بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
سؤال : متى نزل القرآن ، و كم استغرق نزوله ؟
جواب : بُعث محمدٌ ( صلى الله عليه و آله ) نبياً في يوم الإثنين السابع و العشرين من شهر رجب عام ( 13 قبل الهجرة ) [1] و اقترنت بعثته بنزول خمس آيات من القرآن ، و هي الآيات الأولى من سورة العلق ، أي : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [2] .
أما نزول القرآن باعتبار كونه كتاباً سماوياً و دستوراً إلهياً فلم يبدأ إلا بعد مضي ثلاث سنين من بعثته المباركة ، و عليه فبداية نزول القرآن الكريم كانت في ليلة القدر الثالث و العشرين من شهر رمضان المبارك من عام ( 10 قبل الهجرة ) بمكة المكرمة .
و القرآن الكريم يصرح بنزوله في شهر رمضان و في ليلة القدر :
1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [3] .
2. قال عَزَّ مِنْ قائل : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [4] .
3. قال جَلَّ جَلالُه : { حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } [5] .
و لقد استغرق نزول القرآن عشرين عاماً أي من السنة ( 10 ) قبل الهجرة و حتى السنة ( 11 ) بعد الهجرة ، لأنه كان ينزل نجوماً في فترات و ظروف و مناسبات خاصة تعرف بأسباب النزول .
فَعَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [6] ( عليه السَّلام ) ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ ؟
فَقَالَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [7] ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً " [8] .
و كان آخر ما نزل على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) هو قول الله عزَّ و جلَّ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } [9] و ذلك في شهر ذي الحجة من العام ( 10 ) الهجري و هو في طريق عودته من حجة الوداع إلى المدينة المنورت .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] تؤكد الروايات الكثيرة المروية عن أهل البيت ( عليهم السلام ) على أن بعثة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كانت في السابع و العشرين من شهر رجب .
[2] سورة العلق ( 96 ) ، الآيات : 1 ـ 5 .
[3] سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 185 .
[4] سورة القدر ( 97 ) ، الآية : 1 .
[5] سورة الدخان ( 44 ) ، الآيات : 1 ـ 3 .
[6] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[7] البيتُ المَعْمور : هو البيتُ الواقع في السماء حِيَالِ الكعبة المشرفة الواقعة في وسط المسجد الحرام الواقع في مكة المكرمة .
[8] الكافي : 2 / 628 .
[9] سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 3 .