منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط - ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

- - ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾ (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=57461)

﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

http://www.olamaa.net/new/news/photo...5_orig.jpg.jpg

﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

دعت أمل مجموعة من صديقاتها لمنزلها للاحتفال بمولد أبى الفضل العباس(ع) .
بعد الانتهاء من مراسم الاحتفال وُزع على الحاضرات فطائر جبن وعصائر مختلفة الأنواع وغيرها من المأكولات.
سألت فاطمة الأخت التي وزعت المأكولات عن نوع الجبن الذي أستخدم في الفطائر؟
قالت لا علم لي سأسأل أمل؟
جاءت أمل فسألتها فاطمة عن ذلك.
فأجابت انه ماركة شيدر أسترالي
هل في ذلك من إشكال؟!
فاطمة:اجلسي كي أوضح لك المسألة.
الجبن قد يحتوي على أنفحة وهناك بعض المراجع يحتاط بعدم الأكل منها وبعضهم قال بجواز الأكل.
سناء: ما معنى الأنفحة؟ ومن أين تستخرج؟
فاطمة: الأنفحة (لغة) هي كرش الجدي [2] وتؤخذ من معدة الرضيع وتحفظ، ويستعمل الشيء الذي في داخلها وهو خميرة بيضاء صفراوية قابلة للذوبان توضع في الحليب فيغلظ ويصبح جبنا.
وهناك أنفحة نباتية تؤخذ من أجزاء النبات الأخضر كالبراعم من الحبوب والأزهار والثمار وتستعمل كذلك في تجبين الحليب. [3]
سناء: ما هو الضير في استعمالها؟
المدار هو طهارة الأنفحة من عدمها وهذا ما أختلف عليه الفقهاء
فالأنفحة النباتية محكومة بالطهارة أما الحيوانية فهي ما وقع الخلاف فيها عند الفقهاء .
فرأي السيد السيستاني فيها أنه :إذا علم أنها مأخوذة من حيوان غير مذكى[4] فالجبن نجس ولا يجوز أكله. وإذا احتمل كونها مأخوذة من حيوان مذكى فالجبن حلال وطاهر. [5]
وكذلك تعرض السيد علي الخامنائي في استفتاءاته لذلك بقوله: لا مانع من أكلها ما لم تشتمل على الحرام أو النجاسة. [6]
فكل يأخذ برأي مرجعه الذي يقلده فبما أني من مقلدي السيد السيستاني فلا أأكل من هذه الفطائر.
فاطمة : أما الجبن الذي ليس فيه أنفحة فيمكنك الأكل منها.
مروة: سمعت أيضاً من بعض الأخوات أن هناك إشكال في شرب عصير العنب أو عصير الفواكه المحتوي عليه.
فاطمة: عصير العنب أو ما يعبر عنه في الفقه (العصير العنبي) ذكر في الكتب الفقهية بأنه إذا غلا فلا يحل إلا بذهاب ثلثيه. فذهاب الثلثين مطهر للثلث الأخير. وعليه بالنسبة لعصير الفواكه المبستر المحتوى على العنب يكون محرما .
مروة: حسب قراءتي فالبسترة لا تصل إلى درجة الغليان.
فاطمة: البسترة نوعان ما يصل إلى درجة الغليان ثم يبرد والثانية درجة حرارة عالية ولكن لا تصل إلى الغليان وهنا الجواب يتفرع على ذلك فما دام لم يغلي لا يحرم أما إذا غلى يحرم حتى لو كان مختلطاً بماء إلا أنه إذا اختلط به كفى في حليته ذهاب ثلثي المجموع ولا يحلّ إلا مع العلم بذهاب الثلثين. [7]
مروة: فهذا هو المدار إذن.
وعلى هذا أيضا يدخل مربى العنب ضمن هذه الدائرة فلا یجوز اکله علی الاحوط إذا علم بغليانه وعدم ذهاب ثلثيه. [8]
سناء: هناك عصير يباع في البردات كتب عليه عصير الحصرم وهو العنب قبل نضجه يعصر ويكون حامضا، وكذلك بعض المنتجات كشراب الفواكه والتي تكون مشتملة على عصير الزبيب الأسود فهل يشمله حكم عصير العنب؟
فاطمة وجدت هذه المسالة في استفتاءات السيد علي السيستاني والسيد علي الخامنئي بأنه لا یحرم عصیر الحصرم بالغلیان[9] وعصير الزبيب كذلك[10]ولكن احتاط السيد السيستاني باستحباب الاجتناب عن العصير الزبيبي. [11]
أمل: هل يشمل الفواكه المشكلة المعلبة والتي يكون في ضمنها عنب؟
إذا غلت حبات العنب بالنار فيحرم أكلها. [12] وهذا هو رأي السيد علي الخامنئي.
أما رأي السيد علي السيستاني فالماء الذي تشتمل عليه حبة العنب بحكم عصيره في تحريمه بالغليان على الاحوط، [13]
مريم: إذن ماذا نأكل! لا جبن ولا مربى ولا عصير فواكه؟ وماذا نضع في الحلويات التي نعملها إذا لم نضع فواكه مشكلة؟
فاطمة: هناك بدائل كثيرة، ويمكن للإنسان أن يأكل من الدول الإسلامية والتي يطمئن لمنتجاتها، أما بالنسبة للعنب فسواء من دولة إسلامية أو غير أسلامية فهذا حكمه، وعليه على الإنسان أن يتوقى فيا يأكل ويشرب لأثره البالغ في النفس والروح.
سناء: ماذا عن وضع الزبيب مع الرز والمرق وطبخه معهما؟
فاطمة: هذه المسألة تعرض لها السيد علي السيستاني في المنهاج بقوله: لا إشكال في وضع الزبيب في المطبوخات مثل المرق والمحشي والطبيخ وان دخل فيه ماء وغلى فضلاً عما إذا شك فيه. [14]
شكرت الحاضرات فاطمة على هذه المعلومات القيمة وقلن: هكذا يفترض أن تكون مجالسنا فببركة أبي الفضل العباس (عليه السلام) تعلمنا بعض المسائل التي كنا غافلين عنها في أمور ديننا، وليت كل مجلس من مجالس ذكرأهل بيته (عليهم السلام) يتطرق فيه ولو لبعض المسائل الفقهية بعد لتعم الفائدة على الحضور.

هوامش
--------------------------------------

[1]سورة عبس: 24.
[2]الجدي: ولد المعز الذكر البالغ ستة أو سبعة أشهر
[3]القاموس الجامع للمصطلحات الفقهية للشيخ عبد الله الغديري-الطبعة الأولى 1418هـ-1998م- دار المحجة البيضاء –بيروت لبنان
[4]غير مذبوح على الطريقة الإسلامية
[5]شبكة السراج في الطريق إلى الله-كنز-الأطعمة والأشربة- الفتاوى-الصفحة3-سؤال71
[6]موقع السيد علي الخامنائي-الأستفتاءات الجديدة-الأكل والشرب-الشك في الحلية والحرمة.
[7]موقع السيد علي السيستاني-الأسئلة والأجوبة-الأطعمة والاشربة-الصفحة 12-سؤال111
[8]موقع السيد علي السيستاني-الأسئلة والأجوبة-الأطعمة والاشربة-الصفحة 3-سؤال24
[9]موقع السيد علي السيستاني-الأسئلة والأجوبة-الأطعمة والاشربة-الصفحة 3-سؤال29- أجوبة الاستفتاءات للسيد علي الخامنئي-النجاسات وأحكامها-المسكر ونحوه مسألة302-نشر دار النبأ للنشر والتوزيع
[10]موقع السيد علي السيستاني-الأسئلة والأجوبة-الأطعمة والاشربة-الصفحة5-سؤال48
[11]منهاج الصالحين للسيد علي السيستاني-ج3-كتاب الأطعمة والأشربة-في غير الحيوان- مسألة 930- الطبعة الثانية1421هـ مطبعة صدر -قم
[12]أجوبة الاستفتاءات للسيد علي الخامنئي-النجاسات وأحكامها-المسكر ونحوه مسألة302-نشر دار النبأ للنشر والتوزيع
[13]منهاج الصالحين للسيد علي السيستاني-ج3-كتاب الأطعمة والأشربة-في غير الحيوان- مسألة 931- الطبعة الثانية1421هـ مطبعة صدر -قم
[14]منهاج الصالحين للسيد علي السيستاني-ج3-كتاب الاطعمة والأشربة-في غير الحيوان- مسألة 932- الطبعة الثانية1421هـ مطبعة صدر -قم