![]() |
حواء والحياة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين بروحكِ الطيبة أعطرهذا المتصفح وبكلماتي المشعة بنور نفسكِ أُسطر هذه الكلمات لتبقى نبراساً زاهراً يلمع في جبين الزمن يحكي وفائي لكِ ، فأنتِ بالأمس الرحم الطاهر الذي غذاني الفضيلة حتى كملت أعضائي فيه ، وأنتِ بالأمس الحضن الدافئ الذي احتضنني بعطفه وحنانه والصدر الساخن الذي أرضعني حرارة ود الله ومحبة أوليائه الأطهار ، وكنتِ لي بالأمس الأم الرءوم والقلب الحنون الذي ينبض بالسعادة حينما يراني سليماً معافى وينبض بالحسرة حينما يراني عليلاً ، فلا يستقر قراره ولا ينتظم نبضه إلا إذا اطمئن بأني قد شوفيتِ من علتي وعادت إلي عافيتي ، وكنتِ لي أيضاً الحصن الحصين ذو السور المنيع الذي يحميني من أيدي البطش التي تريد أن تنكل بي ، واليوم أنتِ لي الأخت الحاملة لآلامي والحانية على حالي ، ومستودع أسراري ، والزوجة التي أسعد برؤيتها ، وأهنأ بقربها ، وأستمتع بودها ، وأُتوج حياتي بزينة ما يخرج من رحمها ليكونوا لي فلذة أكباد وأعز أولاد لا تستقر حياتي إلا معكِ ولا يستقيم حالي إلا بكِ ، فأنتِ نصفي الآخر الذي به أعرف للحياة طعماً ، وبه أشعر بوجودي ، ولولاكِ لضعتُ وتبخرتُ كما يتبخر الماء إن إفتقد لإحدى عنصريه قد أُلام من البعض على هذا المدح الدائم لكِ وقد أُعاتب على تسطير المقالات فيكِ ، سألتمس لهم العذر ، فقد يكونوا رأوني من جانب واحد ، جانب المادح لكِ شكلاً ، والناظر لكِ غزلاً ليس إلا ، ولو تأملوا في سطوري وتمعنوا في كلماتي ، لرفعوا عتابهم لي ولأبدوا شكرهم بدلاً من اللوم والعتاب ، فهم يملكون عقولاً سليمةً وأذواقاً رفيعة وفكاراً راقية وصفاتاً نبيلة، نعم أعزائي أصحاب الذوق الرفيع حينما تتمعنون في سطوري ستكون نظرتكم لي نظرة حكيمة لا فيها غول ولا تأثيم ، لأني أحكي هنا واقع معاش وحقيقة يلتمسها كل رجل حينما يرى ببصيرته أنه قد تكونت عظامه وبني لحمه وتمت أعضائه في ذلك الرحم الذي استقبله بالحب وغذاه من صافي دمائه ، وأنه رضع الحنان من ذلك الصدر الدافئ بعد أن التجأ إلى ذلك الحضن الحامي له من مناخات الدنيا المتقلب ، وأنه درج على يدي مربية فاضلة علمته الفضيلة وربته على سمو الأخلاق ، ولم يتوقف الأمر هنا بل يجد نفسه بحاجة إلى تلك العضيدة التي تعينه على بلاء الزمان بشفقتها عليه وحبها له لدرجة جعلت منها مستودعاً لأسراره ، ولسان صدقٍ يدعو له بالخير ليبقى قريباً منها مادامت تتتنفس الهواء ، وبعد .. يرى نفسه أمام إنسانه يطيب له السكن معها تحت سقف واحد ، قد أمتع ناظريه بالنظر إليها لدرجة ينسى فيه همومه وأشجانه ، تستقبله بابتسامتها المشرقة وتكلمه بأرقى ما يكون الكلام ، الحاوي للحب والعطف والحنان ، إن احتاجها لم تمانعه ، تطيب نفسها حينما تراه بسعادة وتُخفي حزنها حينما تراه متألماً ، حتى لا توجع بحزنها رأسه وتزيد بهمومها آلامه ، تبتسم في وجهه وإن كانت محزونه ، لتُظهر جمال حياته معها فيسلى بإشراقتها عن مصائبه نعم إنها حواء تلك الإنسانة التي خلقها الله للتزين حياة آدم وتدفعه إلى العطاء ليكون ثمرة خيرٍ تُعطي أكلها بسعادة ولبنة بناء تعمر الأرض بحسن الخلق وجميل الصفات ، ليتمم رسالته بمعونتها ثم ينتقل إلى عالم الخلود قد أرضى بذلك ربه فجزاه الله على ذلك الجنان لينعم بما قدم وتنعم هي كذلك بما أعطت من دروس أهلتها لأن تكون من أهل النجاة http://www.alhsa.org/forums/imgcache3/419967.gif منقول |
رد: حواء والحياة
|
رد: حواء والحياة
يعطيكي الف عافيه على مانقلتي موضوع رائع وصاحبته الاروع
|
رد: حواء والحياة
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين ..
موضوع عنوانه الجمال وكلماته تنبع ابداع سلمتي لنا يازهرة الياسمين فأنتي تفوحين بالرائحة الطيبة في كل مكان |
الساعة الآن 03:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir