![]() |
تحية الأحرار البيض للعبد الأسود
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم تحية الأحرار البيض للعبد الأسود السيد هاشم الموسوي لا أعرف عنه كثيراُ سوى أنه كان عبداً أسوداً، كبير السن، اشتراه أمير المؤمنين (ع)، ثم وهبه لأبي ذر الغفاري، رجع إلى الإمام الحسن (ع) بعد وفاة أبي ذر، ثم إلى الإمام الحسين (ع)، ورافقه في سفره إلى كربلاء واستشهد معه، قرأت فيما قرأت أنه قتل خمسة وعشرين رجلاً من أعداء الحسين في يوم كربلاء، وما اعتنيت بهذا الأمر كثيراً، ولكن سألت نفسي كم أحيا هذا العبد الأسود من الأحرار البيض على مدى القرون، وقد أعجبت بهذه الشخصية كثيرا، وأنا أبحث عن هذا العملاق الكبير، لم أقرأ سوى بضعة أسطر، وحسبي بها، تكفيني هذه الأسطر لأقف صغيراً حقيراً أمام عملاق من عمالقة التاريخ، لم يكن عملاقاً بالوراثة، فهو عبد يباع ويشترى، ولكن يملك نفساً لم يرضَ لها ثمناً إلا الجنة، ربما أكثركم إن لم يكن كلكم قد سمع هذه الأسطر، ولكن تمعنوا فيها معي جيداً… عملاق اسمه جون بن حوي ،عملاق رفض ترك الإمام الحسين (ع) مع أنه حصل على رخصتين للانصراف عن القتال، المرة الأولى كانت رخصة عامة للأصحاب بالانصراف حين قال لهم الإمام الحسين: انطلِقُوا جميعاً في حِلّ، ليس عليكم منّي ذِمام، هذا الليل قد غَشِيَكم فاتخذوه جَمَلاً، فأبَوا جميعاً، وأقبلوا إلى الشهادة، والرخصة الثانية حينما قال له الإمام الحسين (ع): أنت في إذْنٍ منّي، فإنّما تَبِعْتَنا طلباً للعافية، فلا تَبْتَلِ بطريقنا. فماذا أجاب جون إمامه ؟ قال له:يا ابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحَسُ قِصاعَكم وفي الشدّة أخذُلُكم ؟! واللهِ إنّ ريحي لَنتِن، وإنّ حَسَبي لَلئيم، ولوني لأسوَد، فتَنَفّسْ علَيّ بالجنـّة فتطيبَ ريحي، ويَشرُفَ حَسَبي، ويَبيضَّ وجهي، لا واللهِ لا أُفارقُكم حتّى يختلطَ هذا الدمُ الأسود مع دمائكم. رفض جون الرخصة تلو الرخصة وهو يرى الموت بعينه وكم نبحث نحن عن الرخصة تلو الرخصة لنتهرب من حكم شرعي هنا أو حكم شرعي هناك… برز جون إلى القتل بعد مقتل خمسين شهيداً من أنصار الحسين، أي إنه رأى الموت بعينيه، وثبت إلى النفس الأخير، ثم استأذن الإمام الحسين وقال مرتجزاً: كيف تَرى الفُجّارُ ضَربَ الأسْودِ بالمـشـرفـيِّ القـاطعِ المُهنــَّدِِ أحمـي الخيـارَ مِن بنـي محمّــــدِ أذُبُّ عنـهم بـاللـسـانِ واليــدِ أرجو بذاك الفـوزَ عندَ المــــوردِ مـن الإلهِ الـواحدِ المـوحَّــدِ فجاءه الإمام الحسين عليه السّلام ووقف عليه قائلاً: "اللهمّ بَيِّضْ وجهَه، وطَيِّبْ ريحَه، واحشُرْه مع محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، وعَرِّفْ بينه وبين آل محمّد عليهم السّلام"، وقد نقلوا أنّ كلّ مَن كان يمرّ بالمعركة، كان يشمّ مِن جون رائحةً أذكى من المسك. ونحن نخاطبك أيها العبد الذي صار نبراساً للأحرار، ونقول كما قلت للإمام الحسين، إن وجوهنا بيضاء ولكن سودتها صحيفة أعمالنا، وحـَسَبُنا شريف، لكنَّ موقفنا أمام الشيطان والشهوات ضعيف، وإن رائحتنا طيبة ولكنها تفوح بحب الدنيا والركون لها، فتنسى شكر النعمة في الرخاء، وتفقد الصبر في الشدة… نقول لك يا جون بن حوي: ما ضرك لونك الأسود وحسبك اللئيم وريحك النتن، و ما نفعَنا لوننا الأبيض وحسَبنَا الشريف وريحنا الطيب، فتنفس علينا يا جون بشيء من نفسك الأبية وتواضعك الكبير وروحك الشريفة التي أكرمها سيدها ومولاها الإمام الحسين (ع) بالدعاء، كن شفيعنا أيها العبد الأسود فكم يحتاج الأحرار البيض إلى أمثالك … http://www.noorfatema.org/up/uploads/13333856921.gif |
رد: تحية الأحرار البيض للعبد الأسود
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
طرح رائع بوركتي اخيتي عشقي حسيني وننتظر الجديد من النورانيات اللتي بقرأتها ترتوي الروح |
رد: تحية الأحرار البيض للعبد الأسود
اللهم صل على محمد وال محمد
عاشت اياديك على الطرح الجميل وانتي تبهريني يوم بعد بمواضيعك وعشقك وروحك الطاهرة التي تنبض ولائا وعشقا وحبا لسيد الاحرار بارك الله بكم وقضى الله حوائجكم وانار دربك بحب محمد وال محمد نسالكم الدعاء |
رد: تحية الأحرار البيض للعبد الأسود
السلام على الحسين وعلى الارواح التي حلت بفناء الحسين
|
الساعة الآن 04:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir