الصلاة
الصلاة تختصر العبادات ، بل هي أولها ومنتهاها وحقيقة القرب .تبدأ بنية مخلصة لله وحده كي لا يدنّس حرم القلب الأغيار ، وتُرفع الايادي لتكبّر الله عن كل نقص ، وأيضاً لترمي اوساخ الدنيا ، فهنا محل العروج حيث تُخلع كل المتعلقات .ويسبح الإنسان في فضاء الرحمة والحمد ليتوجه إلى الله بحقيقة الحقائق ، لا كمال إلا لك يا رب ولا يليق الحمد إلا لك ، ولا عبادة إلا لك .وهذه هي الحقيقة ، حتى من توهم انه يرى كمالا في غير الله او يشكر غيره او يعبد غيره فهذه كلها اوهام في سراب ، وأبت الكمالات ان تنبع من غيره ؛ أو لمَ يقضِ الله أن لا نعبد الا اياه !!وبعدها يطلب الانسان الهداية إلى الصراط المستقيم كي لا يتزحزح بين متعرجات الوساوس والتخيلات والانحرافات .ويركع ليقول لله ان هذه الرقبة وهذا الرأس بين يديه تعالى يحزّهم كيفما شاء ومتى شاء ، وبعدها يفنى في السجود؛ و حينها منتهى العبادة .وفي نهاية سفره يعود ليسلّم ويذكر العباد الصالحين .وهذا روح الله قد جسّد الصلاة اخلاصا وتكبيرا لله متخليا عن الدنيا ورافضا غير الله ، فلا شريك له تعالى في كمال او حمد او عبادة او حق حكم وتشريع قانون .ومشى على صراط مستقيم بين أهواء متشعبة وسبل منحرفة
__________________
اللهم عجـــــل لـــولـــيك الفـــرج
|