منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عذرًا .. فلستَ فارس أحلامِي !؟

*
*
*
*
كانت هُناك فتاة شابة حسنَةُ الخُلق والجمال
تقدم لخطبتها كَثير من الشَباب والرجال ، فرفضتهم بقولِها : عذرًا لستَ فارس أحلامِي !

* تقدم لِخطبتها شابٌ بهِي الطلعَة ومهَندسٌ ناجح ، من عائلة مرموقة وَ ميسورة الحَال ، أشار الجميعُ بنَجاح حياتهما إن هِيّ قبِلت بِه ، لكِنها صدمتهم برفضها وقولها : عذرًا لستَ فارس أحلامِي !

* تقدم كذلك لخطبتِها ابنُ خالتِها ، محاسِب في شَركة ، ذو راتبٍ عالٍ و كِبرياء ساحِق ، فأشار عليها الجَميع بالقُبول وعدم تضييع هذا النَصيب فقابلتهُم بـ : عذرًا لستَ فارس أحلامِي !

ورجُل آخَر طَلب خِطبتها ، دكتورٌ فِي إحدىٰ الجامِعات المحَلية ، ناهِيكم عَن شخصيتِه القويَة ورفعَة مكانتِه الاجتِماعية ، لكن عبثًا اقنعُوها فردتْ : عذرًا لستَ فارس أحلامِي !

* وكيف لهَا أن تَرفض ، أحَد أبرزِ الشبابِ في البَلد ، لاعِب كُرة قدمٍ مشهُور ، وسيِم الوجه أنيق المَلامِح و"حلمُ كُل البَنات" كما يُقال ، فقالَتْ : عذرًا لستَ فارس أحلامِي !

* تجُرهُ قدماهْ نحوَ منزِل أهلِها جرًا مُتردد بشأن قبولهآ بِه أن تكون لهُ سكنًا ، بعدما رفضت المُهندس والدكتور والمُحاسب كيف لها أن تقبَل بِفلاحٍ هزيل الحال لا يجنِي الكَثير لكنـه توكَل على الله وسألَه الخَير وَ الصلاح ، استهزأ الجَميع بهِ وسخروا مِنه فهو لَيس بذي مالٍ ولا جاهٍ ولا نسب ولا وجهٍ حسن وسيم !
لكنه يُدرك غايتَه ، سألتهُ : لماذا قدِمت لخطبتي؟ وَ أنتَ تعلَم رَفضِي لمن هم أعلى مِنك مقامًا بين الخَلق ؟
قال وَهو منكِسٌ رأسَه : جئت لِغايةِ إكمالِ ديني وقَصدتُكِ لما علمتُه مِن حُسن أخلاقِكِ وسيرَتكِ وصُلحِكِ ، وما رأيتهُ منكِ من عفَافٍ وحشمة وسِتر ، إن قَبلتِ بي لَن تَريّ مِني ما يُسيؤكِ بإذن الله ، وإنْ رَفضتِ فإرادتُه تعالىٰ هيَّ الغالِبة ، فَأقصِدُ غَيركِ ممَن هُنّ نقيات عَفيفات
فقالت لَه : قبِلت بِــك ! أنت فآرِس أحلامي

سُئِلت الفتاة عَن سِر قبولِها بالفلاح الفقير وَ رفضِها للأثرياء !
وكَونه فآرِس أحلآمِهآ الذيّ لآ تتوآفَر فِيه تِلك المَزآيآ الفخمَة المعروفُ بِهآ فآرِس الأحلآم !!
فَردتْ : أردتُم مِنّي أن أقبَل بِهم لمَا علمتموُه مِن مكانتِهم في المجتمَع ، فشخصٌ لِراتبه وشخصٌ لنَسبه ، وآخر لمكانتِه وآخر لشهرَتِه ووسامتِه .
وغَفلتم عن سرائرهم ومكنون بواطِنهم وأخبارِهم ، فلَقد عَلمت بالأول قَليل الصَلوات ، والثانِي يَجمعُ أموالًا مِن حرام ، والثالِث غَير بارٍ بوالديهْ ، والأخِير شَرابٌ للخَمر لَعوبٌ بالقِمار.
أما هذا الفَلاح البسيط فَقد رأيتُ فِيه المُروءة وحُسن الكلامْ ، ففِي خطابِه لغة القُرآن وفِي سكناتِه مُقتدٍ بالرسول والإمام (عليهم السَلام) وخُلقه الساميّ إلى درجَات الكَمال ، فهو ليس كسابقِيه عندمَا أجلِس أمامَهم تَكادُ نظرآتهم تلتهمُ وَجهِي وتختَرق عبَاءتي ، شعرتُ بِه يُقدِر المَرأة يُريدُها كأُنثىٰ كما يجِب أن تَكون ، ميزَانهُ الأخلاقُ والحِشمة والعَفاف ، لا كَسابِقيه عندَما سألتُهم ذاتَ السُؤال ردوا : لأجلِ مكانَتِكِ لأجلِ نسبِكِ لأجل ما حِيكت بِه الأساطِير والكلآم المُتناقَلِ عَن جمالكِ ناهِيكم عَن كلماتْ الغَزل التِي ألقاها عَليَّ بعضُهم ممآ يَخدِش الحَياء وقد آلمَني وأغضَبنِي بِشدة.
هُوَ راضٍ بِما سيقسِمه الله لهْ ، فَتوكُله عَليهِ سبحانَه ظاهِرٌ لِي عَكس من خَلفه.
وكما قآل (ص) : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه "

حِين ذلك قالت الأُم لابنتِها عِندما أفرَغت ما بِجعبتها وقَد حَيَّر الأقراب والأغرابْ : طوبى لمن كُنتِ لَه زوجة ، وَ سُعِدتِ بِمن صارَ لكِ زوجًا ، أسعدكُما اللهُ يَبنتي ويَسرَ أمركُما ورزقَكما الذُرية الصالحة بإذنه.

أيها الشاب / أيتها الشابة :
ليس مقياس اختيار شريك الحياة هو المال والنسب والجمال ، فقوله "ص" : اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" إيجازٌ لتفصيل لشرطي الحياة الزوجية السعيدة هما : الدين والأخلاق .
فإن تحققا نالا سعادة الدنيا والآخرة.
فَلآ تنسى أنأخي يَكون قدوَتُك الرَسول وأهل بيته (عليهم السلآم) ، ولآ تنسَي أختِي بأن تقتَدي بِـمولآتنآ زينَب (عليهآ السلآم)

نسألكم الدعاء