عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2010, 11:07 AM   #4
مسك وعنبر
๑♣ مشرفة سابقة ♣๑
 
الصورة الرمزية مسك وعنبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
مسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to behold
افتراضي رد: حياة الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه ... من محاضراتي


والمرحلة الثالثة


من جهاد الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه عند عودته إلى المدينه المنورة

واقعة كربلاء فاجعة كبرى وهذه الفاجعة تحتاج إلى زخم إعلامي لبيان الحقيقة، فتشويه الدولة الأموية وتشويه الإعلام الأموي لكل الأحداث كان جدا كبير، فالأمويين كان عندهم إعلام جدا قوي سخروا له الطاقات وبذلوا له الأموال منذ أيام معاوية الذي سخر ما يقرب ربع ميزانية الدولة للإعلام وبقي هذا الإعلام إلى واقعة كربلاء. فكيف يقابل هذا الإعلام وهذا المنكر؟

لابد أن يقابل بمعروف وبحجة وإعلام قوي وبنفس مستواه، لذلك الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه لما وصل المدينة المنورة، ما دخلها مباشرة إنما وقف على مشارفها، وبعث بشر بن حذلم قال له :
أدخل وأنعى الحسين.

يعني هيئ المدينة هيئ الأجواء، فالإمام يريد أن يحدث هزة إعلامية عنيفة، يريد أن يحرك الضمائر في المدينة يريد أن يوقظ العقول في المدينة و يريد أن يحرك وجدان الناس في المدينة.

ولذلك يذكر إنه لما دخل بشر المدينة قال له الإمام إنعى الحسين عند قبر رسول الله صلوات الله تعالىعليه وعلى آله ، واختار أفضل الأماكن لهذا الإعلام حتى يحدث تلك الهزة التي أرادها، وفعلا حدث ذلك فكان بشر يسير في أزقة المدينة ويسأله الناس ما وراءك يا بشر كان يقول لهم تعالوا إلى قبر سرول الله لأخبركم جميعا، ووقف بشر عند قبر رسول الله صلواته الله تعالى عليه وعلى آله ونعى الحسين قالا:

يا أهل يثرب لامقام لكم بها قتل الحسين فأدمعي عليه مدرارُ


يقول الراوي فخرج الناس من بيوتهم ولم تبقى مخدرة في خدرها إلا وخرجت من خدرها، قالوا أين الإمام زين العابدين، فأشار لهم بشر بمكانه صلوات الله تعالى عليه فتوجه إليه أهل المدينة عن بكرة أبيهم، وكما تعلمون المدينة أنذاك لم تكن معروفة بالولاء لأهل البيت صلوات الله تعالى عليهم، فالإمام كان له دور عظيم ومؤثر عليهم، فجاؤوا إلى الإمام صلوات الله تعالى عليه فخرج إليهم بيده منديل يبكي فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب وشعروا بالندم والتقصير.

فجاء أهل المدينة يعتذرون من الإمام صلوات الله تعالى عليه : ( يا ابن رسول الله معذرة إلى الله وإليكم فقد قصرنا في نصرة الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه)، فصار الناس يتقدمون من الإمام ويعتذرون والإمام يشكرهم وخطب فيهم خطبة عظيمة.



وبعد أن دخل الإمام زين العابدين اتخذ الإجراء الثاني:

الإمام كان هو الرجل الوحيد الذي عاد من واقعة كربلاء الأليمة إلى المدينة وهو إمام معصوم وشاب عمره 22 سنة وقبل أيام قليلة وقعة مجزرة كربلاء الرهيبة،
فالأجواء كلها ملبدة ورهيبة فالأفاق اهتزت لحادثة كربلاء والناس صاروا في حالة لوعة بين نادم ومتأثر وغاضب واختلطت المشاعر،
والكيان الأموي اهتز برمته والمدينة اهتزت وباقي البلدان الإسلامية اهتزت،
لذلك أي رد فعل مسلح ضد الدولة الأموية أول من يتهم من؟
الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه، فالانتظار كلها موجه إليه واشتدت المراقبة عليه، فما الحل؟

لذلك قرر الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليهأن يعتزل الناس فبنى له بيت من الشعر في البادية خارج المدينة المنورة حتى تهدأ الأوضاع حتى يبعد النظر والاتهام عنه، ولكي يستطيع أن يعمل بعد ذلك.
بقي في هذه العزلة حتى هلاك اللعين يزيد بن معاوية ثم عاد للمدينة المنورة.

وبذلك أُبعد الاتهام عن الإمام ولذا لما دخل الجيش إلى المدينة المنورة بقيادة مسلم بن عقبة وهو رجل سفاح حتى أسموه مسرف لكثرة من قتل ما تعرض للإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه بسوء.



هذا وصلى الله على محمد وآل محمد



هذا كان الجزء الأول من المحاضرة نسأل الله تعالى القبول.
ونسألك الدعاء،،

تحياتي
مسك وعنبر


__________________
وردة 19
مسك وعنبر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس