![]() |
كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم والعن وأهلك أعدائهم من الأولين والآخرين الى يوم القيامة طرأت على بالي فكرة بأن أجمع كل ما يخص مولاتنا العقيلة زينب عليها السلام واضيه في مووضوع مستقل ليصبح مجله متكامله يستفيد منها الجميع واارجوا ان تكوني راضيه عني سيدتي بقبولك مني هذا العمل البسيط أبدا بطرح بعض المقالات التي رأيتها بأحد المواقع زهد العقيلة زينب حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول محل قبرها (سلام الله عليها) التاريخ: 2006/10/05 زهدت بدنيانا وطيب نعيمها طلباً لمرضاة الكريم المنعم وتجرعت رنق الحياة وكابدت من دهرها عيشاً مرير المطعم فاثابها رب السماء كرامةً فيها سوى أمثالها لم يكرم فلها كما للشافعين شفاعة يوم الجزاء بها نجاة الآثم فاقت بها كل النساء... وربها في الخلد أكرمها عظيم المغنم لكن زينب في علاها قد سمت شرفاً... تأخر عنه كل مقدم في علمها، وجلالها، وكمالها والفضل والنسب الصريح الافخم كان من ألقاب السيدة زينب العقيلة (عليها السلام) (الزاهدة)، والزهد من الصفات الحميدة الحسنة، والأخلاق الفاضلة، وقد استفاد البعض من احدى كلمات امير المؤمنين أن الزهد هو ترك ثلاث اشياء: الزاء والهاء والدال، الزاء رمز الزينة، والهاء رمز الهوى، والدال رمز الدنيا والتعلق بها... فمن الزينة ما اشار اليه القرآن الكريم: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» وقد قدمت زينب الكبرى كل ما تملك من الزينة لله تعالى، فقتل في كربلاء اولادها واخوتها واعزتها، وعاشت حياة الحرمان تواسي المساكين والبائسين. ومن اشارات كتاب الله تعالى في أمر هوى النفس: «واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى / فإن الجنة هي المأوى»، وقد تجردت زينب العقيلة عن كل هوى وإلا لما اوكلت اليها تلك الوصايا والمسئوليات الكبرى قبل فاجعة عاشوراء وبعدها. واما في شأن الدنيا فقد جاء قوله تبارك وتعالى: «ومن اراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكوراً»، وزينب المكرمة (صلوات الله عليها) كانت من المصاديق الكاملة لهذه الآية المباركة، فقد اتجهت نحو الآخرة وارادتها، وسعت لها سعيها المخلص وهي مؤمنة بما وعدها الله عز شأنه، وقد قطعت علقتها بالدنيا، فهاجرت الى كربلاء وهي تريد الله (جل وعلا)... ولسان حالها ما قال اطرحوم ابن الفارض: الهي ... تركت الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيال لكي اراكا ولو قطعتني في الحب ارباً لما مال الفؤاد الى سواكا هكذا كان زهد العقيلة المكرمة زينب بنت سيد الزاهدين علي امير المؤمنين، متأسيةً بجدها المصطفى وابيها المرتضى وامها الزهراء، فعوضها الله تعالى بزهدها في الله تلك الكرامة السامقة والذكر الجميل والشرف السامي، فما اسمى مقامها، واكثر كراماتها على مدى العصور، حتى شاع فخرها بكل زمان ومكان، وتمجد بآسمها لسان كل انسان.. واصبح حرمها موئل آمال الآملين، وملتقى وفود الزائرين، ويتمسك بضريحها جميع المحبين والمحتاجين، ويؤم قبرها الخلائق في كل حين. وعن محل قبرها (سلام الله عليها) لنا هذا الحوارمع خبير البرنامج الشيخ باقر الصادقي: ******* المذيع: سماحة الشيخ باقر الصادقي السلام عليكم. الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المذيع: سماحة الشيخ جزاكم الله على مرافقتكم لنا في حلقات هذا البرنامج منذ الحلقة الاولى منها وهذه هي الحلقة الاخيرة وسؤالنا فيها عند قبر العقيلة زينب (سلام الله عليها)، هل هي في مصر دفنت هناك؟ هل ان مرقدها المشرف في سوريا ام ماذا؟ الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة الى مرقد العقيلة زينب (سلام الله عليها) المتعارف والمعروف هو الآن في دمشق المرقد الذي هو مأوى الافئدة ومجموعة من المؤمنين والمؤمنات يقصدون من شرق الارض وغربها ويتبركون بزيارتها ويطلبون الحوائج هناك هذا هو القول المعتد به ومن جملة الاسرار الالهية ان يكون القبر هناك كأنما فيه اشارة الى ان هذه المرأة التي دخلت الى دمشق وهي في حالة من السبي، حالة من الاسر مع ذلك شاء الله ان يشيد لها في هذا المكان مرقداً شامخاً ونرى الجموع الغفيرة تأتي وتقرأ القرآن وتصلي عند مرقدها وتطلب الحوائج الى ما شاء الله، هذا فيه نوع من الحكمة وهناك قول آخر انها دفنت في مصر وهذا القول ايضا يذهب اليه بعض الرواة والفت النظر الى انه لايمنع ذلك ان الزائر عندما يأتي الى هذا المكان او ذلك المكان حينما يزور هو بالحقيقة يتعامل مع الروح ولا يتعامل مع الجسد والروح حيثما توجهت اليها توجهت اليك. المذيع: فيما يرتبط بكملة اخيرة اجمالية مثلاً اذا طلب منكم ان تصفوا بها الصديقة والعقيلة بنت الصديقة زينب (سلام الله عليها) ماذا تقولون؟ الشيخ باقر الصادقي: اقول هي الصديقة الصغرى وهي عقيلة الطالبيين وهي عابدة آل علي وهي انموذج مثالي للمرأة المؤمنة التي تقف بوجه الباطل، نطقت بتلك الصرخة المدوية لنصرة الحق ووقفت مع الامام الحسين وكانت بحق شريكة الحسين في مصائبه كما يقول الشاعر: وشاركت الحسين في كل خطب يهد الراسيات من الجبال رأت اخوانها الابرار صرعى مجزرة على وجه الرمال سلام على الحوراء ما بقي الدهر وسلام على القلب الكبير وصدره وسلام على عقيلة بني هاشم بما صبرت واحتسبت وقدمت رسالتها وكانت الى جنب الحسين، اشتركت معه في هذه النهضة التي نقطف ثمارها الى هذه اللحظة من يومنا هذا بل الى ان يخرج صاحب الامر الامام صاحب العصر والزمان الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما تملأ ظلماً وجوراً، فهي في الحقيقة من بركات مواقف الحوراء زينب وصل لنا صوت الحسين اذ كاد الطغاة ان يخمد هذا الصوت بقتله للحسين وربما يعتم ولكن شاء الله ان يكون للحوراء نصيب في احياء هذه المظلومية ونشر مظلومية ابي عبد الله الحسين وتبين مظلوميته للعالم وللملأ وشاطرت الحسين كما يقول الاديب بكل خطب وتشاطرت هي والحسين بدعوة حتم القضاء عليهما ان يندبا هذا بمعترك النصول وهذه من حيث معترك المكاره في السبا. المذيع: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ ولو قلنا بانها نموذج لاخلاق الحسين (عليه السلام) وكلاهما نموذج للاخلاق الالهي فالقول ليس فيه اي اشكال؟ الشيخ باقر الصادقي: لا، بلاشك وهذا هو قول سليم وثمين. المذيع: جزاكم الله الف خير والف شكر مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من البرنامج. ******* وتبقي زينب الطاهرة خالدةً في سماء التاريخ، تنغض الى مقامها الأبصار، وينظر الى شرفها الرفيع بالاجلال والاكبار، حيث امتازت بمحاسنها الكثيرة، وخصالها الجليلة الحميدة، وشيمها الفاضلة، وفضائلها الطاهرة ومفاخرها الفريدة... حتى كانت في جلالها وعلمها وعصمتها وعفتها وبهائها، تالية امها الزهراء ونائبتها.. وليس عجباً من زينب ان تكون كذلك، وهي فرع الشجرة النبوية الطيبة، والأرومة الهاشمية فكانت آيةً في الفهم وصفاء النفس وقوة الجنان وثبات الفؤاد، في اروع صورة من صور الشجاعة والاباء والترفع، وقد اتخذت طول حياتها تقوى الله بضاعة، وذكر الله شاغلاً، وكانت تلك المرأة الغيورة، لا تسكت على باطل وظلم، حتى خطبت في الكوفة والشام، وفي المدينة حين عادت من مأساة كربلاء، فكتب الى يزيد واليه على المدينة عمرو بن سعيد يعلمه بذلك، فأمر يزيد باخراجها من المدينة، فأخرجت عن وطنها ومدينة جدها رسول الله، ولم تبق بعد اخيها الحسين الا سنةً ونصف السنة كابدت خلالها فجائع طف كربلاء، فدفنت في قرية تدعى (الراوية) يخاطبها الشاعر قائلاً: أيا (راوية) طبت يا (راوية) دعاك المهيمن يا (راوية) علوت على هام بدر الدجى هنيئاً لك الرتبة العالية أتدرين من ضمنتها حشاك ومن في رباك غدت ثاوية! ضمنت العقيلة من هاشم فبوركت بالشام من ضاحية يتبع ان شاء الله [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]
شجاعة العقيلة زينب(ع) اسباب نفي الامويين لها عن المدينة المنورة تربت زينب العقيلة (عليها السلام) في بيت يعيش اهله اعلى درجات الايمان، لايخشون احداً الا الله تبارك وتعالي.. فبرزت الشجاعة عندهم وسرت في ذريتهم سجيةً واضحة. وشجاعة اهل البيت (عليهم السلام) شجاعة ايمانية حكيمة، مندفعة بطاعة الله، والغيرة على دين الله، ومتوخية مرضاة الله، وناهضة بإقامة حكم الله، ومراعية اوامر الله تعالى ونواهيه... وهي بعد شجاعة لامثيل لها، فجاء عن الامام علي (عليه السلام) انه اذا حمي الوطيس لاذ المسلمون في المعركة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان يتقدمهم في القتال... واما امير المؤمنين (عليه السلام) فكان اكثر قتلى المشركين بيده، واعان على معظمهم، ولم يكن احد يعدوه في شجاعته واقدامه... واشترك الامام الحسن (عليه السلام) مع ابيه في معارك عديدة وعرف باقدامه وبسالته، ولولا تخاذل القوم لحقق للمسلمين ابعاد المنافقين وإزالتهم عن حياة الامة. وأما الامام الحسين (عليه السلام)، فهو وريث النبي (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) في الشجاعة والسؤدد وقد أقدم على الشهادة لا يرى في ذلك إلا مرضاة الله (جل وعلا). والعقيلة المكرمة زينب (صلوات الله عليها) هي من هذا البيت الشجاع الابي وهي وريثته في الخصال الشريفة كلها، فماذا يتصور فيها يا ترى؟ الشجاعة من الملكات الأخلاقية الشريفة، والصفات الانسانية العالية، وهي من صفات الانبياء والاولياء (عليهم السلام)، والمراد بها قوة القلب وثبات الجنان. وقد كان للسيدة المكرمة زينب الكبرى (سلام الله عليها) هذه الخصلة الحميدة، ظهرت عندها جليةً خلال نهضة اخيها الامام الحسين (عليه السلام)، وايام الاسر والسبي.. فدخلت ساحة الحرب في كربلاء عدة مرات لمهام انسانية، فتداركت اخاها الحسين في بعض المواقف الصعبة كما في وقوفه على ولده علي الاكبر بعد شهادته، وقبلت مسئوولية الاهل والعيال والنساء والاطفال، وتكفلتهم في مسيرة السبي والأسر، مع كثرة الأعداء وقسوتهم وشدة صلافتهم، فانتشلت الاطفال من بين حوافر الخيل المهاجمة، وحفظت العيال واحاطتهم بين يديها، مما دل على شجاعتها وشهامتها العاليتين الفائقتين. ثم كان من العقيلة ان حمت ابن اخيها الامام علي بن الحسين من القتل مرات عديدة، منها بعد هجوم عسكر عبيد الله بن زياد على مخيم الامام الحسين (عليه السلام) عصر يوم عاشوراء للسلب والحرق، وقتل من بقي من الرجال، فحالت العقيلة زينب الكبرى وبشجاعة فائقة دونهم ودون ما يريدون، حتى خلصته من القتل، وكذا انقذته من يد الطواغيت في قصر عبيد الله في الكوفة وقصر يزيد في الشام، وقد توجهت النوايا الخبيثة الى قتله، لقطع نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله). ******* نتابع الحديث عن شجاعة السيدة زينب الكبرى منه خلال هذا الحوار مع ضيف البرنامج الشيخ باقر الصادقي: المذيع: سماحة الشيخ باقر الصادقي السلام عليكم. الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المذيع: سماحة الشيخ بعد المكوث في كربلاء ثلاثة ايام يذكر المؤرخون ان العقيلة زينب عادت الى مدينة جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنورة بجدها وآله، ما هي ملامح سيرة العقيلة زينب (سلام الله عليها) في مدينة جدها بعد عودتها من موكب السبي؟ الشيخ باقر الصادقي: نعم حينما رجعت الحوراء زينب والعمل الذي قامت به في المدينة ذهبت مباشرة الى تجديد العهد بقبر جدها رسول الله وتقديم العزاء الى رسول الله بولده الحسين، يقول الرواة انها اقبلت الى قبر جدها صاحت وابتاه وامحمداه اني ناعية اليك اخي الحسين فقد ذبحوه الى جنب الفرات ضمآناً، تشير بعض الروايات ماج القبر بصاحبه وسمعوا صوت من داخل القبر طبعاً للذوات الطاهرة ممكن وتسمع هذه الاصوات البرزخية ولدي حسين قتلوك وما عرفوك وعن شرب الماء منعوك ثم بعد تقديم العزاء الى قبر النبي ذهبت الى دار ابي عبد الله الحسين لتجدد العهد بتلك الدار التي طالما صلى فيها الامام الحسين وطالما اكرم الضيف وآوى الفقير والمسكين واليتيم وما شابه ذلك، يذكر الشيخ الجواهري اعلى الله مقامه في جواهر الكلام قال وانشغلن بنات الرسالة بالنياحة والبكاء على سيد الشهداء في دار ابي عبد الله الحسين وكان ظاهرة ملفتة للنظر بحيث انه تفرغ تام للنياح والبكاء على سيد الشهداء وتشير بعض الروايات ان الامام زين العابدين (عليه السلام) كان كذلك مهيأ الاجواء بحيث حتى عملية اعداد الطعام وكله الى بعض الخدم ليهيؤا الطعام لكي تتفرغ بنات الرسالة الى العزاء والنياحة والبكاء على سيد الشهداء، طبيعي في المدينة الناس كانت تأتي بشكل لتقديم العزاء وكانت الحوراء زينب تذكر مظلومية ابي عبد الله الحسين، كيف قتل، ومن هنا وحسب الظاهر كتب الوالي لانه صارت ظاهرة ملفتة للنظر بحيث انه كان البكاء يوقظ او يهز مضاجع وعروش الطغاة، كتب الوالي الى سيده انه هناك نوع من التفاعل من اهل المدينة مع مصيبة ابي عبد الله والامام الحسين كان محبوباً في المدينة، شخصية مروموقة معروفة. المذيع: والمدينة كان تضم ايضا وجوهاً مما تبقى من الصحابة والتابعين. الشيخ باقر الصادقي: احسنتم لذلك يعرفون مقام الحسين فكتب اليه ان اخرج زينب واخرج معها زوجها لانه كانت حالة من تهييج المشاعر بحيث ربما تكون هناك حالة انقلاب وحالة تهييج لذلك اخرجت على رواية الحوراء زينب (سلام الله عليها) بالقهر والغلبة واشبه بالنفي من بابه ومن جملة الاراء القوية التي يعتد بها لذلك رجعت على قول الى مصر والى الشام على قول آخر حيث مرقدها الآن ووافتها المنية، لكن هناك قول آخر. المذيع: سماحة الشيخ لعلنا نتعرض لهذه الاقوال في الحلقة المقبلة وهي الاخيرة ان شاء الله لكن اجمالاً يمكن القول ان العقيلة (سلام الله عليها) رغم كل ما جرى عليها في هذا الموكب وخلال هذه الفترة وهي تواصل مسيرة الامام الحسين ونقل مظلوميته وكان هذا ربما احد الاسباب لثورة اهل المدينة. الشيخ باقر الصادقي: بلاشك سبب وعامل مهم لحدوث هذه الثورة في المدينة. المذيع: شكراً جزيلاً سماحة الشيخ باقر الصادقي. ******* نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج اخلاق زينبية بالاشارة الى ان المواقف الشجاعه للسيدة العقيلة زينب (صلوات الله عليها) انها جابهت الطغاة بالمنطق الرادع وهم في عقر ديارهم، فلما ان اراد عبيد الله بن زياد ان يظهر شماتته وفرحه وغروره بقتل الامام الحسين (عليه السلام) قال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم، واكذب احدوثتكم. فلم تمهله العقيلة زينب حتى اجابته على الفور وبحزم: الحمد لله الذي اكرمنا بنيه محمد (صلى الله عليه وآله)، وطهرنا من الرجس تطهيراً، انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا. اي انتم الفسقة الكذبة. وانتم المفضوحون. فعاد ابن زياد يسألها: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ فانبرت العقيلة كاللبوة تجيبه وكلها عز وإباء ورضيً بقضاء الله تعالى: ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم، ثم قالت له، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة... تعيره بجدته المعروفة بذات الاعلام. فأخزته وفضحته، حتى غضب واستشاط من كلامها معه بهذه اللهجة التي لم يسمعها من احد قبلها وهو طاغية يزيد وواليه على البصرة والكوفة، وقد اجابته بهذه الاجوبة في قصره وبين حاشيته في ذلك الحشد، فأراد قتلها، فهدأه عمرو بن حريث بانها امرأة ولا تؤاخذ بشيء من منطقها. وفي الشام بل في قصر الطاغية يزيد... تنهض ابنة علي الكرار فتلقم يزيد بن معاوية احجاراً تذهله بين حشد حاشيته ايضاً، فتقول له: امن العدل يا ابن الطلقاء! تذكره بجاهليته التي لم يخلعها بعد قائلة: وتهتف باشياخك، وزعمت انك تناديهم، فلتردن وشيكاً موردهم، ولتودن انك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت، وفعلت ما فعلت. ثم تخاطبه بتحد واحتقار له قائلةً: ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك، واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك... الى ان تقول له: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند، وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي: الا لعنة الله على الظالمين. تلك هي الشجاعة الموروثة في آل النبي، كانت من صفات العقيلة المكرمة زينب (سلام الله عليها)، مقرونةً بالمهابة وهي مأثورة في سماتها، مشفوعة بثبات الجنان في أيام البؤس والشقاء والفاجعة، شهد بذلك المؤرخون واصحاب السير حتى كتب الاستاذ احمد الشرباصي في (نفحات من سيرة زينب): ورثت عن ابيها البطل المغوار، وسيف الله الغالب، صفة الشجاعة والاقدام، بعد ان شملها الله بجلال النبوة ونور الحكمة، وارضعها لبان الاسلام، وغذاها باكف الحق. كما كتب الاستاذ محمد علي المصري: السيدة زينب عليها السلام.. خيرة السيدات الطاهرات، ومن فضليات النساء وجليلات العقائل، التي فاقت الفوارس في الشجاعة! فسلام منا على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الابية، واللبوة الطالبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية، والوديعة الفاطمية. تابع [/frame]\ |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]
اجتماع الفضائل الاخلاقية في شخصية العقيلة [/frame][frame="11 98"] سيرتها (عليها السلام) بعد عودتها من السبى الى المدينة بنفسي من حوت اسمي المزايا ومن للمكرمات غدت خليله ومن يسمو الثناء بها ويحلو وأجدر بالنعوت المستطيله فان كثرت مدائحها وفاضت تعد بشأنها السامي قليله هي الحوراء زينب في علاها لتقصر كل ذات يد طويله سليلة احمد مولى الموالي الا نعمت لأحمد من سليله بربك من كزينب في البرايا لوقع النائبات غدت حموله! فيالله ما لاقت وقاست من الاشرار ارباب الرذيله اتحمل فوق ظهر العجف قسراً وفتيتها على الرمضا جديله! فابدت بعد يوم الطف حزماً وما من حرة ابدت مثيله وحلماً لا يقاس بثقل «رضوى» محال بأن يرى «رضوى» عديله الخصال الزينبية الشريفة صفات متقاربة متكاملة، بل ومتعاضدة... وقد جاء عن الامام علي (عليه السلام) قوله: اذا كان في رجل خلة رائقة، فانتظروا اخواتها. كما جاء عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله: ان خصال المكارم بعضها مقيد ببعض، يقسمها الله حيث شاء. وقد اجتمع في العقيلة المكرمة زنيب الكبرى: الصبر والحزم والمعرفة والحلم، والايمان والتقوى، والاباء والعفاف، والرضى بقضاء الله والتسليم لأمر الله.. لذا شدت الرحال مع اخيها الامام الحسين (عليه السلام) وكانت السباقة في ذلك الركب الشريف الراحل الى كربلاء، ارض الشهادة والفداء، ومحل الكرب والبلاء... كل ذلك طاعةً لله (تبارك وتعالى)، وتلبيةً غيورة للدفاع عن الاسلام الذي عاد في موقع الخطر من التشويه والتحريف، والناس في سكرة حب الدنيا سادرون غافلون، فكان لابد من الدماء الزاكية، وقد قدمها سيد الشهداء ابو عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) بسخاء غريب، وكان لابد من الدموع الشريفة، وقد قدمتها زينب مع حالات من التفجع والحنين والوحشة والغربة والاسر والسفر المضني ... ولكن ذلك هو الذي حفظ آثار النهضة الحسينية المباركه التي انبثقت حفاظاً على الرسالة من تمزيقها بأيدي المحرفين المنحرفين. لنرى كيف حفظت (سلام الله عليها) آثار هذه النهضة وهي تعود الى مدينة جدها المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وذلك من خلال حوارنا مع الشيخ باقر الصادقي: ******* المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم وسلام على شيخنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي. الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وتعالى وبركاته. المذيع: سماحة الشيخ فيما يرتبط بالعقيلة زينب (سلام الله عليها) والمستفاد من سيرتها عند عودتها الى كربلاء بعد مسيرة السبي الى الشام وما جرى فيها، ما هي ملامح موقفها عند عودتها الى كربلاء وزيارة قبور الشهداء؟ الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، كما هو المتعارف عند اهل الفن ان السيدة الحوراء زينب (سلام الله عليها) لما رجعت مع زين العابدين وبقية السبايا واخبرها الامام (سلام الله عليه) انها على مشارف مفترق ثلاث طرق، طريق يؤدي الى المدينة وطريق يؤدي الى كربلاء فعرف منها الرغبة لتجدد العهد باخيها الحسين فقالت قل للدليل يمر بنا على ارض كربلاء وكأنما ارادت ان تشير الى اهمية زيارة الامام الحسين وما اعد الله عزوجل لزائر الحسين باعتبار هي في الحقيقة شخصية على معرفة تامة بمقام الحسين وما اعد الله عزوجل لزوار الحسين وكأنما هنالك حق من جملة الحقوق على هذه الامة وهذا حق مكتسب من القرآن الكريم «قل لا أسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى» وانه الحسين هو ابن رسول الله ومن تمام اداء الحق والوفاء بالعهد هو تجديد وزيارة القبر وتجديد العهد به فعرج الدليل بالامام ومجموعة السبايا الى ارض كربلاء وبقوا ثلاثة ايام في ارض كربلاء وهم في حالة من النياحة والحزن، هاجت بهم الذكريات والاحزان، وكانت حالة العقيلة زينب تقوم من قبر وتجلس عند قبر آخر حتى رأيت ان سألوا الامام زين العابدين (عليه السلام) ما اكثر حبك لابيك الحسين وما اقل مكوثك بارض كربلاء فكان جواب الامام قال اني ارى مالاترون، اني كنت اخشى على عمتي الحوراء زينب من ان تموت اذا بقيت اكثر من ثلاثة ايام من شدة حزنها ووجدها على ابي عبد الله، طبعاً هذا الحزن والوجد والبكاء لاينافي الصبر الذي تمثلت به الحوراء زينب عند مواطن الصبر امام الطغاة وخطبتها في الشام وخطبتها في الكوفة، هذا في الحقيقة نوع من الرحمة التي اودعها الله في قلوب اولياءه ومن تمام هذه الرحمة انه الانسان يسكب الدموع كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما فقد ابراهيم ولده تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب تبارك وتعالى فبمعرفتها بمقام الحسين ومنزلة الحسين عند الله وعند الرسول وهكذا جرى عليه ما جرى من حقها ان تعبر عن احاسيسها ومشاعرها وما يلج في داخلها من آلام بالنسبة لما جرى على ابي عبد الله الحسين (عليه السلام). المذيع: هل يمكن القول ان متاعب السفر وما جرى من مصائب عليها في مسيرة السبي لم يمنعها من القيام بواجب احياء ذكرى سيد الشهداء من خلال اقامة مجالس العزاء ومن خلال زيارته (عليه السلام)؟ الشيخ باقر الصادقي: بلاشك هذه من جملة الامور التي تمثل بشكل غير مباشر دعت الامة الى احياء هذه الذكرى والاهتمام بكل شيء يظهر مظلومية الامام الحسين، ذكرنا في الحلقة السابقة ان من جملة ما يتبغيه الامام الحسين من جلب العلويات وعلى الخصوص الحوراء زينب ان يظهر ظلامة اهل البيت وظلامة الامام الحسين وكان في تجديد العزاء الوقوف عند القبر والبكاء عند القبر احياء لهذا الامر خصوصاً انه وكما وردت في بعض الروايات كان ورود جابر بن عبد الله الانصاري متزامناً مع ورودهم فتلاقوا بالاحزان والبكاء ومنها صارت نوع من السنة والعادة عند المؤمنين بل صارت علامات المؤمنين كما في رواية الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ان تشد الرحال الى زيارة قبر الحسين في هذه المناسبة. المذيع: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً. ******* لم تسافر زينب الكبرى الا اسفاراً مقدسة، كان منها سفرها مع اخيها الحسين سيد شباب اهل الجنة، صحبته في سفره الخطير صحبة من تقصد ان تشاطره في انقاذ الدين، وتؤازره في ترويج الاسلام الحنيف، وتتحمل المسؤليات العظمى بعناء عظيم. وكان من اسفارها (سلام الله عليها) سفرها الى الكوفة، فدخلتها اول مرة مع والدها امير المؤمنين (عليه السلام) في عهد خلافته في موكب المعالي محاطةً بهيبة البيت النبوي الشريف... ثم دخلتها بعد واقعة عاشوراء اسيرةً مربقةً هي ومن معها بالحبال على جمال عجف، وهي حزينة القلب كسيرة الخاطر باكية الطرف هزيلة البدن، بعد ان فارقت الاعزة وتكفلت بالاطفال اليتامي والنساء الارامل، والايامي الثواكل، ولفيف من الصغار يستغيثون من الجوع والعطش، يحيط بهم أجلاف بني امية لا يعاملونهم الا بالقسوة والشتم والارعاب. اجل لم تكن اسفار العقيلة زينب (عليها السلام) الا في طاعة الله ومرضاته، متحملةً كل ما جرى عليها وعلى اهلها من البلاءات والشدائد... فهي حين رأت اخاها الحسين عازماً على السفر من الحجاز الى العراق استأذنت زوجها عبد الله بن جعفر الطيار في مصاحبة اخيها الحسين (سلام الله عليه) في سفره الالهي ذاك، فاذن لها زوجها، ودفع ولديه بين يديها لتقدمهما مجاهدين بين يدي الامام الحسين... فانتقلت الى بيت اخيها وتأهبت للخروج معه. وخرجت زينب العقيلة... ولما نزل الامام الحسين (عليه السلام) الخزيمية اقام بها يوماً وليلة، فلما اصبح اقبلت اليه اخته المكرمة زينب تقول له: يا اخي، الا اخبرك بشيء سمعته البارحة؟! قال لها: وما ذاك يا اختاه؟ قالت: اني سمعت الليلة هاتفاً يقول: الا يا عين فآحتفظي بجهد ومن يبكي على الشهداء بعدي! على قوم تسوقهم المنايا بمقدار الى انجاز وعد فقال لها الحسين (عليه السلام): يا اختاه، كل الذي قضي فهو كائن... فلما سمعت ذلك زينب ايقنت بنزول البلاء، فآغرورقت عيناها بالدموع، واخذت تسكن على نفسها مخافة ان يحس بذلك احد من العيال! فسلام على قلب زينب الصبور، ولسانها الشكور وسلام على من تظافرت عليها المصائب والكروب، وذاقت من النوائب ما تذوب منها القلوب. [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] مراتب العرفان في سيرة السيدة زينب(ع) [/frame]حوار مع الشيخ باقر الصادقي مع سيرة العقيلة(ع) بعد عودتها الى كربلاء هاج حزني لزينب اذ عراها فادح في الطفوف هد قواها يوم اضحى رجالها غرضاً للنبل والسمر فيه هاج وغاها ونعت بين نسوة ثاكلات تصدع الهضب في حنين بكاها آه والهفتاه ماذا تقاسي من خطوب تربو على ماسواها! ولمن تسكب المدامع من عين جفا جفنها لذيذ كراها ألنهب الخيام ام لعليل ناحل الجسم... أم على قتلاها ام لأجسامهم على كثب الغبر... أم مخضوبةً بفيض دماها أم لرفع الرؤوس فوق عوالي السمر... ام رض صدر حامي حماها ام لأطفالها تقاسي سياط الموت... أم عظم سيرها وسراها ام لسير النساء بين الاعادي ثاكلات يندبن: يا آل طاها! وهي ما بينهن تندب من قد ندبته الأملاك فوق سماها قال علماء الأخلاق: ان الانسان لا يبلغ الدرجة الرفيعة من الانسانية حتى يدرك المرتبة السامية من الموت الاختياري في مراحله الاربع: المرحلة الأولى: الموت الأحمر: وهو الجهاد مع النفس، الذي سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ب (الجهاد الأكبر). وللسيدة زينب (عليها السلام) السبق في هذا المضمار، والتفوق في هذا المجال على من سواها من النساء، حتى قيل: انها حصلت من بينهن على درجة الخاتمية بعد امها فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العصمة. والمرحلة الثانية: الموت الأبيض: وهو تحمل الجوع والسغب، وكان من شيمة الانبياء والأولياء الأوصياء الصبر على الجوع. والسيدة العقيلة كان لها الحظ الاوفر في هذه المزية.. خاصةً في كربلاء وبعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام) في طريق الكوفة والشام ايام السبي والأسر، حتى بلغ الجوع منها مرحلةً قصوى واخذ منها كل مأخذ، فكانت تصلي بعض صلواتها من جلوس، فسألها ابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) عن سبب جلوسها فأجابته: يا ابن اخي، ان الجوع اخذ مني قواي، وسلبني القدرة على القيام في الصلاة. والمرحلة الثالثة: الموت الأخضر: وهو عبارة عن ارتداء الملابس المتواضعة التي تورث حالة التواضع والانكسار لله تعالى، وقد كان الاقتصاد في الملبس من دأب الانبياء والأوصياء (عليهم السلام). وللسيدة المكرمة زينب (عليها السلام) من هذا الأمر الحظ الاوفر، خاصةً بعد شهادة ريحانة المصطفى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)، حيث لم ترتد بعد ذلك الا رداء اصحاب العزاء، اذ كانت في حداد دائم على سيد الشهداء. واما المرحلة الرابعة: الموت الاسود: وهو على ما قيل: تحمل اذى الناس والصبر على لائمتهم، صبراً في سبيل الله تعالى. والانبياء، وكذلك الأوصياء والأولياء، كانوا في طليعة المتصفين بهذه المزية، فانه لم يبعث نبي من الانبياء الا وصار محل سخرية الناس ومورد ايذائهم، وموئل عتبهم وملامتهم، وكان رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) في طليعة الأنبياء والمرسلين في تحمل هذا الأمر والصبر عليه، حتى قال: ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت. وصار اهل بيته (صلوات الله عليهم) - ومنهم العقيلة زينب- وراثة في هذا الامر وكان لزينب الكبرى (سلام الله عليها) نصيب عظيم من هذه المزية، فقد تحملت اذىً كثيراً من بني امية، وصبرت وعانت ما لا يقدر على تحمله والصبر عليه احد من الناس... فحازت مضمار الرفعة في هذه المزايا والخصال الشريفة، فكانت بحق تلك المجاهدة الفريدة التي ينظر اليها بعين الاجلال، وتوصف بلسان الاعجاب والاكرام... فقال الشيخ البرغاني: ان المقامات العرفانية الخاصة بالعقيلة زينب، تقرب من مقامات الامامة. ******* ايها الاخوة وللاخوات ننتقل الى ضيف البرنامج الشيخ باقر الصادقي ليحدثنا عن سيرة العقيلة (عليها السلام) بعد العودة من الشام الى كربلاء: المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي. الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. المذيع: سماحة الشيخ في الحلقة السابقة بينتم نقطتين اساسيتين فيما يرتبط بربط الامام الحسين اصطحابه للعقيلة زينب وباقي نساء وعقائل آل الرسول بالمشيئة الالهية، حبذا لو تكملون البحث فيما يرتبط بهذه القضية؟ الشيخ باقر الصادقي: النقطة الثالثة والتي لم نشر اليها وهي ابراز الظلامة التي كانت سلاحاً فعالاً بيد الامام الحسين وهي ان لم تكن هناك نساء واطفال وسبايا ما تظهر المظلومية بالشكل الواضح، يقول احد الكتاب وهو السيد هاشم معروف الحسني لقد رأى الناس في السبايا من الفجيعة اكثر مما رأوه في قتل الحسين وهذا ما اراده الحسين من الخروج من النساء والصبيان ولو لم يخرج بهن لما وصل السبيل الذي ساهم مساهمة فعالة في الهدف الذي اراده الحسين من نهضته وهو انهيار تلك الدولة الجائرة، ولو فرضنا ان السيدة زينب (سلام الله عليها) بقت في المدينة فما عساها ان تفعل وتصنع بعد مقتل الحسين، وهل تتسنى لها الفرصة لان تدخل على الظالم ابن زياد لتقول بحضور حشد من الناس الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيراً انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا الى ان قالت ثكلتك امك يابن مرجانة، وهل كان بامكانها ان تدخل مجلس يزيد في قصر الخضراء وهو مزهو بملكه وسلطانه وتقول له امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وايمائك وسوق بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن ففقي الحقيقة هذه امور واضحة ولذلك ينقل عن هذا الرجل الذي هو غير مسلم تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر فاذن ابراز الظلامة كان من جملة الاشياء او الاهداف التي يمكن ان تحملها هذه الكلمة التي قالها الامام الحسين شاء الله ان يراهن سبايا، هناك نقطة كذلك مهمة وهو انه لو ترك الامام الحسين عائلته في المدينة فسوف لايأمن عليهم من الطواغيت والظلمة من حكام بني امية للاعتداء عليهم او اخذهم كرهائن او ما شابه ذلك مما يعيق مسيرته الجهادية وواجبه المقدس في الدفاع عن كرامة عائلته والدفاع عن الاسلام. المذيع: المحتمل من امثال يزيد وليس مستبعد... الشيخ باقر الصادقي: لانه صارت في التاريخ انه ينقل ان آل زبير ماذا صنعوا بعائلة المختار بن عبيدة الثقفي كذلك ماذا صنعوا بزوجة عمرو بن حمق الخزاعي، وهكذا بالنسبة الى زوجة عبيد الله بني الحر الجعفي وزوجة الكميت بن زيد الاسدي تعرضن الى الضغط والتعذيب والتنكيل وان المضايقة على المجاهدين وعلى كلمة الحق وصوت الحق. المذيع: سماحة الشيخ ختاماً هل يمكن القول بان هنالك دوافع وامور اخرى الواقع شهد لها فيما بعد وسيشهد لها انه تتضح اسرار اخرى من المشيئة الالهية المرتبطة بهذا الجانب لاحقاً؟ الشيخ باقر الصادقي: بلاشك نحن ذكرنا بعض الاسباب والا لانقول كل الاسباب، هناك ربما مثلما تفضلتم به من الواقع سوف يبرز امور وامور خافية عن اذهاننا ولم يسع المجال للتحدث بها والكلام عنها. المذيع: سماحة الشيخ الصادقي هنالك سؤال فيما يرتبط بسيرة العقيلة زينب بعد العودة من الشام يعني في كربلاء وايام زيارة الاربعين لو سمحتم نوكله الى الحلقة المقبلة ان شاء الله جزاكم الله خير الجزاء. ******* كتبت الدكتورة المصرية عائشة عبد الرحمان المعروفة ببنت الشاطيء في كتابها المعروف (بطلة كربلاء) تظهر اعجابها بجهاد زينب وآثارها العظمى ... تقول بنت الشاطيء: كانت زينب عقيلة بني هاشم في تاريخ الاسلام وتاريخ الانسانية، بطلةً استطاعت ان تسلط معاول الهدم على دولة بني أمية، وان تغير مجرى التاريخ. ثم كتبت بنت الشاطيء معلقةً على آثار شهادة الامام الحسين (عليه السلام) قائلة: ثم سقوط الدولة الاموية فيما بعد، وقيام الدولة العباسية... ثم ظهور الدولة الفاطمية بالمغرب، وما صاحب هذا كله واعقبه من حوادث كتبت تاريخنا كله منذ مقتل الحسين، بل حدث هناك ما هو اهم من هذا: وهو تأصل مذهب الشيعة، وكان له اثر بعيد في الحياة السياسية والمذهبية في الشرق والاسلام، وزينب هي باعثة ذلك ومثيرته... لا اقول هذا من عندي تزيداً، وانما هو قول التاريخ. وتخط زينب للخلود سطورها ومدادها تلك الدموع الغاليه وطوت يد بيضاء كل صحيفة لأمية قد سودتها عاصيه هذا هو الفتح المبين ... بنصره الدين الحنيف ... وتلك عقبى الباقيه |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]
الهجرة الزينبية المشيئة الالهية وسبي زينب (عليها السلام) انا لست ممن هاجني ذكر المعاهد والدمن بل انما ابكي لرزء طبق الدنيا شجن رزء أذاب حشاشي مهما له قلبي فطن مثل العقيلة زينب يحدو بها حادي الظعن! ساروا بها فوق الجمال وبكتفها شدوا الشطن واذا بكت عين لها في منكبيها السوط حن ترنو بعينيها الجسوم علىالبسيطة ترتهن رأت الحسين مجدلاً ما بينها دامي البدن رضت قراه امية برحىعداه بها طحن والجسم منه درية لسهام عابدة الوثن متلفعاً بدمسائه بين الاسنة مرتهن عريان تنسج في العرا سافي الرياح له كفن ملقيً على وجه الثرى أبكي الفرائض والسنن أأخي كيف نساق أسرى في السهول وفي الحزن أأخي رأسك قد سروا فيه على رمح علن يتلو الكتاب مرتلاً آياته بين الظعن أأخي بعدك قد رأت عيني مرنات المحن تتطلب الرسالة الالهية احياناً بذلاً وعطاءاً، وأرواحاً ودماءاً زاخرة، لكي تستمر وتمتد الى الاجيال اللاحقة، ولكنها احياناً اخرى قد تتطلب هجرةً وتغرباً ومفارقةً للأهل والوطن، وحملاً للدين الى ديار اخرى ربما تكون بعيدة الشقة، ثقيلة المشقة! وفي ذلك الرحيل تكون الآلام والمصائب، فلابد من الصبر على قضاء الله - تبارك وتعالى-، والرضى والتسليم لأمر الله - جل وعلا-، والانتظار للفرج الراحم الذي سينزله الله وهو ارحم الراحمين. الثانية، في وفد كانت معه أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية، وأم قنيع من بني سلمة، ومرةً الى المدينة لاداء البيعة الخاصة، وقد نزل فيهن آية المبايعة قوله تعالى: «يا ايها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن»، ومن بينهن كانت (سبيعة بنت الحارث السلمية - ام حكيم) وام سلمة بعد حين وقبلها زينب ربيبة النبي نخسها مشرك في الطريق فأسقطت جنينها! وسيدة النساء المهاجرات كانت فاطمة الزهراء بنت المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وكان منها فاطمة بنت اسد (رضوان الله عليها) ام اميرالمؤمنين علي وزوجة ابي طالب سيد البطحاء (عليهما السلام). ومن الهجرات الرسالية الشريفة هجرة العقيلة المكرمة زينب بنت علي (عليهما السلام)، التي شدت رحال السفرالى كربلاء تعاضد اخاها وامام زمانها ابا عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة، وتؤازره في مهمته الالهية، ولتكون في خدمته وطاعته، تتلقى وصاياه، وتصبر على أداء تكاليفه، ولتعاني من بعده اشد المحن والنوائب في مسيرة الطف وفي هذا المسير الشريف كانت هجرة خليل الرحمن ابراهيم (عليه السلام)، وكذا هجرة موسى الكليم (عليه السلام)، وهجرة النبي المعظم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)... اذ كانت من مكة موطنه وبلدة صباه واسرته، الى المدينة التي نورها الله سبحانه بقدومه المبارك.... ثم تبعه وصيه المرتضى علي بن ابي طالب (عليه السلام) تصطحبه الفواطم من آل الرسول. ولم تكن الهجرة الدينية مقتصرةً على الرجال، فقد حدثنا القرآن الكريم والتاريخ الصادق عن رحيل (سارة) زوجة النبي ابراهيم الخليل (سلام الله عليه) الى واد غير ذي زرع، فبورك عليه وفيه، ثم أصبحت مكة عامرةً باسماعيل (عليه السلام)، ورزقها الله تعالى من الثمرات وجعل فيها الأمن ومناسك الحج الشريفة. كما حدثتنا الاخبار الموثقة عن هجرة جمع من النساء المسلمات التحقن برسول الله (صلى الله عليه وآله)، مرةً الى مكة لأداء بيعة العقبة المفجعة وأسفارها المريرة الى الكوفة والشام، ثم الى كربلاء فالمدينة! فعاشت تلك المشاهد بصبر عجيب، ورضىً بقضاء الله تعالى، وجلادة ابدتها في وجوه الظالمين.. وللهجرة الزينبية خصوصية مهمة هي انها ارتبطت بالمشيئة الالهية مباشرة كما يتضح ذلك من حوارنا التالي مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي. ******* المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم احباءنا في هذه الفقرة من فقرات البرنامج معكم على خط الهاتف سماحة الشيخ باقر الصادقي، السلام عليكم سماحة الشيخ. الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المذيع: سماحة الشيخ فيما يرتبط بنهضة سيد الشهداء هنالك كلمة له (سلام الله عليه) فيها تعبير خاص، شاء الله ان يراني قتيلا وشاء الله ان يراهن سبايا، خاطب بها بعض الذين لم يقتنعوا بحمله عيالات آل محمد (صلى الله عليه وآله) معه في هذا السفر، ما هي مداليل هذه الكلمة، شاء الله ان يراهن سبايا؟ الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، لعل اول ما يأتي في الذهن من هذه المقولة هناك هدف اعلامي كأنما كان يصبوا اليه الامام الحسين (عليه السلام) من خلال صحب العلويات وخصوصاً الحوراء زينب (سلام الله عليها) ولان ثورة الحسين تتألف من فصلين رئيسيين، الاول هو فصل الدماء والتضحية التي قام بها الامام الحسين واصحابه واهل بيته هذه، والفصل الثاني الجانب الاعلامي، يعني الدموع الناطقة التي تكشف اسرار تلك الدماء، فالثورة تحتاج الى فم يتكلم ولسان يعبر لماذا اريقت تلك الدماء فكان ذلك اللسان هو لسان الحوراء زينب وكان الصوت المدوي هو صوتها، اخرجه الحسين لان لايتعرض للخنق وتذهب اهداف الثورة هباءً بفعل تضليل الدعاية الاموية وتخديرها للجماهير المسلمة، وقفت ابنة امير المؤمنين (عليهما السلام) تهزأ بطاغية الكوفة وتحطم كبرياءه ببيانها الصائب عندما تعرض لها شامتاً كيف رأيت صنع الله في اخيك والعتاة المردة من اهل بيتك، فانتفضت ابنة الزهراء كاللبوة الجريحة التي تدافع عن اشبالها قائلة بكل رزانة، ما رأيت الى جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يابن مرجانة وكذلك وقفت تدك جبروت يزيد وتضعه تحت قدميها وتسدد من منطقها صواعق حارقة، والله مافريت الا جلدك وما حززت الا لحمك وهل رأيك الا فند وجمعك الا بدد وايامك الا عدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين ولان جرت عليّ الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى هذا في الحقيقة الهدف الاول، هدف الجانب الاعلامي الذي يطمح من وراءه الامام الحسين حتى تكون مكملة لنهضته. المذيع: عفواً سماحة الشيخ، الشيخ كاشف الغطاء رحمة الله عليه في كتابه الارض والتربة الحسينية ولعله السياسة الحسينية يشير الى ان الارتباط بين المشيئة الالهية وبين قضية حمل السبايا بالخصوص وهو ما تعنت عنه كما يقول البعض تعريض النساء الى السبي يقول ان المشيئة الالهية تشير الى ان الامر اكبر من ما يمكن ان تتصوره الاذهان ما رأيكم بهذا؟ الشيخ باقر الصادقي: هو هذا الصحيح لان سأوضح الهدف الثاني في حمله، الهدف الثاني اراد الامام الحسين ايضاح الخطر الرهيب المحيط بصميم الفكر الاسلامي والمحدق بعقيدة الامة لنفسها والقضاء عليها والممارسات الجاهلية التي يمارسها الجهاز الاموي الحاكم آنذاك وذلك من خلال اخراجه يعني الامام الحسين اخراجه لحملة جماعية شاملة، تشمل النساء والاطفال الذي لاتتوفر بهم عادة شروط الجهاد في سبيل الله لكن لان هذا الموقف كأنما في حالة دفاع عن الاسلام وكأنما بيضة الاسلام في خطر فهنا الموقف ينبغي ان يكون تستخرج كل ما في الجهد من قوة ومن وسع ومن طاقة حتى لو كان امرأة او كان الطفل الذي لم يبلغ الحلم من اجل الدفاع عن الاسلام وبلاد المسلمين والدفاع عن النفس والمال والعرق بل الدفاع عن الحق المطلق بشكل عام فلذلك انما الامام الحسين اراد ان يبين الخطر المحدق بالمسلمين نتيجة تسلط يزيد على دفع الحكم وكرامات المسلمين ومقدساتهم تعرضت للانتهاك، عشرة آلاف قتيل في واقعة الحرة من ضمنهم سبعمائة صحابي، الدماء تهدر، الاموال تصادر، الكرامات تسحق فأكثر من هذا الخطر، انما اراد الامام الحسين ان يبين الخطر المحدق بالامة الاسلامية وبالاسلام الكبير. المذيع: يحتاج الى كل الطاقات، سماحة الشيخ الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى شكراً جزيلاً على ما تفضلتم به. ******* وختاماً اعزاءنا ما اجدرنا بان نزور مولاتنا زينب بنظائر هذه العبارات: "السلام على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الابية، واللبوة الطالبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية، والوديعة الفاطمية. السلام على من اطاعت الله تعالى في السر والعلن، وتحدث بمواقفها اهل النفاق والفتن. السلام على من ارهبت الطغاة في صلابتها، وادهشت العقول برباطة جأشها، ومثلت اباها علياً بشجاعتها، واشبهت امها الزهراء في عظمتها وبلاغتها... السلام على من حباها الجليل جل اسمه بالصفات الحميدة، وزادها قوةً وثباتاً على الدين والعقيدة، وشد الله عزمها في مواطن المحن الشديدة، والهمها جميل الصبر، واكرمها جزيل الاجر". يتبع [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] دور السيدة زينب في كربلاء حياة السيدة زينب (عليها السلام) كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة. فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر. والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها. والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب. ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن وما تجرع فيها من غصص وآلام، فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات.. كانت لإعداد السيدة زينب (عليها السلام) لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين (عليه السلام) بكربلاء. فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). وكان للسيدة زينب (عليها السلام) دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين (عليه السلام). كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (عليه السلام) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة. لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب (عليها السلام)، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها.. حينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين (عليه السلام) بعد قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدججين بالسلاح، فلما وقفت على جثمان أخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين وهي تراه جثة بلا رأس مقطع إرباً إرباً، فالكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هز أعماق الناظرين، فأمام تلك الجموع الشاخصة بأبصارها إليها جعلت تطيل النظر إليه فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة ((اللهم تقبل منا هذا القربان)). أي كلام تنطق به هذه السيدة، إن كان لا يعدى عدة كلمات إلا أنه كبير وعميق في مغزاه ومحتواه، بهذا الكلام هزت الجيش الأموي، كانت كالعاصفة دمرت الطغاة القتلة أعداء الرسول من الأعماق، فقد كانوا يتصورون عندما ترى السيدة زينب (عليها السلام) هذا المشهد المرعب والمريع سوف تضعف وتنهار لكنها كانت صامدة وصابرة ولم تنهار وإنما أعطت الأمة دروساً قيمة في التضحية من أجل العقيدة حينما دعت الله تبارك وتعالى أن يتقبل من هذا البيت الطاهر قربان العقيدة وفداء الإيمان. مواجهة ابن زياد: وهناك موقف آخر في الكوفة عندما أدخلوا السبايا على ابن زياد كان يعلم اللعين أن السيدة زينب موجودة مع النساء فأراد إذلالها في مجلسه وأمام الملأ، فالتفت نحوها قائلاً: من هذه الجالسة؟. فلم تجبه استهانة به واحتقاراً لشأنه، وأعاد السؤال، عندها قامت إحدى السبايا وقالت له: هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله. عندها انفعل من ترفّع السيدة زينب عن إجابته واندفع يخاطبها غاضباً متشمتاً: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. هنا برزت السيدة زينب مع أنها كانت تحبذ التسامي والتعالي على مخاطبة ابن زياد، إلا أن الموقف كان يتطلب منها ممارسة دورها الرسالي في الدفاع عن ثورة أخيها الحسين، وأيضاً تمزيق هالة السلطة والقوة التي أحاط بها ابن زياد نفسه لذلك بادرت إلى الرد عليه قائلة: ((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطهرنا من الرجس تطهيراً إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن مرجانة..)). لقد هزت كيان ابن زياد بهذا الرد الشجاع القوي مع أنها تمر بأفظع مأساة وأسوأ حال، فأراد ابن زياد أن يتشف بها فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟. لكن العقيلة زينب أفشلت محاولته وانطلقت تجيبه بكل بسالة وصمود: ((ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلاح يومئذٍ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة!!)).إنه لموقف عظيم لقد تجاوزت السيدة زينب بإرادتها وبصيرتها النافذة كل ما أحاط بها من آلام المأساة ومظاهر قوة العدو الظالم، فقد واجهته بالتحدي وجهاً لوجه أمام أعوانه وجمهوره، معلنة انه لا ينتابها أي شعور بالهزيمة والهوان، فما حدث لأسرتها شيء جميل بالنظر للرسالة التي يحملونها وما حدث هو استجابة لأمر الله تعالى الذي فرض الجهاد ضد الظلم والعدوان، وهي واثقة من أن المعركة قد بدأت ولم تنته. ثم تختم كلامها بالدعاء بالهلاك للطاغية المتجبر أمامها مخاطبة إياه بقولها: ((ثكلتك أمك يا بن مرجانة..)).وكان ردها عليه قاسياً شديداً أسقط هيبته الزائفة في أعين الحاضرين جميعاً. كيف لا وهي ابنة علي الكرار (عليه السلام)، لا تفر أبداً.. في مجلس يزيد: أما موقفها في مجلس يزيد بن معاوية فهو من أروع مواقف الدفاع عن الحق والتحدي لجبروت الطغاة والظلم. فيزيد كان أمامهم متربعاً على كرسي ملكه، وفي أوج قوته، وزهو انتصاره الزائف تحف به قيادات جيشه، ورجالات حكمه وزعماء الشام، كما أن أجواء المجلس كانت مهيأة ومعدة ليكون الاجتماع مهرجاناً للاحتفال بقتل أهل البيت. وكانت السيدة زينب (عليها السلام) في ظروف بالغة القسوة والشدة جسدياً ونفسياً فهي ما زالت تعيش تحت تأثير الفاجعة المؤلمة، كما أن هناك أجواء الشماتة والإذلال والتنكيل إلى مالا نهاية، كل ذلك لم يشغل العقيلة زينب عن أداء دورها البطولي أمام هذا الأموي اللعين فعندما سمعت يزيد يترنم بهذه الأبيات: ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل إلى آخر الأبيات.. وقفت هذه السيدة العظيمة وردت عليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره وسلطانه، ومستنكرة فعلته النكراء وقالت: ((الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه حيث قال: (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) (الروم: 10).أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك..)) إلى آخر الخطبة. لاشك أن خطبة السيدة زينب (عليه السلام) قد فضحت يزيد عليه اللعنة وهي تتكلم بكل فصاحة وطلاقة دون أن ترتعد فرائصها أو ينتابها الرعب أمام هذا الحاكم الظالم وهو محاط بجلاوزته وحاشيته. ومرغت كبرياءه بالوحل وفضحت مخططاته التي استهدفت الإسلام ووقفت ابنة علي كاللبوة في مجلس الظالمين، إن هذه الكلمات النارية التي رددتها بنت الرسالة أماطت اللثام عن الوجه الحقيقي للأمويين، وكشفت للناس زيفهم وكفرهم، وعرفوا الناس الحقيقة المرة، هنا انعكس الأمر على يزيد وتحول المجلس إلى ساحة محاكمة لجرائمه وفوجئ يزيد بهذا الانقلاب المفاجئ وفقد السيطرة على نفسه ولم يعد يدري كيف يواجه هذا الأمر فكان يتهرب من الموقف بقطع الكلام على السيدة زينب (عليها السلام) إلا أنها كانت تسمو أكثر فأكثر.. من خلال تلك المواقف والأحداث تجلت لنا كفاءات السيدة زينب وعظمة شخصيتها، فهي حمت الثورة الحسينية بعد الإمام الحسين وبعدها جاءت لتدلي إلينا بدروسها العظيمة، فدروس خطبها (عليها السلام) تعلمتها من جدها وأبيها وأمها وأخويها ومن تطلعها التاريخي. فكانت نعم الأخت المواسية المساندة لأخيها الحسين (عليه السلام) فقد شاركت أخاها في ثورته العظيمة الخالدة، وقادت بعده ركب النهضة المقدسة تلك هي ابنة علي وفاطمة السيدة زينب (عليهم السلام). |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
يسلمووووووووووووووووو
|
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]العقيلة زينب عليها السّلام وصيّة الإمام الحسين عليه السّلام : ومن الشرف الذي لا يَلحقه شرفٌ أنّ الإمام الحسين عليه السّلام ائتمن أختَه العقيلةَ عليها السّلام على أسرار الإمامة، فقد روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى أحمد بن إبراهيم، قال : دخلتُ على حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا أخت أبي الحسن ( عليّ الهادي ) العسكريّ عليهم السّلام في سنة 262 هـ بالمدينة، فكلّمتُها من وراء حجاب وسألتُها عن دِينها، فسَمَّت لي مَن تأتمّ بهم، ثمّ قالت: فلان ابن الحسن عليه السّلام، فسَمّته ( يقصد سَمَت الإمام الحجّة بن الحسن العسكريّ عليه السّلام (. فقلتُ لها: جَعَلني اللهُ فِداكِ، مُعايَنةً أو خَبَراً ؟ فقالت: خبراً عن أبي محمّد عليه السّلام كَتَب به إلى أمّه . فقُلت لها: فأين المولود ؟ فقالت: مستور . فقلت: فإلى مَن تَفَزَعُ الشيعة ؟ فقالت: إلى الجدّةِ أمّ أبي محمّد عليه السّلام . فقلت لها: أقتدي بمَن وصيّتُه إلى امرأة ؟ ! فقالت: اقتداءً بالحسين بن عليّ عليه السّلام؛ إنّ الحسين بن عليّ عليه السّلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في الظاهر، وكان ما يخرج عن عليّ بن الحسين عليه السّلام من عِلم يُنسَب إلى زينب بنت عليّ، سَتراً على عليّ بن الحسين عليه السّلام. ثمّ قالت: إنّكم قومٌ أصحابُ أخبار، أما رَوَيتُم أنّ التاسع من وُلد الحسين عليه السّلام يُقسّم ميراثَه وهو في الحياة ؟ وروي أنّه كانت لزينب عليها السّلام نيابة خاصّة عن الحسين عليه السّلام، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتّى برئ زينُ العابدين عليه السّلام من مرضه [/frame]. |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]الإمام الحسين عليه السلام مع العقيلة زينب عليها السلام أمر الإمام عليه السلام بحفر حفيرة حول عسكره، وأمر بأن تحشى حطباً، واعتزل عليه السلام في خباءٍ له وعنده جون مولى أبي ذي الغفاري، وهو (أي جون) يعالج سيف الإمام ويصلحه، ويقول عليه السلام: يا دهر أفٍٍ لك من خليل كم لك بالإشراق والأصيل من صاحبٍ أو طالبٍ قتيل لدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل وكل حي سالك سبيلي قال: فأعادها مرتين أو ثلاثاً حتّى فَهِمتُها، فَعرَفتُ مَا أرادَ فَخنقَتني عَبرتي، فرددتُ دَمعي ولزمتُ السكون فَعلمتُ أنّ البلاءَ قد نزلَ، فأمّا عمَّتي فإنها سَمِعت ما سمعتُ وهي امرأةٌ وَفي النساء الرقَّةُ والجزعُ، فَلم تملك نفسَها أن وَثبت تَجرُّ ثوبَها وَإنها لحاسرةٌ حتّى انتهت إليه فقالت عليها السلام: " وا ثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة، وأبي علي، وأخي الحسن، يا خليفة الماضين وثمال الباقين " قال: فَنظَر إليها الحسين عليه السّلام فقال: يا أُخيّةُ لا يُذهبنَّ حلمَكِ الشيطانُ، قالت: بأبي أنتَ وأمي يا أبا عبدالله، استقتلتَ نَفسي فداكَ . قالت أتُقتل نصبَ عيني جهرة ما الـرأي فيَّ وما لديَّ خفيرُ فأجابها: قـلّ الفدا كثُر العدى قَصُرَ المدى وسبيلنا محصورُ فَردَّ غُصّتَهُ وَترقرقتْ عَيناهُ، وَقالَ: لو تُركَ القطا ليلاً لنام، قالت: يَا ويلتي، أفتَغصِبُ نفسَكَ اغتصاباً ؟! فذلكَ أقرحُ لِقلبي وأشدُّ على نَفسي. وَلطمَتْ وَجهَهَا وأهوتْ إلى جَيبِها وشقّتهُ، وَخرّت مَغشياً عليها . فقام إليها الحسين عليه السّلام فصبَّ على وَجهِهِا الماءَ، وقال لها: يا أُخيَّة اتقّي اللهَ وَتعزَّي بعزاءِ اللهِ، واعلمي أنَّ أهل الأرضِ يَموتون، وأنَّ أهل السماءِ لا يبقونَ، وأنَّ كلَّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهَ اللهِ، خَلقَ الأرضَ بقُدرتهِ، وَيبعث الخلقَ فيعودونَ وَهو فردٌ وحدَه، أبي خيرٌ مني، وأمي خيرٌ مني، وأخي خيرٌ مني، وَلي وَلَهم ولكلِ مُسلمٍ برسولِ اللهِ أسوةٌ . قال: فعزّاها بهذا وَنحوهِ، وقال لها: يا أُخيّة، إني اُقسمُ عليكِ فأبرِّي قَسمي، لا تشُقي عليَّ جَيباً، وَلا تخمشي عليَّ وَجهاً، وَلا تدعي عليَّ بالويلِ والثبورِ إذا أنا هلكت . وفي رواية : ثمّ قال عليه السّلام: يا اُختاه يا اُمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قُتلت فلا تشققنَ عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً . اُختُ يا زيـنـب اُوصيـكِ وصـايا فاسـمعي إنـني فـي هـذه الأرض مُـلاقٍ مَـصـرعي فاصبري فالصبرُ من خـيم كـرامِ المـتــرعِ كـلُ حيّ سينحـيـه عـن الأحـيـاء حـيـنْ في جليلِ الخطبِ يا أختُ اصبري الصبر الجميلْ إن خيرَ الصـبرِ ما كـان على الخطـبِ الجليلْ واتركـي اللطـمَ على الخـدِ وإعـلانَ العـويلْ ثــمّ لا أكـره سَقـيَ العـينِ ورد الوجـنتيـن واجـمعي شملَ اليتامـى بعد فقدي وانـظمـي واشبِعي مـن جـاعَ منهم ثمّ أروي مَـنْ ظُـمي واذكُـري أنـهـمُ فـي حفـظهـم طُـلّ دمـي ليـتنـي مـن بينهم كالأنـف بـين الحـاجبين قال: ثمّ جاء بها حتّى أجلسَها عندي، وَخرجَ إلى أصحابهِ فأمرَهم أن يُقرِّبوا بعض بيوتهم مِن بعض، وأن يُدخِلوا الأطناب بعضها في بعض، وأن يكونوا هُم بين البُيوت، إلا الوجه الذي يأتيهم منهُ عدوّهُم .[/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] لماذا بكى رسول الله صلّى الله عليه وآله في ولادة زينب ؟ [/frame]من غير المعهود أنّ الأب أو الجدّ إذا رُزِق ولداً أو حفيداً بكى وانتحب وذرف الدموع سِخاناً، فلماذا يحدّثنا التاريخ أن الحسين عليه السّلام حَمَل إلى أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام بشارةَ ولادة أخته زينب، وأنّ أمير المؤمنين عليه السّلام بكى ـ بأبي هو وأمّي ـ لمّا بُشّر بولادتها، فسأله الحسينُ عليه السّلام عن علّة بكائه، فأخبره أنّ في ذلك سرّاً ستبيّنه له الأيّام . ثمّ حُملت الوليدة الطاهرة إلى جدّها الحبيب محمّد صلّى الله عليه وآله، فاحتضن رسولُ الله صلّى الله عليه وآله الطفلةَ الصغيرة وقبّل وجهها، ثمّ لم يتمالك أن أرخى عينَيه بالدموع . وكان جبرئيل عليه السّلام الذي هبط باسم « زينب » من ربّ العزّة قد أخبر حبيبه المصطفى صلّى الله عليه وآله بأنّ هذه الوليدة ستشاهد المصائب تلو المصائب، وأنّها ستُفجَع بجدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبأمّها فاطمة سيّدة النساء عليها السّلام، وبأبيها أمير المؤمنين عليه السّلام، وبأخيها الحسن المجتبى عليه السّلام سِبطِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ تُفجع بمصيبةٍ أعظمَ وأدهى، هي مصيبة قتل أخيها الحسين عليه السّلام سيّد شباب أهل الجنّة في أرض كربلاء . أُمّ المصائب : تُسمّى العقيلة زينب سلام الله عليها أمَّ « المصائب »، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهَدَت مصيبةَ جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومحنةَ أمّها فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ثمّ وفاتها؛ وشاهدت مقتلَ أبيها الإمام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه، ثمّ شاهدت محنةَ أخيها الحسن سلام الله عليه ثمّ قَتْله بالسمّ، وشاهدت أيضاً المصيبةَ العظمى، وهي قتل أخيها الحسين عليه السّلام وأهل بيته، وقُتل ولداها عَونٌ ومحمّد مع خالهما أمام عينها، وحُملت أسيرةً من كربلاء إلى الكوفة، وأُدخلت على ابن زياد في مجلس الرجال، وقابلها بما اقتضاه لُؤمُ عنصره وخِسّةُ أصله من الكلام الخشن الموجع وإظهار الشماتة المُمِضّة. وحُملت أسيرةً من الكوفة إلى ابن آكلة الأكباد بالشام، ورأسُ أخيها ورؤوس ولدَيها وأهل بيتها أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق، حتّى دخلوا دمشق على هذه الحالة، وأُدخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مُقرّنون بالحبال . ثواب البكاء على مصائب زينب عليها السّلام : روي أنّ جبرئيل عليه السّلام لمّا أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يجري على زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السّلام من المصائب والمحن، بكى النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال: من بكى على مصاب هذه البنت، كان كمن بكى على أخوَيها الحسن والحسين عليهما السّلام . ومن الجليّ أنّ البكاء على مصائب أهل البيت عليهم السّلام والتلهّف والتوجّع لِما أصابهم، يتضمّن معنى مواساتهم والوفاء لهم وأداء بعض حقوقهم التي افترضها الله تعالى في آية المودّة وغيرها، فقال عزّ مِن قائل قُل لا أسألُكُم عليه أجراً إلاّ المودّةَ في القُربى ، وقد روى علماء المسلمين أنّه لمّا نزلت هذه الآية الكريمة قالوا: يا رسول الله، مَن قَرابتُك الذين وَجَبَت علينا مودّتُهم ؟ قال صلّى الله عليه وآله: عليّ وفاطمة وابناهما . كما يتضمّن البكاء على مصائب العترة الطاهرة انتماءً من المؤمن الباكي إلى صفّ أهل البيت عليهم السّلام، وإعلاناً منه لنفوره من أعداء أهل البيت عليهم السّلام وقتلتهم، وإدانةً منه لتلك الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حقّ العترة الطاهرة، وإعلاناً من الباكي عن استعداده للسير تحت لوائهم والانضواء في رَكبهم والالتزام بنهجهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] التل الزينبي.. مكان وقوف عقلية بني هاشم يوم عاشوراء http://www.nafhaat.com/archive/1432_..._alzainabi.jpg لقد شرف الله تعالى ارض كربلاء على باقي البقاع لأهمية دورها الريادي في تنشيط فاعلية الدين وإعادته غضا طريا بعدما حاولت قتله بنو امية وأتباعهم روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انها فضلت على الكعبة المشرفة وما كانت لتكتسب هذه القداسة والمنزلة العالية لولا تلك الدماء الزاكية التي سالت عليها فهي دماء الطهر سيد الشهداء الحسين وأهل بيته ومجموعة خيرة من شهداء الطف الذين كانوا معه. فكانت عقيلة الهاشميين (عليها السلام) هي الوهج الساطع من نبل الشهادة وهي العنوان الحي الذي تفاعلت معه النفوس والأرواح لتنير دروب السالكين الى الحرية فوقفت امام الاعلام الاموي الذي حاول ان يدرج كربلاء ضمن قوائم الموتى والخارجين عن الاسلام ولهذا كان الصوت المدوي الذي ارعب الطواغيت من آل امية وكان السبيل المجاهد بحيوية الدين والمبادئ والمثل العليا التي سعت لتوضيحها للناس لتكون كربلاء ومثل هذا الدور لابد له من زينب (عليها السلام)لتوقد جذوة الثورة من جديد بعدما سعى الامويون لإطفاء النور الحسيني وهكذا كانت الاحداث الجسام والفعل الطاغوتي يشير الى فناء كربلاء لان المسعى الاموي كان ابعد من خطى جسد ورأس وإنما هو السعي لموت نهضة الاسلام اينما قامت او تقوم وأما التضحية الحسينية كان يسندها اليقين الزينبي حين ترجمته العقيلة في احدى خطبها لابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) ( ينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء ، لايدرس أثره ، ولا يمحى رسمه ، على كرور الليالي والأيام ، وليجتهد ن ائمة الكفر وأتباع الضلال من محوه وتطميسه ، فلا يزداد إلا علوا ) وهكذا توضحت معالم الطف الثانية برسالة عزم ونبؤة جهاد هذه المرأة العظيمة وصف المقام يقع مقام التل الزينبي إلى الغرب من العتبة الحسينية المقدسة على المرتفع المعروف بالتل الذي استوحى اسمه من الوقفة التاريخية لعقيلة الهاشميين في معركة الطف. وقد كتبت على الكاشي الكر بلائي في اعلى المدخل الرئيسي للمقام ابيات شعرية من نظم الخطيب الحسيني المرحوم الشيخ هادي الكر بلائي رحمه الله : هذا المقام لزينب الكُبرى العقيلة بنت النبي ومن له أضحت سليله بنت الوصي المرتضى أَخت الحسين ومهجة الزهراء فاطمة البتـوله وقفت هنا في يـوم عاشوراء والهة لعظم مصاب اخوتها ذهوله حرما هنا قد شيدوه لأجلها وكذا مَصلـى يرجو بانيه قبولـه الصحن أرضيته مغلفه بالمرمر ويحتوي على كيشوانية وسلم يؤدي إلى حرم النساء، وهذا الصحن تم استحداثه وضمه بعد سقوط النظام المقبور وقامت بأعماله لجنة المشاريع في العتبة الحسينية المقدسة وتبلغ مساحة الصحن 180م تقريباً. المدخل الرئيسي عبارة عن طارمة أمامية ترتكز على دعامتين وسلم مغلف بالمرمر، ثم باب من الخشب الساج بعرض 2م وارتفاع 4م ذي مصراعين مزخرف بالنقوش الإسلامية وفي الكتيبة كتبت الآية (إنما يريد الله ليذهب.....) وهي حفر على الخشب، ثم قوس من الكاشي الكربلائي الأخضر على شكل ظفيرة ومن الأعلى مكتوب عليها مقام التل الزينبي مؤرخ رجب 1425هـ، كما يوجد على يسار الباب الرئيسية مشبك على شكل قوس إسلامي من الكاشي الكربلائي الأخضر يطل على السوق الزينبي بجواره غرفة صغيرة يوجد فيها سلم يؤدي إلى السطح ويحوي قاطع الكهرباء... الحرم وتبلغ مساحته 100م تقريباً وينقسم إلى جزئين بواسطة قاطع مزجج من الوسط ، الجزء الأول منه مخصص للرجال والآخر للنساء، والحرم مغلف بالمرمر الأبيض بارتفاع 2م تعلوه كتيبة من الكاشي الكربلائي كتبت عليها مجموعة من الآيات القرآنية (إنما وليكم الله ورسوله... إنما يريد الله ليذهب... الذين أوتوا العلم درجات... قل لاأسئلكم عليه اجر..) وفي قاطع النساء كتبت الآية (إن في خلق السموات...) وفوق الكتيبة مغلف بالمرايا ونقوش إسلامية ووسط الحرم دعامتان ترتكز عليهما القبة. المحراب بارتفاع 4 ونصف متر تقريباً مغلف بالمرمر الأخضر الأونكس بدايته قطعة دائرية كتب عليها الآية القرآنية (إن الله اصطفى آدم .....) ثم مشبك على شكل قوس إسلامي بارتفاع 2ونصف متر تقريباً كتب عليه من الوسط وحوله لفظ الجلاله وأسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام، يتوسطه شباك من الفضة ذو بابين، وتخريم في الوسط كتب عليه (الله اكبر) والبناء من الداخل له شباكان على شكل قوس إسلامي . القبة القبة من الخارج مغلفة بالكاشي الكربلائي الأخضر المعرق ومن الداخل مغلفة بالمرايا ولها ثلاث فتحات متخذه للتهوية وقد انتهى العمل من التوسعات والتحسينات عام 1420هـ وقد تسابق الشعراء في نظم قصائدهم تخليداً لهذا الصرح العظيم ومن جملة ما قاله الشعراء القصيدة التالية لخادم الحسين الحاج محمد علي الحاج حسين الحلاق: الله يا يوم الطفوف ومـا بدا ظلما على الاطهار اركان الهدى فيه الحسين وزينب صدقا بمــا قد عاهدا الله التصبــــــر والفدا تالله لا انسى الحسين على الثـرى يقضي وحيدا ضاميا مســـتشهدا فملائك الرحمن قد ذهلت لـــــــه والحزن قد عم البرية سرمــــــدا ولزينب الحوراء اعظم وقفــــــة فالدين لولاها لكـــــــــــان مبددا عظمت رزيتها وجلّ مصابــــها لكنها تخفي الشـــــــــجون تجلدا من للعقيلة والفواطم حولــــــــها عطشى لواذاً من هجوم ذوي الردى وقفت على عليائها مذهولـــــــةً تنخى اخاها سبط طه المقتـــــــدى من فوق هذا التل نادت زينـــــب ادرك حريمك ياحســــين من العدى قم للخيام فما لنا من نــــــــــاصر هل يغتدي مني لمســـــــمعك الندا نظرت الى شمر الخنا يرقى على صدر ابن بني المصطفى متوعدا بكت السماء دما وفاضت مثلـــها ارض الطفوف على الشهيد المفتدى رمقت الى جنب الشريعة طرفها نادت اخي عباس ضاق بنا المدى قم يابا الفضل العضيد مدافعـــــا اولم تكن كفل العيال مســـــــهدا [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] تستأنس البنت بأمها أكثر من استيناسها بأبيها ، وتنسجم معها أكثر من غيرها ، وتعتبر روابط المحبة بين الأم والبنت من الأمور الفطرية التي لا تحتاج إلى دليل ، فالأنوثة من أقوى الروابط بين الأم وبنتها . [/frame]وإذا نظرنا إلى هذه الحقيقة من زاوية علم النفس ، فإن الأم تعتبر ينبوعاً للعاطفة والحنان ، والبنت ـ بطبعها وطبيعتها ـ متعطشة إلى العاطفة ، فهي تجد ضالتها المنشودة عند أمها ، فلا عجب إذا اندفعت نحو أمها ، وانسجمت معها روحاً وقلباً وقالباً . والسيّدة زينب الكبرى كانت مغمورة بعواطف أمها الحانية العطوفة ، وقد حلت في أوسع مكان من قلب أم كانت أكثر أمهات العالم حناناً ورأفةً وشفقةً بأطفالها . السيّدة زينب الكبرى تعرف الجوانب الكثيرة من آيات عظيمة أمها سيدة نساء العالمين وحبيبة رسول الله وقرة عينه وثمرة فؤاده ، وروحه التي بين جنبيه ، صلى الله عليه وآله وسلم . فقد فتحت السيّدة زينب الكبرى عينيها في وجه أطهر أنثى على وجه الأرض ، وعاشت معها ليلها ونهارها ، وشاهدت من أمها أنواع العبادة ، والزهد ، والمواساة والإيثار ، والإنفاق في سبيل الله ، وأطعام الطعام مسكيناً ويتيماً وأسيراً . وشاهدت حياة أمها الزوجية ، والإحترام المتبادل بينها وبين زوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وإطاعتها له ، وصبرها على خشونة الحياة وصعوبة المعيشة ، ابتغاء رضى الله تعالى . كما عاصرت السيدة زينب الحوادث المؤلمة التي عصفت بأمها البتول بعد وفاة أبيها الرسول ، وما تعرضت له من الضرب والأذى ، كما سبقت منا الإشارة إلى ذلك . وانقضت عليها ساعات اليمة وهي تشاهد أمها العليلة ، طريحة الفراش ، مكسورة الضلع ، دامية الصدر ، محمرة العين . كما رافقت أمها الزهراء (عليها السلام) إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حين إلقاء الخطبة. |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] بعد أن وصل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة إلى الكوفة ، واستقر به المكان ، إلتحقت به العوائل من المدينة إلى الكوفة . [/frame]ومن جملة السيدات اللواتي هاجرن من المدينة إلى الكوفة هي السيدة زينب (عليها السلام) وقد سبقها زوجها عبد الله بن جعفر ، حيث كان في جيش الإمام لدى وصوله إلى البصرة . والمستفاد من مطاوي التواريخ والأحاديث أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ بعد انقضاء مدة من وصوله إلى الكوفة ـ نزل في دار الامارة ، وهو المكان المعد لحاكم البلدة ، ومع تواجد الإمام في الكوفة لم يكن هناك حاكم أو أمير غيره ، فلماذا لا ينزل في دار الإمارة ؟ ويتبادر إلى الذهن أن دار الامارة كانت مشتملة على حجرات وغرف عديدة واسعة ، وكان كل من البنات والأولاد ) المتزوجين) يسكنون في حجرة من تلك الحجرات ، والسيدة زينب كانت تسكن مع زوجها في حجرة أو غرفة من غرف دار الإمارة . ومكثت السيدة زينب (عليها السلام) في الكوفة سنوات وعاصرت الأحداث والإضطرابات الداخلية التي حدثت : من واقعة صفين إلى النهروان ، إلى الغارات التي شنها عملاء معاوية على بلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . إنقضت تلك السنوات المريرة ، المليئة بالآلام والمآسي ، وانتهت تلك الصفحات المؤلمة بالفاجعة التي اهتزت منها السماوات والأرضون ، وهي حادثة استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. لقد كانت العلاقات الودية بين الإمام أمير المؤمنين وبين أولاده وبناته على أطيب ما يمكن ، وفي جو من الصفاء والوفاء ، والعاطفة والمحبة . والإمام أمير المؤمنين هو السلطان الحاكم على نصف الكرة الأرضية ، ومعه عائلته المصونة وأبناؤه المكرمون ، ولكنه ـ في شهر رمضان من تلك السنة ، وهي السنة الأخيرة والشهر الأخير من حياته ـ كان يفطر ليلة عند ولده الإمام الحسن ، وليلة عند ولده الإمام الحسين (عليهما السلام) وليلة عند السيدة زينب التي كانت تعيش مع زوجها عبد الله بن جعفر ، (1) كل ذلك تقويةً لأواصر المحبة والتواصل بينه وبين أشباله وبناته . وفي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان ، كانت النوبة للسيدة زينب ، وأفطر الإمام في حجرتها وقدمت له طبقاً فيه رغيفان من خبز الشعير ، وشيء من الملح ، وإناء من لبن . كان هذا هو فطور الإمام أمير المؤمنين الذي كان يحكم على نصف العالم ، وأنهار الذهب والفضة تجري بين يديه . واكتفى الإمام ـ تلك الليلة ـ برغيف من الخبز مع الملح فقط . ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وقام إلى صلاة ، ولم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى . ولا أعلم لماذا بات الإمام في حجرة ابنته السيدة زينب ـ تلك الليلة ـ ؟ ولعله اختار المبيت في بيتها حتى تشاهد وترى ، وتروي مشاهداتها ومسموعاتها عن أبيها أمير المؤمنين في تلك الليلة ، إذ كانت تلك الليلة تمتاز عن بقية الليالي ، فإنها تحدثنا فتقول: إنه (عليه السلام( قال لأولاده : "إني رأيت ـ في هذه الليلة ـ رؤيا هالتني ، وأريد أن أقصها عليكم" . قالوا : وما هي ؟ قال : "إني رأيت ـ الساعة ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منامي وهو يقول لي : يا أبا الحسن إنك قادم إلينا عن قريب ، يجيء إليك أشقاها فيخضب شبيتك من دم رأسك ، وأنا ـ والله ـ مشتاق إليك ، وإنك عندنا في العشر الآخر من شهر رمضان ، فهلم إلينا فما عندنا خير لك وأبقى". فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب ، وأبدوا العويل ، فاقسم عليهم بالسكوت ، فسكتوا(2). وتقول السيدة زينب ) عليها السلام( : لم يزل أبي ـ تلك الليلة ـ قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ثم يخرج ساعةً بعد ساعة ، يقلب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت بها . ثم يعود إلى مصلاّه ويقول : اللهم بارك لي في الموت . ويكثر من قول : "انا لله وإنا إليه راجعون" ،" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ، ويصلي على النبي وآله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ويستغفر الله كثيراً . تقول : فلما رأيته ـ في تلك الليلة ـ قلقاً متململاً (3) كثير الذكر والإستغفار ، أرقت معه ليلتي (4) وقلت : يا أبتاه ما لي أراك في هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ قال ـ عليه السلام ـ : يا بنية إن أباك قتل الأبطال وخاض الأهوال وما دخل الخوف له جوفاً ، وما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة . ثمّ قال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فقلت : يا أبتاه ، ما لك تنعى نفسك في هذه الليلة ؟ قال : يا بنية قد قرب الأجل وانقطع الأمل . قالت : فبكيت ، فقال لي : يا بنية لا تبكي فإني لم أقل ذلك إلا بما عهد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم . تقول (عليها السلام) : ثم إنه نعس وطوى ساعة ، ثم استيقظ من نومه وقال : يا بنية إذا قرب وقت الأذان فأعلميني . ثم رجع إلى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى . فجعلت أرقب وقت الأذان ، فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء ، ثم أيقظته فأسبغ الوضوء ، وقام ولبس ثيابه وفتح باب الحجرة ، ثم نزل إلى ساحة الدار . وكانت في الدار إوز (5) قد أهديت إلى أخي الحسين ، فلما نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه ـ ولم يصحن قبل تلك الليلة ـ فقال (عليه السلام) : "لا إله إلا الله ، صوارخ تتبعها نوائح ، وفي غداة غد يظهر القضاء" . فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟ ! فقال : "يا بنية ! ما منا ـ أهل البيت ـ من يتطير ، ولا يتطير به ، ولكن قول جرى على لساني" . ثم قال ـ عليه السلام ـ : "يا بنية ! بحقي عليك إلا ما أطلقتيه ، فقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش ، فأطعميه واسقيه وإلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض" . فلما وصل إلى الباب عالجه ليفتحه ، فتعلق الباب بمئزره ، فانحل مئزرة حتى سقط ، فأخذه وشده وهو يقول : أشـدد حيازيمك للموت ولا تجـزع من الموت كما أضحكـك الـدهر فإن المـوت لاقيكـا إذا حــل بنـاديكا كذاك الدهـر يبكيكـا ثم قال : "اللهم بارك لنا في الموت ، الله مبارك لي في لقائك" . تقول السيدة أم كلثوم: وكنت أمشي خلفه ، فلما سمعته يقول ذلك قلت : واغوثاه يا أبتاه ! أراك تنعى نفسك منذ الليلى ؟! فقال ـ عليه السلام ـ : "يا بنية ! ما هو بنعاء ، ولكنها دلالات وعلامات للموت . . يتبع بعضها بعضاً" . ثم فتح الباب وخرج . فجئت إلى أخي الحسن فقلت: يا أخي قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكذا ، وهو قد خرج في هذا الليل الغلس ، فالحقه(6). فقام الحسن (عليه السلام ) وتبعه ، فلحق به قبل أن يدخل الجامع ، فأمره الإمام بالرجوع ، فرجع . أيها القارئ الكريم : هنا ننقل ما ذكره المؤرخون ، ثم نعود إلى حديث السيدة زينب عليها السلام : لقد جاء الإمام علي (عليه السلام (حتى دخل المسجد ، فصعد على المئذنة ووضع سبابتيه في أذنيه وتنحنح ، ثم أذن فلم يبق في الكوفة بيت إلا اخترقه صوته ، ثم نزل عن المئذنة وهو يسبح الله ويقدسه ويكبره ، ويكثر من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ). وكان يتفقد النائمين في المسجد ويقول للنائم : الصلاة يرحمك الله ، قم إلى لصلاة المكتوبة ، ثمّ يتلو:{ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}(7). . . . . ثّم اتجه نحو المحراب وقام يصلي ، وكان (عليه السلام) يطيل الركوع والسجود ، فقام ابن ملجم ( لعنه الله) لارتكاب أكبر جريمة في تاريخ الكون ، وأقبل مسرعاً حتى وقف بأزاء الاسطوانة التي كان الإمام يصلي عندها ،(8) فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وسجد السجدة الأولى ورفع رأسه منها ، فتقدم اللعين ورفع السيف وهزه ثم ضرب الإمام على رأسه الشريف ، فوقعت الضربة على مكان الضربة التي ضربه عمرو بن عبدود العامري ، يوم الخندق . فوقع الإمام (عليه السلام) على وجهه قائلاً : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، فزت ورب الكعبة ، هذا ما و عد الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله . وسال الدم على وجهه الشريف ، وشيبته المقدسة ، وعلى صدره وأزياقه (9) ، حتى اختضبت شيبته وتحقق ما أخبر عنه الرسول الكريم . وفي هذه اللحظة الأليمة هتف جبرئيل ـ بين السماء والأرض ـ ذلك الهتاف السماوي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الأنبياء والأوصياء . لقد هتف جبرئيل بشهادة الإمام علي (عليه السلام) كما هتف ـ يوم أحد ـ بفتوته وشهامته يوم قال : "لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذوالفقار" . فقد اصطفقت أبواب المسجد الجامع (10) ، وضجت الملائكة في السماء ، وهبت ريح عاصفة سوداء مظلمة ، ونادى جبرئيل بصوت سمعه كل مستيقظ : " تهدمت ـ والله ـ أركان الهدى ، وانطمست ـ والله ـ نجوم السماء وأعلام التقى ، وانفصمت ـ والله ـ العروة الوثقى ، قتل ابن عم محمد المصطفى ، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل ـ والله ـ سيد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء" . فلما سمعت السيدة أم كلثوم نعي جبرئيل لطمت على وجهها وخدها ، وشقت جيبها وصاحت : واأبتاه ! واعلياه ! وامحمداه ! واسيداه ! . . . . ثم حملوا الإمام ـ والناس حوله يبكون وينتحبون ـ وجاؤوا به إلى الدار . فاقبلت بنات رسول الله وسائر بنات الإمام ، وجلسن حول فراشه ينظرن إلى أسد الله وهو بتلك الحالة ، فصاحت السيدة زينب وأختها : أبتاه من للصغير حتى يكبر ؟ ! ومن للكبير بين الملأ ؟! يا ابتاه ! حزننا عليك طويل ، وعبرتنا لا ترقأ (11) . فضج الناس ـ من وراء الحجرة ـ بالبكاء والنحيب ، وشاركهم الإمام (عليه السلام) وفاضت عيناه بالدموع . وفي ليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، في الساعة الأخير من حياة الإمام (عليه السلام) كانت السيدة زينب (عليها السلام) جالسة عنده تنظر في وجهه ، إذ عرق جبين الإمام ، فجعل يمسح العرق بيده ، فقالت زينب : يا أبه أراك تمسح جبينك ؟ قال : يا بنية سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : "إن المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه وصار كاللؤلو الرطب ، وسكن انينه" . فعند ذلك ألقت زينب بنفسها على صدر أبيها وقالت : يا ابه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء ، وقد أحببت أن أسمعه منك. فقال (عليه السلام) : " يا بنية ! الحديث كما حدثتك أم أيمن ، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد ، خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس ، فصبراً صبراً" . ثم التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وقال : "يا أبا محمّد ويا أبا عبد الله ، كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين . يا ابا عبد الله ! أنت شهيد هذه الأمة ، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه . ثم أغمي عليه وأفاق ، وقال : هذا رسول الله وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله ، وكلهم يقولون : عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون . ثم أدار عينيه في وجوه أهل بيته وقال لهم :" استودعكم الله" ، وتلا قوله تعالى : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}(12). وقوله سبحانه :{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}(13). ثم تشهد الشهادتين وفارق الحياة ، فعند ذلك صرخت زينب وأم كلثوم وجميع نسائه وبناته ، وشققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، وارتفعت الصيحة في الدار . ولما فرغ أولاد الإمام (عليه السلام) من تغسيله ، نادى الإمام الحسن أخته زينب وقال : يا أختاه هلمي بحنوط جدي رسول الله ـ وكان قد نزل به جبرئيل من الجنة ـ .فبادرت السيّدة زينب مسرعة حتى أتته به ، فلما فتحته فاحت الدار لشدة رائحة ذلك الطيب . |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]السيدة زينب (ع) في موكب كربلاء
لما اطّلعت السيدة زينب (ع) على عزم أخيها الإمام الحسين (ع) اضطربت اضطرابا شديداً خوفا من ان يمنعها زوجها وابن عمها عبد الله من مصاحبتها لأخيها، ولذلك جاءت الى ابن عمها عبد الله، مسرعة وهي باكية تقول له: يا ابن العم هذا الإمام الحسين (ع) أخي وشقيقي قد عزم على المسير الى العراق، وانت تعلم علاقتي به، ومحبتي له، وعدم صبري على فراقه، وحيث ان النساء لا يجوز لهن السفر ولا الخروج من البيت إلا برضى أزواجهن، جئت إليك اطلب منك الإذن في السفر مع أخي الإمام الحسين (ع)، فان لم تأذن لي بذلك امتثلت امرك وانتهيت بنهيك ولم اذهب معه، ولكن كن على علم باني لو لم اذهب معه لما بقيت بعده في الحياة الا قليلا. وما ان تم كلام السيدة زينب (ع) وانتهى استئذانها حتى سالت دموع ابن عمها عبد الله على خديه، وأجهش لها بالبكاء حيث انه لم يعُد يتمالك نفسه لما رأى السيدة زينب (ع) قلقة مضطربة هذا الاضطراب الشديد، ووجلة ومنقلبة هذا الانقلاب العجيب، بحيث انه لو واجهها بكلمة: لا، فارقت الحياة من شدّة الصدمة وماتت من حينها، ولذلك، ولما ورد: من أن أمير المؤمنين (ع) لما زوج ابنته زينب (ع) من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين (ع). قال لها: يا بنت المرتضى، ويا عقيلة بني هاشم، نهنهي عن نفسك، وهوني عليك، فاني لا أجهل علاقتك ولا انسى مواقفك فافعلي كيف شئت، وحسبما تحبّين، فاني عند رأيك، وأمر ابنيه عونا و محمدا بالمسير مع الحسين (ع)، والملازمة في خدمته، والجهاد دونه. فسرّت السيدة زينب (ع) من موقف ابن عمها عبد الله تجاهها وشكرته على ذلك، ثم ودعته وغادرت بيته لتلتحق بأخيها الإمام الحسين (ع). ولما تراءت السيدة زينب (ع) للإمام الحسين (ع) من بعيد، وكان الإمام (ع) يترقب مجيئها وينتظر قدومها، استقبلها بكل حفاوة وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ورحب بها كل ترحيب، ثم ضمها الى موكبه بغاية من التبجيل والاحترام، وعاملها بما لم يعامل به أحدا ممن معه من النساء غيرها، مما يدل على جلالة شأنها، وعظيم منزلتها عند الله ورسوله وعند إمامها: الإمام الحسين (ع). ويشهد لهذا التبجيل والاحترام الذي خص الإمام الحسين (ع) به أخته العقيلة زينب الكبرى (ع) من بين النساء، ما جاء في كتاب (أسرار الشهادة) وغيره، وذلك عند التعرض لخروج موكب الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة. يقول الراوي: رأيت ما يقرب من أربعين محملا مجهزا بأجهزة ثمينة، مزينا بستور راقية، قد أعدت للنساء من بني هاشم وآل الرسول (ص)، عندها اقبل الإمام الحسين (ع) وقال لبني هاشم: بان يركبوا محارمهم من النساء. قال الراوي: وكنت انا في هذه اللحظات أفكر في سيدتي زينب (ع) وما سيكون من أمرها مع ما هي عليه من جاه وجلال، وعزّ ودلال، واذا بي أرى شابا يخرج من دار الإمام الحسين (ع) يلفت جماله الأنظار، ويبهت نوره الأبصار، وسيم رشيد، على خده خال، قد اقبل نحو المحامل، وهو يقول: يا بني هاشم طأطئوا رؤوسكم وابتعدوا عن المحامل. واذا بامرأتين موقّرتين من خلفه تخرجان من الدار، وتجران ذيولهما عفة وحياءا، قد حف بهما الجواري والغلمان، فقدم ذلك الشاب الوسيم واحدا من تلك المحامل وثنّى رجله لتلك المرأتين الجليلتين واخذ بيديهما الإمام الحسين (ع) واركبهما في محملهما. قال الراوي: فلما ركبتا المحمل سألت عنهما وعن الشاب الوسيم الذي ثنى رجله لهما؟ فقيل: اما الشاب فهو قمر بني هاشم العباس بن أميرالمؤمنين (ع) واما المرأتان فهما السيدتان: زينب الكبرى (ع) وأم كلثوم بنتا أمير المؤمنين (ع) وبنتا رسول الله (ص) وذريته. نعم سافرت الحوراء زينب (ع) في الموكب الحسيني المهيب من المدينة الى كربلاء في عزّ وجلال، وحشمة ووقار، تحت رعاية أخيها الحسين (ع). وكان (ع) يعزز أخته الكبرى ويكرمها ويكنّ لها غاية الحبّ والاحترام. وكانت هي في ظلال أخيها وفي كل المنازل وطول الطريق آمنة مطمئنة لا تخشى ظلما ولا تخاف ضيما، تحف بها الأبطال من عشيرتها وتكتنفها الأسود الضارية من إخوتها وأبناء إخوتها وعمومتها، كأبي الفضل العباس، وعلي الاكبر، والقاسم بن الحسن، وأبناء جعفر وعقيل وغيرهم من الهاشميين. ولكن كان سفرها من كربلاء إلى الكوفة بعد قتل أخيها الحسين (ع) وأصحابه الأبرار، ومن الكوفة إلى الشام، تحت رعاية الظالمين الفجار!!. سافرت وهي حزينة القلب، كسيرة الخاطر، باكية الطرف، ناحلة الجسم، مرتعدة الأعضاء قد فارقت أعزّ الناس عليها واحبهم إليها، تحفّ بها النساء الأرامل، والأيامى الثواكل، وأطفال يستغيثون من الجوع و العطش، وتحيط بهم القوم اللئام من قتلة أهل بيتها وظالمي أهلها، وناهبي رحلها، كشمر بن ذي الجوشن، وزجر بن قيس، وسنان بن أنس، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحرملة بن كأهل وأمثالهم، لعنهم الله وأخزاهم، ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة، اذا دمعت عينها أهوت عليها السياط، وإن بكت أخاها لطمتها الأيدي القاسية، وهكذا كانت سفرتها هذه.[/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] الحوراء زينب توأم الصبر والوقار الحوراء زينب توأم الصبر والوقار لمتكن مصادفة أن يسمي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الحوراء زينب عليها السلام بهذا الإسم. بعد أن سمى أمها وأخويها عليهم السلام وقد جاء في لسان العرب أن الزينب : شجر حسن المنظر طيب الرائحة. ويعرف عن هذا الشجر أنه ينبت في الأرض القاحلة والتي لا يصلها الماء ويقاوم الحرارة والظمأ وكل الظروف الجوية القاهرة. لعل أن التوسع أحيانا في بعض التفاصيل بالحديث عن شخصية معينة يمثل رتوشا يحق للكاتب تجاهلها إنما البعض يفضل العكس ويود الإطلاع على بعض الجزئيات وهي على سبيل المثال هيئة أو هيكل أو هندام الشخصية. وما يتضمن الوصف الخارجي للشخصية وحين يطلب منا ذلك نقول : يصف بعض المؤرخين السدة زينب عليها السلام بأنها مع علو مكانها وسمو منزلتها وهيبتها ووقارها ذلك الوقار والهيبة المتكسبان من أمها سيدة النساء فاطمة عليها السلام وجدتها السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها فهي امرأة طويلة القامة حسنة الهيئة ولم تماثلها امرأة في العفة الحياء وفي البلاغة والفصاحة كانت تشير بدقة إلى اكتسابها ذلك من أبيها أمير المؤمنين علي عليه السلام ولم يمنعها ذلك في أن تتحلى بصبر يربط شبهه البعض بصبر أخيها الحسن عليه السلام وبشجاعة ورباطة جأش تماثل فيها أخيها الحسين عليه السلام. إذن وقار وهيبة وحياء وعفة وفصاحة وبلاغة وصبر ورباط جأش واضف ما استطعت فإنك لا تبلغ المنتهى. إن الصورة المأساوية تلتصق بحتمية تامة بحقيقة ذكر السيدة زينب عليها السلام أو لعلها معلما من معالم شخصيتها الفذة ولم يكن يضير تلك الشخصية تسمية أم المصائب بل لعل ذلك عنصر من عناصر إضفاء الهيبة والوقار لها. فهي قد واكبت أفجع الأحداث وشاهدت أبشع الجرائم من تلك التي ارتكبها بنو أمية ورأت ما رأت من نوازل تلك الأحداث المريعة. وبما أن الحديث عن تلك الأحداث سيأخذ مني وقتا طويلا فسوف أتجنب الخوض فيها وأبتعد بعض الشيء عن الصورة المأساوية التي رسمها الواقع لهذه الصديقة الصغرى عليها السلام. إن حصر السجايا والخصال والملكات التي تتصف بها السيدة زينب عليها السلام والسمو الذي تمتعت به لم تكن عملية سهلة المنال ولا يمكن تحديدها بالحصر في حديث قصير وهذا ما يحتم عليَّ أن أتفادى الوقوع في مأزق التعثر ولكي أنقذ نفسي من ذاك فأتوقف عند وصف زين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام حين يخاطبها قائلا : عمّة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة. حقا هي عالمة غير معلمة وإن وسعة علمها وإدراكها واطلاعها ومعرفتها للحقائق الشرعية، واقتباسها من الأسرار المحمدية وعظم شخصيتها كل ذلك جعلها مصدرا من مصادر الفتيا تفيض على الناس مما اختزنت من علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانت بذلك تؤدي زكاة العلم والذي هو التعلم.. وحين تكون قد تغذت ونهلت من فيض نبع أبيها أمير المؤمنين عليه السلام واقتبست من إشعاع أنوار الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام والتي هي عيبة علم الله جل جلاله فلم يكن ذلك غريبا. فضلا عن مصاحبتها لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام اللذين زقوا العلم زقا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإن وصف الإمام زين العابدين عليه السلام لها مطابق تماما لشخصيتها لذا فإنها كانت عليها السلام تروي عن أمها وأبيها عليهما السلام وحتى أخويها الحسن والحسين عليهما السلام وروي أن الناس كانوا يرجعون لها في معرفة الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية بعد مقتل سيد الشهداء عليه السلام حتى برئ الإمام زين العابدين عليه السلام وكان ابن عباس المعروف بحبر الأمة يروي عنها ولحاظ ذلك في قوله عندما يروي خطبة الزهراء عليها السلام يقول : حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي عليه السلام. وقد ورد عن الشيخ الصدوق: أنّ زينب عليها السلام كانت لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين عليه السلام وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين من مرضه. ويرد في الكثيرة من المصادر التاريخية والموثوقة منها أن السيدة زينب عليها السلام كان لها مجلس في بيتها منذ أيام خلافة أبيها أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو مصدر من مصادر تعليمها وتفقهها وكانت تفسر القرآن للنساء لذا يروى أن أباها دخل عليها يوما وهي تفسر آية ( كهيعص ) فقال لها يا نور عيني : سمعتك تفسرين هذه الآية فإن هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم شرح لها . ولم يكن خروجها عليها السلام مع أخيها عليه السلام إلا انتقالة من محطة إلى أخرى من محطات جهادها ولكي تواصل الشوط العقائدي لإحياء دين الله الذي أنقذه سيد الشهداء عليه السلام من أن ينهار صرحه العظيم. خرجت لتواجه المحن والبلايا واي محن وأية بلايا ينهار لها أعظم الرجال بل لعلها تهز الجبال. لكل الرسل والأنبياء والأولياء والعظماء وصايا وأوصياء وللحسين عليه السلام كانت وصية أودع بوصيته إلى وصيته الحوراء زينب عليها السلام. وكانت نعم الوصية ونعم الموصاة ونعم المنفذ تتعطر بعض النساء بالطيب وتجد وتجتهد من أجل أن تقتني أفضل أنواع الطيب والعطر. وهذا ما يعطر ويطيب المظهر الخارجي والذي سرعان ما يذهب مع هبوب الريح. إنما يلزم على كل إمرأة تمتلك أذنا واعية أن تستمع بإحساسها وبتوجساتها لصوت العقيلة زينب عليها السلام وتتعطر بذكراها وتتطيب باقتفاء اثرها بما يحصنها من أن تنزلق إلى مزالق التردي فتكون تمشي على الأرض لكنها بالحقيقة ما هي إلا موؤدة. ولو لم تعقل المرأة ذلك أو لاطاقة لها على اقتفاء الأثر فينبغي أن لا تحشر نفسها في سجل النساء الملتزمات ولا تطالب بحصانة تصونها من التردي . وإما إذا كانت المرأة تزعم أنها مقتفية لأثر تلك الحوراء العظيمة عليها السلام فسوف يطالبها التأريخ ببرهان تعصم نفسها به عن الكذب ولتقف قليلا لتتساءل : أية آمرأة تلك المجاهدة التي علمت الصبر والجلد والعقيدة دروسا قبل أن تعلمها للمرأة التي تمتلك أذنا واعية ؟ أية آمرأة تلك التي تخرج فيعلم بخروجها أعتى عتات العصر ومرتكب أبشع جريمة فيأمر الجيش لأن ينفرج لها سماطين ؟ أية آمرة تلك التي تفقد آخر كوكب زاهر من كواكب أهل الكساء فتحمل جسده الشريفة وتومئ إلى السماء لتقول : اللهم تقبل هذا القربان ؟ ولتقف المرأة الزاعمة أنها مقتدية بنهج أم المصائب وتتمرى بمرآة الضمير وتستعيد في مخيلتها صور الوفاء والتضحية والصبر والجلد وقوة الإيمان مع الحفاظ على الستر والحجاب والهيبة والوقار ؟ لترى ما تعكس لها هذه الصور ؟ وتنغمس في الذكرى لتتوجس هل غرست تلك الذكرى في نفسها غرسا وإن كان ذلك فما هو الحصاد ؟ |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]
كلام للسيد الشهيد محمد الصدر (قدس) حول زينب عليها السلام قال السيد الشهيد في احدى خطب الجمعة فالمهم اننا هل نستطيع ان نتصور في هذا العصر، وفي كثير من العصور ان يتكلم فرد _مهما كان مهمّا_ امام اعلى مسؤول في الدولة من ملك أو امبراطور أو دكتاتور أو رئيس جمهورية أو أي حاكم مثل هذا الكلام ويعطيه حقه بيده وامام عينيه وفي منزله وامام حاشيته وشرطته ومؤيديه ؟! لان زينب اين كانت ؟ في براني يزيد بن معاوية. هذا متعذر بكل تاكيد حتى في البلدان التي تدعي الحرية والديمقراطية كفرنسا وايطاليا وبريطانيا وغيرها. فان الحرية الشخصية مكفولة هناك شكليا أو نسبيا واما المناقشة في نظامهم والاعتراض على مسلماتهم واسس سياساتهم واسرار دولهم فهو ممنوع، قليلا كان أو كثيرا وليس فيها اية حرية كائنا من كان. وان رغمت انافهم نقول ذلك (وهنا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد مرات متعددة). ومن ذلك (اعني حين يضطر النساء للدفاع عن مواقف الرجال) موقف الزهراء (سلام الله عليها) (وقدمنا موقف زينب لانه اوضح واشرح) حين اضطر امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) إلى البقاء في بيته حوالي عشرين عاما. وانما كانت الفرصة الرئيسية والكلمة الشجاعة موجودة للزهراء (سلام الله عليها) والتي كانت شكليا تتخذ صورة المصلحة الشخصية، اعني المطالبة بفدك وموارد فدك وارباح فدك. ولكنها في الحقيقة ذات مصلحة عامة واقعية، وهي المطالبة بامامة زوجها امير المؤمنين (سلام الله عليه) وخلافته وتسنمه منصب الرئاسة الفعلية والقيادة في المجتمع. [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"]تأملات في مواقف السيدة الحوراء
بسم الله الرحمن الرحيم من عرين السادة المتقّين والأمراء الصالحين أشرق نور الطهر والقداسة، وفي بيت لا شيء فيه من حطام الدنيا وزخرفها، وفيه من التقى والصلاح كل شيء، أبصرت السيدة زينب عليها السلام النور في هذا العالم لترى فيه ومن حولها رسول الهداية للبشرية وحماة الرسالة علياً وفاطمة، وأخويها ريحانتي رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسيديّ شباب أهل الجنة. فاستقبلت الحياة بأعباء الرسالة وهمومها ومشاكلها التي كلّفت النبي صلّى الله عليه وآله الكثير من التضحيات، وما كان منها إلاّ أن شاركت بكل جدارة في تحمّل المسؤوليات الجهادية التي أولاها اللّه عزّ وجلّ لأهل هذا البيت الطاهر. وفي الوقت الذي كانت فيه دعوة النبي صلّى الله عليه وآله في الصدر الأول للإسلام عاصفة تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة من أرباب الشجرة الخبيثة والملعونة حيث إستطاعت الدعوة الثبات والمواجهة ضد كل محاولات القضاء عليها في مهدها، شاءت الأقدار أن تعايش السيدة زينب عليها السلام وتواكب كل الأحداث والمصائب التي تعرّض لها الإسلام بدءً من عصر رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وما تركته وفاته من بصمات أليمة ألقت بظلالها على التاريخ مروراً بحياة أبيها وأمّها وجهادهما، إلى وقفتها في كربلاء وما جرى فيها من أحداث. ولم تكن واقعة كربلاء مجرّد حدث عابر في حياة السيدة زينب بقدر ما كانت عنواناً ندخل منه إلى العديد من المواقف التي عبّرت من خلالها عن صرخة الضمير علَّها بذلك تنقذ ما تبقّى منه في عقول المسلمين ونفوسهم التي تلوّثت وتدنّست برذائل الخبث والكيد الأموي الحاقد على الدين وأهله. لذا كان لمواقف السيدة زينب عليها السلام في كربلاء وخطاباتها في المرحلة التي تلتها الأثر الكبير في حفظ الثورة الحسينية وحمايتها وإيصال صوتها إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي الذي إستفاق على صوت زينب وهي تحاول إيقاظه من سباته العميق، وأبرز هذه المواقف كانت في أرض كربلاء، ومن ثمّ الكوفة وفي مجلس ابن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام إلى حين رجوعها إلى المدينة. فما هو الدور الذي قامت به؟ وما هو الأثر الذي أحدثته مواقفها وخطاباتها في تلك الحقبة من الزمن؟ عندما نراقب مجريات الأحداث بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام ونلقي نظرةً على ما حدث في هذه الأماكن الثلاثة، وبالتحديد مواقف وكلمات السيدة زينب عليها السلام نكتشف مدى الصدى الواسع الذي ألقته في ذلك المجتمع المهزوم حيث تحوَّل ذلك إلى مجتمع ملتهب ضدّ الحكّام الظالمين المتمثّلين ببني أميّة. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة التي كانت عليها، والمصيبة التي حلّت بها وبالهاشميات من آل بيت النبي صلّى الله عليه وآله، فهي التي شاركت الإمام الحسين عليه السلام في مصائبه، وانفردت عنه بالمصائب التي رأتها بعد شهادته والنهب والسلب والضرب وحرقِ الخيام والأسر. وفي قراءتنا لهذه المواقف نلاحظ ما يلي: في الكوفة: عندما رأت السيدة زينب الناس يتباكون ويتعاطفون (التعاطف الملعون) صاحت بهم لتعلّمهم أنَّ البكاء وحده لا ينفع بل لا بدّ من التعبير بغير البكاء والصياح لرفض ظلم الأمويين، وفي نفس الوقت أرادت أن تشعرهم بمسؤوليتهم الكبيرة تجاه ما حصل وممّا قالته: " أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل (الخداع) والغدر... أتبكون؟ " . وكان لخطبتها الأثر الكبير في نفوس الكوفيين وهزّ ضمائرهم التي كانت مخدّرة، بالإضافة إلى موقفها من أهل الكوفة عندما وصل إليها ركب السبايا واجتمع أهلها للنظر إليهنّ ومحاولة تلك المرأة الكوفية التصدّق عليهنّ... في مجلس ابن زياد حاول الطاغية ابن زياد التهجّم على أهل بيت النبوة الأطهار، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء، فكان ردّها قاسياً وعنيفاً ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التي كانت تلاقيها في ذلك المجلس الذي دخلت إليه وهي متنكرة رغم جلال النبوة وبهاء الإمامة المنسدل عليها. وكان في ضمن ردّها على شماتة ابن زياد: " ما رأيت إلاّ جميلاً. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم..." وهو تعبير عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ. في الشام سمعت العقيلة زينب يزيد بن معاوية يتمثّل بأبيات من الشعر لابن الزبعري وفيها: ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا لأهلّوا واستهلوا فرحاً جزع الخزرج من وقع الأسل ثم قالوا يا يزيد لا تشل فكان جوابها عليها السلام: " الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على رسوله وآله أجمعين صدق سبحانه حيث يقول: " ثم كانت عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا..." أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول اللّه سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... " وهذه الكلمات بيّنت من خلالها للناس الغافلين عن حادثة كربلاء وعن السبايا حيث كان اعتقاد أهل الشام أنهنّ من المارقين عن الدين، بيّنت لهم الحقائق، وأجلت لهم المواقف وفضحت أفعال يزيد وجرائمه التي ارتكبها بحق أهل البيت عليهم السلام. لذا كان من الواضح جداً أنّ ما فعله يزيد بن معاوية لم يلاقِ من أهل الشام إلاّ زيادة الحبّ له لولا دخول موكب السبايا إلى الشام والفضيحة التي تعرّض لها من خلال مواقف الإمام السجاد والسيدة زينب (عليهما السلام). في المدينة نظراً لاستفحال الأمور في الشام حيث دوّت أصداء الجريمة الأموية في أرجاء الشام، عند ذلك لم يجد يزيد بُدّاً وخوفاً من الفتنة وإنقلاب الأمر عليه من إخراج موكب السبايا إلى المدينة موطنهم الأساس. وقبل الدخول إلى المدينة أمر الإمام زين العابدين عليه السلام بضرب الخيام عدّة أيام، ليدخل إليها بعد أن يكون قد أحدث ضجة وهزّة وسط الناس الذين اجتمعوا إثر ذلك حول الإمام والعقيلة زينب، وهذا ما أفسح لهما في المجال لمخاطبة الناس والحديث إليهم عمّا جرى في كربلاء، وكان من أهم آثار ذلك ثورة المدينة بقيادة عبيد اللّه بن حنظلة (غسيل الملائكة). ومما يكشف لنا عن الخطر الذي شكّله دخول السيدة زينب إلى المدينة على الحكم الأموي، رسالة والي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق إلى يزيد والتي يقول فيها: " إن كان لك بالمدينة شغل فأخرِج ابنة علي منها، فإنّها قد ألّبت الناس عليك "، وهكذا إستطاعت السيدة زينب عليها السلام من خلال مواقفها وخطاباتها وجرأتها أن تُكمل مسيرة الحسين عليه السلام، فكانت الكلمة الواعية إستكمالاً لعطاءات الدم والجهاد التي بدأت في كربلاء.[/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] صبر وشجاعة في ان واحد زينب الثائرة انموذجا معروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر، وشفّافية العواطف، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية، لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً.. وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي في نفس المرأة، فلا يعني ذلك أنّها تأسر المرأة، وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية.. فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة، ونفاذ الوعي، وسموّ الهدف، أن تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة، أمام المواقف الصعبة القاسية.. وهذا ما أثبتته السيدة زينب، في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة، التي صدمتها في باكر حياتها، وكانت هي الختام لسنوات عمرها..لقد أبدت السيدة زينب تجلداً وصبراً قياسياً، في واقعة كربلاء، وما أعقبها من مصائب.. وإلاّ فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين، ممزّق الأشلاء، يسبح في بركة من الدماء، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها، من أخوتها وأبناء أخوتها، وأبناء عمومتها وأبنائها، ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلاّ في حالة التّأنّي والثّبات والاطمئنان، وهي قولها: اللهمّ تقبّل منا هذا القليل من القربان.. [/frame]وأكثر من ذلك فهي تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين، حينما رأته مضطرباً، بالغ التأثّر، عند مروره على جثث القتلى.. ويُعبّر الشيخ النقدي عن فظيع مصائب السيدة زينب، وعظيم تحمّلها لها، بقوله: وبالجملة فإنّ مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد، أضعافاً مضاعفة، فإنّها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت عنه (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام، والأسر، وشماتة الأعداء..أمّا القتل فإنّ الحسين قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان، وجنّة ورضوان، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً، بين أولئك الظالمين، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة..وأيّ مستوى من الصبر عند السيدة زينب، حينما تصف ما رأته من مصائب، بأنّه شيء جميل: والله ما رأيت إلاّ جميلاً. رداً على سؤال ابن زياد لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟!.. |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] وقفة مع سيدة المقاومة الكبرى زينب بسم الله الرحمن الرحيم كل امة من الأمم وكل شعب وحضارة في تاريخ البشرية إنما تفتخر بعظمائها وصانعي أمجادها ولا يمكن ان تنفصل أي امة عن تاريخها والا قضت على نفسها بالاندثار والسقوط ونحن المسلمون يطفح تاريخنا بالعظماء وأولئك الذين سطروا أروع القيم الإنسانية المرتبطة برسالة السماء وليس هؤلاء العظماء من الرجال فقط بل كان للنساء دورا واضحا وعميقا في تاريخ امتنا عبر العصور ونحن هنا نريد ان نقف عند واحدة من تلك النساء الجليلات التي كان لها الدور الواضح والفاعل في تاريخ الإسلام والتشيع الا وهي السيدة زينب حيث تصادف ذكرى وفاتها في الخامس عشر من شهر رجب والكلام عن هذه السيدة الجليلة والعلوية النبيلة واسع وغزير ونحن هنا انما نمر مرورا سريعا على بعض المحطات من حياتها التي لها النفع والعبرة في واقعنا عموما وواقع المراة المسلمة خصوصا وربما سنترك الاشارة الى اهم محطة في تاريخ السيدة زينب الا وهو دورها في واقعة كربلاء وما بعدها من رحلة السبايا وذلك بسبب ان هناك زوايا اخرى من حياتها مجهولة عن الاعم الاغلب من ابناء المجتمع فانت تلاحظ اننا لا نعرف شيئا عن تاريخ زينب قبل واقعة كربلاء وعن تاريخها بعد رجوع السبايا للمدينة وعلى العموم فان حديثنا وباختصار سيكون على عدة نقاط ******************** اولا: من المعروف انها هي أول بنت ولدت لفاطمة (صلوات الله عليها) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة وبعد عام أو أكثر أنجبت السيدة الزهراء ( ع ) بنتاً أخرى هي أم كلثوم والملاحظ انها حفت بالبركات والتاييد الالهي من صباها حتى ان اسمها كان باختيارا الهيا فقد ورد لما ولدت زينب ( ع ) جاءت بها أمها فاطمة ( عليها السلام ) الى أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقالت : سمّ هذه المولودة .فقال : ما كنت لأسبق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان النبي(ص) في سفر له ، ولما جاء ( صلى الله عليه وآله ) وسأله علي(ع) عن اسمها ، فقال : ما كنت لأسبق ربي ( تعالى ) فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل ، وقال له : سم هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الاسم. ومن المعروف عند علماء اللغة ان معنى اسم زينب هو (الشجرة الطيبة) اننا نلاحظ ان هناك اعدادا الهيا ونبويا للادوار التي ستؤديها زينب الحوراء (ع) وحجم المسؤلية التي ستقع على عاتقها في المستقبل ومن هنا اشار النبي (ص) الى ما ستلاقيه الحوراء(ع) في مستقبلها من مصائب ومحن فقد روي ايضا بما مضمونه أن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ولدت أخبروا بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء إلى منزل فاطمة (عليها السلام) وطلب منها ان تحضر له المولودة الجديدة ، فلما أحضرتها أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمها إلى صدره الشريف،فبكى وسال الدمع حتى جرى على لحيته الشريفة. فسألته فاطمة (عليها السلام): على هذا البكاء، فاشار(صلى الله عليه وآله وسلم): أن هذه البنت بعدك وبعدي تبتلى ببلايا فادحة، وترد عليها مصائب ورزايا مفجعة. فبكت فاطمة (سلام الله عليها) عند ذلك، ثم قالت: يا أبه! فما ثواب من يبكي عليها وعلى مصائبها؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بضعتي ويا قرة عيني إن من بكى عليها وعلى مصائبها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها، وكذلك اشار الامام علي الى هذا الجانب فقد وروي انه لما ولدت السيدة زينب (عليها السلام) وكان قد آن توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) نحو البيت، استقبله ولده الإمام الحسين (عليه السلام) يبشر أباه بالمولود الجديد و إن الله تبارك وتعالى قد وهب له أختا، ثم نظر في وجه أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ليرى أثر البشارة عليه، فإذا به يرى عيني أبيه قد اغرورقت بالدموع ثم أخذت حبات الدمع تتقاطر فتأثر الحسين (عليه السلام) بتأثر أبيه وجرت دموعه على خديه وساله عن سبب بكائه فأخذ علي (عليه السلام) يقص عليه ما سيكون من قصة كربلاء وواقعة الطف في يوم عاشوراء: من قتل الرجال وسبي النساء وعلى رأسهم هذه السيدة الوليدة زينب (ع) ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ثانيا: وكان من ابرز ملامح حياتها التشدد في العفاف الذي عاشته الحوراء (ع) فقد كان مضربا للمثل حدّث يحيى المازني قال : كنت في جوار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المدينة لمدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً ، وكانت اذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تخرج ليلاً ، والحسن عن يمينها ، والحسين عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها ، فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن مرة عن ذلك ؟ فقال : أخشى أن ينظر أحد الى شخص أختك زينب ومما نستفيده مما تقدم امرين: 1- الدور المهم للأسرة وخصوصا الأب في الحفاظ على تربية ابنائه وبالذات البنات وضرورة تهيئه الأجواء المناسبة وتوجيه الأولاد والبنات نحو السلوك السليم ومن هنا نجد البون الشاسع بين ما قام به امير المؤمنين في التربية والحفاظ على ابنته الحوراء وبين الكثير من التصرفات المؤسفة التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم من اهمال واضح من حيث عدم متابعة هذا الجيل وخصوصا ما نلاحظة من تقليد كثير من الشباب والشابات لرموز منحرفة من العالم الغربي من ممثلين ومغنيين وغيرهم فالعجيب ان الاب اليوم يرى ان ابنته أوابنه يقلد رموز الضلال في ملبسهم وحركاتهم بل حتى في طريقة تفكيرهم واسلوبهم في الحياة ويغض النظر عن ذلك كانه ليس معنيا به وليس من واجبه الا توفير الطعام والملبس لهم فاين نحن مما كان يفعله امير المؤمنين (ع) من حرص شديد على صون ورعاية اسرته الكريمة 2- اننا وجدنا في موقف الحوراء زينب تعاطيا ايجابيا مع اسلوب ابيها امير المؤمنين في توفير اجواء العفاف والتستر لها على عكس ما نراه اليوم من تذمر يصل الى حد العصيان عند بعض الفتيات تجاه ابائهن او اخوانهن حينما يعمدون الى توجيههن نحو الالتزام بالشريعة السمحاء والحفاظ عليهن من الانزلاق في شباك الانحراف والرذيلة. فمن هنا ندعو جميع الفتيات والشابات الى ان يكون موقفهن من تعاليم الاباء كموقف الحوراء زينب من تعاليم امير المؤمنين ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ثالثا: ان من ابرز ادوارها هو دورها العلمي والتربوي لنساء الامة فقد كانت تشارك المعصومين في العمل الرسالي والتوعوي فقد كانت في الكثير من الاحيان مرجعا لنقل احكام الاسلام وتعاليم المعصومين للنساء من خلال اللقاء المباشر مع نساء المسلمين و كانت العقيلة زينب تفسر للنساء القرآن الكريم ، وتروي لهنّ أحاديث جدها المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) والمعصومين (ع) ومن هنا نجد على كل امرأة تعتبر السيدة زينب قدوة لها ان تسعى للتعلم والتثقف بل ان يكون لها دورا حقيقيا في العمل السلامي وتوجيه النساء الى تعاليم القران الكريم والمعصومين وان تكون عنصرا فاعلا في اصلاح المجتمع فمن المؤكد ان المراة نصف المجتمع اذا صلحت صلح المجتمع ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ رابعا: وكان من المشهور ان لها العديد من الالقاب ومن ابرزها زينب الكبرى، وذلك للتفريق بينها وبين من سميت باسمها من أخواتها بنفس الاسم كما أنها تلقب بالصديقة الصغرى، للفرق بينها وبين أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام). وتلقب بالعقيلة، وعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين ـ والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها، ولقبت وبالموثقة، والعارفة، والعالمة غير المعلمة، والفهمة غير المفهمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، و وليّة الله العظمى الراضية بالقدر والقضاء ، وأمينة الله ، ومحبوبة المصطفى(صلى الله عليه وآله) ، وقرّة عين المرتضى (عليه السلام) ، ونائبة الزهراء (عليها السلام) ، و الزاهدة ، والفاضلة ، والعاقلة ، والكاملة ، والعاملة ، والعابدة ، والمحدّثة ، والمخبرة، وكعبة الرزايا ، والمظلومة ، والوحيدة ،والفصيحة ، والبليغة ، والشجاعة ، وعقيلة خدر الرسالة ، ورضيعة ثدي الولاية ، ومما سمعنا انها لقبت بعابدة ال علي(ع) فقد عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، فقد روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله : ( ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل ) وهذا من تعلقها بالله تعالى وشدة تقواها لله ومن هنا نعلم ان الحوراء تقدم لنا درسا في انه لا فرق بين الرجل والمراة في العبادة وطلب التكامل فهي تقدم مصداقا حقيقيا لقوله تعالى : (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) فاين نسائنا اليوم من كل ذلك واين هن من الاقتداء الحقيقي بعابدة ال علي ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ خامسا : نجد ان هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء عليها السلام منها : 1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة قبل ان تخطب فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على ولايتها التكوينية عل الاخرين. 2- العلم اللدني فقد قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام انها كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر من ذلك العلم في خطبتيها العظيمتين في الكوفة والشام والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكية و كانت زينب عليها السلام آن ذاك صغيرة السن لم تتجاوز السادسة ، و استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا فسلام عليك يا ام المصائب زينب يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية شفيعة لشيعة ابيك امير المؤمنين وزوار اخيك ابي عبد الله الحسين [/frame] |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
[frame="11 98"] السيدة زينب (عليها السلام) شقيقة الحسين (عليه السلام): من لا يعرف أن السيدة زينب بنت علي وفاطمة (عليهم السلام)، هي شقيقة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ بلى، السيدة زينب كانت الجزء المكمل لمسيرة السبط الشهيد، وإذا كانت واقعة الطف من أقدار الله سبحانه، فإن من تقديره الحكيم أن يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة لشخصية أخيها الحسين تماماً، لا في الجوانب المادية فقط، وإنما في كافة الجوانب. وإذا جعل الله مع آدم زوجته، ومع موسى اُخته، ومع عيسى أمه، ومع النبي بنته، فقد جعل مع الحسين اخته الصديقة الصغرى، فهما من شجرة واحدة، فالتربية واحدة في كنف الرسول، وفي حضن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتحت ظلال أميرالمؤمنين علي (عليه السلام). إنها كبرى الأسباط بعد أخويها الحسن والحسين، وهي إلى ذلك تجسد شمائل أمها بكل جلالها وجمالها، وتتمثل بشخصية أبيها بكل تقواها وعلمها، وتتناسب مع شخصية أخيها الحسن، وتكاد تتطابق مع شخصية أخيها الحسين. فإذا كانت التربية أو الوراثة ذات أثر في صياغة أحد، وإذا كانت الأحداث هي التي تصنع شخصية إنسان، وإذا كانت رسالة الفرد الأساسية التي قدرت له ذات أثر في بناء كيانه، فإنّ الصديقة زينب شاركت أخاها الإمام الحسين (عليه السلام) في كل ذلك. ومنذ الأزل كانت واقعة الطف مقدرة، إذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الإسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة، وكانت الأحداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ودخول بني أمية على مسرح الأحداث من جديد تحت غطاء النفاق، وفي غفلة من الانصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة. قامت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في وجه ذلك الانحراف، ورسمت لأبنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها، وبآثار الضرب على متنها، وبصرخاتها المدوية، وبآهاتها التي زلزلت أركان المدينة.. رسمت بكل ذلك وبسقط جنينها محسن، طريق التحدي، فكانت بذلك سيدة نساء العالمين، إذ أنها وضعت حجر الزاوية الأول في بناء الاسلام النقي، الذي لا يحكم فيه الطغاة باسم الدين، ولا يتحكم في مصير أهله المنافقون باسم القرآن والرسول. رسمت طريقاً لحمل أعباء الدعوة، معالمه الهجرة والقيام، والقتل والشهادة، ثم الكلمة الثائرة التي لاتهدء، والدمعة الناطقة التي لاترقى. وكانت زينب بنت الزهراء شاهدة عاشوراء، شقيقة الحسين (عليه السلام)، قد استوعبت الدرس تماماً! أليست هي التي شاهدت - بأم عينها - كيف حمت أمها الصديقة الكبرى، إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط، تنادي فضة وتقول: والله لقد قتلوا ما في أحشائي؟ أو ليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها، وتغتصب نفسها وتتحمل كل الآلام، وهي تسارع إلى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة؟ ألم تشاهد كيف يهوي ذلك العتل بسياطه على كتف أمها لكي تترك زوجها؟ بلى، وكانت زينب إلى جانب أمها حين أنشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد أبيها بالمدينة، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب. وانطبعت في شخصية الطفلة العالمة غير المعلمة معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية، وكانت مسيرتها من المدينة إلى الطف، وإلى الكوفة، وإلى الشام، ثمّ إلى المدينة والآفاق، نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة (عليهما السلام) من البيت إلى المسجد، ومن المسجد إلى البيت، ومن قبل تطوافها على بيوت الأنصار طالبة منهم نجدة الحق. وكان خطابها في الشام كخطاب أمها في المسجد النبوي، المثل والأهداف، والتعابير والنبرات، والشجاعة والحكمة، والاثارة والاستنهاض، كلها واحدة.. وزادت البنت على أمها أنها كانت أسيرة مكبلة، مفجوعة بأعز الناس، ولكنها عادت فأسرت آسريها، وقيدت مكبليها، وقهرت قاتلي أهلها بالكلمة الحق وحسن التوكل على الله، وكفى بالله وكيلا. |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
وآخر دعوانا الحمدلله رب العالمين
أتمنى ان تستفيدون مما وضعته بين أيدكم أختكم عشقي حسيني |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
http://bairout-nights.com/imgcache/43332.imgcache.gif يسلموووو الايادى غلاتي ع المجهود الاكثر من رائع لاعدمنا جديدك تقبلى مرورى http://bairout-nights.com/imgcache/43333.imgcache.gif اجرك على السيدة زينب (ع) |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين والمنتجبين أمُ الكتابِ في جـوامـعِ العـلا أمُ المصـابِ في مجامعِ البـلا رضيـعةُ الوحىِ شقيقةُ الهـدى ربيـبةُ الفضـلِ حليفةُ النـدى ربـةُ خدرِ القـدسِ والطـهارة في الصونِ والعفافِ والخـفارةِ فإنـها تـمثـلُ الكنـزَ الخـفي بالسـترِ والحيـاءِ والتعـفـُّفِ تمثِّـلُ الغيـبَ المصونَ ذاتـها تعـربُ عنْ صـفاتِهِ صـفاتها السلام عليك يابنت الرسول والزهراء البتول السلام عليك يابنت عليّ المرتضى وأخت السبطين أهل اتقى السلام على الحوراء ومعدن الصبر والوفاء بارك الله عملك حبيبتي الغالية.. وجعلك من التابعين الصادقين والموالين المشفّعين... http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/122268.png |
رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام
اللهم صلي على محمد وآل محمد السلام على من رأت أخيها مرمل بالدماء السلام على الأسيرة المسبية السلام على قلب زينب الصبور ولسانها الشكور السلام على من حفظت الحرم والأطفال السلام على صاحبة النفس الهاشمية الحيدرية السلام عليك أيتها المتحيرة في خرابة الشام السلام على أم مصائب زينب .... سلام عليها ما بقي الدهر وردة 25وردة 25وردة 25 شكرا لمروركم العطر موفقين لكل خير بجاه أم مصائب زينب عليها السلام وردة 25وردة 25وردة 25 |
الساعة الآن 12:59 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir