منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
إنها فاطمة حبيبة المصطفى وريحانته التي تفوح بعطر الجنان والمشكاة الحافظة لأنوار العترة الطاهرة لخير الأنام ، يسعدني في هذه الدقائق التي أقضيها معكم أيها الأحبة على بركة الله ان أعطر هذا المكان بهذه السطور التي فاحت بشذى عطرها وعبير ذكرها وأنير بشعاع سيرتها عقولكم وأزين نفوسكم وأمتع أبصاركم بقراءة ما يحوي سموها ومكانتها عند خالق الأكوان
نعم أحبتي : كم هو جميل أن يفتح المؤمن قلبه ويوجه فكره ويطيب نفسه بذكر من من الله عليها بالعصمة وطيب حياتها بالتقوى وزين صفاتها بعظيم الخلق وأعطاها وساماً لم تصل إليه أي إمرأة من نساء العالمين على مر الزمان ، وكم هو رائع أن تشاركوني أيها الأحبة هذا الذكر المبارك لحياة الزهراء الحافل بالعطاء والتضحية في سبيل الله من خلال ردودكم وتعليقاتكم والتي بها يتم المقال ، ومن خلالها تنالون الأجر العظيم والثواب الجزيل ببركة هذه النفحة الطاهرة الشافعة لكم في ذلك اليوم المهول لتكونوا بصحبتها إلى أبواب الجنان ، فلا تبخلوا بكلماتكم في حق هذه البضعة الطاهرة وتفضلوا بإظهار عظمتها والتي ضاعت بين أناس باعوا دينهم بدنياهم فأغضبوا بظلمهم لها العزيز الجبار
نعم : قد تكون هذه المقالة هي ختام لقائي على أمل أن ألتقيكم بعد عيد الفطر السعيد حيث سأغيب عنكم أو قد أبتعد في إطلالتي عليكم في شهر الخير والبركات ، شهر رمضان العظيم الذي فيه تحل ليلة الزهراء والمسماة بليلة القدر والتي هي خير من 1000 شهر تتنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر وذلك كرامة للزهراء وإظهاراً لعظمتها من قبل العظيم الغفار ، والكريم الوهاب ، المتفضل بجوده وكرمه ببسط مائدته في هذا الشهر العظيم وباركها بمشكاة الأنوار لتكون مائدة طيبة فيها العطايا والهبات ، والتحف الإلهية العظيمة التي لا مثيل لها في هذه الحياة ، لينعم بها المؤمن العارف لحق الزهراء والمتأسي بها والمستنكر لما جرى عليها مظهرٌ بذلك غضبه وشاهرٌ لنصرتها سيفه قد تهيأ للجهاد بين يدي حفيدها إمام الزمان ، لينال ذلك الوسام العظيم وسام الشهادة بين يدي الآخذ بثاراتها وأبنائها الكرام مولانا الحجة بن الحسن عجل الله فرجه وفرج عن المؤمنين بجمال نوره وعظيم عدله في ظل دولته الطيبة حيث نزول البركات من السماء وظهور كنوز الأرض وفيها القضاء على الإستبداد
أعتذر أحبتي : قد أبتعدتُ عن صلب الموضوع والذي خصصته للحديث عن سيرة الزهراء عليها السلام ، ليكون مسك هذه اللقاءات الطيبة بكم، وإن شاء الله أجد فرصة طيبة أُطيب بها نفسي باللقاء بكم في شهر الخير والرحمة والبركات وأُوفق خلاله ولو لمقالات قليلة ولأيام متباعدة فيها البركة بفضل دعاؤكم لي

أيها الكرام
ولنبدأ على بركة الله وهذه النفحات الطيبة من حياة الزهراء
مولدها الشريف: أزهرت بأنوارها على هذه البسيطة في العشرين من شهر جمادى الآخرة لخمس سنوان تصرمت من البعثة المباركة لأبيها المصطفى صلى الله عليه وآله
أسماؤها وما تعنيه من عظيم الصفات:
الصديقة: بمعنى المعصومة
المباركة: بمعنى كونها ذات بركة في العلم والفضل والكمالات والمعجزات والأولاد.
الطاهرة: بمعنى طهارتها من صفات النقص.
الزكية: بمعنى نموّها في الكمالات والخيرات.
الراضية: بمعنى رضاها بقضاء الله تعالى

المرضية: بمعنى مقبوليتها عند الله تعالى.
المحدَّثة: بمعنى حديث الملائكة معها.
الزهراء: بمعنى نورانيتها ظاهراً وباطناً.
وأشهر كناها : أم أبيها
اهتمامها بالحجاب والعفة والتي هي زينة المرأة المؤمنة وجمالها: ويظهر ذلك من أقوالها المباركة وتطبيقها لما تقول على نفسها وسأذكر لكم بعضاً من أحاديثها في ذلك : 1- سأل رسول صلى الله عليه وآله الله أصحابه عن المرأة متى تكون أدنى من ربها فلم يدروا فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها تلزم قعر بيتها فقال صلى الله عليه وآله الله ان فاطمة بضعة مني 2-قال علي عليه السلام : استأذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته فقال رسول الله لها صلى الله عليه وآله لم

حجبتيه وهو لايراك؟ فقالت إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح فقال رسول الله : أشهد أنك بضعة مني
مكانة فاطمة عند الله / يُظهر الله عظمة الزهراء في يوم الجزاء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله عن عظمة الزهراء في ذلك اليوم لن يركب يومئذ إلا أربعة : أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله فأما أنا فعلى البراق ، وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء ، وهناك روايات كثيرة أبان فيها رسول الله صلى الله عليه وآله مكانة وعظمة الزهراء عند الله وسأكتفي معكم أحبتي بهذا الحديث حتى لا يطول بنا المقام .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها
زواجها الميمون من أمير المؤمنين عليهما السلام: لقد تقدم لخطبتها عدد من الصحابة فردهم النبي صلى الله عليه وآله بقوله إن مرها إلى الله إلى أن تقدم علي عليه السلام لخطبتها فتهلل وجه رسول الله فرحاً عندها نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله ووضع في يديه حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان

بالنوربهذه الكمات العظيمة إن الله عز و جل قد اطلع على الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه و بعثك برسالته،ثم أختار اليها ثانية و أختار منها لك أخا و وزيرا وصاحبا وحبيبا ، فزوجه إبنتك فاطمة فلما سأل رسول الله جبرائيل من يكون ذلك الرجل قال له : أخوك في الدين ، و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب،و ان الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخر في،و إلى الحور العين ان تزيني ، و إلى شجرة طوبى أن احملي الحلي و الحلل ، و أمر الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور،فهبطت ملائكة الصفح الأعلى و أمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور،و هو المنبر الذي خطب عليه آدم حين علمه الأسماء ، و أمر الله عز و جل ملكا من الملائكة الحجب يقال له:راحيل فعلا على ذلك المنبر،فحمد الله تعالى بجميع محامده،و اثنى عليه بما هو أهله ، فارتجت السماوات فرحا و سرورا ثم قال جبرائيل لرسول الله أوحى الله تعالى إلي أن أعقد عقدة النكاح،فإني زوجت عليا وليي بفاطمة أمتي بنت رسولي،و صفوتي من خلقي محمد ، فعقدت عقدة النكاح

و أشهد ذلك الملائكة و كتب شهادتهم في هذه الحريرة ، و قد أمرني ربي أن أعرضها و اختمها بخاتم مسك أبيض و أدفعها إلى ‏رضوان خازن الجنان ، إن الله تعالى لما أشهد على تزويج فاطمة ملائكة ، أمر شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلل فنثرت ذلك ، و التقطته الحور العين و الملائكة ، و إن الحور العين ليتهادونه إلى يوم القيامة،و قد أمرني أن آمرك بتزويجها عليا في الأرض ، و أن ابشرها بغلامين زكيين نجيبين فاضلين جيدين في الدنيا و الآخرة
وختاماً: سأرحل معكم ومحطة فيها الأسى والشجى والحزن على ما جرى لبضعة المصطفى من أناس شهدوا ما قاله أبوها في حقها فكانوا هم السبب في وفاتها من خلال هذه الروايات وأسألكم بعدها الدعاء
عن ابي عبدالله الصادق قال : ( قبضت فاطمة في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى عشر من الهجرة وكان سبب وفاتها ان قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فاسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها )
مرضت فاطمة مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها الى ان توفيت فلما نعيت اليها نفسها دعت أمايمن واسماء بنت عميس ووجهت خلف علي واحضرته و قالت :يابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال : معاذ الله أنت اعلم بالله وأبر واتقى واكرم واشد خوفاً من الله والله جددت علي مصيبة رسول الله وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا اليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء لها ثم بكيا ساعة وأخذ عليُّ رأسها وضمها الى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فاني اختار أمرك على أمري قالت أوصيك أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامة فإنها تكون لولدي مثلي وأن تتخذ لي نعشاً رأيت الملائكة صوروا صورته قال صفيه لي فوصفته له فاتخذه لها وهو أول نعش عمل على وجه الأرض ثم قالت : أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدوّ رسول الله ولا تترك أن يصلي عليّ أحد منهم، وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الأبصار ثم توفيت شهيدة محتسبة صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها

نسألكم الدعاء