عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2010, 10:52 AM   #2
مسك وعنبر
๑♣ مشرفة سابقة ♣๑
 
الصورة الرمزية مسك وعنبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
مسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to beholdمسك وعنبر is a splendid one to behold
افتراضي رد: حياة الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه ... من محاضراتي

أما في مرحلة الأسر


فالإمام قام بدوره بأروع وأفضل قيام فأي أسير مثل الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه وكان عمره الشريف 22 سنة، ونحن نعرف كيف كان وضع الإمام وبأي صورة دخل إلى الكوفة فقد كان عليلا يترنح من على ظهر الناقة روحي فداه يميل يمنة ويسرة حتى أنهم ربطوا رجليه الشريفتين على بطن الناقة.
أخواتي، تصوروا المنظر، انظروا بعين القلب، وكانت الجامعة على رقبته الشريفة.
تعرفون ما هي الجامعة؟
الجامعة سلسلة من الحديد فيها حلقات تجمع بين اليدين والرقبة حتى أثرت الجامعة في رقبة الإمام صلوات الله تعالى عليه.



فالإمام على هذه الهيئة والكيفية جيء به إلى الكوفة ولكنه وإن كان بهذه الحالة قام بتكليفه ودوره كالإمام.
نعم
وتجمهر حوله أهل الكوفة ينظرون إليه، يريدون معرفة ردة فعله حول المصاب الذي حدث، وحول خذلانهم له ولأبيه صلوات الله تعالى عليهما.

فخطب فيهم، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر رسول الله صلوات الله تعالى عليه وآله فقال:

( أيها الناس : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ،
أنا ابن المذبوح بشط الفرات ، من غير ذحل ولا ترات ,
أنا ابن من انتهك حريمه ، وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ،أنا ابن من قتل صبراً ، وكفى بذلك فخراً .)


ثم بدأ صلوات الله تعالى عليه يهز ضمائرهم ووجدانهم ويعاتبهم ويثير مشاعرهم قائلاً:

أيها الناس : ناشدتكم بالله ، هل تعلمون إنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ،
وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ، ثمّ قاتلتموه وخذلتموه ،
فتباً لكم لما قدّمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ،
بأية عين تنظرون إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمّتي ) .


فارتفعت أصوات الناس بالبكاء والنحيب من كل ناحية.

فقالوا بأجمعهم : نحن كلّنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون ، حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ،
فمُرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذن يزيد ونبرآ ممّن ظلمك وظلمنا .

فقال ( عليه السلام ) :

( هيهات هيهات ، أيّها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ،
أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل ؟ كلاّ ورب الراقصات إلى منى ،
فإنّ الجرح لمّا يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته ومن معه ،
ولم ينسني ثكل رسول الله ، وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهاتي ،
ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري ،
ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا ) .


أي أنه حولهم من حالة الخوف والخنوع والاستسلام لابن زياد وطواغيته إلى حالة من البكاء والنحيب والندم والإنقلاب على عبيدالله بن زياد وعلى يزيد وهو ذلك الأسير.





لما أدخل الإمام صلوات الله تعالى عليه على ابن زياد اللعين،
حينما سأل من هذا قال : ( أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) بكل جرأ وقوة وعزم
قال ابن زياد : (الم يقتل الله علياً)
قال صلوات الله تعالى عليه : (كان لي أخ أكبر مني قتله الناس) لاحظي قال قتله الناس.
قال اللعين : (بل قتله الله)
فقال الإمام صلوات الله تعالى عليه : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها")
قال ابن زياد : ( أو لك جرأة على رد كلامي إضربوا عنقه)
فالواقع أن الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه قد انتفض على ابن زياد قال :
( أتهددني بالقتل إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)
وهب في وجه ابن زياد وهنا تدخل السيدة زينب صلوات الله تعالى عليه ومسكت الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه لتحفظه من القتل.





أما عندما جيء به إلى الشام ودخل إليها وبأي صورة وكيفية دخل مع النساء والأطفال بهذا الحر والمطر والغبار والجوع والعطش السياط والضرب، ورؤوس الأحبة مقطعة مرفوعة أمامهم، وماذا رأووا بهذا الطريق؟.

دخلوا بهذه الكيفية التي سهل بن سعد الساعدي يقول دخلت الشام فرأيت الزينة المعلقة في شوارعها وناس فرحة مسرورة وكأن عندهم عيد فسألت : هل لأهل الشام عيد لا نعلمه؟
ورأيت شخصين واقفين على جنب ويتمتموا فيما بينهم قربت منهم وسألتهما : لأهل الشام عيد لا نعرفه؟
قالا : يا شيخ نراك غريبا.
قلت لهم أنا سهل بن سعد الساعدي ممن رأى رسول الله صلوات الله تعالى عليه وعلى آله وسمع حديثه.
قالا: يا سهل أما تعجب أن تمطر السماء دما. تعجب سهل أكثر قال ما الخبر؟
قال: انظر هذا رأس الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه ابن رسول الله؟
يقول رأيت إذا بي أرى رأس أزهري أنوري قمري تشع الأنوار منه ورأيت الريح تعبث بلحيته المباركة.

وخلفه أكثر من 70 رأس مع قافلة من النساء والأطفال، نساء شريفات طاهرات قربت من إحدى هؤلاء النساء سألت من هذه قالوا هذه سكينة بنت الحسين صلوات الله تعالى عليه.
جئت لها قلت لها سيدتي أنا سهل بن سعد الساعدي ممن رأى جدكم رسول الله صلوات الله تعالى عليه تأمريني بشيء.

قالت له : يا سهل عندك شيء من المال؟
قال : نعم سيدتي.
قالت : ادفع بشيء من المال لحامل رأس أبي الحسين ليتقدم بالرأس أمام القافلة أو يتأخر به. لكي يشتغل الناس برؤية رأس أبي ولا ينظرون إلينا، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا.

يقول أعطيت المال للعين فأخهاذ وتقدم بالرأس الشريف.

يقول سهل رأين الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى الذي كان مغلول بالجامعة، المشدودة بين يديه ورقبته الشريفة بحالة جدا مزرية، وكان الإمام صلوات الله تعالى عليه مريض، فتقدمت إليه وعرفته نفسي قلت له أنا سهل بن سعد الساعدي.
فنظر إلي وقال: يا سهل عند شيء من القماش.
قال : نعم سيدي عندي منديل.
قال الإمام صلوات الله تعالى عليه : يا سهل ضعه هنا على عنقي تحت السلسلة.
(أتعلمين ماذا حدث؟)
يقول سهل أتيت إلى السلسلة فرأيتها حارة من أشعة الشمس تحرق رقبة الإمام،
ولما حملت السلسلة رأيت الدم يشخب دما من رقبة الإمام،
يقول رفعت السلسلة ووضعت القماش تختها فامتلئ القماش بالدم.



بهذه الحال أدخلوهم مجلس يزيد الذي كان جالس حول أصحابه وخدمه الشامتين أدخلوا الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه مع عماته وأخواته.
يزيد بن معاوية لعنة الله أمر أحد الخدم حوله قاله له أصعد وأخطب بالناس صعد وبدا يمدح معاوية ويشتم الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليه، بحضور الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه إلى أن عرف الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه بالخارجي.
هنا قام الإمام زين العابدين بهيبة إلهية وقال: ( ويلك أيه الخاطب. اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوء مقعدك من النار.)

فلتفت وطلب أن يصعد على المنبر ورفض يزيد اللعين فأصر الناس عليه فقال بعضهم هذا فتى ما قدر ما يحسن فقال يزيد:
إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا كبيره لا يقاس وصغيرهم جمرة لا تداس والله إنه لو صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان.

فخطب خطبة عظيمة هز بها ضمائر الناس وأوجل بها القلوب، وأبكى بها العيون، حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر رسول الله صلوات الله تعالى عليه ثم عرف نفسه أنا ابن أنا ابن بخطبته المشهورة.
ولم يزل يقول : « أنا أنا » حتى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب ،
وخشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذّن أن يؤذّن ، فقطع عليه الكلام وسكت.

فلمّا قال المؤذّن «الله أكبر! »
قال علي بن الحسين : كبّرت كبيرا لا يقاس ، ولا يدرك بالحواسّ ، لا شيء أكبر من الله.

فلمّا قال : « أشهد أن لا إله إلاّ الله ! »
قال الإمام : شهد بها شعري وبشري ، ولحمي ودمي ، ومخّي وعظمي.

فلمّا قال : « أشهد أن محمدا رسول الله! »
التفت الإمام من أعلى المنبر الى يزيد وقال : يا يزيد ، محمد هذا جدّي ام جدّك ؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت. وإن قلت إنّه جدي ، فلم قتلت عترته ؟

فأدّى كلام الإمام عليه السلام الى أن تتبخّر كل الدعايات المظلّلة التي روّجتها السياسة الأموية ، وكانت هذه الخطبة من اهم معالم جهاد الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه وهو أسيراً.



يتبع،،،

__________________
وردة 19
مسك وعنبر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس