منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   نعيم القبر وعذابه (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=38592)

بوح أنثى 08-04-2011 05:50 PM

نعيم القبر وعذابه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


قال الله تعالى: ( وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور )[1]



يقول الله تعالى: ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون. )[2]

من هذه الآية نعلم أن الموتى يمكثون في قبورهم فترة من الزمن لا يعلمون مداها إلى أن يبعثهم الله تعالى من تلك القبور.

وأثناء تلك الفترة التي يقضونها في قبورهم يكونون إمّا سعداء منعمين أو أشقياء معذبين بحسب أعمالهم في الحياة الدنيا.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران. )[3]

وروي عن الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) قولهما: ( إن للقبر كلاما في كل يوم، يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. )[4]

فتعال عزيزي الطالب نتعرف أحوال الموتى في قبورهم.

يواجه الميت في قبره حالات لم يشاهدها في الحياة الدنيا، وتلك الحالات هي: سؤال منكر ونكير ، وضغطة القبر ووحشته، وبقاؤه منعما أو معذبا بعد موته إلى أن يبعثه الله تعالى ويحشره للحساب يوم القيامة.

فما المراد بسؤال منكر ونكير ؟ وما المراد بضغطة القبر ووحشته ؟ وكيف يبقى الميت منعما أو معذبا في قبره ؟

أولا: سؤال منكر ونكير.

بعدما يموت الإنسان ويوضع في قبره ينزل عليه في القبر ملكان ويسألانه بعض الأسئلة، فإن كان ذلك الميت مؤمنا بالله تعالى فإن الملكين الذين ينزلان عليه في قبره هما مبشر وبشير. أما إذا كان ذلك الميت كافرا بالله تعالى فإن الملكين الذين ينزلان عليه هما منكر ونكير. وهذا الإختلاف في شكل الملائكة وأسمائها ناتج عن عمل الإنسان في دار الدنيا.[5]
روي عن أهل البيت عليهم السلام: (( إن الميت إذا كان بالغا مكلفا، فإنه يدخل عليه ملكان يتمثلان بصورة أعماله، فإن كانت أعماله جميلة طيبة حسنة أتياه بصورة جميلة حسنة ورائحة طيبة، ويقال لهما حينئذ مبشر وبشير. وإن كانت أعماله سيئة أتياه بصورة سيئة وخلقة منكره مخيفة، ويقال لهما منكر ونكير. ))[6]

و الإيمان بالمساءلة في القبر يعد أمرا وجبا في الإسلام.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: (( من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج، والمسالة في القبر، والشفاعة. ))[7]

ولا شك أن هناك حكمة مهمة لمسائلة الميت في قبره، ألا وهي تمييز أهل الإيمان عن أهل الكفر، ثم محاسبتهم حسب أعمالهم التي فعلوها في الدنيا؛ فأهل الإيمان لهم الجنة، وأهل الكفر لهم النار.

أمّا الأسئلة التي يطرحها الملكان على الميت في قبره فهي تتعلق بالمعتقدات الدينية الأساسية التي يجب على كل إنسان معرفتها والإيمان بها.

روي عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: (( إذا أدخل الكافر القبر وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت. ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلانه إلى الحميم من جهنم، وذلك قوله تعالى: ( وأما إن كان من المكذبين الضآلين، فنزل من حميم) يعني في القبر. ( وتصلية جحيم ) يعني في الآخرة. )) [8]

ثانيا: ضغطة القبر.

هي حالة صعبة جدا تحدث للميت في قبره، حيث ينضغط القبر على الميت، فيتألم ألما شديدا. وهي تحصل لكل ميت سواء كان مؤمنا بالله سبحانه، أم كان كافرا. وقد ذكر بعض العلماء أن ضغطة القبر للمؤمن تطهير له من الأدناس والذنوب كي يأتي يوم القيامة ولا ذنب عليه.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم. )[9]

ومن أسباب ضغطة القبر: سوء الخلق مع الناس، والنميمة، والغيبة، وعدم الاهتمام بالطهارة وغير ذلك.[10]
أمّا الأعمال الصالحة التي تنجي من ضغطة القبر وعذابه فهي كثيرة منها: قراءة سورة النساء كل جمعة، والمداومة على قراءة التكاثر عند النوم، وقراءة سورة الملك على قبر الميت، وقراءة الدعاء المأثور عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند الدفن.[11]
وفي ما يلي بعض الأحاديث الدالة على الأعمال التي تنجي من ضغطة القبر وعذابه.

· روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما من أحد يقول عند قبر ميت إذا دفن ثلاث مرات: اللهم إني أسألك بحق محمد صلى الله عليه وآله أن لا تعذب هذا الميت إلا رفع الله عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصور. ))

· روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( من قرأ ألهاكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر. ))

· روي عن الإمام علي عليه السلام: (( من قرأ سورة النساء في كل يوم جمعة أمن من ضغطة القبر. ))

· روي عن الإمام الباقر عليه السلام: (( من أدمن قراءة حم الزخرف، آمنه الله تعالى في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر. )) [12]



ثالثا: وحشة القبر.

إن أول ليلة تمر على الميت في قبره تكون أوحش ليلة عليه، وهذه الليلة تسمى ليلة الوحشة أو ليلة الدفن.

وقد ورد ذكر هذه الليلة في بعض أحاديث النبي وأهل بيته عليهم السلام، ومنها ما جاء في أحد كتب الإمام علي عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما، حيث قال في ذلك الكتاب:
(( يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر الله له أشد من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وغربته، إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود والهوام. ))[13]

ولرب سائل يسأل: هل توجد أعمال صالحة تنجي من وحشة القبر ؟

فنقول له نعم. هناك روايات تذكر بعض الأعمال الصالحة التي تنجي الميت من وحشة القبر. ومنها ما يلي:

1- صلاة الهدية.

تسمى هذه الصلاة بأكثر من اسم، فمن أسمائها: صلاة ليلة الوحشة، وصلاة ليلة الدفن، وصلاة الهدية. وهي مروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

2- الصدقة.

يستحب التصدق عن الميت في أول ليلة تمر عليه وهو في قبره لينجو من وحشة القبر.

وهذان العملان الصالحان مرويان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (( لا يأتي على الميت ساعة أشد من أول ليلة، فارحموا موتاكم بالصدقة فإن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرأ في الأولى ( بفاتحة الكتاب ) مرة وسورة التوحيد ( قل هو الله أحد ) مرتين. وفي الثانية ( فاتحة الكتاب ) مرة وسورة التكاثر عشر مرات وسلم ويقول: ( اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر ذلك الميت فلان بن فلان. )) فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور، ويعطى المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات وترفع له أربعون درجة. )) [14]

رابعا: نعيم الميت أو عذابه في القبر.

قال تعالى: ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله . ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين. )[15]
تحدثنا هذه الآية الشريفة عن حال الذين يقتلون في سبيل الله تعالى، أنهم يبقون أحياء يرزقون حتى بعد موتهم، ويشعرون بالفرح والاستبشار بنعمة الله عليهم.

وقال تعالى: ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق. ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد. ) [16]

الخلاصة


1. ينتقل الناس بالموت من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ثم يحشرهم الله تعالى للحساب ليوم القيامة.

2. يكون الناس في حياة البرزخ إمّا سعداء منعمين أو أشقياء معذبين.

3. تحدث للميت في القبر حالات لم يشاهدها في الدنيا، هي سؤال منكر ونكير، وضغطة القبر ووحشته، والنعيم أو العذاب في القبر.

4. يسأل الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه.

5. يمكن للإنسان أن يعمل أعمالا صالحة تنجي الميت من ضغطة القبر ووحشته.
وأسأل الله يقينا عذاب القبر

منقول

عبير الزهــــــــراء 09-04-2011 08:39 AM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
بوركت جهودك الكبيرة بوح انثى

ودام عطاؤك

الدرة الفاطمية 09-04-2011 04:57 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
بارك الله فيكِ عزيزتي على الطرح

بوح أنثى 09-04-2011 07:48 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

بوركت جهودك الكبيرة بوح انثى

ودام عطاؤك

أهلاً بك حبيبتي عبير الزهور
أشكر لك حضورك
دمت بخيــر

بوح أنثى 09-04-2011 07:49 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

بارك الله فيكِ عزيزتي على الطرح

أهلاً بك اخيتي
أشكر لك حضورك
دمت بخيـــر

بوح أنثى 09-04-2011 07:57 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
من لم يدفن في أرض وتراب فهل يشهد ضغطة القبر


سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن من يشنق إن كان يشمله عذاب القبر (فقد كان في الماضي لا ينزل جسد بعض المشنوقين ، بل يبقى معلقا في المشنقة ، كما حدث مع زيد بن علي بن الحسين الشهيد الذي بقي معلقا عل المشنقة ثلاث سنوات ) ويستفاد من جوابه (ع) إن الله (سبحانه وتعالى ) يأمر الهواء بالضغط عليه إن كان مستحقا لذلك .
ويستفاد من رواية أخرى عن الصادق (ع) أن ضغطة الهواء أشد من ضغطة القبر ، وكذا ماء البحر بالنسبة للغريق

بوح أنثى 09-04-2011 07:58 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 

ضغطة القبر وسوء الخلق مع الاهل

قال الصادق " عليه السلام " : أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقيل له : ان سعد بن معاذ مات فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقام أصحابه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب فلما ان حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله بلا حذاء ولا رداء ، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى إنتهى به إلى القبر فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى لحده وسوى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجرا ناولوني ترابا رطبا يسد به ما بين اللبن فلما ان فرغ وحثا التراب عليه ، وسوى قبره قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انى لأعلم انه سيبلى ويصل البلى إليه ، ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه ، فلما ان سوى التربة عليه قالت أمه : طوبى لك يا سعد : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فان سعدا قد اصابته ضمة ، قال : فرجع رسول الله ورجع الناس فقالوا يا رسول الله فقد رأيناك صنعت بسعد ما لم تصنعه على أحد انك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء فقال صلى الله عليه وآله : ان الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها قالوا : وكنت تأخذ يمنة السريرة مرة ويسرة السرير مرة قال : كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ قالوا : أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت إن سعدا قد اصابته ضمة ، قال : فقال صلى الله عليه وآله نعم انه كان في خلقه مع أهله بسوء .


روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 377 - 378


اطوار 09-04-2011 10:26 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
جزاك الله الف خير

ياعباس 10-04-2011 02:33 AM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اللهم صل على محمد وال محمد
http://i679.photobucket.com/albums/v...1_2009/6-1.gif

بوح أنثى 10-04-2011 06:34 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

جزاك الله الف خير

جزآنآ الله وإيآك كل خيـر
أشكر لك حضورك
دمت بحفظ الرحمن

بوح أنثى 10-04-2011 06:35 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

اللهم صل على محمد وال محمد
http://i679.photobucket.com/albums/v...1_2009/6-1.gif

جزآنآ الله وإيآك خيراً
أشكر لك حضورك
دمت بحفظ الرحمن

بوح أنثى 10-04-2011 06:37 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
الّذي خَلَقَ المَوْتَ والحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَملاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ ) . ( المُلك / 2 )
(واضرِبْ لَهُم مَثَلَ الحَياة الدُّنيا كَماء أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فاختلطَ بِهِ نَباتُ الأرْضِ فأصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وكانَ اللهُ على كلِّ شيء مُقْتَدِراً * المالُ والبَنونَ زِينةُ الحَياةِ الدُّنيا والباقياتُ الصّالحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثواباً وخَيْرٌ أمَلاً ) . ( الكهف / 45 ـ 46 )
(وَما الحياةُ الدُّنيا إلاّ مَتاعُ الغُرُورِ ) . ( آل عمران / 185 )
(أَلهاكُمُ التّكاثُرُ * حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ ) . ( التكاثر / 1 ـ 2 )
(كلُّ نَفْس ذائقةُ المَوتِ وإنَّما تُوَفَّوْنَ أُجورَكُم يَوْمَ القِيامَةِ ) .
( آل عمران / 185 )
(وجاءَت سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحقِّ ذلكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيدُ ) . ( ق / 19 )
(حتّى إذا حَضرَ أَحَدَهُم الموتُ قال إنِّي تُبْتُ الآنَ ) . ( النساء / 18 )
(إنّ الّذين قالوا رَبُّنا اللهُ ثمّ اسْتَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهمُ الملائكةُ ألاّ تَخافوا وَلا تَحزَنُوا وأبشِروا بالجَنَّةِ الّتي كُنْتُم تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَولِياؤكُم في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرَةِ ولَكُم فِيها ما تَشْتَهي أَنفُسُكُم وَلَكُم فِيها ما تَدَّعُونَ ) . ( فصّلت / 30 ـ 31 )
(فَكيفَ إذا تَوفّتهُمُ الملائكةُ يَضرِبونَ وجوهَهُم وأدبارَهُم ) .
( محمّد / 27 )
(ولَو تَرى إذ الظالِمُونَ في غَمَراتِ المَوْتِ والمَلائكةُ باسِطو أَيدِيهم أخرجُوا أنفُسَكُم اليومَ تُجزَون عَذَابَ الهُونِ بِما كُنْتُم تَقُولونَ على اللهِ غَيرَ الحقِّ وكُنتُم عَن آياتهِ تَسْتَكْبِرونَ ) . ( الأنعام / 93 )
(كَلاّ إذا بلغتِ التّراقِيَ * وقِيلَ مَن راق * وظنَّ أ نّه الفِراقُ * والْتفَّتِ السّاقُ بالسّاقِ * إلى ربِّكَ يَومئذ المَساقُ ) . (القيامة/26 ـ 30 )
(فَلَوْلا إذا بَلَغتِ الحُلْقُومَ * وأنْتُم حِينَئِذ تَنْظُرونَ * ونَحْنُ أقْرَبُ إليهِ مِنكُم وَلكِن لا تُبْصِرُون ) . ( الواقعة / 83 ـ 85 )
الموت والحياة حقيقتان متكاملتان في عالم المخلوقات، فما من مخلوق في هذا الوجود إلاّ وقد كتب عليه الفناء .
(كلُّ مَنْ عَليْها فان * ويَبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والإكْرامِ ) .
( الرّحمن / 26 ـ 27 )
فالفناء منتهى المسيرة، ومحط القافلة، والموت غاية الحياة وكمال نظامها ، لذا فلا شيء في عالم الأحياء أوضح من ظاهرة الموت، ولا حقيقة أصدق منها عند الإنسان، وأكثر رعباً وخوفاً في قلبه ونفسه، بل غريزة الخوف في الأحياء جميعها هدفها حفظ الحياة، والفرار من الموت .
فإنّ التحليل النفسي الدقيق لأسباب الخوف والقلق في الحياة يوصلنا إلى أنّ السبب فيهما هو الشعور بخطر الموت ـ أي الفناء ـ والخوف منه .
ولقد كانت مشكلة فهم الحياة والموت من أعقد مشاكل الفكر الإنساني، ومن أبرز مرتكزات التفكير وتحديد نمط الحضارات ونظام الحياة .
حتى تلخّصت الأفكار والفلسفات الحيوية كلها في تفسير الموت والحياة باتجاهين متعاكسين :
أحدهما : يرى الموت نهاية الحياة، وهو الفناء الأبدي والعودة بالموجود إلى عدمه الأوّل، فلا شيء بعد الموت إلاّ العدم والفناء .
واتجاه : يرى الموت بداية لعالم جديد ، هو عالم الآخرة، وهو امتداد للحياة. وقد مثّل الاتجاه الأوّل الأفكار والعقائد المادية الجاهلية التي صوّرها القرآن بقوله :
(إنْ هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوتُ ونَحْيا ) . ( المؤمنون / 37 )
تلك الاتجاهات التي عجزت بتفكيرها المادي أن تُشخِّص ما بعد الموت، فعجزت عن فهم معنى الموت فتصوّرته فناءً وإعداماً أبدياً لوجود الإنسان.
في حين مثّل الاتجاه الثاني الرسالات الإلهية التي كشفت للإنسان حقيقة الموت الغامض عنده، وأوضح الخالق العليم حقيقة الموت بأنه انتقال من عالم إلى عالم آخر، وإنهاء لمرحلة حيوية للانتقال إلى مرحلة حيوية اخرى ، لها نظامها وقوانينها الخاصة .
إنّ ساعات الاحتضار هي ساعات التهيؤ للانفصال عن عالم الدنيا ، إنّها ساعات المخاض والولادة في عالم الآخرة

لنقرأ ما ورد في القرآن الكريم من بيان رباني عن تلك الساعات الحرجة في حياة الإنسان، ساعات الوداع التي تتجمع فيها أمامه مسيرة الحياة، وما ترك فيها من جمع وجهود وعمر وكدح . إنّها ساعات الحسرة والفراق والندم .
إنّه الآن على قمة يشاهد من فوقها عالمي الدنيا والآخرة، كما يشاهد الواقف على قمة الجبل جانبيه، والمساحات الواقعة تحتهما .
لقد صوّر القرآن تلك الحالة المرعبة المروّعة التي يرى فيها مصيره وما ينتظره في عالم الآخرة، وهو لما يتم خروجه من عالم الدنيا بعد .
لنقرأ العبرة والموعظة والبيان القرآني من خلال الوقوف على مشهد انتزاع أرواح المجرمين وحالة احتضارهم، قال تعالى :
(وجاءَت سَكْرةُ المَوْتِ بالحقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) . ( ق / 19 )
(فَكَيْفَ إذا تَوَفّتْهُمُ المَلائِكَةُ يَضْرِبونَ وُجُوهَهُم وأدْبارَهُم ) .
( محمّد / 27 )
(وَلَو تَرى إذ الظّالِمُونَ في غَمَراتِ المَوْتِ والمَلائِكَةُ باسِطُو أيْدِيهِم أَخْرِجُوا أَنفُسَكُم اليَوْمَ تُجْزَونَ عَذَابَ الهُوْنِ ... ) . ( الأنعام / 93 )
(حتى إذا حَضَرَ أحَدَهُمُ المَوْتُ قالَ إنِّي تُبْتُ الآنَ ... ) . ( النساء / 18 )
(كَلاّ إذا بَلَغَتِ التّراقيَ ) . ( القيامة / 26 )
(وقِيلَ مَنْ راق ) . ( القيامة / 27 )
(وظَنَّ أَ نّهُ الفِراقُ ) . ( القيامة / 28 )
(والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ ) . ( القيامة / 29 )
(إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذ المَساقُ ) . ( القيامة / 30 )
(فَلَوْلا إذا بَلَغَتِ الحُلْقُوم ) . ( الواقعة / 83 )
(وأَنْتُم حِينَئِذ تَنْظُرُون ) . ( الواقعة / 84 )
(وَنَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِنْكُم ولكِنْ لاَ تُبْصِرُون ) . ( الواقعة / 85 )
وهكذا يتحدّث القرآن عن فترة الاحتضار، وحركة الروح للخروج من البدن إلى العالم الآخر، الذي نسميه الموت .
فإنّها تبدأ بالانسحاب من أطراف الجسد حتى تبلغ التراقي ، وهي لحظات سمّاها القرآن بغمرات الموت التي تغشى الظالمين ، وهم يشاهدون في تلك اللحظات ملائكة العذاب ينتظرون خروج الروح ويوجهون الخطاب إلى المجرم المحتضر : أخرج روحك إلينا .
وحين يتمّ خروج الروح الآثمة من البدن وتلج ولوجاً كاملاً في العالم الآخر يتلقاها ملائكة العذاب لتُساق إلى عالم البرزخ، وتوصل إلى مستقرها الذي استحقته بعملها في عالم الدنيا .
وكما تحدث القرآن عن كيفية انتقال أرواح المجرمين والعصاة من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، تحدث كذلك عن خروج أرواح المؤمنين، وخطاب ملائكة الرحمة والنعيم لهم ينادونهم بالبشرى والطمأنينة .
(تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ ألاّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وابْشِرُوا بالجنّةِ الّتي كُنْتُم تُوعَدُونَ * نَحْنُ أوْلياؤُكُم في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرَةِ ... ) .
( فصّلت / 30 ـ 31)
والموت كما وُضّح لنا من خلال البيان القرآني هو عملية انفصال الروح عن البدن، وانتقالها إلى عالم الآخرة ، وذلك صريح قوله تعالى :
(اللهُ يَتَوَفّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ... ) . ( الزمر / 42 )
(يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ * ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) .
( الفجر / 27 ـ 28 )
(إنّا لِلّهِ وإنّا إلَيْهِ راجِعُون ) . ( البقرة / 156 )
فتوفِّي الأنفس ورجوعها إلى الله سبحانه هو انتقالها من دار الدنيا إلى دار الآخرة عبر هذه العملية التي تسمّى الموت .
لذلك وصف النبيّ (صلى الله عليه وآله) الموت بقوله :
«الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم» .
وتحدّث الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) عن الموت فقال :
«ما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم من البؤس والضّراء إلى الجنان الواسعة، والنعيم الدائم، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وهو لأعدائكم كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب» .
وقيل لمحمّد بن علي الباقر (عليه السلام) : ما الموت ؟ قال :
«هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلاّ أ نّه طويل مدّته، لاينتبه منه إلى يوم القيامة...» .
وجاء في الحديث النبوي الشريف :
«خُلقتم للأبد ، وإنّما تُنقلون من دار إلى دار» .
وهكذا يفهم الإنسان المسلم عملية الموت بأنها عملية انتقال من دار إلى دار، فلا تثير في نفسه القلق والشعور بعدمية معنى الحياة، وتطهّر نفسه هذه العقيدة من الجريمة والظلم والجشع والحسد والعدوان والصراع على الحطام الزائل، وتحقق في نفسه الرضا والطمأنينة لإيمانه بانتهاء هذا العالم والانتقال إلى عالم آخر يصنعه الإنسان بفعله وعقيدته ونواياه .


المصدر : كتاب عالم الآخرة




البسمات الفاطميه 11-04-2011 04:33 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
يــعـــطــيــــــــگ ربـــــي ألـــف ألــف عـــــافــيــــــــــہ عــلى الـتـمــيـــــــز فـــي هــــــــذا الـمـــوضــــــــوع
أرق تــحــــيـــــــاتي وخــــالــــــص شــگــــــري لــڪ
°•°البســ’ــمآتً °•°الفــــــآطمـــــ’ــيه .. ♥

عاشقة الزهراءع 12-04-2011 11:46 AM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
مشكورة و جزاك الله الف خير

بوح أنثى 13-04-2011 09:26 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

يــعـــطــيــــــــگ ربـــــي ألـــف ألــف عـــــافــيــــــــــہ عــلى الـتـمــيـــــــز فـــي هــــــــذا الـمـــوضــــــــوع
أرق تــحــــيـــــــاتي وخــــالــــــص شــگــــــري لــڪ
°•°البســ’ــمآتً °•°الفــــــآطمـــــ’ــيه .. ♥

التميز يكون بوجودك حبيبتي
أشكر لك حضـورك الرآئع
دمت بحفظ المولى

بوح أنثى 13-04-2011 09:27 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
اقتباس:

مشكورة و جزاك الله الف خير

جزآنا الله وإياك خيراً
أشكر لك حضورك النورآني
دمت بحفظ المولى

بوح أنثى 13-04-2011 09:30 PM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
في البحار و في مناقب شاذان ابن جبرئيل
عن الأصبغ ابن نباتة قال: كنت مع سلمان الفارسي و هو أمير المدائن في العراق، في زمان الامام علي (ع)، و قد اشتد به المرض الذي توفي فيه،فقال:

يا أصبغ، سمعت رسول الله (ص) يقول لي: (يكلمك رجل ميت إذا دنت وفاتك) و قد اشتهيت أن أدري هل دنت وفاتي، فقال الأصبغ: بمَ تأمرني؟ فقال آتيني بسرير و احملني عليه إلى المقبرة،
فقال الأصبغ: حبا و كرامة، ففعل ما أمره، حتى وضعه بين القبرور، و استقبل سلمان القبلة بوجهه
و نادى: السلام عليكم يا أهل عرصة البلاء، السلام عليكم يا محتجبين عن الدنيا، السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غذاء، السلام عليكم يا من جعلت الأرض عليهم غطاء، السلام عليكم يا من لقوا أعمالهم في دار الدنيا، السلام عليكم يا منتظرين النفخة الأولى، سألتكم بالله العظيم، و النبي الكريم، إلا أجابني منكم مجيب، فأنا سلمان الفارسي مولى رسول الله (ص)، فإذا هو بميت قد نطق من قبره



و قال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا أهل البناء و الفناء، و المشتغلين بعرصة الدنيا، ها نحن لكلامك مستمعون، و لجوابك مسرعون، فسل عما بدا لك يرحمك الله تعالى، قال سلمان: أيها الناطق بعد الموت، و المتكلم بعد حسرت الفوت، أمن أهل الجنة أنت أم من أهل النار؟ فقال: يا سلمان، أنا ممن أنعم الله تعالى عليه بعفوه و كرمه، و أدخله الجنة برحمته، فقال له سلمان: يا عبدالله، صف لي الموت كيف وجدته، و ما عاينت منه، قال: يا سلمان فو الله أن قرضا بالمقاريض، و نشرا بالمناشير، لأهون من نزعة من نزعات الموت، اعلم أني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله الخير، و أعمل به، و أُأَدي فرائضه، و أتلو كتابه، و أبر الوالدين، و أجتنب الكبائر و الحرام، و أطلب الحلال خوفا من السؤال، فبينما أنا في ألذ العيش و السرور، إذ مرضت في مرضي أياما، حتى دنا موتي، أتاني عند ذلك رجل عظيم الخلقة، فظيع الهيئة، لا إلى السماء صاعد، و لا إلى الأرض نازل، فأشار إلى بصري فأعماه، و إلى سمعي فأصمه، و إلى لساني فأخرسه، فقلت له: من أنت يا عبدالله، فقد أشغلتني عن أهلي و ولدي، فقال: أنا ملك الموت أتيتك لأقبض روحك، فقد انقطعت مدتك، و جائتك منيتك، فجذب الروح من جسدي، و ليس من جذبة يجذبها إلا و هي تقوم مقام كل شيء، حتى صارت الروح في صدري، فأشار إلي بجذبة لو أشارها إلى الجبال لذابت، فقبض الروح من عرنين أنفي، فعلا من أهلي الصراخ و البكاء، و ظهر خبري إلى الجيران و الأحباء، و ليس من شيء يقال و يفعل بجنبي و حولي إلا و أنا عالم به، فلما اشتد صراخ القوم علي، التفت ملك الموت إليهم بغيظ و قنوت، و قال: ممَ بكاءكم؟ فو الله ما ظلمناه فتصيحون، و لا اعتدينا عليه فتبكون، لقد انقطعت مدته، و فني رزقه، و صار إلى ربه الكريم، نحن و أنتم عبيد رب واحد، يحكم فينا ما يشاء، و هو على كل شيء قدير، فإن صبرتم أُجرتم، و إن جزعتم أُثمتم،
كم لي من رجعة إليكم؟ آخذ البنين و البنات، و الآباء و الأمهات، ثم انصرف عني، و الروح فوق
رأسي تنظر إلي، حتى جاء الغاسل، و جردني من أثوابي، و أخذ في تغسيلي، فنادته الروح: يا عبدالله، رفقا بالبدن الضعيف، فو الله ما خرجت من عرق إلا انقطع، و لا عضو إلا انصدع، فو الله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا أبدا، فلما فرغوا حملوني على السرير، و الروح أمامي، حتى وضعوني على شفير القبر، فلما أنزلوني في قبري عاينت هولا عظيما، يا سلمان، لقد تمثل لي أني سقطت من السماء إلى الأرض في لحدي، ثم شُرج علي اللبن، و حُثي التراب علي، و رجع المشيعون، فعند ذلك أخذت بالندم، و قلت: يا ليتني كنت من الراجعين لأن أعمل صالحا، فأجابني مجيب من جانب القبر:
{كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } المؤمنون أية 100
فقلت له: من أنت يا هذا؟ قال: أنا ملك وكلني الله عز و جل بجميع خلقه لأنبئهم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بأيديهم، ثم جذبني، و أجلسني، و رجعت الروح إلى جسدي، و قال: اكتب عملك فقلت: أنا لا أحصيها، فقال لي: أما سمعت قول ربك: { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } المجادلة آية6، أكتب فأنا أملي عليك، فقلت: أين البياض؟ (يعني الورق) فجذب جانبا من كفني، و قال: هذه صحيفتك، فقلت: من أين القلم؟ قال: سبابتك (اصبعك)، فقلت: أين المداد؟ قال: ريقك، ثم أملى علي ما فعلته في دار الدنيا، فلم يبقى من أعمالي صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } الكهف آية 49، ثم أنه أخذ الكتاب و ختمه بخاتم، و طوقه في عنقي، فخيل لي أن جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي، فقلت: لمَ تفعل ذلك؟ قال لي: ألم تسمع قول ربك: { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) } الاسراء،

ثم انصرف عني، فأتاني بعد ذلك نكيرا بأعظم منظر، و بأوحش صورة، و بأيديهما عمودان من الحديد، لو اجتمعت عليهما أهل الثقلين ما حركوهما من ثقلهما، فروعاني، و أزعجاني، و هدداني، و قبضا بلحيتي و أجلساني، و صاحا علي صيحة لو سمعها أهل الأرض لماتوا جميعا، و كان من شأنهما ما كان، ثم أكمل قائلا: فراقب الله أيها السائل، خوفا من وقفة المسائل، و خف من هول المطلع، و ما قد ذكرته لك، هذا ما لقيته و أنا من الصالحين، ثم انقطع كلامه، فعند ذلك رمق سلمان بطرفه إلى السماء، و بكى، و قال: يا من بيده ملكوت كل شيء، و إليه ترجعون، و هو يجير و لا يجار، عليه بك آمنت، و لنبيك اتبعت، و بكتابك صدقت، و قد أتاني ما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد، اقبضني إلى رحمتك، و أنزلني دار كرامتك، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، و حده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، فلما أتم سلمان شهادته قضى نحبه، و لقي ربه...

منتهاها 04-08-2019 08:38 AM

رد: نعيم القبر وعذابه
 
لا يوجد في الايات ما يدل على عذاب القبر وقد تم توضيح الامر من قبل مفسرين القران وغيرهم


الساعة الآن 10:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir