ساعـات الفـراغ
تمر على الإنسان ساعات كثيرة من الفراغ الذي يتخلل
النشاط اليومي ، ولو عُدّت هذه الساعات لمثلّت مساحة
كبيرة من ساعات عمره ..فالمؤمن الفطن لا بد وان يكون
لديه ما يملأ هذا الفراغ: إما بقراءة نافعة ، أو سير هادف في
الآفاق ، أو قضاء حاجة لمؤمن مكروب ، أو ترويح للنفس
حلال ..وإن من الأمور التي يحرم منها غير المؤمن ، هو
العيش في عالم التفكر ( والتدبر ) الذي قد يستغرق ساعات
عند أهله ، يناجي المولى فيها بقلبه ، كما قد يشير إليه الحديث الشريف:
{ وكلّمهم في ذات عقولهم }..فيسيح في
تلك الساعة بقلبه ، سياحة تدرك لذتها ولا يوصف
كنهها ..وهي سياحة لا تحتاج إلى بذل مال ولا صرف جهد ،
ومتيسرة لصاحبها كلما أراد في ليل أو نهار بتيسير من
الحق المتعال ..ومن مواطن هذه السياحة المقدسة ( أعقاب ) الصلوات
و( جوف ) الليل ،وهي سياحة لا تدرك بالوصف بل تنال بالمعاينة.
منقول