منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=28378)

حور عين 11-08-2010 10:44 PM

قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^

كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ,
فَمَن شَاء ذَكَرَهُ, فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ, مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ,
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ, كِرَامٍ بَرَرَةٍ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام
على سيد المرسلين إبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين


الفقير إلى الزاد والمُتحسب ليوم المعاد ...
هو المتمسك بأذيال خدمة أهل الرسالة المحمدية
والدرّة العلوية والعترة الهاشمية
من محمد الرسول الأعظم (ص) وآل محمد الأطهار, آل البيت عليهم أجمعين أفضل الصلوات
وأزكى التحيات


في هذا الموضوع ...سلسلة من قصصٌ وحكم...
وعبر ودروس
من
حياة المعصومين ..عليهم السلام أجمعين

البعض أو لربما الأغلب منّا قد قرأ منها,
أوسمع عنها
ولكن ....وفي هذا الشهر الفضيل ونحن ندعو
الله المولى الكريم
بأن يغفر لنا ويزيد تقوانا
ندعوه ونرجوه ونتقرّب إليه بالصيام
والقيام وبمختلف العبادات...
عسى الله أن يكرمنا زهد التعبد وأجابة الدعاء
وسماحة الخلق
والحشر
مع محمد وآله الكرام...

أرتأينا أن نطرح هذه السلسلة الكريمة وهي
قصص من حياة
أولئك المطّهرون والذي خلقهم الله من نور
وكرمّهم بمنزلة لم تُعطى
لغيرهم من البشر

حياةٌ تمثلت فيها أسمى وأصدق وأنبل المعاني الأنسانية
لم يعصوا الله فيها ولو بطرفة عين
وماكانت أخلاقهم إلا بخُلق القرآن الكريم
وماكانت أيامهم والتي عاشوها إلاْ فصول من
التضحية والفداء والدفاع عن الحق
والدين وأعلاء لكلمة


لا إله إلا الله

لم يتزودوا من الدنيا مايخلّدهم فيها...ولم يسعوا للخلود
وماكنت غاياتهم
وإنما أفعالهم وأخلاقهم هي من خلّدتهم
فسّطروا لنا أروع الدروس
وأبلغ الحكم...
ليتنا تمسكنْا فيها حرفاً بحرف
فلما

آل الحال إلى مانحن عليه الآن


فالعبر لاتعرف غاياتها إلا بصدق
الفعل والمنطق
و مالم تترسخ وتتعمق في الفكر ومايترجم
ذلك في السلوك
فليست الغاية أو الهدف هو فقط في كثرة
الصلوات وأزدياد أيام الصيام وأقامة النوافل
وتعداد الختمات القرآنية وماإلى ذلك
من الطاعات
وكلها محمودٌ وفيه الأجر بأذن رب العالمين

وإنّما حتى تخلد الذكرى وتُستسقى الحكمة
من جديد وتستزيد
وحتى يبقى الرادع حاضر وتبقى
القدوة نصب الأعين
ويبقى الدرس خالداً في الفكر..
لايُغفل عنه أو ينسى


فما فائدة العبادات وأن زادت وأستزادت أن
لم يصدق فيها القلب ولم يخشع ولم يبقى فيها
الرادع حيا.

ولذا نرجو من هذه السلسلة المباركة والتي ستُطرح
فيها وفي كل مرة
قصة من حياة معصوم من آل البيت
عليهم السلام
نرجو... بأن تؤتي أُكلها في كل مكان
وفي كل حين

ستُطرح السلسلة وبأذن الله و
بصورة مستّمرة
ومتى ماسمح الحال بذلك
طوال الشهر الفضيل...
عسى الله أن ننتفع بها ومنها أجمعين
آمين ...يارب العالمين
ونبدأ ببسم الله وبركته في ذكر

القصة الأولى

الأمانة في تجارة النبيّ(ص) لخديجة عليها السلام


عن محمد بن أسحاق قال;
كانت خديجة بنت خويلد عليها السلام إمرأة تاجرة
ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم
إيّاه بشيء تجعل لهم منه وكانت قريش قوماً
تُجاراَ فلما بلغها عن
رسول الله (ص)
من صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه,
بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها
تاجراً إلى الشام وتعطيه أفضل ماكانت تُعطي
غيره من التّجار

مع غلام لها يُقال له; ميسرة
فقبله منه رسول الله (ص) وخرج في مالها ذلك
و معه غلامها ميسرة
حتى قَدِمٌ الرسول (ص) الشام

فنزل رسول الله (ص) في ظل شجرة قريبة
من صومعة رجل راهب


فإطّلع الراهب إلى ميسرة فقال;
من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة؟
فقال ميسرة; هذا رجل من قريش , من أهل الحرم,
فقال له الراهب;
مانزل تحت هذه الشجرة إلاّ نبي,

ثم باع رسول الله (ص) سلعته وبضاعته التي
خرج بها
وأشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلاً إلى مكة
ومعه ميسرة
وكان ميسرة فيما يزعمون قال;

إذا كانت الهاجرة ( نصف النهار في القيظ)
وأشّتد الحر
نزل ملكان
يظلّلانه من الشمس وهو يسير على بعيرة.

فلّما قدِمَ مكّة على خديجة بمالها باعت ماجاء به
فأضعف أو قريباً
وحدّثها ميسرة عن قول الراهب وعماكان يرى
من أظلال الملكين فبعثت إلى
رسول الله(ص)
فقالت له فيما يزعمون;
يابن عمّ..قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك
في قومك وسمو منزلتك فيهم وأمانتك عندهم
وحسن خلقك وصدق حديثك
ثم عرضت عليه نفسها


وكانت خديجة إمرأة حازمة لبيبة وهي يومئذ
أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً,
وكلّ قومها قد كان حريصاً على ذلك ولو يقدر عليه
فلّما قالت لرسول الله (ص) ماقالت

ذكر ذلك لأعمامه ,
فخرج معه منهم حمزة بن عبد المطلب حتى دخل
على عم خديجة بنت خويلد (ع)
فخطبها إليه فتزّوجها رسول الله (ص).

قالى الرسول (ص);

لا ايمان لمن لا امانة له

جعل الرسول (ص)
الامانة....دليلا على ايمان
المرء وحسن خلقه

وفي الختام نرجو الله أن يرحمناويغفر لنا
ويتقبل أعمالنا ويهدينا للمزيد من أنواره...
ومن أنوار آل البيت(ع)
نرجوه لنا جميعاً

والحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطاهرين


عاشقة موسى الكاظم 12-08-2010 12:57 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
جزاك الله خيرا
موضوع جدا جميل
ننتظر ابداعاتك المميزه

نور القرآن 12-08-2010 03:28 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بورِكتِ عزيزتي" حور عين


ع الطرح الطيب ,,


جزاكِ المولى خير الجزاء و آتاكِ علماً نافعاً .. و يقيناً صادقاً .. وإيماناً ثابتاً إن شاء الله


متآبعه معكِ إن شاء ا لله

لكِ مني تحية وسلآم

ياسمينة 12-08-2010 06:51 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بارك الله فيك اختي وفي ميزان حسناتك يارب ....

زهرةالورود 13-08-2010 07:11 AM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
اللهم صلي على محمد وآل محمد
مشكوووووووووره يعطيك العاااااااافيه

حور عين 13-08-2010 12:38 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين




القصة الثانية

عدالة الأمام أمير المؤمنين علي عليه السلام

لايخفى على أحد , كائناَ من كان, أشيعياً كان
أم من أهل السنة والجماعة,
أمؤمناَ كانَ أم على غير ذلك ,
علمه وشهادته عن عدل وزُهد الأمام ...
إمام المتقين علي(ع)
وبعض ماقرأناه عن عدل يعسوب الدين وأمام
الزاهدين يتجلىّ في الرواية التالية;

من كلام ل أمير المؤمنين عليه السلام;

والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً
وأُجّر في الأغلال مصفّداً
أحب إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة
ظالماً... لبعض العباد
وغاصباً لشيء من الحطام (الحطام يعني الدنيا),

وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها
ويطول في الثرى حلولها
والله لقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتّى أستماحني
من بّركم صاعاً,
ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنّهم
سّودت وجوههم بالعظلم

, وعاودني مكررّاً وكررّ عليّ القول مرّدداً,
فأصغيت إليه سمعي , فظّن أن أبيعه ديني
وأتّبع قياده
مفارقاُ طريقتي, فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه
ليعتبر بها,
فضّج ضجيج ذي دنف من ألمها, وكاد أن يحترق
من ميسمها
فقلت له;
ثكلتك الثواكل...ياعقيل أتئن من حديدة أحماها أنسانها
ل لعبه
وتجّرني أنت إلى نار سّجرها جبارها لغضبه؟
أتئن من الأذى ولاتئن من اللظى؟

وأعجب من ذلك ...طارق طرقنا بملفوفة في وعائها
ومعجونة شنئتها
كأنّها عُجِنت ب ريق حّية أو قيئها, فقلت;
أ صلة أم زكاة أم صدقة؟؟؟

فذلك كله مُحّرمٌ علينا أهل البيت,
فأجاب الطارق;
لا ذا ولا ذلك ولكنّها ..هدية

فقال الأمام عليه السلام;
هبلتك الهبول أ عن دين الله أتيتني ل تخدعني؟
أ متخبطٌ أنت أم ذو جنّة أم إنّك تهجو؟
والله...لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها
على أن أعصي الله في نملة...أسلُبها جلب شعيرة ...
ما فعلته
وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة فم جراد تقضمها ,
ما ل عليّ ونعيم يفنى ولذّة لاتبقى...نعوذ بالله من سبات
العقل وقُبحْ الزلل.... وبه نستعين.


البحار: ج ٤١, ص ١٦٢.


ونذكر قصيدة له عليه السلام في ذات المعنى
بعنوان
زلــــزلـــــــــــــــة

اذا قـــربـــت ســـاعة يــالــــــهـــــا ***
وزلــزلت الارض زلــزالــهــــــــــا

تسيــر الجبـــال علـــى ســــرعتــة ***
كمــر الســحــاب تــرى حــالــهــــــا

وتنفــطــر الارض مــن نفــخــــــة ***
هنــــالــك تــخــرج اثـــقـــالـــــهــــــا

ولا بــد مـن ســائـــــل قـــائـــــــل ***
مــن النـــاس يـــومئــــذ مـــالـــهــــــا

تـــحــدث اخبـــارهـــا ربــــهـــــا ***
وربـــك لاشــــك اوحــــى لــــــهـــــا

ويـــصــدر كــل الـــى مـــوقــــف ***
يــقــيــم الــكـــهــول واطـــفــالـــهـــا

تــرى الـنـفس ماعـملت محضــــرا ***
ولـــو ذرة كـــان مـــثـــقـــالـــــــهــــا

يـــحـــاســـبهـــا مـــلـــك قــــــادر ***
فــــامـــا عـــلــيـــهـــاوامــا لـــــهــــا

ذنـــوبي ثــقـــال فــمــا حـيـلتـــــي ***
اذا كنــت فــي البــعث حـــمــالـــهــــا

تــرى الـنـاس سكرى بلا خمـــــرة ***
ولــكن تـــرى الــعيــن مــا هــالــهــــا


نسيـــت الـــمــعــاد فيا ويــلهــــــــا ***
واعـطــيـت لـلنــفــــس امـــالـــهـــــــا




ياسيدي وياأمامي...أتذكر كل ذلك وأنت أمير المؤمنين
ووصيّ خاتم النبين وقائد الغّر المحجلّين
وقسيم الجنة والنار
و و و

فوالله لاتكفي ساعاتي وصفحاتي لأن أعّدد مناقبك
وما أستطيع ...!!!!!

فما أقول عن نفسي؟؟؟؟
إلهي ...مالي غيرك غفارا ولامن سواك توابّا
ولاأرجو دونك عفوا إلهي ...

يا غفار ! بنورك اهتدينا ، وبفضلك استغنينا،
وبنعمتك أصبحنا وأمسينا، ذنوبنا بين يديك،
نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك،

تتحبب إلينا بالنعم، ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل،
وشرنا إليك صاعد، ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك
عنا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك، أن تحوطنا بنعمك
وتتفضل علينا بآلائك،

فسبحانك ما أحلمك وأعظمك مبدئا ومعيدا.
تقدست أسماؤك،وجل ثناؤك، وكرم صنائعك وفعالك،
أنت إلهي أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني
بفعلي وخطيئتي، فالعفو العفو العفو،
سيدي سيدي سيدي

rose^

::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين 13-08-2010 07:45 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن اعدائهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

احسنتم كثيرا أختي العزيزة ,,, وعطر الله أنفاسكم ..)

موضوع رائع ومميز بارك الله فيكم

بالتوفيق ان شاء الله roseeeee

نسألكم الدعاء

خادمة قائم آل محمد 14-08-2010 06:18 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد وآله الطاهرين الاتقياء
وعجل فرج مولانا وامام زماننا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه.


أحسنتِ جدا على الطرح النير اختي العزيزة حور عيـن ..
بارك الله عز وجل فيكم ولكم وأنار أفئدتكم بنور محمد وآل محمد..
نسألكم صالح الدعاء.

حور عين 14-08-2010 08:28 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

أخواتي المؤمنات المواليات
بارك الله فيكم ولكم على المرور الكريم....ونفعنا

ونفعكم بما فيه خير الدارين .....

تسلمون وحياكم الله
rose^


البصراويه 14-08-2010 11:31 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
مشكووووووووووووووووووووووره بارك الله فيك

حور عين 14-08-2010 11:34 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

القصة الثالثة


العدالة في حكم عليّ بن أبي طالب عليه السلام...
لولا علي لهلك عمر

وصف حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنه
يشابه حكم الأنبياء
وكلنا يعلم بما قاله عنه رسول الله (ص) ;

"أنت مني بمنزلة هارون من موسى،
إلا أنه لا نبي بعدي!!!!

ويتجسّد ذلك في القصة التالية;

عن معاوية بن وهب, عن أبي عبد الله (ع) قال;
أُتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها...
إنّها بغتْ
وكان من قصّتها, إنّها كانت بنت يتيمة عند رجل,
وكان الرجل كثيراً مايغيب عن أهله, فشبْت اليتيمة
فتخوفّت إمرأة الرجل بأن زوجها سيتزوج
البنت اليتيمة,
فدعَتْ بنسوة حتى أمسكنها فغدرتها المرأة
وسلبتها عذريتها بآلة ما

فلّما قدم الرجل , زوج المرأة من غيبته ...
رمت المرأة ببهتان البنت اليتيمة وقالت لزوجها
بأن اليتيمة أرتكبت الفاحشة,
فأقامت البيّنة على قولها بمساعدة جاراتها اللآتي
ساعدنها على أرتكاب الظلم

فرفع القوم كل ذلك الأمر إلى عمر بن الخطاب
فلم يعرف أو يدري مايفعل ...
ونصح الرجل بأن يقصد في مسألته
عليّ بن أبي طالب عليه السلام ....
فأتوا علياً (ع) وقصّوا عليه القصة,

فسأل الأمام علي (ع) للمرأة...إمرأة الرجل;
ألك بينّة أو برهان؟
قالت المرأة ; لي شهود هم هؤلاء جاراتي
ويشهدون على البنت بما أقول, وأحضرتّهن,

فأخرج الأمام علي (ع) السيف من غمده وطرحه
بين يديه,
وأمر بكل واحدة منهّن, فأُدخلِتْ بيتاً....
ثم دعا الأمام بالمرأة , إمرأة الرجل ...فأدارها بكر وجه
فأبتْ.... ورفضت أن تتنازل عن قولها
فرّدها الأمام الى البيت الذي كانت فيه ,

ودعا أحدى الجارات , من الشهود .....
ثم جثا على ركبتيه, ثم قال;
أتعرفينني؟

أنا علي بن أبي طالب (عليك السلام , سيدي)
وهذا سيفي, وقد قالت أمرأة الرجل ما قالت ورجعت
إلى الحّق
وقد أعطيتها الأمان , وأن لم تصْدقينني لأمكنّن
السيف منكِ
فألتفت المرأة إلى عمر فقالت: ياأمير المؤمنين ...
الأمان على الصدق

فقال لها الأمام عليّ عليه السلام; فأصدقي,

فقالت;لا والله ...إنّها رأت جمالاً وهيئة من البنت
اليتيمة, فخافت على فساد زوجها , ف سَقتها خمراً,
ودعتنا فأمسكنا اليتيمة, ثم غدرتها

فقال الأمام أمير المؤمنين عليه السلام;
الله أكبر...أنا أول من فرّق بين الشهود ومثل مافعل
( وفي قصة مشابهة وبذات المعنى)
دانيال النبي (ع)
فألزمّهن الأمام عليه السلام بحدّ القاذف
وألزمّهن جميعاً العقر,
وجعل عقرها أربع مائة درهم, وأمر المرأة
أن تُنفى من الرجل
فطلّقها زوجها ...ثم زوجّ الرجل بالبنت اليتيمة
(الجارية) وساق عنه
الأمام عليه السلام.

هذا هو الأمام التقّي , إمام المتقين وأهل العدل
والصراط المستقيم
وهذا هو عدله ....ومابخل به وحاشى لله لمن مثله
بأن يعزف ويعتزل
من أنكروه حق ولايته وحق الوصاية والتي جاءت بأمر من السماء لا بأمر أهل الأرض.

وباعتباره النموذج الامثل الذي صنعه
الرسول صلى الله عليه وسلم
ومشيئة الله سبحانه وتعالى
التي ارادت لهذا العبد الصالح ان يقود الامة
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم،
وبما يمتلكه الامام عليه السلام
من مقومات العلم والتقوى والشجاعة قضى في
دار القضاء بين المسلمين بما يتوافق
مع حكم الشريعة الالهية وساوى بين الشريف والوضيع،
وبين القوي والضعيف، وبين الغني والفقير،
وبين المراة والمراة، والرجل والرجل،
وبين الرجل والمراة، وحكم للطفل كما حكم للكبير،
وحكم لليهودي والنصراني كما
حكم للمسلم وعدل بين الحاكم والمحكوم
حتى غدا صيته في الحكم والقضاء
شمسا ساطعة تشهد على عدله ونزاهته وحكمته
وسلامة حكمه.

فما فعله ماكان لأن يريد به وجه أحد...
غير وجه الله عزّ وجل.
وهل جاد الزمان بحاكم أو وليّ عادل زاهد ,
تقي ونقي مثل أولياء الله وأهل خاصتّه!!!!!

السلام عليكم ياسادتي وأوليائي ....
سلاماً مباركاً مني مابقيت
وبقي الليل والنهار...

rose^


حور عين 16-08-2010 01:44 AM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين


القصّة الرابعة

الطاعة في أتباع الموعظة

طاعة رسول الله أمرٌ واجبٌ أتّباعه والألتزام به
وتقييد النفس بقيوده
فمن أراد أن يرحمه ويوفقه الله ف عليه بطاعة الله
في الألتزام بأصول وشرائع كتابه الكريم
والمحكم العزيز وملازمته كملازمة
الروح للجسد
وكذلك التمسك بطاعة الرسول محمد (ص )
وآل بيته عليهم السلام أجمعين...
والأعتبار والأمتثال وإتباع
أفعالهم وسلوكهم وتصرفاتهم
وهم كانوا ومازالوا
وسيبقون القدوة الخالدة على مرّ العصور
وحتى قيام الساعة.

أما الطاعة: فهي ضد المعصية ومعناها
الانقياد والاستسلام والخضوع .
وأما لمن تكون؟


فالأصل أن تكون الطاعة لله عزّ وجل وللرسول (ص)

قال تعالى:
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم
[الأحزاب:36].


وطاعة الرسول هي طاعة الله تعالى عزّ وجل
قال تعالى:
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
[آل عمران:31].

ذلك لأن القرآن وحي الله إلى رسوله لفظا ومعنى،
والحديث هو وحي الله إلى رسوله معنى
واللفظ لرسول الله وصدق الله العظيم:
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
[النجم:3-4].

طاعة الله عزّ وجل والرسول (ص);فيها الخير
والبركة والسداد والنصر...


والقصّة التالية
في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يعظ الأمام أمير المؤمنين علي (ع)
وإبنته سيدة نساء العالمين وأم اللأئمة
فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام;

مرّ رسول الله (ص) بعد إنقضاء أيام على زواج
علي وفاطمة عليهما السلام, الزواج الألهي والنوراني المبارك...مرّ على دار فاطمة (ع)
وبارك لهما وهنأهما, وبعد ساعة خرج
علي عليه السلام من البيت
وخلا رسول الله (ص) بإبنته فقال لها;
كيف أنتِ يابنية؟

قالت له فاطمة( ع);
ياأبة, خير زوج ...إلا أنه دخل
عليّ نساءٌ من قريش وقلن لي ; لقد زوجّك
رسول الله (ص)
من فقير لا مال له.

فقال لها رسول الله (ص);
يابنية ...ما أبوكِ بفقير ولا بعلكِ بفقير
ولقد عُِرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضّة,
فأخترت ماعند ربيّ عزّ وجلّ.

يابنّية, لو تعلمين ما عَلِمَ أبوك لسمجت الدنيا في عينيكِ,
والله يابنية ما آليتُكِ نُصحاُ إنّ زوجّتكِ أقدمهم إسلاماً,
وأكثرهم علماً, وأعظمهم حُلماً.
يابنية;
إنّ الله أعزّ وجل طلّع على الأرض إطلاّعة
فأختار من أهلها رجلين
فجعل أحدهما أباكِ والآخر بعلكِ.

ثم قال الرسول (ص);

(( يابنية..نِعْمَ الزوج ..زوجكِ فلاتعصي له أمراً))

ثم دعا الرسول (ص) علياً عليه السلام وقال له;
أدخل بيتكَ وألطفْ بزوجتكِ , وأرفق بها,

(( فإن فاطمة بِضعةٌ مني , يؤلمني ما يؤلمها,
ويسرّني مايسّرها,أستودعكما الله
وأستخلفه عليكما)).(١)

ثم نتجَ مانتجْ..عن الطاعة لأمر رسول الله (ص)
ومن أهل بيت النبوة , فاطمة وعلي عليهما
أفضل الصلاة والسلام
فكان ماكان.... وأثمر ماأثمر من.. لألئ سطرّت صفحات
السماء بأنوار إلهية كانت ومازالت
وستبقى نوراً
وبيارقاً للبشرية

وكان في طاعة مولاتنا البتول (ع) لأمر زوجها
ماقاله فيها بعلها
أمام المتقين ...علي عليه السلام

(( فو الله ما أغضبتُها ولا أكرهتها على أمر حتى
قبضها الله عزّ وجل إليه, ولا أغضبتني ولاعصت
لي أمراً,
ولقد كنت أنظر إليها
فيكشف عني الهموم والأحزان.(٢)

(١ ); البحار, ج٤٣ ,ص٩٣ .
(٢ ) ;بيت الأحزان, ص ٦٢ - ٦٣.

وفي الختام نود أن نذكر أبياتاً في رثاء الأمام
علي عليه السلام زوجه الزهراء بعد إستشهادها ...
عليها صلوات الله وسلامه
في الديّوان المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب
أنه أنشد بعد وفاة فاطمة(ع)


ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ


ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيلُ
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ

وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ

لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
ٌوكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ

سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــلُ


إذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ

لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ التَّوْحِيدُ
وَ لَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ
وَ هُوَ الْكُفْرُ
فَاغْفِرْ لِي مَا بَيْنَهُمَا يَا مَنْ إِلَيْهِ مَفَرِّي آمِنِّي
مِمَّا فَزِعْتُ مِنْهُ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْكَثِيرَ مِنْ مَعَاصِيكَ
وَ اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ
يَا عُدَّتِي دُونَ الْعُدَدِ وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدَ
وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدَ
وَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ
وَ لَمْ يُوْلَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَسْأَلُكَ
بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ
وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً
أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى محَمَّدٍ وَ آلِهِ
وَ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ


يارب آمين...يارب العالمين


rose^

نور القرآن 23-08-2010 07:51 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
أروع رثاء قرأته على الإطلاق ..

السلام عليكم سادتي سلآماً دائماً لا ينقطع أبداً ,,


غاليتي " حور


طرح في قمة الرروعة ,,

قصص مفيدة وعبر قيِّمة ..

ما أجمل الحديث عن المعصومين عليهم السلام وعن حياتهم ,,

بارك الله بكِ وأنار دروبكِ بأنوار المعصومين و زاد إيمانكِ إيماناً و علمكِ علماً ,,

متآبعة إن شاء الله ,,

لكِ مني خالص التحية والسلام ,,

حور عين 23-08-2010 08:27 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين


أخواتي المؤمنات المواليات
بارك الله فيكم ولكم على المرور الكريم....ونفعنا

ونفعكم بما فيه خير الدارين .....

تسلمون وحياكم الله
rose^


حور عين 23-08-2010 08:50 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين



تيمناً بعرض القصة في منتدى القرآن الكريم ,
أرتأينا أن نزامن الحدث ونعززّ المعلومة
من خلال ذكر

القصة الخامسة....قصّة المباهلة


قَدِمَ على رسول الله (ص) وفد نجران فيهم بضعة عشر
رجلاً من أشرافهم وثلاثة نفر يتّولون أمورهم ;
العاقب وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي
لايصدْرون إلا عن رأيه وأمره ....
وأسمه عبد المسيح والسيد وهو ثمالهم
وصاحب رحلهم وأسمه الأيهم
وأبو حارثة بن علقمة الأسقف
وهو حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وله فيهم شرف ومنزلة وكانت ملوك الروم
قد بنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات
لما يبلغهم من علمه

فلّما وجهّوا إلى رسول الله جلس
أبو حارثة على بغلة وإلى جنبه أخ يقال له;

كرز أو بشر بن علقمة يسايره أذا عثرت بغلة
أبي حارثة فقال كرز;
تعس الأبعد يعني رسول الله (ص)
وقال أبو حارثة; بل أنتَ تعْست ,
فقال له; ولم ياأخ؟ فقال أبو حارثة; والله أنّه النبيّ
الذي كنا ننتظره
فقال كرز؟ فما يمنعك أن تتبعه؟؟؟ فقال;
ماصنع بنا هؤلاء القوم...شرّفونا ومّولونا وقد أبو
إلا خلافه, ولوفعلت.... نزعوا منا كل ماترى

فأضمر عليها منه أخوه كرز حتى أسلم...
فلّما قدم على النبيّ أسلم
قال; فقدموا على رسول الله (ص) وقت العصر
وفي لباسهم الديباج وثياب الحبرة على هيئة
لم يقدم بها أحد من العرب
فقال أبو بكر; بأبي أنت وأمي يارسول الله..لو
لبست حلّتك التي أهداها لك قيصر فرأوك فيها

ثم أتوا على رسول الله (ص) فسلّموا عليه
فلم يرد (ص)
ولم يكلّمهم فأنطلقوا يتتّبعون عثمان بن عفّان
وعبد الرحمن بن عوف وكانا معرفة لهما
فوجدوهما في مجلس من المهاجرين
فقالوا;
أنّ نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مُجيبين له...
فأتيناه وسلّمنا عليه
فلم يرد سلامنا ولم يكلّمنا فما الرأي؟؟؟

فقالا ل علي بن أبي طالب (ع); ماترى يا أبا
الحسن في هؤلاء القوم؟؟؟

قال(ع); أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم
ثم يعودون إليه ففعلوا ذلك فسلّموا...
فرّد النبي سلامهم ثم قال (ص);
والذي بعثني بالحق لقد آتوني أول مرة وأنّ أبليس
لمعهم ثمّ سألوه
ودارسوه يومهم وقال الأسقف للرسول (ص);

ماتقول في السيد المسيح ..يامحمد؟؟
فقال (ص);هو عبد الله ورسوله,
قال الأسقف; بل هو كذا وكذا, فقال (ص);
بل هو عبد الله ورسوله
فتّرادا فنزل على رسول الله (ص) من صدر سورة
آل عمران نحو من سبعين آية ..
يتبع بعضها بعضاً وفيما

أنزل الله, رب العرش العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن
تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ
نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا
وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ
عَلَى الْكَاذِبِينَ

فقالوا للنبيّ (ص) نباهلك غداً,
فقال أبو حارثة لأصحابه;
إنظروا فأن كان محمد غداً يباهلكم بولده وأهل بيته ...
فأحذروا مباهلته
وإنّ غداً بأصحابه وأتباعه فباهلوه...

قال أبان عن الحسن البصري;
غداً رسول الله آخذاً بيد الحسن والحسين
تتبعه فاطمة وبين يديه علي
وغدا العاقب والسيد
بابنين على أحدهما درتّان كأنهما بيضتا حمام
فحفّوا بأبي حارثة, فقال أبو حارثة;
من هؤلاء معه, أي مع الرسول (ص)؟؟

قالوا; هذا إبن عمه وزوج أبنته وهذان الطفلان
هما إبنا بنته وهذه إبنته أعزّ الناس عليه
وأقربهم إلى قلبه..
وتّقدّم رسول الله (ص) فجثا على ركبتيه ...
فقال أبو حارثة ;
جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة,
فكّع ولم يقدم على المباهلة فقال له السيدّ;
أُدنوا يا أبا حارثة للمباهلة فقال;
لست أرى رجلاً جريئاً على المباهلة
وأنا أخاف أن يكون صادقاً,
فلايحول والله علينا الحول
وفي الدنيا نصراني يُطْعم الماء , فقال;

وكأن نزل العذاب من السماء لوباهلوه...

فقالوا;
يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحهم
الرسول (ص)
على ألفي حلّة من حلل الأواقي قيمة كل ّ حلّة أربعون
درهماً جياداً وكتب لهم بذلك كتاباً
وقال لأبي حارثة الأسقف;
لكأني بك قد ذهبت إلى رحلك وأنت في حالة نعاس
ونوم , فجعلت مقدّمه مؤخرّه ...
فلما رجع ,قام يرحل راحلته فجعل رحله مقلوباً
فقال الأسقف; أشهد أنّ محمداً
رسول الله (ص).
أشهد أنّ لاإله إلا الله وأشهد أنْ محمداً
رسول الله وأشهد أنّ علياً وليّ الله.

البحار ; ج ٦١ , ص ٣٣٦


rose^

ام شبر 23-08-2010 09:29 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
السلام عليكم

بارك الله بكِ عزيزتي حور

على هذا الموضوع المميز

والطرح الرائع

جزاكِ الله خيرا

وتقبل الله اعمالكم

ورزقكِ زيارة اهل البيت عليهم السلام في الدنيا

وشفاعتهم في الاخرة

حور عين 25-08-2010 01:45 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين المنتجبين
وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم...
آمين يارب العالمين


أخواتي العزيزات والمواليات... نور القرآن وأم شبر,,

لاحرمنا الله طلّتكم المباركة...
مشكورين ودمتِوا و


حور عين 25-08-2010 04:28 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^



اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين


المنتجبين

اللهم وألعن أعدائهم
من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين




القصّة السادسة
الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب
عليهما...
خير الصلاة وأفضل التسليم


تيمناً بقرب حلول ذكرى ولادة
الأمام الحسن المجتبي(ع) ,
فقد أرتأينا أن تتوالى القصص وماتشتمله من روايات
في الحديث عن بعض مما في حياة والسيرة العطرة
المطهرّة والمباركة لهذا المعصوم
من آل البيت عليهم السلام.

هذا النور من أنوار أهل الكساء الميامين المطّهرين,
والذين نزلت بحقهم هذه الآية الكريمة;

إنّما يُريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويُطهّركم تطهيراً

هذا القمر من أقمار بني هاشم والبيرق الوضّاء
من بيارق الحق والشرف والنُبل والكرم,
علّنا نقدر ولو بالشيء اليسير أن نحيط ببعض
مما مرّ به عليه السلام.

الرواية الأولى; ولادة الحسن والحسين
عليهما السلام

عن برّة إبنة أميّة الخزاعي, قالت;
لمّا حملت فاطمة (ع) بالحسن, خرج النبيّ (ص)
في بعض وجوهه
فقال لها; إنّكِ ستلدين غُلاماً قد هنأني به جبرئيل (ع),
فلاترضعيه ...حتى أصير إليك,,
قالت برّة; فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن (ع)
وله ثلاث ليال ما أرضعته,
فقلت لها; أعطيني إياه حتى أرضعه,

فقالت فاطمة (ع) ; كلا ..ثم أدركتها رقّة الأمهات
فأرضعته,
فلّما جاء النبي (ص) قال لها; ماذا صنعتِ؟
قالت ; أدركني عليه رقّة الأمّهات فأرضعته,
فقال النبي (ص); أبى الله عزّ وجل إلا ما أراد

:b0119::b0119::b0119:

فلّما حملت بالحسين (ع) قال لها النبي (ص);
يافاطمة...إنّكِ ستلدين غُلاماً قد هنأني به جبرئيل (ع),
فلاترضعيه
حتى أجيء إليكِ ولو أقمت شهراً,
قالت عليها السلام; أفعل ذلك
وخرج رسول الله (ص) في بعض وجوهه,
فولدت فاطمة الحسين عليه السلام...فما أرضعته
حتى جاء وحضر رسول الله (ص) فقال لها;
ماذا صنعتِ؟؟
فقالت (ع); لم أرضعه,

فحمل الرسول (ص) الحسين (ع) وأخذ فجعل لسانه
في فم الحسين , والحسين (ع) يمصّ لسان الرسول...
حتى قال النبيّ (ص); إيهاً حسين...إيهاً حسين...
ثم قال(ص);

أبى الله إلا ما يريد...هي فيك وفي ولْدك ...يعني الإمامة.

البحار; ج٤٣ , ص٢٥٤ .

الرواية الثانية; الحسن والحسين إبنا رسول الله (ص)


عن عامر الشعبّي أنّه قال;
بعث إليّ الحجاج ذات ليلة ...ف خفت وقمت فتوضأت
وأوصيت
ثم دخلت عليه...فنظرتْ, فإذا نطع منشور والسيف مسلول,
فسلّمت عليه...فرّد الحجاج السلام , ثم قال;
لاتخف...فقد آمنتك الليلة وغداً إلى الظهر,
وأجلسني عنده ثم أشار;
فأوتيّ ب شيخ مقيّد بالكبول والأغلال فوضعوه
بين يدي الحجاج, فقال;
إنّ هذا الشيخ يقول;

إنّ الحسن والحسين كانا إبني رسول الله (ص),

ل يأتيني بحجة من القرآن (الكريم)
وإلاّ لأضربنّ عنقه,
فقلت (عامر); يجب أن تحلّ قيده فإنّه إذا الشيخ
أحتّج فإنّه لا محالة يذهب
وإنّ لم يحتّج فإنّ السيف لايقطع هذا الحديد
المكبل بيديه,
ف حلّوا قيوده وكبوله...فنظرت, فإذا هو
سعيد بن جبير
فحزنت بذلك وقلت; كيف يجد حجة على ذلك من القرآن,
فقال له الحجّاج; إئتني بحجة من القرآن على
ما إدعّيت وإلا أضرب عنقك,
فقال له; إنْتظر, فسكت ساعة,
ثم قال الحّجاج مثل ذلك, فقال الشيخ;
إنتظر!!!!

:b0119::b0119::b0119:

فسكت الشيخ ساعة ثم أعاد الحجّاج
مثل ذلك فأجاب الشيخ;

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم ,ثم قال;
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا
مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ
وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ


ثم سكت الشيخ عن القراءة وقال للحجّاج;
إقرأ ما بعدها, فقرأ الحجّاج;

وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ

, فقال الشيخ, سعيد بن جبيرللحجّاج ; لقد قرأت
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى, فكيف يليق ها هنا ذكر عيسى؟؟

قال الحجّاج; إنّه كان من ذريته, قال الشيخ;

إن كان عيسى من ذرّية إبراهيم ولم يكن له أب,
بل كان إبن إبنته, ف نُسِب إليه بعده,
فالحسن والحسين أولى أن يُنسبا إلى رسول الله (ص)
مع قربهما منه

فأمر الحجّاج له بعشرة آلاف دينار وأمر بإن
يحملوها معه إلى داره وأذن له في الرجوع.

قال عامرالشعبي; فلما أصبحت قلت في نفسي;
قد وجَبَ عليّ أن آتي بهذا الشيخ فأتعلّم منه معاني
القرآن الكريم
لأنّي كنت أظنّ إني أعرفها...فإذا أنا لا أعرفها فأتيته
فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه
يفّرقها عشراً عشراً ويتصدّق بها,
ثم قال; هذا كلّه
ببركة الحسن والحسين عليهما السلام,

لئن كنّا أغممنا واحداً ويقصد الحجّاج ,
فقد أفرحنا ألفاً وألفاً وأرضينا الله ورسوله (ص).

البحار; ج ٤٣ , ص ٢٢٩ .


الرواية الثالثة; شجاعة الأمام الحسن المجتبى
عليه السلام

دعا أمير المؤمنين علي (ع) في ضراوة معركة الجمل
... إبنه محمد بن الحنفية بإعطائه رمحه وقال له;

(( أقْصد بهذا الرمح الجمل)).

فأخذ مُحمد بن الحنفية الرمح وحمل على العدوّ ف
صدّه بنو ضبّة,
فتراجع عن موقفه وجاء إلى والده,
فأنتزّع الإمام الحسن المجتبى (ع)
الرُمحَ من يد محمد بن الحنفية,

وقصد قلب العدوّ, وبعد قتال ضاري وبطولة فائقة ...
رجع عليه السلام
إلى والده الأمام علي (ع) وعلى رمحه أثر الدم.

لمّا رأى محمد بن الحنفية شجاعة الأمام المجتبى (ع) ,
تغيّرت ملامح وجهه وخَجلَ من عمله,
فقال له أمير المؤمنين (ع)

(( لا تأنف فإنهُ إبْنُ النبيّ, وأنتَ إبْنُ عليّ ))

بحار الأنوار ,ج ٤٣ , ص٣٤٥ .

الرواية الرابعة; ما روي عن الإمام السبط
الزكي الحسن بن علي (ع)

وروي عن الامام السبط التقي أبي محمد الحسن
بن علي صلوات الله عليهما
ورحمته وبركاته
في طوال هذه المعاني في أجوبته عن مسائل سأله
عنها أمير المؤمنين (عليه السلام)
أو غيره في معان مختلفة.
قيل له (عليه السلام)
ما الزهد?
قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا
قيل فما الحلم? قال كظم الغيظ وملك النفس
قيل ما السداد? قال دفع المنكر بالمعروف
قيل فما الشرف? قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة
قيل فما النجدة? قال الذب عن الجار والصبر في
المواطن والإقدام عند الكريهة
قيل فما المجد ?قال أن تعطي في الغرم وأن تعفو
عن الجرم
قيل فما المروة? قال حفظ الدين وإعزاز النفس
ولين الكنف وتعهد الصنيعة وأداء الحقوق
والتحبب إلى الناس
قيل فما الكرم? قال الابتداء بالعطية قبل المسألة
وإطعام الطعام في المحل

:b0119::b0119::b0119:

قيل فما الدنيئة ? قال النظر في اليسير ومنع الحقير
قيل فما اللؤم? قال قلة الندى وأن ينطق بالخنا
قيل فما السماح ? قال البذل في السراء والضراء
قيل فما الشح? قال أن ترى ما في يديك شرفا
وما أنفقته تلفا
قيل فما الإخاء? قال الإخاء في الشدة والرخاء
قيل فما الجبن ? قال الجرأة على الصديق والنكول
عن العدو
قيل فما الغنى ?قال رضا النفس بما قسم لها
وإن... قل
قيل فما الفقر? قال شره النفس إلى كل شي‏ء
قيل فما الجود? قال بذل المجهود, قيل فما الكرم ??
قال الحفاظ في الشدة والرخاء
قيل فما الجرأة ?قال موافقة الأقران, قيل فما المنعة??
قال شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس
قيل فما الذل ?قال الفرق عند المصدوقة
قيل فما الخرق ?قال مناوأتك أميرك ومن يقدر على ضرك
قيل فما السناء? قال إتيان الجميل وترك القبيح
قيل فما الحزم? قال طول الأناة والرفق بالولاة
والاحتراس من جميع الناس


:b0119::b0119::b0119:

قيل فما الشرف ?قال موافقة الإخوان وحفظ الجيران
قيل فما الحرمان ?قال تركك حظك وقد عرض عليك
قيل فما السفه? قال اتباع الدناة ومصاحبة الغواة
قيل فما العي? قال العبث باللحية وكثرة التنحنح
عند المنطق
قيل فما الشجاعة? قال موافقة الأقران والصبر
عند الطعان, قيل فما الكلفة ? قال كلامك فيما لا يعنيك
قيل وما السفاه? قال الأحمق في ماله المتهاون
بعرضه
قيل فما اللؤم ? قال إحراز المرء نفسه
وإسلامه عرسه

الرواية الخامسة ; في جوابه (عليه السلام)
عن مسائل سئل عنها في خبر طويل
كتبنا منه موضع الحاجة:


بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين
(عليه السلام) عن مسائل سأله عنها
ملك الروم

فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين (عليه السلام)
أنكره فقرره.... فاعترف له بالحال
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام)
قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه
قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها
حكم الله بيني وبين هذه الأمة ,
قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي
وأضاعوا أيامي
إتوني... بالحسن والحسين
ومحمد
فدعوا فقال (عليه السلام)
يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله
(صلى الله عليه وآله)
وهذا ابني , ويقصد عليه السلام إبنه محمد,...
فاسأل أيهم أحببت فقال الشامي اسأل
هذا يعني الحسن (عليه السلام)
ثم قال كم بين الحق والباطل وكم بين السماء والأرض
وكم بين المشرق والمغرب
وعن هذا المحو الذي في القمر وعن قوس قزح
وعن هذه المجرة وعن أول شي‏ء انتضح
على وجه الأرض وعن أول شي‏ء اهتز عليها
وعن العين التي تأوي إليها
أرواح المؤمنين والمشركين
وعن المؤنث وعن عشرة أشياء بعضها
أشد من بعض

:b0119::b0119::b0119:

فقال الحسن (عليه السلام);

يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع
ما رأيت بعينيك فهو الحق
وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا
وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر
فمن قال غير هذا فكذبه.... وبين المشرق والمغرب
يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس
حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب
من قال غير هذا فكذبه , وأما هذه المجرة فهي
أشراج السماء مهبط الماء المنهمر
على نوح (عليه السلام)
وأما قوس قزح فلا تقل قزح فإن قزح شيطان
ولكنها قوس الله وأمان من الغرق
وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر
كان مثل ضوء الشمس
فمحاه الله وقال في كتابه

فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً

وأما أول شي‏ء انتضح على وجه الأرض
فهو وادي دلس
وأما أول شي‏ء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين
فهي عين يقال لها سلمى
وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين
فهي عين يقال لها برهوت
وأما المؤنث فإنسان لا يدرى امرأة هو أو رجل
فينتظر به الحلم, فإن كانت امرأة بانت ثدياها
وإن كان رجلا خرجت لحيته
وإلا قيل له يبول على الحائط
فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل
وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة

وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض
فأشد شي‏ء خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد
وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء
وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح
وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت
وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله

قال الشامي..... أشهد أنك


ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وأن عليا وصي محمد....
ثم كتب هذا الجواب
ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية
إلى ابن الأصفر فلما أتاه قال أشهد
أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من
معدن النبوة


الرواية السادسة; في كلامه (عليه السلام)
عن الاستطاعة

كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى
أبي محمد... الحسن بن علي (عليه السلام)

أما بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية
في اللجج الغامرة والأعلام النيرة الشاهرة
أو كسفينة نوح (عليه السلام)
التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون
كتبت إليك يا ابن رسول الله عند اختلافنا في القدر
وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك
ورأي آبائك (عليه السلام)
فإن من علم الله علمكم ....وأنتم شهداء على الناس
والله الشاهد عليكم ذرية بعضها
من بعض والله سميع عليم,,

:b0119::b0119::b0119:

فأجابه الحسن (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل إلي كتابك ولو لا ما ذكرته من حيرتك
وحيرة من مضى قبلك إذا ما أخبرتك
أما بعد فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره
أن الله يعلمه .....فقد كفر , ومن أحال المعاصي
على الله ..فقد فجر
إن الله لم يُطْع مُكرِهاً ولم يعص مغلوبا ولم يهمل العباد
سدى من المملكة
بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم
بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا
فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادا
وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم
بأن يحول بينهم وبينها , فعل وإن لم يفعل
فليس هو الذي حملهم عليها جبرا
ولا ألزموها كرها.... بل من عليهم بأن بصّرَهم وعرفهم
وحذرهم وأمرهم ونهاهم
لا جبلا لهم على ما أمرهم به ....فيكونوا كالملائكة
ولا جبرا لهم على ما نهاهم عنه....

ولله الحجة البالغة
فلو شاء لهداكم أجمعين
والسلام على من اتبع الهدى


ونختم قولنا بهذه الأبيات الشعرية
ومن
أشعار الأمام الحسن
المجتبى عليه السلام

قدم لنفسك

قدّم لنفسك ما استعطت من التّقى

إنّ المنية نازل بك يا فتى

أصبحت ذا فرح كأنك لاترى

أحباب قلبك في المقابر والبلى

* * *

حان الرحيل


قل للمقيم بغير دار إقامة

حان الرحيل فودّع الأحبابا

انّ الذين لقيتهم وصحبتهم

صاروا جميعاً في القبور ترابا

* * *

الدنيا

ذري كدر الدنيا فإنّ صفاءها

تولّى بأيام السرور الذّواهب

وكيف يعزّ الدهر من كان بينه

وبين الليالي محكمات التجارب

* * *

فيم الكلام

فيم الكلام؟ وقد سبقت مبرّزا

سبق الجواد من المدى المتنفس

والصلح تأخذ منه ما رضيت به

والحرب يكفيك من انفاسها جرع

* * *

عزمت تصبرا

لئن ساءني دهر عزمت تصبّراً

وكلّ بلاء لا يدوم يسير

وان سرّني لم أبتهج بسروره

وكل سرور لا يدوم حقير

* * *

عاجلتنا

عاجلتنا فاتاك وابل برّنا

طلاّ ولوأمهلتنا لم نقصر

فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع

ما صنته وكأنّنا لم نشتر

* * *

حين يسأل

إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً

بمن فضله فرض عليّ معجل

ومن فضله فضل على كلّ فاضل

وأفضل أيام الفتى حين يسأل

* * *

السخي والبخيل

خلقت الخلائق من قدرة

فمنهم سخيّ ومنهم بخيل

فأمّا السخيّ ففي راحة

وأما البخيل فحزن طويل

* * *

لوعلم البحر

نحن أناس نوالنا خضل

يرتع فيه الرجاء والأمل

تجود قبل السؤال أنفسنا

خوفاً على ماء وجه من يسل

لوعلم البحر فضل نائلنا

لغاض من بعد فيضه خجل

* * *

قال العيون

قال العيون وما أردن

من البكاء على عليّ

وتقبلنّ من الخليّ

فليس قلبك بالخليّ

* * *


عضورة وكفن

لعضورة من خسيس الخبز تشبعني

وشربة من قراح الماء تكفيني

وطمرة من دقيق الثوب تسترني

حياً وان متّ تكفيني لتكفيني


* * *

السخاء فريضة على العباد

ان السخاء على العباد فريضة

لله يقرأ في كتاب محكم

وعد العباد الاسخياء جنانه

وأعدّ للبخلاء نار جهنّم

من كان لا تندى يداه بنائل

للراغبين فليس ذاك بمسلم



حور عين 26-08-2010 05:24 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^


اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين
المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم
من الأولين والآخرين

وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين



ونكمل المشوار ونواصل سلسلة الروايات

عن

السبط...كريم آل ابيت

الإمام المجتبى ..عليه السلام

القصّة السابعة

الرواية الأولى; مابعد الولادة وفي التسمية

روى إبن بابويه بأسانيد معتبرة عن الإمام زين

العابدين عليه السلام أنه قال:

لما ولدت فاطمة الحسن عليهما السلام قالت;

ل عليّ عليه السلام سمّه، فقال:

ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله، فجاء

رسول الله صلى الله عليه وآله فأُخرج إليه

في خرقة صفراء، فقال:

(ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء)

ثم رماها وأخذ خرقة بيضاء ولفّه بها،

ثم قال ل عليّ عليه السلام: هل سمّيته؟
فقال: ما كنت لأسبقك باسمه،
فقال صلى الله عليه وآله:
وما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجل
فأوحى الله تبارك وتعالى الى جبرئيل
أنه قد ولد ل محمد ابن فأهبط فأقرأه السلام
وهنئه وقل له:
إنَّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى،
فسمّه باسم ابن هارون،
فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله عزّ وجل،
ثم قال:
إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه بإسم هارون،
قال: وما كان اسمه؟
قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال:
سمّه الحسن،

فسمّاه الحسن

:b0119::b0119::b0119:

فلما ولد الحسين عليه السلام أوحى الله عزّ وجل

الى جبرئيل عليه السلام أنه قد ولد ل محمد ابن

فاهبط إليه فهنئه وقل له إن عليّاً منك بمنزلة هارون
من موسى فسمه باسم ابن هارون، قال:
فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله تبارك وتعالى،
ثم قال: إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه
باسم ابن هارون، قال: وما اسمه؟ قال:شبير،
قال: لساني عربيّ، قال:

سمّه الحسين، فسمّاه الحسين

(أماني الصدوق ص116المجلس رقم28ح3ـ

عنه في البحار ج43ص238).

:b0119::b0119::b0119:

اليوم السابع

وروى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله

بسند معتبر
عن الحسن بن خالد، قال:
سألت
أبا الحسن.... الرضا عليه السلام
عن التهنئة بالولد متى؟
فقال:
إنه قال: لمّا ولد الحسن بن عليّ هبط جبرئيل
بالتهنئة
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في اليوم السابع وأمره أن يسميه ويكنيه ويحلق رأسه
ويعق عنه ويثقب إذنه،
وذلك حين ولد الإمام الحسين عليه السلام أتاه
في اليوم السابع بمثل ذلك، قال:
وكان لهما ذُؤابتان في القرن الأيسر،
وكان الثقب في الأذن اليمنى في شحمة الأذن
وفي اليسرى في أعلى الأذن،
فالقرط في اليسرى والشنف في اليمنى وقد روي
عن النبي صلى الله عليه وآله ترك لهما ذؤابتين

في وسط الرأس وهو أصح من القرن



(الكافي ج6ص33ـ عنه في البحار

ج43ص257ح40).


:b0119::b0119::b0119:

الرواية الثانية; في صفاته وشمائلهُ

وروى الشيخ الجليل عليّ بن عيسى الأربلي

رحمه الله في كشف الغمة أنّه:

كان الحسن بن عليّ عليه السلام أبيض مشرباً حمرة،
أدعج (أسود) العينين، سهل الخدّين،
دقيق المسربة (مجرى الدمع ونحوه)، كثّ اللحية،
ذا وفر، وكان عنقه ابريق فضة،
عظيم الكراديس (رؤوس العظام)،
بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا القصير،
مليحاً، من أحسن الناس وجهاً،
وكان خضب بالسواد، وكان جعد الشعر،
حسن البدن
(كشف الغمة ج2 ص171ـ عنه في البحار

ج44ص137).




:b0119::b0119::b0119:

الرواية الثالثة; في ذكاء الحسن


يروى أن الحسن عليه السلام كان يحضر

مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآيات القرآن النازلة
تواً ثم يأتي إلى والدته الطاهرة
في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو نقصان
وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي عليه السلام

إلى بيته يجد زوجته لديها إطلاع تام


بخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وعندما يسألها عن ذلك تقول له:


من ولدك الحسن


:b0119::b0119::b0119:


الرواية الثالثة; قصٍة في منزلة الأمامان,

الحسن والحسين عليهما السلام


عند ربّ العرش العظيم




نُقل في بعض الأخبار عن الثقاة الأخيار إنّ نصرانياً

أتى بصفة رسول من ملك الروم إلى يزيد لعنه الله...


وقد حضر في مجلسه الذي أتى إليه برأس الحسين عليه السلام...فبكى النصراني وصاح


وناح من قلب مفجوع حتى أبتلّت لحيته بالدموع,

ثم قال;

إعلمْ يايزيد أنّي دخلت المدينة تاجراً في
أيام حياة النبي (ص)
وقد أردت أن آتيه بهدية ...فسألت من أصحابه,
أي شيء أحبّ إليه من الهدايا؟؟
فقال; الطيب أحبّ إليه من كل شيء وأنّ له رغبة به,
قال النصراني;
فجعلت إليه من المسك فارتين وقدراً
من العنبر الأشهب
وجئت به إليه وهو يومئذ في بيت زوجته
أم سلمة (رض) فلمّا
شاهدت جماله إزداد لعيني من لقائه نوراً ساطعاً
وزادني منه سروراً
وقد تعلّق قلبي بمحبته , فسلّمت عليه ووضعت العطر

بين يديه


فقال; ماهذا؟؟

فقلت; هدية محتقرة أتيت بها إلى حضرتك,

فقال لي(ص);
ماأسمك؟؟ قلت; إسمي عبد الشمس,
فقال لي (ص);
بدّل أسمك, ثم قال; أنا أسميتُكْ عبد الوهاّب ...

إن قبلت مني الأسلام قبلت منك الهدية,


قال النصراني; فنظرته وتأملته فعلمتْ

أنه نبيّ وهو النبيّ الذي أخبرنا به عيسى (ع),

حيث قال;
إنيّ مبشر برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد,
فأعتقدت ذلك ...وأسلمتْ

على يده في الساعة ورجعت إلى الروم وأنا أخفي الأسلام




ولي مدّة من السنين وأنا مسلم مع خمس من البنين

وأربع من البنات وأنا اليوم وزيرملك الروم

وليس لأحد من النصارى إطلاع على حالنا,
وإعلم يايزيد إنيّ ويوم كنت في حضرة النبيّ (ص)
وهو في بيت أم سلمة , رأيت هذا العزيز الذي رأسه
قد وُضعِ بين يديك مُهيناً حقيراً ...
قد دخل على جده ومن باب الحجرة
والنبيّ (ص) فاتح باعه ليتناوله,
وهو يقول; مرحباً بك ياحبيبي ,
حتى أنّه تناوله وأجلسه
في حجره وجعل يقبّل شفتيه ويرشف ثناياه

وهو يقول;


بَعُدَ من رحمة الله من قتلك ياحُسين ومن أعان

على قتلك والنبيّ (ص) .....مع ذلك يبكي,,

فلّما كان في اليوم الثاني كنت
مع النبيّ (ص) في مسجده مع أخيه الحسن (ع) وقال;

ياجداه تصارعت مع أخي الحسن


ولم يغلب أحدنا الآخر, وإنّما نريد أنّ نعلمْ أينّا أشّد قوة

من الآخر؟



فقال لهما النبي (ص); ياحبيبي إنّ التصارع لايليق بكما..

لكن إذهبا.... فتكاتبا ,

فمن كان خطّه أحسن كذلك

يكون قوته أكثر,


قال النصراني; فمضيا فكتب كل واحد منهما سطراً

وأتيا إلى جدّهما النبي (ص) فأعطياه اللوح ل

يقضي بينهما,
فنظر النبيّ(ص) إليهما ساعة ولم يرد
أن يكسر قلب أحدهما,
فقال لهما; ياحبيبيّ إنيّ نبيّ أُمي لاأعرف الخط ,
إذهبا إلى أبيكما وينظر أيكما أحسن خطاً,
قال النصراني ; فمضيا إليه, وقام النبيّ أيضاً
إلى منزل فاطمة
فما كان إلا ساعة وإذا النبيّ مُقبل
وسلمان الفارسي معه
وكان بينه وبين سلمان صداقة ومودّة ,
فسألته;

كيف حكم بينهما أبوهما وخط أيهما هو الأحسن؟


قال سلمان (رض) إنّ النبيّ (ص) لم يُجبهما بشيء

لأنه تأمّل

أمرهما وقال; لوقلت خط الحسن أحسن ,
كان يغتّم الحسين (ع)
ولو قلت خط الحسين أحسن ...كان يغتّم قلب
الحسن (ع)
فوّجههما
إلى أبيهما, فقلت له;
ياسلمان بحق الصداقة والأخوّة التي بيني وبينك
وبحق الإسلام ألا ما أخبرتني كيف حكم
أبوهما بينهما, فقال;
لّما أتيا إلى أبيهما وتأمّل حالهما ورّق لهما ولم يرد
أن يكسر قلب أحدهما, قال (ع) لهما;
إمضيا إلى أمكما فهي تحكم بينكما,

ويقصد الأمام ...الزهراء عليهما السلام
فأتيا إلى أمهما وعرضا ماكتبا

عليها في اللوح وقالا;

ياأمّاه إن جدّنا أمرنا أن نتكاتب فكل من كان خطه أحسن,
تكون قوّته أكثر, فتكاتبنا وجئنا إليه فوجهّنا إلى أبينا
ووجهّنا إلى عندك,
فتفكرت فاطمة (ع) بأن جدّهما وأباهما ماأرادا
أن يكسرا خاطرهما,
أنا ماذا أصنع وكيف أحكم بينهما,
فقالت (ع) لهما; ياقرة عيني
إنّي أقطع قلادتي على رأسيكما فإيكّما يلتقط من لؤلؤها أكثر..
كان خطّه أحسن ويكون قوتّه أكثر, قال ;
وكان في قلادتها سبع لؤلؤات
فألتقط الإمام الحسن (ع) ثلاث لؤلؤات
وألتقط الإمام الحسين (ع)

ثلاث لؤلؤات وبقيت الأخيرة ....فأراد كل منهما تناولها


فأمر الله تعالى

عزّ وجلّ جبرائيل بنزوله إلى الأرض وأن يضرب

اللؤلؤة الأخيرة
ويقدّها نصفين بالسوية
ليأخذ كل واحد منهما نصفها لئلا يغتّم قلب أحدهما...
فنزل جبرائيل (ع) كطرفة عين وقدّ اللؤلؤة نصفين ,
فأخذ كل واحد منهما نصفها,

فإنظر يايزيد (لعنك الله ولعن مواليك وأعوانك )


كيف أنّ رسول الله (ص) لم يُدخل على قلب أحدهما

ألم ترجيح الكتابة ولم يرد أمير المؤمنين

ولا فاطمة الزهراء عليهما السلام
كسر قلبهما وكذلك ربّ العزّة لم يكسر قلب أحدهما,
بل أمر من قسم اللؤلؤة بينهما ل جبر قلبيهما
وأنت هكذا تفعل بإبن رسول الله (ص)
أُفٍ لكَ ولدينك يايزيد ...
فإنها
فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي الصُّدُورِ



ثم إنّ النصراني نهض

إلى رأس الحسين عليه السلام

وأحتضنه وجعل يقبّله ويبكي ويقول;

يا حُسين, إشهدْ لي عند جدّك المصطفى وعند أبيك
عليّ المرتضى وعند أمّك الزهراء
صلوات الله عليهم أجمعين,

وقد قيل في هذا المعنى شعراً,




خيرة الله أحمد وعلي وبتول وشبر وشبير

قد أتى شبر ومعه شبير رقما الخط وهو خط نضير

أتيا الجّد,قال عُذراً مُجيباً إقصدا الأب نعِمَ ذاك المشير
حيدر قال عند ذاك مُجيباً إطلبا الأم ذاك رأيٌ جدير
فاطم عند ذاك قالت سديداً إقطع العقد بعد ذاك نثير
عقدها لؤلؤ وفي العّد سبع من يحوز الكثير أقوى قدير
حاز كلٌ من العديد ثلاثاً مابقي منه ناله التقدير
إرسل الله جبرئيل إليها بجناحيه نالها التشطير

حاز كلٌ من المُشّطر شطراً قد قضى ربّنا العلي الكبير


:b0119::b0119::b0119:

الرواية الرابعة; في فضائل ومكارم


روي صاحب كتاب كشف الغمة عن كتاب حلية الأولياء،

فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله

واضعاً الحسن
على عاتقه وقال: من أحبَّني فليُحبَّه،
وروي عن أبي هريرة قال:
(ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموعاً،
وذلك أنه أتى يوماً يشتد حتى قعد في حجر
النبي صلى الله عليه وآله ورسول الله يفتح فمه
ثم يدخل فمه في فمه ويقول:
اللهم إني أحبه وأحب من يحبه،
يقولها ثلاث مرات
(كشف الغمة ج2ص188ـ عنه في البحار

ج43ص266ح32)

وقد كثرت الروايات في كتب الخاصة والعامة

في باب محبة النبي صلى الله عليه وآله للحسنين

عليهما السلام كوضعهما على كتفه والأمر بحبهما وقوله:
إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

وإنهما ريحانتاه.


ومن مكانته عند نبي الرحمة محمد (ص)


أنه عندما كان عمره 4 سنوات كان يذهب

الى مسجد الرسول و عندما يراه النبي عند الباب

يقطع خطبته و ينزل و يحمله و يضعه معه على المنبر
فمرة يلتفت الا الناس يلقي عليهم الشرائع الدينية
و يوعظهم و مرة يلتفت الى الحسن يقبله
ومن هذا التصرف يبين لنا مكانة الإمام الحسن
أي أن ولدي هذا و الشرائع الدينية سواسية
و أن من غير حب ولدي هذا الذي أقبله على المنبر
فإن عباداتكم و صلاتكم و الخ غير مقبولة

من غير حب ولدي هذا



وفي حادثة أخرى..


ورد عن ثاقب المناقب عن علي


بن الحسين عن أبيه (ع) قال:


إشتكى الحسن بن علي بن أبي طالب
و برأ و دخل بعقبة مسجد النبي (ص)
فسقط في صدره فضمًه النبي (ص) وقال:
فداك جدك تشتهي شيئا؟ قال: نعم... أشتهي حريزا
فأدخل النبي (ص) يده تحت جناحه ثم هزًه
إلى السقف ليعود منه فإذا هو برجل و ثوبه
من طرف حجره معطوف,,
ففتحه بين يدي النبي بطيختان ورمًانتان وسفرجلتان
و تفاحتان , فتبسم النبي (ص) وقال: الحمد لله
الذي جعلكم مثل خيار بني إسرائيل ينزل إليكم رزقكم
من جنات النعيم ,

إمض فداك جدك وأكُل أنت وأخوك وأمك وأبوك
و خبأ لجدك نصيبا, فمضى الحسن (ع)
و كان أهل البيت يأكلون من سائر الأعداد
و يعود حتى قبض رسول الله (ص)
فتغير البطيخ فأكلوه فلم يعد و لم يزالوا كذلك
إلى أن قبضت فاطمة (ع) فتغيرالرمان فأكلوه
فلم يعد و لم يزالوا كذلك حتى قبض أمير المؤمنين (ع)
فتغير السفرجل فأكلوه
فلم يعد و بقي التفاحتان معي و مع أخي فلما كان يوم
آخر عهدي بالحسن
و جدتها عند رأسه و قد تغيرت فأكلتها


وبقيت الأخرى معي .



:b0119::b0119::b0119:

الرواية الخامسة; في عبادته


وروى الصدوق عن الصادق عليه السلام أنه قال:

حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام

أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وافضلهم
وكان إذا حج حجّ ما شياً وربما مشى حافياً
وكان إذا ذكر الموت بكى,,
وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ,,
وإذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره) شهق شهقة
يغشى عليه منها.
ومن عبادة الحسن عليه السلام
نستخلص دروساً منها:ـ
يعلمنا المعصوم عليه السلام أمراً في غاية الروعة
وهو:
ـ أن العبادة لا تعني أن ينعزل الإنسان عن المجتمع.
ـ أن العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
ـ أن العبادة لا تعني التخلص من التكليف الشرعي.
بل أن العبادة تعني أن يعيش الإنسان الخوف
من الله دائماً وإذا تعزز هذا الشعور في ضمير الإنسان
فإنه لا يظلم ولا يسرق ولا يكذب

ولا يرتكب الموبقات.

:b0119::b0119::b0119:

الرواية السادسة ; في حلمه وورعه

ومن حلمه ما روي عن الكامل للمبرد وغيره

أنَّ شامياً رأه راكباً فجعل يلعنه والحسن

لا يردُّ فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام

فسلّم عليه وضحك فقال:
أيها الشيخ أضنّك غريباً ولعلّك شبّهت فلو استعبتنا
أعتبناك ولو سألتنا أعطيناك ولو إسترشدتنا أرشدناك
ولو إستحلمتنا أحملناك
وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك
وإن كنت محتاجاً أغنيناك
وأن كنت طريداً آويناك وإن كان لك حاجة قضيناها لك
فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك
كان أعود عليك لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً

عريضاً ومالاً كثيراً.

فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال:

أشهد أنك خليفة الله في أرضه

الله أعلم حيث يجعل رسالته
وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت
أحب خلق الله إلي وحوّل رحله إليه وكان ضيفه
الى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم
(الكامل في اللغة والأدب ج1 ص325 بإختصار

عنه في البحار 43ص344).


:b0119::b0119::b0119:

الرواية السابعة; في كرم الإمام

روى الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف

بن مطهر الحلّي أنه:

وقف رجل على الحسن بن علي عليه السلام:

فقال: يا أبن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة
التي ما تليها منه بشفيع منك إليه،
بل أنعاماً منه عليك ألا ما أنصفتني من خصمي
فإنه غشوم ضلوم، لا يوقر الشيخ الكبير
ولا يرحم الطفل الصغير.
وكان عليه السلام متكئاً فأستوى جالساً وقال له:
من خصمك حتى أنتصف لك منه؟
فقال له: الفقر، فأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه
الى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود
فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: إدفعها إليه،
ثم قال له: بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها

عليّ متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً


(العدد القوية ص359ح23 اليوم الثامن والعشرون


عنه في البحار ج43ص350).

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
وحكي أن رجلاً جاء الى الإمام الحسن عليه السلام


فشكى حاله وعسره وأنشد:
لم يبق لي شيء يباع بدرهم

يكفيك منظر حالتي عن مخبري

إلا بقايا ماء وجـه صنته


ألا يباع وقد وجدّتك مشتري
فدعا الإمام عليه السلام خازنه وقال له:

كم عندك من المال؟ قال: إثنا عشر ألف درهم فأمره

بدفعها الى الفقير وإنه يستحي منه فقال الخازن:
إذاً لم يبق شيء عندنا للنفقة فأمره مرة ثانية
بإعطائها إليه وحسن الظن بالله،
فدفع المال إليه وأعتذر الإمام عليه السلام منه وقال:
إنا لم نوف حقّك لكن بذلنا لك

ما كان عندنا ثم أنشد:


عاجلتنا فأتـاك وابل برنــا طلاً ولو أمهلتنــــا لم تمطر

فخذ القليل وكن كأنك لم تبع ما صنته وكأننا لـــم نشتر

:b0119::b0119::b0119:

الرواية الثامنة; في الرأفة بالحيوان



وروى العلامة المجلسي في بعض الكتب

المناقب المعتبرة

باسناد من بجيع قال:
رأيت الحسن بن علي عليهما السلام
يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب
مثلها فقلت له: يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب
عن طعامك؟ قال: دعه إني لأستحي من الله عزّ وجل
أن يكون ذو روح ينظر في وجهي

وأنا آكل ثم لا أطعمه


:b0119::b0119::b0119:
الرواية التاسعة; في ثورة الحسن عليه السلام

لقد قام الإمام الحسن والحسين عليهما السلام
بأداء رسالة واحدة، ولكن نصفها قد أداه الإمام
الحسن عليه السلام بالإعداد الكامل
وتهيئة الأرضية اللازمة، ونصفها الآخر قام بأدائه
سيد الشهداء عليه السلام بقيامه المقدس الدامي.

وقد سبق أن مسؤولية الإمام الحسن عليه السلام
كانت مهمة وصعبة جداً،
ربما أصعب من مسؤولية الإمام الحسين عليه السلام،
وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب
من تفجير النهضة والقيام المسلح،
لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية
جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وترديد
لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة،
وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم
وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد،
والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة
على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء،
وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر،
وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل
الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً
عن كل مدح وثناء.

لماذا الجهاد ضد معاوية
هنا سؤال يطرح نفسه وهو إذا كان دور
الإمام الحسن عليه السلام الإعداد والتهيئة للثورة،
لماذا أقدم على محاربة معاوية بحرب محكومة
بالفشل حسب الظاهر، ثم قبل بالصلح
وانسحب من ميدان المعركة؟
وفي الجواب يمكن القول:
بأن الثوار والنهضويين بحاجة دائماً إلى الحركة
والفعالية حتى يتمكنوا من توعية المجتمع،
من فوائد هذا التحرك جذب العناصر الصالحة
واللائقة وكشف معايب العدو.
صلح الإمام الحسن عليه السلام
إن من يلاحظ حياة الإمامين الهمامين الحسن
والحسين عليهما السلام يجد ارتباطاً وثيقاً بين
دور الإمام المجتبى عليه السلام
وأخيه الإمام الحسين عليه السلام
إلا أن الإمام المجتبى عليه السلام
تعرض إلى لوم من قبل بعض الناس
الذين لا يتمتعون ببعد النظر ودقة الرأي وصحيح العقيدة،
فإن الامتحان الإلهي والتكليف الرباني
الذي قام به الإمام عليه السلام
كان صعباً جداً،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
حقه وحق أخيه عليهما السلام
هذان إبناي إمامان قاما أو قعدا

إن الإمام الحسن عليه السلام نهض أيضاً
إلا أن نهضته المباركة انتهت بالصلح،
ولم يتمكن بحسب الظاهر من القضاء على معاوية،
وإن كان الأسلوب الذي اتخذه الإمام عليه السلام
قضى على شرعية معاوية
وبين للتاريخ الخط الصحيح في الإسلام
من الخط المنحرف، وحفاظاً على الشيعة الذين
أراد معاوية القضاء عليهم بأكملهم،
والذين كانوا يمثلون الخط الصحيح
الذي أمر به
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

:b0119::b0119::b0119:
الرواية العاشرة; من وصايا الحسن عليه السلام

*يا ابن آدم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت
من بطن أمك فجد بما في يديك
فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع.

*غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.

*علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون
قد أنقت علمك وعلمت ما لم تعلم.

*حسن السؤال نصف العلم

:b0119::b0119::b0119:

الرواية الحادية عشر; في كرامات الأمام المجتبى...
كريم آل البيت عليه السلام

يتميّز الأئمّة ( عليهم السلام )
بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب،
بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة، ولَهُم - مثل الأنبياء -
معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى،
وكونَهم أئمّة

وللإمام الحسن ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ،
سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :

1- عن أبي جعفر (ع)قال جاء الناس
الى الحسن بن علي(ع), فقالوا;
أرنا من عجائب أبيك التي كان يريناها,,
قال ; و تؤمنون بذلك؟

قالوا نعم نؤمن و الله بذلك قال أليس تعرفونه أبي؟
قالوا جميعا بلى نعرفه فرفع جانب الستر
فإذا أمير المؤمنين (ع)
قاعد فقال تعرفونه؟
قالوا بأجمعهم هذا أمير المؤمنين عليه السلام
و نشهد أنك أنت ولي الله حقا
و الإمام من بعده و لقد أريتنا أمير المؤمنين (ع),
بعد موته كما أرى أبوك.... أبا بكر رسول الله
في مسجد قبا بعد موته فقال الحسن
و يحكم أما سمعتم قول الله تعالى "
و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء
و لكن لا تشعرون "
فإذا كان هذا نزل فيمن قتل في سبيل الله ما تقولون
فينا قالوا آمنا و صدقنا يا ابن رسول الله.

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
عن الصادق (ع)قال:
قال بعضهم للحسن بن علي (ع),
في احتماله الشدائد عن معاوية فقال كلاما معناه....
لو دعوت الله عز وجل لجعل العراق شاما,
والشام عراقا
و جعل المرأة رجلا و الرجل امرأة فقال الشامي
و من يقدر على ذلك فقال(ع)انهضي ألا تستحين
أن تقعدي بين الرجال فوجد الرجل نفسه امرأة
ثم قال له الإمام الحسن و صارت زوجتك رجلا
و يوف تقاربك و تحمل عنها و تلد ولدا
خنثا فكان كما قال ثم انهما تابا
و جاء اليه فدعا الله تعالى فعادا الى الحالة الأولى.


:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
عن منصور قال; رأيت الحسن بن علي (ع)
و قد خرج مع قوم يستسقون فقال للناس
أيما أحب اليكم المطر أم اللؤلؤ أم البرد ?
فقالوا يا ابن رسول الله ما أحببت فقال ; على أن لا يأخذ
أحد منكم شيئا... و ينساه فأتاهم بالثلاث و رأينا يأخذ
الكزاكب من السماء ثم يثبتها فتصير
كالعصافير الى موضعها.

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
روى أحد الفضلاء ان احد المؤمنين ذهب بعائلته
الى زيارة الرسول الاعظم صلى الله عليه وال وسلم
والائمه الطاهرين عليهم السلام بالبقيع بالمدينه المنوره.
ووقت الحادثه عندما كان بين البقيع والحرم النبوي
شارع كان يفصل بينهما شارع اباذدر الغفاري
واثناء تجمع
العائله لزيارة الامام الحسن عليه السلام
اذا يسمع خلفه صوت شديد لفرامل سياره ثم التفت
حوله بنظره سريعه للتاكد من عدد افراد عائلته
وتيقن بان احدى بناته لم تكن معهم اثناء الزياره
عندها اكمل الزياره وهو على يقين بان البنت التى
شاهدها تحت عجلات السياره هى ابنته.
فاثناء الزياره توجه بشكواه الى
كريم اهل البيت عليه السلام قائلا له:
سيدي جئنا اليك فى هذا
المكان ضيوف ومن حق المضبف اكرام ضيفه فهل
ترضى ان اعود الى بلدي بنقص عدد افراد اسرتي.
ثم توجه الى مكان الحادث وحمل ابنته وتوجه بها
الى مستوصف باب جبريل الكائن بالعنابيه
والمجاور للبقيع فاجتمع عليها الاطباء لفحصها
من اثر الحادث فانبهر الطبيب المعالج بان ابنته سليمه
ونتائج الفحوصات السريريه
سليمه 100% وقال له خذ ابنتك معافاه بمشيئة الله.

ثم سال الاب ابنته ابنتي ماذا اصابك ,,,,
قالت ابي اثناء زيارة الائمه عليهم السلام فى البقيع
انفردت عنكم واذا بسياره تصدمني
واذا برجل نوراني ذو شيبه بهيه عليه عمامه
يحتضنني قائلا قومي يا ابنتي سالمه معافاه
وانا الان بين يديك يا ابي وكان السياره لم تصدمني.......

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
عن محمّد بن إسحاق قال :
إنّ أبا سفيان جاء إلى المدينة ليأخذ تجديد العهد
من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )،
فلم يقبل، فجاء إلى الإمام علي ( عليه السلام ) قال:
هل لابن عمك أن يكتب لنا أماناً ؟
فقال ( عليه السلام ):
( إنَّ النَّبيَّ ( صلى الله عليه وآله )
عَزِم عَلى أمرٍ لا يَرجعُ فيهِ أبَداً )

وكان الحسن بن علي ( عليه السلام ) ابن
أربعة عشر شهراً، فقال بلسان عربي مبين :
( يَا ابنَ صَخر قُل : لا إِلَه إلاَّ الله، مُحمَّد رَسولُ الله،
حتّى أكون لكَ شَفيعاً إلى جَدِّي رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ) .
فتحيّر أبو سفيان ، فقال الإمام علي ( عليه السلام ) :
( الحَمدُ لله الذي جَعَل في ذريَّة محمّد نظير يحيى بن زكريا )
وكان الإمام الحسن ( عليه السلام ) يمشي في تلك الحالة

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
عن أبي أسامة عن الإمام الصادق عن آبائه
( عليهم السلام ):
أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) خرج إلى مكّة ماشياً
من المدينة ، فتوَّرمت قدماه، فقيل له:
لو ركبت لَسَكن عنك هذا الورم
فقال( عليه السلام ):
( كلاَّ ، ولكنَّا إذا أتَينَا المنزلَ فإنَّه يَستقبلنا أسودٌ مَعه
دِهن يَصلحُ لهذا الوَرَم، فاشتَروا مِنه ولا تُماكِسوه )
فقال له بعض مواليه : ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع
مثل هذا الدواء، فقال عليه السلام ) :
( بَلى ، إنَّه أمَامَنا ) .
وساروا أميالاً، فإذا الأسود قد استقبلهم،
فقال الإمام الحسن ( عليه السلام ) لمولاه
: ( دونَكَ الأسوَد ، فخذ الدهن منه بثمنه ) .
فقال الأسود : لمَن تأخُذ هَذا الدهن ؟ فقال:
للحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام )،
قال انطلق بي إليه .
فصار الأسود إليه، فقال : يا ابن رسول الله، إنّي مولاك
لا آخذ له ثمناً، ولكن ادعُ الله أن يرزقني ولداً سويّاً ذكراً،
يحبّكم أهل البيت، فإنّي خلّفت امرأتي تمخض،
فقال الإمام الحسن ( عليه السلام ):
( انطلقْ إلى مَنزِلِك فإنّ الله تعالى
قد وَهَب لَكَ ولداً ذكراً سويّاً ) .
فرجع الأسود من فوره، فإذا امرأته قد ولدت غلاماً سوياً،
ثمّ رجع الأسود إلى الإمام الحسن ( عليه السلام )
ودعا له بالخير بولادة الغلام له، وإنّه
( عليه السلام )
قد مسح رجليه بذلك الدهن، فما قام من موضعه
حتّى زال الورم

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
ما روي أن فاطمة ( عليها السلام )
أتت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
تبكي وتقول :
( إنَّ الحَسَن والحُسَين ( عليهما السلام )
خَرَجا ولا أدري أين هُمَا )
فقال ( صلى الله عليه وآله ):
( طِيبي نفساً، فَهُمَا في ضَمَان الله حيثُ كانا ) .

فنزل جبرئيل وقال :
( هُما نائمان في حَائط بني النجار متعانقين،
وقد بعث الله مَلَكاً قد بَسَط جناحاً تحتهما وجناحاً فوقهما) .
فخرج رسولُ الله وأصحابه معه فرأوهما،
وحَيَّة كالحلقة حولهما، فأخذهما رسول الله على منكبيه،
فقالوا : نحملهما عنك، قال ( صلى الله عليه وآله ) :
( نَعَم المطية مطيَّتهما، ونعم الراكبان هُمَا،
وأبوهُما خَيرٌ منهما )

:showimage_025::showimage_025::showimage_025:
روي عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ):
أنّ الحسن ( عليه السلام ) قال لأهل بيته:
( إنِّي أموتُ بالسّم كَمَا ماتَ
رَسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال ( عليه السلام ):
( امْرأتي جُعدَة بنت الأشْعَثْ بن قَيس،
فإنَّ معاوية يَدُسّ إليها ويأمرها بذَلك ) .

قالوا أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك،
قال ( عليه السلام ): ( كَيف أُخرجُها ولم تَفعلْ بعد شَيئاً،
ولو أخرَجتُها مَا قَتَلني غَيرها،
وكانَ لَهَا عُذر عندَ الناس )
فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً،
وجعل يمنّيها بأن يعطيها مِائة ألف درهم أيضاً
ويزوّجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم لتسقيها
الإمام الحسن عليه السلام
فانصرف ( عليه السلام ) إلى منزله وهو صائم،
فأخرجت له وقت الإفطار - وكان يوماً حاراً - شربة لبن،
وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها ( عليه السلام ) وقال:
( يَا عَدوَّةَ الله قَتَلتِيني قَتَلكِ اللهُ، واللهِ لا تُصيبِينَ مِنِّي خَلَفاً،
ولقد غَرَّكِ وسَخَّرَ منكِ، واللهِ يُخزيكِ ويُخزيه ) .
فمكث ( عليه السلام ) يومين ثمّ مضى، فغدر معاوية بها
ولم يفِ لها بما عاهد عليه .

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل
فرجهم الشريف

السلام عليك يا كريم أهل البيت
السلام عليك يا ريحانة الرسول
السلام عليك يا شبل حيدرة
السلام عليك يا قرة عين البتول
السلام عليك من غدر بك الزمن
السلام عليك أيها الإمام المظلوم المسموم


السلام عليك يا مولاي ..ياأبا محمد
بأبي أنتَ وأمي ...عليك مني السلام
مابقي الليل والنهار
نستشفع بك ياكريم آل البيت عليهم السلام...
بأن يرزقنا
المولى الكريم زيارتكم في الدنيا
وشفاعتكم في الآخرة
اللهم آمين


همس الوج ـود 27-08-2010 09:19 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بوركتِ اختي على طرحك الرااائع
مودتي

حور عين 29-08-2010 06:00 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rose^



اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين

المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم

من الأولين والآخرين

وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين






بما إنّنا نعيش أيام ذكرى مقتل و إستشهاد أمير المؤمنين
وإمام المتّقين
وقائدالغرّ المحجلّين ...الإمام البر والسيد الوصّي
علي بن أبي طالب عليه السلام,,
فستتوالى القصص والروايات عن بعض مما في حياة
هذا الفذ الزكّي
وباب مدينة علم رسول الله , محمد (ص)
فيخجل القلم وتستحي السطور وتعتذر الصفحات
وهي مقصّرةوعاجزة عن تدوين ماجاء في سيرة العلي,
وأسماه المولى عزّ وتعالى
عليّ....ولافتى إلا عليّ,,

القصة الثامنة عن


أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
(عليه السلام)


سيد الوصيين وأول أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين
بعد سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
اسمه (علي)، وكنيته أبو الحسن ولقبه أمير المؤمنين.
ولد في 13 رجب قبل البعثة النبوية بعشر سنوات
في جوف الكعبة الشريفة. وهو أول وآخر من ولد فيها،
وهذه من كراماته. وأمه السيدة فاطمة بن أسد،
وأبوه أبو طالب كافل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ومؤمن قريش وأكبر المدافعين عن الإسلام ونبيه
حتى سمى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
عام وفاته ووفاة خديجة بعام الحزن،
وهذا ما يدل على إسلامه بالإضافة إلى جهره بإسلامه
في خطبه وأشعاره الكثيرة التي منها قوله
يخاطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).



ودعوتني وعلمت أنك صادق ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
ولقد علمت بأن دين محـمد من خير أديان البرية دينـا

ويمكن تقسم حياة الإمام إلى مراحل خمسة:

1- من الولادة إلى البعثة:
حيث تكفله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعمره خمس سنوات فنشأ في حجره وتربى على يديه،
حتى شاركه في عبادته قبل البعثة.


2- من البعثة إلى الهجرة:
أول من أسلم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
هو الإمام علي (عليه السلام) وكان عمره الشريف
عشر سنين، وشاركه في تحمل أعباء الرسالة والدفاع عنها
سرّاً وعلانية لمدة ثلاثة عشر عاماً في مكة،
وكان يكتب له الوحي وبات على فراشه ليلة الهجرة
مضحياً في سبيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ورسالته.



3- من الهجرة إلى وفاة الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم);
شارك في جميع الغزوات خلال عشر سنوات عدا تبوك،
حتى قيل أن الإسلام إنما قام بسيف علي وأموال خديجة
ودفاع أبي طالب، وظهرت منه بطولات خارقة
في جميع هذه المعارك الجهادية،
حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
في حقه يوم الخندق:
"ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين
إلى يوم القيامة"،
وكان الرسول يؤكد على خلافته من بعده منذ يوم الدار
في بداية البعثة حتى وفاته وتوّجها ببيعة الغدير.



4- من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حتى خلافته:
استمر في هذه المرحلة خمس وعشرين عاماً،
اختار فيها الإمام الصبر السكوت حفظاً للإسلام والمسلمين،
حيث اغتصب حقه في الخلافة وتعرض للكثير
من الأذى والحيف، ومع استنكاره لمواقف المغتصبين لحقه
في أحاديثه وخطبه لم يقصّر عن بذل الجهود لما فيه
مصلحة الإسلام والمسلمين مع مواصلة لنشاطه العلمي،
ونشر التعاليم الإسلامية وتربية مجموعة
من المؤمنين على العلم والإسلام الأصيل.



5- من الخلافة حتى الشهادة:
وفي المرحلة التي استمرت ما يقرب من خمس سنين
حيث تولى الخلافة بعد أن بايعه المسلمون،
وقد حكم بالعدل وتطبيق سنة الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم) والإسلام الأصيل،
مما أسخط ذوي الأطماع الذين لم توافق حياتهم
ومتطلباتهم عدالة علي وتطبيق الإسلام الأصيل
ولذلك حدثت المعارك الثلاث التي قام بها الناكثون،


والقاسطون، والمارقون، فسميت هذه المعارك
بالجمل وصفين والنهروان.



وأخيراً استشهد الإمام في سبيل العدالة والإسلام الأصيل
في محراب صلاته في مسجد الكوفة بيد أحد
المارقين (الخوارج) في ليلة التاسع عشر
من رمضان 40 هجري، وتوفي ليلة الواحد والعشرين منه.
وقد دفن في النجف الأشرف حيث مرقده الشريف هناك
يزوره ملايين العشاق والمؤمنين.

وقد أُثر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الكثير
من الخطب والرسائل والمواعظ والكلم،
جمع بعضها الشريف الرضي في كتابه الخالد
(نهج البلاغة). ومن وصيته الأخيرة لأبنائه قوله
(عليه السلام):
"أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي،
بتقوى الله، ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم..
الله الله في الأيتام.. الله الله في جيرانكم،
والله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم،
والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم،
والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتبادل،
وإياكم والتدابر والتقاطع، ولا تتركوا الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّى عليكم شراركم
ثم تدعون فلا يُستجاب لكم".



الرواية الأولى , الزواج الآلهي ,زواج النوريّن...
زواج الإمام علي (عليه السلام)
من فاطمة الزهراء (عليها السلام)

تاريخ زواجهما (عليهما السلام) ومكانه:
1 ذو الحجّة 2 هـ، المدينة المنوّرة.
مجيء الإمام علي (عليه السلام) للخطبة:
جاء الإمام علي (عليه السلام) إلى رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، وهو في منزل أُمّ سلمة،
فَسلَّم عليه وجلس بين يديه.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): (أتَيْتَ لِحاجَة)؟.
فقال الإمام (عليه السلام): (نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة،
فهلْ أنتَ مُزوِّجُني)؟.
قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي
(صلى الله عليه وآله) يَتَهلَّلُ فرحاً وسروراً،
ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي (عليه السلام)،
ودخل على فاطمة (عليها السلام)،
وقال (صلى الله عليه وآله) لها:
(إنَّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً،
وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين)؟

فَسكتَتْ، فخرَجَ رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
وهو يقول: (اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها)،
فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد،
زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له
ورضيه لها.
أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنَس بن مالك
أن يجمع الصحابة، ليُعلِنَ عليهم نبأ تزويج
فاطمة للإمام علي (عليهما السلام).
فلمّا اجتمعوا، قال (صلى الله عليه وآله) لهم:
(إنَّ الله تعالى أمَرَني أن أزوِّجَ فاطمة بنت
خديجة من علي بن أبي طالب) (1).
خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) عند تزويجهما
(عليهما السلام):
قال: (الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته،
المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه،
المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه
، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه،
وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد.
ثمّ أنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً،
وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه،
وتعالى جده:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْراً
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (2) ... .
ثمّ إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد
أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضة،
أرضيتَ)؟.
قال (عليه السلام): (قد رضيت يا رسول الله)،
ثمّ خرّ ساجداً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(بارك الله عليكما، وبارك فيكما، واسعد جدّكما،
وجمع بينكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب)

(3).


خطبة الإمام علي (عليه السلام)

عند تزويجه بفاطمة (عليها السلام):
قال:
(الحمد لله الذي قرّب حامديه، ودنا من سائليه،
ووعد الجنّة من يتّقيه، وانذر بالنار من يعصيه، نحمده
على قديم إحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنّه
خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله
عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به
ونستكفيه.
ونشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له،
شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله
(صلى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه،
وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه،
واجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه،
وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوّجني ابنته
فاطمة على خمسمائة درهم، وقد رضيت،
فاسألوه واشهدوا) (4).

قدر مهر الزهراء (عليها السلام):
اختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء (عليها السلام)،
والصحيح أنّه كان خمسمائة درهم من الفضة،
لأنّه مهر السنّة، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة
أهل البيت (عليهم السلام)، والخمسمائة درهم تساوي
250 مثقالاً من الفضة تقريباً.

جهاز الزهراء (عليها السلام):
جاء الإمام علي (عليه السلام) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ
فوضعها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
فأمر (صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب،
وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة
وستين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة،
فقال: (أبقيه عندك).
وليمة العرس:
قال الإمام علي (عليه السلام):
(قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي،
اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال:
من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن،
فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله
(صلى الله عليه وآله) عن ذراعه، وجعل يشدخ
التمر في السمن حتّى اتخذه خبيصاً،
وبعث إلينا كبشاً سميناً فذبح،
وخبز لنا خبزاً كثيراً.
ثمّ قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أدع من أحببت، فأتيت المسجد،
وهو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن أشخص قوماً
وأدع قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناك،
وناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله
(صلى الله عليه وآله) ما تداخلني، فقال: يا علي،
إنّي سأدعو الله بالبركة).
قال علي (عليه السلام):
(وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي،
ودعوا لي بالبركة، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل،
ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله
(صلى الله عليه وآله) بالصحاف فملئت،
ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها
طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها) (5).

كيفية الزفاف:
لمّا كانت ليلة الزفاف، أتى (صلى الله عليه وآله)
ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة،
وقال لفاطمة (عليها السلام): (اركبي)، فاركبها وأمر سلمان
أن يقود بها إلى بيتها، وأمر بنات عبد المطلّب ونساء المهاجرين والأنصار، أن يمضين في صحبة فاطمة،
وأن يفرحن ويرزجن، ويكبّرن ويحمدن،
ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى (6).
ثمّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ علياً (عليه السلام)
بيمينه، وفاطمة (عليها السلام) بشماله،
وضمّهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما،
وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي، وقال:
(بارك الله لكَ في ابنة رسول الله).
وقال (صلى الله عليه وآله):
(يا علي، نعم الزوجة زوجتك)، وقال:
(يا فاطمة، نعم البعل بعلك)، ثمّ قال لهما:
(اذهبا إلى بيتكما، جمع الله بينكما، وأصلح بالكما)،
وقام يمشي بينهما حتّى ادخلهما بيتهما (7).
ثمّ أمر (صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج،
فخرجن، تقول أسماء بنت عميس: فبقيت في البيت،
فلمّا أراد (صلى الله عليه وآله) الخروج رأى سوادي،
فقال: (من أنت)؟ فقلت: أسماء بنت عميس، قال:
(ألم آمرك أن تخرجي)!.
قلت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك،
ولكن أعطيت خديجة عهداً، ثمّ حدّثته بما جرى
عند وفاة السيّدة خديجة (عليها السلام)،
فبكى (صلى الله عليه وآله)، وأجاز لها البقاء (8).
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
(لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة
ما كان لها كفؤ على الأرض) (9).

1ـ أُنظر: إحقاق الحق 4/475، الأمالي للشيخ الطوسي: 39.
2ـ الفرقان: 54.
3ـ أُنظر: تاريخ مدينة دمشق 52/445، مناقب آل أبي طالب 3/128.
4ـ بحار الأنوار 43/112.
5ـ الأمالي للشيخ الطوسي: 42.
6ـ أُنظر: مناقب آل أبي طالب 3/130.
7ـ أُنظر: بحار الأنوار 43/142.
8ـ أُنظر: المصدر السابق 43/138.
9ـ الأمالي للشيخ الطوسي: 43

وفي رواية أُخرى, قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«أردت أن أخطب الى النبي صلى الله عليه و آله،
فذكرت أنه لا شيء لي فقال:هل لك من شيء؟

فقلت:لا.

قال:أين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا و كذا؟

قلت:هي عندي.
فقلت:يا رسول الله،فاطمة تزوجني بها؟

فقال:يا علي،انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت
ذلك لها،فرأيت الكراهة في وجهها،و لكن على رسلك
حتى أخرج اليك.
فدخل عليها،فقامت اليه،فأخذت رداءه،و نزعت نعليه،
و أتته بالوضوء،فوضأته بيدها،و غسلت رجليه،
ثم قعدت،فقال لها:يا فاطمة.

فقالت:لبيك،حاجتك يا رسول الله؟

قال:إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته و فضله
و اسلامه،و اني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه،
و أحبهم اليه،و قد ذكر من أمرك شيئا،
فما ترين؟

فسكتت و لم تول وجهها،و لم ير فيه رسول
الله صلى الله عليه و آله كراهة،فقام و هو يقول :
الله أكبر،سكوتها إقرارها.

فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال:يا محمد،
زوجها علي بن أبي طالب،فان الله قد رضيها له
و رضيه لها.

قال علي[عليه السلام]:فزوجني رسول الله صلى الله عليه
و آله،ثم أتاني فأخذ بيدي فقال :قم،بسم الله
و قل:على بركة الله،و ما شاء الله و لا قوة إلا بالله،
توكلت على الله.

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله:قم فبع الدرع،
فقمت فبعته و أخذت الثمن و دخلت على
رسول الله صلى الله عليه و فجاء علي بالدراهم فصبها
بين يدي رسول الله«ص»فأمر رسول الله«ص»
ان يجعل ثلثها في الطيبـ اهتماما بامر الطيبـ و ثلثها
في الثياب و قبض قبضة كانت ثلاثة و ستين او ستة
و ستين لمتاع البيت و دفع الباقي
الى ام سلمة فقال ابقيه عندك،و ارسل ابا بكر
و قال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت
و اردفه بعمار وعدة من اصحابه فكانوا يعرضون
الشيء على ابي بكر فان استصلحه اشتروه
فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم و خمار باربعة
دراهم و قطيفة سوداءخيبرية (و هي دثار له خمل)
و سرير مزمل (ملفوف) بشريط (خوص مفتول)
و فراشان من خيش مصر (و هو مشاقة الكتان) حشو
احدهما ليف و حشو الآخر من صوف الغنم
و اربع مرافق (متكآت) من ادم الطائف (و الأدم الجلد)
حشوها ادخر (نبات طيب الرائحة) و ستر رقيق
من صوف و حصير هجري
(معمول بهجر قرية بالبحرين) و رحى لليد.و مخضب
من نحاس (اناء لغسل الثياب) و سقاء من ادم
(قربة صغيرة) و قعب (قدح من خشب) لللبن
و شن للماء (قربة صغيره عتيقة لتبريد الماء)
و مطهرة اناء يتطهر به) مزفتة و جرة خضراء و كيزان خزف و نطع من أدم (بساط من جلد) و عباءة قطوانية
(و هي عباءة قصيرة الخمل معمولة بقطوان موضع بالكوفة)
و قربة للماء.فلما وضع ذلك بين يدي النبي«ص»
جعل يقلبه بيده و يقول اللهم بارك لاهل البيت،
و في رواية انه بكى و قال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف
.و لم يكن بكاؤه أسفا على ما فاتهم من زخارف الدنيا
الفانية و لكنها رقة طبيعية تعرض للوالد
في مثل هذه الحال

وفى يوم العرس اذا انصرفت الشمس للغروب،قال رسول الله صلى الله عليه و آله:يا ام سلمة،هلمي فاطمة،فانطلقت،فأتت بها و هي تسحب أذيالها،و قد تصببت عرقا حياء من رسول الله صلى الله عليه و آله،فعثرت فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله:أقالك الله العثرة في الدنيا و الآخرة.

فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليه السلام،ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي عليه السلام،فقال:بارك الله لك في ابنة رسول الله،يا علي،نعم الزوجة فاطمة،و يا فاطمة،نعم البعل علي،انطلقا الى منزلكما،و لا تحدثا أمرا حتى آتيكما.
ثم أتى الله منزلهما وبارك لهما ودعا لهما

«قال علي عليه السلام:فأخذت بيد فاطمة،و انطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة و جلست في جانبها،و هي مطرقة الى الأرض حياء مني،و أنا مطرق الى الأرض حياء منها.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«فو الله ما أغضبتها و لا أكرهتها على أمر حتى قبضها
الله عز و جل اليه،و لا أغضبتني،و لا عصت لي أمرا،
و لقد كنت أنظر اليها فتنكشف عني
الهموم و الأحزان».


ومن بركات تـــزويــج فاطمــة مــن علي
عليهما السلام

عن جابربن عبدالله قال : دخلت أم ايمن على النبي
(صلى الله عليه واله وسلم) وهي تبكي فقال لها
النبي صلى الله عليه واله :
((مايبكيك لاأبكا الله عينيك ))
قالت : بكيت يارسول الله لأني دخلت منزل رجل
من الأنصاروقد زوج ابنته رجلا من الأنصار
فنثر على رؤسهم لوزا وسكرا فذكرت تزويجك فاطمة
من علي ولم تنثر عليهما شيئا .
فقال النبي ((صلى الله عليه واله وسلم))
( لاتبكي ياام ايمن فوالذي بعثني بالكرامة واستخصني بالرسالة ! ماأنا زوجته ولكن الله تبارك وتعالى
زوجه من فوق عرشه ومارضيت حتى رضي علي ،
ومارضي علي حتى رضيت ، ومارضيت حتى رضيت فاطمة،
ومارضيت فاطمة حتى
رضي الله رب العالمين .
ياام ايمن لما زوج الله تبارك وتعالى فاطمة من علي
أمرالملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش وفيهم جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل فأحدقوا بالعرش ،وأمرالحور العين
أن يتزين وأمر الجنان أن يزخرفن فكان الخاطب الله
تبارك وتعالى والشهود الملائكة ،ثم أمرالله
شجرة طوبى أن تنثرعليهم فنثرت اللؤلؤالرطب
مع الدر الأخضرمع الياقوت الأحمر مع الدرالأبيض،
فتبادرت الحورالعين يلتقطن من الحلي والحلل
ويقلن : هذا من نثارفاطمة
بنت محمد عليهم السلام .
وعن جابر بن عبدالله أيضا قال:
لمازوج النبي (صلى الله عليه واله وسلم )
عليا من فاطمة أتت قريش فقالوا: يارسول الله
زوجت فاطمة عليا بمهرخسيس !

فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مازوجت فاطمة
من علي ولكن الله زوجها عند شجرة طوبى،
وحضرتزويجها الملائكة وأمرالله شجرة طوبى :
لتنثرين ماعليك من الثمار فنثرة الدر والياقوت
والزبرجد الأخضر ، وابتدر الحور العين يلتقطن
فهن يتهادين ويتفاخرن به إلى يوم القيامة ويقلن:
هذا من نثار فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلما كان ليلة زفافها أمررسول الله بقطيفة فثناها
على بغلته وأمر فاطمة أن تركب البغلة وأمر سلمان
أن يقود البغلة وامر بلالا أن يسوقها ايضا فبينما هم في
الطريق إذ سمعوا حسا فالتفت النبي
(صلى الله عليه واله وسلم) فإذاهو بجبرئيل ،وميكائيل
عليهما السلام مع سبعين الاف من الملائكة.
فقال لهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :
(( ماالذي أحدركم )) ؟
قالوا: جئنا لنزف فاطمة بنت رسول الله إلى زوجها
علي بن أبي طالب . فكبرجبرئيل وكبرميكائيل
وكبرت الملائكة وكبر رسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم) فوقع التكبير على العرائس
من تلك الليلة

القصّة التاسعة
مكارم أخلاق الإمام أمير المؤمنين
عليه السلام

الباب الأول; في الجود والكرم
و حسبك في جوده و سخائه عليه‏ السلام أن آية النجوى
لم يعمل بها أحد من الصحابة غنيهم و فقيرهم غيره
حتى نسخت و جاءهم اللوم و التوبيخ منه تعالى
أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات
و لم ينج منه غيره قال النسائي في الخصائص :
ذكر النجوى و ما خفف علي عن هذه الأمة
ثم روى بسنده عن علي قال لما نزلت
(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة)

قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله لعلي مرهم
أن يتصدقوا !!!قال بكم يا رسول الله??
قال بدينار قال لا يطيقون قال فبكم قال بشعيرة
فقال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
إنك لزهيد فأنزل الله الآية
أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات
و كان علي يقول خفف بي عن هذه الأمة
و رواه غير النسائي من أصحاب الصحاح
بأسانيدهم مثله قال الواحدي في قوله تعالى الآية

(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول)

قال مقاتل بن حيان نزلت الآية في الأغنياء
و ذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فيكثرون مناجاته و يغلبون الفقراء على المجالس
حتى كره رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله ذلك
من طول جلوسهم و مناجاتهم فأنزل الله تبارك و تعالى
هذه الآية و أمر بالصدقة عند المناجاة
فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا و أما أهل الميسرة
فبخلوا و اشتد ذلك على أصحاب النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فنزلت الرخصة وقال علي بن أبي طالب
إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل
بها أحد بعدي
يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
كان لي دينار فبعته و كنت إذا ناجيت الرسول
تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية الأخرى
أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات

و روى الطبري في تفسيره بعدة أسانيد عن مجاهد
في قوله تعالى فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
قال نهوا عن مناجاة النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب
قدم دينارا فتصدق به ثم أنزلت الرخصة في ذلك.

الباب الثاني; في حسن الخلق و طلاقة الوجه
قال ابن أبي الحديد : و أما سجاحة الأخلاق و بشر الوجه
و طلاقة المحيا و التبسم فهو المضروب به المثل
فيه حتى عابه بذلك أعداؤه وقال عمرو بن العاص
لأهل الشام إنه ذو دعابة شديدة وقال علي عليه‏ السلام
في ذلك عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام
أن في دعابة و أني امرؤ تلعابة أعافس و أمارس.

و عمرو بن العاص إنما أخذها عن عمر بن الخطاب
لقوله لما عزم على استخلافه لله أبوك لو لا دعابة فيك
إلا أن عمر اقتصر عليها و عمرو زاد فيها و سمجها
وقال صعصعة بن صوحان و غيره من شيعته و أصحابه:
كان فينا كأحدنا لين جانب و شدة تواضع و سهولة قياد
و كنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف
الواقف على رأسه.وقال معاوية لقيس بن سعد :
رحم الله أبا حسن فلقد كان هشا بشا ذا فكاهة
قال قيس نعم كان رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
يمزح و يبسم إلى أصحابه أراك تسر حسوا في ارتغاء
و تعيبه بذلك أما و الله لقد كان مع تلك الفكاهة و الطلاقة
أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى تلك هيبة التقوى
ليس كما يهابك طغام أهل الشام .
قال و قد بقي هذا الخلق متوارثا متناقلا في محبيه
و أوليائه إلى الآن كما بقي الجفاء و الخشونة و الوعورة
في الجانب الآخر و من له أدنى معرفة بأخلاق الناس
و عوائدهم يعرف ذلك «اه».

الباب الثالث; في حسن الرأي و التدبير

قال ابن أبي الحديد : أما الرأي و التدبير فكان من أشد الناس
رأيا و أصحهم تدبيرا و هو الذي أشار على عمر
لما عزم أن يتوجه بنفسه إلى حرب الروم و الفرس
بما أشار و هو الذي أشار على عثمان بأمور
كان صلاحه فيها و لو قبلها لم يحدث عليه ما حدث«اه» .
(أقول) و هو الذي أشار على المسلمين
بأن يدفن النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله في موضع وفاته
و أن يصلي عليه المسلمون فرادى بدون إمام جماعة
بعد جماعة و إن شئت أن تجعل هذا من العلم و الفقه
فلك ذلك.و هو الذي أشار على عمر
بوضع التاريخ للهجرة .

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن سعيد بن المسيب :
جمع عمر الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ فقال
علي بن أبي طالب من يوم هاجر
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله و ترك أرض الشرك
ففعله عمر و ذكره ابن الأثير في تاريخه عن سعيد
بن المسيب مثله.
و من أخباره في جودة الرأي
ما رواه المفيد في الإرشاد عن شبابة بن سوار
عن أبي بكر الهذلي قال سمعت رجلا من علمائنا يقول :
و ذكر حديثا خلاصته أنه انتهى خبر إلى من بالكوفة من المسلمين أن جموعا كثرة تحتشد في فارس لغزوهم،
فأنهى مسلمو الكوفة الخبر إلى عمر ففزع لذلك
فزعا شديدا فاستشار المسلمين وقال إن الشيطان
قد جمع لكم جموعا و أقبل بها ليطفئ بها نور الله
فأشار عليه طلحة بالمسير بنفسه وقال عثمان
أرى أن تشخص أهل الشام من شامهم و أهل اليمن
من يمنهم و تسير أنت في أهل هذين الحرمين و
أهل المصرين الكوفة و البصرة فتلقى جميع المشركين
بجميع المؤمنين وقال علي إنك إن أشخصت أهل الشام
من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم و
إن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة
إلى ذراريهم و إن أشخصت أهل هذين الحرمين
انتقضت عليك العرب من أطرافها فأما ذكرك كثرة العجم
و رهبتك من جموعهم فإنا لم نكن نقاتل على
عهد رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله بالكثرة
و إنما كنا نقاتل بالبصيرة و إن الأعاجم إذا نظروا إليك
قالوا هذا رجل العرب فان قطعتموه فقد قطعتم العرب
و كان أشد لكلبهم و لكني أرى أن تقر هؤلاء
في أمصارهم و تكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا
على ثلاث فرق فلتقم فرقة منهم على ذراريهم و
لتقم فرقة على أهل عهدهم لئلا ينتقضوا و
لتسر فرقة منهم إلى إخوانهم مددا لهم فقال
عمر أجل هذا هو الرأي و قد كنت أحب أن أتابع عليه
و جعل يكرر قول علي و ينسقه إعجابا به
و اختيارا له.

الباب الرابع; في سياسة الملك و الخشونة
في ذات الله.
قال ابن أبي الحديد : أما السياسة فإنه كان شديد
السياسة خشنا في ذات الله لم يراقب ابن عمه في عمل
كان ولاه إياه و لا رقب أخاه عقيلا في كلام جبهه به
و نقض دار مصقلة بن هبيرة و دار جرير
بن عبد الله البجلي و قطع جماعة و صلب آخرين
و من جملة سياسته حروبه أيام خلافته بالجمل
و صفين و النهروان و في أقل القليل منها
مقنع فان كل سائس في الدنيا لم يبلغ فتكه و بطشه
و انتقامه مبلغ العشر مما فعل عليه‏ السلام في هذه
الحروب بيده و أعوانه«اه» .

و في الإستيعاب بسنده عن كعب بن عجرة
قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله علي مخشوشن
في ذات الله (و في حلية الأولياء )
بسنده عن أبي سعيد الخدري قال شكا الناس عليا
فقام رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله خطيبا
فقال يا أيها الناس لا تشكوا عليا فو الله أنه
لأخيشن في ذات الله عز و جل.

و رواه الحاكم في المستدرك و صححه إلا أنه قال
لأخيشن في ذات الله و في سبيل الله (و بسنده)
عن كعب بن عجرة قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله تعالى
«اه» ممسوس أي مسه الأذى و العناء في ذات الله تعالى.

الباب الخامس أنه ولي كل مؤمن. في الإستيعاب
(بسنده) عن ابن عباس أن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏
وآله قال لعلي بن أبي طالب
أنت ولي كل مؤمن بعدي
و يأتي في حديث عمران بن حصين قول
النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
أن عليا مني و أنا من علي و هو ولي كل مؤمن بعدي
و قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
أن عليا مني و أنا منه و هو وليكم بعدي.

و يأتي في حديث علقمة و في جوامع مناقبه قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله له
أنت ولي كل مؤمن بعدي.

قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
من كنت وليه فإن عليا وليه.
روى الحاكم في المستدرك أنه مر بقوم ينتقصون عليا
فقال إني كنت أنال من علي و في نفسي عليه شي‏ء
و كنت مع خالد بن الوليد في جيش فأصابوا غنائم فعمد
علي إلى جارية من الخمس فأخذها لنفسه و كان بين
علي و بين خالد شي‏ء فقال خالد هذه فرصتك
و قد عرف الذي في نفسي على علي قال
فانطلق إلى النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فاذكر ذلك له فأتيت النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فذكرت له أمر علي و كنت إذا حدثت الحديث أكببت،
فرفعت رأسي و أوداج رسول الله صلى‏الله‏عليه
‏ وآله قد أحمرت وقال
من كنت وليه فإن عليا وليه.

الباب السادس; حديث المنزلة

و هو قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
و مر ذكره في الجزء الثاني في غزوة تبوك و يأتي
ذكره في هذا الجزء في أدلة إمامته و أنه من أثبت الآثار
و أصحها قال المفيد : لما جعل عليا
منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له جميع منازل
هارون من موسى إلا ما خصه العرف من الأخوة
و استثناه هو من النبوة لفظا و هذه فضيلة لم يشرك
فيها أحد أمير المؤمنين و لا ساواه في معناها و لا قاربه فيها على حال«اه».

قول سعد ، ثلاث كن لعلي لأن تكون لي واحدة منهن
أحب إلي من حمر النعم. روى مسلم في صحيحه
و ابن الأثير في أسد الغابة و الترمذي بسند قوي
كما في الإصابة و غيرهم بأسانيدهم عن عامر
بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية
بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أو ما يمنعك أن تسب
أبا التراب أو أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا
قالهن له رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله

فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب
إلي من حمر النعم
سمعت رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله يقول
لعلي و قد خلفه في بعض مغازيه فقال له
علي يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان
فقال له رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا نبوة بعدي
و سمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب
الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فتطاولنا إليها
فقال ادعوا لي عليا فأتاه و به رمد فبصق في عينيه
و دفع الراية إليه ففتح الله عليه.
و أنزلت هذه الآية
قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم
و أنفسنا و أنفسكم
فدعا رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله عليا و فاطمة
و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.


الباب السابع; في حديث الكساء و آية التطهير

و في أسد الغابة بسنده عن أم سلمة
أن النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله جلل عليا و فاطمة
و الحسن و الحسين كساء ثم قال
اللهم هؤلاء أهل بيتي
و حامتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
قالت أم سلمة قلت يا رسول الله
أنا منهم قال إنك إلى خير.

و في الإستيعاب ، لما نزلت
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
و يطهركم تطهيرا)
دعا رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله فاطمة و عليا
و حسنا و حسينا في بيت أم سلمة وقال
اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و
طهرهم تطهيرا.
و روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن
أبي سعيد أنها نزلت في خمسة النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم‏السلام .


الباب الثامن في تصدقه بخاتمه وهو في الصلاة

حتى نزل فيه قوله تعالى
(إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون)

الباب التاسع; في خبر سد الأبواب غير باب
علي عليه‏ السلام

كان رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله لما هاجر إلى المدينة
و بنى مسجده فيها بنى لنفسه حجرا في جانب المسجد
أسكنها أزواجه و بنى لعلي عليه‏ السلام حجرة
بجانب الحجرة التي أسكنها عائشة و بنى أصحابه
بجانب المسجد حجرا سكنوها و كانت أبوابها
إلى المسجد فأمر النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله بسد
هذه الأبواب إلا باب علي فبقي بابه إلى المسجد
ليس له طريق غيره و فتح الباقون أبوابا
من غير جهة المسجد و كانت الحجرة التي
تسكنها عائشة التي دفن فيها النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
و بيت علي كلاهما في الجانب الشرقي من المسجد
فلما زادت بنو أمية في المسجد دخلت فيه
هذه البيوت.

يوم سدوا هذه الأبواب إلا باب علي فتكلم
في ذلك الناس فقام رسول الله صلى‏الله‏عليه‏
وآله فحمد الله و اثنى عليه ثم قال
أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب
علي وقال فيه قائلكم و إني و الله ما سددت شيئا
و لا فتحته و لكني أمرت بشي‏ء فأتبعته.

آية المباهلة
و تأتي عند ذكر أخباره سنة عشر من الهجرة
فقد دلت على أنه نفس رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
و أفضل الناس بعده كما يأتي مفصلا هناك و يأتي
عند ذكر أدلة إمامته.

حديث الطائر المشوي

روي النسائي في الخصائص بسنده عن أنس بن مالك
أن النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله كان عنده طائر
فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي
من هذا الطير فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده
ثم جاء علي فأذن له
ثم روي بسند عن أنس قال أهدي إلى النبي
صلى‏الله‏عليه‏ وآله طير فقال
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك
فجاء علي فأكل معه.و بسنده عن أنس
بن مالك أهدي لرسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
طير فقال اللهم ائتني برجل يحبه الله و يحبه رسوله
قال أنس فأتى علي فقرع الباب فقلت
إن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله مشغول
و كنت أحب أن يكون رجل من الأنصار ثم إن عليا
فعل مثل ذلك ثم أتى الثالثة فقال رسول الله
صلى‏الله‏عليه‏ وآله يا أنس أدخله فقد عنيته
فلما أقبل قال اللهم
وال اللهم وال

الباب العاشر; في إنه أحب الناس
إلى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله

روى النسائي بسنده عن جميع بن عمر قال دخلت
مع أمي على عائشة و أنا غلام فذكرت لها عليا فقالت
ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
منه و لا امرأة أحب إلى رسول الله من امرأته

ابن بريدة جاء رجل إلى أبي فسأله أي الناس
كان أحب إلى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
قال من النساء فاطمة و من الرجال علي
و يدل عليه ما مر من حديث الطائر المشوي.

قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله من كنت مولاه فعلي مولاه


قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله علي ك نفسي
روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي قال
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله لينتهن بنو وليعة
أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري
فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية فما راعني إلا و كف
عمر في حجزتي الحجزة بضم الحاء و سكون الجيم
و فتح الزاي معقد الإزار.
من خلفي من يعني لعل في العبارة سقطا و أصلها فقال
من يعني و النسخة المنقول عنها غير مضمونة الصحة.
قلت إياك يعني و صاحبك لعله على سبيل الإنكار.
قال فمن يعني قلت خاصف النعل و علي يخصف النعل.

أن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله قال
لتنتهن
يا بني وليعة وليعة كسفينة حي من كندة .
أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري
يقتل المقاتلة و يسبي الذرية
فالتفت إلى علي فأخذ بيده
وقال هو هذا مرتين.

قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
من سب عليا فقد سبني
روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي عبد الله
الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت
لي أ يسب رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله فيكم
قلت سبحان الله أو معاذ الله قالت سمعت
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
يقول من سب عليا فقد سبني

الباب الحادي عشر; في إن حبه حب رسول الله
و بغضه بغضه و أذيته أذيته،
في الإستيعاب : قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا
فقد أبغضني و من آذى عليا فقد آذاني
و من آذاني فقد آذى الله. و روى الحاكم في المستدرك
بسنده عن عمرو بن شاس الأسلمي قال خرجنا
مع علي إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك
حتى وجدت في نفسي فلما قدمت أظهرت شكايته
في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فدخلت المسجد ذات غداة و
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله في ناس من أصحابه
فلما رآني أبدني عينيه، يقول حدد إلي
النظر حتى إذا جلست قال يا عمرو أما و الله
لقد آذيتني فقلت
أعوذ بالله أن اؤذيك يا رسول
الله قال
بلى من آذى عليا فقد آذاني
قال هذا حديث
صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

إن طاعته طاعة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
و معصيته معصيته

روى الحاكم في المستدرك بسنده
عن أبي ذر قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني
فقد عصى الله و من أطاع عليا فقد أطاعني و من عصى
عليا فقد عصاني

قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك صحيح .

إن مفارقته مفارقة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله.
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ذر
قال النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
يا علي من فارقني فقد فارق الله و من فارقك
يا علي فقد فارقني.


الباب الثاني عشر; في إنه مع القرآن و القرآن معه

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أم سلمة سمعت
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله يقول
علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض
قال هذا حديث صحيح الإسناد و ذكره الذهبي
في تلخيص المستدرك و لم يتعقبه.

قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
اللهم أدر الحق معه حيث دار
. روى الحاكم في المستدرك وقال صحيح
على شرط مسلم عن علي قال رسول الله صلى‏الله‏عليه
‏ وآله
رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار.

قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
هذا وليي و المؤدي عني.
إن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله خطب فقال

أما بعد أيها الناس فإني وليكم قالوا صدقت ثم أخذ
بيد علي فرفعها ثم قال هذا وليي و المؤدي عني
والى الله من والاه و عادى من عاداه.

الباب الثالث عشر; في اختصاصه بتأدية براءة

و قول جبرئيل للنبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله لا يؤدي عنك
إلا أنت أو رجل منك و مر ذلك مفصلا في السيرة
النبوية في الجزء الثاني.

تزويجه بفاطمة سيدة نساء العالمين و لولاه
لم يكن لها كفؤ و قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
للزهراء ما أنا زوجتك بل الله تولى تزويجك
و انحصار نسل رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله في أولاده
(في الإستيعاب )
زوجه رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ما خلا مريم بنت عمران
وقال لها زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة
و إنه لأول أصحابي إسلاما و أكثرهم علما و أعظمهم
حلما«اه» و قد خطبها غيره فلم يزوجها أحدا
وقال ما أنا زوجتها بعلي بل الله زوجها.

الباب الرابع عشر; في مدح محبه و ذم مبغضه
روى الحاكم في المستدرك من طريق
احمد بن حنبل و صححه بسنده عن عمار بن ياسر
سمعت رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
يقول لعلي يا علي طوبى لمن أحبك و صدق فيك
و ويل لمن أبغضك و كذب فيك.

إن حبه و بغضه يفرق بهما بين المؤمن و المنافق.

«في الإستيعاب» بسنده عن جابر :
ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب.
و روى أحمد في مسنده بسنده عن جابر بن عبد الله
ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا .
و بسنده عن أبي سعيد الخدري مثله
«و روى» الترمذي بسنده عن أبي سعيد الخدري
أن كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار
ببغضهم علي بن أبي طالب. و روى الحاكم في
المستدرك
بسنده عن أبي ذر ما كنا نعرف المنافقين
إلا بتكذيبهم الله و رسوله و التخلف عن الصلوات و
البغض لعلي بن أبي طالب هذا حديث صحيح
على شرط مسلم و لم يخرجاه.

الباب الخامس عشر; في إنّه باب مدينة
علم رسول الله (ص)

دخوله على رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله كل يوم
و كل ليلة سحرا يتعلم منه. روى النسائي في الخصائص
بسنده عن عبد الله بن بحر الحضرمي عن أبيه
و كان صاحب مطهرة علي قال علي كانت
لي منزلة من رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
لم تكن لأحد من الخلائق فكنت آتيه كل سحر
فأقول السلام عليك يا نبي الله فإن تنحنح
انصرفت إلى أهلي و إلا دخلت عليه
«و بسنده» عن عبد الله بن يحيى أنه سمع عليا
يقول كنت أدخل على نبي الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
كل ليلة فإن كان يصلي سبح فدخلت و
إن لم يكن يصلي أذن لي فدخلت «و بسنده»
عن عبد الله بن يحيى قال علي كان لي ساعة
من السحر أدخل فيها على رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
فإن كان في صلاته سبح و إن لم يكن في صلاته أذن لي
«و بسند آخر» عنه نحوه«و بسنده»
عن أبي يحيى قال علي كان لي من النبي
صلى‏الله‏عليه‏ وآله مدخلان مدخل بالليل و مدخل بالنهار«الحديث».

إنه إذا سأل رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله أجابه و
إذا سكت ابتدأه .

الباب السادس عشر إن مثله مثل عيسى
بن مريم عليه‏ السلام.

روى النسائي بسند ]بسنده[ عن ربيعة بن ناجذ
عن علي قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
يا علي فيك مثل من مثل عيسى أبغضته اليهود
حتى بهتوا أمه و أحبته النصارى حتى أنزلوه
بالمنزل الذي ليس به «و في الإستيعاب»
بسنده عن الشعبي قال لي علقمة تدري ما مثل
علي في هذه الأمة قلت و ما مثله قال مثل عيسى
بن مريم أحبه قوم حتى هلكوا في حبه و أبغض
ه قوم حتى هلكوا في بغضه.

شبهه بالأنبياء
في الفصول المهمة لأبن الصباغ المالكي عن البيهقي
في كتاب فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله أنه قال: من أراد أن ينظر
إلى آدم في علمه و إلى نوح في تقواه و إلى إبراهيم
في حلمه و إلى موسى في هيبته و إلى عيسى
في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب .


في بعض من أقوال الرسول الأعظم
محمد (ص) عن الإمام علي

قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
إنه أمير المؤمنين
و سيد المسلمين و خاتم الوصيين و إمام المتقين
و قائد الغر المحجلين،
روى أبو نعيم الأصفهاني
في حلية الأولياء بسنده عن أنس في حديث
قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله يا أنس
أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين
و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين
قال أنس قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته
إذ جاء علي فقال
من هذا يا أنس فقلت علي
فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه
و يمسح عرق علي بوجهه
قال علي يا رسول الله لقد رأيتك
صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل
قال و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي
و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.

قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
له إنك سيد العرب ،
مر في وقعة خيبر قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله له
يا علي إنك سيد العرب و أنا سيد ولد آدم


قول النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله له
أنت سيد في الدنيا و الآخرة و غير ذلك

عبيد الله عن ابن عباس :
نظر النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله
إلى علي فقال يا علي أنت سيد في الدنيا
سيد في الآخرة حبيبك حبيبي و حبيبي
حبيب الله و عدوك عدوي و عدوي عدو الله و
الويل لمن أبغضك بعدي

قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله
هذا أمير البررة،
رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله و هو آخذ بضبع
علي بن أبي طالب و هو يقول
هذا أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره
مخذول من خذله ثم مد بها صوته.

قوله صلى‏الله‏عليه‏ وآله ل فاطمة
إن الله اطلع إلى الأرض فاختار رجلين أباك و بعلك.

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي هريرة
قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني من علي بن أبي طالب
و هو فقير لا مال له فقال يا فاطمة أما ترضين
أن الله عز و جل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين
أحدهما أبوك و الآخر بعلك.

وللحديث بقيّة....
السلام عليك ياوارث علم الأنبياء

http://www.al-hasany.com/up/uploads/...86bc970292.jpg




حور عين 30-08-2010 03:29 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين

المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم

من الأولين والآخرين

وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين


ونواصل سلسلة الحديث
عن يعسوب الدين
وأبو الحسنين الإمام أمير المؤمنين
علي عليه السلام

ونواصل الكلام عن منزلة علي عليه السلام

عن المسيب عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
والله لقد خلفني رسول الله صلى الله عليه
وآله في امته،
فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه،وإن ولايتي لتلزم
أهل السماء كما تلزم أهل الارض
[و] إن الملائكة لتتذاكر(1) فضلي وذلك تسبيحها
(2) عند الله.
أيها الناس اتبعوني أهدكم (سبيل الرشاد)(3)
لا تأخذوايمينا وشمالا فتضلوا، أنا وصي (4) نبيكم
وخليفته وإمام [المتقين و](5) المؤمنين وأميرهم ومولاهم،
وأنا قائد شيعتي إلى الجنة، وسائق أعدائي إلى النار.
أنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه أنا
صاحب حوض رسول الله صلى الله عليه وآله ولوائه،
وصاحب مقامه وشفاعته أناوالحسن والحسين
وتسعة من ولد
الحسين عليه السلام خلفاء الله في أرضه،
وامناؤه على وحيه،
وأئمة المسلمين بعد نبيه، وحجج الله على بريته.
غاية المرام: 18 ح 14 وص 45 ح 53 وص 69
ح 18 وص 199 ح 55

عن الحسين بن علي عليه السلام،
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

أتيت النبي صلى الله عليه وآلهوهو في بعض حجراته،
فاستأذنت عليه فأذن لي.فلما دخلت قال:
يا علي أما علمت (أن بيتي بيتك) فمالك تستأذن علي؟
قال: فقلت: يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك
قال: يا علي أحببت ما أحب الله، وأخذت بآداب الله.
يا علي أما علمت أنك أخي، وأن خالقي ورزاقي أبى
أن يكون لي أخ دونك. يا علي أنت وصيي من بعدي،
وأنت المظلوم المضطهد بعدي.يا علي الثابت عليك
كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي.يا علي كذب من زعم
أنه يحبني ويبغضك، لان الله تعالى خلقني وإياك
من نور واحد.
غاية المرام: 7 ح 12 وص 166 ح 55 والمستدرك:
2 / 71 ح 1 (قطعة) ورواه في كنز الكراجكى:
208 عن ابنشاذان


قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء بعدي على أحد
أفضل من علي بن أبي طالب عليه السلام،
وإنه إمام امتي وأميرها، وهو وصيي وخليفتي عليها،
من اقتدى به بعدي [فقد] اهتدى، ومن اقتدى بغيره
ضل وغوى
و [إني] أنا النبي المصطفى، ما أنطق - بفضل علي -
عن الهوى، إن هوإلا وحي يوحى [إلي] نزل به الروح المجتبى، عن الذي له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما
وما تحت الثرى.
غاية المرام: 45 ح 54.ورواه في كنز الكراجكى:
208 عن ابن شاذان، عنه البحار: 25 / 361 ح 31

عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

ما مررت في ليلة اسري بيبشئ من ملكوت السماوات
ولا على شئ من (الحجب من) فوقها إلا وجدتها
[كلها] مشحونة(بكرام ملائكة) الله تعالى ينادون:
هنيئا لك يا محمد فقد اعطيت مالم يعط أحد قبلك
ولا يعطاه أحد بعدك اعطيت علي بن أبي طالب
عليه السلام أخا، وفاطمة زوجته بنتا،
والحسن والحسين أولادا ومحبيهم شيعة.

يا محمد إنك أفضل النبيين، وعلي أفضل الوصيين،
وفاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين
أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين،
وشيعتهم أفضل من تضمنته عرصات القيامة،
(يشتملون على) غرف الجنان وقصورها ومتنزهها،
فلم يزالوا يقولون ذلك في مصدري ومرجعي،
فلو لا أن الله تعالى حجب عنها آذان
الثقلين لما بقي أحد إلا سمعها .
غاية المرام: 166 ح 56 وص 586 ح 80


عن الاصبغ قال:
سئل سلمان الفارسي رحمة الله عليه،
عن علي بن أبي طالب [وفاطمةصلوات الله عليهما]
فقال [سلمان] :
سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
عليكم بعلي بن أبى طالب فانه مولاكم فأحبوه، وكبيركم فاتبعوهوعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنة فعزروه،
وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، [و] أحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ما قلت لكم في علي إلا ما أمرني به
ربي جلت عظمته.
غاية المرام: 586 ح 81.ورواه الكراجكى في الكنز:
208 عن ابن شاذان، عنه البحار: 27 / 112 ح 86
وج38 / 152 ح 126، وروضات الجنات:
6 / 185.ورواه الخوارزمى في المناقب: 226
، وفى المقتل: 1 / 41 باسناده إلى ابنشاذان

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول;

ألا ومن أحب علياأعطاه الله كتابه بيمينه،
وحاسبه [حسابا يسيرا]حساب الانبياء.ألا ومن
أحب عليا
لا يخرج من الدنيا حتىيشرب من [حوض] الكوثر
ويأكل من شجرة طوبى، ويرى مكانه من الجنة.
ألا ومن أحب عليا هون اللهعليه سكرات الموت،
وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

ألا ومن أحب عليا أعطاه الله في الجنة بكل عرق
في بدنه
حوراء، وشفعه في ثمانين من أهل بيته،
وله بكل شعرة [على بدنه] مدينة(4) في الجنة.
ألا ومن (عرف عليا عليه السلام وأحبه) بعث الله إليه
ملك الموت كما يبعث إلى الانبياء،
ورفع عنه أهوال منكر ونكير، ونور قبره وفسحه مسيرةسبعينعاما، وبيض وجهه يوم القيامة.
ألا ومن أحب عليا عليه السلام أظله الله في [ظل]
عرشه مع الصديقين والشهداءوالصالحين،
وآمنه من الفزع الاكبر وأهوال [يوم] الصاخة.
ألا ومن أحب عليا عليه السلام تقبل الله منه حسناته،
وتجاوز عن سيئاته، وكان في الجنة رفيق
حمزة سيدالشهداء.ألا ومن أحب عليا عليه السلام
أثبت الله الحكمة في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب
وفتح الله له أبواب الرحمة.ألا ومن أحب عليا عليه السلام¨
سمي أسير الله في الارض،
وباهى الله بهملائكته وحملة عرشه.



القصّة العاشرة
الرواية الأولى; النبيّ (ص) يملّي وعلي (ع)
يكتب, والملائكة شهود!!

قال أبو موسى الضرير; قال موسى بن جعفر(ع);
قلت لإبي الإمام الصادق(ع);
أليس كان أمير المؤمنين (ع) كاتب الوصيّة,
ورسول الله (ص) الممّلي عليه, وجبرئيل والملائكة
المقرّبون عليهم السلام شهود؟

فأطرق أبو عبد الله(ع) طويلاً ثم قال;
ياأبا الحسن , قد كان ما قلت,
ولكن حين نزل برسول الله(ص) الأمر- الموت-
نزلت الوصّية من عند الله كتاباً مسجلاً نزل به جبرئيل
مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة فقال جبرئيل;
ُمرْ بإخراج من عندك إلا وصّيك - علي (ع), ليقبضها منّا وتشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها.
فأمر النبي (ص) بأخراج من كان في البيت
ماخلا عليّاَ (ع) وفاطمة (ع) بين الستر والباب,
فقال جبرئيل; يامُحمد , ربّك يقرئك السلام ويقول تعالى;
هذا كتاب كنت عهدت إليك, وشرطت عليك,
وشهدت به عليك , وأشهد به عليك ملائكتي
- في ليلة المعراج- ,
وكفى بي يامحمد شهيداً.

قال الصادق (ع); فأرتعدت مفاصل النبيّ من ثقل وعظم
هذا الوحي, فقال ياجبرئيل,
ربيّ هو السلام, ومنه السلام, وإليه يعود السلام,

صدق عزّ وجلّ وبرّ, هات الكتاب, فدفعه إليه
وأمر أن يدفعه إلى أمير المؤمنين (ع), فقال له إقرأه;
فقرأه حرفاً حرفاً.

فقال الرسول (ص) ل علي (ع); ياعليّ,
هذا عهد ربيّ تبارك وتعالى إليّ وشرطه عليّ وأمانته,
وقد بلّغت ونصحت وأديّت.
فقال علي (ع);
وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي - وأخذ على ضمانها
وعلى الله عوني على إدائها وموافاتها إليك يوم القيامة,
وشهد جبرئيل وميكائيل أيضاً.
ثم دعا رسول الله (ص) فاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين (ع)
من خبر الكتاب,
فقالوا مثل قوله, فخُتمت الوصيّة بخواتيم من ذهب
لم تمسّه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين (ع).
فقال الضرير لأبي الحسن الكاظم (ع);
بأبي أنت وأمي ,ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟
فقال(ع);
سنن الله ورسوله
فقلت( الضرير); أكان في الوصيّة توثّبهم
- الخلفاء على الخلافة- وخلافهم على أمير
المؤمنين (ع)؟
فقال (ع); نعم , والله شيئاً شيئاً وحرفاً حرفاً,
أما سمعت قول الله عزّ وجلّ;
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ
وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
والله لقد قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع)
وفاطمة (ع);
أليس قد فهمتما ماتقدّمت به إليكما وقبلتماه؟
قالا; بلى, وصبرنا على ماساءنا وغاضنا.
والجدير بالذكرأنه ورد في هذا الحديث أنّ عليّاً (ع)
قال;
والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة , لقد سمعت جبرئيل (ع)
يقول
للنبيّ (ص); يامحّمد , عَرّفه (يعني قُلْ ل علي )
أنّه يُنتهك الحرمة, وهي حرمة الله تعالى وحرمة
رسوله (ص) وعلى أن تُخضّب لحيته من
رأسه بدم عبيط.
قال عليّ (ع); فصُعقت حين فهمت الكلمة من
الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي وقلت;
نعم , قبلت ورضيت , وأن أنتهكت الحرمة ,
وعُطّلت السنن , ومُزّق الكتاب, وهُدّمت الكعبة,
وخُضّبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابراً مُحتسباً أبداً
حتى أُقدم عليك.
وهكذا كافح أمام المتقيّن وأمير المؤمنين
علي عليه السلام جميع المصاعب والمصائب
التي كان يعلمها وصبر عليها حفاظاً لكيان الدين
وتدّرع بنفسه ل يقي الأسلام.



الرواية الثانية, مصحف علي بن أبي

طالب(ع)
تكاد تتفق كل نصوص الإمام أمير المؤمنين



علي بن أبي طالب(عليه السلام) في نهج البلاغة


على أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي

أنزله الله على رسوله الأمين محمد خاتم النبيين

صلى الله عليه وآله


وهو الكتاب الذي تكفّل الله بحفظه وتخليده باعتباره

الدليل على خلود الرسالة التي اُنزل من أجل إثباتها
وتثبيتها.

وقد تضمن هدى الله للبشرية والدين التام الذي ارتضاه


لعباده ويحتج به على خلقه الى يوم القيامة .

وقد صرّحت كلماته الخالدة عن هذا الكتاب الخالد


بأنه يتكلّم عن القرآن الموجود بأيدينا، وهو القرآن الذي


اُنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وآله


وجمع في عهده(عليه السلام) وتداوله المسلمون جيلاً


بعد جيل لم ينقص منه حرف أو كلمة.


قال عليه السلام;


واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يَغُشّ

والهادي الذي لا يُضِلُّ، والُمحدِّثُ الذي لا يكذبُ.


وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان،


زيادة في هدىً أو نقصان من عمى.


واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة،


ولا لأحد قبل القرآن من غنىً، فاستشفوه من أدوائكم


واستعينوا به على لاَ ْوائِكم; فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء


وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال،





فاسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبّه [1] .


وهذه النصوص الواردة عنه، حول القرآن الكريم
الموجود


بأيدي المسلمين في عصره وعصرنا هذا هي التي
تفسّر قوله عليه السلام:


وإن الكتاب لَمعي، ما فارقته مُذ صحبتُه [2] .

هذا هو موقف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام



من كتاب الله الخالد.
ولكنّ أعداء هذا الكتاب الإلهي


انتهجوا لتفريق المسلمين سُبلاً شتّى، منها


اتّهام أهل البيت(عليهم السلام) ـ وهم حملة القرآن وعدله
ورعاته والمفسّرون لآياته كما اُوحي الى الرسول


صلى الله عليه وآله وأتباعهم ـ بأنهم يزعمون أنّ لديهم
سوى هذا القرآن قرآناً يحتفظون به [3]


زاعمين أنّ هناك روايات تشير الى ذلك.



ومن هنا ـ إيضاحاً للحقيقة التي يعرفها أهل الحق،


والتي يحاول الأعداء تغييبها ـ نعالج هذا الزعم لنصل
الى ما ترشدنا اليه الروايات في هذا المجال،
وذلك عبر ملاحظة تأريخ القرآن منذ عصر
الرسول(صلى الله عليه وآله)


وحتى عصر الإمام علي(عليه السلام)
لنقف على حقيقة
ما يسمى بمصحف الإمام علي(عليه السلام)
في هذه النصوص.


لا يمكن البحث في قضية مصحف
الإمام علي(عليه السلام)


إلا بعد معرفة تاريخ جمع القرآن ;



لأن مصحف الإمام علي(عليه السلام)
ما هو إلا جمع الإمام علي عليه السلام للقرآن الكريم
وما حوله.


إن ترتيب القرآن وتاريخ جمعه وتنظيم سوره،


وتشكيله وتنقيطه وتفصيله الى أجزاء وأحزاب لم
يكن وليد عامل واحد، ولم يكتمل في فترة زمنية قصيرة،
فقد مرت عليه أدوار وأطوار ابتدأت بعهد الرسالة
وانتهت بدور توحيد المصاحف على عهد عثمان،
ثم الى عهد الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أكمل تشكيله
على ما هو بأيدينا اليوم.



يرى المؤرخون أن تاريخ جمع القرآن قد مر بثلاث مراحل رئيسية :المرحلة الاُولى



عهد النبي(صلى الله عليه وآله) حيث جمع القرآن كتابة
وحفظاً في الصدور وكُتب في قراطيس وألواح
من الرقاع والعسب [4] واللخاف [5] والأكتاف [6] .
فقد قال زيد بن ثابت:


كنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) نؤلف;
أي نكتب القرآن في الرقاع [7] .



المرحلة الثانية:


عهد أبي بكر، وذلك بانتساخه من العسب والرقاع


وصدور الرجال [8] .



المرحلة الثالثة:


عهد عثمان بن عفان حيث جمع القرآن بين دفتين


وحمل الناس على قراءة واحدة، وكتب منه عدة مصاحف


أرسلها الى الأمصار، وأحرق باقي المصاحف [9].



فُحول المرحلة الاُولى


يذهب بعض علماء الإمامية على أن القرآن الكريم كان


مجموعاً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)


وانه لم يترك دنياه الى آخرته إلاّ بعد أن عارض ما في صدره


بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة وبما في


مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده، وتشير الى ذلك


كثير من الروايات منها قوله(صلى الله عليه وآله) :


من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه، أدخله الله الجنة


وشفعه في عشرة من أهل بيته... [10] .



وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يشرف بنفسه


على ما يكتب، فعن زيد قال;
فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسره فأكتب


وهو يملي عليَّ فاذا فرغت قال : إقرأه، فأقرأُه


، فان كان فيه سقط أقامه، ثم اخرج الى الناس [11] .


وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله الى آخره


حتى قال(صلى الله عليه وآله):


إن لصاحب القرآن عند الله لكل ختم دعوة مستجابة [12] .


هل جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) القرآن بنفسه أم لا؟



لقد كان لدى النبي(صلى الله عليه وآله) مصحف مجموع،


ففي حديث عثمان بن أبي العاص حيث جاء


وفد ثقيف الى النبي(صلى الله عليه وآله) قال عثمان:


فدخلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فسألته


مصحفاً كان عنده فأعطانيه [13] .



بل وترك رسول الله(صلى الله عليه وآله)


مصحفاً في بيته خلف فراشه مكتوباً في العسب والحرير والاكتاف، وقد أمر علياً(عليه السلام) بأخذه وجمعه... [14] .



أما المرحلة الثانية من جمع القرآن


التي يقال عنها أنها كانت في عهد أبي بكر فالأخبار


حول هذا الجمع متضاربة، كما أنها لا ترتبط بما نحن بصدده.


أما شبهة أن للإمام علي(عليه السلام) مصحفاً غير


هذا المصحف المتداول بين المسلمين من جهة النص


فهذه شبهة لا دليل عليها ولا أساس لها من الصحة.



نعم، تفيد طائفة من أحاديث الشيعة وأهل السنة


أن الإمام علياً اعتزل الناس بعد وفاة رسول الله


صلى الله عليه وآله لجمع القرآن الكريم، وكان موقفه
هذا بأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنه قال:
لا أرتدي حتى أجمعه. وروي أنه لم يرتد إلاّ للصلاة


حتى جمعه [15] .



من أين جاءت تسمية مصحف الإمام علي(عليه السلام) ؟


لقد كان للإمام مصحف كباقي المصاحف التي جمعت


فيما بعد مثل مصحف زيد ومصحف ابن مسعود


ومصحف اُبي بن كعب ومصحف أبي موسى الأشعري


ومصحف المقداد بن الأسود ، كما كان لعائشة أيضاً
مصحف.


وكان أهل الكوفة يقرأون على مصحف عبدالله بن مسعود،


وأهل البصرة يقرأون على مصحف أبي موسى الأشعري،


وأهل الشام على مصحف


أبي كعب وأهل دمشق على مصحف المقداد.


ولكن انتهى دور هذه المصاحف والقراءة فيها


على عهد عثمان عندما أرسل عليها وأحرقها [16] .


أما مصحف الإمام فقد احتفظ به لنفسه وأهل بيته


ولم يظهره لأحد، حفاظاً على وحدة الاُمة، على ما سنبيّنه


فيما بعد.



هل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها


تختلف فيما بينها ؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟


يرى المؤرخون أن فروقاً من ناحية تقديم السور
وتأخيرها


تكتنف تلك المصاحف، فمثلاً مصحف ابن مسعود


نجده مؤلفاً بتقديم السبع الطوال ثم المئتين


ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات .


أما مصحف اُبي بن كعب نجده قد قدّم الأنفال وجعلها
بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم
والشعراء والحج على سورة يوسف [17] .



متى جمع الإمام علي(عليه السلام) مصحفه ؟


إنّ أول مَن تصدى لجمع القرآن بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) مباشرة، وبوصية منه [18] هو


علي بن أبي طالب(عليه السلام) حيث قعد في بيته



مشتغلاً بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل.
قال ابن النديم ـ بسند يذكره ـ : أن علياً(عليه السلام)



رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)




فأقسم أن لا يضع رداءه حتى يجمع القرآن [19] .




وروى محمد بن سيرين عن عكرمة، قال:




لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب




في بيته يجمع القرآن. قال: قلت لعكرمة:




هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول؟




قال:
لو اجتمعت الإنس والجن على أن يُألفوه هذا التأليف ما استطاعوه.




قال ابن سيرين: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه الى المدينة
فلم أقدر عليه [20] .






ما هو امتياز مصحف الإمام علي(عليه السلام)
عن بقية المصاحف ؟


واذا ما ثبت أن هناك مصحفاً للإمام علي
(عليه السلام



قد جمعه بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ،
فماهي صفات ذلك المصحف ؟ وهل يختلف عن غيره من المصاحف الاُخرى التي جمعت بعد مصحفه ؟



قالوا: إنّ الفرق بين مصحف الإمام علي(عليه السلام) والمصاحف الاُخرى التي اختلفت فيما بينها أيضاً، هو
أنّ الإمام(عليه السلام) رتّبه على ما نزل ، كما اشتمل على شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب
ومواقع النزول.


قال(عليه السلام) :


ما نزلت آية على رسول الله(صلى الله عليه وآله)


إلا اقرأنيها وأملاها عليّ، فأكتبها بخطي . وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها.


ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها،


فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته


منذ دعا لي ما دعا [21] .


كما اشتمل على جملة من علوم القرآن الكريم ، مثل:


المحكم والمتشابه والمنسوخ والناسخ وتفسير الآيات


وتأويلها [22] .


هل عرض الإمام(عليه السلام) مصحفه على الناس ؟


نعم، بعد أن جمعه جاء به الى الناس وقال:


إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتى جمعته كله


ولم ينزل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها [23] .


وعرض الإمام مصحفه على الناس وأوضح مميزاته


فقام إليه رجل من كبار القوم فنظر فيه، فقال:


يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه [24] .



قال الإمام علي(عليه السلام) : أما والله ما ترونه بعد


يومكم هذا أبداً، إنّما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعته


لتقرأوه [25] .


لماذا لم يخرج الإمام مصحفه في زمن الخليفة عثمان ؟


خلال عهد عثمان اختلفت المصاحف، واُثيرت الضجة بين المسلمين، فسأل طلحة الإمام علياً(عليه السلام)


لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة


رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: وما يمنعك
ـ يرحمك الله ـ أن تخرج كتاب الله الى الناس ؟
! فكفّ(عليه السلام)


عن الجواب أولاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال:


لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك من أمر القرآن،
ألا تظهره للناس ؟


وأوضح الإمام(عليه السلام) سبب كفّه عن الجواب


لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الاُمة، حيث قال:


يا طلحة عمداً كففت عن جوابك فأخبرني
عمّا كتبه القوم؟


أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟


قال طلحة: بل قرآن كله. قال عليه السلام :


إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة... [26]


مصير مصحف الإمام علي(عليه السلام)


تفيد الروايات بأن المصحف قد سلّمه


الإمام علي(عليه السلام) للأئمة من بعده وهم يتداولونه


الواحد بعد الآخر لا يُرونه لأحد [27] .


كما لم يعد خبر المصحف والحديث عنه خافياً على العلماء الباقين. ذكر ابن النديم أنه أول مصحف جمع فيه القرآن،


وكان هذا المصحف عند آل جعفر، وفي قول آخر يتوارثه
بنو الحسن [28] .


ثم تابع ابن سيرين مصير المصحف في المدينة المنورة


فلم يفلح على حصوله، وقد صرّح بخصوصية المصحف بقوله : (فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم) [29] .



إذن تتلخص قصة مصحف الإمام علي(عليه السلام)
بما يلي:


إن الإمام(عليه السلام) جمع القرآن بعد وفاة
رسول الله(صلى الله عليه وآله) ،
وكانت سوره وآياته هي آيات وسور القرآن المتداول بين المسلمين اليوم، وكان متضمناً ترتيب


السور حسب النزول والى جانبها أسباب النزول،



إلاّ أن موقف بعض الصحابة من مصحفه كان
موقفاً سياسياً.


ومن هنا فالأحرى أن نعتبره نسخة اُخرى من القرآن الكريم متضمّنة لسوره وآياته، وليس هو قرآن آخر


سوى القرآن الكريم.


وجاء الخصوم بعد ذلك ليقولوا:


إن الشيعة تدّعي أن للإمام علي(عليه السلام) مصحفاً غير المصحف المتداول بين المسلمين ظلماً ورغبة في تفريق


صف الاُمة المسلمة [30] .




[1] نهج البلاغة ، الخطبة : 176 ، وراجع أيضاً المعجم الموضوعي لنهج البلاغة
لتقف على مجموعة النصوص الواردة عنه في هذا الشأن .

[2] نهج البلاغة : الخطبة : 122 .


القصّة الحادية عشر,
في الإمام عليه السلام


وهو الخليفة بعده صلى الله عليه وآله
دون سواه
بنصه صلى الله عليه وآله الشريف.
فما هي الأوصاف التي تذكر للأمير عليه السلام ..
وكيف كان ذاك العملاق في الإنسانية..


عذراً سيدي فليس لنا أدوات ولا كلمات لكي نصفك
بما تعرف أو تألف ..
إلا أنهم قالوا في وصفه:

الرواية الأولى, وصف الإمام عليه السلام

«كان عليه السلام مربوع القامة أدعج العينين سهل الخدين
أزج الحاجبين حسن الوجه كان وجهه قمر ليلة البدر ...
وكان عنقه إبريق فضة .. عريض الصدر والمنكبين..»
(نزهة المجالس:454)

وتلميذه ابن عباس قال عنه عليه السلام:
«كان علي أمير المؤمنين عليه السلام يشبه القمر الباهر
والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر
فأشبه من القمر ضوءه وبهاءه ومن الأسد شجاعته
ومضاءه ومن الفرات جوده وسخاءه
ومن الربيع خصبه وحياءه عقمت النساء أن ياتين
بمثل علي بعد النبي صلى الله عليه وأله»
(لسان العرب:ج14ص216مادة (حيا))

والمحب الطبري يقول:

«وكان عليه السلام ربعة من الرجال أوعج العينين
عظيمها، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر..
عريض ما بين المنكبين ..والمشهور أنه كان أبيض
اللحية
وكان إذا مشى تكفأ شديد الساعدين واليد
وإذا مشى الى الحرب هرول ثبت الجنان قوي
ما صارع أحد إلا صرعة شجاع منصور عند من لاقاه..»

(ذخائر العقبى:ص57 وبحار الأنوار:
ج32ص605ب12ح478)

وقال عنه المغيرة:
«كان علي عليه السلام على هيئة الأسد غليظاً
منه ما أستغلظ ودقيقاً منه ما استدق..»
(بحار الأنوار:ج35ص2ب2ح1)
وقال حريث:
«وكان عليه السلام بشره دائم وثغره باسم غيث
لمن رغب وغياث لمن ذهب مآل الآمل وثمال الأرامل
يتعطف على رعيته ويتصرف على مشيته ويكفيه بحجته
ويكفيه بمهجته..»
(بحار الأنوار:ج41ص51ب104ح3)


وأخيراً قال ابن أبي الحديد في شرحه:
«وأما سجاحة الأخلاق وبشر الوجه وطلاقة المحيا
والتبسم فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه...»
(بحار الانوار: ج41ص147ب107ح45)

الرواية الثانية, عن الأولاد


من فاطمة الزهراء عليها السلام:
الحسن والحسين والمحسن السقط، وزينب الكبرى
وزينب الصغرى (أم كلثوم) وسكينة.

ومن غيرها غيرهم، وفي بعض الروايات كان
لأمير المؤمنين علي السلام من الأولاد سبع وعشرون
وفي أكثرها أربعة وثلاثون..
منهم:
محمد بن الحنفية عليه السلام، أمه
خولة بنت جعفر بن قيس.
عمر ورقية توأمان، أمهما أم حبيب بنت ربيعة.
العباس وجعفر وعثمان وعبد الله:
شهداء الطف، أمهم فاطمة بنت حزام الكلابية (أم البنين)
عليهم السلام.
محمد الأصغر (أبو بكر) وعبيد الله، شهيدان بالطف،
أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية.
يحيى وعبيد الله.. أمهما أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم الحسن ورملة.. أمهما (أم مسعود) أو (أم سعيد)
بنت عروة بن مسعود الثقفي.
نفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى وأم هاني
وأم الكرام وجمانة (أم جعفر) وأمامة وأم سلمة
وميمونة وخديجة وفاطمة ..لأمهات شتى.
وهؤلاء الكوكبة المباركة من الذكور والإمام هم
أبناء وبنات أمير المؤمنين عليهم السلام
حسب أقوال كثير من المؤرخين...

علي .. ومن كمثلك يا علي عليه السلام.


يذكر العلامة الجليل محمد جواد مغنية رحمه الله
أنه كان حاضراً في حفل بهيج لذكرى
ولادة الامير عليه السلام فتعاقب الخطباء واحداً
تلو الآخر
والى أن قدم عريف الحفل الأستاذ شكيب أرسلان
الأديب اللبناني المعروف قائلاً:
تسمعون كلمة من الأمير شكيب، وإنما سمي أميراً
لأنه شبيه بالأمير في سنانه وبيانه..
فغضب شكيب من هذا التشبيه وانبرى
الى المنبر وقال:
والله ما أعتراني الخجل منذ خلقت حتى الساعة
كما اعتراني حين سمعت المعرّف يشبهني
بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..

والله.. إن كل ما في السماء والأرض
ـ عدا الله ورسوله ـ
لا يشبه الغبار الذي على حافر
فرس علي بن أبي طالب عليه السلام.
إن الله أمر بالخير.. ونهى عن الشر..
ثم خلق علياً كما يشاء وقال للناس:
هذا هو المثل الأعلى فأحتذوه..(فضائل الإمام:ص180)

نعم.. علي عليه السلام المثل الأعلى..
والقدوة المثلى.. والأسوة الحسنى.. والعروة الوثقى..

الرواية الثالثة,عليٌّ وآدم


فنبي الله آدم عليه السلام أكل من تلك الشجرة
التي نهي عنها أما أنت يا سيدي فقد أذهب الله عنك
الرجس وطهرك تطهيراً فما عصيت الله طرفة عين ـ
حاشاك وكنت عين الهداية ومقصود المهتدين..
فأين أنت عن الغواية..؟
ألم يكن اسمك عظيم من بين جملة الأسماء
التي تعلمها عليه السلام فتاب الله سبحانه بها عليه
وعلى زوجته رضى الله عنهما وفاق الملائكة
علماً فسجدوا له بك يا مولاي..؟

الروايةالرابعة,عليٌّ ونوح

وما حال أبي البشر الثاني نبي الله نوح عليه السلام
شيخ الأنبياء وسيد المعمرين الذي دعى قومه الى ربه
وعبادته 950سنة وما آمن معه إلا قليل..
ألم تكن نجاته ونجاة سفينته من الطوفان والأمواج
التي كانت كالجبال حينذاك إلا بك
وبآلك الكرام عليهم السلام؟
نعم.. فقد جاء في كتب الروايات وأيدته الوقائع
والكشفيات الأثرية مؤخراً في اللوح المكتشف
منذ الأمس القريب وذلك حينما كان فريق
من خبراء المعادن الروس منكبّاً على حفر الأرض
للتنقيب عن المعدن وفي كانون لعام 1951م
ظهرت فجأة ألواح خشبية منخورة..
وبعد المزيد من التنقيب إتضح لهم أن هنالك الكثير
من الألواح الخشبية المدفونة تحت الأرض
وقد تآكل بعضها وبلي بمرور الزمان، وتوصلوا الى
أن بعضها غير عادي ويشتمل على سر مكنون فيه..

فأخذوا بمزيد من الحفر بدقة بالغة ثم استخرجوا
الألواح الخشبية النخرة وعثروا من بينها على
لوح خشبي مستطيل قد أدهش الجميع لان تصرم الزمان
قد ابلى جميع الخشب سوى هذا اللوح الذي
يبلغ طوله أربع عشر إنجاً (حوالي 35سم)
وعرضه عشر إنجات (25سم)
ونقش عليه بضع أحرف.

لجنة ونتائج وكلمات
فشكلت الحكومة الروسية لجنة للتحقيق
والبحث حول هذه الألواح في 27 شباط لسنة 1953م
وكان أعضاؤها خبراء في الآثار وأساتذة
مختصين باللغات القديمة..
وبعد ثمانية أشهر من البحث والتنقيب انكشف سر
ذلك اللوح الخشبي للجنة فاتضح أنه من
سفينة نوح عليه السلام وقد نصب هذا اللوح
عليها للبركة والإستمداد لما كتب عليه.

وكان في وسط اللوح رسم يمثل كفّا كتبت عليه
عبارات عديدة باللغة السامية،
ومن ثم ترجمت اللجنة تلك العبارات الى اللغة الروسية
وترجمت فيما بعد الى اللغة العربية وكانت
ترجمتها بالحرف:
يا ربي..! يا مغيثي..ّ
بلطفك ورحمتك، وبالذوات المقدسة!
محمد..
وإيليا..
وشبر..
وشبير..
وفاطمة..


أعِنّي.. فإن هؤلاء الخمسة أعظم الخلق فيجب إعظامهم واحترامهم وإن جميع الدنيا خلقت لأجلهم..

إلهي بأسماء هؤلاء اعني أنك قادر على هداية
جميع الخلق الى الطريق القويم..
(الإمام علي عليه السلام والأنبياء:ص43)

وكذا كان النبي سليمان عليه السلام
حيث اكتشف في مطلع هذا القرن لوح
سمي بـ (لوح سليمان) وكانت ترجمته بعد التدقيق
والترجمة من العبرية الى العربية:

الله
أحمد إيلي
باهتول
حسن حسين
يا أحمد أغثني
يا علي أعني
يا بتول احميني
يا حسن أكرمني
يا حسين أسعدني

ها هو سليمان يستغيث الساعة بهؤلاء الخمسة الكرام
وعليّ قدرة الله.

الرواية الخامسة,عليٌّ ونبي الله داوود

أما داوود النبي عليه السلام صاحب
الزبور فقد جاء
في زبوره ما يلي:
«إطاعة ذلك الرجل الشريف الذي يدعى (إيلي) واجبة،
وإطاعته صلاح لأمور الدين الدنيا،
ويسمى هذا الرجل العظيم أيضاً حدار (أي حيدر)
إنه معين المساكين ومغيثهم وأسد الأسود وقوته
وقدرته خارقة وسيولد في كعابا (أي الكعبة)..
يجب على جميع الناس أن يتمسكوا بعروة هذا الرجل
الجليل ويطيعوه كما يطيع العبد مولاه..
فليسمع كل من له أذن واعية
، وليفهم كل من له عقل فهيم، وليعلم كل من له قلب ولب
لأن الوقت يمضي ولا يعود ثانية..»
(الإمام علي والأنبياء:ص31)

كلمة في المقام:
وهكذا كان الأنبياء والأوصياء عليهم السلام يتوسلون
بوجوده المبارك الى الله عز وجل في ضرائهم وشدائدهم..
فإن العظماء يعرفون قدر بعظهم البعض والأنبياء
عليهم السلام يعرفون أفضل وسيلة
وأقوى حبل الى الله هو الرسول الخاتم
محمد صلى الله عليه وآله الأطهار لأنهم
العلة الغائية للكون وهم أحد أسباب الوجود والخلق..

ألم يقولوا عليهم السلام:
نحن الوسيلة الى الله المثلى..
ونحن الصراط المستقيم..
ونحن حبل الله الممدود بين السماء والأرض..

وهم العروة الوثقى التي لا انفصام لها..
وهم سفينة النجاة للأمة.
وهم باب النجاة للملة.
فأستجاب الأنبياء والأوصياء عليهم السلام تكون
بأفضل الوسائل وأنجح الطرق الموصلة الى الهدف
وسيدهم وخاتمهم كثيراً ما قال صلى الله عليه وآله:

إذا أحببتم استجابة دعائكم فابدؤوه وأختموه
بالصلاة التامة غير المبتورة..
وهي الصلاة على محمد وآله فإنها أحد أهم علامات
قبول الدعاء والتهيؤ لاستجابته.
نعم فإنه «لا يقاس بآل محمد أحد أبداً..»..

الماسةُ الكبرى

وأمير المؤمنين عليه السلام هو الألماسة الكبرى
كما سماه ذاك الحكيم وهو سيد العترة الطاهرة
وأصلها المبارك الثابت..
وهو أمير في الدنيا والآخرة وإمارته في الدنيا
تشمل جميع المؤمنين على امتداد التاريخ الغابر والحاضر،
ومن أتت به الأيام وتأتي به الأزمان منذ آدم
عليه السلام والى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
ما عدا رسول الله صلى الله عليه وآله.


فكل المؤمنين من أنبياء وأوصياء وشهداء
وصالحين هو عليه السلام أميرهم لا منازع...
فالأمير أمير والإمام إمام
مهما طالت الأيام ومهما أبعدته.

والأنبياء والأوصياء عليهم السلام الذي يمثلون
الخط الإلهي في هذا الكون يدركون هذه الحقائق الثابتة
تماماً فلا يجحدونها ـ وحاشاهم من الجحود ـ
بل يلتزمونها تمام الألتزام ولهم الفخر في ذلك
كما افتخر به أعظم ملائكة الله جبرئيل عليه السلام
بالإنتساب الى أهل البيت عليهم السلام
وهذا ما قصه حديث الكساء الشريف وغيره
من الأحاديث النورانية المعتبرة والصحيحة.

وللحديث بقيّة....
السلام عليك ياوارث علم الأنبياء






حور عين 31-08-2010 04:02 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين
المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم

من الأولين والآخرين

وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين



ونواصل الحديث عن سلسلة العزّ والبرّ والورع
والإيمان و و....
وماعددنا الصفات, فو الله إنّها لتخدل وتنكمش
على ذاتها وتستحي من خير خلق الله وخير
بنو آدم بعد الرسول محمد (ص)
وهو السيد الزاهد

والإمام أمير المؤمنين وإمام المتقيّن ,
علي بن أبي طالب عليه السلام

القصّة الثانية عشر; كرامات الإمام علي (ع)

عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنتُ جالساً عند
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
وهو يقضي بين الناس ، إذ أقبل جماعة ومعهم
أسود مشدود الأكتاف ، فقالوا:
هذا سارق يا أمير المؤمنين .
فقال ( عليه السلام ) : ( يَا أسْوَد : سَرَقْتَ ؟ ) .
قال : نعم يا مولاي .
قال ( عليه السلام ):
( وَيْلك ، اُنْظر مَاذَا تَقولُ ، أسَرَقْتَ ؟ ) .
قال : نعم .
فقال له ( عليه السلام) ثَكَلَتْكَ أمُّكَ،
إنْ قُلتَهَا ثَانِيَةً قُطِعَتْ يَدَك ، سَرَقْتَ ؟ ) .
قال : نعم .
فعند ذلك قال ( عليه السلام ): ( اقطَعُوا يَدَهُ ، فَقَد وَجَبَ عَليهِ القَطْعُ ) .
فقطع يمينه، فأخذها بشماله وهي تقطر، فاستقبله رجل
يُقَال له ابن الكواء ، فقال له : يا أسود،
من قطع يمينك .
فقال له: قطع يميني سيد المؤمنين، وقائد الغرِّ المحجَّلين ،
وأولى الناس باليقين، سيد الوصيين أمير المؤمنين
على بن أبي طالب ( عليه السلام )، إمام الهدى،
وزوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى،
أبو الحسن المجتبى ، وأبو الحسين المرتضى .
السابقُ إلى جنَّات النعيم، مُصادم الأبطال،
المنتقم من الجهَّال، زكي الزكاة، منيع الصيانة،
من هاشم القمقام، ابن عم رسول الأنام، الهادي إلى الرشاد، الناطق بالسداد .
شُجاع كمي ، جحجاح وفي ، فهو أنور بطين، أنزع أمين،
من حم ويس وطه والميامين، مُحلّ الحرمين،
ومصلِّي القبلتين .
خاتم الأوصياء لصفوة الأنبياء، القسْوَرة الهُمَام،
والبطل الضرغام، المؤيد بجبرائيل، والمنصور
بميكائيل المبين، فرض رب العالمين، المطفئ نيران
الموقدين، وخير من مَشى من قريش أجمعين،
المحفوف بِجُند من السَّماء،
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )،
على رغم أنف الراغمين، ومولى الخلق أجمعين .
فعند ذلك قال له ابن الكواء: ويلك يا أسود،
قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله .
قال : وما لي لا أثني عليه وقد خالط حُبّه لحمي ودمي،
والله ما قطع يميني إلا بحقٍّ أوجبه
الله تعالى عليَّ .
قال ابن الكواء : فدخلت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وقلت له : يا سيدي رأيتُ عجباً .
فقال ( عليه السلام ) : ( وَمَا رَأيْتَ ) .
قال : صادَفْتُ الأسود وقد قُطِعت يمينه، وقد أخذَها بشماله،
وهي تقطر دماً، فقلت: يا أسود، من قطع يمينك .
فقال : سيدي أمير المؤمنين ( عليه السلام)
فأعدت عليه القول، وقلت له : ويحك قطع يمينك
وأنت تثني عليه هذا الثناء كله .
فقال : ما لي لا أثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي،
والله ما قطعها إلا بحق أوجبه الله تعالى .
فالتفت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى ولده الحسن
وقال له ، قم وهات عمَّك الأسود .
فخرج الحسن ( عليه السلام ) في طلبه، فوجده في موضع
يُقال له : كندة، فأتى به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال ( عليه السلام ):
( يَا أسْود قطعت يَمينكَ وأنتَ تُثني عَلَيَّ ) .
فقال يا مولاي يا أمير المؤمنين :
ومالي أثني عليك وقد خالط حبك لحمي ودمي،
فو الله ما قطعتَها إلا بحقٍّ كان عليّ مما ينجي من عذاب الآخرة .
فقال ( عليه السلام ): ( هَات يَدَكَ ) .
فناوله إياها، فأخذها ( عليه السلام ) ووضعها في الموضع
الذي قُطِعت منه، ثم غطاها بردائه وقام،
فصلّى ( عليه السلام ) ودعا بدعوات لم تردَّد،
وسمعناه يقول في آخر دعائه: ( آمين ) .
ثم شال الرداء وقال ( عليه السلام ):
( اتصلي أيَّتها العروق كما كنت ) .
فقام الأسود وهو يقول : آمنتُ بالله، وبمحمَّدٍ رسوله،
وبعليٍّ الذي رَدَّ اليد بعد القطع، وتخليتها من الزند .
ثم انكبَّ على قدمَيه وقال :
بأبي أنت وأمي يا وارث علم النبوة .





عن الأصبغ قال:
أتينا مع عليّ فمررنا على قبر الحسين
فقال علي عليه السلام:
ههنا مناخ ركائبهم وههنا موضع رحالهم،
وههنا مهراق دمائهم،
فتية من آل محمد (ص).


وعن علي بن زاذان
أن عليا عليه السلام حدّث حديثا فكذبه رجل،
فقال علي: أدعو عليك إن كنتُ صادقًا، قال: نعم،
فدعا عليه السلام ....عليه فلم ينصرف
حتى ذهب بصره.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله أدعو علياعليه السلام، فأتيت بيته
فناديته فلم يجبني,, فعدت فأخبرت رسول الله (ص):
فقال لي : عد إليه ادعه. قال:
فعدت أناديه فسمعت صوت رحى تطحن،
فشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد،

فناديته فخرج إلي علي (ع); منشرحًا،
فقلت له إنّ رسول الله يدعوك. فجاء ثم لم أزل أنظر
إلى رسول الله وينظر إليّ. ثم قال: يا أبا ذر ما شأنك،
فقلت: يا رسول الله عجيب من العجب رأيت رحى تطحن
في بيت عليّ (ع);
، وليس معها أحد يرحى.


ومرة عرض ل علي (ع);

رجلان في الخصومة فجلس في أصل جدار،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين الجدار توشك أن تقع،
فقال علي (ع); امض كفى بالله حارسًا.
فقضى بين الرجلين وقام.... فسقط الجدار.


قصة النجفي

كان هنالك مؤمن في النجف الأشرف ..
وكان فقيراً جداً..
في كل يوم كان يذهب إلى المسجد الذي دفن فيه
الإمام علي ع ويدعو ..


"إلهي بحق المدفون هنا .. أتوسل إليك فقد ضاق حالي
وما عدت أستطيع الاحتمال .."


رجع المسكين إلى منزله وفي تلك الليلة ..
حلم بإن الإمام علي ع قد زاره في منزله ..
وقال له .. فلان ..
بع كل ما تملكه هنا .. وتوجه إلى الهند واذهب
إلى الحي الفلاني .. ستجد منزل فخمًا كبيراً اطرق الباب ..
سيفتح لك صاحب المنزل ..


قل له بيت الشعر هذا ..


"..... إلاّ وتصعد إلى السماء تعمل عمل الشمس"

استيقظ صاحبنا من منامه .. وهو متحير ..
الهند إنها بعيدة جدّاً كيف لي أن أذهب إلى هناك ..

وذهب إلى المسجد ثانية .. ودعا

"إلهي بحق المدفون هنا فرج عني كربي .."

ثم توجه إلى السوق .. علّه يجد عملاً لكن دون فائدة !!




توجه إلى المنزل .. في نفس الليلة حلم مرة أخرى ..
بإن الإمام علي ع جاءه ثانية



وأخبره فلان لا رزق لك هنا افعل كما قلت لك .. فإنه لو بقيت ستبقى على حالك هذه

استيقظ صديقنا وقال في نفسه الحال تعيسة هنا
علني أجد شيئَا هناك وفعلا ... باع كل ما يملك
وتوجه إلى الهند

إلى الحي الفلاني وفعلا وجد ذلك المنزل !!


طرق الباب فتح الباب شيخ كبير في السن ..
وعلى الفور صاحبنا أخبره بيت الشعر ..


"....... إلاّ وتصعد إلى السماء تعمل عمل الشمس "

ضمّه الشيخ الكبير إلى صدره .. وكأنه كان ينتظره
منذ مدة طويلة .. ضمّه وكأنه وجد أخيراً ضالته
التي كان يبحث عنها ..


وباستغراب صاحبنا .. رحب به الشيخ ترحيبًا حاراً
وأدخله منزله الفخم

وأخبر خدمه بالاعتناء بهذا المؤمن وخصص له غرفة خاصة وأخبره بأنه سوف يحتفل الليلة بقدومه أمام الملأ


وفعلا.. ذبحت الذبائح من أجله ..
وفرشت الأرض بالسجاد ..

والزهور في كل مكان وأرسلت الدعوات إلى
كل شيوخ الدين .. المحافظ
والناس

وصديقنا المؤمن في حيرة من أمره طأطأ
برأسه خجلا

فعلاً شيئاً غريباً ما الذي فعلته لأستحق كل هذا !!

..

في تلك الليلة كان الجميع حاضراً وكان المؤمن
هو ضيف الاحتفال والشيخ الكبير صاحب الاحتفال

كانا في صدر الساحة وفي وسط الاحتفال
وقف الشيخ الكبير وتحدث :
سادتي الكرام .. إني فعلاً سعيد بقدومكم ..
وأشكركم على مشاركتكم لفرحتي العظيمة ..

وضيفي اليوم هو فلان .. يقصد المؤمن
وأنا اليوم


أمامكم .. وبكامل قواي العقلية ..
أعطي نصف ثروتي لهذا الضيف ..

وكذلك أرجو منه أن يقبل الزواج
بابنتي الوحيدة !!
كانت كالصاعقة على المؤمن ... لم يتوقع أبدًا
وبالتأكيد في مثل هذه الحالة سيوافق ..



ووافق على ذلك لكن الحيرة
قتلت قلبه ..


لم أنا ومن أنا ليعطيني كل هذا !!

وفعلا تم الزواج في تلك الليلة


بعد انتهاء الحفل .. توجه صديقنا المؤمن
إلى الشيخ الكبير ..

فاستقبله الشيخ بابتسامة وقال له : أعلم أنك متعجب ..
وأنا أيضاً لا أعرف من أنت


لكنني منذ فترة أردت أن أزوج ابنتي و
أطمأن على مستقبلها

فقلت في نفسي وأمام الله من أكمل بيت الشعر
سيعطى نصف ثروتي وسيزوج من ابنتي
لأنه فعلاً موالي وصادق بحبه ل
علي (ع


وهذا ما أردته لابنتي فجأت أنت وأكملته ..

فقال له المؤمن .. وماذا كان بيت الشعر يا سيدي ..

قال له الشيخ بابتسامة ..

"ما من ذرة هباء ينظر لها أبا تراب ..
إلاوتصعد إلى السماء تعمل عمل الشمس"

( ذرة الهباء لا تساوي شيئًا بالنسبة لنا ولله ...
فها هي متكدسة على الشطآن وفي الرياح ..
وفي الهواء فهي لا قيمة لها ..


لكن عندما ينظر إليها الإمام علي ع فإنها
تصبح قيّمة بقيمة الشمس التي
لا نستطيع العيش دونها

ثم أكمل الشيخ كلامه .. أتعلم يا بني من الذي
قال لي هذا البيت الشعري الرائع ؟

قال له كلا يا سيدي أخبرني. فقال له الشيخ :
إنه الإمام علي (ع) في المنام


وأنا قد نسيت البيت الثاني .. فقلت من يذكّرني به
فهو زوج ابنتي




القصّة الثالثة عشر; الشهادة المفجعةّ ووفاته
عليه السلام




أمير المؤمنين الحق المبين والنجم
الهادي في غياهب الدجى والبيداء والفيافي

الواحد والعشرون من شهر رمضان المبارك
عام أربعين من الهجرة الشريفة ذكرى
شهادة البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع،
والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيداء والقفار
ولجج البحار، دليل الهدى والمُنجي من الردى،
السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة،
والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة،
أمير المؤمنين ويعسوبهم
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب عليه وعلى أولاده
الأطهار الأبرار وابن عمه الرسول المختار
أفضل وأتم وأكمل الصلاة والسلام



الشهادة المفجعة:
الشهادة: مقام وفضل ونور إلهي يعطيه لأصحاب
المراتب العالية من المؤمنين فكان الأجدر
بأمير المؤمنين وامامهم عليه السلام
ان يكون شهيداً؟


والمفجعة:
لأنها فجعت لها السماوات والأرضين
وما فيهن وما بينهن فما من مؤمن من الإنس أو الجن
أو الملائكة إلا وقد فجع باستشهاد
أمير المؤمنين عليه السلام،
فقد ورد عن ابن عباس رحمه الله أنه قال:

«بكت السماء دماً على علي عليه السلام ثلاثة أيام»
(مناقب ابن آشوب:ج2ص246)

والشهادة محررة:
لأنها حررت الإمام عليه السلام من الدنيا ومصاعبها
فقال عليه السلام حين ضربه اللعين:
«فزت ورب الكعبة»
(بحار الأنوار:ج41ص2ب99ح4)

فالفوز كان بالشهادة في محراب العبادة
في مسجد الكوفة المبارك..

فولادته عليه السلام كانت في جوف الكعبة المشرفة
وشهادته كانت في محراب الكوفة المقدسة
بمسيل دمائه الطاهرة على ترابها..

وكان ذلك في صبيحة يوم 19من شهر رمضان المبارك
حيث كمن له أشقى الأولين واللآخرين
ابن ملجم المرادي (لعنه الله) وعندما أخذ
الإمام عليه السلام بنافلة الفجر ضربه بسيفه المسموم
على قرنه الشريف فخضب لحيته الشريفة
من دمه الطاهر كما أخبره ابن عمه الرسول الأعظم
صلى الله عليه وآله.

وأنتقل الإمام عليه السلام الى جوار ربه بعد يومين
من تلك الحادثة أي في ليلة 21من شهر رمضان المبارك
سنة 40 للهجرة المباركة..

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً
ليكون حامل لواء الحمد وساقي الحوض
وقسيم الجنة والنار...


وتتحدث الروايات عن قبر الإمام عليه السلام,
فتقول

-أن قبر الإمام عليه السلام هو قبر النبي
نوح عليه السلام وقبر النبي آدم عليه السلام


-ان قبر الإمام عليه السلام كان مخفياً ولم يكن معروفاً


إلا بعد أن اكتشف بعد حوالي 150 سنة


في عهد هارون الرشيد والقصة سنذكرها إنشاء الله.



- إن صبيحة دفنه أخرجوا أربعة توابيت فبعثوا


بواحد إلى بيت الله الحرام وواحد إلى المدينة


وواحد إلى بيت المقدس وأدخلوا واحد إلى بيته


وذلك لتضليل أعدائه عليه السلام




- لماذا دفن الإمام ليلاً وسراً ؟


الجواب :


أنه من المحتمل أن بني أمية ينبشوا القبر الشريف


يسيئوا الأدب مع الجسد الطاهر وهذا من حقد بني أمية


وعدائهم لبني هاشم عامة وللنبي وآله


خاصة وهذا ليس بغريب علهم وقد جاء في الرويات


أن الحجاج بن يوسف الثقفي نبش حوالي الكوفة


آلاف القبور يفتش عن جثمان الإمام


علي بن أبي طالب عليه السلام



- عندما ضرب ابن ملجم الإمام علي عليه السلام


قال الإمام: الحقوا بابن ملجم فقد حدد الإمام قاتله


ولم يحدث كما حدث عندما ضرب عمر بن الخطاب


ولم يعرف قاتله واتهم عدد من الأبرياء وقتل بعض


الأبرياء ظناً منهم أنه قاتل عمر.



- بعد وفاة أمير المؤمنين وبعد مدفنه أخذو


ابن ملجم وقطعوه ثم قتلوه ثم حرقوه بالنار


وقتلوا قطام وحرقوا بيتها




قصة اكتشاف قبر الإمام علي عليه السلام



خرج هارون العباسي يوماً للقنص والصيد إلى وادي


النجف في ظهر الكوفة


وكانت هناك آجام أصبحت أوكاراً للحيوانات


قال عبد الله بن حازم:


فلما صرنا إلى ناحية الغري رأينا ظبية


فأرسلنا إليها الصقور والكلاب فحاولتها


ساعة ثم التجأت إلى أكمة فاستجارت بها


وتراجعت الصقور والكلاب ثم إن


الظباء هبطت إلى الأكمة فتعقبتها الصقور


والكلاب ففعلت ذلك ثلاث مرات


فقال هارون :


اركضوا إلى هذه الأنحاء والنواحي فمن لقيتموه ائتوني به


فائتيناه بشيخ من بني أسد فقال له هارون :


ما هذه الأكمة قال الشيخ :



أن جعلت الأمان أخبرتك؟ فأعطاه الأمان وقال للشيخ تحدث:


جئت مع أبي إلى هنا فزرنا وصلينا فسألت أبي عن هذا المكان .



فقال: عندما تشرفت بزيارة هذه البقعة مع


الإمام الصادق عليه السلام ,ثم قال (عليه السلام):


هذا قبر جدنا علي بن أبي طالب عليه السلام


فما إن سمع هارون ذلك نزل وتوضأ وصلى عند الأكمة وتمدغ عليها بعد ذلك أمر ببناء قبة على القبر ولم يزل


البناء في تطوره حتى أصبح صرحاً يناطح السماء علواً ..



الخسران المبين:
ولكن هذه الأمة قد جحدت حق
أمير المؤمنين عليه السلام وكثير منهم أنكرو
ا فضله وفضائله.. مع أنهم قد استيقنتها أنفسهم
وبذلك خسَّروا البشرية الكثير والكثير ولم يضروا
الإمام عليه السلام شيئاً حيث لا يحتاج إليهم
بل هم المحتاجون إليه والى آله الأطهار عليهم السلام..
فكان جحودهم وأستنكارهم كجحود رجل يبصر الشمس
ويحس بحرارتها في منتصف نهار صيفي..
فهل يضر الشمس جحوده؟ وهل تبطل أنوارها
وحرارتها نكرانه..؟

لا.. ولكن حظه الذي جحد وعقله الذي أنكر..
لا أقل من ذلك ولا أكثر، فالشمس شمس وأن أنكرها
كل البشر والبدر بدر وإن خافته وأختبأت منه
الخفافيش الغبية التي تخشى النور ولا مرتع لها
إلا الليالي الحالكات وهي غاطسة في الظلام
والظلمات..

نعم إن أعداء الأمير عليه السلام طمسوا عقولهم
ودفنوا رؤوسهم في الوحل وليس الرمل كالنعامة..
خوفاً من النور وتحاشياً للجهر بالحق
وتهرباً من الحرية الحقيقية التي تعني العبودية المطلقة
الى الله وحده لا شريك له ولا ند ولا شبيه ولا معبود
باستحقاق العبودية إلا له..
سبحانه وجلت قدرته..

قالوا عنه الكثير:

قالوا عن الأمام أمير المؤمنين عليه السلام الكثير
وهذه الأقوال انطلقت من انبهار في شخصية الإمام
ولا سيما ما كان ينطلق من ألسنة غير المؤمنين
من أي طائفة أو دين أو ملة كانت..
وراح علماؤنا يتناقلونها ويفتخرون بها أن قال
الكاتب فلان عن الإمام عليه السلام:
إنه.. شهيد عظمته على سبيل المثال..

أو إنه
عليه السلام شخصية ولدت قبل أوانها وزمانها..
أو
إنه الدر والذهب المصفى..

الى غير ذلك من الأقوال الجميلة في سبكها ومعناها.
إلا أن الإمام عليه السلام كان أكبر من الزمان
والمكان فهو يحيط بالجميع بإذن الله تعالى
لأنها جميعاً واقعة تحت ولايته التكوينية
ولا يحويه شيء أو يحيط بكنهه أو معرفة حقيقية
أحد إلا
الله ورسوله صلى الله عليه وآله فقط..

والإمام علي عليه السلام موجود بسيرته العطرة
في كل لحضة وفي كل أوان.. وفي كل اتجاه أو مجال
من مجالات الحياة فهو لسان الميزان لأنه هو الحق..
والحق يدور معه كيفما دار أو اتجه..
فأينما يكون خير وشر ونور وظلمات
فهو عليه السلام الحق والخير والنور فكان عليه السلام
شهيد الحق وهو بالتالي شهيد الله
وشاهد على أعمال العباد
دائماً وأبداً..

والإمام علي عليه السلام هو الحق المبين..

وليس له الدر والذهب المصفّى إلا مجازاً
ومن باب ضيق التعبير! فاي در وأي ذهب فهي
فلزات ومعادن.. وذاك علي عليه السلام
أعلى وأجل من كل من علا
إلا خالقه
وابن عمه المصطفى صلى الله عليه وآله..

فما من كتاب تطرق الى تاريخ الإسلام والإنسانية
والعدالة والحقيقة.. إلا ويذكر فيه فضائل من عظيم
فضائله عليه السلام ـ وكم من كتاب يختص بالفضائل
ـ ولم يكتب أحد ولم يوضع كاتب ولا أديب في الفضائل
إلا كان أمير المؤمنين عليه السلام
في رأس قائمة الفضائل تلك.

فالأمير عليه السلام فضيلة وما بعدها فضيلة
وكل الفضائل منه تستقي وكل الفضلاء من نبعه ترتوي
ومن هطل غيثه تنتشي والحديث طويل
وجميل والمقام
عظيم وجليل..



عّظم الله أجوركم وأجورنا بمصاب أبو الحسنين
, أمير المؤمنين
علي عليه السلام

لاتنسونا من الدعاء في هذه الليالي المباركة



حور عين 04-09-2010 02:55 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين
المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم

من الأولين والآخرين

وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين


القصّة الرابعة عشر
عن


الإيثار والثقة بالله وحُسن الظن
في بيت
أهل النبوة عليهم السلام أجمعين


الرواية الأولى, بركة مال الرسول محمد (ص)

عن أبان الأحمر, عن الصادق جعفر بن محمد (ع), قال;

جاء رجل إلى رسول الله (ص) وقد بلى ثوبه,
ثوب الرسول (ص)
فحمل الرجل إليه أثنى عشر درهماُ ليشتري
النبي لنفسه ثوباً جديداً, فقال (ص) للإمام علي (ع);

ياعلي, خُذ هذه الدراهم , فأشتر لي ثوباً جديداً لألبسه.

قال علي عليه السلام;
فجئت إلى السوق فأشتريت له قميصاً بأثني عشر درهماً,
وجئت به إلى رسول الله (ص) فنظر إليه فقال;

ياعلي غير هذا أحبّ إليّ, أترى صاحبه يقيلنا؟
فقلت; لاأدري, فقال النبيّ (ص); أنظر,
فجئت إلى صاحبه, فقلت;
إنّ رسول الله (ص) قد... كره هذا ويريد ثوباً دونه,
فأقلنا فيه,
فرّد صاحب المحل عليّ الدراهم وجئت بها
إلى رسول الله (ص)
فمشي معي إلى السوق ليبتاع قميصاً,
فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي,
فسألها رسول الله (ص); ماشأنك؟

قالت; يا رسول الله , أن أهل بيتي أعطوني أربعة
دراهم لأشتري لهم بها حاجة...
فضاعت ولاأجرؤ أن أرجع إليهم,
فأعطاها رسول الله (ص) أربعة دراهم وقال;
إرجعي ألى أهلكِ,,

ومضى رسول الله (ص) إلى السوق فأشترى قميصاً
بأربعة دراهم, ولبسه وحمد الله وخرج,,

فرأى رجلاً عرياناً يقول; من كساني, كساه الله
من ثياب الجنّة
فخلع رسول الله (ص) قميصه الذي أشتراه
وكساه السائل,
ثم رجع إلى السوق فأشترى بأربعة دراهم وهي ماتبقى
من المال قميصاً آخر, فلبسه وحمد الله
ورجع إلى منزله وإذا بنفس الجارية قاعدة على الطريق,
فقال لها رسول الله (ص); مالك لاتأتين أهلك؟

قالت; يارسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني,
فقال رسول الله (ص);
مرّي بين يدي ودلّيني على أهلك,
فجاء رسول الله (ص) حتى وقف على باب دارهم,
ثم قال;
السلام عليكم ياأهل الدار, فلمْ يجيبوه!!!


فأعاد السلام فلمْ يجيبوه....فأعاد السلام, فقالوا;
عليك السلام يارسول الله ورحمة الله وبركاته, فقال لهم;
مالكم تركتم أجابتي في أوّل السلام والثاني؟
قالوا; يارسول الله, سمعنا سلامك فأحببنا
أن نستكثر منه,
فقال رسول الله (ص); أنّ هذه الجارية أبطأت عليكم فلاتؤاخذوها,,
فقالوا; يارسول الله, هي حرّة لممشاك,
فقال رسول الله (ص);
الحمد لله, مارأيت أثني عشر
درهماً أعظم بركة من هذه, كسى به عريانين
وأُعتِقَ بها نسمة.

البحار; ج١٦ , ص ٢١٤


الرواية الثانية, قصة الامام ابا الحسن عليه السلام
وصاحب الناقة

قال الامام علي عليه السلام لأبنه الحسن عليه السلام :
يا حسن قم معي فأتيا السوق :
فاذا هما برجل واقف وهو يقول : من يقرضني المال الوفي ؟
قال : يا بني نعطيه ؟
قال : أي والله يا أبتي!!!
فأعطاه علي عليه السلام الدراهم
فقال الحسن عليه السلام : يا أبتاه أعطيته الدراهم كلها؟

قال : نعم يا بني ان الذي يعطي القليل قادر
على أن يعطي الكثير
قال : فمضى علي عليه السلام بباب رجل يستقرض
منه شيئا فلقيه أعرابي ومعه ناقة
فقال : يا علي أشتر مني هذه الناقة؟
قال : ليس عندي ثمنها ,,

قال : اني أنظرك به الى القيظ
قال : بكم يا أعرابي ؟
قال بمئة درهم
قال علي : خذها ياحسن!!
فمضى علي عليه السلام
فلقيه أعرابي آخر
فقال : يا علي تبيع الناقة ؟
قال علي عليه السلام :وما تصنع بها ؟


قال : أغزو عليها أول غزوة يغزوها ابن عمك
قال : ان قبلتها فهي لك بدون ثمن
قال : معي ثمنها وبا الثمن أشتريها فبكم شريتها ؟
قال : بمائة درهم
قال الأعرابي : فلك سبعون درهم ومائة درهم
قال : علي عليه السلام للحسن
خذ السبعون والمائة
وسلم الناقة....
والمائة للأعرابي الذي باعنا...
والسبعين لنا نبتاع بها شيئا فأخذ
الحسن عليه السلام الدراهم وسلم الناقة ..

قال علي عليه السلام :
فمضيت أطلب الأعرابي الذي أبتعت منه الناقة
لأعطيه ثمنها فرأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا
في مكان لم أره فيه من قبل ذالك ولا بعده
على قارعة الطريق!!
فلما نظر النبي عليه الصلاة والسلام الي
تبسم ضاحكا وبدت نواجده

قال علي عليه السلام :
أضحك الله سنك وبشرك ليومك
فقال(ص) :
يا أبا الحسن تطلب الاعرابي الذي باعك الناقة
لتوفيه الثمن ؟؟
فقلت : أي والله فداك أبي وامي...

فقال : يا أبا الحسن الذي باعك الناقة جبرائيل والذي
اشتراها منك ميكائيل
والناقة من نوق الجنة

والدراهم من عند رب العالمين عزوجل فا نفقها
في خير ولا تخف اقتارا ..

( ماذكر امير المؤمنين عليه السلام في مجلس
من المجالس
إلا نزلت فيه الملائكة فإذا انفض المجلس
صعدت الملائكة إلى
السماء فتسأل من قبل ملائكة آخرين من أين لكم
هذه الروائح
فتذكر الملائكة ذلك فتنزل إلى الأرض لتطال أماكنهم)


بإذن الله يوفقّنا لنكمل القّصة في المرة القادمة.....
فللحديث بقية من الروايات المباركة والشريفة
لآل البيت
عليهم السلام أجمعين....

فدك الزهراء14 13-09-2010 11:56 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حور عين 15-09-2010 12:39 AM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين
المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم
من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

ببسم الله وعلى بركته , نكمل روايات
القصّة الرابعة عشر
عن
الإيثار والثقة بالله وحُسن الظن
في بيت
أهل النبوة عليهم السلام أجمعين


الرواية الثالثة, بركة مال الإمام أبا الحسن,
علي (ع)

عبيد بن كثير معنعناً عن أبي سعيد الخدريّ,قال;
أصبح عليّ بن أبي طالب (ع) ذات يوم ساغباً, فقال;
( يا فاطمة هل عندك شي‏ء تغذينيه?
قالت: لا و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية
ما أصبح الغداة عندي شي‏ء و ما كان شي‏ء أطعمناه مذ
يومين إلا شي‏ء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابني
هذين الحسن و الحسين.
فقال علي: يا فاطمة أ لا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا .
فقالت : يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي
أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه.


فخرج الإمام عليّ من عند فاطمة عليهما السلام,
واثقاً بالله بحسن الظنٍ
فأستقرض ديناراً, فبينما الدينار في يد عليّ (ع),
يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم, فتعرضّ له المقداد
بن الأسود في يوم شديد الحرّ ق لوحتٍّه الشمس من فوقه
وآذته من تحته, فلّما رآه الإمام عليه السلام ...
أنكر شأنه, فقال;
يامقداد, ماأزعجك هذه الساعة من رحلك؟
قال مقداد;
ياأبا الحسن, خليّ سبيلي ولاتسألني عما ورائي,
فقال الإمام (ع);
ياأخي, أنّه لايسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك,
فأجاب مقداد;
ياأبا الحسن, رغبةٌ إلى الله وإليك أن تُخلي سبيلي
ولاتكشفني عن حالي, فقال له الإمام البرّ (ع);
ياأخي, أنه لايسعك أن تكتمني حالك,
فقال مقداد;
ياأبا الحسن, أمّا وقد أبيت..فوالذي أكرم محمداً بالنبّوة
وأكرمك بالوصيّة وماأزعجن من رحلي إلا الجهد,
وقد تركت عيالي يتضاغون جوعاً, فلّما سمعت بكاء العيال,
لم تحملني الأرض فخرجت مهموماً راكب رأسي,
هذه حالتي وقصّتي

فأنهملت عينا عليٍّ (ع) بالبكاء حتى بلّت دمعته لحيته,
فقال له;
أحلف بالذي حلف ماأزعجني إلاّ الذي أزعجك من رحلك
فقد أستقرضت ديناراً, وقد آثرتك على نفسي,
فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل مسجد النبيّ (ص),
فصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب, فلّما قضى
رسول الله (ص) المغرب, مرّ ب علي (ع) وهو في
الصف الأول بغمزه برجله, فقام الإمام عليه السلام
متعقباً خلف رسول الله (ص)...حتى لحقه على باب
من أبواب المسجد , فسلّم عليه, فرّد الرسول (ص) السلام
, فقال; ياأبا الحسن , هل عندك شيء نتعشاه,
فنميل معك؟


فمكث مطرقًا لايجد جواباً ...حياءاً من الرسول (ص),
وهو يعلم ماكان من أمر الدينار ومن أخذه وأين صارت
وجهته
وقد أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد (ص),
أن يتعشى عند علي بن أبي طالب (ع),
فلمّا نظر النبيّ إلى سكوته, قال;
مالك لاتقول لا, فأنصرف. أو تقول نعم فأمضي معك,
فقال الإمام (ع), حياءاً وتكرماً ....فأذهب بنا,
فأخذ رسول الله (ص) يد علي (ع) فإنطلقا حتى دخلا
على فاطمة الزهراء (ع) وهيّ في مصّلاها
وقد قضت صلاتها وخلفها جفنة تفور دخاناً,
فلما سمعت كلام رسول الله (ص) في رحله,
خرجت من مصّلاها ...فسلّمت عليه, فرد أبيها
عليها السلام ومسح بيده (ص) على رأسها وقال لها;
يابنتاه, كيف أمسيت؟ رحمك الله تعالى ...عشّينا,
غفر الله تعالى لكِ
وقد فعل.
فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي (ص)
وعليّ (ع),
فلّما نظر عليّ إلى الطعام وشّم ريحه...فقال لها;
يافاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قطّ,
ولم أشّم مثل ريحه قّط, ولم آكل أطيب منه قطّ؟


فوضع رسول الله (ص) كفّه الطيبّة المباركة بين كتفي
عليّ (ع) فغمزها ثم قال;
ياعليّ,هذا بدل دينارك وهذا جزاء دينارك من عند الله,
إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
ثم أستعبر النبيّ (ص) باكياً, ثم قال;
الحمد لله الذي هو أبى لكم أن تخرجوا من الدنيا حتى
يجزيكما
ويجزيك ياعليّ مجزى زكريّا ويجزيك يافاطمة مجزى
مريم بنت عمران ,,
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً.


وإلى اللقاء في القصة القادمة, بمشيئة الله.
rose^


حور عين 21-09-2010 12:20 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

القصّة الخامسة عشر
عن
الكرم

في حياة محمد وآل محمد عليهم أفضل الصلاة
وخير التسليم

ومايُرمى إليه في المعنى هو الكرم المباشر وهو
ماتجود به يد المعصوم عليه الصلاة والسلام
ومايخرج منه بشكل مباشر للسائل المحتاج وحتى
لمن لم يسأل
والكرم من فضل الله ونعمه;
وهي ماتجود به فضائله بحق شفاعته التكوينية
وقُدسية منزلته عند ربّ العرش العظيم

الرواية الأولى


كرم الرسول محمد (ص)


يُروى إنّ قتادة بن النعمان, خال أبي سعيد الخدري
كان من الرماة الماهرين وممن شهدوا واقعتي
بدر وأُحد,
فقد أُصيب بإحدى عينيه فسالت حتى وقعت على خدّه ,
فأتى رسول الله (ص) مستغيثاً ويقول;

إنّ لي زوجة حسناء, أحبّها وتحبّني , ولم يمر على
زواجنا سوى بضع أيام , ولشدّة ماأكره أن تراني بهذه
العين المتدلّية ,
فأخذها النبيّ (ص) فرّدها إلى مكانها, وقال;

(( اللهم إكسه الجمال ))

فإزداد حُسناً على حسن, وحصل فيما بعد إن عينه الأخرى
تؤلمه أحياناَ وإما التي وضع الرسول (ص)
يده الشريفة عليه...فلا.
ويُروى إنّ إبنه دخل ذات يوم على عمر بن عبد العزيز,
فقال له عمر: من أنت يا فتي ؟ فقال:

أنـا إبن الَّـذي سـالت عـلي الخَدَّ عينـه
فَـرُدَّتْ بكف المَصْـطفي أحَسَـنَ الـرَّدَّ

فعـادَتْ كمـا كـانت بـأحْسـَن حـالـها فيـا
حُسـن مـا عَيْنٍ ويـا حُسْنَ ما رَدَّ

وإلى اللقاء في القصة القادمة, بمشيئة الله.
rose^


حور عين 01-10-2010 02:04 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 

اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

بما إنّنا نعيش أيام ذكرى إستشهاد
مؤسس المذهب الجعفري ومدرسة علوم ومعارف
آل بيت محمد صلى الله عليهم أجمعين
بأفضل صلاة وأتّم تسليم

صادق آل محمد الإمام البر والسيد الوصّي
جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

فستتوالى القصص والروايات عن بعض مما
في حياة هذا الفذ الزكّي
ومهما تحدثّنا ونقلنا وكتبنا عنه وعن آبائه وأجداده
فلن نوفيّهم حقهم ولن تكفي
صفحاتنا لذلك
نعتذر عن كتابة وإتمام باقي الروايات في القصّة السابقة
في الوقت الحاضر ونعد بإتمامها
بعد حين.

القصّة السادسة عشر;

صادق آل محمد
(ع)
هو الإمام جعفر بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام
عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد
بن الإمام عليّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين


جدّته
العلياء فاطمة الزهراء سلام الله عليها،
ويكون جدّه الأعلى
رسولَ الله الأكرم محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم..
ومن هنا عرّفه الذهبيّ
بـ: العلَويّ الهاشميّ


كُناه
الأشهر منها: أبو عبدالله، إذا أُطلقت في الأحاديث
انصَرَفَت إليه. وله كُنيتانِ هما:
أبو إسماعيل؛ نسبةً إلى ولده الأكبر، وأبو موسى؛
نسبةً إلى ولده ووصيّه
الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه

ألقابه
أشهرها (الصادق)، بهذا اللقب المبارك سمّاه
جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ لحكمة ذكرها قائلاً:
إذا وُلِد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين
بن عليّ بن أبي طالب.. فسَمُّوه «الصادق»؛
فإنّه سيكون في وُلده سَمِيٌّ له يَدّعي الإمامة
بغير حقّها ويُسمّى كذّاباً

أمّا ألقابه الأُخرى فهي
الصاب، الفاضل، الطاهر، القائم، الكامل،
الكافل، المُنجي

نقش خاتمه
« ما شاءَ الله، لا قوّةَ إلاّ بالله، أستغفرُ الله »

منصبه الإلهيّ
هو الإمام السادس من أوصياء النبيّ الأعظم
صلّى الله عليه وآله وسلّم،
والمعصوم الثامن من أهل بيت الوحي والرسالة
بعد النبي والصدّيقة الزهراء وآبائه الخمسة
صلوات ربّنا تعالى عليهم

أقام مع جَدّه وأبيه (السجّاد والباقر) عليهما السّلام
اثنتَي عشرةَ سنة، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة.
ثمّ كانت إمامته بعد شهادة أبيه الباقر عليه السّلام
في 7 من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة
إلى شهادته هو عليه السّلام 25من شهر شوال سنة 148 هجريّة، فاستغرقت أربعاً وثلاثين سنةً تقريباً

ولادته الغرّاء
أشهر الأقوال أنه صلوات الله عليه وُلد يوم الجمعة
عند طلوع فجر السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ـ
وهو اليوم المبارك الذي وُلد فيه
رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ سنة 80 أو 83 هجريّة..
وذلك في المدينة (المنوّرة)

أوصافه الشريفة
كان سلام الله عليه رَبْعةً ليس بالطويل ولا بالقصير،
أبيضَ الوجه أزهَر كأنه السِّراج،
وعلى خدّه خالٌ أسوَد

أُمّه
لابدّ أن تكون أُمّهات الأنبياء والأوصياء
عليهم أفضل الصلاة والسّلام من النساء الصالحات
الطاهرات النقيّات، كيما يُؤهَّلْنَ لإنجاب
حُجج الله على الناس

وأُمّ الإمام الصادق عليه السّلام هي المرأة
النجيبة الجليلة المكرّمة، فاطمة المعروفة
بـ « أُمّ فَروَة » بنت القاسم بن الشهيد محمّد بن أبي بكر..
كان أبوها القاسم مِن ثِقات أصحاب
الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام،
ومِن قبله كان أبوه محمّد بن أبي بكر
من خُلّص الأصحاب الأوفياء الموالين
لأمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام
أمّا هي رضوان الله عليها.. فكانت مِن الصالحات
القانتات، ومِن أتقى نساء أهل زمانها،
أو كما وصفها ابنها
الإمام جعفر الصادق عليه السّلام قائلاً:
كانت أُمّي مِمّن آمَنَت، واتَّقت وأحسَنت،
واللهُ يحبّ المحسنين. أو كما عبّر عنها ابن خَرَّبوذ
ـ وهو من فقهاء العامّة ـ مسمّياً
الإمام الصادق عليه السّلام بـ «ابن المُكرَّمة»

ولا غَرو في ذلك، وهي التي كانت زوجة
للإمام الباقر عليه السّلام تَنهَلُ من مَعينه السماويّ الأسمى،
وأُمّاً للإمام الصادق عليه السّلام
ترشف من رحيق إمامته المُثلى.
وأمّا أبو زوجها فالإمام السجّاد عليه السّلام،
وقد عاشت مدّةً في كَنفه، ونَعمت ببركاته

إخوته وأخواته
قيل: هم ستّة: ـ عبدالله بن محمّد الباقر عليه السّلام
وأُمّه أُمّ فَروَة. وإبراهيم وعُبيد الله وأُمّهما
أُمّ حكيم بنت أُسيد بن المُغيرة الثقفيّة.
وعليّ وزينب وأُمّ سَلَمة

نساؤه
أشهر زوجاته: حميدة (المُصَفّاة) بنت صاعد المغربي،
وفاطمة بنت الحسين بن
الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين
بن أمير المؤمنين عليّ عليهم السّلام

أولاده
ذُكِر له ـ على إجماعٍ ـ عشرةُ أبناء:
1 ـ إسماعيل
2 ـ عبدالله
3 ـ أُمّ فروة
أُمُّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ زين العابدين
عليه السّلام
4 ـ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام
5 ـ إسحاق
6 ـ فاطمة
7 ـ محمّد.. أُمّهم حميدة المصفّاة
8 ـ العبّاس
9 ـ عليّ
10 ـ أسماء.. من نساء شتّى

قال الشيخ المفيد
وكان إسماعيل أكبرَ الإخوة،
وكان أبو عبدالله (الصادق) عليه السّلام شديد المحبّة له
والبِرِّ به والإشفاق عليه،
وكان قوم من الشيعة يظنّون أنّه القائم بعد أبيه
والخليفة له مِن بعده؛
إذ كان أكبر إخوته سِنّاً ولميل أبيه إليه وإكرامه له،
فمات في حياة أبيه عليه السّلام بـ « العُرَيض »
وحُمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة
حتّى دُفن بالبقيع

ورُوي أنّ أبا عبدالله عليه السّلام
حَزَن عليه حُزناً عظيماً وتقدّم سريرَه (أي: تابوته)..
وأمرَ بوضعِ سريره على الأرض قبل دفنه مِراراً كثيرة،
وكان يَكشِف عن وجهه وينظر إليه؛
يُريد بذلك تحقيقَ وفاته عند الظانّين خلافتَه له
مِن بعده، وإزالة الشبهة عنهم في حياته
ولمّا مات إسماعيل رحمه الله انصرف عن القول
بإمامته بعد أبيه مَن كان يظنّ ذلك فيعتقده
من أصحاب أبيه... وفريقٌ ثَبتوا على حياة إسماعيل...
يُسمّى بـ «الإسماعيليّة»
وكان عليّ بن جعفر رضي الله عنه راويةً للحديث،
سديد الطريق شديد الورع، كثير الفضل،
لَزِم أخاه موسى عليه السّلام وروى عنه شيئاً كثيراً
من الأخبار
وكان موسى بن جعفر عليهما السّلام
أجَلَّ وُلد أبي عبدالله عليه السّلام قدراً،
وأعظمَهم محلاًّ، وأبعدَهم في الناس صيتاً.
ولم يُر في زمانه أسخى منه ولا أكرم نَفْساً وعِشرة،
وكان أعبدَ أهل زمانه، وأورعهم وأجلّهم وأفقههم.
وقد اجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته
والتعظيم لحقّه والتسليم لأمره.
وروَوا عن أبيه (الصادق) عليه السّلام
نصوصاً كثيرة عليه بالإمامة وإشارات إليه بالخلافة،
وأخذوا عنه معالم دينهم، وروَوا عنه من الآيات
والمعجزات ما يُقطع بها على حجّيّة وصواب
القول بإمامته

النصوص الدالة على إمامة
أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
(ع)
إن الشيعة قد تواترت خلفاً عن سلف،
إلى تواتر نقلهم بالباقر أنه نص على الصادق
(عليه السلام) كما تواترت على أن أمير المؤمنين
نص على الحسن (ع)
، ونص على الحسين(عليه السلام)،
وكذلك كل إمام على الإمام الذي يليه، ثم هكذا إلى أن
ينتهي إلى صاحب الزمان، وكل سؤال يسأل عن
هذا الدليل، فالجواب عنه مذكور في تصحيح
تواتر النص من رسول الله على أمير المؤمنين
(عليه السلام)(1).

• روى الكليني بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال:
نظر أبو جعفر (ع) إلى أبي عبد الله (ع) يمشي فقال:
ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل:
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(2).


• وروى بإسناده عن طاهر قال:
كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فأقبل جعفر،
فقال أبو جعفر (عليه السلام):
هذا خير البرية أو أخير(3).

وروى بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سئل الإمام عن القائم (عليه السلام)
فضرب بيده على أبي عبد الله (ع) فقال:
هذا والله قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
قال عَنْبَسَةُ:
فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام)
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك،
فقال: صدق جابر. ثم قال:
لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام
الذي كان قبله؟(4).

• روى علي بن محمد الخزاز بإسناده عن
أبي همام ابن نافع، قال:
قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لأصحابه يوماً،
إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي
وأشار إلى ابنه جعفر(5).

الهوامش
1 - إعلام الورى ص273 .
2 - أصول الكافي ج1 باب الإشارة والنص
على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع)
ص243 رقم 1.
3 - المصدر ص244 رقم 4 و7. وروى الأخير
مختصراً الشيخ المفيد
في الإرشاد ص245 .
4 - المصدر السابق .
5 - كفاية الأثر ص254 .


عاش الإمام الصادق صلوات الله عليه مرحلة
عصيبة من حياة الأُمّة الإسلاميّة،
عكست آثارها عليه وعلى أهل بيته والعلويّين،
وعلى أصحابه وخاصّته المخلصين الموالين
له ولآل الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وكان من أهمّ الوقائع التي مرّت عليه:
شهادة والده الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه
سنة 114 هجريّة، فتحمّل ـ بعد فاجعته تلك ـ
أعباء الإمامة ومسؤولياتها العظمى
شهد الإمام الصادق عليه السّلام ثوراتٍ ونهضات
علويّةً عديدةً هنا وهناك، وكان من أهمّها
نهضة عمّه الشهيد زيد بن عليّ عليهما السّلام
سنة 121 هجريّة، وثورات
آل الإمام الحسن عليه السّلام في عصر
حكم المنصور

عصر الإمام عليه السّلام
عاصر الإمام الصادق (ع) مرحلة الصراع الأُمويّ
ـ العبّاسيّ، التي انتهت لصالح بني العبّاس
واستلامهم السلطة. وقد استثمر سلام الله عليه
تلك الظروف التي شُغل بها المتكالبون على الحكم..
فاهتمّ بتوعية المسلمين ونشر معارف الدين
وشرائع الإسلام، ووسع أبعاد المدرسة العلميّة
لأبيه الإمام الباقر عليه السّلام

وكان من جهاده العلميّ أن ظهرت له مساهمات
مباركة، منها:
اتخاذه الجامع النبويّ الشريف معهداً بثّ فيه
العلوم الإسلاميّة. وقد وفدت عليه وفود المتعلمين
من أرجاء البلاد، قال الأُستاذ سيّد الأهل:
وأرسَلَت الكوفة والبصرة وواسط والحجاز إلى
جعفر بن محمّد أفلاذَ أكبادها، ومِن كلّ قبيلة،
ورحل إليه جمهور الأحرار وأبناء المَوالي
من أعيان هذه الأُمّة من العرب وفارس

وقد استطاع الإمام عليه أفضل الصلاة والسّلام
أن يُحصّن الأُمة يومها من تيّارات الأفكار
الغريبة والهجينة، وأن يُفنّد دعوات التضليل والتشكيك،
ويُفشِل الفرق التحريفيّة التي
ظهرت في عصره

ونواصل بفضل الله تتمة الحديث في
المرة القادمة بإذن الله...
الحمد لله رب العالمين
وصلّ الله على محمد وآله الطيبين المنتجبين




حور عين 04-10-2010 02:50 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 


ونواصل سلسلة الحديث

عن الإمام جعفر بن محمد
صادق آل محمد عليه وعليهم السلام´

مدرسة الإمام جعفر الصادق(ع)
لم تكن المدرسة الجعفرية في خطها التعليمي
إلا تكميلية لمدرسة أبيه الباق، لقد كانت العلوم
كلها في المدرسة الباقرية ابتدائية اختيارية،
رسخها الإمام الراحل(ع)، بنسبة ما سمحت له
سياسة العهد الجديد في بغداد -
لقد كانت سياسة العهد هذا حريصة في ظلمها الاستبدادي على ترك العلوم والشؤون
الفكرية - الفلسفية والفقهية والتثقيفية في
عهدة الطالبين أبناء العم، على أن تكون الأمور التوجيهية محاطة بكثير من المراقبة،
فلا تمس سياسة الدولة في تمتين كرسي
الخلافة الآخذة حديثا بالانتقال من الأمويين
المنهزمين إلى قبضة فولاذية عباسية سفاكة -
لقد ظن العباسيون أنهم موالون لخط الإمامة
وأنهم المهتمون منذ أكثر من تسعين سنة برد
الخلافة الى خطها الأصيل،
والمحصورة بأهل البيت ولكنهم ما أن باد
عهد وبرز عهد حتى راحوا الى نكث المواعيد،
وعزموا على الاستئثار بالحكم ودمغ كرسي
الخلافة بختم أبناء العم، بحجة أنهم كلهم
طالبيون والأقوى هو الأولى.

هكذا اصطبغ الجو ببؤس جديد جمد الإمامة
هلعها القديم، وجعلها تستجير بتقيتها،
وتتلاق - ما أمكن _ بتعزيز مركزها الأمامي،
وملئه بكل ما يثقف الأمة ويوجهها الى احتواء
الحق كتعويض لها، حتى يأتي يوم تتمكن فيه
من تحقيق ذاتها تحقيقا آخر.
وتلك هي الظروف في سماحها
لمدرسة الباقر (ع)
بالاستمرار، والاتساع والمثابرة.
أما المدرسة الوارثة الجهد،
فإنها انتقلت إلى فخامة أخرى، تحررت من كل المحاذير، وانطلقت وشيعة إلى المضمار،
لقد كان العقل المتين رائدها المتين، إنها
الشخصية المتينة الحواشي، والمطمئنة
في باحات ذاتها المتينة، فرضت جلالها
وتقدمت إلى الميدان فإذا هي مهابة لم يخضع لها - وحده - السفاح الذي طواه سريعا رداء الموت،
بل خشع لها أيضا خليفته المنصور المثبت
قوائم كرسي حكمه، قائمة في جرن من لين
وقائمة ثانية في بئر من دم، وثالثة في لطوات
من وعد، ورابعة خلف ميثاق مقطوع منه
حبل الوريد، لقد كان رزمة من ظلم وكذب وختال،
وقل له الصدق وخفر الذمام،
إلا أرزاء جعفر الصادق(ع)،
المرخي عليه عينا وشيعة الحق بهية الشفق،
عميقة العلم، وصادقة الرؤى.
لقد كان كل ذلك عند الإمام (ع)
مُركّزا على صدق متين لم يتمكن المنصور إلا
من أن يأثر عنه، فتركه، يكمل خطه الرسالي
في مدرسته المثلى، لقد اقتنع المنصور،
عن فهم وإدراك أن

الإمام جعفر (ع)

لا يريد أبدا تلويث خطه الواسع بأي مطمع
بكرسي الحكم، ولقد أفحم المنصور بأن السياسة
عند الإمام إنما هي فن آخر يبعده إلى مطلق سفيّ،
لا لون فيه للسياسة التي يحترفها
نهج المنصور.

كثيرا ما تمتن اقتناع الإمام بأن العهد الجديد
الذي هو عهد الأعمام بني العباس، هو أقسى
ظلما وأشد عطشا إلى شرب الدم من العهد الأموي السابق الذي كان تهديدا بشعا بإبادة الطالبين،
وها هم الطالبييون
بالذات، مهددون بالفناء، إن لم يتداركوا
أنفسهم بسياسة مرنة تبقيهم في الخط، وتبقي لهم إمامة -
ولو مقلمة الأظافر - يتعدونها بعين الحكمة
وعين الروية، ويعبرون بها عن نشاطات كثيرة البراءة، وقويمة العزم، تتناول الأمة
فيها غذائها الحي، حتى يأتي يوم تجد ذاتها فيه أنها مثقفة أنيقة ..
وعندئذ فإن لها قدما متينة تمشي بها إلى
التحقيق .
لقد كان
الإمام (ع) يدرك أن الأمم الحية تبني بناءا حيا،
وأن الاستمرار هو الذي يكون مادة من مواد البناء وأن التحقيق يأتي يوما بعد يوم،
من دون أن يخيفنا القول:
أنه يأتي حقبة بعد حقبة، أو دهرا بعد دهر،
تأكيدا لما تفوه به
الإمام علي ع :
جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى الساعة.

هذا هو ما جعل الإمام صادقا في قناعة المنصور،
بأن كرسي الخلافة ليس مقعده،
وأن السياسة ليست أبدا خطه، من دون أن
يلحظ المنصور أن السياسة الأصيلة بمعناها
الصحيح والأصيل، لم يتخل – مطلقا -
عنها الإمام(ع)، فهي محصورة، ضمنا وفعلا،
في خط البناء المركز على تثقيف الأمة مع
أي مجال ولو طال ، ولن تتم الثقافة إلا بنشر العلم المنتج كشفا عن كل الطاقات المادية والروحية
على السواء، والتي تسدد اقتصاد الأمة
وهي تمتن بلوغها المرتاح، ينوره الفكر وحرية
الفكر، والفهم وقدسية الفهم ، والمعرفة
وسع المعرفة، والمران واستمرار المران.
حتى ولو أن المنصور تمكن من هذا التفهم لحقيقة

سياسة الإمام (ع)،
فان ذلك - أيضا - كان من مبتغى الإمام (ع)،
لأن مثل هذا التفهم قد ينقل المنصور من ظالم غاشم ، إلى حكم يرعى مهام العلوم وهي تنقل الرعية كلها
من جهل عقيم ومقيم إلى وعي ينهض بها وئيدا
نحو جعلها هادية وملبية شوق المشرع العظيم.

ربما كان بعض من هذا التفهم قد استحازه المنصور، فترك الإمام يوسع المدرسة الموروثة عن
أبيه الباقر (ع).
هذه إلمامة بنوع السياسة التي اعتمدها اقتناع
الإمام ، وهي التي كانت سناده في توسيع
المدرسة الجعفرية التي كانت رائدة
ذلك العصر، ورائدة العصر التي تلتها حق اليوم.

توسيع المدرسة الجعفرية بعلومها الاختيارية والنظرية:
إن المدرسة الجعفرية التي وصفتها منذ لحظات،
كانت مجرد مسجد بسقف وحيطان يلتم في أفنيته في مدينة يثرب ، طلاب ورواد، وكان

الإمام جعفر(ع) أستاذهم الأوحد والأمثل

يتبسط أمامهم بالعلوم الاختيارية: كالفيزياء، والكيمياء، والطب، وعلوم الجغرافيا، إلى جانب
علوم آخر في العلوم النظرية،
ومن أبرزها:
الفلسفة، وعلم الحديث، والفقه، والبيان،
وإلهامات وشيعة بالشؤون الفكرية - الروحية المتفتحة على حرية إبداء الرأي ، تضبطها كلها الموازين الدقيقة، ومن أحرصها التسجيل والتدوين.

إن وسع المعرفة عند الإمام(ع)، والتركيز العقلي المتين، وصفاء الذهن تدعمه ذاكرة رادارية اللمح، مقلوبة عن عدسة بلورية التسجيل، كل ذلك هو
الذي وسع المدرسة وفتح حيطانها وأفنيتها، وجعلها جامعة موسوعية المعارف، وها هي -حتى الآن - تعيش بأسماء من خرجت:
كهشام بن الحكم، وجابر بن حيان، ومالك بن أنس، وأبي حنيفة، مع عدد وفير من التلامذة الذين فاق عددهم الأربعة آلاف، وهؤلاء كلهم قد التزمت مدرسة الإمام بأعدادهم للانطلاق إلى كل دائرة يزيدون من توسيعها مع مطالع للأيام .

أما علوم المدرسة الجعفرية، أكانت اختباريه تفتش عن توسيع أرقام معادلاتها، أم نظرية تحاول تقصير كلماتها، فليس لي أن أحقق بأي ضلع من ضلوع مستوياتها، لأنها واقعة في حصة غيري من الباحثين، ولكني - بالوقت ذاته -
أشير إليها بجدية بالغة العمق، لأني أعتبرها كلها في الخط الموحد مع الجانب الاجتماعي والسياسي الذي هو هدف الإمامة الثابت منذ انبثاقها من ضمير الرسالة.

ثانيا - طاقات الإمام (ع)وتوحيدها من أجل الاجتماع:

تلك هي إشارات شديدة الاقتضاب،
إلى مجمل العلوم التي تركزت عليها مدرسة
الإمام (ع)،
أنها جانب جليل من بين الجوانب الوسيعة
التي تتألف منها شخصية الإمام (ع).
ويعني هذا القول أن العلوم الاختيارية التي عالجها الإمام ،كانت رديفا للعلوم النظرية الأخرى إلي أنبنى بها وزنه، مع العلم أن كل مادة من هذه العلوم الاختيارية هي فرع وسيع قائم بذاته، ولا تتم إحاطة
ما ، بمحتواه ، إلا بالاختصاص المتنسك،
بينما نرى الإمام الكريم قد جمعها كلها إلى عبه،
وزينها جميعها بالعلوم النظرية التي راحت تفسرها وتألف معها في الأداء والإخراج.

ما كانت فلسفة الإمام (ع)
إلا بحاجة إلى العلوم،
وما كان علم الإمام (ع) إلا بحاجة إلى فلسفة توسع له الطريق، أي أن العلم يحتاج إلى فلسفة تفتش عنه
حتى يتم الوصول إليه،
أي - بشكل أوضح - أن الفلسفة،
في رأي الإمام (ع)
، تسبق العلم الموصل إلى اكتشاف الحقائق، في المحرضة والمفتشة عن نور العلم قبل أن تحقق -
هي - أي شعاع من أشعته الكاشفة.هكذا
ربط الإمام(ع)

فلسفته النظرية بتحقيقاته الاختيارية، ووجه كل طاقاته الذاتية نحو هدف كبير مخبأ خلف مدى
عينه الأمامية المنبثقة النور من مهجة الرسالة التي هي تحقيق مجتمع الإنسان الهابطة من أجله آيات الرسالة .

لقد تم لنا في ما سبق من مقدمات هذا البحث،
أن لمحنا إلى أهمية الإمامة، كيف أنها لزوم
إحاطة روحية وفكرية متينة التركيز، يتجلبب
بها كل من تنتهي إليه، ولقد لمحناها- بكل
انعكاساتها على كل واحد من فتيانها العظام
-كيف كانت ابتكارا في ترجيه الأمة توجيها
ملونا بأحداث العصر.
لقد قدم كل إمام(ع)
للأمة ما تستعيض به في مسيرتها المقهورة،
وكان تثقيف الجماهير من أبلغ اهتمامات
كل إمام - بمفرده - كذخيرة تصلح وتمتن البناء والتوجيه.
ها هي الأمة الآن بين يدي أعز خبير من خبرائها الطيبين، وهو المدرك تمام الإدراك أن العلم الكبير
هو الباني الأفخم، والرازم الأولى لمداويك
المجتمع، وأن الكلام المنمق - وحده -
لا يبني، ولا يكفي، وأن الفلسفة التي هي كلام
وتنظير - مهما يكن لونها - وعمق مداها - لا تفيد،
ما لم تقترن بشوقها الحار المفتش عن العلم
الذي هو عطر الزهرة الهاجع فيها
والمشع منها.


من أجل المجتمع الذي هو أمة في الرسالة،
ورسالة في الإمامة، شحن الإمام (ع)
كل قواه الفكرية والروحية، وأعنى بها كل طاقاته النظرية والاختيارية،
وراح يوحدها في رزمة واحدة لتسديد
الجهد الكبير الهادف إلى رفع مستوى الأمة
التي من أجلها صيغت كل الروابط المشدودة
لبناء الإنسان الذي
هو عصب الرسالة الأمجد والأروع فوق ساحات الأرض.

فلنستمع مليا إلى كل هدف من أهداف الإمام(ع) :

• اطلبوا العلم ولو بخوض المهج وشق اللجج.
• اكتبوا - فأنكم لا تحفظون حق نكتبوا.
• اكتب ، وبث علمك في إخوانك، وإن مت فورث كتبك بنيك.
• إن لم تكونوا حملة العلم وناشريه بين الناس فكونوا حفظة له.
• لقد كان - بهذا القول - أشد من عول
على العلم،
وأول من ارتأى ضبطه بواسطة التدوين،
وأول من أدرك أهميته واعتباره إرثا،
وأوص به موروثا مع أعقاب السنين.
ومن أجل المجتمع رزم كتبه في الأخلاق، والأدب، والأحكام: الكافي، ومن لا يحضره الفتيه، والتهذيب، والاستبصار. . .
وهكذا تم تدوين كثير منها،
ومن بينها ما يتعلق بالعلوم التجريبية والنظرية.

ومن أجل المجتمع أطلقت مدرسة الصادق
حرية الرأي، فانتشر المذهب الجعفري جنبا
الى جنب، مع البحوث العلمية، ولا غرو في ذلك،
فالمعارف الجعفرية كلها كانت مبنية
على أربعة أصول:
المذهب، الأدب، العلم، العرفان.

أما الأدب فهو اللباس الأنيق للعلم والفكر. وهو قيمة جمالية، والأدب، قد لا يكون علما.
ولكن - لا علم يخلو من أدب -
وأن المجتمع السليم يقوم بتحلي أفراده بالعلم والأدب.واحتراما للأدب كان يخصص جائزة لأي صاحب نص أدبي مميز، بواسطة لجنة خماسية،
يحكم ثلاثة منها على الأقل، لاستحقاق الصنيع .

ومن أجل المجتمع أعطى دروسا في علم البيئة واختصرها بهذا القول :
على الإنسان ألا يلوث ما حوله لكي لا يجعل الحياة شاقة له ولغيره وها أن علماء البيئة اليوم ، يرون - صحيحا ما سبق ونوه عنه الإمام الصادق(ع)
في ذلك العصر،
وراحوا يتعهدون العمران بالنظافة، وتوسيع نوافذ البيوت لوصول الشمس ، وإنشاء المغاسل
والمجارير لتأمين مثل هذه الصيانة.



الحالة الفكرية والعلمية:
لقد بقي الحكام الأمويون غير منسجمين ولا مهتمين
أصلا بالقضايا الفكرية العلمية والأدبية إلا بما يخدم
سلطانهم ويثبت زعامتهم , ولذ خلا العقد الأموي
في غالبه من نمو وتطور للفكر والعلم الديني وغيره,
إلا أن الفتوحات الإسلامية التي أدخلت عناصر جديدة
غير عربية وغير مسلمة إلى الإسلام أحوجت المسلمين
الجدد والمترجمين إلى البدء بأعمال التدريس والتعليم ,
وبدأت حركة الترجمة عن اليونانية والفارسية وغيرهما. .
فانصرف الناس عن الحكام وانشغل الحكام الأمويون
بأنفسهم وبسلطانهم في آخر عهدهم
فبرزت بوادر نهضة فكرية وعلمية وحركة فلسفية خطيرة
ولذا فإن:
(الحركة العلمية والمذاهب الدينية, والنظم الاجتماعية
في آخر الدولة الأموية أرقى من أولها . . . ) (1)
و
(قد ساعد على التحرك الفكري السريع في مطلع الدولة
العباسية قيام الفترة مابين الدولتين التي حررت الفكر
من رقابة الحكم وقيوده , بتأثير انصراف الحكم لترميم
مواقعه في محاولة لاستعادة السيطرة الشاملة . .)(2) .


ولقد تلخصت خطوات الحركة الفكرية عامة في تلك
الحقبة الزمنية بالأمور التالية:
1ـ بدء حركة الترجمات المختلفة وإدخالها مواضيع
جديدة
وخطيرة على المجتمع الإسلامي.
2ـ إقبال المسلمين الجدد إلى التعرف على الإسلام
والقرآن وتعلمه ومعرفة أسراره ومعانيه وبالتالي
استدعاء ذلك لوجود علماء وقراء.
3ـالبدء بمرحلة تدوين الحديث ,
بعدما داخله التشويه والدس
خصوصا في العصر الأموي ومن ثم بُعد الشقّة
عن مرحلةالإسلام في سنيه الأولى.
4ـ كثرة المحدثين والرواة حيث امتدت الحركة العلمية
لتشمل
سائر الحواضر الإسلامية الكبرى في
انطلاقة فريدة(3).

5ـ انتشار الفلسفة بمواضيعها وشخصياتها ومفاهيمها ومصطلحاتها الجديدة:
(ولا مشاحة أن انتشار العلم في ذلك الحين,
قد ساعد على فك الفكر من عقاله,
فأصبحت المناقشات
الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم
الإسلامي
. . . )(4)
ولا نغفل هنا عن أن الحكام العباسيين
ـ بخلاف الحكام الأمويين ـ قد نشأوا في بيت علمي
عريق حيث يعود نسبهم إلى عبد الله بن عباس
المشهور بأنه حبر هذه الأمة, ويعني ذلك تشجيعهم
لحركة العلم والفكر الديني بالأساس ولو كان ذلك
لغايات في نفوس العباسيين . . .

دور الإمام الصادق (عليه السلام):
أمام هاتين الحالتين الخطيرتين للأمة الإسلامية في المرحلة
التي عاشها صادق أهل البيت (عليه السلام) كان لا بد من موقف
واضح وحاسم وحازم يتخذه الصادق (عليه السلام)
على الصعيد الفكري والعملي . . .

أولا: موقفه من السلطة:
أدرك الإمام الصادق (عليه السلام) أن الظروف
السياسية والعسكرية والاجتماعية المحيطة به لم تكن
لتساعده لقيام بأي ثورة أو انتفاضة عسكرية أو
سياسية وهو قد رأى وعلم ما جرى
لجده الحسين (عليه السلام) وقبله
لأخيه الحسن (عليه السلام)
ولأبيهما علي(عليه السلام)
وما جرى بعد ذلك من تجديد للموقف العاطفي
والانفعالي مع عمه زيد بن علي (عليه السلام)
حيث أيده المحبون لأهل البيت ثم خذلوه كما
خذلوا أجداده, وأدرك أيضا أن أي ثورة قد تنتهي
لا بفشل صاحبها فقط وإنما بضياع الخط والرسالة
والمذاهب أيضا , ولذا فقد كان يعلم وهو وريث الأوصياء,
بفشل حركة ابن عمه محمد بن عبد الله المحض,
وأدرك كذلك أن المرحلة تقتضي منه كما اقتضت
من أبيه الباقر(عليه السلام) شق طريق العلم
وسبر أغواره وتبيان خفاياه ورسم معالمه.
ومن أجل ذلك أي لعدم توفر الظروف لثورة محتمة
النصر والفوز, ولعدم وجود بديل آخر إن هو قتل
ليؤدي الدور العلمي الأساسي المطلوب في تلك المرحلة,
وحيث إن السلطان والثورة وسائل لخدمة الدين
فمع تعسرهما هناك الوسائل الأخرى المهيأة لخدمة
دين الله, وهذا ما وجده وقام به
الإمام الصادق (عليه السلام) خير قيام . . .
وهو ما سنشير إليه بعد قليل.

ثانياً: من مواقفه الجريئة:
وقبل الحديث عن الجهاد العلمي والفكري
للإمام الصادق (عليه السلام)
لا بد من الإشارة والتوقف عند شجاعة وجرأة
الإمام الصادق (عليه السلام) في مواقف شهد له التاريخ بها . . .
نشير لبعضها حتى لا تذهبن المذاهب
والأهواء بأفكار أحد , فمن ذلك:

أ‌) حكمة بسيطة واجه بها المنصور العباسي
عندما تسلط عليه الذباب بشكل متكرر فتضايق
المنصور وسأل الصادق:
لأي شيء خلق الله الذباب؟
فكانت وبشكل غير مباشر كلمة حق
في وجه سلطان جائر: (( ليذل به الجبارين )) (5).

ب‌) موقفه من والي المنصور على المدينة شيبة
بن غفال الذي مدح الخليفة وأهل بيته وشتم عليا
وأهل بيته (عليهم السلام) من على منبر مسجد النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم)
فكان مما قاله الصادق (عليه السلام):
((أما ما قلت من خير فنحن أهله وما قلت من
سوء فأنت وصاحبك (المنصور) به أولى, فاختبر
يا من ركب غير
راحلته وأكل غير زاده , ارجع مأزوراً)) (6).

ت‌) كلامه للمنصور في مجلسه بعد أن قصد إحراجه
بكلمات فكان الرد الحاسم من الإمام الصادق
(عليه السلام) :
((أنا فرع من فرع الزيتونة, وقنديل من قنديل
بيت النبوة, وأديب السفرة وربيب الكرام البررة,
ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور
وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر)) وكان من جواب المنصور:
( . . . هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء . . . )
(7).

ث‌) كان مما يُعلم به الامام الصادق (عليه السلام)
أصحابه رفض الارتباط بالسلطان الظالم بأي نوع
من أنواع الارتباط , ولم يرد عن الصادق(عليه السلام)
حضوره عند حاكم إلا عندما كان يستدعيه هؤلاء
بالقوة إلى قصورهم , كما فعل به السفاح المنصور
حين استقدماه مرات عديدة من المدينة إلى العراق,
وكان مما يقول لأصحابه:
((إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار
حتى يحكم الله بين العباد. . .))

ورد على المنصور مرة يقوله:
((. . . من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة
لا يصحبك . . .)) (8).

ج‌) إن علاقة الامام الصادق (عليه السلام) بالحكام
ـ العباسيين بالخصوص ـ كان علاقة الند للند,
فلم يؤثر عنه مبايعته لأحد منهم,
ولم يوجس منهم خيفة أبدا ولم يخضع لهم أو يهن
أمامهم بل ظلت العلاقة سلبية خصوصا
من جانبهم خوفا من دوره وخطره عليهم ومعرفتهم بحقه
وفضله ودوره بين الناس, ولذا لم يتجرأوا على قتله
علنا بل دس له المنصور السم سرا حتى استشهد,
ولقد هم المنصور بقتله غير مرة فكان إذا بعث إليه
ودعاه ليقتله نظر إليه وهابه ولم يقتله (9),
ولقي جعفر بن محمد أبا جعفر (المنصور):
فقال:
((. . . رد علي قطيعتي عين أبي زياد آكل من سعفها )) ,
قال: إياي تكلم بهذا الكلام ! والله لأزهقن نفسك (10) .
وقال مرة للمنصور:
((إنه لم ينل أحد منا أهل البيت دما إلا سلبه الله ملكه,
فغضب لذلك واستشاط . . . )) (11)
وهناك موقف أخرى كثرة تدل على شجاعته وجرأته
واستعداده للجهاد لو كانت هناك إمكانية
وظروف مهيأة.

ثالثاً: الدور العلمي الأساسي للصادق(عليه السلام):
قبل التطرق إلى الجوانب الأساسية في دور
الإمام الصادق (عليه السلام) الفكري نقتطف
بعض الأقوال والشواهد على أهمية دوره وموقعه
ونشاطه العلمي آنذاك.
لقد كان الإمام الصادق (عليه السلام)
(يمثل العقيدة الدينية التي يقاس بفضائها
عمل الحكام في الإسلام . . . وهو بوجه خاص حجر
الزاوية من صرح (أهل البيت) . . . وهو مقيم في المدينة . . . يتخلق فيها المتفقهة,
حول علماء الإسلام في مسجد الرسول . . .)(12)

و(ينقل عن الصادق من العلوم ما لا ينقل عن أحد,
وقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقاة
(الذين حدّثوا عنه على اختلافهم في الآراء والمقالات,
وكانوا أربعة آلاف رجل )(13)
و(لا يفوتنا أن نشير إلى أن الذي تزعم تلك الحركة هو . . . المسمى بالإمام الصادق . . . وهو رجل رحب أفق الفكر,
بعيد أغوار العقل , ملم كل الإلمام بعلوم عصره,
ويعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفقهية
المشهورة في الإسلام , ولم يكن يحضر حلقته العلمية
أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب,
بل كان يحضرها طلاب الفلسفة والمتفلسفون
من الأنحاء القاصية)
(14) ولقد:
(أدركت في هذا المسجد ـ يعني الكوفة ـ
تسعمائة شيخ كل يقول : حدثني جعفر بن محمد . . . )
(15).

ولقد نقل عن ابن خلدون قوله:
(ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان نعم المستند
من نفسه أو من رجال قومه. فهم أهل الكرامات
وقد صح أنه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون
لهم فتصبح كما يقول) (16)
وعن تلامذة الصادق ينقل:
(كان تلاميذ الصادق مدونين كباراً . . .
ومن بعد وفاة الصادق في عام 148دوّن أربعة آلاف
من التلاميذ في كل علومه ومن جملتها ما يسمى بالأصول الأربعمائة . . . وتلاميذ الصادق المشهورون.
من كبار أهل السنة أشياخ لفقهاء في جميع المذاهب
. . . وشرفوا بالرواية عنه, ووقفت المذاهب الأربعة
موقف الإجلال له . . . )(17) .

وعن زمان الإمام الصادق (عليه السلام) ينقل:
(وقد ظهرت فجأة حركة علمية غير عادية والأرض
تهيأت لأن يعرض كل إنسان ما يملك من أفكار)
و (برزت . . . سوق لمعركة عقائدية حامية) و
(شرع في البحوث حول تفسير القرآن وقراءة آياته) و
(. . . ظهرت طبقات منتشرة . . . باسم الفقهاء) و
(كل هؤلاء قد واجههم الإمام (عليه السلام) وصادفهم )
وقد ذكر الجاحظ عن الصادق (عليه السلام):
(جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه)
(18).

ولا شك أن الخطوات التي سعى الصادق (عليه السلام)
بها لتأدية
دوره الأساسي لم تقتصر على أسلوب واحد
في تبليغ رسالة
جده (صلى الله عليه وآله وسلم),
بل لم يترك الصادق (عليه السلام) فرصة سائحة
ولا وسيلة,ممكنة أو مناسبة إلا واتبعها لتحقيق
لك الغرض.
ويكفينا دليلا على ذلك مناظراته مع العلماء ومع
المبتدعين من الزنادقة والملحدين والمشككين بدين الله,
وجلساته الوعظية
والتبليغية من على منبر جده
(صلى الله عليه وآله وسلم)
ليعلم الناس علوم الإسلام والقرآن من فقه ورواية
وحديث وتفسير وبيان وأخلاق وعرفان,
وكل ما يحتاجه المسلم في حياته,إلى إرشاداته
العلمية المحضة
كالطب والكيمياء وغيرهما مما علمه بعض
تلامذته فبرع
به واشتهر كهشام بن الحكم وجابر بن حيان
وغيرهما كثير.
فيمكننا إذا مما تقدم من الأخبار وغيرها من الأحاديث
التي تبدي الإعجاب, استنتاج النقاط التالية

عن الصادق (عليه السلام)

دوره وعصره وشخصيته:
1ـ شخصية الصادق (عليه السلام) المرموقة
عند كل المسلمين واحترامهم وتقديرهم له.
2
ـ إن الصادق (عليه السلام) ما كان ليؤدي هذا الدور
لكونه شخصية عادية ولا لكونه صاحب مذهب نسب إليه . . . وإنما هو حلقة في سلسلة الأئمة الاثني عشر
المعصومين (عليهم السلام).
ولو نسب له المذهب الجعفري فإن النسبة مجازية
لأنه أكمل دور آبائه وأجداده.

3ـ إن الصادق (عليه السلام) بحر من العلوم
بمختلف أنواعها, ولذا كانت الروايات المستفيضة
عن تعليمه ومناظراته ورسائله في مختلف المجالات.

4ـ لم يقتصر دور الصادق (عليه السلام) العلمي
على تلامذته من أتباع مذهبه , وإنما كان همه
إيصال الفكر الرسالي إلى الأمة جمعاء.

5ـ إن فضله العلمي البارز لواضح من حاجة الكل
إليه واستغنائه عن الكل, فلم يتتلمذ الصادق (ع)
عند أحد من علماء عصره
سوى ما أخذه عن
أبيه الباقر وجده زين العابدين(عليهم السلام).

6ـ إن روايته كانت
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
مباشرة دون أن يحتاج لأن يسأل عن السند لأن
السند في الروايات
(إن احتاج إلى سند) هم آباؤه المعصومون,
أبوه محمد عن جده
زين العابدين عن الحسين عن علي أو الزهراء
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

7ـ إن الصادق (عليه السلام) قد أمر بتدوين الحديث
فكان بحق أول من أمر بالتدوين (19).

8ـ لقد أعاد الصادق (عليه السلام) بدوره العلمي
والفكري ـ وإكمالا لنهج أبيه الباقر(ع)
ـ
الاعتبار لموقعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
ودورهم الطبيعي في الحياة الإسلامية العامة بعد فترة
من الظلم والاضطهاد والإجحاف والأبعاد والإلقاء
امتدت طيلة العقد الأموي (كما تجددت محاولات
أخرى قام بها العباسيون لإلغاء دورهم لاحقاً).

وبالخلاصة:
جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)
علم آخر من أعلام الهدى , قاد سفينة النجاة في بحر الفتن
رغم تلاطم أمواج الظلم والاستبداد والانحراف
عند الحكام والضياع عند الأمة المسلمة.
وقف صادحا بالحق من على منبر جده
(صلى الله عليه وآله وسلم) مجاهدا بالكلمة شاهدا
على الأمة والحكام , غير بعيد عن الجهاد,
مُلقيا الحجة ليسقط شهيدا آخر مع قافلة الشهداء
الأولياء بسم دسه إليه المنصور ظنا منه أنه
يخرس صوت الحق, ولكن المنصور رغم ذكائه
غفل عن أن الحق لا يقتله السم . . .
رحل الصادق (عليه السلام) إلى ربه بعد أن أدى الأمانة
وقال بصدق:
((الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى بينت للناس
جميع ما تحتاج إليه)) (20).

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

((لًوددتُ أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط
حتى يتفقهوا في الحلال والحرام))

(( ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني,
ولكن الإيمان ما خلص في القلوب,
وصدقته الأعمال)).

((حجة الله على العباد, النبي ,
والحجة فيما بن العباد وبين الله, العقل)).
ضحى الإسلام/ أحمد أمين/ ج1ص2-3.
2-الإمام الصادق نفسه / خصائصه / مميزاته/ محمد جواد فضل الله / ط 1981م/ دار الزهراء/ بيروت / ص188.
3- المصدر نفسه/ ص126.
4-مختصر تاريخ العرب / السيد مير علي الهندي / ص179.
5-راجع البحار/ مصدر سابق/ ص166.
5-المصدر نفسه / ص165وكذلك :مجالس الشيخ الطوسي / المجلس الثاني.
6- المصدر نفسه/ ص167.
7- راجع في هذا الروايات كتاب الكافي للكليني ج5/ ص106-107
8-البحار/ مصدر سابق / ص184,
المصدر نفسه / ص180.
10ـ الطبري/ مصدر سابق/ ص603.
11ـ الكافي للكليني / كتاب الدعاء/ باب الدعاء للكرب والهم والحزن.
12ـ الإمام جعفر الصادق/ المستشار عبد الحليم الجندي / مطابع الأهرام التجارية / القاهرة/ ط1977م/ ص63,
13ـ البحار/مصدر سابق/ ص28.
14- مختصر تاريخ العرب /الهندي/ص179.
15- الإمام الصادق/ فضل الله / مصدر سابق/ ص129.
16-الإمام جعفر الصادق/ الجندي/ مصدر سابق/ ص206.
17- المصدر نفسه/ص207-244-23500.
سيرة الأئمة الأطهار /المطهري/ص109-114-120-124-125-126.
18- الإمام جعفر الصادق/ الجندي / ص206-207.
19ـ المصدر نفسه/ ص367

ونواصل بفضل الله تتمة الحديث في
المرة القادمة بإذن الله...
الحمد لله رب العالمين
وصلّ الله على محمد وآله الطيبين المنتجبين












حور عين 22-10-2010 02:50 PM

رد: قصصٌ من حياة المعصومين...عليهم السلام أجمعين
 


اللهم صّلِ على محمد وآل محمد الطيبين المنتجبين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين

أنوار مباركة من الخٌلق الكريم
للإمام (ع)



تواضع الامام الصادق عليهالسلام



كان عليه السلام
عندما ينقطع شسع نعلهيحمله بيده امام الناس
ويصلحه فيقول له احد اصحابه اصلحه لك فيقول
الامام عليه السلام كلا صاحب المصيبه اولى بالصبر
عليها

ذات مره بعث الامام غلامه لحاجه فابطا عنه فخرج
الامام في طلبه فوجده نائما في ظل حائط
فجلس الامام الصادق عليه السلام عنده يروحه لكيلا
يشعر بالحر





الامام يصل من قطعه


تروي لنا سالمه وهي خادمه الامام الصادق عليه السلام
تقول كنت عند ابي عبد الله عليه السلام
حين حضرته الوفاه واغمى عليه فلما
افاق قال اعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين
ويلقب بالحسن الافطس سبعين دينارا واعط فلانا
كذا وفلانا كذا
فقلت اتعطي رجلا حمل عليك بالشفره يريد ان يقتلك؟
فقال عليه السلام
تريد ان لا اكون من الذين قال الله عز وجل
والذين يصلو نماامر الله به ان يوصل ويخشون ربهم
ويخافون سوء الحساب
نعم ياسالمه ان الله خلق الجنه فطيبها وطيب ريحها
يوجد من مسيرة الفي عام
ولايجد ريحها عاق ولا قاطع رحم




روي ان الوليد بن صبيح قال كنا عند ابي عبد الله
في ليلة اذ يطرق الباب طارق فقال للجاريه انظري
من هذا ؟
فخرجت ثمدخلت فقالت هذا عمك عبد الله بن علي بن زين العابدين فقال ادخليه وقال لنا ادخلوا
في الحجره المجاوره
فدخلنا فسمعنا كلام عبد الله بن علي اذلم يدع شيئا
من القبيح الا قاله في ابي عبدالله عليه السلام
ثم خرج وخرجنا فاقبلنا للامام وقلنا له لقد هم
بعضنا ان يخرج ويضرب عبد الله هذا فقال الامام
عليه السلام

مه لا تدخلوا فيما بيننا ثم طرق الباب مره اخرى
وكان ايضاعبد الله بن علي فقمنا ودخلنا الحجره
فدخلنا الحجره فدخل بشهيق ونحيب وبكاء
وهو يقول ياابن اخي اغفر لي غفر الله لك
اصفح عني
صفح الله عنك فقال غفر الله لك ياعم ماالذي احوجك الى هذا ؟
قال لما اويت الى فراشي اتاني رجلان اسودان فشدا وثاقي
ثم قال احدهما للاخر انطلق به الى النار
فانطلق بي فمررت برسول الله صلى الله عليه واله
فقلت يارسول الله لا اعود فامره فخلى سبيلي فقال
له الامام عليه السلام ياعم اوصي فانك ميت فقال
بم اوصي مالي مال وان لي عيالا كثيراوعلي دين
فقال الامام عليه السلام
دينك علي وعيالك الى عيالي فاوصى فماخرجنا
من المدينه حتى مات وضم ابو عبد الله عليه السلام
عياله اليه وقضى دينه وزوج ابنه ابنته


في هذه القصه درس في سعة الصدروالتحمل وعدم الارتجال
في رد الفعل ومقابلة القوه بالقوه بل محاولة اصلاح
قائل الكلام القبيح بالموعظه والعمل

الرضا بالقضاء




كان للصادق (ع) ابنٌ ، فبينا هو يمشي بين يديه إذ
غصّ فمات ، فبكى وقال :

لئن أخذتَ لقد أبقيتَ ، ولئن ابتليتَ لقد عافيت ..
ثم حُمل إلى النساء،
فلمارأينه صرخن، فأقسم عليهن أن لا يصرخن،
فلما أخرجه للدفن قال :
سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلا حبّا،
فلما دفنه قال :
يا بني !.. وسّع الله في ضريحك ، وجمعبينك وبين نبيك ..
وقال (عليه السلام)

إنّا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا،
فإذا أحب ما نكره فيم ننحب رضينا.




في عيادته للمريض


كان يريد بعض الشيعة الذهاب الى عيادة مريض،
فصادفهم الإمام الصادق(عليه السلام)
في بعض الطريق وقال لهم : أين تريدون ؟
قالوا : نريد فلاناً نعوده.
قال : هل معكم فاكهة أو طيب تأخذونه له؟
قالوا : ليس معنا شيء.
فقال:
أماتعلمون أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل عليه




التصدق على الفقراء سرا


يقول المعلى بن خنيس خرج ابو عبد الله في ليله
ماطره في المدينه فاتبعته وهو يمشي
اذ سقط منه شئ فاسرعت اليه
فسلمت عليه وقلمته له له فاذا الساقط على الارض خبزا
فقمت اساعده في جمع
الخبز فقلت له جعلت فداك
احمله علي عنك فقال لا انا اولى به منك
ولكن امشي معي قال المعلى وصلنا الى ظله بني ساعده
فاذا نحن بقوم نيام فجعل الامام يدس الرغيف والرغيفين
تحت ثوب كل واحد منهم حتى اتى على اخرهم ثم
انصرفنا ....


(لانريد منكم جزاء ولاشكورا)

قال ابو جعفرالخثعمي
اعطاني الصادق عليه السلام صره فقال لي ادفعها
الى رجل من بني هاشم ولا تعلمه اني اعطيته شيئا
قال فاتيته بالصره وقلت له
بعثها لك احد المحسنين فقال ذلك الرجل جزاه الله خيرا
مايزال كل حين يبعث بها فنعيش به الى السنه القادمه
ولكني لا يصلني جعفر الصادق بدرهم
فيكثرة ماله فتعجب ابو جعفر الخثعمي

وعرف ان الامام الصادق كل سنه يعطي لهذا الرجل صرة
من المال وهو لا يعلم انها من الامام الصادق عليه
السلام




كرم الامام الصادق


(ع)


روي ان فقيرا سال الامام الصادق عليه السلام
فقال الامام لخادمه ماعندك قال اربعمئة درهم فقال الامام
اعطه اياها
فاعطاه فاخذها الفقيرشاكرا للامام فالتفت الامام لخادمه
وقال له ارجعه فرجع الفقيروهو مستغرب فقال
يا سيدي سالتك فاعطيتني فماذا بعد العطاء فقال له
قال رسول الله خير الصدقه ماابقت غنى
وإنا لم نغنك فخذ هذا الخاتم فقد اعطيت فيه عشرة
الاف درهم فاذا اصبحت فبعه
بهذه القيمه



مرالمفضل وهو من اصحاب الامام الصادق
عليه السلام على
رجليني تشاجران في الميراث
فوقف عندهما ثم قال لهما تعالوا الى المنزل فاتيناه
فاصلح بيننا باربعة مئة درهم
فدفعها الينا من عنده حتى اذاانتهى الشجار وتراضينا
بالميراث
ربما دفعه الينا المفضل قال اما انها ليست من مالي
ولكن ابو عبد الله الصادق عليه السلام
امرني اذا تنازع رجلان مناصحابنا (الشيعه)
في شئ ان اصلح بينهما بالمال فهذا مال
ابي عبدلله عليه السلام


فالمال في نظر الاولياء وسيله
لااكثر يحاولون
به ان يصونون كرامة الانسان ويحفظون له ماء الوجه
لذا تراهم يعطون للفقير مايغنيه


-الامام يربي الناس على القناعه

يقول احد الاشخاص كنا عند ابي عبد الله
الصادق عليه السلام وبين ايدينا عنب ناكله فجاء
سائل فساله فامر الامام له بعنقود فاعطاه فقال السائل
لا حاجة ليفي هذا ان كان درهم
(اي انه لا يساوي درهم )


فقال الامام عليه السلام يسع الله عليك فذهب
ثم رجع فقال ردوا العنقود الي فقال الامام يسع الله لك
(لانه لم يحمد الله على القليل
الافضل من الحرمان )

ثم جاءسائل اخر فسال الامام فاخذ الامام عليه السلام
ثلاث حبات عنب

فناولها اياه فاخذهاالسائل من يده
ثم قال الحمد لله رب العالمين الذي رزقني
فقال ابو عبد الله عليه السلا
ممكانك فاعطاه ملئ كفيه عنب
افاخذ السائل من يده ثم قال الحمد لله رب العالمين
الذي رزقني
فقال ابو عبد الله
مكانك ثم نادى غلامه ايشئ معك من الدراهم
فقال اكثر من عشرين فاخذها وناولها للسائل
فقال السائل الحمد لله هذا منك وحدك لا شريك لك
فقال الامام مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال البس
هذا فلبسه
فقال الحمد لله الذي كساني وسترني يابا عبد الله
جزاك الله خيرا
فمضى السائل وقد اكل عنبا ونال عنبا ونال مالا
ولبس ثيابا عطرها جسم الامام المعصوم
كل ذلك لانه رضى وقنع اول الامر بثلاث حبات من العنب
بينما الاخر خسر الاول كل ذلك
وفاته هذا العطاء بسوء سريرته وطمعه .
فالقناعه كنز مادي ومعنوي .



-علم الامام الصادق عليه السلام

ذكر ان ابا حنيفه اكل طعاما مع الامام الصادق عليه السلام
فلما رفع عليه السلام يده من اكله
قال الحمد لله رب العالميناللهم ان هذا منك ومن رسولك
فقال ابو حنيفه ياابا عبد الله
اجعلت مع الله شريكا؟
فقال له ويلك ان الله تعالى يقول في كتابه
وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من
فضله
ويقول في موقع اخر




(ولو أنهم رضوا ما آتهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله
سيؤتينا الله من فضله ورسوله )





فقال ابو حنيفه والله لكاني ماقراتها قط من كتاب الله
ولاسمعتها الا هذا الوقت

فقال ابو عبدالله عليه السلام بلى قدقراتهما وسمعتهما
ولكن الله تعالى انزل فيك وفي اشباهك
ام على قلوب اقفالها
وقال كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون



من مناظرات الامام عليه السلام مع ابو حنيفه:
دخلت انا وابو حنيفه على جعفر بن محمدالصادق عليه السلام فقلت هذا رجل فقيه من العراق فقال
لعله الذي يقيس الدين برايها
هو النعمان بن ثابت؟

فقال له ابو حنيفه نعم انا ذلك اصلحك الله

فقال له جعفر الصادق عليه السلام اتق الله ولاتقس الدين
براييك فان اول من قاس برايه ابليس
اذقال انا خير منه فاخطأ بقياسه فضل

ثم قال له اخبرني ياابو حنيفه لم جعل الله الملوحه
في العينيين والمراره في الاذنيين والماء في المنخرين
والعذوبة في الشفتين؟


قال: لاأدري.

قال الإمام:إن الله خلق العينين فجعلهما شحمتين،
وخلق الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم ولولا ذلك
لذابتا فذهبتا، وجعل المرارة في الأذنين منا منه عليه
ولولا ذلك لهجمت الدواب فاكلت دماغه،
وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس
وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الرديئة،
وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة
المطعم والمشرب.


ثم قال لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة اولها شرك
وآخرها إيمان؟

قال:لاأدري.

قال جعفر الصادق (عليه السلام): هي كلمة لا إله إلا الله،
فلو قال لا إله ثم سكت كان مشركا.

ثم قال:أخبرني أيما أعظم عند الله إثما قتل النفس
التي حرم الله بغير الحق او الزنا؟

قال أبو حنيفة:بل قتل النفس.



فقال الإمام:إن الله تعالى قد قبل في القتل شهادة شاهدين
ولم يقبل في الزنا إلا شهادة أربعة
فأنى يقوم لك القياس؟

ثم قال: أيما أعظم عند الله الصوم أو الصلاة؟

قال أبو حنيفة: الصلاة.


فقال الإمام:فما بال الحائض تقضي الصوم
ولا تقضي الصلاة؟ اتق الله يا عبدالله
ولا تقس الدين برأيك.

وبهذا الشكل كان يدحض الإمام الصادق (عليه السلام)
أقوال أهل القياس والرأي بالنقاش العلمي
الواضح ويلقمهم حجرا فلا يستطيعون جوابا،



كانت الفتره التي حكمفيها ابو العباس السفاح
اول ملوك بني العباس فترة الثورات
وملاحقة بني اميه فتركالشيعه واهل البيت عليهم السلام
فاستغل الامام الصادق سلام الله عليه هذه الفرصه
للتدريس وفتح جامعته الضخمه في مسجد جده
رسول الله صلى الله عليه واله
فاخذ ينشر العلوم التي منعها الامويين وكتم عليها
الظالمون فانتشر علم ال محمد سلام الله عليهم في الافاق
فجائت القوافل من طلبة العلم ليحضروا دروس الامام
الصادق عليه السلام فقد قدر العلماء طلبة هذه الجامعه
الضخمه باربعة الاف شخص كلهم اخذوا العلم من
هذا الامام العظيم وقد تخرج على يديه علماء اجلاء يعتمد
عليهم في امور الدين


-مناظرات الامام

1ـ مناظرة الامام الصادق معالملحدين
2ـ مناظرة الامام الصادق مع ابي حنيفة في القياس
3ـ مناظرة الامام الصادق مع رؤساء المعتزلة
4ـ مناظرة الامام الصادق مع طبيب هندي
5ـ مناظرة الامام الصادق مع عبد الله بن الفضل الهاشمي
6ـ مناظرة الإمام جعفر الصادق (ع) مع الزنادقة،الملاحدة، المشككين بقدرة الله تعالى،
7ـ مناظرة الامام الصادق مع ابن ابي العوجاء
8ـ مناظرة الامام الصادق مع ابي حنيفة في حكم التوسل
بالنبي(ص)
9ـ مناظرة الامامالصادق في الحكمة من الغيبة.
وغيرها الكثير من المناظرات المهمة والمفيدةجدا


تـــــلامــــيـــــذ الامــام في شتى العلوم

يقول هشام بن سالم كنا عند ابي عبد الله عليه السلام
جماعه من اصحابه فورد رجل من اهل الشام فاستاذن
بالجلوس فاذن له فلما دخل سلم فامره
ابو عبد الله عليه السلام بالجلوس ثم قال له ماحاجتك
ايها الرجل ؟
قال بلغني انك عالم ماتسال عنه فصرت اليك لاناظرك
فقال ابو عبد الله عليه السلام
في ماذا قال في القران
فقال ابو عبد الله عليه السلام ياحمران
بن اعين دونك الرجل
فقال الرجل انما اريدك انت لا حمران
فقال ابو عبدالله عليه السلام
ان غلبت حمران فقدغلبتني

فاقبل الشامي يسال حمران حتى ضجر
ومازال وحمران يجيبه

فقال الامام عليه السلام
كيف رايت ياشامي؟ قال
رايته حاذقا ماسالته عن شئ الااجابني
ثم قال الشامي
اريد ان اناظرك في العربيه

فقال الامام عليه السلام
ياابان بن تغلب ناظره فناظره حتى غلبه

فقال الشامي اريد انا ناظرك في الفقه
فقال الامام عليه السلام يازراره ناظره
فناظر الرجل حتى غلبه فقال الشامي
اريد ان اناظرك في الكلام فقال الامام عليه السلام
يامؤمن الطاق ناظره
فناظره فغلبه

ثم قال اريد ان اناظرك في الاستطاعه
فقال الامام عليه السلام للطيار كلمه فيها
فكلمه فغلبه ثم قال
اريد ان اكلمك في التوحيد
فنادى الامام عليه السلام ياهشام بن سالم كلمه
فكلمه فغلبه
ثم قال اريد ان اتكلم في الامامه
فقال الامام عليه السلام لهشام بن الحكم كلمه
فغلبه ايضا فحار الرجل وسكت واخذ الامام
يضحك , فقال الشامي له
كانك اردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟

فقال الامام هو ذلك

نعم كان هؤلاء ابطال العلم في ميدان العمل كل
واحد منهم
يمثل الشموخ الشيعي في بلدته وزمانه



(اخذ الامام يضحك )
كلمه تبكي حقيقةًًقليل نسمع بفرح للامام وضحكه لمايجرى
عليهم من ظلم



لماذا ضحك الامام؟
لما راى شبابا فخرا في العلم والعمل فهذا ما يبهج قلبه



فهلا كنا مثلهم في العلم والعمل كي نفرح قلوب ائمتناعليهم السلام أجمعين







- كونوا زينا لنا ولا تكونواشينا علينا


شاب نصراني. توجه إلى الإمام الصادق عليه السلام..
ودخل عليه،


فقال لها لإمام عليه السلام : سل عما شئت يا بني.

فقال الشاب : يا سيدي ان أبي وأُمي وأهل بيتي على النصرانية،وأُمي مكفوفة وأنا أعيش معهم وآكل في آنيتهم.

فقال الإمام عليه السلام : أيأكلون لحم الخنزير؟
فأجاب الشاب : كلاّ يا سيدي فنظر إليه الإمام عليه السلام
نظرة الأب الرحيم قائلاً له : كُل معهم ولكن
أُوصيك بأُمّك خيراً فلا تقصر في برّها وخدمتها وتفرد أنت
بخدمتها.
كر الشاب عائداً ولكنه محمل في أعماقه روح الإسلام
العظيم،
فعامل أُمه كما أوصاه سيده الإمام عليه السلام
فرأت أُمه أخلاقاً حسنة وحست الفرق

رفعت رأسها إليه قائلة:
بُني إنك تصنع بي هذه الخدمة مذ دخلت الحنيفية
ولم تكن تصنعه وأنت على النصرانية؟!
نظر الابن إليها بعطف عندما حس ببارقة الأمل تشع
من عينيها قائلاً.. أماه أمرني بهذا رجل من ولد النبي
محمد صلى الله عليه وآله.فقالت أُمه:
أهو نبي يابني؟
قال: لا يا أُمي.. ولكنه ابن نبي أردفت الأُم قائلة:

دينك يا بني خير الأديان علمنيه إذاً.
فقام الشاب بإعطاء صورة عن الإسلام العظيم
وما يحمل من أفكار تهدف إلى تنظيم الحياة في جميع مجالاتها..عندها تيقنت عظمة الدين وأسلمت..

وقام بتعليمها الصلاة..التي هي عمود الدين وكما نقل
يدل على المعني
كونوا دعاة بغيرألسنتكم"
بالتمسك بالأخلاق الإسلامية الفاضلة والتي هي
أخلاق النبي محمدوأهل بيته (ع)


توصياته عليه السلام
1
- التأكيد على زيارة الحسين (عليه السلام)
وأن زيارته تدخل الجنة.

2-

التأكيد على البكاء عليه وذرف الدموع.

3-


التأكيد على إقامة مآتم الحزن وإنشاد المراثي عليه.

4-


التاكيد على لبس السواد حزنا على الحسين
(عليه السلام) ومظلوميته وجرائم بني أمية
وفظيع أعمالهم.

وغيرها من محاولات وبرامج عمل عليها الإمام
الصادق (عليه السلام) حتى أعاد الأمة وربطها
برموزها الحقيقية وأحيا ذكرى الطف الأليمة قولا
وفعلا.

وقال: من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا
كتبت له الجنة



عبادته عليه السلام


عن ابن طاووس: روي أن مولانا جعفر بن محمد
الصادق(ع)
كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه،
فلما أفاق سئل ما الذي أوجب ماانتهت حالك إليه،
فقال ما معناه:
ما زلتُ أُكرّر آيات القرآن حتى بلغت إلى حالك
أنني سمعت مشافهة ممن أنزلها على المكاشفة والعيان،
فلم تقم القوة البشرية بمكاشفة الجلالة الإلهية.


عن سفيان بن خالد –
في ذكر صلاة الإمام الصادق (ع) -:
إنه كان يصلّي ذات يوم إذمرّ رجل قدّامه وابنه
موسى (ع) جالس،فلما انصرف قال له ابنه: يا أبه
ما رأيت
الرجل مرّ قدّامك؟.. فقال:
يا بني،
إن الذي أُصلّي له أقرب إليَّ من الذي مرّ قدّامي.


السلام عليك ياصادق الميامين....السلام عليك
ياأبن النجباء المطهرين
السلام عليك ياموحّد علوم جدٍّك ورسولك ومظهر
دلالات الحق وشهادات الصدق
في دين الله ودين رسوله الكريم

السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت
ويوم تبعث حيــــا

وبارك الله لمن قرأ موضوعي هذا بأن يقرأ
في سره وأمانة ,
سورة الفاتحة وأهداء ثوابها للإمام المسوم والشهيد
المظلوم

الإمام جعفر بن محمد,
الصادق عليهما السلام

دمتم بحفظ الله ورضاه....وآخر دعوانا هو الحمد لله
وصلى الله على محمد وآله المطهرين...


الساعة الآن 04:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir