![]() |
الصدق مع الله سبحانه وتعالى ؟ 2
والكثير من الآيات التي تذم الدنيا ومن طلبها وترك الآخرة ويكفي أنها سميت دنيا كونها من أدنى العوالم التي خلقها الله سبحانه وتعالى .
والله سبحانه وتعالى نبه على ذلك وحذر خلقه من إتباع الدنيا والسقوط في هاويتها قال سبحانه : " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ " ومع هذا فلا يعني ترك الدنيا العزوف عن ما فيها من خيرات سخرها الله سبحانه وتعالى لعباده وأحلها لهم بفضله وكرمه . بل المطلوب هو ان لا تكون الدنيا غاية مطلبنا وهدفنا حتى تشغلنا عن طلب الله سبحانه والتقرب إليه . ومن هنا بدأت المشكلة فالكثير ممن يظن انه لا يطلب الدنيا وهي تشغله في حياته وفكره وأعماله وتصرفاته حتى أنه يوجد المبررات العديدة في محاولة منه لأقناع نفسه أنه ليس من اهل الدنيا . ولكن الحقيقة هي أننا يجب أن نفرق بين التعلق بالدنيا وبين عدم طلبها فالزهد عنها وطلب الآخرة ليس بتركها وترك ما أحل الله لنا فيها من خيرات كثيرة ولكن المسألة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : "ليس الزهد أن لا تملك الشيء ولكن الزهد أن لا يملكك الشيء " فللعبد أن يملك الدنيا ولكن أن لا يتعلق بها ويكون عبدا لها بل يكون فيها من الزاهدين فليست هي أمله ولا غاية مراده ومنتهى طلبه . وحتى يدرك المرء أنه هل يطلب الدنيا في واقعه أم انه يريد الله سبحانه وتعالى فعليه أولا ان يهذب نفسه ويربيها ولما تبلغ مراتب الرقي له بعد ذلك ان يدرك أنه من اهل الدنيا ام ممن يريد الله سبحانه وتعالى وإلا فأن النفس كثيرا ما توهم الإنسان وتطمئنه بالفاسد وتقنعه بقناعات كثيرة هي في الواقع أوهام تسيطر عليه , ولهذا فهو يحتاج أولا ان يريقي نفسه ويرفع من مستواها , لا أقل ان تكون لوامة فضلا عن كونها مطمئنة . وترقي النفس لا يكفي بالقول والتمني بل يجب العمل على تهذيبها وصقلها بالفضائل وتجنيبها الرذائل ومثل هذا لا يكفي فيه الكلام إنما يحتاج الإنسان فيه الى العمل حتى يكون منصفا مع نفسه كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في أحدى خطبه : "أول عدله نفي الهوى عن نفسه يصف الحق ويعمل به ولا يدع للخير غاية إلا أمها – أي قصدها – ولا مظنة الا قصدها – أي أتاها – قد أمكن الكتاب – وهو القرآن - من زمامه فهو قائده وإمامه يحل حيث حل ثقله وينزل حيث كان منزله - أي أطاع أوامره وجعله إمامه فهو إمامه وقائده أينما حل ونزل . يتبع |
رد: الصدق مع الله سبحانه وتعالى ؟ 2
الحمد لله رب العالمين
|
الساعة الآن 01:34 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir