في كل عام تكون للمسيرة المليونية الى كربلاء معاني جديدة واضافات نوعية

يصنعها عشاق الحُسين يتناقلها الناس في مشارق الارض ومغاربها

فهي أطول مسيرة وتظاهرة سلمية في العالم يشهدها التاريخ الانساني

وهي أطول سفرة طعام مجانية يتسابق ويتفنن صانعوها في

جذب الضيوف ليتمتعوا بما لذ وطاب من طعام صباحا ومساءا

وهي لوحة وصورة لاترسمها ريشة فنان

وانما خطوات شيخ كبير محني الظهر وبراءة وجه طفل

يحمله ابيه يوحي للناظر اليه ان عبدالله الرضيع قد بعث من جديد يبحث عن رمله

وصبية قطعت مسافات بعيدة من البصرة الى كربلاء مشيا تبحث في ذاكرة التاريخ عن رقية


وامرأة تأبى الا ان تواسي جبل الصبر زينب فتتعقب خطواتها في

السير الى حيث تركت جسد اخيها الحُسين على الثرى

وشاب يحاكي عنفوان علي وهو يسير بكل جرأة تاركا

متاع الدنيا وملاذها ولهوها متحديا الارهاب والقتل وزاده

كلمات الأكبر عندما خاطب اباه اولسنا على الحق؟

اذن لانبالي اوقع علينا الموت ام وقعنا عليه

وفتاة يافعة تلتحف السواد وتابى الا ان تواسي سكينة بنت الحُسين في

مسيرتها الى جسد ابيها الحُسين لتجدد العهد به

نعم هي صورة من صور الجنون الذي لا تصفه الكلمات

وتتعدد اعراضه واطواره في التفنن في تقديم الخدمة للمشاة

انه امتداد لجنون عابس مولى الحُسين حينما قال

حب الحُسين اجنني

جنون لاشفاء منه

فهنيئاً لنا هذا الجنون