منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط - حكم دخول المرأة الحائض للأماكن المقدسة

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13074645874.gif

قال الله تعالى (فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ) .
قال تعالى: ((وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)) .
زيارة النبي صلى الله عليه وآله ، والدخول للروضة الشريفة للسلام والتحية .
زيارة مراقد الأئمة الأطهار في العراق وإيران ..
زيارة أبناء وأحفاد أبناء الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ..
زيارة زوجات الأئمة عليهم السلام .. للفتاة والمرأة أثناء الحيض ..
أسئلة مهمة في حياة الفتاة والمرأة ، وتبحث الإجابة عنها ..
فماذا يقول العلماء الأعلام عن الحكم الشرعي حول زيارة الحائض للمراقد المقدسة؟
وماهو تكليف الفتاة والمرأة المؤمنة؟
الجواب: لقد بحث الفقهاء حفظهم الله تعالى ، هذه المسألة المهمة من حيث الفتوى ، من إتجاهين:
الإتجاه الأول: الدخول على المعصوم ، كالروضة المقدسة للرسول الأعظم ، وحرم الإمام علي ، والإمام الحسين ، وسائر الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين .
الإتجاه الثاني: الدخول إلى مقامات ومراقد أبناء الأئمة عليهم السلام ، كحرم السيدة زينب ، والسيدة رقية عليهم السلام في الشام ، وحرم أبو الفضل العباس عليه السلام في كربلاء المقدسة ، ومرقد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في مدينة قم المقدسة .
ونستطيع أن نوجز الإجابة عن التساؤل إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: بخصوص دخول الحائض إلى الروضة المقدسة للرسول الأعظم في المدينة المنورة ، فالحكم هو عدم جواز دخول الحائض من جهتين:
الجهة الأولى: من حرمة دخول الحائض على المعصوم ، بفتوى الإحتياط الوجوبي .
الجهة الثانية: من حرمة دخول الحائض للمسجد النبوي ، وذلك للدليل الخاص للمسجد الحرام في مكة المكرمة ، والمسجد النبوي في المدينة المنورة .
إذن نستنتج أن حرمة دخول الحائض إلى الروضة النبوية تأتي لنا من جهتين كما بينا .
القسم الثاني: دخول الحائض إلى مراقد بقية المعصومين ، حيث ذكر العلماء الأعلام رضوان الله عليهم ، الحرمة وعدم الجواز على نحو الإحتياط الوجوبي .
أما إن توافق وجود قبر المعصوم عليه السلام مع المسجد ، فأن الحكم الشرعي هو حرمة الدخول ، ولا بأس بالإجتياز ، أي الدخول من باب والخروج من باب آخر ، كما لو أرادت السؤال أو لحاجة ، بمعنى أن نطبق أحكام المسجدية للحائض .
القسم الثالث: وهو دخول الحائض إلى مراقد أبناء الأئمة الأطهار عليهم السلام ، فمن حيث الفتوى لم أجد أن هناك من الفقهاء من أفتى بحرمة الدخول ، إلا في حالتين:
الأولى: إنطباق عنوان المسجدية .
الثانية: إنطباق عنوان الهتك .
وما دون ذلك فحكم فتوى الفقهاء دامت بركاتهم ، جواز الدخول للحائض وعدم الحرمة .

::: حكم زيارة قبور البقيع :::
سؤال يتردد لدى الكثير .. ماهو حكم زيارة الأئمة والصحابة والشهداء في البقيع ، في المدينة المنورة؟
الجواب: أن حكم دخول المرأة الحائض للبقيع ، من أجل الزيارة والسلام ، في تصوري يحتاج لبعض التوضيح:
فزيارة الأئمة الأطهار في البقيع ، وهم: الإمام الحسن السبط ، والإمام السجاد ، والإمام الباقر ، والإمام الصادق عليهم السلام ، فالحكم كما ذكرنا في دخول المرأة الحائض لمراقد المعصومين ، عدم الجواز بفتوى الحرمة على الأحوط الوجوبي .
أما الزيارة والسلام للصحابة الأجلاء ، والشهداء ، وأم البنين عليها السلام ، فالحكم هنا له عنوان آخر ، وهو دخول المرأة الحائض إلى المقابر ، بحكم أن البقيع مقبرة من مقابر المدينة المنورة ، وفتاوى العلماء الأعلام في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، لا تحرم على الحائض دخول المقابر وزيارة موتى المؤمنين فتأمل .

::: فائدة قبل الختام: نظرة على إستدلال الفقهاء دامت بركاتهم :::
يمكن لنا إيجاز معرفة إصدار العلماء ، للحكم الشرعي ، في حرمة دخول الحائض على المعصوم من منطلقين:
المنطلق الأول: الدليل الروائي .
وهو ما ورد من حرمة الدخول على المعصومين في حالة حياتهم إلا على طهارة من الحدث الأكبر ، ومن المعلوم في الشريعة أن حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً ، إذن فدخول المحدث بالحدث الأكبر إلى مراقدهم محرم .
وبالتأكيد هذا الإستدلال يوقعنا في توسيع مصداق الحرمة ، ليشمل بالإضافة إلى الحائض ، الجنب والمستحاضة والنفساء ، والحال أن الروايات ساكته إلا على الحائض والجنب .
المنطلق الثاني: الدليل العقلي .
إن دخول الحائض إلى هذه المراقد المشرفة يكون من قبيل إساءة الأدب أو درجة من الهتك ، وهو محرم هناك بالضرورة ، إذن فدخول الحائض إليها محرم بهذه الصفة .
ويُرد على هذا الإستدلال بأن نزول الدم (الحيض) عند المرأة ، هو من فطرة الله تعالى ، والطبيعة التي ميز بها الباري عز شأنه المرأة عن الرجل ..
أما أنه نوع من الهتك ، فذلك إن عرفنا أن الحيض للمرأة من الله ، فيكون دافع الهتك هو النية ، وذلك للمروي إنما الأعمال بالنيات ، فتأمل حرسك الله تعالى .

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين