منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   نفحات من سورة الفتح (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=32512)

النور الفاطمي 05-11-2010 10:35 PM

نفحات من سورة الفتح
 

﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.. أي أن الذي منعنا من الخروج معك، هو أنه ليس هناك من يخلفنا في أموالنا وأهلنا.. ولكن ليس هذا السبب الحقيقي الذي شغلهم عن القتال.
﴿بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا.. ﴾..هذه القبائل التي كانت حول المدينة، عندما ذهب النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) إلى مكة في سفرة الحديبية، كانوا يقولون: "إن محمداً (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) ومن معه يذهبون إلى قوم غزوهم بالأمس في عقر دارهم، فقتلوهم قتلاً ذريعاً، وإنهم لن يرجعوا من هذه السفرة، ولن ينقلبوا إلى ديارهم وأهليهم أبداً"!.. فإذن، الذي منعهم من القتال، هو خوفهم من مصاحبة النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif)، وإلا قولهم: ﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا﴾، فهذه ذريعة، والمسألة الحقيقية هي هذا الخوف.
﴿..وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ..﴾..هذه الحالة الشيطانية من التزيين، كلنا واقعون فيها ماعدا المعصوم.. فالشيطان له تصرف في القلوب: يحبب الإنسان في الدنيا، ويحبب إليه الشهوات.. وله تصرف في العقول والأفكار!.. ولهذا المؤمن إذا جاءته خاطرة، أو فكرة، قبل أن يسترسل معها، وقبل أن يعمل بمؤداها؛ عليه أن يفكر جيداً: هل هذه الخاطرة رحمانية أم شيطانية؟.. قد يقول قائل: وكيف أميز بين الخاطرة الرحمانية، والخاطرة الشيطانية؟..
إن الشريعة وضعت ميزاناً، وهو: أن كل تفكير سوداوي، وكل سوء ظن، يتعلق بالمؤمنين؛ هذا الأصل فيه الشيطان.. لذا ورد في الروايات: (احمل فعل أخيك على أحسنه) أو (احمل أخاك على سبعين محملاً من الخير)!.. فهذه العداوات، والبغضاء، والحسد، والفحش، والضرب، والقتل؛ هذا كله بسبب وجود موقف سلبي من الآخرين، وهذا الموقف أتى من التصورات؛ وهذه هي أم المشاكل!.. القرآن يقول: ﴿وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ!.. وإلا هذه الأعراب، أو الذين كانوا حول المدينة من قبائل جهينة، ومزينة، وغفار، وأشجع، وأسلم؛ هؤلاء لو لم يسوّل لهم الشيطان هذا المعنى، لخرجوا مع رسول الله (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) وكانت النتيجة: أن بايعوا رسول الله (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) تحت تلك الشجرة، وكانوا من الذين رضي الله -عز وجل- عنهم ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾.. وعندما رجع المؤمنون من سفرهم هذا سالمين، بعد فترة قصيرة رب العالمين أكرمهم بفتح خيبر!.. حيث يقول تعالى في آية لاحقة:
﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا﴾؛أي مغانم اليهود في فتح خيبر.
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ..﴾.. رضا الله -عز وجل- متعلق برب العالمين، أي هو الراضي!.. ولكن نحن الذين نقوم بما يوجب هذا الرضا، فلولا مبايعة المؤمنين للنبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) تحت الشجرة، لما رضي الله عنهم.. وهنيئاً لمن رضي عنه من له جنود السموات والأرض!.. لذا، المؤمن دائماً له هاجس: هل أن رب العالمين راض عنه؟.. ويا لها من كارثة!.. أحدنا عندما يشك في رضا صاحب العمل، يضطرب ويخاف، ويبحث عن السبب!.. وفي الحياة الزوجية: الزوجان المتحابان بين وقت وآخر، الزوجة تسأل الزوج: هل أنت راضٍ عني؟.. والزوج يقول لزوجته: هل أنت راضية عني؟.. نعم، المحب لا يهدأ إلا عندما يرى ويسمع رضا من يحب عنه.. ونحن في حياتنا هذه، لم نطمئن إلى رضا الله -عز وجل-!..
﴿..فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ..﴾..إن هؤلاء بايعوا النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) تحت الشجرة، ومبايعة الرضوان مبايعة مهمة؛ لأنها مرحلة بدء الانتصارات.. ولكن هل هذه المبايعة الظاهرية تكفي؟.. يقول تعالى: ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ؛ أي يجب أن يكون الإنسان صادقاً، ومخلصاً فيما يقوم به.. فلا يغرنّه حجم العمل، ولكن المهم أن يطلع رب العالمين على قلبه؛ فيراه صادقاً فيما هو فيه.
﴿..فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾..السكينة لا تنزل على الأبدان، ولا على الأيدي المبايعة؛ إنما تنزل على القلوب المخلصة.. تقول الآية الكريمة: ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ﴾؛ أي أن رب العالمين جزاء ذلك؛ أنزل عليهم السكينة.. والسكينة تارة تنزل على القلوب مباشرة، كما في قوله تعالى: ﴿فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ﴾.. وتارة تكون السكينة أمراً مادياً، كما في قوله تعالى: ﴿يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ؛ والتابوت: هو الصندوق الذي وضع فيه موسى -عليه السلام-، ووُضع فيه بعد ذلك مواريث الأنبياء.. فإذن، إن رب العالمين جعل السكينة في هذا الصندوق.
الدرس العملي:
أولاً:
لمَ نستنكر هذه الكرامات في قبور الأنبياء والمرسلين، وأئمة أهل البيت (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image003.gif
)؟.. فهل الضريح الذي يضم جسد أشرف خلق الله -عز وجل-، يُستبعد أن تكون فيه السكينة؟!.. وهل حائر الحسين -عليه السلام- المضمخ بدماء الشهداء، يُستبعد أن تكون فيه السكينة؟!.. والذين لا يقبلون هذه المعاني، ماذا يقولون في تابوت موسى -عليه السلام-؟.. وماذا يقولون في قميص يوسف -عليه السلام-؟.. قميص لامس بدن يوسف الصدّيق -عليه السلام- ألقوه على وجه يعقوب -عليه السلام-، فارتد بصيراً؟!..

ثانياً: إن الزائر يشعر بالأمن والأمان، والإقبال، والخشوع في روضة النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif)، وفي مقامات المعصومين جميعاً (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image003.gif).. فرب العالمين ينزل سكينته على قلوب الزائرين؛ لأنهم وقروا هذه الأماكن المباركة، عملاً بقوله تعالى: ﴿قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.. يقول تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾.. الصفا والمروة عبارة عن جبلين أصمين، ليس فيهما نبي، ولا وصي؛ فما قيمتهما؟!.. ولكن الله -عز وجل- يقول ﴿مِن شَعَائِرِ اللَّهٌِ!.. فكيف إذا كان المكان يحوي على أجساد أوليائه وأنبيائه وأصفيائه؟!.. ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾!..















النور الفاطمي 05-11-2010 10:36 PM

رد: نفحات من سورة الفتح
 
إن سورة "الفتح" تتحدث عما جرى على النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) وأصحابه في صلح الحديبية، هذا الصلح الذي يعبر عنه القرآن الكريم، بأنه: فتح.. هو ظاهره صلح، ولكن واقعه فتح؛ لأنه كان مقدمة لفتح مكة.
الدرس العملي:
إنرب العالمين عندما يريد أن يجري مشيئته، فإن ذلك الأمر يتم: تارة مباشرة، وتارة بشكل غير مباشر.. فهنا من بطن الصلح يخرج الفتح، والحال أن الصلح والفتح متقابلان: أي الصلح ضد الفتح!.. ولكن هكذا رب العالمين، يعلم كيف يتصرف في الأمور
﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.. فإذن، علينا أن نطلب من الله -عز وجل- النصر والمدد في حياتنا العامة والخاصة، وهو يعلم كيف يتصرف!..

﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾.. الظفر هو: صلح الحديبية؛ لأن هذا الصلح كان من موجبات إقبال الناس على الدين.. حيث أن المسلمين أخذوا هدنة مع المشركين لمدة عشر سنوات، وفي هاتين السنتين: بين صلح الحديبية، وبين فتح مكة؛ أخذ الإسلام مداه وقوته.. وفي هذه الآيات هناك درسٌ عظيمٌ لحرمة دماء المسلمين: لقد كان في مكة مجموعة متخفية من المسلمين، وهذا من أسباب عدم الفتح في تلك السنة، حفاظاً على دماء هؤلاء القلة من المؤمنين.. فمعنى الآيات: أن رب العالمين أخّر الفتح، ولم يجعلهم يقاتلون المشركين -ولعلهم لو قاتلوا لانتصروا عليهم، فهم الذين هزموهم في بدر، والمسلمون في ذلك الوقت قويت شوكتهم أكثر-!.. لأنه رأى في عالم التقدير: أن المسلمين لو فتحوا مكة، ومكة فيها قوم مسلمون غير معروفين، قد يُقتلون خطأ.. فهذه الدماء التي ستسفك، هي عند الله -عز وجل- عظيمة!.. ونعلم هذا المعنى من الآية اللاحقة:
﴿هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء..﴾..الجيش عندما يدخل لا يميز بين المسلم وغيره، حتى لو ادّعوا الإسلام، من الممكن أن لا يصدقهم المسلمون!.. ﴿لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ أي يدخل عليكم الضرر، عندما تقتلون مسلماً، وإن كنتم لا تعلمون؛ فهذه الدماء عند الله -تعالى- كبيرة، ثم يقول:
﴿..لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.. رب العالمين يحمي أهل مكة، ويدفع عنهم البلاء، ببركة وجود هؤلاء المسلمين المجهولين.. ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا؛ أي لو زال المسلمون عن مكة تلك الأيام؛ ﴿لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.. قوم لوط كانوا في قرية نائية، يمارسون العمل الشنيع بشكل محدود، فرب العالمين قلب عاليها سافلها.. أما هذه العواصم الأوربية وغيرها، ممن يقوم بنفس العمل، بل وبطريقة أوسع، ومع ذلك سالمة لا يصيبها العذاب.. والله العالم!.. أن البلاء المدفوع الآن عن بلاد الكفر، هو ببركة وجود المؤمنين فيما بينهم، كما دفع الله -عز وجل- البلاء عن أهل مكة، ببركة هؤلاء المسلمين والمسلمات.
﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.. يذكر القرآن الكريم الجاهلية في عدة آيات، منها: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾، ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾،﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾، ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾.. والحمية هي: الغضب.. فمن الممكن أن يكون الإنسان في القرن الحالي، وهو جاهلي: له حمية، وله عصبية العشيرة؛ أي الانتماء إلى ما لا يوجب شرفاً.. ولكن رب العالمين بريء من هذه الحمية، هم جعلوا في قلوبهم هذه الحمية.. في المقابل هناك سكينة في قلوب المؤمنين ﴿فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.. والفرق بينهما:
أولاً: الحمية: تخرج الإنسان من طوره.. أما السكينة: فإنها تجعل الإنسان وقوراً.
ثانياً: الحمية: تسلب الإنسان الاختيار.. أما السكينة: فإنها تعطيه الاختيار.

الدرس العملي:
أولاً: إن الله -عز وجل- غيور على دينه، وغيور على عباده المؤمنين: يعز عباده، ويعز دينه؛ ولكن بشرط أن يجد من ينصره.. في صلح الحديبية هناك حركة، وهي بيعة الرضوان، حيث أن المسلمين بايعوا رسول الله
(http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) على أن لا يفروا من القتال أمام المشركين؛ فأنزل رب العالمين عليهم النصر.. يقول تعالى في سورة "الفتح" ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا﴾.. رب العالمين ليست له علاقة خاصة بالمسلمين في صدر الإسلام؛ هذه معادلته: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾..ولكن كيف ننصر الله -عز جل-؟..

ثانياً: إن نصرة الله لها معانٍ:
1. في الحياة الزوجية: أن يلتزم الإنسان بالقواعد الشرعية، وهي: المعاشرة بالمعروف.
2. في الحياة الأسرية: أن يصل الأرحام بالمعروف.
3. بالنسبة إلى الوالدين:
﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.
4. في المجتمع الكبير: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
5.
أمام الكافرين والمشركين: صد هجومهم، والوقوف أمامهم.
إن الذي ينصر الله -عز وجل- في هذه الدوائر؛ ينزل عليه رب العالمين النصر

النور الفاطمي 05-11-2010 10:37 PM

رد: نفحات من سورة الفتح
 
﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ..﴾.. رأى النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) في السنة السادسة للهجرة رؤيا مبشرة، وهي أنه دخل مكة فاتحاً؛ فنقل ذلك إلى المسلمين.. وعندما ذهبوا إلى مكة، ولم يدخلوها في تلك السنة التي تم فيها عقد صلح الحديبية؛ دخل الشك في نفوس البعض.. ولكن الله -عز وجل- صدق وعده لاحقاً، وجعل هذا المنام محققاً!..
الدرس العملي:
أولاً:
ليس كل منام يعتدّ به، فالمنامات متنوعة: منها ما هو أضغاث أحلام، ومنها ما لا معنى له، ومنها ما هو انعكاس اللاشعور؛ أي العقل الباطني.. فالإنسان الذي عنده عداوة مع أحدهم، من المؤكد أنه سيراه في المنام على شكل حيوان كاسر -مثلاً-.. هذا المنام لا قيمة له؛ لأنه منام شيطاني، يريد أن يُعمّق العداوة بينهما.. ولطالما تفككت أسر بسبب منامات: كأن يرى الزوج في المنام، أن زوجته تخونه -مثلاً- ويا لها من كارثة: إنسان يبني عشه الزوجي أو يهدمه على منام!.. وكذلك العكس: هناك من يرى إنساناً فاسقاً منحرفاً في منامه، وكأنه ملك يطير في السماء بجناحين، أو كأنه قطعة من النور؛ وإذا به يتبعه!..

فإذن، إن المنامات الصادق منها قليل، ولهذا عندما يذكر القرآن المنامات الصادقة؛ فإنها يذكرها في مقدمات، وفي سورة من القرآن: كمنام يوسف -عليه السلام- عندما رأى أحد عشر كوكباً، ومنام النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) عندما رأى أنه يدخل المسجد الحرام.. ولكن الأصل في المنام -بالنسبة لغير المعصومين- عدم الحجية، ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾.. لذا، فإن المؤمن لا يمشي خلف الظنون: كالأبراج، والطالع، وفتح الكتاب، والفال؛ هذه الخزعبلات التي يصدقها بعض العقلاء مع الأسف!.. والذي يعتقد بهذه الأمور، يُشكّ في عقله؛ لأنه لو كان عاقلاً؛ لما اتبع الظن.. فالمؤمن لا يمشي إلا خلف اليقين.
ثانياً: النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) رأى في المنام أنه دخل المسجد الحرام، قال تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ.. رب العالمين هو صاحب الوعد، ولكن بما أن القضية مستقبلية؛ فقد علّقها بالمشيئة.. وعليه، فإن المؤمن دائماً وأبداً يُعلّق أموره المستقبلية على المشيئة ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ﴾.. والمؤمن عندما يقول: إن شاء؛ يقولها بكل معنى الكلمة، لا مجاملة!.. فرب العالمين بيده مقاليد الأمور، وحياة أحدنا بمثابة الكهرباء فيها صور من النشاط، ولكن إذا أطفئ الزر الرئيسي؛ فإن كل شيء يتحوّل إلى سكون.. ونحن كذلك فحياتنا بمثابة أزرار: يفتح زراً، ويغلق زراً، وساعة الممات يغلق الأزرار جميعها.. فإيانا أن نعتمد على ما نحن فيه!..
﴿..آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ..﴾..إن رب العالمين لم يقل: ستدخلون المسجد الحرام فاتحين!.. فالنبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) ذهب مع أصحابه إلى مكة ليعتمر، ولكنه عاد بصلح الحديبية.. وبالتالي، فإن العبادة كلها في جانب، والأمان في جانب.. ولهذا ورد في روايات أهل البيت، عن رسول الله (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif): (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).. عندما يكون الجسم سالماً، والقوت مؤمّناً، والطريق سالكاً؛ ما الذي يريده الإنسان غير هذا من رب العالمين؟.. ولكن بني آدم لا يشكر النعمة!.. وعليه، فإن الإنسان المؤمن، يطلب من الله -عز وجل- الأمن والأمان والعافية.
﴿..فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا.... الإنسان دائماً في عجلة من أمره!.. فرب العالمين أرى نبيه الفتح، وأنه سيدخل المسجد الحرام آمناً.. ولكنه لم يُعلمه متى سيكون ذلك، ولا كيف سيتم الأمر!.. لذا، فإنه في السنة السادسة، عندما صد المشركون المسلمين عن مكة، وعقدوا الصلح، طالبوا رسول الله (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif)، بالوعد وعاتبوه.. ومن هنا يقول القرآن الكريم: ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا.. وعليه، فإن المؤمن يسأل الله -عز وجل- حاجته، ويوكل الأمر إليه، فهو الذي يعلم متى يعطيه الحاجة.. مثلاً: رب العالمين قدر مبلغاً وفيراً لأحدهم، وأمضاه، ولكنه حبسه عنه في هذه السنة؛ لأن إيمانه غير مكتمل.. وإن أُعطي هذا المال، فإنه سيذهب إلى بلاد الفسق والفجور، ويرجع بخزي الدنيا والآخرة.. لذا، فإنه يؤخره إلى أن يصير ناضجاً وعاقلاً واعياً؛ عندئذ رب العالمين ينزل عليه الرزق المحبوس!.. أو -مثلاً- هناك شاب يريد فتاة مؤمنة، فلا ييسر له الأمر؛ لأنه حاد المزاج.. ولكن بعد سنة أو سنتين، عندما يهدأ، ويصبح على مستوى المسؤولية؛ يوفقه لذلك، ويتم له ما يريد!..
﴿..فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا..﴾.. رب العالمين وعدهم بفتح مكة، ولكنه أعطاهم صلح الحديبية؛ فسماه فتحاً قريباً؛ لأن هذا الصلح، كان مقدمةً لذلك الفتح المبين.
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾..أي أن الله -عز وجل- هو الذي أرسل محمداً بالإسلام الذي هو دين الحق، لينصره على كل الأديان.
﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..﴾.. في ختام سورة "الفتح" رب العالمين يذكر نبيه المصطفى (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) بوصف العزة.. يقول بعض المفسرين: أنه في الصلح، "دعا النبي (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) علياً بن أبي طالب وقال له: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم).. فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم.. فقال الرسول (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif): (اكتب: باسمك اللهم).. فكتبها، ثم قال: (اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو).. فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك.. فقال (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif): (اكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبدالله، سهيلَ بن عمرو).. فرفض علي أن يمحو كلمة رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول (http://www.alseraj.net/alseraj1/zad/...s/image001.gif) بنفسه"..ولكن الله -عز وجل- في كتابه الخالد ذكره بوصف الرسالة فقال: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾.
















ياسمينة 06-11-2010 11:50 AM

رد: نفحات من سورة الفتح
 
الله يجزاكِ كل خير اختي الغالية

http://www.noorfatema.net/up/uploads/12889761881.gif

زهرة الهدى 06-11-2010 04:31 PM

رد: نفحات من سورة الفتح
 
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.

نور القرآن 06-11-2010 11:14 PM

رد: نفحات من سورة الفتح
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي المؤمنة" النور الفاطمي


بوركتِ غاليتي .. نفحات طيبة من سورة مباركة

رزقنا الله حفظها و تلاوتها والعمل بها ان شاء الله ..

جزاكِ المولى بما طرحتِ خيراً إن شاء الله ..

لدي طلب بسيط ,,

اتمنى لو انكِ ذكرتِ المصدر


اكون لكِ شاكرة

دمتي بحفظ رب العباد ,,,


الساعة الآن 07:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir