![]() |
حمزة سيّد الشهداء
حمزة سيّد الشهداء الوقتُ ضُحيً.. وسادةُ قريشٍ يَتَوافَدونَ إلى النادي، الواحدَ تِلْوَ الآخَر، ولا حديثَ لَهُم إلاّ هذا الدينُ الجديدُ الَّذي أَتاهُم به مُحمَّد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وَيَكتَمِلُ الجَمْعُ بأبي جَهلٍ يَدخُلُ الناديَ، سَاحِباً رِداءَ هُ، شامِخاً بِعُنُقِهِ، ويُلِقي على الجَمْعِ المُحتَشِدِ تَحيَّةً عَجْلي، ويأخُذُ مكانهُ في وَسَطِ بَني مَخْزوم، وتُلاحِقُهُ عُيونُ الحاضرينَ، فَما لأبي جهلٍ مُقَطِّب الجَبينِ، مُكفَهِرّ الوجهِ، غاضِب ؟!وَيتنفّسُ طاغِيَةُ قُرَيشٍ الصُّعَداء، .. وَقد عَلِمَ أَنَّ القَومَ يَشعُرونَ بِما تَنطَوي عليه ضُلوعُهُ من غَضَبٍ دَفينٍ وحِقدٍ مكبوتٍ وَحَنَقٍ جامِحٍ، فَيُبادِرُهُم بِلهجَتِهِ الصاخِبَةِ، و كأنَّهُ البَعيرُ الهَائِج: ـ إنَّ محمّداً هذا لَن يَدَعَنا وَشأنَنَا، حَتَّى يَكونَ بَينَنا وَبَيْنَهُ شَرٌّ مُستَطير. لقَد لَقِيتُة منذُ قليلٍ وأنا في طريقي إليكُم، فَنِلْتُ مِنهُ ومِنْ دِينِهِ الجَديد. ـ وَماذَا كَانَ رَدُّهُ عَلَيكَ يا أَبا الحَكَم ؟ ـ وَبِمَ عَساهُ يَرُدُّ؟! لاذَ بالصَّمت، وَلا جَوابَ! ـ أيَّدَتْكَ آلِهَةُ مَكَّةَ كُلُّها يا سيّدَ قَرَيشٍ، وحَماكَ هُبَل! ويَخوضُ القَوم في هذا الحَديثِ، ويَتَشَعَّبُ الكَلامُ فيه، إنَّهُ حديثُ قُرَيشٍ كُلِّها لَيلَ نَهَار.. * * * ـ يَا أبا عُمارَة، يا أبا عُمارَة! وَيَنتَفِضُ حَمزَةُ لِصَوتِ امرأةٍ تُنَاديه، وقد قَطَعَتْ عَلَيهِ حَبلَ تَفكيرِه، وَهُوَ عائِدٌ منَ القَنْص. وَيَلتَفِتُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، مُوقِفاً جَوادَهُ المَنهوكَ، ويَتَطلَّعُ حَيثُ الصوتُ، جِهَةَ الصَّفا: ـ مَن المُنادي؟ ـ أنا يا حَمزَة، تَرَيَّثْ قَليلاً، سآتيك.. وَيَنتَظِرُها، إنَّها مَولاةُ عبدِاللهِ بنِ جَدْعانَ، تَنحَدِرُ إليه مِن مَسكَنِها فَوقَ الصَّفا. تُرَى مَاذا تُريدُ منهُ، لَعلَّها تَحمِلُ إليهِ خَبَراً، أو لَعلَّ أمراً دَهاها فهِيَ بِهِ تَستَغِيث. ـ مَا بِكِ ؟.. هيَّا!.. وَبِلَهجَةٍ يَمتَزِجُ فيها الحُزنُ والاضطِرابُ، تُجيبُ بِصَوتٍ مُتَهَدِّج: ـ لَوْ رأَيْتَ يَا حَمزَةُ، مَا لَقِيَ ابنُ أَخيكَ محمّدٌ مِن (أبي جَهلٍ)، آنِفاً!.. (أي سابقاً) وَجَدَهُ هاهُنَا، فآذاهُ وَشَتَمَهُ، وَبَلَغَ ما يَكْرَهُ، ثمّ انصَرَفَ عنهُ وَلَم يُكَلِّمْهُ مُحَمَّد. ـ أَحَقّاً ما تَقولين؟ - إي والله، بِعَينَيَّ هَاتينِ شاهَدْتُ، وبِأُذُنَيَّ هاتَينِ سَمِعْتُ |
رد: حمزة سيّد الشهداء
جعله الله في ميزان أعمالك
شـكــ وبارك الله فيكِ ـــراً لك ... لكِ مني أجمل تحية . :0154: |
رد: حمزة سيّد الشهداء
مشكوره خيتوة جزاك الله الجنه تحياتي الولائيه.. |
رد: حمزة سيّد الشهداء
جزاك الله خير الجزاء خيو ..
بارك الله فيك .. يسلمو .. |
الساعة الآن 11:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir