أهم عنصر يعطيه الله تعالى لعبده المؤمن هو محبته سبحانه، إذ كيف تسير في طريق بدون زاد؟ الزاد في الطريق له سبحانه هو حبه إذ كل حبيب يشتاق لمحبوبه ولقائه فيسعى للوصول لمحبوبه.

الجانب الأول (الطلب )
في البداية عليك أن تعلم أن المحبة الراسخة التي لا تزول مع مرور الزمن قد تكون من علامات اختيار الله جل ثناؤه للعبد، يقول مولى الموحدين الأمـام علي (عليه السلام) »إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي« في البداية عليك أن تتوسل بأهل بيت الطهارة عليهم السلام للحصول على هذه الجوهرة سواءاً عند قبورهم أو بعيداً عن قبورهم عليهم السلام، بمجرد أن توفق للدعاء إلتزم بالسرية التامة والشديدة في هذا الأمر لأن العشق أمر مقدس قال رسول الله صلى الله عليه وآله (استعينوا على قضاء أموركم بالكتمان) وبعدها أشكر ربك للتوفيق لدعاءه لأنها تدل على صدق نيتك حيث أنك مهتم لهذا الأمر، تستطيع أن تستعمل هذا الدعاء الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام »ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﻮﺭ ﻇﺎﻫﺮﻯ ﺑﻄﺎﻋﺘﻚ ﻭ ﺑﺎﻃﻨﻰ ﺑﻤﺤﺒﺘﻚ ﻭ ﻗﻠﺒﻰ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻚ ﻭ ﺭﻭﺣﻰ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺗﻚ ﻭ ﺳﺮﻯ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼ‌ﻝ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼ‌ﻝ ﻭ ﺍﻻ‌كرام« هذا بالنسبة للخطوة الأولى وهي الجانب الدعائي القلبي وهناك حركة أخرى يجب أن تقوم بها كما سيجيء في السطور القادمة إن شاء الله تعالى.

الجانب الثاني (تحقيق المحبة)
يقول السيد الإمام الخميني رحمه الله في عدد من مؤلفاته أن القلب مثل الطفل عندما تريد تعليمه النطق وكيفية ذلك هو باستعمال الذكر اللساني لتلقين القلب باستحضار معنى الذكر أثناء الذكر، بناءاً على ذلك إذا أردت أن تعلّم القلب محبة الله عز وجل استحضر حقيقة أنك تخاطبه وقل له (يا رب) مستحضراً وجوده وأنك تكلمه كما تكلم سائر الناس -أي بشكل مباشر- تفكر قبل الذكر في عطفه وحنانـه وأنه هو الذي خلق المحبة بين الأصدقاء وجعل المودة في قلوب الآباء وأن الله تعالى أشد عطفاً من والديك، إذ خلقك ورباك وأطعمك ورزقك، ثم قل بعدها (يا رب) والأفضل أن يكون ذلك في مكان هادئ كالمسجد حين فراغه من الناس أو أي مكان يشعرك بالطمأنينة، ولكن ليكن معلوماً إذا لم تحصل على شيء من المحبة حين الذكر فحاول في ساعة أخرى يكون القلب متوجهاً فيها لأن الذكر في حال عدم حضور القلب يوجب النفور ويعطي نتيجة عكسية.

أمر آخر؛ إن الأنس بالغافلين من أكبر الموانع لحصول ثمرة الأنس بالله عز شأنه ومحبته. إذا تحققت المحبة فيك فقد هانت عليك شهوتك وتيسرت الطاعة {إن المحب لمن يحب مطيع}.

والحمد لله رب العالمين