![]() |
إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
http://www.noorfatema.org/up/uploads/13383006713.gif http://www.noorfatema.org/up/uploads/13383155191.gif آية الله الشيخ عبد الله جوادي آملي قال رسول الله (ص) «إذا اشتقتُ إلى الجنة شممتُ رائحة فاطمة» (1). ومهما كان القول متعالياً متسامياً فإنّه عاجز عن تعريف شخصية يعود أصلها إلى الملكوت، وتعود جذورها وأوراقها إلى عالم الناسوت، فالكلام هو حقيقة تعود إلى مكانٍ ما، وتلك الشخصية تعود إلى مكان آخر. لذلك قَدّم القرآن الكريم وصفاً للدنيا في قالب الكلام والأوصاف اللذين لا يمكنهما الحكاية عن صورة اللوح المحفوظ. http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * لذة الخدمة الإلهية عند السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت فاطمة (ع) لا تُقبل على شيء كما تُقبل على طاعة الله، والتي كانت تشكل عندها لذة وحلاوة خاصة، فهي سبيل الوصول إلى العظمة الإلهية: «شغلتني عن مسألته لذة خدمته؛ لا حاجة لي غير النظر إلى وجهه الكريم» (2). ومن هنا لم يكن هناك أي شيء يمكنه تسكين هذا العشق سوى ذكر الله الذي كان دائماً على لسانها: «وارزقني (...) بشرى منك يا رب ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري وتسرّ بها نفسي، وتقرّ بها عيني، ويطمئن بها قلبي» (3). لو طالعنا ساحة السلامة الروحية والنفسية لوجدنا طائراً طاهراً خفيف الجناح، بعيداً عن كل ما هو قبيح قد ملأ حسنُه وفضائلُه الأرجاء: «اللهم انزع العجب والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي وخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى» (4). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * العالمة والمعلِّمة لو عدنا إلى ساحة العلم لوجدنا أن حقيقة العلم في سماء وجودها هي كنجمةٍ مضيئةٍ تترك شعاعاً خاصاً، فترى بذلك كل ما كان في الماضي الأزلي، وتدرك ما يجري في الحاضر وتعلم أسرار المستقبل «نادت (فاطمة): أُدن (يا أبا الحسن) لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة» (5). كانت فاطمة (ع) تتعلّم كل ما تسمعه من الوحي النبوي، ثم تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على تلك العلوم السماوية، فكانت تعتقد أن لا شيء يعدل ذلك، لا بل كانت على استعداد لتقديم ولديها الحسنين (ع) على أن لا تتخلى عن الكلام السماوي والنداء الملكوتي: «فإنها تعدل عندي حسناً وحسيناً» (6). وكانت (ع) لا تتعب في مقام تعليم المعارف الإلهية، ولا يضنيها أي صعوبةٍ أو ألمٍ في ذلك، وكانت روحي فداها تقول: «اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً فأحرى أن لا يثقل عليَّ» (7). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * كفؤ الزهراء (ع) كان الإمام علي (ع) يعتقد أن أفضل زوجة ليست تلك التي لا تسمح لزوجها بالوقوع في الأخطاء، وليست تلك التي لا تمنع زوجها من الحركة في مسير الكمال والعبودية لله تعالى، بل هي التي تساعده في هذا المسير الصعب. يقول الإمام عليّ (ع): «الزهراء نعم العون على طاعة الله» (8). إذا كانت معرفة الكفؤ وسيلة لمعرفة الشخص، فلا يمكن معرفة الزهراء (ع) إلا من خلال كفئها عليّ (ع)، فلو لم يكن عليٌّ لما كان للزهراء (ع) كفؤ. عن الإمام أبي عبد الله (ع): «لولا أنّ أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ على وجه الأرض إلى يوم القيامة من آدم فمن دونه» (9). * دفاعها (ع) عن حريم الولاية إن فاطمة في مجال الدفاع عن حريم الولاية كانت كالبحر الهائج الذي وصلت أمواجه إلى الأوج فكان كل ما لديها فداءً لعليّ (ع) ولمقام علي (ع)؛ وهي التي قالت: «روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء» (10). وعندما شاهدتهم يأخذون علياً مكرهاً إلى المسجد قامت قائلةً: «خَلُّوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنَّ شعري ولأضعنَّ قميص رسول الله (ص) على رأسي ولأصرخنَّ إلى الله تبارك وتعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي» (11). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * مظهر الرأفة الإلهية الزهراء (ع) هي المظهر الكامل للعطف والحنان والرأفة الإلهية، حتى أنها كانت بالنسبة للعصاة من الشيعة كمطر الرحمة الذي يجلي الذنوب ويرفع الكدورات: «إلهي وسيدي، أسألك بالذين اصطفيتهم وببكاء ولديَّ في مفارقتي أن تغفر لعصاة شيعتي وشيعة ذريتي» (12). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * ابتعادها عن الدنيا (ع) من الجميل أن ننظر إلى الزهراء (ع) كيف كانت تتعاطى في مسألة الابتعاد عن الدنيا والميل نحو العقبى، عندها ربما نفهم لمَ كانت الآلام والصعاب تَسْهل وتَهون عليها. كان رسول الله (ص) يخاطبها عندما يشاهدها تطحن القمح بإحدى يديها وتمسح وجه الحسن بالأخرى: «يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة؛ فتقول: يا رسول الله!، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه» (13). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء أما الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء، فكانت كالمزارع العطوف الذي يتعامل بكل رفقٍ وحنانٍ مع زهوره، يتابعها بكل عناية ودقة حتى يحين وقتها فينتشر عطرها في وجود المجتمع البشري، فتنقله إلى أوج العبودية والعدالة. لقد كانت (ع) تأمر أبناءها بطاعة الله والعبودية لله وتوصيهم بوصايا تجعلهم في مصافّ والدهم عليّ (ع). أشبه أباك يا حسن! واخلع عن الحق الرسن واعــبـــــــــد اللــــــــــــــــــــــه ذا مـنــــن ولا تــــــــوال ذا الإحـــــن (14). http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif * تحملها (ع) المصائب لقد ارتقت الزهراء (ع) إلى مستوى الصلابة في تحمل المشكلات وقبول المصائب التي لم تهز بنيانها الثابت: «يا ممتحنةُ امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة» (15). بناءً على ما تقدم يجب القول إن السيدةالزهراء (ع) كانت قدوةَ النساء وإمامَ الرجال وزعيمةَ قاطبةِ الفضلاء. وبما أن الرضا والغضب وصفان يجمعان كافة الأوصاف الإنسانية، على أساس أن عمل الإنسان إما أن يكون مورد رضى الله تعالى أو مورد غضبه، وبما أن فاطمة (ع) مظهر رضا الله وغضبه، قال رسول الله (ص): «يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك» (16)، لذلك من المناسب دراسة جميع الأوصاف الإنسانية طبق معيار رضى فاطمة (ع) وغضبها. http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif ***** الهوامش: (1) علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 218. (2) الخصائص الفاطمية، الشيخ محمد باقر الكجوري، ج 2، ص 385. (3) بحار الأنوار، ج 83، ص 67، ذكر تعقيب صلاة الظهر. (4) بحار الأنوار، م.س، ج 83، ص 86. (5) عيون المعجزات، حسين بن عبد الوهاب، ص 54. (6) دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري (الشيعي)، ص 66. (7) بحار الأنوار، م. س، ج 2، ص 3. (8) م. س، ج 43، ص 117. (9) أمالي الصدوق، ص 474، ح 18. (10) الأنوار العلوية، الشيخ جعفر النقدي، ص 280. (11) بحار الأنوار، م. س، ج 28، ص 206. (12) ذخائر العقبى، أحمد بن عبد الله الطبري، ص 53. (13) بحار الأنوار، م. س، ج 43، ص 86. (14) فضائل الخمسة، الفيروز آبادي، ج 3، ص 21. (15 ) بحار الأنوار، م.س، ج 97، ص 114، زيارة السيدةالزهراء (ع). (16) كشف الغمة، ابن أبي الفتح الإربلي، ج 1، ص 458. تحياتي لكم ,,, ونسألكم الدعاء http://www.noorfatema.org/up/uploads/13484216803.gif |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوره وتسلم ايدك وربي يعطيك العافيه |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها نشكر الله ونحمده لانه اختارنا لان نكون من شيعة رسول الله وشيعة آل بيته الطاهرين ونشكر الله لوجود الزهراء عليها السلام في حياتنا فهي المدرسة التي لا تغلق الابواب ابدا نشكمر لكم جهودكم اختي الغالية في هذا الموضوع الرائع جزاج الله خير الدزاء |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
بوركتي وبوركت اناملك الكريمة
يالغالية حقا كلام رائع في ميزان حسناتك رزقنا الله واياكم خدمتها بكل ما نملك في الدنيا وشفاعتها والسكن بجوارها في الاخرة جزاك الله خير الجزاء غاليتي |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
ما شاء الله ... بارك الله فيك أختي .... طرح رائع ومميز لا حرمنا الله من مواضيعك القيمة دمتي بكل الود تقبلي مروري |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
جميييييييييييييييييييييييييييييل جمييييييييييييييييييييييييييييييل جميييييييييييييييييييييييييييييييييييل
عشقي حسيني عزيزتي .....^_^ كلام ينساب كالنسمات المضيئة في قلوبنا المظلمة .....! صدقا ....! كلام غير ...! على بساطته واختصاره ....لكن فيه شيء ما ...!! ربما هو اخلاص العالم ......الذي جعل التأثير والقبول في قلب من يقرأ كلامه ... أشكرك جزيـــــــــــــــــــــــــــــــل الشكر ....على هذا الموضوع .... وان كان لهذا العالم الجليل ايضا كتابات في حق مولاتنا (ع) ....اشد على يدك ...لا تحرمينا منها ... بارك الله تعالى بك ...وسدد خطاك ...وحشرك مع الزهرا سلام الله عليها .. تقبلي مرور وتحياتي ... رزقكم الله تعالى التوفيق والاخلاص والقلب السليم |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
اللهم صلي على محمد وآل محمد
*********************************************** السلام على بنت المصطفى الأمين السلام على زوجة أميرالمؤمنين السلام على أم السبطين الحسن والحسين السلام على سيدة نساء العالمين ************************************************** أحسنتي أخيتي**عشقي حسيني**بارك الله بكي وبمجهودكي المبارك |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام على سيدة النساء طرح انار قلوووبنا وابصارنا بذكر شفيعتنا في يوم الحساب فبارك الله فيك اخيتي عشقي حسيني لاحرمنا الله قادمك |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
جزاكـِ الله خير الجزاء في ميزان حسناتكـِ إن شاء الله |
رد: إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان
اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد
اللهم صلِ على فاطمة و ابيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها شكرا اختي الغالية (عشقي حسيني) على الطرح النوراني بارك الله بكِ و رزقكِ الجنة بجوار سيدتنا و مولاتنا و شفيعتنا فاطمة الزهراء عليها و على ابيها و بعلها و بنيها افضل الصلاة و ازكى السلام بـــــــــــــــــــــــــوركتِ تحياتي نسالكم الدعاء |
الساعة الآن 10:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir