منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤ (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=52213)

حور عين 12-09-2011 02:24 PM

¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13074702331.gif



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


إصلاح النفس قبل إصلاح الغير


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048033704.gif


إن حقيقة العدالة ان يغلب العقل الذي هو خليفة الله
على جميع قوى النفس، فالعاجز عن إصلاح نفسه
كيف يقدر على إصلاح غيره،
فان السراج الذي لا يضيء قربه كيف يضيء
بعيده،

فلو تصفحت في زماننا زوايا المدن والبلاد وإطلعت
على بواطن فرق العباد، لم تجد من الإلوف واحدا
تمكن من إصلاح نفسه ويكون;

يومه خيرا" من امسه بل لا تجد دينا"

الا وهو باك على فقد الاسلام وأهله،
فهذا هو الزمان الذي اشار اليه سيد الأنام وعترته
الكرام (عليهم السلام)
من انه;

(لا يبقى من الاسلام الا اسمه ولا من
القرآن الا رسمه)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


فيجب علينا ان يؤدب كل فرد فينا نفسه بإرتكاب
ما يضاده ،ويشق عليها عقوبة بعد تعييرها
وتوبيخها، مثل منعها من الشهوات بالصوم،
واذا وقع عليها غضب مذموم يعاقبها بالصبر عليها
أو يعرضها لأهانت السفهاء حتى يكسر جاهه.

والكثير منا لا يستطيع ذلك بسبب الكسل،
والكسل يؤدي الى انقطاع فيوضات عالم القدس،
والسعي يوجب إزدياد تجرد النفس وصفائها
والأنس بالحق،
فتصبح لديه ملكة الصدق لكي يمحي عنه الكذب
والباطل حتى يتصاعد في مدارج الكمالات
ومراتب السعادات حتى تنكشف له الاسرار الإلهية
والغوامض الربانية ويتشبه بالروحانيات القادسة
وينخرط في سلك الملائكة المقدسة.

ويجب ان يكون سعيه في امور الدنيا بقدر الضرورة
ويحرم على نفسه الزائد، وأن يتحرز على ما يهيج
الشهوه والغضب رؤية وسماع وتخيل،
وأن يبحث عن الخفايا داخل نفسه،
وإذا عثر عليها إجتهد في ازالتها
..........................




http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه

ونسألكم صالح الدعاء..
http://up.arab-x.com/Mar10/3Sp40511.gif



العالمه الغير معلمه 12-09-2011 07:01 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله محمد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختي الغاليه حور عين
ربي يحفظك ويخليك على الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان اعمالك
رزقك الله جنه الفردوس
ولاحرمنا الله من مواضيع التي فيها عبره
وفائده
ننتظر قادمك بكل شوق ولهفه
تقبلي مروري المتواضع غاليتي
موضوع يستحق التقيم غاليتي

عبير الزهــــــــراء 13-09-2011 12:41 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين

طرح اكثر من رائع

بارك الله فيك اخيتي حور عين

ننتظر جديدك

فرقان 13-09-2011 02:03 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد

لكم جزيل الشكر لروعة طرحكم الايماني المبارك

شوق العيون 13-09-2011 02:40 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
باااارك الله فيييييج
موضووع يستحق القراءه
يعطييييييييج العاااافيه

قنسرين 13-09-2011 09:23 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
مشكوووووووورة اختي وجزاك الله خير الجزاء

حور عين 14-09-2011 11:05 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13078844011.gif



اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم





والعن أعدائهم






أشرق الله أيامكم بنور الصالحات وأنار صحائف

أعمالكم برحمة البركات





وسهل لكم سعيكم بنعمة التوفيقات

وقسم لكم أعالي المنزلات.









... جزاكم الله كل الرحمة والبركة


وأثابكم عنا كل مايعلي علمكم ويزكي



عملكم







شرّفني وسرّني مروركم الكريم...







لكم دوماً تحياتي ودعواتي





حور عين 14-09-2011 11:38 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



من كلام لأمير المؤمنين وإمام المتقين
سلام الله عليه;

وأوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه وكيف غفلتم
عما ليس يغفلكم وطمعكم فيمن ليس يمهلكم؟
فكفى وعظاً بموتى عاينتموهم حملوا إلى قبورهم غير
راكبين وأنزلوا فيها غير نازلين فكأنهم لم يكونوا
للدنيا عماراً وكأن الآخرة لم تزل لهم
داراً.

وأوحشوا ما كانوا يوطنون، و أوطنوا ما كانوا يوحشون، واشتغلوا لما فارقوا وأضاعوا ما إليه انتقلوا.
انسوا بالدنيا فغرتهم ووثقوا بها فصرعتهم.

فسابقوا رحمكم الله إلى منازلكم التي أمرتم أن تعمروها
والتي رغبتم فيها ودعيتم إليها.

واستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته والمجانبة
لمعصيته فإن غداً من اليوم قريب.
ما أسرع الساعات في اليوم وأسرع الأيام في الشهور
وأسرع الشهور في السنة وأسرع السنين
في العمر.

قوله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلوة وأنها لكبيرة
إلا على الخاشعين)

يعني أن غير الخاشعين لا يقدرون على الاستعانة
بالصلوة على جميع مطالبهم لأنهم معرضون
عن ذكر الله فكانت قلوبهم في غمرة من هذا
ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون.

ولهذه الآية باطن وتأويل جميل ،نطرحه على شكل
تفكر لكي تصلوا اليه بعد التفكر في الآية وهو:

بماذا عنى الله عز وجل بالصبر والصلاة ومن هي الكبيرة
الصبر ام الصلاة ولماذا ؟
لان الآية خصت واحدة منهما بالكبيرة بقوله
(وانها لكبيرة ) ولم يقل وانهما لكبيرتان،

فإذا أردت طريق خلوص النية فعليك بحسن العمل فإنه
لا شيء كالعمل، اي العمل بالطاعات والمستحبات
والاتيان بها وترك المكروهات.

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فإذا أردت
الصلاة فأسبغ الوضوء تقربا" إلى الله،

وأقرأ من أدعية الوضوء وقبله وبعده وتوجه إلى ذلك
بقلبك وقم إلى الصلاة بقصد الخدمة لله سبحانه
وصلي كما أمرك الشرع من الأفعال والأقوال.

وتعود إقام الصلاة ولا تترك شيئاً من النافلة
ولا شيئاً من المستحبة من صلاة أو دعاء أو قراءة
القرآن تعللاً بأن الله سبحانه لا يقبل إلا الخالص
وما أقبل العبد إليه بقلبه فإذا لم تتوجه إلى العمل
بقلبك تركته وهذا من حيل الشيطان على الإنسان
ليحرمه جميع الخيرات.

فلا تترك شيئاً ما افترضه الله ولا ما ندب إليه لأنك
إن لم تقدر على العمل الصالح تقدر على صورته.
وتجعل همك في الأعمال الصالحة من صلاة واجبة
ومندوبة ومن دعاء وصيام وزكاة من واجب ومندوب
وقراءة القرآن لاسيما الآيات التي فيها
المواعظ.

ولا تنسى التفكر في آيات الله وخلقه،
ولا تنسى ذكر الموت والآخرة واذكر
قوله تعالى:
((واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي
الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة
ذكرى الدار))

ومع هذا كله فتحتاج إلى ساعة من ليلك ونهارك تخلو
بنفسك وتنظر في المخلوقات من الأرضين والسموات
والجمادات والنباتات وتعتبر بما ترى من الآيات الدالة
على قدرة خالق البريات فإنه لابد لمن يريد رضى الله
والدار الآخرة ويريد أن يعرفه الله نفسه ويعرفه
أنبيائه وأوليائه عليهم السلام

وان يبصره في دينه الذي ارتضاه ويجعله إنساناً فإن
أكثر الناس بهائم كما

قال الباقر عليه السلام:

الناس كلهم بهائم إلا قليل من المؤمنين
والمؤمن قليل.
فلابد لمن يطلب هذه المطالب العلية من النظر والتدبر في مخلوقات الله سبحانه كما قال الله سبحانه:
قل أنظروا ماذا في السموات والأرض
في قوله تعالى :
(أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات
والأرضين وما بينهما إلا بالحق)

وقال تعالى: )
(أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض
وما خلق الله من شيء وإن عسى أن يكون
قد اقترب أجلهم )

وما قاله تعالى عن اهل التفكر
(يتفكرون في خلق السموات والارض ربنا من
خلقت هذا باطلا)

وقول الامام الصادق عليه السلام:

(بالحكمة يستخرج غور العقل وبالعقل يستخرج
غور الحكمة)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif

فإذا واضبت على ذلك فتح الله مسامع قلبك فأدركت
الحكمة وعرفت العبرة وخلصت نيتك وحضر قلبك
وصح قصدك في الخيرات وترقت نفسك في
الكمالات القدسية،

قال تعالى في الحديث القدسي:
( من أخلص لله العبودية أربعين صباحاً تفجرت
ينابيع الحكمة على لسانه)

وقال تعالى:
(ما زال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره
الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها،
إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وإن
سكت ابتدأته)

فبين سبحانه أن سبب محبته للعبد هو تقربه إليه
بالنوافل ومن أحبه الله قذف في قلبه العلم،

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
( ليس العلم بكثرة التعلم وإنما العلم نور يقذفه الله
في قلب من يحب فينفسخ فيشاهد الغيب
وينشرح فيتحمل البلاء)

فقيل يا رسول الله وهل لذلك من علامة؟
قال (ص);
( التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود
والاستعداد للموت قبل نزوله)

فظهر أن النفس لا تترقى إلى الكمالات القدسية
والمراتب العلية إلا بالعلم الحق المطابق الخالص.
وذلك العلم لا ينال إلا بمحبة الله ومحبته لا تنال
إلا بالتقرب إليه بالنوافل، والمراد بالنوافل الآداب
الشرعية من صلاة وطهارة وصيام وورع
واجتهاد وذكر وفكر.

والمراد بالفكر التفكر في مخلوقات الله عز وجل
والاعتبار في آياته فقد ورد
((تفكر ساعة خير من عبادة سنة))

قال الامام علي عليه السلام :
( ليس العلم في السماء فينزل إليكم ولا في الأرض
فيصعد إليكم ولكن العلم مجبول في قلوبكم
تخلقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم)

وفي قوله الله تعالى مشيرا لعيسى (ع) ;
(فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً
وكذلك نجزي المحسنين).

أي من أحسن العمل آتاه الله العلم بدون تعلم لأن السبب
في كل خير حسن العمل كما في قوله تعالى:
(لنبلوهم أيهم أحسن عملاً)

يعني إذا أحسن العمل آتاه الله الحكم والعلم كقوله
تعالى :
(واتقوا الله ويعلمكم الله)

وهذه هي المقدمات والمجاهدات
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

فلابد القيام بها لكي يفتح الله للفرد المتقرب له الابواب
المغلقة واحدة بعد اخرى، بحسب الاستعداد والقابلية
لكل فرد حتى يهبه الله من علمه المخزون
ويجعل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل، ولا تبقى
عقولنا متحجرة ونقف الى نقطة محددة
فيقول الله تعالى عزّ وجّل عنا;
( ذلك مبلغهم من العلم)،

فاستغلوا الفرصة لتطهير انفسكم لكي تصلوا
الى المقامات العلى الذي خلقنا الله لاجلها

كما قال تعالى ;(في مقعد صدق عند مليك مقتدر)

فلا بد ان تحجز لك مقعد عند مولاك الحجة القائم
(عجل الله فرجه) لانه هو المليك المقتدر المخصوص
في هذه الآية.

والحمد لله وحده





http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif



يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..
http://up.arab-x.com/Mar10/3Sp40511.gif




حور عين 07-10-2011 01:07 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم وَالْعَن اعْدَائِهِم

الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...




طريق السلوك هوالصراط المستقيم ودين القيمة من الناس
هم خير البرية ....

قال تعالى (افمن يمشي مكباً على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم)
الملك 22

(إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
الانعام 152

(قل إني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما)

الصراط هو الطريق العدل المستقيم الذي ليس فيه انحياد أو اعوجاج عن جادة الحق،
وهو طريق التوحيد الخالص
في العلم والعمل به، وهذا الطريق صعب المسلك لانه ادق من الشعرة وأحد من السيف لان فيه
مقامات ودرجات ومنازل تذهب فيه العقول وتأخذ منه مأخذه اذا دخله الفرد بدون العلم والمعرفة الحقة،
وهو طريق ذات الشوكة الذي ذكره الله عز وجل

والذي لم يدخله من الباب الاوحد الذي امر الله تعالى الناس بالدخول منه،
وهو الإمام المفروض الطاعة كما قال الرسول (ص)

(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد العلم فليأتي من بابها)

وقال تعالى:
(وأتوا البيوت من ابوابها)

حيث امر الناس بدخوله مطيعين كما
قال تعالى عزّ وجلّ;

(قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم)
وهذا الباب من دخله غفر الله له ذنوبه

فقال تعالى عزّ وجلّ;
(ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ابوابها)
حيث ان سيره وسلوكه في هذه الدنيا لكي يصبح من عباد الله المطيعين المخلصين
ثم يجتبيه الحق تعالى ويدخله دينه الحق وهذا صعب المنال للذين انغمسوا بلذاتهم الدنيوية الشهوانية
فهي حجب مانعة لدخولهم في دين الحق وهو
الدين الخالص والدين القيم

كما قال تعالى عن هذا الدين القيم الذي ينبع من حقيقة الاسلام وهو روح الاسلام،
(...... وذلك دين القيمة )
البينة 5
وهم القيمة من الناس

(...ذلك الدين القيم ولاكن اكثر الناس لايعلمون )
الروم30

(ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس
لا يعلمون)
يوسف 40

(قل اني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما")
الانعام 160
والداخلين فيه هم القلة من المؤمنين، لانه صعب مستصعب ،

كما قال تعالى

(السابقون السابقون اولئك المقربون ثلة من الاولين
وقليل من الاخرين)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


واعلم ان كل البشر داخلين في هذا الدين ولكن بعد ظهور الامام الحجة(عج)
كما قال تعالى :

(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
وكفى بالله شهيدا)
الفتح 28

ولكن الداخلين فيه قبل الظهور هم القلة كما في الآية (والسابقون السابقون اولئك المقربون)
اي السابقون لدين الحق قبل الظهور وهم في هذا الزمان قلة (وقليل من الاخرين)
فهم المقربون لمولاهم الحق

عند الظهور (وهو القائم)(عج)
فيحصلون على مقعد قربه كما في

قوله تعالى; (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)

(يومئذ يوفهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين)
النور

وهذا الصراط الذي دخله جميع الانبياء والاولياء والصالحين حتى وصلوا الى الدرجات العلى من درجات النبوة
والامامة بحسب الاستعداد والقابلية ،وفية تفضيل من جهة العمل بالعلم
كما قال تعالى لنبيه الكريم محمد (ص)

(وكان فضل الله عليك عظيما)
وقال تعالى عن تفضيل الأنبياء (عليهم السلام)
بعضهم على بعض

(ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض)
فكل الانبياء دخلوا الصراط المستقيم بهداية الله تعالى
حيث قال تعالى
(وكل هدينا واجتبيناهم الى صراط مستقيم )
الانعام 86

ن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
الانعام 152

فأن ارتباط هذا الصراط في دين الحق وهو دين القيمة من الناس الخاصة الخالصة
لله ورسوله كما جاء في الايات
(قل إني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما)
(دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا)

فقد اشار تعالى لابراهيم على نبينا وآله وعليه السلام
لانه مؤسس التوحيد، وانه الوحيد في امته كان الموحد
والعابد لله ولذلك قال تعالى

(كان إبراهيم أمة قانتا لله)
وجعله وحده امة مقابل أمته المشركة .

وقوله تعالى عن الدين القيم الذي دخله ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلام

(ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون )
يوسف40

وقال تعالى
(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين
القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
الروم 30
اذا كان المقصود بدين الحق هو الاسلام الظاهري ،فلماذا يؤكد على ان اكثر الناس وخصوصا منهم المسلمون
لايعلمون بهذا الدين ،لانهم لم يدخلوه لكونه ينبع من اصول الدين وهو مرتبط
باسلام الروح وليس اسلام الجسد

فقال تعالى; (افمن يمشي مكباً على وجهه اهدى امن يمشي سويا
على صراط مستقيم )
الملك 22

وهذا واضح الدلالة على الشخص الذي يسير بهذا الطريق الذي يكون عارفا فيعلم اين يسير والى اين سيصل
واما الاخر فلا يدري من اين الى اين
كما قال الامير (ع)
(رحم الله عبداً علم من أين وفي أين والى أين)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


فإننا كل يوم وعدة مرات في صلواتنا نطلب من الله ان يهدينا الى الصراط المستقيم كما في سورة الحمد
(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ..) اذا" الصراط مرتبط بقوم انعم الله عليهم واكد ذلك
في آية عند تكرار الصراط مرتين وبين بانه صراط قوم انعم الله عليهم,
وانهم اهل الفضل والنعمة والرحمة من الله علينا وهم محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين,
فالهداية الى الصراط هو ثمرة العبادة والوسيلة الى أعلى المقامات الإنسانية فان الله سبحانه وتعالى
(يضل من يشاء ويهدي من يشاء )

المدثر 31

لان الذي يهدي وجد عنده صدق العبودية والتقرب اليه بهم عليهم السلام
فقد جعل سبحانه هدايتين الاولى تكوينية والاخرى تشريعية, ومن قوله تعالى

(ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى)
طه 50

والكافر ترك الهداية التشريعية باختياره بعدما تمت عليه الحجة ....

فالصراط المستقيم هو الطريق المؤدي الى المطلوب , والمستقيم للاستقامة والاستواء في مقابل الانحراف والاعوجاج,
ويعم الصراط للمؤمن في جميع احواله بالاستقامة والعدل في الاعتقادات والملكات والاعمال
كافة منها الظاهرية والباطنية القلبية وحتى الخواطر النفسانية واعمال الجوارح من العبادات والمعاملات,
وككل هذه الاعمال ان تطابقت مع رضا الله تعالى كانت مستقيمة فقال تعالى

(ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم )
ال عمران 101
وقد بين تعالى بان الصراط هو الدين فقال على لسان النبي (ص)
(قل اني هداني ربي الىصراط مستقيم ديناً قيماً) الانعام 161

فقد جعل الدين هو الصراط المستقيم فقال على لسان رسوله الكريم محمد (ص)
( واتبعوني هذا صراط مستقيم)
الزخرف 61

فقد جعل اتباع النبي هو الصراط المستقيم , فهذه عدة مفاهيم للصراط
من خلال الدرجات,
وكذلك قوله تعالى (وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم وان الذين لايؤمنون بالاخرة
عن الصراط لناكبون)

المؤمنون 74

فان الانحراف عن الصراط المستقيم هو وقوع في الظلمات.


كلما أذنب الإنسان ذنبا، اقترب من الظلمة درجة، إلى حد يصل

كما يعبر القرآن الكريم: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}..
عندئذ

يتخبط الإنسان في الظلام الدامس، فلا يعلم يمينه من شماله


http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif



يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه


ونسألكم صالح الدعاء..
http://up.arab-x.com/Mar10/3Sp40511.gif




فداء شسع نعل فاطمة 07-10-2011 02:47 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 

اللهم صلي على محمد وآل محمد
نحن نسأل الله ان لايزل اقدامنا عن الطريق المستقيم طريق الحق
ولكن للاسف عندما نفكر في اعمالنا نجد انفسنا نحن من يبتعد عنه

ثبتنا الله وإياكم غاليتي على درب الحق وهدانا الى الصراط المستقيم

حقيقة اجد نفسي حائرة امام ماتكتبيه فلا يمكنني الا ان اقول
جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك

لاحرمنا الله ابداعك وتميزك


http://forum.an3m1.com/images/medals/hasdopy.GIF

حبيبتي فاطمة 08-10-2011 03:33 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
بورك الله فيك وعلى الطرح الرائع والمميز وسلمت اياديك على الاسلوب الرائع وجعله في ميزان حسناتك وتقبل الله كل اعمالك الحسنة انشاءالله تقبلي مروري ومعلومات فعلا رائعة ومشكرة على جهودك المميزة وفقي الله لكل خير

حور عين 12-10-2011 11:28 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم


والعن أعدائهم



جعل العليّ القدير طريقكم ميسرة وأعمالكم بالصالحات
مفخرة
وأفاض عليكم بتوفيقاته للمزيد من الحسنات
ورفعة ودرجات في العليّات


أخواتي المؤمنات والعزيزات



وغفر لنا جميعاً ورحمنا ورزقنا شفاعة الطهرالأخيار
من آل الرسول محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم



ممتنة كثيراً لدعواتكم الصادقة والخالصة ورزقنا
المولى الرحيم


جميعاً رضاه وعفوه وتوفيقاته


دمتم بحفظ الله ورحمته
:23:

حور عين 12-10-2011 11:44 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم

وَالْعَن اعْدَائِهِم






الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



وأما الصراط فهو النور كما قال تعالى ( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور .
البقرة 257
فالنور والصراط لاتعدد له في العلم لأن كلاهما
من الله تعالى، فهذا هو المفهوم المعنوي
للشريعة والنابع من المفهوم المعمق بالمعرفة والذي يكون مبدأه من الله ومنتهاه اليه تعالى.

فلا يمكن ان يصفه الفرد مهما اتاه من العلم فلا يقدر المخلوق ان يصفه الا بما وصفه الخالق
بالقول الجامع لله عز وجل
(صراط الذين انعمت عليهم):
فالذين انعم الله عليهم يحددهم هو سبحانه
في كتابه الكريم كما قال تعالى
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين
انعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين)
النساء 69
فاذا تأملنا في الايه (مع الذين انعم الله عليهم)
ومثل قوله (واكتبنا مع الشاهدين)
واجعلنا من الشاهدين كما قال تعالى
(ويتخذ منكم شهداء) فاذا تمعنا في القول
مع الشاهدين وقول من الشاهدين:

مع الشاهدين حيث التنعم في جنات النعيم,
ومن الشاهدين اي شهداء على الناس
فهؤلاء لهم منزلة الذين انعم الله عليهم
..........
واما قوله تعالى
(واسبغ عليكم نعمةٌ ظاهرة وباطنة)
لقمان 20
ومن ضمن هذه النعم هو الامام الظاهر
والامام الغائب (عج) فهو من مصاديق
تأويل هذه الاية, فالنعمة الظاهرة هو
الامام الظاهر والنعمة الباطنة هو الامام
الغائب.

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif

فيكون مبدأه علمه وبقائه بديع حكمته ومنتهاه الخلود في جنته وان مثل هذا الامر الذي
لايدرك عظمته لايتصور فيه نقص وتنطوي
فيه جميع المعارف الالهية وقد امرنا الله
باتباعه فقال
(وهذا صراط ربك مستقيما فاتبعوه)
فانه تعالى قال اتبعوه ولم يقل سيروا فيه
او ادخلوه وانه صراط الله وقال
(صراط العزيز الحميد) فقد اضاف الصراط
الى صفتين من صفاته هي العزيز والحميد
فقد وصفها لنفسه ولم يصف الصراط لغيره
الا في السبيل الذي يوصل الى الصراط
كما قال تعالى
(.. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
الانعام 153

وقال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت 69
السبيل هو الشي الموصل الى الصراط وان
اختلاف السبل لايوجب الاختلاف في اصل
الصراط , لان هذه السبل مثل الأنهار والجداول التي تصب في البحر فالبحر يفيض على
الكل والكل مستفيض من البحر وكلها
موصوفة بالاستقامة والرشاد والصلاح
وكلها واحد ومن منبع واحد كما
قال الرسول (ص) (حسينا مني وانا من حسين)

واما قول الامام الصادق (ع)
عن الصراط (هو الطريق الموصل الى
معرفته عز وجّل وهما صراطان صراط
في الدنيا وصراط في الاخرة فاما الذي في الدنيا
فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه
في الدنيا واقتدى به مر على الصراط
الذي هو جسر جهنم في الاخرة
ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه على
الصراط في الاخرة فتردى في نار جهنم)

كماقال تعالى (..فهم عن الصراط لناكبون)
وعنه (ع) قال عن قوله تعالى)
(اهدنا الصراط المستقيم) قال (ع)
(صراط محمد واهل بيته)
وعن ابن عباس (رض)
(قال قولوا معاشر العباد ارشدنا الى حب
محمد واهل بيته)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


وقال الامير (ع) (انا الصراط المستقيم)
ولهذا قال تعالى (فاتبعوه)

وقال تعالى (هذا صراط عليَ مستقيم) ان الكثير
من المفسرين والصحابة الكرام قالوا
(والله كنا نقرأها عليٌّ)لأن الله يعلى ولايعلى
عليه شيء فكيف يقول عليَ.

وقال تعالى (ولدينا في ام الكتاب لعليٌّ حكيم)
كما في زيارة امين الله للامير (ع) وغيرها
من الزيارات هو قول اشهد بانك المعني
بهذه الايه وقوله (ع)
(انا ام الكتاب, انا فصل الخطاب).

وقوله تعالى عن الهدى والصراط المستقيم
(وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد )
الحج24
(....وانك لتهدي الى صراط مستقيم)
الشورى 52
وهذه الايه تدل على ان الرسول (ص) يهدي المؤمنين الى الامام وهو مرسل لهذا
الغرض بدليل قوله تعالى في سورة يس
(يس والقران الحكيم ,انك لمن المرسلين,
على صراط مستقيم)

وقد بين الرسول للناس الهدى, اي بمن يهتدون
من بعده
(ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس,
لقد جائهم من ربهم الهدى)
النجم 28
(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم
الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين.........

وانه (ص) قدبين ذلك للامة بعد ما نصّب
علياً خليفة من بعده وعلى الامة باتباع
هذا الامر
وكما قال تعالى لرسوله الكريم (ص)
(انك منذر ولكل قوم هاد )
فقال (ص) (انا المنذر وعلي الهاد وبك
ياعلي يهتدي المهتدون من بعدي)

وتنطبق ايضا على الائمة عليهم السلام لانهم
الهداة للاقوام اللاحقة لانهم شهداء على
الناس فيكون الرسول شهيداً عليهم وكما
قال تعالى
(يوم يقوم الأشهاد)
(ويوم نحشر كل اناس بامامهم)
وانهم ائمة الهدى وشهداء على الناس بل
على الخلائق كافة, وكل امام هو هاد للزمن
الذي هو فيه فهم الهداة كما قال تعالى
(وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا ...
وقال تعالى
(ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد
ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم
واملى لهم)

وهذا واضح حين نصب الرسول (ص)
علياً اماما وهاديا فالذي لم يهتدي به
ولم يتبعه فهو خارج عن الدين ويصبح
مرتداً و المرتد عن الدين كافر...


http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif




يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه


ونسألكم صالح الدعاء..
http://up.arab-x.com/Mar10/3Sp40511.gif


حور عين 21-11-2011 06:39 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13074702333.gif



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم

وَالْعَن اعْدَائِهِم



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا

وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



اعلم ان غالبية الناس لا يعبدون الحق سبحانه بوجه
الاطلاق , بل يعبدون مصنوعات اذهانهم واوهامهم وتخيلاتهم , ولكنهم يؤمنون ان أمره ماض ومشيئته
نافذة وحكمه جار لامجال لاحد من التمرد
والتقصي

( وهو الامر التكويني والقضاء الحتمي )
كما قال تعالى
(ارايت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم)

حتى عبدة الأصنام يقولون انا لا نعبدها إنما نعبد
الروح التي تسكن فيها او لتقربنا الى الله زلفى,
وانهم اصابوا في التصديق ولكنهم
اخطؤا في التصور .

وكل هؤلاء العبدة من نفوس مضله التي ترى وجودا
مستقلا من حيث وجود (الأنا) أو أصنام حجرية
أو شياطين إنسية كما سماهم القران بعدة اسماء
مثل الجبت والطاغوت وفرعون وهامان
وغير ذلك من المسميات،

فالجبت هو كل ضال مضل ,

والطاغوت هو مبالغة من الطغيان تطلق على طاغي
في العمل او الفعل

والضلال مثل الاصنام والشيطان ورؤساء الشرك والعناد,
وهم السبب للخروج عن الحق والصراط
المستقيم .

وقد اعانوهم من الناس الذين يدعون العلم وحرفوا
الكلم عن مواضعه وفسروا الايات بما تهوى
بها انفسهم , بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه .

فالحكمة ادوها من من لايعلم الى من لايفهم,
ولايدرك غامض العقول بالمنقول فكيف بما وراء العقول...
واعلم بان دين الله لايصاب بالعقول.

ولا يلزم من معرفة علم واحدالاحاطة بكافة العلوم
فهم ادوها كظلمات بعضها فوق بعض ونقلوها
ميت عن ميت
كما قال تعالى (أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون )

وقوله تعالى لرسول الله (ص)
( لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين )

إذ إن الحكمة ضالة المؤمن الحقيقي الذي وصل الى
قمة الايمان لان مراتب الايمان عشرة وهي
درجات كما
قال تعالى (ولهم الدرجات العلى )

(وفوق كل ذي علم عليم )

وقال تعالى عن الحكمة
(وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها الاذو حظ
عظيم)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif



فهؤلاء المؤمنون يزكيهم الله ويطهرهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة فمن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )

فغير هؤلاء المؤمنون اوردوها لغيرهم بلسان يحرفون
الكلم عن مواضعه .لان في قلوبهم مرض فزادهم
الله مرضا لانهم لم يشربوا الماء من العين الصافية,
ولم يدخلوا البيوت من أبوابها كما فرضها
الله على الناس اجمعين.

فهم غير ملومين لان هذا الامر صعب عليهم ومستصعب
لمثل عقولهم المريضة :-

وكما قال الامام علي (ع) في هذا الامر :-
(إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا نبي
مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن
الله قلبه للإيمان) .

واصحاب العقول المريضة لديهم حب الدنيا وحبها رأس كل خطيئة ولديهم الميل مع النفس والهوى.

ومن يتبع الهوى فقد هوى في قعر جهنم لان النفس
الإنسانية تحب أن تعبد من دون الله تعالى لأنها
سلسلة الشيطان التي يتدلى بها إلى هذا
الحرم الرباني ,

كما أشار الإمام علي (ع) ( وأجريته مجرى الدم مني )

وقال ( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)

وقال(ع) (اقتلوا أنفسكم فأنها لا تدرك
مقامتها إلا بالقهر)

وهذه مأخوذة من كتاب الله تعالى
وهو وليّه ومولاه
حين قال سبحانه;

(اقتلوا أنفسكم وتوبوا إلى بارئكم )

وهنا القتل هو القتل المعنوي وليس المادي
وقد قيل في الحكمة عن الامام السجاد (ع) ;

(لا تحدث الناس بما سبق الى العقول انكاره وان كان
عندك اعتذاره , فليس كل من اسمعته نكرا يوسعك
منه عذرا, وليس كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال
تجد له رجال)

وكما قال رسول الله (ص)

(نحن معاشر الأنبياء بعثنا لنكلم الناس
على قدر عقولهم )
وكما قال ابن عباس (رض) للنبي الاكرم (ص)
يا رسول الله أأحدث بكل ما اسمع ؟

فقال (ص) نعم , الا ان يكون حديثا لاتبلغه العقول
فيجد السامع منه ضلالة وفتنة)

وهناك كثير من الاسرار المكنونة والموجودة في
الكتاب الكريم كما قال تعالى :-
(كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون )

(بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم)

والحمد لله وحده وحده وحده



http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif



يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله


دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..
http://up.arab-x.com/Mar10/3Sp40511.gif


حور عين 15-12-2011 01:54 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


خطبة الامام علي (ع) عن التوحيد التي حارت بها العقول وتاهت وان فطنت وتاهت في بيانها البديع الذي
هو فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.

وفيها اشارات دقيقة ومعان ساميه,
وقد بين فيها مقامات التوحيد وحقيقة الدين القيم الذي
قال عنه تعالى
(ذلك الدين ألقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

قال (ع)
(اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال
التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه , لشهادة كل صفه انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انها غير الصفه فمن
وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد أثناه ومن أثناه فقد جزأه
ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار اليه
ومن اشار اليه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ..

شرح ما قال (ع) في الخطبة الغراء ....
(ان معرفة الله هو المبدأ للدين الإلهي الذي ينبع من
اصول الدين بعد اكمال فروعه,
فيجب ان يكون اول التفكير للبشر هو التفكر حول الله تعالى حيث تتكامل المعرفة الاجماليه الفطرية وتصل الى
المعرفة التفصيلية.
ومعرفة الله تعني ان لهذا العالم صانعا لان العالم حادث
ولكل حادث محدث وهذا الحد من المعرفة فطري
وكل انسان
يجد هذا المعنى في ذاته فلا يوجد شيء بدون سبب
وعلة فعندما ينظر الانسان الى بدنه يرى الحكمة
والنظام الدقيق في جميع اجزاءه,
فيتيقن بان له خالقا قادرا وعليما, وهذه المعرفة الاجمالية
هي فطرية يجب تنميتها بالتدبر في آيات الله والتفكر
في الاثار كما
قال تعالى .
( يتفكرون في خلق السموات والأرض) فيقولون،
ربنا ما خلقت هذا باطلا

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif



فيستمر بتنميتها وتغذيتها حتى تصل الى مرحله التصديق
القلبي ومن ثم تصل الى مرحله اليقين والاذعان القلبي
فيصل بعدها الى مرحلة بحيث لا يبقى لديه اي شك
او تردد, فبعد التفكر والتحقيق في ايات الله واكتساب
العبرة منها حتى يصل من المعرفة الاجمالية الى المعرفة التفصيلية والى مقام التصديق,

كما قال (ع) (وكمال معرفته التصديق به)
حتى يصل الى منزلة بحيث يقترب قلبه من خالقه
فيعترف ويسلم لله ويصل الى مرتبة علم اليقين بحيث
لا يحتمل الخلاف واحد بالمائة وقد جاوز الشك فذهب
عنه الوهم والوسواس, ثم يتجاوز علم اليقين ويرتفع
ليصل الى مقام عين اليقين حتى تكون عنده معية
الله اوضح من كل
واضح واظهر من كل ظاهر, اي وجود الله قربه اي اقرب اليه
من حبل الوريد ومعه في كل عمل ومكان, والمعية
تعني مصاحبة الله التي يقول عنها القران الكريم
(وهو معكم اينما كنتم) فهو قيوم عالم، ووجودنا وكياننا
جميعا متقوم به سبحانه.

ولهذا قال الامام علي ( ع) في نفس الخطبة
(مع كل شيء لا بمقارنة)
فهل يوجد ظل بدون صاحب الظل.
اذاً ان الله تعالى مع كل موجود لا بالتصاق وتقارب خارجي,
فلو افترض ان وجود اي موجود منفصل عن وجود الله
فهل يمكن ان يكون العدم وجوداً ؟

فالله هو الذي اعطى الوجود لذلك الموجود كما قال (ع)
(مع كل شيء لابمقارنة) فكل موجود ليس بشيء من جهة ذاته , ولكن من حيث ان وجود الله معه فهو موجود.

وقول الامام (ع)
(ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه)
واعلم بان وجود كل موجود من الله لاحلول ولااتحاد فكلاهما
كفر وإلحاد
فليس الله داخل او حالا في شيء , ولا ان كل موجود متركب
منه ومن خالقه فهذان الامران هما (الحلول والاتحاد)
فهي غلط وكفر .
وقد نرى ان الإمام (ع) في هذه الخطبة ينفي الصفات
عن الله وفي خطبة اخرى يثبت الصفات لله,
فلا يتوهم الفرد في ان الكلام فيه تناقض لان كل كلام
يخص مقام ادنى واعلى.

فقوله (ع) في الخطبة
(الحمد لله الذي لا يبلغ مدحه القائلون, الذي ليس
لصفته حد محدود ولا نعت موجود
ولا اجل ممدود)

هنا يثبت الإمام (ع) الصفات لله وفي الاخرى ينفي هذه
الصفات حين قال (ع)
(وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة)

فبحسب الظاهر نرى في هذا منافاه وتعارض بين جملة
(ليس لصفته حد محدود ) وبين جملة

(وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه)

لكن بعد التامل والدقة سيزول ذلك التعارض,
فالقول انه ليس لله صفات هي تلك الصفا ت الزائدة
عن ذاته فليس هناك نعت ومنعوت, حيث ان الذات المقدسة
هي عين الكمال, لا ان الكمال عارض عليها.

والصفات التي تكون للموجودات هي عارضه عليها وزائدة
على ذاتها, اما بالنسبة الى الخالق فالعروض غلط ولذلك
قال (ع)
(لشهادة كل صفة انها غير الموصوف, فالصفة
والموصوف شيئان اثنان, والصفة غير الموصوف والعارض غير المعروض والعلم غير العالم وكل موصوف
غير الصفة.

ان احاديث الائمة (عليهم السلام) يفسر بعضها بعض
ولا يخالف بعضها بعض وانما يرى الاختلاف فيها لعدم
معرفة المقامات التي سبقت لبيانها,
وكل منها يقصد به بيان مقام من المقامات ويشار به
الى غيره من المقامات بالاشارة والتلويح لينال كل احد
نصيبه, وقد اشار لذلك قوله تعالى

(قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله
ولا تعثوا في الارض مفسدين)

http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


ان للامام الرضا (ع) خطبة مشابهه جداً لخطبة
جده امير المؤمنين (ع) وهي الخطبة الجامعة
التي القاها على العلماء في حضور المأمون العباسي ..
ومن هذه الخطبة قال (ع)

( ..أول عبادة الله معرفته, واصل معرفة الله توحيده ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه , لشهادة العقول ان كل
صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل موصوف
ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف,
وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران
بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع عن الازل .............................................


تحدث الإمام الرضا (ع)
في هذه الخطبة عن اربع مقامات ودرجات هي المعرفة , التصديق, التوحيد, الاخلاص.

ان المعرفة تاتي من العلم بالله تعالى وقوله تعالى


(واعلم انه لا اله الا الله)

اي ليس قولا بشهادة اللسان,
بل بالعلم والمعرفة والادراك لا لعقا على اللسان,
وقد بين سبحانه عن الذين

يعلمون والذين لايعلمون فقال تعالى





(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)

وقال تعالى عن العلماء الذين يعملون بهذا العلم

وهو علم التوحيد فقال
(وهل يستوي الذين يعملون والذين لايعملون)
فان العلم يستدعي العمل ويكمل احدهم الاخر,
واهم اثاره التصديق به , فانه ينبأ ان العالم
قد اخذ المعروف صدقا وانبسط على جميع مظاهره
وخضعت له تعالى جميع جوارحه وجوانحه ولا يتم هذا الخضوع الا ان ينفي الشريك والاعراض عن غيره,
فيكون كمال التصديق به توحيده الذي هو على مراتب
مختلفة ولا يكمل الا بالاخلاص له واعطاء الالوهيه حقها
من الاذعان به والخضوع له,
ولا يتم ذلك الا باثبات
الكمال المطلق فيخصه بالخضوع له وعبادته، فيخلص
له قولا وعملا واعتقادا بحيث يظهر على اعماله
جميع اثاره فتكون
من كمال التوحيد والاخلاص له, والاخلاص لله تعالى
يستدعي الاعتراف بالعجز امام عظمته وتنزيهه
مما لايليق بساحه كبريائه.
فان معاني خطبة الامام امير المؤمنين (ع)
والامام الرضا (ع) هي من الدقائق التي لا يدركها الا من
الهمه الله تعالى الدقائق ولا يمكن لاحد درك عظمة الباري

وكبريائه حيث قال الامير (ع) في نفس الخطبة





(الذي لايدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن الذي

ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ولا وقت معدود

ولا اجل محدود ............






والحمد لله وحده وحده وحده



http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif






يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه




ونسألكم صالح الدعاء..


حور عين 25-02-2012 12:24 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



الديل على طريق السلوك بمنهج
القرآن الكريم
هذا الطريق كان مفروض فرضا على المؤمنين
في بداية الامر ولكن الله تعالى وجد ضعفا
في المؤمنين ،
ولهذا لما نزلت الآية:-

(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

ولهذا قال (ص) ( شيبتني سورة هود ) فكان (ص)
يبكي لعلمه بان هذا الامر
صعب على المؤمنين،
وبعدها جعلها الله عزوجل خاصة وليس عامة،

فقال تعالى:
(ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء
غدقا)
ثم قال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)-------

وهو الجهاد الاكبر (جهاد النفس)

(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات)

(اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه
......


(ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم )

(ذلك فضل الله يؤ تيه من يشاء والله ذو
الفضل العظيم)

وهذا الفضل لا يأتي بدون المجاهدة العظيمة
بحسب قابلية قابلية الفرد وإستعداده النفسي
في العبادات للأرتقاء بالأستعداد
الروحي

كما قال تعالى (سأرهقه صعودا)

لان كل نيل مقام اعلى من السابق يتطلب من الفرد
المجاهدة (والنيل نضير الادرك واللحوق)
والنجاح في الابتلاء ، حتى يفيض الله عز وجل عليه
من علمه المكنون الغيبي كما قال تعالى:

(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا"...
الا من ارتضى من رسول فانه يسك من بين يديه
ومن خلفة رصدا)

والرصد هو تعلم العلم من ذي علم وهو الرسول (ص)
او عن طريق الامام المعصوم
بواسطة الايحاء ...

والتفكير في هذه الآيات توجب انشراح الصدر
واطمئنان لطريق السلوك الذي سار به جميع الانبياء
والاولياء،
http://i16.servimg.com/u/f16/11/28/61/65/24b27610.gif


اي اول الطريق هو التفكر في آلاء الخالق عز وجل
(انه فكر وقدر...ثم نظر) اي عندما يفكر فيصل
الى حقائق ملموسة فينظر الى الاشياء
بنظرة اخرى
(يتفكرون في خلق السموات والارض)


حيث ان استخدام الفكر هو تقدم وعدم استخدامه
فهو تأخر
(لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر )

وفي سورة المزمل فيها تبيان لطريق السلوك
الى الله عز وجل قوله تعالى :----
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)------ اي الذي يلتحف الفراش
ويتدفأ في ليل الشتاء البارد، وهو نداء عام
وليس خاص بالرسول الاعظم (ص)

(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا)------- اي صلي صلاة الليل

(نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا)
اي صلي بحسب قدرتك واستطاعتك

(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا )----
وداوم واستمر على قراءة القرآن الكريم والادعية

(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلا)---
هذا يأتي من خلال المواضبة على صلاة الليل
وقراءة القرآن والادعية،

حيث من نجح في هذا سيلقي عليه الله عز وجل
اي يعلمه من اسراره وعلمه من خلال الفيض
النازل وانفراج وفتح ابواب المعرفة والفهم
في كتاب الله تعالى (وهو الخلوص في العبادة والقراءة)

واقلها اربعون يوما دون انقطاع .

(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلا) ---

لان صلاة الليل هي الدابة السريعة الموصلة
لله ومعرفته
(إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا ) ----

هو الاستمرار في التسبيح والاوراد
في النهار
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)----

ومناجات الرب بقول ربي ربي علمني من علمك
المخزون وصني بسرك المصون وحققني بحقائق اهل القرب ......الخ

(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا) ---

هنا يكون التوكل على الله وحدة وهو التوكل التام،
وهذا لا يحصل الا من خلال معرفة التوحيد الخالص،
وليس هو توكلت على الله باللفظ فقط
فقط بل بالعمل .......


(وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا) ...

وهذا الصبر ياتي من الزهد لما لدى الناس
بهجرة القلب إليه سبحانه وترك ما سواه،
وأن يكدح جاهداً
لأن يزيل مايعلق به وبما تختبره الفتن من أي
نزوة أو رغبة أوحب أو شهوة أو جاه.

وهجرة ذوي القلوب المتقلبة بين أطباق الدنيا ودرجات
زخرفها
وترك ذوي النفوس الضعيفة والأخلاق المنافقة
التي تهتز بين حب الدنيا والأدعاء
بالأيمان باليوم الآخر,

وهو مصداق لقوله تعالى :

) وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم
مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)

وقال تعالى في حق الصابرين:----
(إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ
لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِير)ٌ

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ
إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

(ان هذا تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا)

وهو ترك الدنيا وما فيها والتعلق
بالله الواحد القهار

(.... واستغفروا الله ان الله غفور رحيم )





يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله


دمتم بعين الرحمن وحفظه


ونسألكم صالح الدعاء..







حور عين 09-03-2012 08:12 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

واعلم أن السالك بقدم المعرفه إلى اللّه لا يصل إلى الغاية القصوى ولايستهلك في أحدية الجمع
إلاّ بعد تدرّجه في السير إلى
منازل ومدارج ومراحل ومعارج من الخلق إلى
الحق المقيّد، ويزيل القيد يسيراً يسيراً، وينتقل من نشأة
إلى نشأة أخرى ومن منزل إلى منزل حتى ينتهي إلى
الحق المطلق، كما هو المشار إليه في الكتاب الإلهي
لطريقة شيخ الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام
بقوله تعالى:
{فَلَمّا جَنَّ عَلَيه الليلُ رَأى كَوْكباً قالَ هذا رَبّي.
إلى قوله - وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذيْ فَطَرَ السمواتِ
وَالأرْضَ حَنيفاً مُسْلِماً وما أنا مِنَ المُشْرِكينْ}

فتدرّج من ظلمات عالم الطبيعة متدرّجا مرتقياً
إلى عالم الربوبيّة. فطلوع ربوبيّة النفس
متجلّية بصورة الزهرة.
فارتقى عنها فرأى الأفول والغروب لها، فانتقل
من هذا المنزل إلى منزل القلب الطالع
قمر القلب من أفق وجوده، فرأى ربوبيّته،
فتدرّج عن هذا المقام إلى طلوع شمس الروح.
فلمّا أفلت بسطوع نور الحق وطلوع الشمس الحقيقي
نفى الربوبيّة فيها وتوجّه إلى فاطرها وخلص
عن كل إسم ورسم وتعيّن ووسم،
وأناخ راحلته عند الربّ المطلق.

فالعبور عن منازل الحواسّ والتخيّلات والتعقّلات،
والتجاوز عن دار الغرور إلى غاية الغايات،
والتحقّق بنفي الصفات والرسوم والجهات عيناً وعلماً
لا يمكن إلا بعد التدرّج في الأوساط من البرازخ السفلية
الى المقامات العلا وإلى عالم الآخرة،

ومنها إلى عالم الأسماء والصفات. من التي كانت أقلّ
حيطة إلى أكثر حيطة، إلى الإلهيّة المطلقة،
إلى أحديّة عين الجمع المستهلك فيها كلّ التجلّيات
الخَلقية والأسمائية والصفاتية الفانية
فيها التعيّنات العلمية والعينية.
وهذا هو الظلوميّة المشار إليها بقوله تعالى:

{إنّهُ كانَ ظَلوماً جَهولاً}.

وهذا هو مقام " الادنى وآخر مقامات الإنسان.
بل لم يكن مقام ولا صاحب مقام. وهذا مقام الهيمان
المشار إليه بقوله تعالى:

{ن وَ القَلَم وما يَسْطُرُون}


فإذا بلغ السالك إلى الحضره الإلهيّه ورأى بعين
البصيره الحضرة الوحدانية الصمدية وتجلّى له ربّه
بالتجلّيات الأسمائية والصفاتية الحسنى والعليا والأزهى
وتوجّه إلى محيطيّة بعض الأسماء والصفات ومحاطيّة
بعضها وفضيلة بعضها وأفضلية الأخرى
بعضها وأفضلية الأخرى يسأل ربّه باللسان المناسب
لنشأته ويدعو بالدعاء اللائق بحضرته بأبهى الصفات
وأجملها وأشرف الآيات وأكملها،
فيسري من لسان حاله إلى قاله ومن سرّه إلى مقاله،
فيقول (أسئلك من بهائك بأبهاه)

قوله عليه السلام:

"اللّهم إني أسئلك من مسائِلك بأحبّها إليك" هذا....

وإذا تجاوزعن الحضرة الالهية إلى حضرة الأحدية
الجمعيّة المستهلكة فيها الحضرات، الفانية فيها
التعيّنات والتكثّرات وتجلّى عليه بالمالكية المطلقة.
كما قال: {لِمَن الْمُلْك الْيَوم}
وحيث لم يكن في هذا اليوم خلق وأمر ولا إسم ورسم
ورد أن لا يجيبه إلا نفسه، فقال:


{لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهَّار}.

ففي هذا المقام لم يكن سؤال ولا مسؤول ولا سائل.
وهو السكر الذي هو هيمان ودهشة واضطراب بمشاهدة
جمال المحبوب فجأة.

فإذا أفاق بتوفيقات محبوبه عن هذا الهيمان
واللاوعي تجلت عنه كل ماديات الوجود وأمكنه التميز
والتفرقة لتمكن الشهود فيه واستقامته واستقراره
وحفظه الحضرات الخمس يرى أن الصفات
التي يراها في الصحو الأول بعضها أبهى وبعضها
بهيّ وبعضها أكمل وبعضها كامل،
كلّها من تجليات ذات أحديّ محض ولمعات جمال
نور حقيقي بحت.

فلا يرى في هذا المقام أفضلية و أشرفية،
بل يرى كلّها شرف وبهاء وجمال وضياء، فيقول:

"كلّ بهائك بهيّ وكلّ شرفك شريف"

لم يكن أشرفية في البين، وتكون كلها أمواج بحر
وجودك ولمعات نور ذاتك وكلها متحدة مع الكل وكلها
مع الذات. فإثبات التفضيل في الصحو الأول
ونفيها في الصحو بعد المحو مع ارجاع الكثرات إليه.
هذا إذا كان النظر إلى التجليات الصفاتية والأسمائية.
وأمّا إذا كان المنظور التجليات الخلقية
والمظاهر الحسنى الفعلية فالعروج الى مقام
التحقق بالمشية المطلقة المستهلكة
فيها التعيّنات الفعلية لا يمكن الا التدرج في
مراتب التعيّنات، فمن عالم الطبيعة يعرج
الى عالم المثال والملكوت متدرجاً في مراتبها،
ومنهما الى عالم الأرواح المقدسة بمراتبها،
ومنه إلى مقام المشيّة التي استهلك في عينها
جميع الموجودات الخاصة والتعينات الفعلية.

وهذا هو مقام التدلي في قوله تعالى {دَنَى فَتَدَلَّى}.

فالمتدلّي بذاته الذي لم
يكن حيثيّته إلا التدلّي ولم يكن ذاتاً يعرض
لها التدلّي والفقر الذي هو الفقر المطلق،
وهو المشية المطلقة المعبرّ عنها بالفيض
المقدّس والرحمة الواسعة والاسم الأعظم
والولاية المطلقة المحمّدية أو المقام العلوي،
وهو اللواء التي آدم ومن دونه تحتها والمشار
اليه بقوله(كنت نبيا وآدم بين الماء والطين
أو بين الجسد والروح)،
أي لا روح ولا جسد.
وهو العروة الوثقى والحبل الممدود بين سماء الإلهية
وأراضي الخلقية.

وفي دعاء الندبة قوله عليه السلام:
(أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي
يتوجه إليه الأولياء.
أين السبب المتّصل بين الأرض والسماء)

وهو مقام قدسي خصه رب الرحمة عزّ وجل لحبيبه
ومنتجبه محمد صلوات الله وسلامه
عليه وآله الأطهار.




يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..





:stare::stare::stare:

كلي أمل 09-03-2012 10:48 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
الله يعطيكم العافيه

الله يقضي حوائجكم بحق محمد وآل محمد عليهم السلام

فاطمة25 10-03-2012 01:55 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
بارك الله فيك اللهم أجعل حور عين من أنصار مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف بحق مولاتنا الزهراء عليها السلام.
الله يجعل لك بكل كلمة حسنة.
الموضوع راقي وقيم ومليء ب معارف نورانية لولا طرحك لما توصلت إليها ..
الله يشرح صدرك وينور بصيرتك ببركة اللهم صل على محمد وآل محمد.

حور عين 14-03-2012 10:22 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 




اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم



والعن أعدائهم



الحمد والشكر لله الذي أنعم علينا بردكم الكريم

أخواتي الطيبات

وجعل نياتكم وأعمالكم في ميزان المتقين


وبارك سعيكم وأدرككم منازل في عليين


ودعواتنا موصولة للجميع بالأستفادة وحسن
الأستزادة


لما يقربنا من نيل رضوانه,

وبأمانة شديدة فأنني ومثلكم لأدعو لصاحب الموضوع
بكل خير ورضوان
فالموضوع منقول,

لم نضف فيه إلا كم كلمة هنا أو هناك
ولروعته ومنفعته أرتأينا لكم أن تستفيدوا منه


عسى أن يحشرنا الله جميعاً
في صحبة خير المرسلين وآله الطهر المنتجبين.




لكم دوماً تحياتي ودعواتي







:stare::stare::stare:

حور عين 14-03-2012 10:42 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم

وَالْعَن اعْدَائِهِم




الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا

وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا


عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...




ان السالك في سلوكه بقدم المعرفة إلى الله بمنزلة

مسافر يسافر في الطريق الموحش المظلم إلى حبيبه،

والشيطان قاطع الطريق في هذا المسلك،

واللّه تعالى هو الحافظ باسمه الجامع المحيط.


فلا بد للداعي والسالك من التوسل والتضرع

إلى حافظه ومربّيه بقوله:


اللهم أو يا اللّه....وهذا سرّ تصدّر اكثر الأدعية به،
وإن كان المتمسك بسائر الأسماء الإلهيّة أيضاً حسن

بنظر آخر،
وهو استهلاك التعينات الأسمائية والصفاتية في أحدية

الجمع في سرّ الرجوع عن إثبات الأفضلية.


وبهذا السؤال (اللهم) هو نفي الانية والانانية،
لأنّ الأنانيّه تنافي السؤال، والداعي يقول:

إنّي أسئلك. وهذا نظير قوله تعالى:
{أنتم الفقراء إلى اللّه} ،

فما كان منافياً لمقام السالك إلى اللّه تعالى إثبات

الإستقلال والإستغناء كتسمية أنتم:

(إن هِيَ إلاّ أسماء سَمّيتُموها أنْتُمْ).
وأمّا إثبات الأنانيّة في مقام التذلّل وإظهار الفقر
فليس مذموماً، بل ليس من إثبات الأنانيه .

كما في قوله سبحانه وتعالى;:

فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً

مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ


بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم
مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ


بل حفظ مقام المعبوديه والتوجّه إلى الفقر والفاقه
إن كان في الصحو الثاني فهو من أتّم مراتب الإنسانيه.

المشار إليه بقوله صلى اللّه عليه وآله على ما حكى;




(كان أخي موسى عليه السلام عينه اليمنى عمياء
وأخي عيسى عينه اليسرى عمياء

وأنا ذو العينين)


فحفظ مقام الكثرة في الوحده في الكثرة لم يتيسّر
لأحد من الأنبياء المرسلين إلاّ لخاتمهم

بالأصاله وأوصيائه بالتبعيّه ،


صلى اللّه عليهم أجمعين.

واما قول الداعي ( اللهم اني أسألك)،

السؤال بلسان الإستعداد غير مردود و دعائه

مقبول مستجاب، لأن الفاعل تام وفوق التمام
والفيض كامل وفوق الكمال، وعدم ظهور الفيض

وإفاضته من قبل نقصان الإستعداد.

فإذا استعدّ القابل لقبوله يفيض عليه من الخزائن
التي لاتنتهي ولا تنفذ ومن المعادن التي لاتصدأ

و لاتنقص.

فينبغي للداعي أن يبالغ في تنزيه باطنه وتخلية قلبه
من الأرجاس والملكات الرذيله يسري دعاء قالِه
إلى حاله وحاله إلى استعداده وعلنه

إلى سرّه ليستجاب دعاه ويصل إلى مناه .

( ادعوني استجب لكم)






فاجتهد لأن يكون سرّك داعياً و باطنك طالباً
حتى ينفتح على قلبك أبواب الملكوت.

وينكشف على سرّك أسرار الجبروت.

و يجري فُلك عقلك في بحار الخير و البركات
حتى يصل إلى ساحل النجاة،
وينجى من ورطة الهلكات و يطير بجناحيه إلى
عالم الأنوار

عن هذه القرية الظلمانّية و دار البوار.

وإيّـاك وأن تجعل الغاية لهذه الصفات الحسنى

والأمثال العليا التي بها تقوم السموات والأرضون،


وبنورها تنوّرت العالمون
الشهوات الدنيه الداثره الباليه والأغراض الحيوانيه

و الكمالات البهيميه والسبُعيّه

وعليك بطلب الكرامات الإلهيه والأنوار العقليه
والكمالات اللاّئقه بالإنسان بما هو الإنسان
والجنات التي عرضها كعرض السماوات والأرض.

وهذه أيضاً في بدو السلوك والسير،
وإلاّ فحسنات الأبرار سيّئات المقرّبين.

فالعارف الكامل من جعل قلبه هيولي لكل صوره
أورد عليه المحبوب فلا يطلب صوره و فعلية،

وتجاوز عن الكونين وارتفع عن النشأتين،


وهذا هو حقيقة الإخلاص الذي أشار إليه بقوله:

(من أخلص للّه أربعين صباحاً جرت ينابيع الحكمة

من قلبه على لسانه)

وفي الكافي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام:
" أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول :



(طوبى لمن أخلص للّه العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه

بما ترى عيناه ولم ينس ذكر اللّه بما تسمع


أذُناه ولم يحزن صدره بما أعطى غيره).
وطوبى لعبد عبد الربّ له وأخلص للّه و لا ينظر
إلاّ إليه و لا يكون مشترياً للشهوات
الدنيوية أو للمقامات الاخروية.

فلايكون سعيه لحاجة وأن كانت كما قوله تعالى;

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ

تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ



وإنما سعيه خالصاً مخلصا لوجه تعالى لايرغب

فيه إلا نيل رضوانه سبحانه عز وجلّ,

وكما في قول أمير المؤمنين وإمام المتقين

سلام الله عليه;

إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي

فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب


فاجعلني كما تحب !!!!!









يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله


دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..






:stare::stare::stare:




حور عين 15-03-2012 11:53 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم

وَالْعَن اعْدَائِهِم



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



أن الإنسان هو الكون الجامع لجميع المراتب العينية
والمثالية والحسية، منطوٍي فيه العوالم الغيبية
والشهادية وما فيها، كما قال اللّه تعالى:

(وعلّم آدم الأسماء كلّها)


وقال مولانا و مولى الموحدين صلوات اللَه عليه:

أتـزعـم أنّـك جــرم صـغيـر وفـيـك انـطـوى
الـعـالـم الأكـبــر

فهو مع الملك ملك، ومع الملكوت ملكوت،
ومع الجبروت جبروت. وروي عنه وعن الصادق
عليهما السلام:

إعلم أن الصورة الإنسانية هي أكبر حجج الله على خلقه،
وهي الكتاب الذي كتبه بيده وهي الهيكل الذي
بناه بحكمته، وهي مجموع صورة العالمين،
وهي المختصر من اللوح المحفوظ، وهي الشاهد
على كل غائب، وهي الطريق المستقيم إلى كل خير،
والصراط الممدود بين الجنة والنار.

فهو خليفة الله على خلقه، مخلوق على صورته،
متصرف في بلاده، مخلَع بخلع اسمائه وصفاته،
نافذ في خزائن ملكه وملكوته،
منفوخ فيه الروح من الحضرة الإلهيه، ظاهره نسخة
الملك والملكوت وباطنه خزانة

الحي الذي لا يموت

ولما كان جامعا لجميع الصور الكونيه الإلهيه كان
مربى بالإسم الأعظم، المحيط لجميع الأسماء والصفات،
الحاكم على جميع الرسوم والتعينات.
فالحضرة الإلهيه ربّ الإنسان الجامع الكامل,
وينبغي له أن يدعوُ ربّه بالإسم المناسب لمقامه
والحافظ من منافراته. ولهذا أستعيذ باللَه من
الشيطان الرجيم
قال تعالى;
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم

دون ساير الأسماء وصار مأموراً بالإستعاذه
برب الناس في قوله تعالى:

قل أعوذ بربِ الناس

من شر الذي ينافر مرتبته وكمالاته، وهو الوسوسة
في صدره من الموسوس القاطع لطريقه في
سلوك المعرفه.

قال العارف الكامل كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني
في تأويلاته;
(الإنسان هو الكون الجامع الحاصر لجميع مراتب الوجود.
فربّه الذي أوجده فأفاض عليه كماله هو
الذات باعتبار جميع الأسماء بحسب البدايه
المعبّر عنه بـ(اللّه)،

ولهذا قال تعالى:
{ما منعك أن تسجد لما خلقت بيَدَيَّ}

بالمتقابلتين كاللطف والقهر والجلال والجمال
الشاملين لجميعها .
فالمتكفل لعوده من أسفل السافلين واسترجاعه
من الهاوية المظلمة إلى دار كرامته
وأمانه وإخراجه من الظلمات إلى النور،
وحفظه من قُطاّع طريقه في السلوك هو اللّه،

كما قال تعالى:
{اللهُ وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}







يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..




حور عين 21-03-2012 01:38 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم




الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...




وصايا الامام الصادق (ع) لمريدي السلوك والسير في
الطريق الى الله عز وجل;


ثلاثة منها; في رياضة النفس
وثلاثة في الحلم
وثلاثة اخرى في العلم

اما اللواتي في الرياضة، والتي تلجم النفس

وتكبح جماحها وتضعف من حجاب النفس الاعظم:
وهي -
1- فاياك ان تأكل مالا تشتهيه فانه يورث الحماقة
والبلة.


2- لاتأكل الا عند الجوع .

3- واذا اكلت فكل حلالا" وسم الله تعالى .

لقوله تعالى (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه).
وقوله تعالى (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام).


وفي الحديث ;(ان الله يبغض كل اكول نؤوم).



واما اللواتي في الحلم :-

1- فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت عشرا"،

فقل ان قلت عشرا" لم اسمع واحدة.

اي الحلم في مقابل الشتم والتهمة..

2- ومن وعدك بالخناء فعده بالنصيحة.


والخناء ; مأخوذة من الخيانة أو الخذلان وتشتمل
حتى على معاني الأستصغار وسوء الظن.

وهي معاملة الاساءة بالاحسان. كما هي صفة اهل البيت
(عليهم السلام).

واما الوصايا في كسب العلم هي كما قالها الصادق
(ع) :---
1- اسأل العلماء ما جهلت.
وكما قوله عليه السلام; ليت السياط على رؤوس أصحابي
حتى يتفقهوا في الدين

2- واياك ان تعمل برأيك وخذ بالاحتياط في جميع
ماتجد اليه سبيلا.
فمهما بلغت حذاقتك ومقدرتك في بلاغة الأمور وحكمتها
فلاتجزم جزم القاطع بل أترك محملا قد لاتحملك
أليه ظنونك.
وكما قول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في
مسألة حسن الظن بالآخرين:
(احمل فعل أخيك على أحسنه)، أو
(احمل أخاك على سبعين محملاً من الخير.

3- واهرب من الفتيا كهربك من الاسد
ولا تجعل رقبتك للناس جسرا"
( وهي في الفتوى).







قول الصادق(ع) عن العارف بالله تعالى:-
(العارف شخصه مع الخلق وقلبه مع الله لوسها قلبه

عن الله طرفة عين لمات شوقا اليه..........
فالعارف امين ودائع الله وكنز اسراره ومعدن
انواره ودليل رحمته على خلقه ومطية علومه
وميزان فضله وعدله،

قد غني عن الخلق والمراد والدنيا، ولا مؤنس له سوى
الله ولا نطق ولا إشارة له إلا بالله ومع الله
ومن الله فهو في رياض قدسه متردد
ومن لطائف فضله متزود)..

وقال (ع) في فضل المعرفة;


(لو يعلم الناس مافي فضل معرفة الله تعالى ما مدوا
اعينهم الى مامتع به الاعداء من زهرة الحياة الدنيا
ونعيمها وكانت دنياهم اقل عندهم مما يطئونه
بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله تعالى وتلذذوا بها تلذذ
من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله سبحانه )...

و معرفة الله انس من كل وحشة وصاحب
من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف
وشفاء من كل سقم

عن الامير (ع) قال في وصف المتقين;

(عظم الخالق في اعينهم فسقط في
اعينهم ما دونه).

وقال (ع) (من عرف الله خاف الله،
ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا)

وقال (ع) في نهج البلاغة عن اسلام الروح
ودين الحق الالهي:-

(اول الدين معرفة الله وكمال معرفته التصديق به
وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده
الاخلاص له.¨

ان معرفة الله هو المبدا للدين الالهي الذي ينبع من اصول
الدين, فيجب ان يكون اول تفكير للبشر هو التفكر
حول الله حيث تتكامل المعرفة الاجمالية الفطرية
فتصل الى المعرفة التفصيلية،
فتكون المعرفة من حيث هولا من حيث اتصافه
بصفات او اسماء فيصبح عارفا لله حقا،
فيكون من اولياء الله كما قال تعالى

(الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )....


والحمد لله وحده










يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه





ونسألكم صالح الدعاء..





:stare::stare::stare:




حور عين 23-03-2012 01:32 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


دخل رجل على الامام الصادق (ع)
فقال له الامام ممن الرجل ؟

قال :- من محبيكم ومواليكم.

فقال (ع) :- لايحب الله رجلاً حتى يتولاه،
ولايتولاه حتى يوجب له الجنة ثم قال (ع)
من اي محبينا انت ؟


فسكت الرجل ولم ينطق (!)

فقال سدير وهو احد اصحاب الامام كان جالساً
في المجلس :- وكم محبيكم يابن رسول الله؟

فقال (ع) :- على ثلاث طبقات:-

طبقة احبونا في السر والعلانية وهم النمط الاعلى
شربوا من عذب الفرات وعلموا باوائل الكتاب
وفصل الخطاب وسبب الاسباب،

وهم النمط الاعلى اهل الفقر والفاقة وانواع البلاء
اسرع اليهم من ركض الخيل، مستهم البأساء
وزلزلوا وفتنوا فمن بين مجروح ومذبوح
متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم
ويغني العديم بهم تنصرون وبهم تمطرون
وبهم ترزقون وهم الاقلون عددا الاعظمون
عند الله قدراً وخطرا،

والطبقة الاولى النمط الاسفل احبونا في العلانية وساروا
بسيرة الملوك فألسنتهم معنا
وسيوفهم علينا

والطبقة الثالثة النمط الاوسط احبونا في السر ولم يحبونا
في العلانية، ولعمري لئن كانوا احبونا في السر
دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون
بالليل ترى اثر الرهبانية في وجوههم
اهل السلم وانقياد ......

قال الرجل:- انا من محبيكم في السر والعلانية .

قال الامام (ع) :- ان لمحبينا في السر والعلانية علامات
يعرفون بها .

قال الرجل:- وما تلك العلامات؟

قال (ع) :- تلك خلال ؟ اولها عرفوا التوحيد حق معرفته واحكموا علم توحيده والايمان بعد ذلك بما هو
وما صفته ثم علموا حدود الايمان وحقائقه
وشروطه وتأويله.

قال سدير :- يامولاي ما سمعتك تصف
الايمان بهذه الصفة .

قال (ع) :- نعم يا سدير ليس للسائل ان يسأل
عن الايمان ماهو حتى يعلم الايمان بمن.

قال سدير :- يابن رسول الله ارأيت ان تفسر ما قلت؟

قال (ع):- من زعم انه يعرف الله بالاسم دون المعنى
فقد اقر بالطعن لان الاسم محدث.

ومن زعم انه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل
لله شريكاً.

ومن زعم انه يعبد بالصفة لا بالادراك
فقد احال على غائب.

ومن زعم انه يعبد الصفة والموصوف فقد ابطل التوحيد،
لان الصفة غير الموصوف.

ومن زعم انه يضيف الموصوف الى الصفة فقد
صغر الكبير (وما قدروا الله حق قدره) .

قال سدير :- فكيف سبيل التوحيد؟

قال (ع) :- باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود.
ان معرفة عين الشاهد قبل صفته، ومعرفة الغائب قبل
عينه

قال سدير :- وكيف تعرف عين الشاهد قبل صفته؟

قال (ع) :- تعرفه وتعلم علمه، وتعرف نفسك به،
ولاتعرف نفسك بنفسك، وتعلم ان ما فيه له وبه

كما قالوا ليوسف (ع) (أأنك انت يوسف)؟
قال يوسف (انا يوسف وهذا اخي
فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ولااثبتوه
من انفسهم بتوهم القلوب ..






العقل والعلم والجهل


باب علامات العقل وجنوده


قيل للصادق (ع): ما العقل؟.. قال: ما عُبد به الرحمن،
واكتسب به الجنان، قيل: فالذي كان في معاوية؟..
قال (ع) : تلك النكراء وتلك الشيطنة،
وهي شبيهة بالعقل، وليست بعقل.

سئل الحسن بن علي (ع) فقيل له: ما العقل ؟..
قال : التجرّع للغصّة حتى تنال الفرصة.

قال أمير المؤمنين (ع) للحسن (ع): يا بني ما العقل؟!..
قال: حفظ قلبك ما استودعه، قال: فما الجهل ؟..
قال: سرعة الوثوب على الفرصة
قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب،

ونِعمَ العون الصمت في مواطن
كثيرة وإن كنت فصيحا.

قال رسول الله (ص): وأما أعداؤك من الجن:
فإبليس وجنوده، فإذا أتاك فقال: مات ابنك، فقل:
إنما خُلق الأحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني
الجنة إنه ليسري..

فإذا أتاك وقال: قد ذهب مالك، فقل: الحمد لله الذي
أعطى وأخذ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة عليّ ..

وإذا أتاك وقال لك:
الناس يظلمونك وأنت لا تظلم، فقل:

إنما السبيل يوم القيامة على الذين
يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل ..


وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك !..
يريد أن يدخلك العجب، فقل:
إساءتي أكثر من إحساني ..
وإذا أتاك فقال لك: ما أكثر صلاتك !.. فقل:
غفلتي أكثر من صلاتي ..

وإذا قال لك: كم تعطي الناس، فقل: ما آخذ
أكثر مما أعطي ..

وإذا قال لك: ما أكثر مَن يظلمك !.. فقل:
مَن ظلمته أكثر ..

وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل، فقل: طالما عصيت.
إنّ الله
تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت،

وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني ؟..


فخلق الأرض فسطّحها على ظهرها فذلّت،
ثم إنّ الأرض فخرت وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها ،
فذلّت الأرض واستقرّت،

ثم إنّ الجبال فخرت على الأرض ، فشمخت ( أي علت
) واستطالت ، وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني؟..


فخلق الحديد فقطعها فذلّت،
ثم إنّ الحديد فخر على الجبال،
وقال: أيّ شيءٍ يغلبني ؟..


فخلق النار فأذابت الحديد فذلّ الحديد،
ثم إنّ النار زفرت وشهقت وفخرت
وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني ؟..


فخلق الماء فأطفأها فذلّت،
ثم الماء فخر وزخر وقال: أيّ شيءٍ يغلبني؟..

فخلق الريح فحرّكت أمواجه وأثارت ما في قعره،
وحبسته عن مجاريه
فذلّ الماء،

ثم إنّ الريح فخرت وعصفت وقالت: أيّ شيءٍ يغلبني ؟..


فخلق الإنسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح
وغيرها فذلّت الريح،

ثم إنّ الإنسان طغى ، وقال: من أشدّ مني قوةً ؟..

فخلق الموت فقهره فذلّ الإنسان، ثم إنّ الموت فخر
في نفسه، فقال الله عزّ وجلّ: لا تفخر فإني ذابحك بين
الفريقين، أهل الجنة وأهل النار ثم
لا أُحييك أبدا فخاف،

ثم قال: والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب
السخط والصدقة تغلب الخطيئة .

قال النبي (ص): صفة العاقل: أن يحلم عمَّن جهل عليه، ويتجاوز عمَّن ظلمه، ويتواضع لمَن هو دونه،
ويسابق مَن فوقه في طلب البرّ،
وإذا أراد أن يتكلّم تدبّر فإن كان خيرا تكلّم فغنم،
وإن كان شراً سكت فسلم ، وإذا عرضت له فتنة استعصم
بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة
انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص،
فتلك عشر خصال
يُعرف بها العاقل.

وصفة الجاهل: أن يظلم مَن خالطه، ويتعدّى على مَن
هو دونه، ويتطاول على مَن هو فوقه، كلامه بغير تدبرٍ،
إن تكلم أثم وإن سكت سها، وإن
عرضت له فتنةٌ سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلةً
أعرض وأبطأ عنها،
لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره
من الذنوب،
يتوانى عن البر ويبطىء عنه، غير مكترث لما فاته
من ذلك أو ضيّعه،

فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي
حُرم العقل.

والحمد لله وحده











يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه




ونسألكم صالح الدعاء..







:stare::stare::stare:






زينب صلاح 29-03-2012 04:15 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
شكرا لكي اختي العزيزه
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله

حور عين 03-04-2012 11:58 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12921203643.gif




اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم




أشرق الله أيامكم بنور الصالحات وأنار صحائف
أعمالكم برحمة البركات



وسهل لكم سعيكم بنعمة التوفيقات
وقسم لكم أعالي المنزلات.




... جزاكم الله كل الرحمة والبركة



ونفعّنا وأنفعكم وسائر المواليات لكل مايحبه
تعالى ويرضاه



ممتنة للمرور العطر و




لكم دوماً تحياتي ودعواتي




نرجوكم ونقلدكم أمانة الدعاء,,,





http://www.azooz.net/data/media/70/h...2616844201.gif



:stare::stare::stare:



حور عين 03-04-2012 12:45 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



الحجب المانعة للمعرفة والوصول إلى الله
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048033701.gif



الباب الأول:
إن القرآن الكريم يحدثنا عن ارتباط الله بكل الكون وبالأخص الإنسان


(وهو معكم أينما كنتم)

(ونحن اقرب إليه من حبل الوريد)


(ولا يعزب عنه مثقال ذرة .........)

فأنه سبحانه متصل بكل ذرات الوجود، قريب من الإنسان
قربا لا يخطر بوهم ولا يتصور بذهن،
فهو أقرب إليه من حياته، فالوريد يمثل حياة الإنسان.

فسبحانه يقيض بكل خير وكمال بمقتضى إلوهيته
وتمام عدله وبلاغ حكمته
ورحمته التي وسعت وشملت كل شيء

(وما كان عطاء ربك محظورا)

(إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)

(...ورحمتي وسعت كل شيء)

(بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)

فهو المنعم والمفيض بنعمة مطلقة على الإنسان ويدعوه للوصول إليه والتنعم بفناه.

( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)

ومادعوته لفيض رحمته إلا لأنه كان بكم رحيما
ومن يعزف ويغرب عنه بقلبه ومن أشرك شيئا في طاعته
فأن ذلك لاينقص منه سبحانه الكمال والجلال
الله غني حميد....ومن أهتدى فلنفسه
(يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)

ويناجي الكل في أسرارهم كما كلم موسى (ع)،

وقد سخر سبحانه كل ما في الوجود للإنسان،
كما في الحديث القدسي

( يا بن آدم خلقت الخلق لأجلك وخلقتك لأجلي
فهل تفر مني)،

فمن هو هذا المدعو؟ وما هي إمكانياته؟ وكيف كان موقفه
من هذه الدعوة.

الجواب ;
هو روح الله وخليفته ومستودع أسمائه ومظهر صفاته
وقد خلق في أحسن تقويم، متمتعا بكل ما يمكنه
لاستقبال فيض الله وعطائه.

وقوله تعالى: (ونفخت فيه من روحي)

(إني جاعل في الأرض خليفة)

(وعلم آدم الأسماء كلها)

(ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)

ولأن دعوة الله تعالى ستكون لغوا وعبثا إذا لم
يمكن الإنسان المدعو من الوفود عليه والورود
إلى جناب قدسه،

وانه قد زود بكل ما يلزم لهذا السفر الذي يكون مبدأه
عالم الطبيعة ونهايته فوق عالم الملكوت والجبروت،
وما أجمل ما نستفيد من كلام أمير المؤمنين (ع)
وانه ترجمان الوحي والقرآن الناطق حين يقول

( أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر).
وقال (ع)
(كل وعاء ينضح بما فيه إلا وعاء العلم).

فالنفس هي الوعاء الذي لا ينضح أبدا لأنها وعاء
لا حد له، لأنه ,وهذا الوعاء لا يمتلأ لأنه غير مادي،
واليه أشار تعالى في الحديث القدسي

(لا تسعني أرضي ولا سمائي
ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن).


وقد ثبت بالبراهين العقلية والأدلة الحكمية وتجرد
النفس الإنسانية عن المادة، وهذا التجرد مستلزم
للخروج من الحدود المادية والاتساع
بالسعة الوجودية.

وهكذا نفهم إن الله تعالى خلق الإنسان وزوده بالقابليات
التي لا حد لها ليكون مستودعا لعطائه
اللامحدود،

وهذا الكمال المفاض قريب منه بل متصل به،
وقد صرح بهذا رسولنا الكريم (ص) فقال;

(إن روح المؤمن اشد اتصالا بالله تعالى من اتصال
شعاع الشمس با لشمس).

فماذا كان موقف الإنسان ذي القابليات الكبرى
من عطاء الله تعالى ؟

لقد وصل ثلة من البشر بشكل يقيني إلى الفيض الإلهي
المطلق وأصبحوا خلفاء في أرضه وحجته على عباده،
ولكن لماذا لم يصل الباقون وهم الكثرة،
وقد أعطاهم الله من القابليات كما أعطى هؤلاء
الواصلون؟

ولماذا لم يحققوا الارتباط المطلوب وابتعدوا
عن الفيض الإلهي، وحرموا أنفسهم من الجنان
المعنوية التي لا تحد بحد بالنسبة للجنان المادية،
وان الوصول الى الله تعالى يعني تحقق الإنسان
بالكمال النهائي وهو السعادة المطلقة،
وجميع الناس يسعون لبلوغ هذه السعادة،
إلا أن الكثير منهم قد يضل عنها ويتوهم بدلا منها
سعادة أخرى محدودة ،
فقد يتصورا لبعض نتيجة التربية الفاسدة
أو التسويلات الشيطانية أو غلبة الأهواء والغرائز
الشهوانية،
فيتصور السعادة تكمن في متاع الحياة الدنيا
وزخرفها فيتجهون نحوها بكل وجودهم ويبذلون
كل ما بوسعهم ظنا إنها السعادة النهائية
ولكنهم سرعان ما يصطدمون بالواقع ويرون
كل ما وصلوا إليه سرابا،

ومن يعش عن ذكري فأنه له معيشة ضنكا

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا

ففي أعماق نفوسهم شوق لذلك المقام النهائي
والسعادة المطلقة، كما قال تعالى;

(..كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه)

إذا" لماذا لم يصل أكثر الناس إلى الله تعالى؟

مع تزودهم بكل ما يلزم للوصول إلى هذه الغاية
وقد يسر له السبيل لهذا الوصول.

الجواب;
هوان إبليس هدد وتوعد بأنه سيعمل على تغيير
أصل الخلقة فقال عنه القرآن الكريم

( ..فليبتكن آذان الإنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ,
قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا,


وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا

وقد وقف الأنبياء (عليهم السلام)
في المقابل حاملين لواء التربية الإلهية لبعث القابليات
الكبرى وهي الفطرة

( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله...)

وفي حديث قال قال أمير المؤمنين (ع) في بعث الأنبياء;

بعثهم ليثيروا دفائن العقول )،

فالإنسان واقف بين دعوتين دعوة الأنبياء ودعوة الشيطان،
أي دعوة تدعوا إلى الله الغني المتعال
والكرامة العظمى،

والدعوة تدعوا إلى الفقر كما قال تعالى;
( الشيطان يعدكم الفقر )

فإذا اتبع الفرد دعوة الشيطان افتقد شيئا فشيئا
ما أعطي من القابليات حتى يصل إلى مرحلة يفقد معها
الأمل والرجاء ببلوغ أي كمال كما قال القرآن
عن لسان أهل النار

( فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون)
وهم يرون ما وصلوا إليه.

والمحروم من فيض اللقاء سيقول يوم القيامة..
(يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله)

وأما أصحاب الجنة فأنهم يسمعون النغمة القدسية
تنبعث من جنة اللقاء ومهبط القرب
(ولدينا مزيد) مسبحين بحمد ربهم
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ
طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ
نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ
أَجْرُ الْعَامِلِينَ

فالله سبحانه هو منتهى العدل وتمام الرحمة
التي وسعت كل شيء خلقه.
ووهب الأنسان الذي فضله على كثير ممن خلق تفضيلا
وكرمه بنعمة العقل والفطرة السليمة

قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

وقال سبحانه;
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء
لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء
مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا







يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه




ونسألكم صالح الدعاء..






:stare::stare::stare:



حور عين 05-04-2012 07:37 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 





الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أعلم بان الأخلاق في الإسلام ليست مجرد ملكات نفسانية
وان عالم المعنويات يدور حول محور الارتباط
بالله تعالى وان كل فضيلة أو رذيلة تقاس على أساس
الارتباط بالله تعالى،
وانه سبحانه يفيض على كل المخلوقات بالفيض المطلق
ولكن الإنسان هو الذي يمتلك قابليات لا محدودة
واستعدادات مطلقة،
وان انغماس الإنسان في الرذائل التي هي حجب مانعة
إلى هذا الوصول والقرب الإلهي، فهي:

الحجب المعنوية
حجاب القابلية والاستعداد
حجاب الغفلة
حجاب الذنوب
حجاب الآراء الفاسدة والعقائد الباطلة

حجاب القابلية والاستعداد,هذا الحجاب من أهم الحجب
وأخطرها وأكثرها شيوعا،
فان الله تعالى لما دعا الإنسان إلى جواره وأكرمه
بالدعوة إلى خلافته ومنحه الإرادة والاختيار
ومنحه قابليات تمكنه من بلوغ المقام الشامخ
والوصول إلى الخلافة الكبرى.

ماذا فعل الإنسان بهذه القابليات؟
كل إنسان يمتلك نفسا فهي وعاء غير محدود،
ويعبر عنه بالقابليات المطلقة، وعلى الإنسان
إن يملا هذا الوعاء اللامحدود بالفيض المطلق،
أي إن ينقل هذه القابليات من مرحلة الركود
إلى الفعلية والتحقق،
وبواسطة الوسائل التي زود بها لأجل هذا الانتقال
وهي الفطرة الصافية والعقل،
لان الفطرة المودعة في اعماقه تعشق الكمال
المطلق وتطلبه، وهي ترسل النداءات للوصول إليه.


وهذه الفطرة تحث صاحبها على بلوغ الكمال
وتقول له بأنها لن يهنأ لها عيش دونه،
وأما العقل فهو يبين له الطريق ويكشف له الآفاق
ويعرفه على الفجور والتقوى،
وان أكثر الأفراد يعطلون أو يضعفون هذه الوسائل
الضرورية للوصول إلى الله تعالى،
وهذا ما يسمى بحجاب القابلية،

فهم لم يستثمروا كنوزها الكبرى،
وبدلا من الانطلاق منها وتقويتها وتفعيلها قاموا
بدسها تحت التراب،

ونفسٌ وماسواها, فألهمها فجورها وتقواها

تراب الشهوات والآمال المنحطة،
فهؤلاء في مقام الحيوانات والأنعام بل أضل،
حيث باعوا الأرواح الثمينة والودائع المعنوية
لشراء حاجات زائلة فهؤلاء اضعفوا الفطرة
الصافية الطالبة للكمال والعاشقة للجمال الحقيقي
وتعطيل العقل المرشد،
وعلى اثر هذا الإهمال تذل القابلية لتصل في نهاية
المطاف إلى الموت والهلاك،

ترى بعضهم يتبجح ويتطاول على الرحيم العظيم
مُدعياً ومتصوراً بجهل مركب ومطبق أن أمر تقصيره
معهود بإرادة الخالق الوهاب
بمعنى لو شاء الخالق لنفخ فيهم منروحه ليمنحهم قوة الصبر في جهاد النفس وثبات الأيمان.
متغافلين وغير مصّدقين قوله سبحانه عزّ وجل;
وماربك بظلام للعبيد
هؤلاء عطلوا عقولهم وأخمدوا همتهم في تقصي
العطاءات الربانية لما ترفع نفوسهم النزاعة للشوى
من دنس التراب.
مثلهم كثل الذي أتته آياتنا فأنسلخ عنها.

كما قال الرسول الكريم (ص)
( العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان).....
وان الذي لا يدرك الجمال الحقيقي ولا يتحرك نحو عالم المعنويات يكون ضعيف الفطرة ويكون ضعيف العقل
ويتحمل مسؤولية ذلك لأنه سيكون المقصر
بحق نفسه بحرمانها من أدوات ووسائل الكمال

وعن الإمام علي (ع) في خطبة له عن السالكين
إلى الله نجد في كلامه إن الصفة الأولى التي تميز السالك
إلى الله هي انه أحيا عقله فصار قادرا على استقبال
آثار الإعمال الصالحة والسير قدما
في مضمار تهذيب النفس وإصلاحها فقال (ع)
في نهج البلاغة في وصف السالك إلى الله

(لقد أحيا عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف
غليظه وبرق له لامع كثير البرق فأبان له
الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب
إلى باب السلامة ودار الإقامة وثبتت رجلاه
بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل
قلبه وأرضى ربه ..

فهؤلاء هم العقلاء الذين استخدموا العقول في التفكر
وأنموها وارتفعوا بها من الدرجة الأدنى إلى
الدرجات العلى


أن أول مقام وأول شرط في التوجه نحو السير والسلوك
إلى الله ومجاهدة النفس هو (التفكر)
بل يُعد من المقومات الأساسية لبدْء المسير,
ومن دون الارتقاء إلى مقام التفكر لا يمكن الخروج
من عالم الغفلة والدخول في عالم اليقظة,
ومعرفة من أين المبدأ وإلى أين المنتهى,
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
( رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين وإلى أين).


إن التفكر في هذه الأمور المهمة تجعل الإنسان

يصل إلى معطيات ونتائج تجعله على بصيرة
من أمره في سيره إلى الله,
وفي هذا الصدد
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
( العامل من دون بصيرة كالسائر على غير الطريق
لا تزيده كثرة العطاء إلا بعداً) .


والتفكر في هذا المقام هو أن يأخذ من وقته بضع

دقائق في خلوة مع نفسه يفكر في خالقه ومخلوقاته,
واحتياج الكل إليه واستغنائه عن الكل
(يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني )


والتفكر في مبدأ الوجود (من أين وجوده) حتى لا
يصل
إلى ( جئتُ ولا أدري من أين أتيت)


والتفكر أيضاً في غاية وجوده في هذه الدنيا

وفي الذين يرحلون عنها وما خلفوه فيها وإلى
أين مصيرهم
وكذلك التفكر في النفس وتقلباتها, وفي الجسم وعجائبه,
وفي الكون وغرائبه
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق....).








يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله





دمتم بعين الرحمن وحفظه





ونسألكم صالح الدعاء..








المؤدبه 06-04-2012 01:39 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
اللهم صل على محمد واله محمد

حور عين 07-04-2012 03:41 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 




اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم






والعن أعدائهم






أشرق الله أيامكم بنور الصالحات وأنار صحائف

أعمالكم برحمة البركات





وسهل لكم سعيكم بنعمة التوفيقات

وقسم لكم أعالي المنزلات.









... جزاكم الله كل الرحمة والبركة


وأثابكم عنا كل مايعلي علمكم ويزكي







عملكم











شرّفني وسرّني مروركم الكريم...








لكم دوماً تحياتي ودعواتي

















:stare::stare::stare:


حور عين 07-04-2012 04:02 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...





(عالم الإنسانية .. عالم عميق الأغوار.. عالم غامض
ومجهول, كثيرون من البشر يتصورون أنفسهم صغاراً محدودين لكننا لو أصغينا إلى هؤلاء وتساءلنا
معهم عن شعور بالبداية أو إحساس بالنهاية لقلما
وجدنا منهم من يذكر له بداية أو تخطر
في باله نهاية.

إن المرء يكاد ينكر أن تكون بدايته لحظة الميلاد
ويكاد يرفض في الوقت نفسه أن يكون الموت
هو النهاية..
هذا الإحساس المتجذر في الذات قد يكون أول الأدلة
على أن تاريخ الإنسان روحياً يمتد إلى ماضٍ سحيق
أمّا مستقبله فسوف يستمر إلى ما شاء الله
و ما الدنيا إلا مرحلة عابرة في مسار طويل..
طويل جداً.


يقولون إن الشعور بالضمأ أكبر دليل على وجود الماء.. والشوق إلى الخلد دليل على وجود عالم الخلد..
وإن الإنسان أكبر مما نتصور).
يقول الإمام علي عليه السلام في الشعر المنسوب إليه:
دواؤك فيك وما تبصر
وداؤك فيك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر.

الإنسان مخلوق من طين من صلصال من حمأ مسنون
ثم نفخ الله فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها
وسجدت له الملائكة أجمعون وكرمه الله وخلقه
في أحسن تقويم وشاءت إرادته سبحانه وتعالى
أن يُمتحن الإنسان في عالم الدنيا,
وأن يكتشف بنفسه الطريق إلى الله،
وتكفل الله هدايته إلى معالم الطريق.

فالكثير ممن يتقاعس عن التقصي في المعرفة
الألهية بحجة محدودية القابليات, أو أن هبة الرحمن
مقصورة على من أنتجبهم وأصطفاهم
في علم الغيب عنده.
أو قد يلجأ الآخر الى الرمي بأعذاره على ماأمتحنه
به الرحمن الرحيم من بلاء أو نقص
في الأنفس والثمرات..

أو يحرف الكلم عن مواضعه ليخدع به الله سبحانه
وما يخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون
حين يتعذر بقوله تعالى خُلق الأنسان ضعيفا,
فتراه يقول;
أنا العبد الذي لاحول له ولاقوة....
ولو أراد الله لوهبني أو لو شاء الله
لما جعلني بما أنا فيه


{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }

يقول الإمام علي عليه السلام:
(من عرف نفسه فقد عرف ربه).

لقد انطوى العالم الأكبر فيك بغرائبه وعجائبه
وأطواره المختلفة وقواه الكبيرة,
فعلى الإنسان أن يتفكر في كل ذلك حتى يتوصل
إلى معرفة نفسه وما مدى قواها لمجاهدتها
والانتصار عليها و ترويض وكبح جماح قواها
الغريزية وهواها الشهوانية الحيوانية,
واصلاً إلى جنة اللقاء (لقاء الله)

(أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
فإن الجنة هي المأوى),

فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
بعد الانتصار في سوح الجهاد الأكبر مع النفس.


قال أحد أساتذة العرفان:
( كان شاب ما انفك يتودد إليَّ ويطلب أن يكون تلميذاًُ
عندي لتنمو روحه قال لي يوماً:
لست لطيفاً بي ولا أدري لماذا؟

فأنت لا تعلمني شيئاً يساعدني في كبح شرور
الهوى..
لا تعلمني ذكراً ولا دعاءً أو ورداً أستطيع به ترويض
نفسي حتى لا تجرني إلى المعاصي,
قلت له:
أنت لا تعرف حتى إلى الآن حقيقة نفسك ولا
تعرف مدى قوتها فكيف تريد صراعها,
إن من لا يعرف مدى قوة عدوه فكيف
يستطيع منازلته؟

النفس قوة كبيرة تستطيع جر الإنسان إلى الخطيئة,
النفس عفريت لا ينام,
حتى الأنبياء مع ما هم فيه من قدرة روحية يخشون
نفوسهم ويستغيثون بالله من شرورها .

يقول أمير المؤمنين ع;
إن نفسك لخدوع إن تثق بها يقتدك الشيطان
إلى ارتكاب المحارم, إن النفس لأمارة بالفحشاء,
فمن ائتمنها خانته ومن استأمن إليها أهلكته
ومن رضى عنها وردته شر الموارد,
وإن المؤمن لا يمسي و لا يصبح إلا ونفسه ظنون
عنده فلا يزال زاوياً عليها مستزيداً إليها).

وعلى هذا إن أردت جهاد نفسك فعليك
أن تستعد بأكثر من هذا
في قصة واقعية تُذكر أن أحدهم سافر إلى الهند
وذهب إلى المرتاضين هناك وإلتقى معلماً
لبعضهم فسأله:
كيف يبدأ تلامذتك رياضتهم وما هي تعليماتك لهم؟

قال: إننا نختبر التلميذ في الأشياء التي يحبها
أكثر والتي ينفر منها أكثر,
وعندما يتضح لدينا ذلك تأتي التعليمات بضد ذلك انظر
إلى هذا مثلاً- وأشار إلى تلميذ بيده ملعقة كبيرة
يحرك بها محتوى قدر مليء بالعذرة-
إنه حساس جداً يكاد يتقيأ إذا وقعت عينه على
لعاب إنسان, لا يتناول طعامه إلاَّ بالشوكة
والسكين وهنا أنت ترى كيف يعمل وفق
هذه التعليمات لكي يتمرن على تحكمه بنفسه
لا العكس!!

وهذا الآخر متكبر ومغرور بثروته جاءنا وعرض
علينا مالاً كبيراً مقابل تعليمه ورداً يستطيع
أن يكبح أهواءه قلنا له:
المال لا يصنع لك شيئاً إذا أردت أن تقهر نفسك فعليك
أن تجلس في باب شركتك وتسأل الناس
أن يتصدقوا عليك, أن تتسول من أجل
تمريغ غرورك الفارغ بالتراب.

لهذا قلت للشاب هكذا يفعل المرتاضون الهنود
وكل هذا من أجل تقوية أرواحهم وهم يفعلون ذلك
عن طريق غير مشروع, فإن أردت النجاح في جهاد
نفسك عن طريق مشروع فما عليك إلا أن تقاوم
رغبات نفسك وأهواءها, وتعاليم الإسلام
ليست أعقد مما يفعلون, سواء أكانت في اتجاه إيجابي,
يعني أداء الواجبات والمستحبات,
أو الاتجاه السلبي وهو ترك المحرمات
والمكروهات,
كما إن هذه التعاليم الإسلامية مفيدة وتقرب الإنسان
من الله زلفى وتوفقه ليكون من أتباع أهل البيت
حقاً ومن أنصارهم في الدنيا وأحبابهم
في الآخرة,
وتزيل عن قلب الإنسان الحجب الظلمانية
وتضع خطاه في الصراط المستقيم وتوصله
إلى المقصود.

وقرر الشاب أن يبدأ جهاده الأكبر بشهامة الشباب
المؤمن وقال:
سأقوم بكل ما من شأنه أن يكبح هوى النفس,
حتى لو اضطرني ذلك للقيام بما يقوم به الهنود.
قلت له:
إن أردت أن تغلب هواك فكن شديداً على نفسك,
لأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله يقول
لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده)

ويقول أمير المؤمنين عليه السلام:
(غالب الهوى مغالبة الخصم خصمه فحاربه
محاربة العدو عدوه لعلك تملكه) .

كل هذا وذاك يعطي الإنسان وقفة تأمل واسترجاع
الأمور برمتها ليكتشف إنه لم يُخلق إلا لهدف
أسمى من إشباع الرغبات والشهوات,
فلو تفكرنا في الإنسان الآلي ومما يتركب وفككنا
أعضاءَهُ لرأينا أنه مزود بذاكرة تتلقى
أوامر معينة,
أي غاية صنعه هو نقل الأشياء من مكان إلى آخر فقط,
أما لو تفكرنا في أنفسنا وفي مملكة جسمنا الغريب
وكل النعم التي أنعم الله علينا بها,
وما الغاية من إرسال الرسل والأنبياء إلينا،
لعرفنا أن كل تلك النعم ليست لأجل أن نعيش
الحياة الحيوانية وإشباع شهواتنا ورغباتنا
التي نشترك فيها مع الحيوانات بل هي
من أجل هدف وغاية أخرى.

(إن الإنسان إذا فكر للحظة واحدة, عرف أن الهدف
من هذه النعم هو شيء آخر, وأن الغاية من هذا الخلق,
أسمى وأعظم وأن هذه الحياة الحيوانية ليست
هي الغاية بحد ذاتها,
وأن على الإنسان العاقل أن يفكر بنفسه,
وأن يترحم على حاله ونفسه المسكينة,
ويخاطبها:
أيتها النفس الشقية التي قضيت سني عمرك
الطويلة في الشهوات ولم يكن نصيبك سوى
الحسرة والندامة, ابحثي عن الرحمة, واستحي
من مالك الملوك,
وسيري قليلاً في طريق الهدف الأساسي المؤدي
إلى حياة الخلد والسعادة السرمدية,
ولا تبيعي تلك السعادة بشهوات أيام قليلة فانية,
التي لا تتحصل حتى مع الصعوبات المضنية الشاقة,
فكري قليلاً في أحوال أهل الدنيا...والسابقين,
وتأملي متاعبهم وآلامهم كم هي أكبر وأكثر
بالنسبة إلى هنائهم, في نفس الوقت الذي
لا يوجد فيه هناء وراحة لأي شخص.

ذلك الذي يكون في صورة الإنسان ولكنه من
جنود الشيطان وأعوانه, والذي يدعوك إلى الشهوات,
ويقول: يجب ضمان الحياة المادية, تأمل قليلاً في
حال نفس ذلك الإنسان استنطقه,
وانظر هل هو راضٍ عن ظروفه,
أم أنه مبتلٍ ويريد أن يبلي مسكيناً آخر؟!

وعلى أي حال, فادع ربك بعجز وتضرع أن يعينك
على أداء واجباتك التي ينبغي أن تكون أساس
العلاقة فيما بينك وبينه سبحانه و تعالى,

والأمل أن يهديك هذا التفكير -المقترن بنية مجاهدة
الشيطان والنفس الأمارة- إلى طريق آخر,
وتوفق للترقي إلى منزلة أخرى من منازل
المجاهدة) .






يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه




ونسألكم صالح الدعاء..








حور عين 12-04-2012 06:25 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 


الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



وقد يصل الإنسان السالك إلى (مقام التفكر) وهو صامت,
يفكر في نفسه ومن حوله وفي الآفاق, وليس شرطاً
أن يكون في عزلة قد يكون في وسط الناس في عالم الكثرة
وهو في عالم الوحدة مع الله سبحانه وتعالى,

ولهذا جاء في الأثر إن عيسى بن مريم على نبينا
وآله وعليه السلام قال:
(طوبى لمن كان صمته فكراً ونظره عبرة).

موقف في خصوص التفكر حصل مع طالب للعلوم
الدينية ومع أحد المشايخ المهتمين بالسير والسلوك
والعرفان والأخلاق,
وكان ذلك في بداية دراستهـ للعلوم الدينية وبحسب
قناعة الإمام الخميني (رهـ) بأن على الطالب
إذا أراد أن يدرس في الحوزة عليه أن يبدأ
بعلم الأخلاق قبل أي علم آخر,


وعلى هذا الأساس ذهب الطالب إلى هذا الشيخ الجليل
وطلب منه درساً في علم الأخلاق لكنه
اعتذر لكثرة الانشغال وعدم وجود فسحة
من الوقت للالتزام بدرس جديد,

وجلس الطالب يلح عليه لحاجته الماسة لهذا الدرس
ولكن دون جدوى,
وهنا انقدح في ذهنه أن لا يخرج من عنده
إلا بفائدة تعينه على تهذيب نفسه فقال له:

إذن أعطني توجيهاً أو نصيحة أعمل بها تنفعني
في حياتي,
سكت الشيخ عنه لفترة وهو ينظر إلى الأرض
وكأنه يبحث عن دواء من صيدليته الأخلاقية
يتناسب وحالته, وبعد هذا السكوت والتفكير قال له:

عليك بالصمت, قال الطالبمتعجباً: الصمت!!

قال: نعم الزم الصمت ولا تتحدث إلا لحاجة
وإذا كان هناك غيرك سوف يتحدث بشيء
كنت تريد أن تتحدث به فاصمتّ,

قال له: ولماذا الصمت بالذات دون غيره؟

قال: إن الصمت يقودك بعد فترة إلى باب التفكير
وسوف تستفيد منه كثيراً وأضاف قائلاً:
واعلم إن أكثر المشاكل التي يتورط فيها الطلبة
آتية من كثرة الكلام والتدخل
فيما لا يعنيهم.

وخرج الطالب من عند الأستاذ الشيخ وهو يفكر فيما
قاله الشيخ ,مما جعله يبحث هو في بطون الكتب
عن أحاديث لأهل البيت (ع) حول الصمت
وقد حصل على بعضها واكتشف من خلال قراءته
لتلك الروايات أن الصمت شيءٌ
مهم جداً للسالك,

وتتضح أهميته عندما ينزِّل السالك هذا المفهوم
النظري إلى حيز التطبيق العملي,
بعدها يلمس الأثر الإيجابي على نفسه.

يقول أحد العرفاء: في ليلة من الليالي فقدت
حالة من إيماني بالله وولاية صاحب الزمان
ومن اليقين التام بحقائق ومعارف يوم القيامة
(وبالآخرة هم يوقنون)

وكنت أتمنى أن تدوم معي هذه الحالة ولا تفارقني
لحظة واحدة ولكني فقدتها ولعل ذلك يعود إلى
ترددي على محافل مختلفة وتحدثي بأشياء
لا طائل من ورائها,
حيث الصمت والسكوت من شروط التكامل الروحي.



روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال:
" السكوت ذهب والكلام فضة " .

"كان أمير المؤمنين(ع) يقول: يا طالب العلم!
إن للعالم ثلاث علامات العلم والحلم والصمت،

وللمتكلّف"الذي يدعي العلم ولا يملك منه إلا القشور
"ثلاث علامات:
ينازع من فوقه بالمعصية" يعصي الله فيظلمه حقّه "
ويظلم من دونه بالغلبة", أي يتسلّط على من هو أسفل
منه فيتغلّب عليه بقوته وبجاهه.
"ويظاهر الظلمة" ....ينصرهم ويؤيدهم.

وروي عن الرضا ( عليه السلام ) قال:
" إن الصمت باب من أبواب الحكمة،
يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير ".

وعنه (عليه السلام) قال : " اتقوا الله
، وعليكم بالصمت ".

وعنه (ع) قال:
"إنّ من علامات الفقه الحلم":
لأنّ الحلم يعلّم الإنسان سعة الصدر عندما
يواجه الأفكار المختلفة ويجعل الإنسان يعيش
معنى الإنسانية في ذاته.

"والصمت" بحيث لا يكون الفقيه مهذاراً فلا يتكلم الكلمة
إلا بعد أن يدرسها فيدرس سرّ الحق فيها،
ولذلك فهو يصمت أكثر مما يتكلّم لأنه يفكّر
قبل أن يتكلّم ولا يتكلّم إلا بعد أن يفكّر.


يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله




دمتم بعين الرحمن وحفظه






ونسألكم صالح الدعاء..










حور عين 18-04-2012 01:48 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

كما ان القراءة قسمان, خطأ وصحيح ،
الأديب الماهر هو الذي يستطيع تشخيص القراءة
الخطأ من القراءة الصحيحة،
وكما ان العلاج قسمان: خطأ وباطل وصحيح وحق،
والطبيب الحاذق هو الذي يميز الخطأ من الصحيح،
وكذلك بقية الفروع التخصصية.

كذلك المحبة أيضاً، هناك محبة باطلة ومحبة حقة،
عندما يكون الحبيب معلم الكتاب والحكمة،
يعطي درس المحبة، وعمله هو ان يفصل المحبة
الباطلة عن المحبة الحقة وعندما يفصل المحبة الباطلة
عن المحبة الحقة فان الشخص الذي وعاء قبوله
لمحبة أكثر من الآخرين سوف يكون في ذلك
الصف التخصصي أكثر جدية في عمله من الآخرين
ويعتبر حب الزوج والابن والمال أداة وليس طريق الكمال،

لذا يقول الله تعالى:
( تحبون العاجلة )

( وتحبون المال حباً جمّاً ) .

يقول تعالى: إن هذه الأنواع من المحبة لا تدخل إلى قلوبكم
وان هذه الأنواع من المحبة الصقوها بالطين
وليس بالقلب؛ لأنها أدوات عمل وإذا دخلت
إلى القلب تستولي عليه.
بناء على هذا عندما يتعرف الإنسان على هذه العلوم،
يفهم أن المال هو شيء جيد ولكنه جيد للبدن،
الحيوان شيء جيد لكنه جيد للبدن، لذا يصبح صاحب
قلب، وعند ذلك يصبح سائراً باتجاه كثير
من أنواع المحبة الصادقة.

فقليلاً ما تلاحظون دعاء ليس فيه درس محبة،
غاية الأمر ان المحبة من كثرة ما هي مليحة ولطيفة
ورقيقة لا تقال للجميع وفي كل مكان،

ولا تقرا في أذان الجميع، لان تشخيص المحبة الصادقة
من المحبة الكاذبة، هو عمل الناس العقلاء.


في دعاء كميل انه عندما تتم تصفية الماضي والمستقبل
وطهر الإنسان نفسه وطلب المغفرة وغفرت جميع ذنوبه،
عند ذلك يدعو الله:
« واجعل قلبي بحبك متيماً » .


وجملة (قلبي بحبك متيماً) هذه هي (واسطة العقد)
لدعاء كميل، وتعدّ من غرر جمل دعاء كميل،
أو دعاء أبي حمزة الثمالي في أسحار شهر رمضان،
يقول هذه الجملة:
(اللهم املأ قلبي حباً لك وخشية منك و ... شوقاً إليك)

عندما يتضح لماذا يقول الإمام السجاد عليه السلام
في بداية مناجاة المحبين:
من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً،
ومن الذي آنس بقربك فابتغى عنك حولاً ) .


درس المحبة يعطيه لنا ذلك الحبيب، وذلك الحبيب،
هو معلم الكتاب والحكمة، ولكن لمن يعطي
درس المحبة؟
درس المحبة هذا لا يفيد الأشخاص القساة
والمتظاهرين بالقوة، هنا يشترى القلب المنكر
والبدن المتعب، وإذا استطاع شخص ان يكون أكثر
رقة في قسم القلب، يؤثر فيه كلام المحبة أكثر.
ويجب عدم القول انه لأن وزن مخ المرأة أو حجم مخ المراة
هو أقل، فإنها أكثر تأخراً عن الرجل في طريق

السير والسلوك أو في طريق الكمال الإنساني
وبقية الطرق الإلهية.

إن طريق القلب إذا لم يكن أقوى من طريق العقل
فهو بمستواه، وطريق القلب يتطلب رقة ومحبة
وعاطفة، وأمثال ذلك، فالشخص الذي يبكي متأخراً
قليلاً ما ينجح في درس المحبة، والشخص البكاء
هو أكثر رقة في القلب، وإذا استطاع فصل العاطفة
الحيوانية عن المحبة الإنسانية، ودخل إلى حدود
المحبة وتخلص من شر ضعف النفس
ولم يضع ضعف النفس بدل الرأفة خطأ،
عند ذلك يصبح الطريق ممهداً له لدخول درس المحبة، ويستطيع كل منهم أن يكون مظهر اسم من
أسماء الله .




غاية الأمر إن مجموعة بذلك الشكل ومجموعة
بهذا الشكل، حتى يصلوا إلى ذلك المقام الرفيع
حيث الكلام هناك هو عن توازن الاسماء
وليس ترجيح اسم على اسم آخر.

الإنسان الذي يصل إلى مظهر الاسم الأعظم لديه
جميع الاسماء متساوية، فهو يصل إلى العدالة الكبرى،
وفي العدالة الكبرى كل القوى متوازنة .


العدالة الصغرى، الوسطى والكبرى: في الفقه طرحت
(العدالة الصغرى)، وفي الفلسفة ذكرت (العدالة الوسطى)،
و(العدالة الكبرى) مطروحة في العرفان .


إذا وصل الإنسان إلى تلك العدالة الكبرى،
يوازن جميع القوى الإدراكية والتحريكية وجميع قوى
جذبه ودفعه ويصل إلى محل يصبح فيه مظهراً
تاماً للاسماء الحسنى ويكون في النواة
المركزية للعدل.

في العدالة الصغرى المطروحة في الفقه،
عندما يؤدي الإنسان الأعمال الواجبة ويتجنب الحرام
فهو عادل وان كان جباناً ولم يكن سخي الطبع وشجاعاً،
فعندما يؤدي الواجب ولا يقوم بعمل حرام،
فهذا المقدار كافٍ في عدالته.


أما في الفقه الأوسط والعدالة الوسطى
فهو ليس عادلاً ؛
لأنه لم يوازن حتى الآن بعض القوى، وإذا وازن
هذه القوى يكون عادلاً ومتوازناً في العدالة الوسطى،
ولكن مظهريته ليست متساوية تجاه جميع الاسماء،
وهذا الشخص ليس عادلاً في الفقه الأكبر،
أي العرفان.
العادل هو الشخص الذي يكون مظهر جميع الاسماء
الحسنى، وينفذ كل اسم في محله على أساس الصواب.

والإنسان الكامل يتمثل في الرجال
باسم علي بن أبي طالب عليه السلام،
وفي النساء بعنوان فاطمة الزهراء عليها السلام.

فيتضح ما هو معنى الخلافة في هؤلاء،
ما هو معنى العدالة والرأفة والرحمة والمحبة
في هؤلاء ثم لا بد للرجال أخيراً من نشر دروس المحبة
أكثر من الدروس الأخرى؛ لأن الله تعالى قال:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

أي ان هذا النبي الحبيب هو حلقة ارتباط بين المحب
والمحبوب، وإذا كنتم متبعين حبيب الله فهو يعطي
درس المحبة وأنتم تصلون من مرحلة محب الله
إلى مرحلة محبوب الله .

بناء على هذا إذا لم يكن للمرأة دور في بعض الأعمال
التنفيذية ، فهي ليست معفوة بشكل عام ـ ترك لا إلى بدل ـ ،
بل ترك إلى بدل.
أي إذا لم تعمل المرأة عملاً ما فهي تتولى
ما يعادله في قسم آخر، وكما أن المجتمع يحتاج إلى قوة،
فهو يحتاج إلى محبة أيضاً.
والمجتمع لا يتقدم بالشدة والعنف مثلما يتقدم بالمحبة
واللين، كما ان رسول الله كان موصوفاً بهذا الوصف،
وكان نجاحه في هذه الناحية أيضاً:

( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب

لانفضوا من
حولك) .

إن درس المحبة هذا إذا لم تكن النساء أفضل
من الرجال في تعلمه، فهن لسن أقل منهم،
وإذا لم تكن النساء أفضل من الرجال في إدراك الأدعية المتضمنة للمحبة الصادقة، فهن لا يفهمن أقل من الرجال،
وإذا لم يكن حب الله وخلقه عند النساء أفضل من الرجال،
فهو ليس أقل.

لو بحثنا عن الكمال في الاسماء الإلهية الحسنى
لرأينا ان الاسماء الإلهية الحسنى تقسم إلى قسمين:
الجلال والجمال، الجذب والدفع، المحبة والقوة،
الإرادة والكراهة أو المحبة والعداوة، وكل منها يكون
مظهر اسم من الاسماء الخاصة لله في العالم،
والذين يصلون إلى المقصد يكونون مظهر
الاسم الأعظم .

العلوم الأداتية والأصالية, العلم من حيث انه علم ليس
مطلوباً بالذات،
وليس لدينا أي علم يكون هدفاً وكمالاً ذاتاً ـ
سواء العلم العملي أو العلم النظري ـ
بل أن العلم هو دائماً مقدمة العمل،
والعمل يتعلق بالقلب لا بالعقل، وطريق القلب
إذا لم يكن للنساء أكثر من الرجال فهو ليس
أقل بالتأكيد.

مع هذا قسم العلماء العلوم إلى علوم أداتية
وعلوم أصالية. العلوم الاداتية هي كالأدبيات
التي هي من العلوم الاعتبارية وليس أكثر من انها أداة
ـ لأنها للتدريس والكتابة فقط وليست مطلوبة بالذات ـ
أو مثل علم المنطق حيث يتعلم الإنسان المسائل
المنطقية حتى يفكر بشكل صحيح.

العمل الذي يقوم به المنطق للتفكير يشبه العمل الذي
تقوم به الادبيات للتلفظ، المتكلم أو الكاتب يجب
أن يكون مراقباً لسانه وقلمه، والمفكر يجب أن يكون
مراقباً ذهنه.




يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله


دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..


:stare::stare::stare:



حبيبتي فاطمة 21-04-2012 12:19 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
بارك الله بكم غاليتي ووامي الحنونة اسال الله ان يغدق عليك من فيض رحمته ونعمه
ويرزقك في الاخرة الجنة مع محمد وال محمد

جزاكم الله وكثّر الله سعيكم لما تقدومه من مواضيع مفيدة وفيها الكثير والكثير من العبر

بوركتم
ونسالكم صالح الدعاء

زينب صلاح 23-04-2012 12:18 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لكل خير على ماتقدموه لخدمة الدين والمذهب

حور عين 13-05-2012 04:19 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 






اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
والعن أعدائهم







شرح الله تعالى قلوبكم بهباته
وسدد خطواتكم لصراطه
وثبتّ قلوبكم بتقاته
وبلغكم ونحن وأن شاء الله مرضاته




... جزاكم الله كل الرحمة والبركة



ونفعّنا وأنفعكم وسائر المواليات لكل مايحبه
تعالى ويرضاه



ممتنة للمرور العطر و
لكم دوماً تحياتي ودعواتي




نرجوكم ونقلدكم أمانة الدعاء,,,









:stare::stare::stare:

حور عين 13-05-2012 04:36 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



سئل الحسن بن علي (ع) فقيل له:
ما العقل؟.. قال (ع):
التجرّع للغصّة حتى تنال الفرصة.

قال أمير المؤمنين (ع) للحسن (ع):
يا بني ما العقل ؟!..
قال: حفظ قلبك ما استودعه،
قال: فما الجهل ؟..
قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها
والامتناع عن الجواب، ونِعمَ العون الصمت
في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا.

قال علي (ع):
العاقل لا يُحدّث مَن يخاف تكذيبه، ولا يسأل مَن يخاف
منعه، ولا يقدم على ما يخاف العذر منه،
ولا يرجو مَن لا يوثق برجائه.

قال الصادق (ع):
يُستدلّ بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته،
وبرسوله على فهمه وفطنته.

قال النبي (ص): رأس العقل بعد الإيمان التودد
إلى الناس، وقال (ص):
أعقل الناس محسنٌ خائفٌ، وأجهلهم مسيئٌ آمنٌ.

قال أمير المؤمنين (ع):
ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث:
مرمة لمعاش ، أو حظوة (أي مكانة) في معاد،
أو لذ في غير محرّم .

روي أنّ رسول الله (ص):
مرّ بمجنون، فقال : ما له؟..
فقيل: إنه مجنون ،
فقال (ص):: بل هو مصابٌ، إنما المجنون مَن آثر الدنيا
على الآخرة.

قال النبي (ص): ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا،
أن يكون له أربع ساعات من النهار:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه
، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه،
وساعة يُخلي بين نفسه
ولذتها من أمر الدنيا فيما يحلّ ويحمد.

وصية الكاظم (ع) لهشام بن الحكم وصفته للعقل:
يا هشام !.. إنّ لقمان قال لابنه:
تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني !..
إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالمٌ كثيرٌ،
فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وجسرها الإيمان،
وشراعها التوكل، وقيّمها العقل، ودليلها العلم،
وسكّانها الصبر ....


يا هشام !.. لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس:
لؤلؤةٌ ، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزةٌ،
ولو كان في يدك لؤلؤةٌ وقال الناس:
أنّها جوزةٌ، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤةٌ !....

يا هشام !.. مَن سلّط ثلاثاّ على ثلاث،
فكأنّما أعان هواه على هدم عقله:
مَن أظلم نور فكره بطول أمله،
ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ،
وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه،
فكأنّما أعان هواه على هدم عقله
، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.

يا هشام !.. كيف يزكو عند الله عملك ؟..
وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربّك
، وأطعت هواك على غلبة عقلك .

يا هشام !.. الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل،
فمَن عقل عن الله
تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها،
ورغب فيما عند ربّه،
وكان أنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة،
وغناه في العيلة، ومعزّه في غير عشيرة ....

يا هشام !.. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى
ما في الدنيا يكفيك، وإن كان
لا يغنيك ما يكفيك فليس شيءٌ من الدنيا يغنيك.

يا هشام !.. إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا،
فكيف الذنوب ؟..
وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض....

يا هشام !.. لاتمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها،
ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.


يا هشام !.. كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا
لهم الدنيا....
يا هشام !.. رحم الله مَن استحيا من الله حق الحياء:
فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى،
وذكر الموت والبلى، وعلم أنّ الجنّة محفوفة
بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات....


يا هشام !.. اصلح أيامك الذي هو أمامك،
فانظر أي يوم هو ؟.. وأعد له الجواب فإنك موقوفٌ
ومسؤولٌ،
وخذ موعظتك من الدهر وأهله،
فإنّ الدهر طويلةٌ قصيرةٌ، فاعمل كأنك ترى ثواب
عملك لتكون أطمع في ذلك،
واعقل عن الله، وانظر في تصرف الدهر وأحواله،
فإنّ ما هو آتٍ من الدنيا كما
ولّى منها فاعتبر بها.





يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله



دمتم بعين الرحمن وحفظه



ونسألكم صالح الدعاء..



:stare::stare::stare:

فاطِمِية الهَوَى ~! 15-05-2012 03:57 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
بَسْمِـ الله الرَّحمَن الرَّحِيمـ
اللّهُمَّـ صَلِّـ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد

الله يعطِيكِـ العَافيَة أختِي
~ وَمَا زِلنَا بِانتِظَارِكْـ أختِي ~

همس المطر 27-06-2012 03:32 PM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
موضوع قيم جدا
تسلم اناملك خيتو
بنتظار جديدك

دموع واهات الزهراء 15-09-2012 01:22 AM

رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤
 
احسنت حبيبتي موضوع مميز ورائع جعله الله في ميزان حسناتك انشاء الله
تقبلي مروري المتواضع
جزاك الله خير الجزاء وحشرك مع عليا والزهراء http://rafat0004.net/vb/uploadcenter...1304975029.gif


الساعة الآن 11:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir