![]() |
( شرح الزيارة الجامعة )
اللهم صل على محمد وآل محمد
( شرح الزيارة الجامعة ) الفصل الأوّل اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ (1) (1) ـ السلام نوع من التحيّة ، بل هو تحيّة أهل الجنّة ، قال تعالى : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ) (1) . ومعنى السلام اختلف فيه على وجوه تالية : فذكر أنّه دعاء بمعنى سَلُمْتَ عن المكاره . وقيل : أنّ المقصود به معناه ، أي السلامة عليكم ... وقيل : يُراد من السلام اسم الله تعالى فالمعنى اسم الله عليكم ; يعني أنت في حفظه وأمانه ببركة إسمه ، نظير أن يقال : الله معك ، وخاصّية هذا الإسم الشريف الرحمة والسلامة ، فيكون حاصل المعنى : إنّ رحمة الله وسلامته عليكم أهل البيت . ولعلّ الأنسب هو المعنى الأخير يعني تفسيره : « باسم الله تعالى » أي اسم الله عليكم ، ويتمّمه آخر الفصل يعني ورحمة الله وبركاته . (1) سورة إبراهيم : الآية 23 . يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ (1) أفاد السيّد شبّر (قدس سره) (1) : أنّه اختار الشارع لفظ السلام وجعله تحيّة الإسلام لما فيه من المعاني الجامعة ، أو لأنّه مطابق لإسم الله تيمّناً وتبرّكاً ، ويجري هذا المعنى في التسليمات الآتية أيضاً . واعلم أنّه يجوز الإتيان بالسلام منكّراً ومعرّفاً ، تبعاً للكتاب الكريم في قوله تعالى : (وَسَلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) (2) وقوله سبحانه : ((وَالسَّلاَمُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) (3) ولعلّ المعرّف أزين لفظاً وأبلغ معنىً . (1) ـ أهل بيت النبي هم الأئمّة الطاهرون وفاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليهم السلام) ، كما يستفاد من حديث الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) الوارد في تفسير قوله تعالى : ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (4) جاء في هذا الحديث : « فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساءً خيبريّاً ، فضمّني فيه وفاطمة والحسن والحسين . ثمّ قال : ياربّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » (5) (6) . (1) الأنوار اللامعة : ص39 . (2) سورة النمل : الآية 59 . (3) سورة طه : الآية 47 . (4) سورة الأحزاب : الآية 33 . (5) تفسير البرهان : ج2 ص844 . (6) وتلاحظ نزول هذه الآية في رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وبنيه التسعة الأئمّة (عليهم السلام) من طريق الخاصّة في أربعة وثلاثين حديثاً ، ومن طريق العامّة في أحد وأربعين حديثاً جاءت في غاية المرام : ص287 ب192 . ـ وروى الصدوق (قدس سره) أنّه سُئل الصادق (عليه السلام) مَن آل محمّد ؟ فقال : ذرّيته . فقيل : ومَن أهل بيته ؟ قال : الأئمّة . قيل : ومَن عترته ؟ قال : أصحاب العباء . قيل : فمن اُمّته ؟ قال : المؤمنون (1) . والنبوّة في الأصل : امّا مأخوذة من مادّة (نبا) أي إرتفع ، ويُسمّى النبي نبيّاً لإرتفاعه وشرفه على سائر الخلق . أو مأخوذة من مادّة (النبأ) بالهمزة ، بمعنى الخبر ، فيكون النبي بمعنى المنبئ ، وهو المخبر عن الله تعالى بغير وساطة بشر بينه وبين الله تعالى ، أعمّ من أن يكون له شريعة كنبيّنا (صلى الله عليه وآله) ، أو ليس له شريعة كيحيى سلام الله عليه (2) . ويمكن إجتماع كلا المعنيين في النبي كما تلاحظه في رسول الله (صلى الله عليه وآله) . وتلاحظ الفرق بين الرسول والنبي في حديث زرارة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : (وَكَانَ رَسُولا نَّبِيّاً) (3) ما الرسول وما النبي ؟ قال : النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، (1) معاني الأخبار : ص94 ح3 . (2) مجمع البحرين : ص86 ، مادّة نبا . (3) سورة مريم : الآية 51 . يتبــــــــــــــــــــــــــــــع |
|
أجركم على أهل البيت عليهم السلام
|
جزاكم الله خير الجزاء .. |
أجركم على أهل البيت عليهم السلام |
الساعة الآن 04:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir