التوكّل هو الثقة بما عند الله و اليأس مما في أيدي الناس ، أو هو تفويض الأمر إلى الله عزوجل و الإلتجاء إليه و الاعتماد عليه في الأمور كلّها . و قد كان فهم الرعيل الأول و السلف الصالح من الصحابة و التابعين للتوكل حقّ الفهم، و لذلك قاموا بعظائم الأمور و أنجزوا أعظم الإنجازات وحقّقوا ما يشبه المعجزات.
و هذا بخلاف ما عليه حال المسلمين اليوم و لا سيما بعد أنضعف إيمانهم و طغى على نفوسهم وعقولهم طغيان المادة وأصبحوا يقيسون الأمور بمقياس قدرتهم البشرية المحدودة ، فبعدوا عن فهم حقيقة التوكّل وصارت عبارة : {توكلت على الله} ،عبارة جوفاء فارغة من المعنى الصحيح و روح الإيمان. إننا نرى كثيرا من الناس ، إذا ذكرالتوكّل ، ينصبّ تفكيرهم مباشرة على الأخذ بالأسباب والمسببات، لذلك يطلقون التوكّل.
إن التوكل ثابت بنصوص قرآنية قطعية الدلالة منها:
قوله سبحانه و تعالى:
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
فطلب التوكّل على الله في هذا الدليل ، لم يأتي مقروناً بشرط أو قيد، بل جاء مطلقاً في الطلب، فيكون من الواجب على كل مسلم أن يتوكل على الله بشكل مطلق في كل أمر من الأمور و في كل عمل من الأعمال .
تحياتي
Banoota Crazy