحسين عليه السلام
هي السيدة الجليلة شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس
ولقبها شاه زنان اي ملكة النساء .
إسمها غزالة ، وقيل : بل كان اسمها شاه زنان بنت يزدجرد
وقال الحافظ عبدالعزيز : امه يقال : لها سلامة ، وقال إبراهيم بن إسحاق امه غزالة ام ولد .
وفي كتاب مواليد أهل البيت رواية ابن الخشاب النحوي : بالاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ولد علي بن الحسين عليهما السلام في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفات علي بن أبيطالب عليه السلام بسنتين ، وأقام مع أميرالمؤمنين سنتين ، ومع أبي محمد الحسن عليه السلام عشر سنين ، وأقام مع أبي عبدالله عليه السلام عشر سنين ، وكان عمره سبعا وخمسين سنة .
وقيل امه خولة بنت يزد جرد ملك فارس ، وهي التي سماها أميرالمؤمنين عليه السلام شاه زنان ، ويقال : بل كان اسمها برة بنت النوشجان ، ويقال : كان اسمها شهربانو بنت يزدجرد ، وكان يقال له عليه السلام : ابن الخيرتين لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ، وكانت امه بنت كسرى .
ويقال : إن اسمها شهربانو ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين عليه السلام شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه السلام ونحل الاخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة ، وكان مولد علي بن الحسين عليهما السلام بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة .
إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قدم بابنة يزدجرد على عمر ، وادخلت المدينة أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوء وجهها ، فلما دخلت المسجد ورأت عمر غطت وجهها وقالت : اه بيروج بادا هرمز قال : فغضب عمر وقال : تشتمني هذه وهم بها ، فقال له أميرالمؤمنين : ليس لك ذلك أعرض عنها ، إنها تختار رجلا من المسلمين ثم احسبها بفيئه عليه ، فقال عمر : اختاري قال : فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين بن علي عليهما السلام فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه فقال : بل شهر بانويه ، ثم نظر إلى الحسين عليه السلام فقال : يا أبا عبدالله ليلدن لك منها غلام خير أهل الارض تبيين : يزجرد آخر ملوك الفرس ، وهو ابن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشيروان ، وكأن إشراق المسجد بضوئها كناية عن ابتهاج أهل المسجد برؤيتها وعجبهم من صورتها وصباحتها .
ويروى أنها ماتت في نفاسها به ، وإنما اختارت الحسين عليه السلام لانها رأت فاطمة عليها السلام وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي أنها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله دخل دارنا وقعد مع الحسين عليه السلام وخطبني له وزوجني منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله قد أتتني وعرضت علي الاسلام فأسلمت ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين ، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد قالت : وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان .
سأل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين اسرت : ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ قالت : حفظت عنه إنه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة ، فقال عليه السلام : ما أحسن ما قال أبوك ، تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير .
وفاتها
قيل ان السيدة شهربانو ماتت في نفاسها اي حين ولادتها للامام زين العابدين
فكفلته بعض امهات ولد ابيه ، فكان يحسن اليها كما يحسن الى والدته .
بحار الانوار ج 45