![]() |
علي بن أبي طالب "عليه السلام" نافذة السماء على الوجود
بسم رب الزهراء عليها السلام اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر يهفو له القلب، كما نافذة تضاء على غرة حلم جميل، فينساب ذكره على جفنيّ الليل كالنعاس الرطب، حين يمتد على خد وردة بللها الندى، ليتورد آسمه على شفة الصبح بجنحيّ نورس لونَ بزرقتهما عنق الفنارآت المطلة على شواطئ الروح. نسمعه يحمل هموم العالم آجمع على كاهله، يرسلها زفرة في وحدته وعزلته، حين يتجه بيديه العاريتين صوب السماء فيرتل الوجع بشكوآه، ويبث الدمع سيلا بين رآحتيه الطاهرتين. وتارة آخرى نرآه مبتسم الوجه، مستفيض السرائر، حين يغطي وجع المدينة النائمة بجناح حضوره الذي يغشى جبين القلق. فيمسح على الهم الوجع والحزن والألم، بركات عطفه، وآمان نظرته. فيأتي اليتامى لينتزع منهم نهر الدمع الرابض على جفونهم، ويزرع بدفئه المستفيض ابتسامتهم. يجيء الأرامل، آبنا وأخا، أبا وسيدا رحيما، يجدد بين أيديهن دموعه، ويثبت لهن عهده بالوفاء، يحنو عليهن كحنو النسر على أفراخه. هذه الصفات ربما لا يجتمع عليها بشر، ولا يمكن لإنسان ما ان يحيط بها عنايته، ذلك ان الطبيعة البشرية ميالة لحب الذات وتعظيمها، تتحرك غرائزها باتجاهات شتى، حتى تدفع بصاحبها إلى حبه وحرصه الشديدين على ذاته، وحب هذه الذات واحدة من اكبر مفاسد هذه الصفات البيضاء، فهي " الذات " إذا ما بُنيت على حب الآخر وتقديمه على النفس، ونبذ الأنا الإنسانية العالية.. نجد ان العالم سيتغلب على مصاعبه ومشاكله العميقة. ولعل سيدَ الأوصياء وإمامَ الأتقياء أبا الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام، خيرُ من روّض هذه الأنا، فلم يغلبه هواه، ولم تجد النفس الأمارة لديه متسعا أو مقاما، وعبر عن ذلك بواقع عملي ملموس، فكان صلوات الله عليه خير من جسّد حب الآخر، والسهر على راحته، وتوفير حياة طيبة سعيدة له، كما كان الآخر لديه "عليه السلام" يمثل القضية الأهم، ان الآخر هو المقصد والغاية، فالآخر هو المسؤولية القصوى التي يطمح لها "عليه السلام" عبر الأولوية التي ألقيت على عاتقه من قبل الله عز وجل، عبر موقع مسؤوليته وتصديه المتمثل في دولته الشريفة، وإمامته العظيمة. نســألكم الـدعـاء ,,, |
رد: علي بن أبي طالب "عليه السلام" نافذة السماء على الوجود
رائع رائع ما قدمتيه سلمت يمناك التي خطت هذه الكلمات العبقة بعطر نفحات امير المؤمنين عليه السلام ورزقنا واياكم زيارته عليه السلام والسقي بيديه الكريمتين يوم الظما الاكبر |
الساعة الآن 01:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir