![]() |
كتاب الإمام علي عليه السلام الى القاضي شريح
كتاب الإمام علي عليه السلام للقاضي شريح كتبه الإمام لشريح بن الحارث قاضيه رُوي أن شريح بن الحارث , قاضي أمير المؤمنين عليه السلام اشترى على عهده داراً بثمانين دينار فبلغه ذلك فأستدعاه وقال له: " بلغني إنك ابتعت داراً بثمانين دينار , وكتبت لها كتاباً , و أشهدت فيه شهوداً " فقال له شريح : " قد كان ذلك يا امير المؤمنين " قال : فنظر إليه مغضبٍ ، ثم قال له : يا شريح إما إنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك , ولا يسألك عن بينتك , حتى يخرجك منها شاخصاً , و يسلمك إلى قبرك خالصاُ , فانظر يا شرح لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك , و أنقدت الثمن من غير حلالك , فإذا انت قد خسرت دار الدنيا و دار الآخرة , وإما إنك لو كنت اتيتني عند شرائك ما اشتريت , لكتبت لك كتاباً على هذه النسخة , فلم ترغب في شراء هذه الدار بدرهم فما فوق , و النسخة هذه : " هذا ما اشترى عبد ذليل من عبد قد أُزعج للرحيل و اشترى منه داراً من دار الغرور من جانب الفانين , و خطة الهالكين , و يجمع هذه الدار حدود أربعة : الحد الأول ينتهي إلى دواعي الآفات , والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات , و الحد الثالث ينتهي إلى الهوى المردي , و الحد الرابع ينتهي إلى الشيطان المغوي , و فيه يُشرع باب هذه الدار. اشترى هذا المغتر بالأمل , من هذا المزعج بالأجل هذه الدار , بالخروج من عز القناعة , و الدخول في ذل الطلب و الضراعة , فما أدرك هذا المشتري في ما اشترى منه من درك , فعلى مُبلبل أجسام الملوك , و سالب نفوس الجبابرة , و مزيل ملك الفراعنة , مثل كسرى و قيصر , و تُبع و حمَيَرَ , ومن جمع المال على المال فأكثر , و بنى و شيّد و زخرف , و نجّد و أدخر , و اعتقد و نظر بزعمه للولد إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض و الحساب , و موضع الثواب و العقاب , إذا وقع الأمر بفصل القضاء { وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى إذا وسلم من علائق الدنيا " ----- إما إنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك ( هو ملك الموت ) ولا يسألك عن بينتك ( حجتك ) يخرجك منها شاخصاً – شخص ( رحل عن البلد ) يسلمك إلى قبرك خالصاُ ( مجرد من جميع ما في الدنيا سوى الكفن ) قد أُزعج للرحيل ( قد اقلق للموت ) من دار الغرور ( دار الخداع ) و خطة الهالكين ( الخطة المكان المختط للعمارة ) الحد الثالث ينتهي إلى الهوى المردي ( إلى ميل النفس و ما تهواه من الانحطاط المغتر بالأمل ( المخدوع بالأمل ) المزعج بالأجل ( القلق بما ينتظره من موت و فراق للدنيا ) بالخروج من عز القناعة , ( فبشرائها خرج من فضيلة القناعة و ما فيها عز المؤمن ) الدخول في ذل الطلب و الضراعة ( مد اليد إلى الناس للمساعدة ) فعلى مُبلبل أجسام الملوك ( البلبة : شدة الهم و الحزن ) و نجّد و أدخر ( نجّد البيت زينه بستور و فرش ) و نظر بزعمه للولد ( يجمع و يدخر لهم ) إذا خرج من أسر الهوى ( إذا انفك و تجرد عن الماديات و الإنغماس في المحرمات ) وسلم من علائق الدنيا ( تحرر من الشد إليها و الإهتمام الكلي ) المصدر كتاب رسائل الإمام علي عليه السلام للمؤلف / محمد حسن دخيل الطبعة الأولى 1422 هـ 2001 - 2002 م منقول |
رد: كتاب الإمام علي عليه السلام الى القاضي شريح
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى ابيها وبعلها وبنيها بارك الله فيك احسنت |
رد: كتاب الإمام علي عليه السلام الى القاضي شريح
شكرا وبارك الله فيك على المرور الرااااااائع
|
رد: كتاب الإمام علي عليه السلام الى القاضي شريح
اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليك ياابا السبطين بارك الله فيك |
رد: كتاب الإمام علي عليه السلام الى القاضي شريح
مشكوووره خيتوو على المرور العطر
|
الساعة الآن 01:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir