منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   [برنامج] ( برنامج الاستشهاد) سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=69008)

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 02:14 AM

( برنامج الاستشهاد) سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

عظم الله اجورنا واجوركم

اخواتي الفاطميات المواليات

بأستشهاد ريحانة الرسول الاعظم السبط الاكبر الامام الثاني

ابي محمد الحسن بن علي المجتبى (صلوات الله وسلامه عليه)

http://img151.imageshack.us/img151/4332/89237323.gif

السلامُ على من خلق الله من نور وجه الشمس والقمر

السلامُ على رابع اصحاب الكساء وثاني الائمة النجباء

السلامُ على الامام المسموم المظلوم

السلامُ على ابي محمد الحسن الزكي المجتبى ورحمة الله وبركاته

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

اسمه ونسبه ( عليه السلام ) :

الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ( عليهم السلام ) .


http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

أُمُّه ( عليه السلام ) :

فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


كُنيته ( عليه السلام ) :

أبو محمد .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


ألقابه ( عليه السلام ) :

المجتبى ، التقي ، الزكي ، السبط ، الطيِّب ، السيِّد ، الوَلي ، وغيرها .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif



تاريخ ولادته ( عليه السلام ) :

وُلد الإمام الحسن ( عليه السلام ) في 15 رمضان 3 هـ ، وهو المشهور ، وقيل : سنة 2 هـ .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

محل ولادته ( عليه السلام ) :

المدينة المنورة .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


حروبه ( عليه السلام ) :

شارك الإمام الحسن ( عليه السلام ) في فتوحات أفريقية وبلاد فارس ، ما بين سنة ( 25 – 30 )

للهجرة ، واشترك في جميع حروب أبيه الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهي :

1 - الجمل .

2 - صفين .

3 - النهروان .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

العِزة للهِ وَحدَهُ ، وقيل غير ذلك .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

مُدة عُمره ( عليه السلام ) :

( 47 ) سنة .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


مُدة إمامته ( عليه السلام ) :

( 10 ) سنوات .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


حُكَّام عصره ( عليه السلام ) :

معاوية بن أبي سفيان( لعنه الله).

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


تاريخ شهادته ( عليه السلام ) :

( 7 ) صفر 49 هـ ، وقيل : ( 28 ) صفر 50 هـ .

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

مكان شهادته ( عليه السلام ) :

المدينة المنورة

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

سبب شهادته ( عليه السلام ) :

قُتل ( عليه السلام ) مسموماً بأمر من معاوية على يد زوجته

جُعدة بنت الأشعث (لعنها الله )

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

محل دفنه ( عليه السلام ) :

المدينة المنورة

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

قال الإمام الحسن المجتبى –عليه السلام-

في وصيّته لأخيه الحسين الشهيد –عليه السلام-:

(هذا ما أوصى به الحسن بن عليّ إلى أخيه الحسين بن علي، أوصى أنه: يشهد أن لا إله إلا الله

وحده لا شريك له، وأنّه يعبده حقّ عبادته، لاشريك له في الملك، ولا وليّ له من الذلّ، وأنه خلق كلّ

شيء،فقدّره تقديراً، وأنّه أولى من عبد، وأحقّ مَن حُمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن

تاب إليه إهتدى، فإنّي أوصيك ياحسين بمن خلّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك: أن تصفح عن سيّئهم،

وتقبل من مُحسنهم وتكون لهم خلفاً ووالداً. وأن تدفنّي مع رسول الله فإنّا أحقّ به، وببيته ممّن أدخل

بيته بغير إذنه،

ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله فيما أنزله على نبيّه في كتابه{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا

بُيُوتَ النبي إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ} (1)فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءه مالإذن

في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرّف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الامرأة،

فأنشدك بالله وبالقرابة التي قرّب الله عزّ وجلّ منك، والرحم الماسّة من رسول الله: أن لا تريق فيّ

محجمةٍ من دم، حتّى نلقى رسول الله، فنختصم اليه، ونخبره بما كان من النّاس إلينا من بعده).

http://img339.imageshack.us/img339/7460/18475621.gif

ارجوا من الاخوات عدم الرد على الموضوع الا بعد اكتماله


يتبع

..

..
.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 02:31 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
اللهم صلي على محمد وال محمد

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

% لهذه الأسباب صالح الإمام الحسن (عليه السلام) معاويه %

إن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية هو بالتأكيد معالجة نظر فيها الإمام (عليه السلام) إلى

المصلحة الإسلامية، وبالرجوع قليلاً إلى الوراء نجد أن هذه الحادثة لا تنفصل مطلقاً عن مجموعة أحداث شكلت فيما

بعد صراعاً داخل الجسد الإسلامي الواحد، ولعل معاوية بن أبي سفيان وجد فرصة ثمينة في توجيه الاختراق الذي

حصل بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مباشرة. حيث استثمر الأحداث لصالحه بعد أن أعدّ لنفسه جيشاً

وسلطاناً بعيداً عن مركز الدولة الإسلامية، وقد وجد في دم عثمان ذريعة للتمرد على قرار الحل والعقد، واستعداده

للتصادم مع الإمام علي (عليه السلام) ثم مع الإمام الحسن (عليه السلام) عسكرياً.


لا شك أن معاوية قد استغرق في إعداد حكمه وجيشه فترة طويلة، وتمرن على المناورة السياسية، واستمكانه لجيش

جرار تحت قيادته بطرق مختلفة حقق من خلالها طاعة جيش الشام له، وحيث اعتمد على كل الأساليب غير الشرعية

من أجل تمويه وعي الأفراد المنخرطين في جيشه، فقد بدأ على أهبة الاستعداد لدخول أي معركة مفاجئة.



أما الإمام الحسن (عليه السلام) فقد تولى أمة عصفت بها الأحداث والفتن، وبدأت تختلف على الفتن وتلتقي أحياناً

على المبررات المموهة بأحابيل وسلطة الشام، وهكذا تداعت الأحداث بشكل عجيب بحيث أوصلت معاوية على رأس

سلطة تستحوذ على كل موازين القوة، بينما جاء الإمام الحسن (عليه السلام) ليجد نفسه أمام مرحلة طويلة من

الإعداد، وترميم مواقع سياسية وعسكريّة وحتى اقتصاديّة واجتماعية مرتبكة.

ولأن قرار الحرب بين السلطة الشرعية للإمام الحسن (عليه السلام) وبين التمرد الذي يمثله موقع معاوية في

الشام يخدم الثاني بسب الفترة الطويلة نسبياً في إعداد سلطانه وجيشه وحتى إدارته، فإن الصلح كان نتيجة طبيعية

لاختلال موازين القوى بين الطرفين وإدراكاً من الإمام الحسن (عليه السلام) بضرورة حفظ كيان الإسلام وصيانة

وجوده المتمثل بالدولة الإسلامية آنذاك.

لكن قرار الصلح كغيره من قرارات القيادة الشرعية لم يكن موقف خال من المبررات الموضوعية التي تجعله قراراً

صائباً وسليماً في مرحلة تعتبر من ضمن أخطر المراحل التي مرت بها التجربة الإسلامية الفتية آنذاك. ولهذا لعبت

أربع عوامل في تحديد قرار الصلح سنذكرها بإيجاز.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif


أولاً: شرعية الصلح.

إذا كان الإجراء ـ أي إجراء ـ يتعلق بالمصلحة الإسلامية العليا، فمن الطبيعي أنه ينطبع بالطابع الشرعي، أي لا

إشكال في اتخاذه من الناحية الشرعية، أما إذا عرفنا أن صاحب هذا الإجراء هو الإمام السن (عليه السلام) وهو

إمام قام أو قعد، فلك أن تتصور الحكمة التي يتضمنها قرار بهذا المستوى.

فالإمام (عليه السلام) كان يحتل موقعاً قيادياً ليس من ذلك النوع الذي يتم الاستحواذ عليه بالقوة والقهر كما هو

الحال في تمرد معاوية على الشرعية الإسلامية، وحيث تجد العصمة والإمامة في شخصية الإمام الحسن، فضلاً

عن السيرة والتربية التي نهل بها من الوحي ونبوة جده (صلّى الله عليه وآله)، ومن الإمامة وولاية أبيه

(عليه السلام) فإن قيادة الإمام الحسن (عليه السلام) كانت تدرك مصلحة الإسلام من أدق تفاصيلها، ولذلك

(كان الصلح أمراً ضرورياً يحتمه الشرع ويلزم به العقل) (1).

إن الدولة الإسلامية آنذاك كانت بأمس الحاجة إلى هدوء أوضاعها الداخلية بعد أن أدت الاضطرابات التي سبقت

صلح الإمام الحسن في نضوج الفتن الصفراء التي شغلت الدولة عن الجبهة الخارجية، واستمرار معاوية في

البحث عن الزعامة على حساب أشلاء المسلمين يؤدي بالتأكيد إلى إحداث شروخ عميقة في جسد الأمة، فضلاً عن

الانقسامات التي تعني في نهايتها خطورة وضع الدولة أمام الأعداء الطامعين في تمزيقها وتناثرها، ولهذا كان من

الطبيعي أن يدرك الإمام الحسن (عليه السلام) خطورة هذا الوضع، حيث أصبح أمام خيارين هما:

إما أن يتنازع مع معاوية فتأتي النتائج لغير صالح الإسلام بالمرة.

وإما أن يميل إلى الصلح ويحفظ الوجود الإسلامي على الأقل، ويمارس عميلة الإصلاح خارج أداة الدولة، وهكذا فعل.

هذا وقد أدرك الإمام (عليه السلام) أن الأوضاع القائمة لا تساعده في حسم الموقف حتى إذا افترضنا أنه سيقدم

تضحيات على هذا الجانب، ذلك أن الأمة الإسلامية تعرضت لهزات عنيفة في الداخل عندما نشط المغرمون في

السلطة، وأصبحت ظاهرة نشوء القيادات والأحزاب واقع قائم احتدم فيه الصراع بشكليه المسلح وغير المسلح.

ولمّا كان الإمام الحسن (عليه السلام) إمام بشهادة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): (الحسن والحسين

إمامان قاما أو قعدا) و(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) (2). فليس من المعقول أن يبتعد قرار الإمامة

السياسي - وفي حادثة تشكل منعطفاً خطيراً على مستقبل الإسلام والدولة الإسلامية - عن المصلحة الإسلامية، هذا

على أن الإمام الحسن قد عاصر فترة من أشد الفترات سخونة في تاريخ الدولة الإسلامية وتابع عن كثبت التقلبات

السياسية التي حصلت بعد وفاة جده (صلّى الله عليه وآله) واطلع عن قرب على قرارات الإمامة والقيادة، ومواقفها

تجاه الأحداث العاصفة، وأحاط بكل التفاصيل التي عالجها أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).


ومن هنا يبدو تصرف الإمام الحسن (عليه السلام) خلاصة لفهم واقعي عن وضع معقد جداً، وحكمة بالغة للحفاظ

على الدولة الإسلامية، ذلك أن حكم معاوية ووجوده على رأس السلطة إذا كان يتضمن ضرراً واضحاً على التجربة

الإسلامية الحديثة، فإن الصراع الذي يهدد الوجود الإسلامي برمته هو بالتأكيد الضرر الأكبر، وعندئذ يكون أهون

الشرين هو الصلح.

ثم إن الفترة الزمنية التي أمضاها معاوية في الحكم بدمشق مكنته من إعداد جيش قوي، وتوفير إمكانات كافية لإعلان

الانفصال عن الدولة المركزية كاحتمال وارد إذا لم يستطع حسم الصراع لصالحه، أضف إلى ذلك أن واقع الأمة

الإسلامية وتراكم الأحداث وتداعيها بتلك الصورة ربما كان لا يسمح للإمام الحسن الدخول في مواجهة مسلحة مع

معاوية، ولهذا وذاك بقاء الدولة الإسلامية التي تتبنى الإسلام كقاعدة فكرية لها أفضل من كل النتائج الأخرى.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

ثانياً: الظروف.

لا شك أن الظروف تتحكم بدرجة كبيرة في اتخاذ القرار، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن القرار السياسي يؤسس على

حسابات الظروف القائمة والمتوقعة حتى مع توفر أسبابه الموضوعية الأخرى، ولذلك فإن هذه المسألة شكلت ظاهرة

طبيعية حتى في قرارا الرسول (صلّى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) الظروف غير المؤاتية هي التي

أجلت قرار الحرب عند الرسول مثلاً، في حين أصبح تغيّر بعض الظروف سبباً في الانتقال إلى المواجهة العسكرية مع

الكفار، وهكذا مع الإمام علي (عليه السلام) أيضاً.

فالظروف مرة تكون بهيئة عوامل مساعدة لاتخاذ القرار، ومرة أخرى تكون بهيئة معوقات ضد القرار، ومن هنا يمكن

تقسيمها إلى نوعين.. ظروف سلبية وأخرى إيجابية.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif


الظروف السلبية

وهي تلك العوامل والتغيرات التي حصلت في الواقع القائم والتي كانت لغير صالح اتخاذ قرار الحرب من قبل الإمام

الحسن (عليه السلام) ومنها:

1ـ عدم توفر الحشد العسكري المؤمن الذي يكافئ جيش معاوية ويتفوق عليه، ويمكن أن تلمس ذلك وبدقة من خلال

قول الإمام (عليه السلام) نفسه حيث قال: (والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصاراً، ولو وجدت أنصاراً

لقاتلته ليلي ونهاري) (3).


2ـ فقدان وحدة الرأي في جيش الإمام. إذ أن أخطر مظاهر تفكك الجيش هي توزع الرأي على عدة اتجاهات، ولما كان

جيش الإمام الحسن خليط من مختلف الاتجاهات والفئات، فإن دخول المعركة بجيش تحكمه الاجتهادات المتنوعة

والآراء المختلفة وعدم انضباطه بالقرار المركزي للقيادة هو أشبه بعملية الانتحار، ولذلك نجد أن الإمام الحسن

(عليه السلام) لا يعتبر أن أهل الكوفة مؤهلين كي يدخل المعركة بهم.. يقول (عليه السلام): (إني رأيت أهل الكوفة

قوماً لا يوثق بهم، وما اغتر بهم إلا من ذل، ليس رأي أحد منهم يوافق الآخر) (4).

3ـ تواطؤ كثير من أفراد الجيش مع معاوية، حيث كتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية: (فإنا معك وإن شئت أخذنا

الحسن وبعثناه إليك) (5).

4ـ سريان الفتن والإشاعات داخل صفوف الجيش بسبب نفوذ الدعايات التي يبثها معاوية في أوساط جيش الإمام

الحسن كجزء من الحرب النفسية لتثبيط عزيمة الجيش وتفكيكه من الداخل، منها على سبيل المثال تلك الشائعة التي

سرت قبل أن يصالح الإمام الحسن (عليه السلام) معاوية والتي مفادها (إن الحسن يكاتب معاوية على الصلح،

فلم تقتلون أنفسكم) (6).

5ـ تمايل الجيش نحو الصلح وعدم رغبته في القتال، حيث أن الحرب النفسية التي شنها معاوية عن طريق شراء

الذمم وتجنيد الخونة أدت إلى تثاقل الأفراد، وهروب بعضهم إلى جانب معاوية ممّا أدى إلى خلخلة الجيش من الداخل

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

الظروف الإيجابية

وهي تلك الظروف التي يمكن اعتبارها عوامل مساعدة لتحرك موقع الإمامة القيادي الذي تمثل بشخص الإمام

السن (عليه السلام) وإذا استذكرنا عوامل السلب الكثيرة في حالة اتخاذ قرار الحرب، ومنازلة معاوية، لم يبق

أمام الإمام الحسن (عليه السلام) إلا استثمار الظروف الإيجابية وهي تلك التي شجّعت الإمام (عليه السلام)

على الصلح أملاً في استثمار الشروط التي أدرجها الإمام في وثيقة الصلح مع معاوية.


فالإمام (عليه السلام) أمامه فرصة موافقة معاوية على شروطه، حيث عندها يستطيع أن يصلح الأوضاع قدر

المستطاع باتجاه تعزيز وجود الدولة الإسلامية وجمع شتات الأمة ورص صفوفها وتوحيد كلمتها على النحو الذي يتم

فيه تطهير مفاصل الدولة ومؤسساتها من وجود العابثين والظواهر القاتلة التي أوجدوها. هذا على أن معاوية إذا لم

يف بالشروط التي يوقعها فإن هذا النكث يشكل عاملاً مهماً في كشف زيف معاوية أمام الرأي العام، وبالتالي يكسب

الإمام الحسن (عليه السلام) المعركة السياسية على الأقل.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

شروط الإمام الحسن (عليه السلام)

اشترط الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية: (ترك سب أمير المؤمنين والعدول عن القنوت عليه في

الصلوات، وإن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق حقه) (7).



وصالحه على: (أن يسلّم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلّى الله عليه وآله)

وسيرة الخلفاء الصالحين، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً، وعلى أن أصحاب علي

وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم) (8).

وبايعه على أن: (لا يسميه أمير المؤمنين، ولا يقيم عنده شهادة، وعلى أن لا يتعقّب على شيعة علي شيئاً، وعلى أن

يفرّق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل وأولاد من قتل أبيه بصفين ألف ألف درهم وإن يجعل من خراج دار ابجرد)

(9).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

وعود معاوية

وعد معاوية الإمام الحسن (عليه السلام) بوعود عديدة منها: لك الأمر من بعدي، ولك ما في بيت مال العراق من

مال بالغاً ما يبلغ تحمله إلى حيث أحببت، ولك خراج أي كور العراق شئت، ومعونة لك على نفقتك، يجبيها أمينك

ويحملها إليك في كل سنة، ولك أن لا نستولي عليك بالإساءة، ولا نقضي دونك بالأمور، ولا نعصي في أمر أردته به

طاعة الله) (10).

وهذه الشروط والوعود تفرض منطقياً على كل من يفاضل بين الحرب والصلح، أن يختار الصلح مع تلك الظروف

والموازنة العسكرية غير المتكافئة لغير صالح الإمام الحسن (عليه السلام) وإلا فإن معاوية سيستلم السلطة إما

بانتصاره العسكري أو بقتل الإمام الحسن (عليه السلام) من قبل عملائه المندسين في جيش الإمام أو بسره،

وفي النتيجة ستؤول السلطة إلى معاوية دون أي شروط أو قيود تقيّده أمام المسلمين.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

ثالثاً: المصلحة العامة للمسلمين.

قرار الصلح انطوى على مصلحة عامة للمسلمين وللحركة التاريخية الإسلامية، وإذا كان لأي حكم شرعي مصلحة

يتضمنها فمن باب أولى أن يكون لأخطر موقف وهو الصلح وفي تلك الظروف الحساسة المصلحة على المدى القريب

والبعيد، وأهم مصاديق المصلحة الإسلامية العامة هي:


أ) وحدة الدولة والمجتمع

قل الإمام علي (عليه السلام): (ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبون في الفرقة) (11).

ووقوع التصادم العسكري ينتهي حتماً إلى إحدى النتيجتين وهي أمام قيام دولتين، أو انتصار أحد الطرفين وخروجه

من المعركة ضعيفاً فتتشتت الدولة والمجتمع، وكلاهما خسارة فادحة.

ب) حقن الدماء وإطفاء نار الفتنة

عندما تواجه الدولة الإسلامية أخطاراً خارجية، فإن الصراع الداخلي هو في الحقيقة كارثة تضع مستقبل الدولة في

مهب الريح، وعليه فإن حقن دماء المسلمين وتوجيه قوتهم نحو الخارج لا شك إنها قضية تستوجب النظر إليها في

إطار المسؤولية والحرص على كيان الأمة والإمام الحسن (عليه السلام) يدرك النتائج التي سببها عصيان معاوية

والمعارك الطاحنة التي دارت رحاها في الداخل من قبل، ويدرك أيضاً أن وضع الدولة الإسلامية ربما لا يحتمل صراعاً

من هذا النوع، فأراد أن يحقن الدماء أملاً في تصحيح المسيرة، وهو مكسب بلا شك كبير وضعه الإمام (عليه

السلام) من جملة أهداف الصلح.

يقول (عليه السلام): (وقد رأيت أن حقن الدماء خير من سفكها، ولم أرد بذلك إلا إصلاحكم وبقاءكم) (12).

ج) الحفاظ على الوجود الإسلامي

إذا كان لكل حرب استحقاقاتها الخاصة، فإن دخول الإمام الحسن (عليه السلام) في حرب مع معاوية بن أبي

سفيان يعني وضع جميع إمكانات الدولة الإسلامية وقوتها العسكرية في صراع يأكل الوجود الإسلامي من الداخل،

وبالتالي سيكون هذا الوجود ضعيفاً منهكاً يتهاوى لمجرد أي ضربة متوقعة من الخارج، أو فتنة من الداخل وعليه فقد

خطر الصلح في نفسه لأول مرة، كيف لا والإسلام يواجه خطر أعدائه إلى جانب خطر المفروضين عليه باسمه (13).



د) المتفرغ لتصحيح المسار

الصلح يعني بقاء الصفوة الخيرة في وسط الأمة من أجل تنظيم صفوفها وتنسيق برامجها في الإصلاح والتغيير وتحكيم

المفاهيم والقيم الإسلامية الأصيلة والوقوف بوجه الزيف والتدليس وتحجيم الانحراف والتآمر على الإسلام باسمه.

والإمام الحسن (عليه السلام) عندما هادن معاوية وتنازل عن الحكم اتجه إلى تغيير الأمة وتحصينها من الأخطار

التي كانت تهددها والإشراف على القاعدة الشعبية وتوعيتها بمتطلبات الشخصية الإسلامية وتعبئتها بمستوى التغيير

الرسالي للإسلام ولبعث الأمة من جديد (14).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif


رابعاً: مصلحة خط الإمامة.

لقد واجه الخطر العلوي ومنذ اللحظات الأولى لوفاة الرسول إلى محاولات كثيرة لتحديده عن واقع الممارسة السياسية

رغم أن وصايا الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) تتضمن إشارات ونصوص واضحة وصريحة على ضرورة تفعيل

دور الإمام في الحياة الإسلامية وتمكينها من واقع المسلمين بما يحفظ وجود الدولة وديمومة الإسلام. ولأن وجود

هذا الخط هو من الضرورات التي تستوجب التضحيات فلابدّ أن يحفظ الإمام الحسن (عليه السلام) هذه القضية

بدقة أثناء مواجهته مع معاوية.


وحيث أن القاعدة العريضة من الأمة التي اندرجت في خط الشرعية الإسلامية تحتاج إلى القائد الذي يوجه سلوكها

وحركتها نحو أهداف الإسلام الكبرى، فإن وجود القائد الإمام المعصوم يعد من أوليات حفظ هذا التيار الشرعي

وتدعيم حركته نحو وضع التحرك الإسلامي العام في إطاره الصحيح، ولهذا فإن الصلح إذا كان يعني المحافظة على

الصفوة الخيرة من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، فهو أيضاً يجعل القيادة المعصومة حاضرة في الأحداث وفي

المسيرة بما يحفظ الشرعية الواعية للأمة وتوسيع قاعدتها، وتوجيه الدولة والأمة صوب المسار الصحيح لحركتها.



وبملاحظة شروط الإمام نجد أنه (عليه السلام) استطاع أن يصنع له دوراً بارزاً في حركة الواقع الإسلامي، وقد

دعم هذا الوجود بلفت انتباه الأمة له من خلال عدم اعترافه بشرعية معاوية (15). وحينما نفحص الشرط الآخر

للإمام (عليه السلام) وهو الذي ينص على حرية الإمام والشيعة في الاعتراض على معاوية وولايته فإننا سنجد

أن الإمامة وقاعدتها ستوسع من نشاطها السياسي والإعلامي باتجاه توعية الأمة وتصحيح فهمها وفضح الممارسات

الشاذة للسلطة الأموية. وهو عين إعداد الأمة في مناخ سياسي يسمح بالحركة السياسية.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

أخيراً: إن جواز الصلح شرعاً، ولضغط الظروف القاهرة، وحفاظاً على المصلحة الإسلامية العليا.. كل ذلك جعل

الإمام يدفع الحرب بالصلح ضمن شروط وضعت على أساس خدمة الأهداف الإسلامية، وإذا ضحى الإمام (عليه

السلام) بالسلطة الفوقية من أجل سلامة البنى التحتية، فإن الواقع الذي يعيشه المسلمون في العصر الراهن هو في

الحقيقة استمرار لذلك الموقف المسؤول الذي اتخذته الإمامة المعصومة.

http://img695.imageshack.us/img695/7034/81045593.gif

الهوامش والمصادر:

1- القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسن، ط4، 1399، هـ ص219.

2- كنز العمال، ج12، ص112.

3- بحار الأنوار، ج44، ص147، ط2 المصححة، بيروت، 1403هـ.

4- نفس المصدر السابق، ص24.

5- نفس المصدر السابق، ص45.

6- شرح نهج البلاغة، ج4، ص15.

7- بحار الأنوار، ج44، ص48.

8- نفس المصدر، ص65.

9- بحار الأنوار، ج44، ص3.

10- شرح نهج البلاغة، ج16، ص36.

11- الإرشاد للشيخ المفيد، ص169.

12- القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسن، ص264.

13- سليمان كامل، الحسن بن علي دار الكتاب اللبناني، 1979، ص105.

14- الأديب عادل، دور أئمة أهل البيت في الحياة الإسلامية، 1408هـ، 198.

15- كان ذلك شرطاً من شروط الصلح حينما رفض الإمام أن يسمي معاوية أمير المؤمنين.

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

ارجوا من الاخوات عدم الرد على الموضوع الا بعد ان يكتمل

يتبع

..

..

.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 02:40 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

الامام الحسن نور من نور


:: الإمام الحسن (عليه السلام) كلمة على ثغر الزمان ::

الحديث عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) سرّ الروح في آفاقها الواسعة الصافية النقية،

وعمق الإنسانية المتحرّكة بالخير كلّه والحق كله والعدل كله، ومعنى الحكمة في مواجهة حركة الواقع في سلبياته

وإيجابياته، وشمولية العطاء في رعاية المحرومين من حوله، وسموّ الأخلاق التي تحتضن كل مشاعر الناس بكل

اللهفة الحانية في مشاعرها، وتتحرك في مواقع العصمة في سلوكه في نفسه ومع ربه ومع الناس ومع الحياة.



وها نحن بين يدي الإمام الحسن متحيرون بمن نبدأ؟ وبماذا ننتهي؟ لأنه بحر متلاطم بالفضائل والمكرمات وينبوع

جار مدى الحياة. وسوف ننهل مع القارئ من ذلك الينبوع الحسيني سلسبيلاً فراتاً ولو قليلاً.

الإمام الحسن (عليه السلام) في عالم النور:

إن الإمام الحسن (عليه السلام) واحد من عظماء آل محمد (عليهم السلام) وأحد أغصان الدوحة النبوية،

وامتدادٌ من الرسالة المحمدية، فهو (عليه السلام) مسارٌ لذلك النور الإلهي المتمثل بالرسول الأكرم (صلى الله عليه

وآله)، وهذا النور كان موجوداً قبل أن يخلق الله الدنيا بسبعة آلاف عام.


هذا المحدث البحراني السيد هاشم (قدس سره) يحدثنا في كتابه (حلية الأبرار: ج1 ص493، ط/ بيروت) معنعناً عن

أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله (عز وجل) خلقني وعلياً وفاطمة

والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. قلت: فأين كنتم يا رسول الله؟ قال: قدّام العرش نسبّح الله

ونحمده ونقدسه ونمجّده، قال: قلت: على أي مثالٍ؟ قال: أشباح نور، حتى إذا أراد الله (عز وجل) أن يخلق صورنا

صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا

سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلما صيرنا في صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين فجعل

نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة، والنصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد

فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة علياً (عليه السلام)، ثم أعاد الله (عز وجل) العمود إليّ فخرجت مني فاطمة - أي

الزهراء - ثم أعاد الله (عز وجل) العمود إليه فخرج منه الحسن والحسين يعني النصفين جميعاً، فما كان من نور

علي فصار في ولد الحسن وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة.

http://img826.imageshack.us/img826/8384/84239996.gif

يتبع

..

..

.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 02:55 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
مِن معاجز الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام

http://img13.imageshack.us/img13/1851/83752319.gif


• عن الأعمش، عن أبي بُرَيدة، عن محمّد بن حجارة قال:

رأيتُ الحسنَ بن عليّ ( عليهما السّلام ) وقد مرّت به صريمةٌ من الظِّباء، فصاح بهنّ فأجابَتْه كلُّها بالتلبية.. حتّى

أتتْ بين يديه (1).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد يقول: سمعتُ محمّد بن إسحاق يقول: كان الحسن والحسين ( عليهما

السّلام ) طفلَين يلعبان، فرأيتُ الحسنَ وقد صاح بنخلةٍ فأجابتْه بالتلبية.. وَسَعتْ إليه كما يسعى الولدُ إلى والده (2).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• عن قدامة بن رافع، عن أبي الأحوص مولى أُمّ سلمة قال: إنّي مع الحسن ( عليه السّلام ) بعرفات ومعه

قضيب، وهناك أُجراء يحرثون.. فكلّما هَمّوا بالماء ( أو: حين عَلِم همَّهم ) يضرب بقضيبه إلى الصخر فينبع لهم

الماء، واستخرج لهم طعاماً (3).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• عن محمّد بن إبراهيم قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبيدالله بن العبّاس بن الإمام عليّ عليه

السّلام قال: حدّثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قالوا: جاءت أمُّ أسلم إلى النبيّ صلّى

الله عليه وآله وهو في منزل أمّ سلمة، فسألَتْها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت:


خرج في بعض الحوائج والساعة يجيء. فانتظرَتْه عند أمّ سلمة حتّى جاء صلّى الله عليه وآله، فقالت أمّ أسلم: بأبي

أنت وأُمّي يا رسول الله، قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلَّ نبيٍّ ووصيّ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته، ووصيٌّ بعد موته

كذلك، فمَن وصيُّك يا رسولَ الله ؟

فقال لها: يا أمَّ أسلم، وصيّي في حياتي وبعد موتي واحد. ثم قال لها: يا أمَّ أسلم، مَن فعَلَ فِعْلي فهو وصيّي. ثمّ ضرب

بيده إلى حَصاةٍ مِن الأرض ففركها بإصبعه فجعَلَها شبه الدقيق، ثمّ عجَنَها ثمّ طبعها بخاتمه ثمّ قال: مَن فعَلَ فِعْلي هذا

فهو وصيّي في حياتي وبعد موتي.

قالت: فخرجتُ من عنده، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ رسول الله صلّى

الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا أمَّ أسلم. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه

ثمّ قال: يا أمَّ أسلم، مَن فعل فِعْلي هذا فهو وصيّي.

فأتيتُ الحسن عليه السّلام وهو غلام، فقلت له: يا سيّدي، أنت وصيّي أبيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم. وضرب بيده

وأخذ حصاةً، وفعل بها كفعلِها. فخرجتُ مِن عنده فأتيتُ الحسينَ عليه السّلام، وإنّي أستصغره لِسنّه، فقلت له: بأبي

أنت وأُمّي، أنت وصيُّ أخيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم، ائتيني بحصاة. ثمّ فعَلَ كفعلهم.

فعُمِّرتْ أمُّ أسلم حتّى لَحِقتْ بعليّ بن الحسين عليهما السّلام بعد قتل الحسين عليه السّلام في منصرفه، فسألته:

أنت وصيُّ أبيك ؟ فقال: نعم. ثمّ فعل كفعلهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) (4).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

كرامات باهرة:


• روى الشيخ محمّد بن عليّ العامليّ في كتاب ( تحفة الطالب ) نقلاً عن كتاب ( المصابيح ) من كتب العامّة، عن زين

بن أرقم قال:

سبعُ حَصِيّاتٍ سبّحنَ في كفّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فوضَعَها في يد الحسن ابن عليّ عليه السّلام

فسَبّحنَ كما سبّحن في كفّه، ثمّ وضعها في كفّ الحسين عليه السّلام فسبّحن في كفّه. وكلُّ مَن حضر مِن الصحابة

أخذ الحصيّات ولم يسبّحن في أيديهم، فسُئل عليه السّلام عن ذلك فقال: الحصى لا يسبّحن إلاّ في كفّ نبيّ، أو وصيِّ

نبيّ (5).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• قال أبو جعفر الطبريّ محمّد بن جرير: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: حدّثنا سلمة بن محمّد قال: أخبرنا

محمّد بن عليّ الجاشي قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي الخُدْريّ قال: رأيتُ الحسنَ بن

عليٍّ ( عليه السّلام ) وهو طفل.. والطير تُظِلّه، ورأيتُه يدعو الطيرَ فتُجيبه! (6)

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• عن أبي السعادات في ( الفضائل ) أنه أملى الشيخ أبو الفتوح في مدرسة الناجية، أنّ الحسن بن عليّ عليهما

السّلام كان يحضر مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ابنُ سبع سنين، فيسمع الوحيَ فيَحفَظُه، فيأتي أُمَّه

فيُلقي إليها ما حَفِظه.


فلمّا دخل عليٌّ عليه السّلام وجدَ عندها عِلْماً، فسألها عن ذلك فقالت: مِن ولدك الحسن. فتخفّى يوماً في الدار وق

د دخل الحسن وكان سمع الوحي، فأراد أن يُلقيَه فأُرْتِج عليه.. فعَجِبت أمُّه من ذلك، فقال لها: لا تعجبي يا أماه؛ فإنّ

كبيراً يسمعني، واستماعه قد أوقفني. فخرج عليٌّ عليه السّلام فقبّلَه.

وفي روايةٍ أخرى قال الحسن عليه السّلام: يا أُمّاه، قَلّ بياني، وكَلَّ لساني، لعلّ سيّداً يرعاني! (7)

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• ادّعى رجلٌ على الحسن بن عليٍّ عليهما السّلام ألفَ دينار كذباً، ولم يكن عليه، فذهبا إلى شُرَيح ( القاضي )،

فقال شريح للحسن: أتحلف ؟ قال: إن حلف خصمي أُعطيه، فقال شريح للرجل: قلْ: بالله الذي لا إله إلاّ هو عالِمُ

الغيب والشهادة. فقال الحسن: لا أُريد مِثل هذا، قل: بالله أنّ لك علَيّ هذا، وخُذِ الألف. فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير،

فلمّا قام خرّ إلى الأرض ومات! فسُئل الحسنُ عن ذلك فقال: خشيتُ أنّه لو تكلّم بالتوحيد يُغفَر له يمينُه ببركة التوحيد

ويَحجِبُ عنه عقوبة يمينه (8).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• وعن محمّد بن إسحاق بالإسناد، في حديثٍ: أنّ أبا سفيان قال لفاطمة، والحسن يدرج وهو ابنُ أربعة عشر شهراً:

يا بنتَ محمّد، قولي لهذا الطفل يكلّم لي بجدّه، فقال الحسن: يا أبا سفيان! قلْ: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله.. حتّى

أكونَ لك شفيعاً. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: الحمدُ لله الذي جعَلَ في آل محمّدٍ نظيرَ يحيى بن زكريا وآتَيناهُ الحُكْمَ

صَبِيّاً (9).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

الإخبار بالمغيّبات:

• قال الطبريّ: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد البلويّ قال: حدّثنا عمّار بن زيد المدنيّ، حدّثني إبراهيم بن سعيد

ومحمّد بن مسعر كلاهما عن محمّد بن إسحاق صاحب ( المغازي )، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن عبّاس قال:

مرّت بالحسن بن عليّ ( عليه السّلام ) بقرة، فقال: هذه حُبلى بعِجْلةٍ أُنثى، لها غرّة في جبهتها ورأس ذَنَبِها أبيض.

فانطلقنا مع القصّاب، فلمّا ذبحها وجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوَ ليس الله عزّوجلّ يقول: « ويعلم

ما في الأرحام » ؟ فكيف علمتَ هذا ؟! فقال: إنّا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطّلع عليه مَلَك مقرَّب ولا

نبيّ مرسل غيرَ محمّدٍ وذريّته عليهم السّلام (10).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• روى أبو أُسامة زيد الشحّام عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال:


خرج الحسن بن عليّ عليهما السّلام إلى مكّة سنةً من السنين حاجّاً حافياً، فورمَتْ قدماه، فقال له بعضُ مَواليه:

لو ركبتَ لَسَكن عنك بعضُ هذا الورم الذي برِجْلَيك. قال: كلاّ، ولكنْ إذا أتيتَ المنزل فإنّه لَيستقبلك أسْودُ معه دُهْن لِهذا

الداء، فاشترِ منه ولا تُماكِسْه. فقال له مولاه: بأبي أنت وأمّي، ما قُدّامَنا منزل فيه أحدٌ يبيع هذا الدواء، فقال: بلى، إنّه

أمامك دون المنزل.

فسار ميلاً فإذا هو بالأسود، فقال الحسن عليه السّلام لمولاه: دونَك الرجل، فخُذْ منه الدُّهن وأعطه الثمن، فقال

الأسود للمولى: يا غلام، لمَن أردتَ هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن عليّ، فقال: انطلقْ بي إليه. فانطلق به فأدخله إليه،

فقال له: بأبي أنت وأمّي، لم أعلم أنّك تحتاج إليه ولا أنّه دواء لك، ولستُ آخذُ له ثمناً، إنّما أنا مولاك، ولكنِ ادعُ اللهَ

أن يرزقني ذَكَراً سَوِيّاً يُحبّكم أهلَ البيت؛ فإنّي خلّفتُ امرأتي وقد أخذها الطلق. قال: انطلقْ إلى منزلك؛ فإنّ الله تبارك

وتعالى قد وهب لك ذَكَراً سويّاً، وهو لنا شيعة.

فرجع الأسود فورَه، فإذا أهلُه قد وضعت غلاماً سويّاً، فعاد إلى الحسن فأخبره بذلك، ودعا له وقال له خيراً. ومسح

الحسن رجلَيه بذلك الدهن، فما برح مِن مجلسه حتّى سكن ما به ومشى على رِجلَيه.


ورُويَ أنّ ذلك المولود هو السيّد إسماعيل بن محمّد الحِمْيريّ شاعر أهل البيت عليهم السّلام (11).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• وروى ابن شهرآشوب بإسناده عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام أنّه قال: كان الحسن بن

عليّ جالساً فأتاه آتٍ فقال: يا ابن رسول الله، قد احترقتْ دارُك! قال: لا، ما احترقت. إذ أتاه آتٍ فقال: يا ابنَ رسول الله،

وقد وقعت النار في دارٍ إلى جَنْب دارك حتّى ما شككنا أنّها ستُحرِق دارك، ثمّ إنّ الله صرفها عنها (12).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جَدّه عليهم السّلام، أنّ الحسين بن عليّ بن أبي

طالب عليهما السّلام دخل يوماً إلى أخيه الحسن عليه السّلام، فلمّا نظر إليه بكى، فقال له: ما يُبكيك يا أبا عبدالله ؟

فقال: أبكي لما يُصنَع بك. فقال له الحسن عليه السّلام:

إنّ الذي يُؤتى إليّ سُمٌّ يُدَسّ إليَّ فأُقتل به، ولكنْ لا يوم كيومِك يا أبا عبدالله! يَزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجلٍ يَدّعون أنّهم

مِن أُمّة جَدِّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، وينتحلون دِينَ الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاكِ حرمتك،

وسَبْي ذراريك ونسائك، وأخذِ ثِقْلك، فعندها تحلّ ببني أُميّة اللعنة، وتمطرُ السماءُ رماداً ودماً، ويبكي عليك كلُّ شيء..

حتّى الوحوش في الفلوات، والحِيتانُ في البحار (13).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• عن الحسن بن علاء، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: إنّ الحسن عليه السّلام قال لأهل بيته: أنا

أموت بالسمّ كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالوا: ومَن يفعل ذلك بك، قال: امراتي جعدة بنت الأشعث بن

قيس ( وفي رواية: جاريتي أو امرأتي )، فإنّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك، فقالوا: أخرِجْها مِن منزلك، وباعِدْها

عن نفسك، قال: كيف أُخرجها ولم تفعل بعدُ شيئاً ؟! ولو أخرجتُها ما قتلني غيرها، وكان لها عذرٌ عند الناس. ( وفي

رواية: هيهاتَ مِن إخراجها ومَنيّتي على يدها! ما لي منها مَحيص، ولو أخرجتُها ما يقتلني غيرها، كان قضاءً مقضيّاً

وأمراً واجباً من الله ).


فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً يُمنّيها أن يُعطيها مائةَ ألفِ درهم أيضاً وضياعاً، ويزوّجها من

يزيد. وحمل شربة سمّ لتسقيها الحسنَ عليه السّلام.

ففي بعض الأيّام انصرف إلى منزل وهو صائم، وكان يوماً حارّاً، فأخرجتْ له وقت الإفطار شربةَ لبن وقد ألقَتْ فيها

ذلك السمّ، فشربها، وقال: يا عدوّةَ الله! قتلتيني قَتَلكِ الله، واللهِ لا تُبصرين خيراً، ولقد غرّكِ وسخر بك، واللهُ يخزيكِ

ويُخزيه!

فمكث عليه السّلام يومينِ ثمّ مضى، فغدر معاوية بها فلم يَفِ لها بما عاهد عليه (14).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• وروى الشيخ المفيد عن عبدالله بن إبراهيم، عن زياد المخارقيّ قال:

لمّا حضرتِ الحسنَ عليه السّلام الوفاةُ استدعى الحسين عليه السّلام وقال: يا أخي، إنّي مُفارقك ولاحقٌ بربّي

عزّوجلّ، وقد سُقيتُ السمَّ ورَميتُ بكَبِدي في الطشت، وإنّي العارف بمَن سقاني السمّ ومِن أين دُهيت، وأنا أُخاصمه إلى

الله عزّوجلّ... فإذا قضيتُ فغمّضني وغسّلْني وكفّنّي، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلّى الله عليه

وآله؛ لأُجدّد به عهداً، ثمّ رُدّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنتِ أسد رضي الله عنها، فادفنّي هناك. وستعلم ـ يا ابن أمّ ـ أنّ

القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيجلبون في ذلك ويمنعونكم منه، وباللهِ أُقسم

عليك أن تُهْريقَ في أمري مِحْجَمةَ دم.. ( وجرى كلُّ ذلك فيما بعد ) (15).

http://img695.imageshack.us/img695/7034/81045593.gif

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 02:56 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
مِن معاجز الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام

http://img13.imageshack.us/img13/1851/83752319.gif


• عن الأعمش، عن أبي بُرَيدة، عن محمّد بن حجارة قال:

رأيتُ الحسنَ بن عليّ ( عليهما السّلام ) وقد مرّت به صريمةٌ من الظِّباء، فصاح بهنّ فأجابَتْه كلُّها بالتلبية.. حتّى

أتتْ بين يديه (1).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد يقول: سمعتُ محمّد بن إسحاق يقول: كان الحسن والحسين ( عليهما

السّلام ) طفلَين يلعبان، فرأيتُ الحسنَ وقد صاح بنخلةٍ فأجابتْه بالتلبية.. وَسَعتْ إليه كما يسعى الولدُ إلى والده (2).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• عن قدامة بن رافع، عن أبي الأحوص مولى أُمّ سلمة قال: إنّي مع الحسن ( عليه السّلام ) بعرفات ومعه

قضيب، وهناك أُجراء يحرثون.. فكلّما هَمّوا بالماء ( أو: حين عَلِم همَّهم ) يضرب بقضيبه إلى الصخر فينبع لهم

الماء، واستخرج لهم طعاماً (3).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

• عن محمّد بن إبراهيم قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبيدالله بن العبّاس بن الإمام عليّ عليه

السّلام قال: حدّثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قالوا: جاءت أمُّ أسلم إلى النبيّ صلّى

الله عليه وآله وهو في منزل أمّ سلمة، فسألَتْها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت:


خرج في بعض الحوائج والساعة يجيء. فانتظرَتْه عند أمّ سلمة حتّى جاء صلّى الله عليه وآله، فقالت أمّ أسلم: بأبي

أنت وأُمّي يا رسول الله، قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلَّ نبيٍّ ووصيّ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته، ووصيٌّ بعد موته

كذلك، فمَن وصيُّك يا رسولَ الله ؟

فقال لها: يا أمَّ أسلم، وصيّي في حياتي وبعد موتي واحد. ثم قال لها: يا أمَّ أسلم، مَن فعَلَ فِعْلي فهو وصيّي. ثمّ ضرب

بيده إلى حَصاةٍ مِن الأرض ففركها بإصبعه فجعَلَها شبه الدقيق، ثمّ عجَنَها ثمّ طبعها بخاتمه ثمّ قال: مَن فعَلَ فِعْلي هذا

فهو وصيّي في حياتي وبعد موتي.

قالت: فخرجتُ من عنده، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ رسول الله صلّى

الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا أمَّ أسلم. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه

ثمّ قال: يا أمَّ أسلم، مَن فعل فِعْلي هذا فهو وصيّي.

فأتيتُ الحسن عليه السّلام وهو غلام، فقلت له: يا سيّدي، أنت وصيّي أبيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم. وضرب بيده

وأخذ حصاةً، وفعل بها كفعلِها. فخرجتُ مِن عنده فأتيتُ الحسينَ عليه السّلام، وإنّي أستصغره لِسنّه، فقلت له: بأبي

أنت وأُمّي، أنت وصيُّ أخيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم، ائتيني بحصاة. ثمّ فعَلَ كفعلهم.

فعُمِّرتْ أمُّ أسلم حتّى لَحِقتْ بعليّ بن الحسين عليهما السّلام بعد قتل الحسين عليه السّلام في منصرفه، فسألته:

أنت وصيُّ أبيك ؟ فقال: نعم. ثمّ فعل كفعلهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) (4).

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif

كرامات باهرة:


• روى الشيخ محمّد بن عليّ العامليّ في كتاب ( تحفة الطالب ) نقلاً عن كتاب ( المصابيح ) من كتب العامّة، عن زين

بن أرقم قال:

سبعُ حَصِيّاتٍ سبّحنَ في كفّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فوضَعَها في يد الحسن ابن عليّ عليه السّلام

فسَبّحنَ كما سبّحن في كفّه، ثمّ وضعها في كفّ الحسين عليه السّلام فسبّحن في كفّه. وكلُّ مَن حضر مِن الصحابة

أخذ الحصيّات ولم يسبّحن في أيديهم، فسُئل عليه السّلام عن ذلك فقال: الحصى لا يسبّحن إلاّ في كفّ نبيّ، أو وصيِّ

نبيّ (5).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• قال أبو جعفر الطبريّ محمّد بن جرير: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: حدّثنا سلمة بن محمّد قال: أخبرنا

محمّد بن عليّ الجاشي قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي الخُدْريّ قال: رأيتُ الحسنَ بن

عليٍّ ( عليه السّلام ) وهو طفل.. والطير تُظِلّه، ورأيتُه يدعو الطيرَ فتُجيبه! (6)

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• عن أبي السعادات في ( الفضائل ) أنه أملى الشيخ أبو الفتوح في مدرسة الناجية، أنّ الحسن بن عليّ عليهما

السّلام كان يحضر مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ابنُ سبع سنين، فيسمع الوحيَ فيَحفَظُه، فيأتي أُمَّه

فيُلقي إليها ما حَفِظه.


فلمّا دخل عليٌّ عليه السّلام وجدَ عندها عِلْماً، فسألها عن ذلك فقالت: مِن ولدك الحسن. فتخفّى يوماً في الدار وق

د دخل الحسن وكان سمع الوحي، فأراد أن يُلقيَه فأُرْتِج عليه.. فعَجِبت أمُّه من ذلك، فقال لها: لا تعجبي يا أماه؛ فإنّ

كبيراً يسمعني، واستماعه قد أوقفني. فخرج عليٌّ عليه السّلام فقبّلَه.

وفي روايةٍ أخرى قال الحسن عليه السّلام: يا أُمّاه، قَلّ بياني، وكَلَّ لساني، لعلّ سيّداً يرعاني! (7)

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• ادّعى رجلٌ على الحسن بن عليٍّ عليهما السّلام ألفَ دينار كذباً، ولم يكن عليه، فذهبا إلى شُرَيح ( القاضي )،

فقال شريح للحسن: أتحلف ؟ قال: إن حلف خصمي أُعطيه، فقال شريح للرجل: قلْ: بالله الذي لا إله إلاّ هو عالِمُ

الغيب والشهادة. فقال الحسن: لا أُريد مِثل هذا، قل: بالله أنّ لك علَيّ هذا، وخُذِ الألف. فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير،

فلمّا قام خرّ إلى الأرض ومات! فسُئل الحسنُ عن ذلك فقال: خشيتُ أنّه لو تكلّم بالتوحيد يُغفَر له يمينُه ببركة التوحيد

ويَحجِبُ عنه عقوبة يمينه (8).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

• وعن محمّد بن إسحاق بالإسناد، في حديثٍ: أنّ أبا سفيان قال لفاطمة، والحسن يدرج وهو ابنُ أربعة عشر شهراً:

يا بنتَ محمّد، قولي لهذا الطفل يكلّم لي بجدّه، فقال الحسن: يا أبا سفيان! قلْ: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله.. حتّى

أكونَ لك شفيعاً. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: الحمدُ لله الذي جعَلَ في آل محمّدٍ نظيرَ يحيى بن زكريا وآتَيناهُ الحُكْمَ

صَبِيّاً (9).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

الإخبار بالمغيّبات:

• قال الطبريّ: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد البلويّ قال: حدّثنا عمّار بن زيد المدنيّ، حدّثني إبراهيم بن سعيد

ومحمّد بن مسعر كلاهما عن محمّد بن إسحاق صاحب ( المغازي )، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن عبّاس قال:

مرّت بالحسن بن عليّ ( عليه السّلام ) بقرة، فقال: هذه حُبلى بعِجْلةٍ أُنثى، لها غرّة في جبهتها ورأس ذَنَبِها أبيض.

فانطلقنا مع القصّاب، فلمّا ذبحها وجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوَ ليس الله عزّوجلّ يقول: « ويعلم

ما في الأرحام » ؟ فكيف علمتَ هذا ؟! فقال: إنّا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطّلع عليه مَلَك مقرَّب ولا

نبيّ مرسل غيرَ محمّدٍ وذريّته عليهم السّلام (10).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• روى أبو أُسامة زيد الشحّام عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال:


خرج الحسن بن عليّ عليهما السّلام إلى مكّة سنةً من السنين حاجّاً حافياً، فورمَتْ قدماه، فقال له بعضُ مَواليه:

لو ركبتَ لَسَكن عنك بعضُ هذا الورم الذي برِجْلَيك. قال: كلاّ، ولكنْ إذا أتيتَ المنزل فإنّه لَيستقبلك أسْودُ معه دُهْن لِهذا

الداء، فاشترِ منه ولا تُماكِسْه. فقال له مولاه: بأبي أنت وأمّي، ما قُدّامَنا منزل فيه أحدٌ يبيع هذا الدواء، فقال: بلى، إنّه

أمامك دون المنزل.

فسار ميلاً فإذا هو بالأسود، فقال الحسن عليه السّلام لمولاه: دونَك الرجل، فخُذْ منه الدُّهن وأعطه الثمن، فقال

الأسود للمولى: يا غلام، لمَن أردتَ هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن عليّ، فقال: انطلقْ بي إليه. فانطلق به فأدخله إليه،

فقال له: بأبي أنت وأمّي، لم أعلم أنّك تحتاج إليه ولا أنّه دواء لك، ولستُ آخذُ له ثمناً، إنّما أنا مولاك، ولكنِ ادعُ اللهَ

أن يرزقني ذَكَراً سَوِيّاً يُحبّكم أهلَ البيت؛ فإنّي خلّفتُ امرأتي وقد أخذها الطلق. قال: انطلقْ إلى منزلك؛ فإنّ الله تبارك

وتعالى قد وهب لك ذَكَراً سويّاً، وهو لنا شيعة.

فرجع الأسود فورَه، فإذا أهلُه قد وضعت غلاماً سويّاً، فعاد إلى الحسن فأخبره بذلك، ودعا له وقال له خيراً. ومسح

الحسن رجلَيه بذلك الدهن، فما برح مِن مجلسه حتّى سكن ما به ومشى على رِجلَيه.


ورُويَ أنّ ذلك المولود هو السيّد إسماعيل بن محمّد الحِمْيريّ شاعر أهل البيت عليهم السّلام (11).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• وروى ابن شهرآشوب بإسناده عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام أنّه قال: كان الحسن بن

عليّ جالساً فأتاه آتٍ فقال: يا ابن رسول الله، قد احترقتْ دارُك! قال: لا، ما احترقت. إذ أتاه آتٍ فقال: يا ابنَ رسول الله،

وقد وقعت النار في دارٍ إلى جَنْب دارك حتّى ما شككنا أنّها ستُحرِق دارك، ثمّ إنّ الله صرفها عنها (12).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جَدّه عليهم السّلام، أنّ الحسين بن عليّ بن أبي

طالب عليهما السّلام دخل يوماً إلى أخيه الحسن عليه السّلام، فلمّا نظر إليه بكى، فقال له: ما يُبكيك يا أبا عبدالله ؟

فقال: أبكي لما يُصنَع بك. فقال له الحسن عليه السّلام:

إنّ الذي يُؤتى إليّ سُمٌّ يُدَسّ إليَّ فأُقتل به، ولكنْ لا يوم كيومِك يا أبا عبدالله! يَزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجلٍ يَدّعون أنّهم

مِن أُمّة جَدِّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، وينتحلون دِينَ الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاكِ حرمتك،

وسَبْي ذراريك ونسائك، وأخذِ ثِقْلك، فعندها تحلّ ببني أُميّة اللعنة، وتمطرُ السماءُ رماداً ودماً، ويبكي عليك كلُّ شيء..

حتّى الوحوش في الفلوات، والحِيتانُ في البحار (13).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• عن الحسن بن علاء، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: إنّ الحسن عليه السّلام قال لأهل بيته: أنا

أموت بالسمّ كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالوا: ومَن يفعل ذلك بك، قال: امراتي جعدة بنت الأشعث بن

قيس ( وفي رواية: جاريتي أو امرأتي )، فإنّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك، فقالوا: أخرِجْها مِن منزلك، وباعِدْها

عن نفسك، قال: كيف أُخرجها ولم تفعل بعدُ شيئاً ؟! ولو أخرجتُها ما قتلني غيرها، وكان لها عذرٌ عند الناس. ( وفي

رواية: هيهاتَ مِن إخراجها ومَنيّتي على يدها! ما لي منها مَحيص، ولو أخرجتُها ما يقتلني غيرها، كان قضاءً مقضيّاً

وأمراً واجباً من الله ).


فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً يُمنّيها أن يُعطيها مائةَ ألفِ درهم أيضاً وضياعاً، ويزوّجها من

يزيد. وحمل شربة سمّ لتسقيها الحسنَ عليه السّلام.

ففي بعض الأيّام انصرف إلى منزل وهو صائم، وكان يوماً حارّاً، فأخرجتْ له وقت الإفطار شربةَ لبن وقد ألقَتْ فيها

ذلك السمّ، فشربها، وقال: يا عدوّةَ الله! قتلتيني قَتَلكِ الله، واللهِ لا تُبصرين خيراً، ولقد غرّكِ وسخر بك، واللهُ يخزيكِ

ويُخزيه!

فمكث عليه السّلام يومينِ ثمّ مضى، فغدر معاوية بها فلم يَفِ لها بما عاهد عليه (14).

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

• وروى الشيخ المفيد عن عبدالله بن إبراهيم، عن زياد المخارقيّ قال:

لمّا حضرتِ الحسنَ عليه السّلام الوفاةُ استدعى الحسين عليه السّلام وقال: يا أخي، إنّي مُفارقك ولاحقٌ بربّي

عزّوجلّ، وقد سُقيتُ السمَّ ورَميتُ بكَبِدي في الطشت، وإنّي العارف بمَن سقاني السمّ ومِن أين دُهيت، وأنا أُخاصمه إلى

الله عزّوجلّ... فإذا قضيتُ فغمّضني وغسّلْني وكفّنّي، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلّى الله عليه

وآله؛ لأُجدّد به عهداً، ثمّ رُدّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنتِ أسد رضي الله عنها، فادفنّي هناك. وستعلم ـ يا ابن أمّ ـ أنّ

القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيجلبون في ذلك ويمنعونكم منه، وباللهِ أُقسم

عليك أن تُهْريقَ في أمري مِحْجَمةَ دم.. ( وجرى كلُّ ذلك فيما بعد ) (15).

http://img695.imageshack.us/img695/7034/81045593.gif

يتبع

..

..

.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 03:07 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
اللهم صلي على محمد وال محمد

صفات وعبادة الإمام الحسن عليه السلام!

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

أولاً : صفاته


كان الامام الحسن عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وهديا وسؤددا.

وروى ذلك جماعة منهم معمر عن الزهري عن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه

وآله من الحسن بن علي عليهما السلام (1).

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

وروى الشيخ الصدوق في الخصال باسناده عن زينب بنت ابن أبي رافع ، عن أمها قالت : قالت فاطمة عليها السلام

: يا رسول الله هذان ابناك فانحلهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي ،

وأما الحسين فنحلته سخائي وشجاعتي (2).

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif


وروى ابراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع، وشبيب بن أبي رافع الرافعي، عمن حدثه

قالت: أتت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في شكواه التى توفي فيها، فقالت: يارسول الله

هذان ابناك فورثهما شيئا ! فقال: اما الحسن فإن له هيبتي و سؤددى، واما الحسين فان له جودي وشجاعتي (3).

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

وبهذا وصفه واصفوه :


كان ابيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، كث اللحية، جعد الشعر ذا وفرة، كأن عنقه ابريق فضة،

حسن البدن، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الكراديس، دقيق المسربة، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، مليحاً من أحسن

الناس وجهاً.

قال واصل بن عطاء: كان الحسن بن علي عليهما السلام، عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك .


وكان من تواضعه على عظيم مكانته انه مر بفقراء وضعوا كسيرات على الارض، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها،

فقالوا له: «هلم يا ابن رسول اللّه الى الغداء !» فنزل وقال: «ان اللّه لا يحب المتكبرين». وجعل يأكل معهم. ثم دعاهم

الى ضيافته فأطعمهم وكساهم (4).

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

ثانياً : عبادته


كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم بالدنيا .

حج خمساً وعشرين حجة ماشياً ، والنجائب لتقاد معه .

وكان اذا توضأ، او اذا صلى ارتعدت فرائصه واصفر لونه .


وقاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرات .

وخرج من ماله لله تعالى مرتين .

واذا ذكر الموت بكى ، واذا ذكر القبر بكى ، واذا ذكر البعث بكى ، واذا ذكر الممر على الصراط بكى ، واذا ذكر

العرض على اللّه تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها ، واذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، وسأل

اللّه الجنة وتعوذ باللّه من النار .

ثم هو لا يمر في شيء من احواله الا ذكر اللّه عز وجل (5).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

زيارة الامام الحسن المجتبى عليه السلام

http://img59.imageshack.us/img59/8250/67409723.gif


المصادر:

1- الإرشاد – للشيخ المفيد / ص 272 .

2- الخصال – للشيخ الصدوق / ص 86 / ح 123.

3- الإرشاد - للشيخ المفيد / ص 273 .

4- صلح الحسن عليه السلام – للسيد عبد الحسين شرف الدين / القسم الأول / ص 26 .
\
5- صلح الحسن عليه السلام – للسيد عبد الحسين شرف الدين / القسم الأول / ص 27

http://img810.imageshack.us/img810/6561/30079807.gif


يتبع

..


..

..

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 03:10 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
من كلمات الامام الحسن عليه السلام
ـ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

• ما تشاور قومٌ إلاّ هُدوا إلى رُشْدهم.

• ما رأيتُ ظالماً أشبه بمظلومٍ من حاسد.

• خير الغِنى القنوع، وشرّ الفقر الخضوع.

• المصائب مفاتيح الأجر.

• صاحِبِ الناسَ مِثلَ ما تُحبّ أن يصاحبوك به.

• المعروف.. ما لم يتقدّمه مَطْل، ولم يتعقّبه مَنّ.

• التفكّر حياةُ قلبِ البصير.

• لا تعاجلِ الذَّنْبَ بالعقوبة، واجعل بينهما للاعتذار طريقا.

• الإخاء.. الوفاء في الشدة والرخاء.

• السَّفَه.. اتّباعُ الدُّناة، ومصاحبة الغواة.

• الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود.

• هلاكُ المرء في ثلاث: الكِبْر، والحِرص، والحسد..

• أسلمُ القلوب ما طَهُر من الشبهات.

• وكان عليه السلام يقول: ابنَ آدم، إنّك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطتَ من بطن أمِّك.. فخُذْ مِمّا في يدَيك، لِما بين

يدَيك؛ فإنّ المؤمن يتزوّد، وإنّ الكافر يتمتّع. وكان عليه السّلام ينادي مع هذه الموعظة:« وتزوّدوا، فإنّ خيرَ الزادِ

التقوى ».

http://img153.imageshack.us/img153/636/66473277.gif

يتبع

..

..

.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 03:14 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
ذكاءالامام الحسن المجتبي (عليه السلام)


إن ذكاء المعصوم عبارة عن قابليات فائقة يعيشها في ذاته دون أن تتصدع يوما من الأيام، لأنه دائما يعيش الصفاء

والنقاء الروحي وأرقى درجات الفاعلية العقلية من جراء الاخلاص في العبادة والاهتمام بالجانب الروحي، وهكذا

كان الحسن(عليه السلام).


فيروى أن الحسن كان يحضر مجلس رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب النبي

(صلى الله عليه وآله) وآيات القرآن النازلة توا ثم يأتي والدته الطاهرة في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو

نقصان وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي(عليه السلام) إلى بيته يجد زوجته لديها اطلاع تام بخطاب النبي(صلى

الله عليه وآله) وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.


http://img826.imageshack.us/img826/8384/84239996.gif

فتخفى الإمام علي(عليه السلام) يوما في الدار وتوارى عن انظار الحسن، فذهب الإمام الحسن كعادته إلى

المسجد وسمع ما سمع من النبي(صلى الله عليه وآله) ثم عاد إلى الدار وأراد أن يخبر والدته فأرتج عليه وتلكأ

فعجبت أمه من ذلك،فقال: أن كبيرا يسمعني، فخرج الإمام علي(عليه السلام) وقبله وضمه إليه.

http://img339.imageshack.us/img339/7460/18475621.gif

يتبع

..

..

.

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 03:28 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
جوانب من علمه واخلاقه عليه السلام

http://img59.imageshack.us/img59/2442/62555621.gif

الجانب العلمي


هذا طرف من الجانب العلمي الذي روته سيرة الإمام الحسن عليه السلام كأمثلة عن غزارة علم الإمام, أو اكتمال

معرفته:

كتب اليه الحسن البصري, يسأله عن القضاء والقدر، فأجابه الإمام السبط عليه السلام: ( اما بعد فمن لم يؤمن

بالقدر خيره وشره, ان الله يعلمه فقد كفر, ومن احال المعاصي على الله فقد فجر، ان الله لم يطع مكرها ولم يعص

مغلوبا ولم يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه اقدرهم, بل امرهم تخييراً

ونهاهم تحذيراً فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صاداً وان انتهوا إلى معصية فشاء ان يمن عليهم, بأن يحول بينه

وبينها فعل, وان لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبرا ولا ألزموها كرها, بل مَنّ عليهم بأن بصرهم وعرفهم

وحذرهم وامرهم ونهاهم لا جبرا لهم على ما امرهم به فيكونوا كالملائكة, ولا جبرا لهم على ما نهاهم عنه ولله

الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين..)

وهكذا وبعبارة وجيزة يوضح الإمام عليه السلام قضية هي من اكثر قضايا الفكر تعقيدا وعمقا حتى انها لشدة عمقها

ضل فيها الكثير من رجال الفكر, بل نشأت عنها تيارات متطرفة كالأشاعرة والمعتزلة حول التفسير العقائدي السليم

والذي يكشف عنه قول الإمام المعّبر عن العمق والاصالة في الفهم والمعرفة الإسلامية... الامر الذي يُشعر بارتباط

الإمام السبط عليه السلام بمنابع الرسالة الصافية وارتياده من مفاهيمها الاصيلة.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

قيل له: ما الزهد؟

قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا.

قيل : فما الحلم؟

قال: كظم الغيظ وملك النفس.

قيل ما السداد؟

قال: دفع المنكر بالمعروف.

قيل فما الشرف؟

قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.

قيل: فما النجدة؟

قال: الذب عن الجار, والصبر في المواطن, والاقدام عند الكريهة.

قيل: فما المجد؟

قال: ان تعطي في الغرم, وان تعفو عن الجرم.

قيل: فما المروءة؟

قال: حفظ الدين واعزاز النفس ولين الكنف وتعهد الصنيعة وأداء الحقوق والتحبب إلى الناس...

سأل رجل شامي الإمام السبط عليه السلام: كم بين الحق والباطل؟

قال السبط عليه السلام: اربعة اصابع, فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنك باطلا كثيرا.

قال الشامي: كم بين الايمان واليقين؟

قال السبط عليه السلام: اربعة اصابع؟ الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه.

قال: كم بين السماء والارض. قال عليه السلام: دعوة المظلوم.

قال: الشامي: كم بين المشرق والمغرب. قال عليه السلام مسيرة يوم للشمس).


ومن تراثه الفكري الزاخر قوله عليه السلام: (ايها الناس انه من نصح لله واخذ قوله دليلا هدى للتي هي اقوم.

ووفقه الله للرشاد وسدده للحسنى فإن جار الله آمن محفوظ وعدوه خائف مخذول, فاحترسوا من الله بكثر الذكر,

واخشوا الله بالتقوى وتقربوا إلى الله بالطاعة, فإنه قريب مجيب, قال الله تبارك وتعالى: ( ... وإذا سألك عبادي عني

فإني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان, فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون), فاستجيبوا لله, وآمنوا به, فإنه لا

ينبغي لمن عرف عظمة الله ان يتعاظم فان رفعة الذين يعلمون عظمة الله ان يتواضعوا والذين يعرفون ما جلال الله ان

يتذللوا له وسلامة الذين يعلمون ما قدرة الله ان يستسلموا له, ولا ينكروا انفسهم بعد المعرفة, ولا يضلوا بعد الهدى,

واعلموا علما يقينا أنكم لن تعرفوا التقى , حتى تعرفوا صفة الهدى ولن تمسكوا بميثاق الكتاب, حتى تعرفوا الذي نبذه,

ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي حرفه فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الله

والتحريف ورأيتم كيف يهوى من يهوى ولا يجهلنكم الذين لا يعلمون التمسوا ذلك عند اهله فإنهم خاصة نور يستضاء

بهم وائمة يقتدى بهم, بهم عيش العلم وموت الجهل وهم الذين اخبركم حلمهم عن جهلهم, وحكم منطقهم عن صحتهم

وظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه وقد خلت لهم من الله سنة. ومضى فيهم من الله حكم, ان في

ذلك لذكرى للذاكرين, واعقلوه اذا سمعتموه, عقل رعاية, ولا تعقلوه عقل رواية, فإن رواة الكتاب كثيرة, رعاته قليل

والله المستعان).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif


وسئل عن السياسة يوما فاجاب عليه السلام:

( هي ان ترعى حقوق الله وحقوق الاحياء وحقوق الاموات فأما حقوق الله: فأداء ما طلب, والاجتناب عما نهى, واما

حقوق الاحياء فهي ان تقوم بواجبك نحو اخوانك ولا تتأخر عن خدمة امتك ان تخلص لولي الامر ما اخلص لأمته,

وان ترفع عقيرتك في وجهه اذا ما حاد الطريق السوي.

اما حقوق الاموات: فهي ان تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فان لهم ربا يحاسبهم.

هذه نبذة من علومه وقبسات من انوار معرفته وكمال عقله الذي حباه الله به, ذكرناها كنماذج من الارث الفكري

الزاخر الذي تركه الإمام السبط عليه السلام لاجيال الامة الإسلامية بامتدادها التاريخي.


http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

الجانب الخلقي


هذا الجانب من شخصية الإمام السبط عليه السلام حين نتناوله بالدراسة لم نكن لنقصد بحال ان الائمة الهداة عليهم

السلام يتباينون في هذا الجانب أو سواه من عناصر الشخصية الإسلامية المثلى, فهم سواء في ذلك, وحين نسلط

الضوء على الجانب الاخلاقي من شخصية الإمام الحسن السبط عليه السلام فإنما نعني بذلك عرض نماذج من

اخلاقه واسلوب تعامله مع الناس, وتمشيا مع خطتنا هذه نذكر طرفا من اخلاقه المثلى, لكي تكون مثلا يُتحذى ومنهجا

يُقتدى:

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

تواضعه

أ- روت كتب السيرة انه عليه السلام مرّ على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الارض كسيرات من الخبز,

كانوا قد التقطوها من الطريق وهم يأكلون منها, فدعوه لمشاركتهم في اكلها, فأجاب دعوتهم قائلاً: (ان الله لا يحب

المتكبرين). ولما فرغ من مشاركتهم, دعاهم لضيافته, فأغدق عليهم المال واطعمهم وكساهم.


ب- وروي عنه انه عليه السلام مر على صبية يتناولون طعاما, فدعوه لمشاركتهم فأجاب الدعوة, ثم دعاهم إلى داره

واجزل لهم العطاء.


ج- وورد انه كان جالسا في مكان وعندما عزم على الانصراف دخل المكان فقير, فحياه الإمام السبط عليه السلام

ولاطفه ثم قال له: ( انك جلست على حين قيام منا, أفتأذن لي بالانصراف؟)


فأجاب الرجل: نعم يا أبن رسول الله. والحديث يكشف عن حسن المعاشرة بالاضافة إلى التواضع.

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

إحسانه لمن أساء إليه


أ- روي انه وجد شاة له قد كسرت رجلها فقال لغلام له:

- من فعل هذا؟

- انا.

- لِمَ ذاك؟

- لاجلب لك الهم والغم.

فتبسم السبط عليه السلام وقال له: لأسرك. فأعتقه واجزل له العطاء.

ب- وروي ان شاميا ممن غذاهم معاوية بن أبي سفيان بالحقد على آل الرسول صلى الله عليه وآله, رأى الإمام

السبط عليه السلام راكبا, فجعل يلعنه والحسن عليه السلام لا يرد عليه, فلما فرغ الرجل, اقبل الإمام عليه ضاحكاً

وقال: (ايها الشيخ, اظنك غريبا ولعلك شبهت؟ فلو استعتبتنا اعتبناك, ولو سألتنا اعطيناك, ولو استرشدتنا ارشدناك,

ولو استحملتنا حملناك وان كنت جائعا أشبعناك, وان كنت عريانا كسوناك, وان كنت محتاجا اغنيناك, وان كنت طريدا

آويناك, وان كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك, لان لنا

موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً).

فلما سمع الرجل الشامي كلامه بكى, ثم قال: اشهد انك خليفة الله في ارضه, الله اعلم حيث يجعل رسالته, كنت انت

وابوك ابغض خلق الله اليَّ والان انت وابوك احب خلق الله اليَّ.


ثم استضافه الإمام عليه السلام حتى وقت رحيله, وقد تغيرت فكرته وعقيدته ومفاهيمه عن أهل البيت عليهم السلام
.
http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

سخاؤه


لعل ابرز صفات الإمام السبط عليه السلام واكثرها جلاء من بين اخلاقه السامية: السخاء، فهدف المال لديه ان

يكسو عريانا, أو يغيث به ملهوفا, أو يفي دين غارم, أو يرد به جوع جائع, وقد قيل له مرة: لأي شئ لا نراك ترد سائلا؟


قال عليه السلاماني لله سائل وفيه راغب وانا استحي ان اكون سائلا وارد سائلا وان الله عودني عادة: ان يفيض

نعمه عليّ وعودته ان افيض نعمه على الناس فأخشى ان قعطت العادة ان يمنعني العادة).

http://img708.imageshack.us/img708/6742/88543187.gif

وهذه نماذج من كرمه السابغ:


جاءه اعرابي سائلا: فقالاعطوه ما في الخزانة) وكان فيها عشرة الاف درهم.

فقال له الاعرابي: يا سيدي هلا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي, وكأن الإمام عليه السلام يجيبه:

نحن اناس نوالنا خضل

يرتع فيه الرجاء والامل

تجود قبل السؤال انفسنا

خوفا على ماء وجه من يسل

لو علم البحر فضل نائلنا

لغاض من بعد فيضه خجل

اشترى الإمام السبط عليه السلام بستاناً من الانصار بأربعمائة الف درهم, ثم بلغه انهم احتاجوا إلى الناس, فرد

البستان دون مقابل.

تلك هي بعض شمائل الإمام عليه السلام وبعض مواقفه السخية مع ابناء الامة والتي كان لها ابعد الاثر في تجسيد

الخلق الإسلامي الرفيع.

http://img812.imageshack.us/img812/189/31688424.gif


يتبع

,,

,,

,

دموع واهات الزهراء 15-12-2012 03:40 AM

رد: سيرة واستشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى عليه السلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



سبب إستشهاد الإمام الحسن عليه السلام!


قال الشيخ المفيد في الإرشاد في سبب مقتل الإمام الحسن :

ولما استقر الصلح بين الحسن عليه السلام وبين معاوية على .. خرج الحسن عليه السلام إلى المدينة فأقام بها

كاظم غيظه، لازما بيته، منتظرا لامر ربه عزوجل إلى أن تم لمعاوية عشر سنين من امارته وعزم على البيعة لابنه

يزيد فدس إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس - وكانت زوجة الحسن عليه السلام - من حملها على سمه، وضمن لها

ان يزوجها بابنه يزيد، فارسل إليها مئة ألف درهم فسقته جعدة السم فبقى أربعين يوما مريضا، ومضى لسبيله في

شهر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمانية واربعون سنة وكانت خلافته عشرسنين، وتولى أخوه ووصيه

الحسين عليه السلام غسله وتكفينه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضى الله عنها بالبقيع

(1) .

http://img810.imageshack.us/img810/6561/30079807.gif

وقال أيضا :

فمن الاخبار التى جائت في سبب وفاة الحسن عليه السلام وما ذكرناه من سم معاوية له وقصة دفنه و ماجرى من

الخوض في ذلك والخطاب: مارواه عيسى بن مهران قال: حدثنا عبيد الله بن الصباح، قال: حدثنا جرير عن مغيرة،

قال: ارسل معاوية إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس: اني مزوجك ابني يزيد على ان تسمي الحسن وبعث إليها مائة

ألف درهم، ففعلت وسمت الحسن عليه السلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد، فخلف عليها رجل من آل طلحة

فأولدها وكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم وقالوا: يا بني مسمة الازواج.

وروى عن عمر بن اسحاق قال: كنت مع الحسن والحسين عليهما السلام في الدار، فدخل الحسن عليه السلام

المخرج، ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود

معي فقال له الحسين عليه السلام: ومن سقاكه؟ فقال: وما تريد منه؟ أتريد قتله؟ ان يكن هوهو فالله اشد نقمة منك،

وان لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء (2) .

http://img810.imageshack.us/img810/6561/30079807.gif

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال ) :

إعلم أن هناك إختلافا في يوم وفاة الإمام المظلوم ، فالبعض يقول : توفي في السابع من صفر سنة خمسين للهجرة

، وقيل : في الثامن والعشرين من صفر (3) .

http://img810.imageshack.us/img810/6561/30079807.gif

المصادر:

1- الإرشاد – للشيخ المفيد / ص278 .

2- الإرشاد – للشيخ المفيد / ص279 .

3- منتهى الآمال – للشيخ عباس القمي / ج1 / 325 .

http://img826.imageshack.us/img826/8384/84239996.gif


يتبع

,,

,,

,


الساعة الآن 01:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir