![]() |
••.•!!•.•• عنف اللسان ••.•!!•.••
http://www.alhsa.org/forum/imgcache2/364627.gif
:: بسم الله الرحمن الرحيم :: جُبلت أرواح بني البشر ومال هواها على حُب جميل اللفظ وطيّب الكلم ، ففيه سرور الخاطر وانشراح القلب، ولِما يحمل في معانيه احترام الذات وتقدير لإنسانية الفرد . فللنظر لِتعابير وجه وجسد رضيع وجّهت له كلمات تنم عن عاطفة رقيقة وألفاظ عذبة ، يُخاطب بها روحه ووجدانه . وآخر تُلفظ أمامه قبيح المنطق وغليظ القول ، كيف أنَّ الأول تنفرج أساريره ، وتبدو جليةً الإبتسامة الهلالية لوجنتين يعلو فيهما أنواع الشكر ، ونظرات لعينين تتابع فاهاً جذب انتباهه رافعاً له جميل الامتنان . أما الثاني فعلامات الإستياء والانزعاج وعبوس ممزوج بألم ترتسم على مقلتيه ، وتنتابه نوبة بكاء وضيق وحزن ، ويصاحبة مزاج متعكر قد يطول إلى يومه كله - ولَعمري أجد أنها تبصم في قلبه بصمة كالنكتة السوداء يصعب محوها ويسهل تراكم الخلل فيها - . وما هذه التعابير في الحالتين ؛ إلا ترجمة لأحاسيس داخلية وخلجات يخفق بها القلب لتجري بإشارات لكل عضو وجارحة في جسدهِ الصغير مصوراً بكل ما أُتِي من قدرات عن حالته النفسية عمّا وصله من ألسن الآخرين . فماذا لو مُلِئت كل يوميات طفولته بعنفٍ لساني من شتام وسباب ، وقُبِلت كل مواقفه بإيذاءٍ لساني من لوم وتأنيب ، وحُطِمت كل أحلامه بتحقيرٍ لساني من استهزاء وتصغير، ورُفِضت كل احتياجاته باضطهادٍ لساني من تسفيه وتوبيخ ، وهُمشت كل آرائه بصدٍّ لساني من إلجام وتسكيت. أنتوقع حياة جيدة ومستقبل واضح المعالم لهكذا طفولة ! وقد انقلبت الصورة الإنسانية في عقله إلى صورة لسانٍ يُجيد وبامتياز بناء نفسية متألمة ، وقلب متصدع ، وروح مهمومه ، وسواد حالك اجتمع وتغلغل في كيانه . و قد يتساءل سائل أيعقل كل هذا الأثر وهذه الصورة التشاؤمية يُحدِثُها كلمات اعتباطية تتداول في بيوتاتنا ؟ الجواب نعم ؛ لأن سلوكيات الإنسان ومواقفه ومجمل محطات حياته ما هي إلا برمجة استقرت في عقله الباطن ، وترسبات تأتيه من ماضيه إلى حاضرهِ ومستقبله ، وفي هذا يذكر علم النفس : إن أي نجاح في شخصية الإنسان ، وأي تميز أوإبداع في حياته ، وبداية ثقته بنفسه ، ومنبت جميع شمائله ؛ مصدرها الأول والأساسي من داخل الإنسان ، وهذا الداخل يحتاج لِبيئة نقية صافية ليكتمل فيها جماله وسلامته . وحتى يبني الإنسان حالة طبيعية مستقرة لدواخله - فضلاً عن دواخل مفعمة بالحيوية والموهبة - لابد أن يحاط بكلمات من التشجيع والمديح والإطراء وبجميل اللفظ في العزة والكرامة والرفعة ، وبتعبيرٍ عن حنان عاطفي وقول راقي وأذكار مجيدة ؛ لأن بواطن الإنسان ودواخله تذبل وتموت كما يهزل ويموت جسده مع التجويع أومع الطعام الفاسد العفن كذلك هي مع الأجواء الهزيلة وفي المحيط سيء اللسان و فاسد الكلام . ولِنرى الجانب الإيجابي لتبعات لسانٍ قد ترطب بحِنو الكلمات ، وزدان بطيب العبارات ، وفاح منه مسك وأريج الكلمة الغنّاء الباعثة على رفع الهمم وشدّ العزيمة والثقة بالنفس . فعندما يَدأب اللسان على إرسال فوج من انبعاثات الأمل والتحدي فإنه يضفي على كيان الإنسان هالة لتغدو كالدرع الواقي أمام هجمات الإحباط ومصادر التثبيط . وكأنه منشط حيوي يسري في الوريد ببارد الدم يقف دون ولوج فيروسات الفشل والانكسار فيه أوداجه . وما لِلغة الحب من شعلةٍ وقّادة في القلوب تطوقه بإكسير الحياة ، فتُزِهرالدنيا في عيناه بطيفِ ألوانها البديع . ولنبرة الحنان أفعالها ! فهي كبلسم تلتئم معها الجراحات ، وتُداوى الآلام ، وترفع ضغوطات النفس ، وتُجلي غيمة الحزن فينفلق منها قطرات لِندى الفجر البهي ، قد أحالت الألم لأملٍ جديد وسعيد . وهذا المنوال من حُسن الكلمة سار عليه أعلام الدنيا ، وكبار النفوس ، وشخصيات أعتلت عروش القلوب قبل عروش الرئاسة والملك ؛ بسبب ألسنتها التي عرفت كيف توظف الكلمة بأرقى قيمة ، وتؤمن بأن روح الإنسان رهينة الكلمة الصادقة وأسيرة المشاعر المُرهفة . صدق المولى جلّ ذكره في محكم كتابه المبين بقوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين …..} وأجاد الشاعر يعقوب الحمدوني في صفهِ حين قال : وقد يرجى لجرح السيف بـرء ......... ولا برءٌ لما جرح اللســان جراحات السنان لها التـئـام ......... ولا يلتام ما جرح اللســان وجرح السيف تدمله فيبـرى .......... ويبقى الدهر ما جرح اللسان منقووووول |
رد: ••.•!!•.•• عنف اللسان ••.•!!•.••
مشكووره خيو ع الطرح
يعطيج العاافيه |
رد: ••.•!!•.•• عنف اللسان ••.•!!•.••
شكـــــــر’’آآزهــرة اليآأآسسميــًَُــ،ــن ..:)
|
رد: ••.•!!•.•• عنف اللسان ••.•!!•.••
اللهم صل على محمدا وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
عنف اللسان جدا شديد اشد من الضربات لتأثيرها الكلمات في النفس مباشرة يسلموووو خيتوووو |
رد: ••.•!!•.•• عنف اللسان ••.•!!•.••
تشكرين على طرح الموضوع
|
الساعة الآن 06:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir