منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل) (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=24021)

النور الفاطمي 27-05-2010 01:54 PM

فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .


أفضال أهل البيت علينا تكاد لا تعد ، فهم من تحمل المصائب والشدائد العظام لنقل هذا الدين إلينا وليضمنوا لنا الجنة ، ولذلك حبيت أن أقدم خدمة ضئيلة جداً لسيدتي فاطمة

الزهراء عليها السلام بنقل سيرة حياتها من الميلاد حتى الإستشهاد ،

جاء الأمر الإ لهي من الله تعالى الى نبيه محمد ( ص ) بأن لا يذهب الى بيته الذي توجد فيه زوجته العزيزة الى قلبه ( خديجة بنت خويلد ) أربعين صباحاً .

التزم النبي بذلك لأنه يعلم أنا هذا من أجل شئ عظيم فيه الخير ، وذهب الى بيت فاطمة بنت أسد والدة الإ مام علي عليه السلام . ومع مرور الأيام اشتاقت السيدة الطاهرة الى رؤية زوجها النبي العظيم ( ص ) وأشتاق هو الى رؤيتها . وكان النبي يصوم النهار ويقوم الليل ، فلما كان في كمال الأربعين ، هبط جبريل بطبق من السماء مغطى بمنديل قال للنبي : ( إن الله عزوجل يأمرك أن تجعل إفطارك هذه الليلة من هذا الطعام ) .

وعندما جاء وقت الإفطار جلس هو ليأكل ولم يسمح لأحد أن يفطر معه لأنه محرم على غيره ولما كشف المنديل وجد في الطبق عذق من رطب وعنقود من عنب ، فأكل النبي منه حتى شبع وشرب بعده الماء ، ولما أراد أن يغسل يد يه أفاض الماء عليه جبريل وغسل يده ميكائيل وتمند له إسرافيل وارتفع فاضل الطعام مع الإناء إلى السماء وحينما قام النبي ليصلي أقبل عليه جبريل وقال إذهب إلى بيت زوجتك خديجة فإن الله قدّر أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة ) .

نعم هكذا كانت مقدمات تكون ( فاطمة الزهراء ) لأن الله شاء أن تخلق من طعام الجنة بذلك الترتيب الإلهي .

وبعد الحمل المبارك دخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تتحدث ، فقال لها : ياخديجة من تحدثين ؟

قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبريل يبشرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم

خلفاءه في أرضه بعد إنقضاء وحيه .

فلم تزل السيدة ( خديجة ) على هذه الحالة إلى أن حان وقت الولادة . فوجّهت إلى نساء قريش وبني

هاشم أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء . فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ، ولم تقبلي بقولنا

وتزوجت محمد اً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له .

ولم يلبوا طلبها فاغتمت ( خديجة ) لذلك ، وبينما هي حزينة إذ دخل عليها أربع نسوة ففزعت منهن ،

فقالت إحداهن : ( لا تحزني يا خديجة ، فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك ، أنا سارة وهذه آسية بنت

مزاحم وهي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله

إليك لنلي منك ماتلي النساء من النساء ) .

فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والر ابعة من خلفها .

فولدت السيدة ( خديجة) النور الساطع والبدر اللامع ، ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام . ولما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوت مكة . ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور . ودخل عشرة من الحور العين كل واحدة منهن معها طشت وإبريق من الجنة ، وفي الا بريق ماء من الكوثر ، فغسلت إحدى النساء الزهراء بماء الكوثر وأخرجت خرقتين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية . ثم استنطقتها فنطقت ( فاطمة ) با لشهادتين ، وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة ( فاطمة ) عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك . وقالت النسوة :

خذيها يا ( خديجة ) طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها . ولقد رأت السيدة ( خديجة ) في وليدتها ( فاطمة ) أنها صورة من أبيها العظيم فسرها ذلك الشبه الكبيروشكرت الله تعالى على نعمه وفضله . وهناك روايات أخرى ذكرت أيضاً أن انعقاد نطفة الزهراء من ثمار الجنة .

فعن عائشة قالت : قا ل رسول الله (ص) لما أسري بي إلى السماء أُدخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أرى في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة ، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت (خديجة ) فحملت بفاطمة فإذا اشتقت الى ريح الجنة شممت ريح فاطمة .

ولدت الزهراء في العشرين من جمادى الآخرة بعد البعثة بسنتين أو خمس سنين في يوم الجمعة ، في مكة المكرمة . فتحت الزهراء عينها في وجه الحياة لتشاهد وجه أبيها الرسول ، وترضع من أمها السيدة ( خديجة ) الحليب الممزوج بالفضائل والكرم .

النور الفاطمي 27-05-2010 02:07 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية حياتها مع أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..
كانت الزهراء ( عليها السلام ) تنمو في بيت الوحي ، وتنبت في مهبط الرسالة نباتاً حسناً ، يعلمها أبوها
الرسول ( ص ) العلوم الإلهية ، ويفيض عليها المعارف الرباّنية ، ويدرسها أحسن دروس التوحيد ، وأرقى
علوم الإيمان ، وأجمل حقائق الإسلام . ويربيها أفضل تربية وأحسنها ، إذ وجد الرسول في ابنته
المثالية كامل الاستعداد لقبول العلوم ووعيها ، ووجد في نفسها الشريفة الطيبة كل الروحانية والنورانية
والتهيؤ لصعود مدارج الكمال . إلى جانب هذا شاءت الحكمة الإ لهية للسيدة فاطمة الزهراء أن تكون
حياتها ممزوجة بالمكاره ، مشفوعة با لآلام والمآسي منذ صغر سنها ، فإنها فتحت عينها في وجه
الحياة وإذا بها ترى أباها خائفاً ، يحاربه الأقربون والأبعدون ويناوءه الكفار والمشركون .
فربما حضرت فاطمة في المسجد الحرام فرأت أباها جالساً في حجر إسماعيل ( عليه السلام )
يتلوالقران ، وترى بعض المشركين يوصلون إليه أنواع الأذى ، ويحاربونه محاربة نفسية .
وحضرت يوماً فنظرت إلى بعض المشركين وهو يفرغ سلا الناقة ، ( وهو الكيس الذي يتكون فيه
الجنين ) على ظهر أبيها الرسول وهو ساجد .
كانت الزهراء تشاهد ذلك المنظر المؤلم ، وتمسح ذلك عن ظهر أبيها وثيابه ، وهم يضحكون على ذلك
المنظر .
وعن ابن عباس قال : ( إن قريشاً اجتمعوا في الحجر ، فتعاقدوابللات والعزى ومناة : لو رأينا محمد اً
لقمنا مقام رجل واحد ، ولنقتلنه ، فدخلت فاطمة ) عليها السلام على النبي صلى الله عليه واله وسلم
باكية ، وحكت مقالهم ... واشتدت الأزمة وزادت المحنة حتى اضطر الرسول ( ص) أن يختفي في شعب
أبي طالب ، ورافقته عائلته ، وآل أبي طالب إلى ذلك المكان ، وكانوا يعيشون في جو من الإرهاب
الشديد ، ففي كل ليلة يتوقعون هجوم المشركين عليهم ، وخاصة بعد أن كتب المشركون الصحيفة
القاطعة ، وحاصروا بني هاشم حصارا اقتصاديا ، فلا يبيعون ولا يشترون شيئاً حتى المواد الغذائية ،
بل ومنعوا إيصال الطعام إليهم ، فاستولى الجوع عليهم ، وأثر في الاطفال أكثر وأكثر ، فلا عجب إذا
كانت أصوات بكاء الأطفال تصل إلى مسا مع أهل مكة ، فبين شامت بهم مسرور، وبين متألم حزين .
وطالت المدة ثلاث سنين وشهوراً ، وكانت السيدة فاطمة عليها السلام من الذين شملتهم هذه المأساة .
هذه المآسي أيقظت في السيدة ( فاطمة ) روح الجهاد والاستقامة والمثابرة ، وكأنها التمرين والتدريب
للمستقبل القريب .

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:08 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وفاة السيدة خديجة أم الزهراء عليها السلام ..

وبعد أن قارب عمر الزهراء الثمان سنين وإذ بفاجعة تطل على حياتها وتتراكم الأحزان على قلبها وهي وفاة أمها السيدة خديجة ، تلك الأم البارة الحنون الجليلة النبيلة الأصيلة العقيلة الكاملة الباذلة العالمة الفاضلة العابدة الزاهدة الحازمة والحبيبة لله ولرسوله ولوليه ، المختارة من النساء والصفية البيضاء حليلة الرسول وأم البتول صفوة النسوة الطاهرات وسيدة العفائف المطهرات أفضل أمهات المؤمنين وأشرف زوجات الرسول الأمين وأول من آمنت من النساء وأسبقهن بعبادة رب الأرض والسماء سيدة النسوان وخاصة الرسول وخلاصة الإيمان أصل العز والمجد وشجرة الفخر والنجد السابقة إلى الاسلام مولاتنا وسيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى وهي أميرة عشيرتها ، وسيدة قومها ووزيرة صدق لرسول الله .
ولدت قبل عام الفيل بخمسة عشرة سنة وتوفت في رمضان سنة عشر من البعثة في العشر من شهر رمضان بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام .

ومن جملة شؤونها أنها كانت أول إمرأة آمنت برسول الله (ص) وقد شيّد الله دينه بمال خديجة . كما قال (ص) : ماقام ولا استقام ديني إلا بشيئين مال ( خديجة ) وسيف ( علي بن ابي طالب ) عليه السلام ،وروي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية ( فوجدك عائلاً فأغنى ) يعني وجدك فقيراً فأغناك بمال (خديجة) ، كان لخديجة مال كثير وحسن وجمال ومن جملة ما لها من أواني الذهب مائة طشت ومن الفضة مثلها ومائة ابريق من فضة ومائة ابريق من ذهب ومن العبيد والجواري مائة وستون ومن البقر والغنم والابل والحلي والحلل وغيرها الى ماشاء الله ، وقيل لها الكثير جداًمن الابل ،كانت تؤجروتكري من بلد الى بلد فبذلت تلك الاموال والجواري والعبيد لرسول الله (ص) ، حتى بقيت تنام هي ورسول الله في كساء واحد لم يكن لها غيرها ، ومن جملة شؤونها أن الله عزوجل وجبرائيل بلّغاها السلام . كما قال (ص) : ( ولما رجعت من السماء قلت يا جبرائيل هل لك من حاجة قال : حاجتي أن

تقرأمن الله ومني على خديجة السلام ، وبلّغ رسول الله (ص) فقالت : إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبرائيل السلام .

دخل رسول الله يوماً منزل عائشة فاذا هي مقبلة على ( فاطمة ) تصايحها وتقول يابنت خديجة ما ترين إلا أن لأمك فضلاً علينا وأي فضل كان لها علينا ماهي إلا كبعضنا ، فسمع النبي مقالتها لفاطمة فلما رأت (فاطمة ) رسول الله بكت فقال لها : مايبكيك يابنتاه ، قالت : إن عائشة ذكرت أمي فنقصتها فبكيت فغضب رسول الله (ص) وقال:ياحميراء إن الله تبارك وتعالى بارك في الودود الولود ، ودخلت أخت
خديجة على رسول الله (ص) فلما استأذنت وسمع النبي (ص)بإسم خديجة سرّ سروراً عظيماً ، فقالت عائشة مالك تكثر ذكرخديجة وتسر باسمها وهي عجوزة ... وأن الله قد أعطاك ورزقك أحسن منها فقال(ص) : لا والله ما رزقت أحسن منها ولقد آمنت حين كذبوني وأنفقت مالها حين بخلوا عني .

وكان (ص) في زمان حياتها إذا غلب عليه الحزن نظر الى وجه خديجة فيسر بذلك كما أنه يسر بمجرد سماع اسمها . وكان أيضاً إذا اشتد حزنه نظر الى ( فاطمة ) وسرّ سروراً عظيماً . وقبل أن تفارق الدنيا نظرت إلى إبنتها الصغيرة ( فاطمة ) نظرة حزن وتألم وتأثر لأنها تعلم أن الزهراء ستنفجع بأمها العطوفة الكريمة .

كانت السيدة خديجة تتأوه وتبكي فقالت لها ( أسماء بنت عميس ) : أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ؟ مبشرة على لسانه بالجنة ؟ فقالت : مالهذا بكيت ، ولكن المرأة ليلة زفافها لابد لها من إمرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها ، و( فاطمة ) حديثة عهد بصبا ، وأخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها حينئد ! فقالت أسماء : ياسيدتي لك عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الأمر ...

فلما كانت ليلة زفاف ( فاطمة) جاء النبي (ص) وأمر النساء فخرجن ، قالت أسماء : فبقيت أنا فلما رأى رسول الله سوادي قال : من أنت فقلت : ( أسماء بنت عميس ) فقال ألم آمرك أن تخرجي ، فقلت : بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي وما قصدت خلافك ولكنني أعطيت خديجة عهداً هكذا .

فبكى رسول الله وقال : بالله لهذا وقفت ، فقلت : نعم والله ، فدعا لي . ولما اشتد مرضها قالت : يارسول الله إسمع وصاياي، أولاً : فإني قاصرة في حقك فاعفني يارسول الله ، قال (ص ) : حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيراً فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقد بذلت أموالك وصرفت في سبيل الله جميع ما لك ، قالت : يارسول الله الوصية الثانية : أوصيك بهذه وأشارت إلى ( فاطمة ) فإنها يتيمة غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش ولا يلطمن خدها ولا يصحن في وجهها ولا يرينها مكروها .

أما الوصية الثالثة : فإني أقولها لا بنتي ( فاطمة ) وهي تقول لك فاني مستحية منك يارسول الله ، فقام النبي (ص ) وخرج من الحجرة فدعت ب (فاطمة ) وقالت : ياحبيتي وقرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول أنا خائفة من القبر أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه ، فخرجت ( فاطمة ) وقالت لأبيها ماقالت أمها خديجة ، فقام النبي وسلّم الرداء إلى ( فاطمة ) وجاءت به إلى أمها فسرت به سروراً عظيماً ، فلما توفت ( خديجة ) أخذ رسول الله ( ص ) في تجهيزها وغسلها وحنطها فلما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرائيل وقال : يارسول الله : إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك يا محمد إن كفن خديجة من عند نا فإنها بذلت مالها في سبيلنا . فجاء جبرائيل بكفن وقال : يارسول الله هذا كفن ( خديجة ) وهومن أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله (ص) برداءه الشريف أولاً وبما جاء بها جبرائيل ثانياً فكان لها كفنان كفن من الله وكفن من رسول الله .

فارقت السيدة خديجة الحياة ، وعمرها ثلاثة وستون سنة ( على قول) فكانت وفاتها ضربة مؤلمة على قلب الرسول ، خاصة أن النبي قد فجع أيضاً بعمه أبي طالب قبل مدة قليلة من وفاة السيدة خديجة فازداد حزناً ، حتى سمى تلك السنة ( عام الحزن ) لأنه أصيب بمصيبتين عظيمتين على قلبه البار . مصيبة زوجته خديجة ، لا لأنها زوجته فقط ، بل لأنها أول من صدقته بالنبوة ، ولأنها كانت زوجة ومعاضدة ومساعدة ومحامية لزوجها ، ولأنها وهبت الآلاف المؤلفة من أموالها في سبيل الإسلام ، ولأنها كانت تحمل شخصية فريدة من نوعها في مكة ، بل في نساء العرب . ودفنت في الحجون ، فنزل رسول الله (ص) في قبرها . وكانت السيدة ( فاطمة ) عليها السلام تلوذ برسول الله (ص) وتدورحوله وتسأله : يارسول الله أين أمي ؟ فجعل النبي لا يجيبها ، وهي تدوّر على من تسأله ، فهبط عليه جبرائيل فقال : إن ربك يأمرك أن تقرأ على ( فاطمة ) السلام وتقول لها : أمك في بيت من قصب ، كعابه من ذهب ، وأعمدته من ياقوت أحمر ، بين آسية إمرأة فرعون ومريم بنت عمران . فقالت ( فاطمة ) : إن الله هو السلام ومنه السلام ، وإليه يعود السلام .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:10 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والهجرة ..
ولما أصيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بوفاة السيدة ( خديجة )وعمه ( أبي طالب ) عزم على الهجرة من مكة ،وأمر علياً أن يبيت على فراشه تلك الليلة ، وسميت تلك الليلة ( ليلة المبيت ) وهي الليلة التي اجتمع فيها حوالي أربعين رجلاً من المشركين ، وطوّ قوا بيت الرسول ، وهم يريدون الهجوم على النبي ليقتلوه في بيته ، فخرج النبي الى الغار ، وبقيت السيدة ( فاطمة ) في البيت ، وهي
تتوقع هجوم الأعداء على دارها في كل ساعة وتستمع إلى هتافات الكفر والإلحاد ضد الرسول ، ويعلم الله مدى الخوف والقلق المسيطر عليها طيلة تلك الليلة ، وهي تعلم خشونة طباع المشركين وقساوة قلوبهم ، وإلى أن أصبح الصباح من تلك الليلة ، وهجم القوم على الدار شاهرين سيوفهم كأنهم ذئاب ضارية أو كلاب مستسبعة تطلب فريستها ، وقصدوا نحو فراش النبي فلم يجدوه بل وجدوا علياً ( عليه السلام ) راقداً في فراش النبي ، ملتحفاً بردة رسول الله (ص) فخابت ظنونهم ، وخرجوا من الدار فاشلين ، وكادوا أن يتفجروا حقداً وغيظاً وغضباً . فكانت تلك الساعات من أحرج الساعات وأكثرها خوفاً وفزعاً على قلب السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام .
وياليت الأمر كان ينتهي هنا ، ولكن أحقاد الكفر كانت كامنة في الصدور كأنها جمرة تحت رماد ، ولما خرج أمير المؤمين بالفواطم من مكة وهُن : فاطمة بنت أسد ( أم أمير المؤمنين ) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وفاطمة الزهراء بنت النبي ، فلحقهم العدو واعترضهم في أثناء الطريق للحيلولة دون الهجرة ، وكان الموقف حرجاً ، واستولى الرعب والفزع على قلوب الفواطم من الأعداء ، وكادت أن تقع هناك كارثة لولا حفظ الله وعنايته ، ثم بسالة ( الأمام علي ) وبطولته المشهورة ، وكفاهم الله شر الأعداء ، ونجى ( علي ) والفواطم بقدرة الله تعالى . وصلت الفواطم إلى المدينة ، وقد كان رسول الله (ص) قد سبقهم إليها ، وكان ينتظرهم ، ولما وصلوا دخل النبي المدينة ونزل في دار أبي أيوب الأنصاري ، والتحقت به إبنته ( فاطمة الزهراء ) ونزلت على أم ( أبي أيوب الأنصاري ) .
كانت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام تعيش تحت ظل والدها الرسول في المدينة بعد أن مرّت بها عواصف شديدة وحوادث مؤلمة ، من موت أمها ( خديجة ) وهجرة أبيها الرسول من وطنه ومسقط رأسه ، وهجوم الأعداء على الدار ، وهجرتها من مكة إلى المدينة ، ومطاردة الأعداء لها ، فهل انتهت تلك الحوادث والمصائب ؟ كلا ، بل كانت القضايا بداية مآسي أخرى ، وكوارث متسلسلة متعاقبة ، إذ ما مضت سنة واحدة على الهجرة وإذا بالمشركين يجتمعون في مكة ويقصدون التوجه إلى المدينة لمحاربة الرسول والمسلمين، فنزل جبرئيل وأخبر النبي بالمؤامرة ، وخرج الرسول بالمسلمين من أهل المدينة وبمن إلتحق به من المهاجرين من أهل مكة ، خرج بهم ليستقبل العدو في أثناء الطريق قبل وصولهم المدينة ، فوصلوا إلى منطقة بين المدينة ومكة يقال لها ( بدر) . وهناك التقوابالمشركين ، وكان عدد المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين ، ولكن كانت الغلبة والا نتصار للمسلمين والهزيمة والاندحار للمشركين ، فرجع النبي إلى المدينة مظفراً منصوراً .
ومع تلك الحوادث الشديدة التي تعرض لها الرسول الكريم والمسلمين القلائل كانت الزهراء تعيش مكرمة عزيزة سعيدة مع والدها رسول الله ( ص) الذي كان لايترك مناسبة إلا وبين للمسلمين مكانتها عند الله عز وجل ورسوله .
فعندما يشمها يقول إني أشم فيها رائحة الجنة ، وعندما يراها يسعد ويفرح بها فتزيل همومه وغمومه وأحزانه ..

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:12 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم الزواج المبارك لفاطمة الزهراء ..وبعد أن شاهد وسمع المسلمون بعظمة تلك السيدة الجليلة والمكانة التي تملكها في قلب رسول الله ( ص ) بأمر من الله تعالى ، حاول المشاهيرمن أصحاب النبي خطبتها ، ولكن النبي كان يعتذر إليهم ويقول : أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها وقال أيضاً : إني أنتظر بها القضاء . ولما خطبها أبوبكر وعمر قال النبي : إنها صغيرة . وخطبها الكثيرون من شباب المهاجرين والأنصار فردّهم الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم نعم كان رسول الله (ص) ينتظرمن يكون كفؤاً لها وهي بهذا المقدار من العلم والشرف والعبادة والأخلاق فهو يعلم أن كفؤاً لها الا ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام لمعرفته إياه حق المعرفة أصلاً وحسباً ونسباً وديناً وخلقاً فهومن رباه في صغره وأشرفعلى تربيته وتعليمه ألى أن كبر . وقد كان النبي (ص) ينتظر أن يتقدم علي عليه السلام لخطبتها ، ولم يمنع ( علي ) من ذلك سوى حالته المادية البسيطة والحياء من رسول الله ( ص) وكذلك علمه بأن الرسول ينتظر أمر الله فيها ، فلا يريد أن يتحدى الوحي الا لهي إلى أن هبط جبرئيل من السماءوهو يقول للرسول الكريم ( إن الله يأمرك أنتزوج فاطمة من علي ) عند ذلك جمع رسول الله بعض صحابته وأخبرهم بما جاء به جبرئيل عليه السلام .وروي أنه بعد أن رد الرسول الكريم كبار شخصيات المهاجرين والأنصار ذهب بعضهم إلى الأمام علي عليه السلام وأشاروا عليه بأن يخطب الزهراء وبأن الرسول الأكرم وبسبب حبه وقربه منه ينتظر منه الاشارة ، ذهب الإمام علي عليه السلام وكله حياء وخجل إلى رسول الله (ص) الذي كان في منزل أم سلمة ، وحين وصل دقّ الباب ، فقالت أم سلمة : من بالباب ؟ فقال لها رسول الله قبل أن يقول علي أنا علي :- قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب وأمر(ص)بدخوله فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما ، قالت أم سلمة فقلت : فداك أبي وأمي من هذا الذي تذكر فيه هذا ولم تره ؟ فقال : ياأم سلمة هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إليّ . قالت أم سلمة : مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي ، فتحت الباب فإذا ب ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام والله ما دخل حين فتحت له حتى علم أني قد رجعت إلى خدري . قالت : ثم إنه دخل على رسول الله (ص) فقال : السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له النبي : وعليك السلام يا ( علي ) . قالت أم سلمة : فجلس علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يدي رسول الله (ص) وجعل يطرق إلى الأرض كأنه قصد لحاجة وهو يستحي أن يبديها لرسول الله (ص) حياء منه . فقالت أم سلمة : فكأن رسول الله (ص) علم مافي نفس علي فقال : يا أبا الحسن إني أرى أنك أتيت لحاجة ؟؟ فقل حاجتك وابد ما في نفسك فكل حاجة لك عندي مقضية . قال علي : فداك أبي وأمي إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك ( أبي طالب ) ومن ( فاطمة بنت أسد ) وأنا صبي لا عقل لي فغذيتني بغذاءك وأدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من ( أبي طالب ) ومن ( فاطمة بنت أسد ) في البرّ والشفقة ، وإن الله عز وجل هداني بك وعلى يديك واستنقذني !... وإنك والله يارسول الله (ص) ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة يارسول الله فقد أحببت مع ماقد شد الله من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن تكون لي زوجة أسكن إليها ، وقد أتيتك خاطباً راغباً أخطب إليك إبنتك ( فاطمة ) فهل أنت مزوجني يارسول الله ؟ قالت أم سلمة : فرأيت وجه رسول الله يتهلل فرحاً وسروراً ثم تبسم في وجه علي ( عليه السلام ) وقال له : يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به ؟؟ فقال : فداك أبي وأمي والله ما يخفى عليك من أمري شيء لا أملك إلا سيفي ودرعي وناضحي ، ما أملك شيئاً غير هذا . فقال له رسول الله (ص) : يا (علي ) أما سيفك فلا غناء بك عنه تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به أعداء الله ، وأما ناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك ، يا أبا الحسن أبشرك ؟؟ قال ( علي ) : نعم فداك أبي وأمي يارسول الله بشرني فأنك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر، رشيد الأمرصلى الله عليك ، فقال لي رسول الله (ص) : أبشر يا أبا الحسن فإن الله عز وجل قد زوجكما في السماءمن قبل أن أزوجكما في الأرض ولقد هبط عليّ في موضعي من قبل أن تأتيني ، ملك له وجوه شتى وأجنحة لم أرى قبله من الملائكة مثله ، فقال لي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أبشر يا محمد بإجتماع الشمل، وطهارة النسل، فقلت : وما ذاك أيها الملك ؟فقال يا محمد (ص) أنا سيطائيل الملك الموكل بإحدى قوائم العرش ،سألت ربي عز وجل أن يأذن لي في بشارتك ، وهذا جبرئيل في أثري يخبرك عن ربك عز وجل بكرامة الله عزوجل لك . قال النبي (ص) : فما استتم الملك كلامه حتى هبط عليّ جبرئيل عليه السلام فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبي الله ، ثم إنه وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيها سطران مكتوبان بالنور . فقلت :حبيبي جبرئيل ماهذه الحريرة وما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل : يا ( محمد ) (ص) أن الله إطلع إلي الأرض إطلاعة فأختارك من خلقه وابتعثك برسالا ته ، ثم إطلع ثانية فاختار لك منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً ( أي صهراً ) فزوجه إبنتك ( فاطمة ) عليها السلام ؟ فقلت : حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل ؟ فقال لي يامحمد (ص ) أخوك في الدين وإبن عمك في النسب ( علي بن أبي طالب ) وأن الله أوحى إلى الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان وأوحى إلى شجرة طوبى أن أحملي الحلي والحلل وحملت شجرة طوبى الحلي والحلل وتزخرفت الجنان وتزينت حور العين وأمر الله الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور . قال : فهبط جميع الملا ئكة من ملائكة الصفيح الأعلى وملائكة السماء الثانية وملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة وأمر الله عز وجل رضوان فنصب منبرالكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علّمه الله الأسماء وعرضه على الملائكة ، وهو منبر من نور ، فأوحى الله عز وجل إلى ملك من الملا ئكة حجبه يقال له راحيل ، أن يعلو ذلك المنبر وأن يحمده بمحامده وأن يمجده بتمجيده وأن يثني عليه بما هو أهله وليس في الملائكة كلها أحسن منطقاً ولا أحلى لغة من راحيل الملك . فعلى راحيل المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحاً وسروراً قال جبرئيل : ثم أوحى إلي أن أعقد عقدة النكاح فإني قد زوجت أمتي ( فاطمة ) بنت حبيبي محمد من عبدي ( علي بن أبي طالب ) فعقدت عقدة النكاح وأشهدت على ذلك الملائكة أجمعين ، وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة وقد أمرني ربي أن أعرضها عليك وأن أختمها بخاتم مسك أبيض وأن أدفعها إلى رضوان خازن الجنان ، وأن الله عز وجل لما أشهد على تزويج ( فاطمة ) مكن ( علي بن أبي طالب) عليهما السلام ملائكته أمر شجرة طوبى أن تنشر حملها وما فيها من الحلي والحلل ، فنثرت الشجرة ما فيها والتقطه الملائكة والحور العين وأن الحور والملائكة ليتهادينه وتفخران به إلى يوم القيامة . يا محمد ،وأن الله أمرني أن آمرك أن تزوج ( علياً ) في الأرض من ( فاطمة ) وأن تبشرها بغلامين زكيين طيبين طاهرين فاضلين خيرين في الدنيا والآخرة . ياأبا الحسن : فوالله ما عرجت الملائكة من عندي حتى دققت الباب ، ألا وإني منفذٌ فيك أمر ربي ، فامض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد ومزوجك على روؤس الناس وذاكراً من فضلك ما تقر به عينك وأعين محبيك في الدنيا والأخرة . سار نحو الخطيبة البكر كفو -------------- هيّأته الفؤاد للحوراء جاء عند النبي غير خفي --------------- قصده منه خطبة الزهراء حيدر ذاك جاء يطلب عرساً ------------- من شريف وسيد الأنبياء طأطأ الرأس عفّة وحياء -------------- ذكر البنت وهي خير النساء فأجاب النبي سمعاً وحباً -------------- عقد الله عقدها في السماء ذاك جبرئيل جاء يخبر جهراً---------- فاطم زوج سيد الأوصياء وقال (ص) أين بلال بن حمامة ؟ فأجابه مسرعاً وهو يقول لبيك يارسول الله . فقال له رسول الله (ص) اجمع المهاجرين والأنصار . فانطلق بلال بأمر رسول الله (ص) وجلس رسول الله (ص) قريباً من منبرهحتى اجتمع الناس ثم رقى درجةً من منبره فحمد الله وأثنى عليه وقال : معاشر المسلمين إن جبرئيل عليه السلام أتاني آنفاً فأخبرني أن ربي عز وجل جمع الملائكة عند البيت المعمور وأنه أشهدهم جميعاًأنه زوّج أمته ( فاطمة ) إبنة رسوله محمد (ص) من عبده ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك . ثم جلس وقال لعلي : قم يا أبا الحسن فاخطب لنفسك أنت . فقام عليّ ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله . وقال : الحمد لله شكراً لأنعمه وأياديه ولا اله إلا الله شهادةٌ تبلغه وترضيه وصلى الله على محمد وآله صلاة تزلفه وتحظيه ، والنكاح مما أمر الله عز وجل به ورضيه ، ومجلسنا هذا مما قضاه الله وأذن فيه ، وقد زوجني رسول الله (ص)إبنته ( فاطمة ) وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك ، فسلوه واشهدوا. فقال المسلمون : لرسول الله ، زوجته يارسول الله ؟ فقال رسول الله (ص) : نعم . فقال المسلمون : بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما . وانصرف رسول الله (ص) إلى أزواجه فأخبرهن ففرحن وأظهرن الفرح . قال علي ( عليه السلام ) : وأقبل رسول الله (ص) فقال : يا أبا الحسن إنطلق الآن فبع درعك واتني بثمنها حتى أهيئ لك ولإبنتي ( فاطمة ) ما يصلحكما .... وأمر النبي (ص) نساءه والها شميات مع نساء المهاجرين والأنصار أن يزفن الحوراء ( فاطمة الزهراء ) وينشدن لها ، فحففن بالعروس العذراء وهنّ يعلن الفرح والسرور ويرددن الأناشيد اللطيفة بالصوت الرقيق . وكانت أولهن أم سلمة أم المؤمنين تنشد وباقي النسوة يرددن البيت الأول :سرن بعون الله جاراتي --------------- وأشكرنه في كل حا لاتواذكرن ما أنعم رب العلى ----------- من كشف مكروه وآفات وقد هدانا بعد كفر وقد -------------- أنعشنا رب السماوات وسرن مع خيرنساءالورى -------- تفُدى بعمّات وخالات فبنت من فضله ذو العلى --------- بالوحي منه والرسالات وكانت عائشة تنشد وبقية النساء يرددن المقطع الأول منها : يا نسوة استترن بالمعاجر ---------------- واذكرن ما يحسن في المحاضر واذكرن رب الناس إذ خصنا -------------*- بدينه مع كل عبد شاكر والحمد لله على إفضاله ------------------ والشكر لله العزيز القادر سرن بها والله أعلى ذكرها ----------- --وخصها منه بطهر طاهر وأنشدت حفصة والنسوة يرددن المقطوعة الأولى : فاطمة خير نساء البشر ---------------ومن لها وجهٌ كوجه القمر فضلك الله على ذا الورى ------------ بفضل من خص بآي الزبرزوّجك الله فتى فاضلاً --------------- أعني علياً خيرمن في الحضر فسرن جاراتي بها إنها ------------ كريمة بنت عظيم الخطر وبعدها أخذت معاذة أم سعد بن معاذ تنشد : أقول قولاً فيه مافيه --------------- وأذكر الخير وأبديه محمدٌُُُُ خير بني آدم ---------------- مافيه من كبرولا تيه بفضله عرفنا رشدنا ------------- فالله بالخيريجازيه ونحن مع بنت نبي الهدى ------- ذي شرف قد مكّنت فيه في ذروة شامخة أهلها -------- فلا أرى شيئاً يدانيه وأما هتاف الرجال جميعاً بما فيهم رسول الله (ص) فكان : الله أكبرالله أكبرالله أكبر ------------- لا إله إلا الله والله أكبر وبعد ذلك أوصى الرسول الإمام (علي ) بابنته ( فاطمة الزهراء ) وقال : هذه أمانة الله ورسوله فخذها ثم قال : إذهبا إلى بيتكما جمع الله بينكما وأصلح با لكما ... استودعكما الله . وقال وهو عند باب البيت: طهركم الله وطهر نسلكما ، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما .... ويروى أن علياً ( عليه السلام ) قال : فوالله ما أغضبتها ولا أغصبتني ولا عصت لي أمراً ولقد كنت أنظر إليها فتنجلي عني الغموم والأ حزان بنظراتي إليها . يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:13 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن ارحيم

حياتها مع زوجها الإمام علي ..

إنتقلت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام إلى البيت الزوجي ، فكان انتقالها من بيت الرسالة والنبوة إلى دار الإمامة والوصاية والخلافة والولاية ، وبعد أن كانت تعيش تحت شعاع النبوة صارت تعيش قرينة الإمامة ، كانت حياتها في البيت الزوجي تزداد إشراقاً وجمالاً إذ كانت تعيش في جو تكتنفه القداسة والنزاهة ، وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش ، وكانت تعين زوجها على أمر دينه وآخرته وتتجاوب معه في اتجاها ته الدينية ، وتتعاون معه في جهوده وجهاده .

وما أحلى الحياة الزوجية إذا حصل الا نسجام بين الزوجين في الاتجاه والمبدء ونوعية التفكير ، مبنياً على أساس التقدير والاحترام من الجانبين ، وليس ذلك بعجيب ، فإن السيدة فاطمة الزهراء تعرف لزوجها مكانته العظمى ومنزلته العليا عند الله تعالى ، وتحترمه كما تحترم المرأة المسلمة إمامها ، بل أكثر وأكثر ، فإن السيدة فاطمة كانت عارفة بحق علي حق معرفته ، وتقدره حق قدره وتطيعه كما ينبغي ، لأنه أعز الخلق إلى رسول الله . ولأنه صاحب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى والإمامة المطلقة ، لأ نه أخو رسول الله وخليفته ، ووارثه ووصيه ، ولأنه صاحب المواهب الجليلة والسوابق العظيمة .

وهكذا كان علي ( عليه اسلام ) يحترم السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام إحتراماً لائقاً بها لا لأنها زوجته فقط : بل لأنها أحب الخلق إلى رسول الله ، لإنها سيدة نساء العالمين ، لإ ن نورها من رسول الله ، لأنها مجموعة من الفضا ئل ولو توفرت تلك الفضائل في امرأة واحدة لاستحقت التقدير والتعظيم ، فكيف ( بفاطمة الزهراء ) وقد اجتمعت فيها من المزايا والمواهب والفضائل والمكارم مالم تجتمع في أي امرأة في العالم كله ، من حيث النسب الشريف الأرفع ، والروحانية والقدسية ، ومن حيث بدء الخلقة ومنشأ إيجادها وكرامتها عند الله ، وعبادتها وعلمها وديانتها وزهدها وتقواها وطهارتها ونفسيتها وشخصيتها ، وغيرذلك من مئات المزايا ممايطول الكلام بذكره . ولقد كانت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام مع جلالة قدرها وعظم شأنها وشرف نسبها كانت تقوم بأعمال البيت ، وتديره بنفسها ، وكان ( علي ) عليه السلام يعينها ويتعاون معها وقد روي عن ( علي ) عليه السلام قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( وفاطمة ) جالسة عند القدر وأنا أُ نقي العدس ، قال : يا أبا الحسن ، قلت : لبيك يارسول الله ، قال : إسمع مني ، وما أقول إلا من أمر ربي : مامن رجل يعين إمرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها ، وقيام ليلها ....
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:15 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يوم أحد ..

وبعد سنة واحدة وشهر وقعت معركة أحد ، وقتل فيها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سبعون رجلاً كانوا هم الصفوة والزبدة من أصحابه ، وفي طليعتهم عمه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، وأصيب رسول الله (ص) بحجر إنكسر منه جبهته الشريفة ، وحجر أصاب فمه الطاهر وانكسرت منه ثناياه ، وتخثر الدم على لحيته كأنه حناء أو خضاب . وفي تلك الحالة صاح إبليس صيحةسمعها المسلمون في أُحد ، وسمعها أهل المدينة ، صاح : ( قتل محمد ) . وعند ذلك اضطربت القلوب في جبهة القتال وانهزم المهزمون ، وثبت المؤمنون حقا ، ولم يكن اضطراب العوائل في المدينة بأقل من اضطراب المسلمين في ساحة القتال . وقد خرجت صفية بنت عبد المطلب ( عمة النبي ) و( فاطمة الزهراء ) إلى أٌحد ، فصاحت ( فاطمة ) ووضعت يدها على رأسها ، وخرجت تصرخ ، وخرجت كل هاشمية وقريشية ، واضعة يدها على رأسها . وكان وصول ( فاطمة الزهراء ) وصفية إلى أُحد بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، وبعد أن قٌتل من قٌتل ، وجرح من جرح ، وكان النبي يتفقد القتلى ويبحث عن المفقودين من أصحابه . ووصل إلى مصرع حمزة ، فوجده بحالة لا توصف ، فقد مثّلوابه أبشع وأقبح مُثلة ، فقد قطعوا أصابع يديه ورجليه ، وجدعوا أنفه وأٌذنيه وشقوا بطنه ، وأخرجوا كبده ، وقطعوا عورته ، وتركوه بهذه الحالة . كان هذا المنظر المشوه مؤلماً ومخدشاً لقلب الرسول ، إذ هو نكاية وتنكيل من المشركين لعم الرسول (ص) وناصره والمدافع عنه . كان الحزن والغيظ قد أخذ من الرسول كل مأخذ ، فبينما هو كذلك وإذا به يرى عمته صفية وابنته ( فاطمة ) قد توجهتا نحو تلك المنطقة ، فغطى الرسول جثمان حمزة بردائه ، وستره من القرن الى القدم كي لا يُرى شئ من مواضع المثلة . وأقبلت صفية و ( فاطمة ) تعدوان ، وجلستا عند مصرع حمزة ، وشرعتا بالبكاء والنحيب ، ورسول الله يساعدهما على البكاء ، ويشاركهما في الأنين والنحيب ، ثم نظرت ( فاطمة ) إلى جراحة جبهة الرسول ، وإلى الدماء المتخثرة على وجهه الطاهر ولحيته الشريفة ، فصاحت وجعلت تمسح الدم وتقول : إشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله . فغسلت الدماء عن وجه أبيها ، وكان ( علي ) يصب الماء بالمجن فلما رأت ( فاطمة ) أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة عمدت إلى قطعة حصيرة فأحر قتها ، وجعلت رمادها ضماداً على جبهة أبيها ، وألزمته الجرح ، فاستمسك الدم . أترى كيف انقضت تلك الساعات على قلب فاطمة ؟ فقد تداخلها الحزن العظيم والخوف الشديد وهي البنت البارة بابيها ، العارفة بحقه .

ولما رجع ( علي ) عليه السلام من أحُد ناول فاطمة سيفه ، وقال : خذي هذا السيف ، فلقد صدقني اليوم ، وأنشأ يقول :

أفاطم هاك السيف غير ذميم ----------------- فلست برعديد ، ولا بلئيم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ----------- وطاعة رب بالعباد عليم

أريد ثواب الله لا شيء غيره -------------- ورضوانه في جنة ونعيم

وكنت إمرأٌ يسموإذ الحرب شمرت ------- وقامت على ساق بغير مليم

أممتُ ابن عبد الدار حتى جرحته -------- بذي رونق يفري العظام صميم

فغادرته بالقاع فارفض جمعه ---------- عباديد مما قانط وكليم

وسيفي يكفي كالشهاب أهزه ----------- أحزُ به من عاتق وصميم

فما زلت حتى فضّ ربي جموعهم ------ وأشفيت منهم صدر كل حليم

أميطي دماء القوم عنه فانه ------------ سقى أل عبد الدار كأس حميم

فقال رسول الله (ص) : خذيه يا ( فاطمة ) فقد أدى بعلك ما عليه ، قتل الله صناديد قريش بيديه .

بتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:16 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ميلاد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ..
وحملت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام بولدها الحسن عليه السلام فانتقلت الإمامة من صلب ( علي ) إلى ( فاطمة ) ، ومن الطبيعي أن النور يتجلى في وجهها . واقتربت الولادة ، واتفقت للرسول سفرة فجاء يودع إبنته ( فاطمة ) فأوصاها بوصايا تتعلق بالمولود
المنتظر .
ووضعت فاطمة ولدها الأول في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، فكان يوماً عظيماً وقد حضرت عند الولادة أسماء بنت عميس . فأقبل النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال : أروني إبني ، ما سميتموه ؟ وكانت ( فاطمة ) عليها السلام قد قالت ( لعلي ) عليه السلام سمّه ، فقال علي : ماكنت لأسبق باسمه رسول الله ، فلما جاء النبي أخذ المولود ثم قال ( لعلي ) عليه السلام : هل سميته ، فقال ( علي ) : ماكنت لأسبقك باسمه ، فقال النبي (ص) : وما كنت لأسبق ربي عزوجل فأوحى الله إلى جبرئيل : أنه قد وُلد لمحمد ابن ، فاهبط ، فاقرأه السلام ، وهنّأه وقل له : إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمّه باسم إبن هارون . فهبط جبرئيل فهنّأه من الله عزوجل ، ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسمّه باسم إبن هارون . فقال النبي (ص) وماكان اسمه ؟
قال جبرئيل : ( شُبّر ) فقال النبي : لساني عربي ، قال جبرئيل : سمّه ( الحسن ). فسماه حسن ،وأذّن رسول الله (ص) في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، فلما كان اليوم السابع من ميلاده عق النبي (ص) بكبشين أملحين ، وأعطى القابلة فخذاً وديناراً وحلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر فضة وطلى رأسه بالخلوق ( وهو طيب مركب من الزعفران وغيره ) وقال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية ( أي أن اهل الجاهلية كانوا يطلون رأس المولود بالدم ) .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:18 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ميلاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) ..
حملت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام بطفلها الثاني ، ومضت ستة أشهر على الحمل ، وإذا بها تشعر بعلائم الولادة ، وكان الرسول (ص) قد بشّر بولادة ( الحسين ) كما أشار الإمام ( الصادق) عليه السلام حين قال : أقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله (ص) فقالوا : يا رسول الله إن أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء ،لم تزل تبكي حتى أصبحت ، فبعث رسول الله إلى أم أيمن فجاءته فقال لها : يا أم أيمن ! لا أبكى الله عينيك ! إن جيرانك أتوني وأخبروني أنك لم ( تزالي تبكين الليل أجمع) فلا أبكى الله عينيك ما الذي أبكاك ؟ قالت : يارسول الله ، رأيت رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع ، فقال لها رسول الله (ص) : فقصّيها على رسول الله ، فإن الله ورسوله أعلم ، فقالت :تعظم عليّ أن أتكلم بها . فقال لها : إن الرؤيا ليست على ما تُرى ، فقصّيها على رسول الله .
فقالت : رأيت ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقىً في بيتي ! فقال لها رسول الله (ص) : نامت عينك ورأيت خيراً ، يا أم أيمن تلد ( فاطمة ) ( الحسين ) فتربينه وتلبّينه فيكون بعض أعضائي في بيتك .فلما ولدت ( فاطمة ) عليها السلام أقبلت به أم أيمن إلى رسول الله (ص) فقال : مرحباً بالحامل والمحمول ، يا أم أيمن هذا تأويل رؤياك .
ورأت أم الفضل زوجة العباس عم النبي رؤيا شبيهة برؤيا أم أيمن . وحضرت النسوة وقت الولادة منهن : صفيّة بنت عبد المطلب عمة النبي وأسماء بنت عميس وأم سلمة ، فلما وُلد ( الحسين ) قال النبي (ص) : يا عمة ، هلمّي إليّ إبني ، فقالت : يارسوالله إنا لم ننظفه بعد . فقال : ياعمة أنت تنظّفيه ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهرة . وهبط جبرئيل على رسول الله (ص) وأمره أن يسميه ( الحسين ) باسم ابن هارون ، وكان اسمه بالعبرية ( شبير ) ومعناها بالعربية ( حسين ) وهبط على النبي (ص) أفواج من الملائكة لتهنّئه بولادة ( الحسين ) وتعزيه بشهادته ، وفي اليوم السابع من ولادته أمر رسول الله (ص) فحُلق شعر رأس ( الحسين ) ، وتصدق بوزن شعره فضة ، وعق عنه .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:19 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ميلاد السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) ..

والسيدة أم كلثوم ( عليها السلام ) ..


وُلدت السيدة ( زينب الكبرى ) في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شعبان ، وهي المولود الثالث للبيت النبوي العلوي الشريف .

والسيدة ( زينب ) في غنى عن التعريف والوصف ، وما عسانا نقول في سيدة أبوها الإمام المرتضى ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام وأمها التي أنجبتها سيدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى ( فاطمة الزهراء ) بضعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وأخواها سيدا شباب أهل الجنة الإ مامان
( الحسن والحسين ) عليهم السلام ، فهي حصيلة الفضائل ، ونتيجة العظمة ، محاطة بهالة من الشرف الرفيع من جميع جوانبها . فلا تسأل عن صدر أرضعها ، وحجر رباها ، وتربية شملتها ، ورعاية أحاطت بها ، والبيت الذي فتحت فيه عينيها . ولا تسأل عن عوامل الوراثة ، وتفاعل التربية وتأثير الجو العائلي المقدس في نفسية السيدة (زينب ) مضافة إلى أخلاقها المكتسبة ، ومواهبها التي ظهرت من الإمكان إلى الفعل .


سماها جدّها الرسول ( زينب ) والكلمة مركبة من : ( زين الأب ) . وذلك أنها حين وُلدت حملتها أمها وجاءت بها إلى أبيها ( علي ) وقالت : سمّ هذه المولودة . فقال لها - الإمام ( علي ) -: ما كنت لأسبق رسول الله (ص) وكان في سفر له ، ولما جاء النبي وسأله عن اسمها قال : ما كنت لأسبق ربي . فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له : سمّ هذه المولودة ( زينب) فقد اختار الله هذا الاسم . وبعد فترة من الزمن استقبل بيت السيدة ( فاطمة الزهراء ) و ( علي ) عليهم السلام بنتهما الثانية وطفلهما الرابع بما استقبل به من سبقها من الأطفال من الفرح والسرور وذلك حين ولدت السيدة ( أم كلثوم ) . وقد شاركت السيدة ( أم كلثوم ) أختها ( زينب ) في النسب الشريف والتربية الممتازة والأحداث كلها . وهي أيضاً من الذين شملهم ظلم التاريخ ، كما شملتها المآسي التي لا يتحملها الرجال الأقوياء .

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:20 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

حال ولدها محسن ( عليه السلام ) ..

وهو الجنين الطاهر الخامس من أولاد ( فاطمة ) عليها السلام ، الذي سماه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( محسناً ) قبل أن يولد . وعاش في أحشاء أمه صلوات الله عليهما ، واستشهد بغير جرم مظلوماً ، كأمه الزهراء وأبيه المرتضى وذلك عندما هجم الناس على بيت ( فاطمة ) بعد وفاة أبيها
الرسول وأحرقوا الباب وعصروها خلف الباب فأسقطت ولدها ( محسن ) .
عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : لما أسرى بالنبي (ص) قيل له ...
وأما ابنتك فتظلم ، وتحرم ، ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويُدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسّها هوان وذل ، ثم لا تجد مانعاً ، وتطرح مافي بطنها من الضرب .
وعن محمد بن عمار بن ياسر ، قال : سمعت أبي يقول :- في حديث - ثم رزقت زينب وأم كلثوم وحملت بمحسن ، فلما قبض رسول الله (ص) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم على دارها ، وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ما لحقها من الرجل أسقطت به ولداً تماماً .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:21 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أسماءها وكناها ..

لم تقتصر أسماءها ولم تنحصر ( بفاطمة والزهراء ) ، بل لها أسماء عديدة أخرى ولها كنى تنبئ عن أوصافها وفضائلها الكثيرة فإليك قائمة بذلك وهي بعدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم ، تسعة عشر اسماً وكنية كمايلي :

1- فاطمة ( عليها السلام ) : سمّاها الله بذلك . روي أنها سميت بذلك : لأن الله قد فطم من أحبها من النار . وقيل لأنها فطمت من الشر . وقيل لأنها فطمت بالعلم .

2- منصورة ( عليها السلام ) سمّاها رسول الله (ص) بذلك اولاً .

3- الزهراء ( عليها السلام ) : سمّيت بذلك لأن نورها زهر لأهل السماء وفي المحراب .

4- الصديقة ( عليها السلام ) : لأنها لم تكذب قط .

5- المباركة ( عليها السلام ) : لظهور بركاتها .

6- الطاهرة ( عليها السلام ) : لشمولها آية التطهير .

7- الزكية ( عليها السلام ) : لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية .

8- الراضية ( عليها السلام ) : لرضا ءها بقضاء الله وقدره .

9- المرضية ( عليها السلام ) : لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة .

10- المحدثة ( عليها السلام ) : لأن الملائكة كانت تحدثها . روي أن الملائكة كانت تحدث مريم بنت عمران و ( فاطمة ) أفضل من مريم لأنها سيدة نساء العالمين كما في الحديث ، وقال أحدهم :لا أعدل ببضعة النبي شيئاً . الله عزوجل أوحى إلى أم موسى وإلى الحواريين فما المانع أنه تعالى أوحى إلى ( فاطمة ) . وقد روي أن مصحف ( فاطمة ) جُمع فيه كلام الملائكة التي كانت تحدّث فاطمة . عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : مصحف ( فاطمة ) فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ( أي من ناحية الحجم ) .... إلى أن قال : ولكن فيه علم مايكون .

11- البتول ( عليها السلام ) : لأنها تبتلت عن دماء النساء .

12- أم أبيها ( عليها السلام ) : كناها بذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

13- أم الأئمة ( عليها السلام ) : لأنها والدة الأئمة الأحد عشر .

14- الحا نبة ( عليها السلام ) : لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها ( علي ) وأولادها عليهم السلام والأيتام والمساكين .

15- كوثر ( عليها السلام ) : كما سماها الله جل وعلا في القرآن في سورة الكوثر .

16- الحوراء ( عليها السلام ) : لأن النبي (ص) قال هي الحوراء الإنسية ، ( ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة ) .

17- بضعة النبي : لأن النبي (ص) وصفها بذلك .

18- سيدة النساء : لأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وصفها بذلك .

19- أم الحسنين : ( عليهما السلام ) لأنهما أولادها .
وإليك جملة من الألقاب والكنى الأخرى للسيدة الكبرى ( فاطمة ) :

ابنة الصفوة ، إحدى الكبر ، أرومة العناصر ، أعز البرية ، أم الأبرار ، أمّ الأخيار ، أم الأزهار ، أم الأطهار ، أم الأنوار ، أم البدرييّن ، أم البررة ،أم البرية ، أم التقى ، أم الحسن ، أم الحسين ، أم الخيرة ، أم الرأفة ، أم الريحانتين ، أم السبطين ، أم العطية ، أم العُلا ، أم العلوم ، أم الفضائل ،
أم الكتاب ، أم المحسن ، أم المؤمنين ، أم الموانح ، أم النجباء ، أم النقى ، أم النورين ، أمة الله ، آية الله ، آية الله العظمى . باكية العين ، برزخ النبوة والولاية ، بقية النبوة ، بهجة الفؤاد ، تفاحة الفردوس ، التقية ، ثالثة الشمس والقمر ، ثمرة النبوة ، جمال الأباء ، الجميلة الجليلة ، حاملة البلوى ، حبّها خير العمل ، حبيبة المصطفى ، حجة الله الكبرى ، الحرة ، الحصان ( أي المرأة العفيفة ) ، خامسة أهل العبا ، الخيرة من الخير ، درّة التوحيد ، الدعوة المستجابة ، ربيبة مكة ، الرشيدة ، ركن الدين ، روح بين جنبي المصطفى ، ريحانة النبي ، زجاجة الوحي ، زوجة وليّ الله الأعظم ، الزهراء ، زين الفواطم ، ستر الله الكبرى ، سفينة النجاة ، سلا لة الرضوان ، سلا لة الفخر ، سماء الكواكب الدرّية ، السيدة، سيدة بنات آدم ، سيدة نساء الاولين والآخرين ، سيدة نساء الجنة ، سيدة نساء هذه الأمة ، سيدة النسوان ، شرف الأبناء ، شفيعة الأمة ، الشفيعة يوم القيامة ، الشمس المضيئة الشهيدة ، الصائمة في النهار ، الصابرة في المحن ، صاحبة الأحزان الطويلة ، صاحبة الجنة السامية ، صاحبة المصحف ، الصادقة في السر والعلن ، الصديقة الكبرى ، صفوة الشرف ، الطاهرة في الافعال ، الطاهرة الميلاد ، ظل الله الممدود ، العابدة التقية العارفة بالأشياء ،العالمة بما كان وما يكون ، عالية الهمّة ، عديلة مريم الكبرى ، العذراء ، عروة الوثقى ، العفيفة ، عقيلة الرسالة ، عيبة العلم،عين الحجة ، عين الحياة ، الغرّة ، الغرّاء ، الفاضلة الفضلى ، فخر الأئمة ، فلذة كبد المصطفى ،القائمة في الليل ، القانتة ، القانعة ، القدوة المسددة ، قرة عين الخلائق ، قلادة الوجود ، مبشرة الأولياء ، المتعوبة في الدنيا ، المتهجدة ، محترقة القلب ، مريم الكبرى ، المزوّجة في الملأ الأعلى مشكاة الأنوار ، المضطهدة المظلومة ، معدن الحكمة ، المعروفة في السماء ، معصبّة الرأس ، المعصومة ، المغصوبة حقها ، مقتولة الجنين ، مكسورة الضلع ،الممتحنة ، الممنوعة إرثها ، المنصورة ، المنعوتة في الأنجيل ، المنهدّة الركن ، الموصوفة بالبّر والتبجيل ، موطن الرحمة ، مهجة العالم ، مهجة قلب المصطفى ، الميمونة ، ناحلة الجسم ، الناطقة بالشهادتين عند الولادة ، النبيلة ، نجمة إكليل النبوة ، نخبة أبيها ، النعمة الجليلة ، نور الأنوار ، النورية . والدة الحجج ، والدة الحسن والحسين ، الوالهة الثكلى ، الوحيدة الفريدة ، وديعة الرسول ، وعاء المعرفة ، وليّة الله العظمى ، الوليدة في الإسلام ، ينابيع الحكمة ، ينبوع العلم ..
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:23 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

زهدها وأخلاقها وعبادتها وعلمها ...

لا عجب إذا قنعت السيدة ( فاطمة الزهراء ) باليسير اليسير من متاع الحياة، واختارت لنفسها فضيلة المواساة والإيثار ، وهانت عليها الثروة ، وكرهت الترف والسرف . فهي بنت أزهد الزهاد ، وحياتها الاجتماعية أيضاً تتطلب منها الزهد ، فهي أولى الناس بالسير على منهاج أبيها الرسول الزاهد العظيم صلى الله عليه واله وسلم .

وحياتها الزوجية تبلورت بالزهد والقناعة ، فلقد كان زوجها الإمام ( علي ) عليه السلام أول الناس وأكثرهم اتبّاعاً للرسول في زهده ، ولم يشهد التاريخ الإسلامي رجلاً من هذه الأمة أكثر زهداً من ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام . وهو الذي كان يخاطب الذهب والفضة بقوله : يا صفراء يا
بيضاء غرّيا غيري ، وقد أمر ( علي ) عليه السلام لأعرابي بألف . فقال الوكيل : من ذهب أو فضة ؟ فقال ( علي ) : كلاهما عندي حجر . فأعطوا الأعرابي أنفعهما له .

وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : صلى بنا رسول الله (ص) صلاة العصر ، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ من العرب مهاجر ، عليه سمل قد تهلل وأخلق وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً ، فأقبل عليه رسول الله (ص) يستحثه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فاطعمني ، وعاري الجسد فاكسني وفقير فإرشني . فقال (ص) ما أجد لك شيئاً ، ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ،انطلق إلى حجرة فاطمة وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (ص) الذي يتفرد به لنفسه من أزواجه ، وقال: يابلال قم به على منزل ( فاطمة ) . فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلما وقف على باب( فاطمة ) نادى بأعلى صوته :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العا لمين . فقالت ( فاطمة ) : وعليك السلام ، فمن أنت يا هذا ؟ قال: شيخ من العرب ، أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة ، وأنا-يابنت محمد - عاري الجسد ، جائع الكبد ، فواسيني
يرحمك الله . وكان ( لفاطمة ) و ( علي ) ورسول الله (ص) ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً ، وقد علم رسول الله (ص) من شأنهما . فعمدت ( فاطمة ) إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه ( الحسن والحسين ) ، فقالت : خذ هذا يا أيها الطارق ... فقال الأعرابي : يا بنت ( محمد ) شكوت إليك الجوع
فناولتيني جلد كبش ؟ ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب ؟.

قال : فعمدت ( فاطمة ) - لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ، ونبذته إلى الأ عرابي فقالت : خذه وبعهُ ، فعسى الله أن يعوضك به ما هو خيرمنه . فأخذ الأ عرابي العقد ، وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي (ص) جالس في أصحابه فقال : يارسول الله أعطتني ( فاطمة ) بنت( محمد ) هذا العقد فقالت : بعهُ فعسى الله أن يصنع لك .

قال : فبكى النبي (ص) فقال : وكيف لا يصنع الله لك ، وقد أعطتكه ( فاطمة ) بنت ( محمد ) سيدة بنات آدم . فقام عمار بن ياسر ( رحمة الله عليه ) فقال : يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟
قال : إشتريا عمار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال عمار : بكم العقد يا أعرابي
قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبُردة يمانية استر بها عورتي وأصلي فيها لربي ، ودينار يبلغني إلى أهلي .

وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (ص) من خيبر ولم يُبق منه شيئاً فقال : لك عشرون ديناراً ومأتا درهم هجرية ، وبُردة يمانية ، وراحلتي تبلغك أهلك ، وشبعك من خبز البر واللحم . فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل ! وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له .
وعاد الأعرابي إلى رسول الله (ص) فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟ ! قال الأعرابي : نعم ،واستغنيت بأبي أنت وأمي ، قال : فاجز ( فاطمة) بصنيعها . فقال الأعرابي : اللهم إنك إلهٌ ما استحدثناك ، ولا إله لنا نعبده سواك، فأنت رازقنا على كل الجهات ، اللهم أعط ( فاطمة ) مالا عين رأت ولا أذن سمعت .... وإلى أن قال : فعمد عمّار إلى العقد فطيبه بالمسك ، ولفه في بردة يمانية ، وكان له عبد اسمه سهم إبتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك ، وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسو الله ( ص) وأنت له . فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (ص) وأخبره بقول عمار فقال النبي : انطلق إلى فاطمة ) فادفع إليها العقد وأنت لها .

فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله (ص) فأخذت ( فاطمة ) العقد ، واعتقت المملوك . فضحك المملوك ، فقالت : ما يضحكك ياغلام ؟ فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعاً ، وكسى عرياناً ، وأغنى فقيراً وأعتق عبداً ، ورجع إلى ربه ( أي إلى صاحبه ) .

وعن أبي سعيد الخدري قال :

أصبح ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام يوماً ساغباً فقال : يا ( فاطمة ) هل عندك شيء تغذينيه ؟

قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة شئ ، وماكان شئ أطعمناه منذ يومين إلا شئ كنت أؤثرك به على نفسي ، وعلي ابني هذين ؟ الحسن والحسين .

فقال ( علي ) يا ( فاطمة ) ؟ ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا ، فقالت : يا أبا الحسن إني لأ ستحي من إلهي أن أكلف نفسك مالا تقدر عليه . فخرج ( علي بن أبي طالب ) من عند ( فاطمة ) عليهما السلام واثقاً بالله بحسن الظن ، فاستقرض ديناراً فبينما الدينار في ( علي ) عليه السلام يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم ، فتعرض له المقداد بن الأسود ، في يوم شديد الحر ، قد لوحته الشمس من فوقه ، وآذته من تحته فلما رآه ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام أنكر شأنه فقال : يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ قال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي !!

فقال : يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك . فقال : يا أبا الحسن رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي ، ولا تكشفني عن حالي !! فقال له : يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك ،فقال : يا أبا الحسن ! أما إذا أبيت ! فوالذي أكرم محمداً بالنبوة وأكرمك بالوصاية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد وقد تركت عيالي يتضرعون جوعاً ، فلما سمعت بكاءالعيال لم تحملني الأرض ،فخرجت مهموماً ، راكب رأسي ، هذه حالي وقصتي !!

فانهرت عينا ( علي ) بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته فقال له : أحلف بالذي حلفت : ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك ، فقد استقرضت ديناراً ، فقد آثرتك على نفسي . فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل مسجد النبي (ص) فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى رسول الله ( ص) المغرب مر ب( علي بن أبي طالب ) وهو في الصف الأول فغمره برجله ، فقام ( علي ) متعقباً خلف رسول الله ( ص ) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد ، فسلم عليه فردّ رسول الله (ص) السلام ، فقال : يا أبا الحسن هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك ؟

فمكث مطرقاً لا يحير جواباً ، حياء من رسول الله (ص) وكان النبي يعلم ماكان من أمر الدينار ، ومن أين أخذه وأين وجهه ، وقد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد (ص) أن يتعشى تلك الليلة عند علي بن أبي طالب . فلما نظر رسول الله (ص) إلى سكوته قال : يا أبا الحسن ما لك لا تقول:لا فأنصرف ؟ أو تقول : نعم ، فأمضي معك ؟ فقال : حياء وتكرماً - فاذهب بنا . فأخذ رسول الله (ص) يد ( علي ) فانطلقا حتى دخلا على ( فاطمة ) عليها السلام وهي في مصلاها قد قضت صلاتها ، وخلفها جفنة تفور دخاناً .

فلما سمعت كلام رسول الله (ص) خرجت من مصلاّها فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه ، فرد عليها السلام ، ومسح بيده على رأسها وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت ؟ قالت : بخير . قال : عشينا رحمك الله ، وقد فعل . فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي (ص) و (علي ) .... إلى أن قال : فقال
( علي ) لها : يا ( فاطمة ) أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ، ولم أشمّ ريحة قط ، وما آكل أطيب منه؟؟ قال : فوضع رسول الله (ص) كفّه الطيبة المباركة بين كتفي ( علي ) عليه السلام فغمزها ، ثم قال : يا علي ) ! هذا بدل دينارك ، وهذا جزاء دينارك من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب . ثم استعبر النبي (ص) باكياً ، ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجزيكما ويجريك - يا ( علي ) - مجرى زكريا ، ويجري ( فاطمة ) مجرى مريم بنت عمران ، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً .

وعن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال :رأيت أمي ( فاطمة ) عليها السلام قامت في محرابها ليلة جُمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعوا للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم ، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعوا لنفسها بشئ . فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما
تدعين لغيرك ؟ فقالت : يابني ! الجار ثم الدار .

ورى الحسن البصري : ماكان في هذه ألأ مة أعبد من ( فاطمة ) كانت تقوم حتى تورم قدماها . وعن رسول الله (ص) أنه قال : وأما إبنتي ( فاطمة ) فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين . وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها ( جل جلاله ) زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله ( عزوجل ) لملائكته : يا ملا ئكتي أُنظروا إلى أمتي ( فاطمة ) سيدة إمائي قائمة بين يدي ، ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني أمنت شيعتها من النار ...

وكانت ( فاطمة ) عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله . ( والنهج - بفتح النون والهاء - تتابع النفس ) . والأحاديث في عبادة السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام كثيرة ، خاصة الأدعية التي كانت تناجي بها ربها ، فهي بنت أول العابدين ، الذي كان يقف على قدميه للعبادة طيلة ساعات طوال حتى نزل عليه قوله تعالى : ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) . وهي التي عرفت معنى العبادة وقيمة العبادة بمقدار معرفتها بعظمة الله تعالى فلا عجب إذا كانت السيدة ( فاطمة ) تستلذ من العبادة ، وترتاح نفسها حين الوقوف بين يدي الله عزوجل ، والتذلل والخضوع لربها ، وكأنها لا تتعب من القيام والركوع والسجود . ولقد كانت ( الزهراء ) عليها السلام تعلم نساء المسلمين القرآن والأحكام الشرعية والسنة النبوية فقد كانت تحمل من العلوم الكثيرة والبلاغة والفصاحة ما جعلها في مقدمة النساء معرفة بالدين .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:24 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أدعية الزهراء ( عليها السلام ) ..
وكان دعائها ( عليها السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم ، ياحيّ ياقيّوم برحمتك أستغيث فأغثني ،ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله .
ودعاؤها المشهور بدعاء الحمّى الذي علمته سلمان الفارسي وهو هذا : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نورالنور ، بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في
كتاب مسطور ، في رقّ منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور ،وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ) .قال سلمان : تعلمت هذا الدعاء ولقد علّمته من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمى
فبرئ كلٌ من مرضه بإذن الله تعالى . ومن جملة أدعيتها ( عليها السلام ) ما علمه إياها أبوها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال للزهراء ( عليها السلام ) : يا ( فاطمة ) ألا أُ علمك دعاء لا يدعو به أحد إلا استجيب له ، ولا يجوز فيك سحر ولا سم ، ولا يشمت بك عدو، ولا يعرض لك الشيطان ، ولا يعرض عنك الرحمن ولا ينزع عنك نعمة ، ولا يرد لك دعوة ، ويقضي حوائجك كلها ، ؟! قالت : يا أبه لهذا أحب إلي من الدنيا وما فيها ، قال تقولين :
( يا أعز مذكور وأقدمه قدماً في العزّ والجبروت ، يا رحيم كل مسترحم ، ومفزع كل ملهوف إليه ،يا راحم كل حزين يشكوبثه وحزنه إليه ، يا خير من سئُل المعروف منه وأسرعه اعطاءً ، يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه ، أسألك بالأسماء التي تدعوك بها حملة عرشك ، ومن حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك ، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل واسرافيل ، إلاّ أجبتني وكشفت يا ألهي كربتي ، وسترت ذنوبي .
يا من يأمر با لصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة يحشرون ، وبذلك الاسم الذي أحييت به العظام وهي رميم ، أحي قلبي ، واشرح صدري ، وأصلح شأني ، يامن خصّ نفسه بالبقاء ، وخلق لبريته الموت والحياة والفناء ، يا من فعله قول ، وقوله أمر ، وأمره ماض على ما يشاء .
أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين أُ لقي في النار فدعاك به فاستجبت له ، وقلت يانار كوني برداً وسلاما على إبراهيم ) . وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطورالأيمن فاستجبت له ،وبالاسم الذي خلقت به عيسى بن مريم من روح القدس ، وبالاسم الذي تبت به على داود ، وبالاسم
الذي وهبت به لزكريا يحيى ، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر ، وتبت به على داود ، وسخرت به لسيلمان الريح تجري بأمره والشياطين ، وعلمته منطق الطير ،وبالاسم الذي خلقت به العرش ، وبالاسم الذي خلقت به الكرسي ، وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين ، وبالاسم الذي خلقت به الجن والأنس ، وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق ، وبالاسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ ، أسألك بحق هذه الأسماء إلاّ ما أعطيتني سؤلي ، وقضيت حوائجي ، يا كريم ) .
فإنه يقال لك : يا ( فاطمة ) نعم نعم .
ومن جملة ادعيتها ( عليها السلام ) في حوائج الدنيا والآخرة ..
هذا الدعاء : ( اللهم قنعني بمارزقتني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني ، اللهم لا تعُيني في طلب ما لم تقدره لي ، وما قدرته علي فاجعله ميسراً سهلاً ، اللهم كاف عني والدي وكل من نعمه علي خير مكافأة ، اللهم فرغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به ، ولا تعذبني وأنا أسغفرك ، ولا تحرمني وأنا أسألك ، اللهم ذلل نفسي في نفسي ، وعظم شأنك في نفسي ، وألهمني طاعتك ، والعمل بما يرضيك ، والتجنب مما يسخطك ، يا أرحم الراحمين ) .
ومن جملة أدعيتها ( عليها السلام ) للفرج من الحبس والضيق ..
ما روي أن رجلاً كان محبوساً بالشام مدة طويلة مضيقاً عليه ، فرأى في منامه كأن الزهراء ( عليها السلام ) أتت فقالت له : أُدع بهذا الدعاء ، فتعلمه ودعا به فتخلص ورجع إلى منزله وهو : ( اللهم بحقّ العرش ومن علاه ، وبحقّ الوحي ومن أوحاه ، وبحقّ النبي ومن نباه ، وبحقّ البيت ومن
بناه ، يا سامع كل صوت ، ياجامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت ، صلّ على ( محمد ) وأهل بيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد (ص) عبدك ورسولك وعلى ذرّيّته الطيبين الطاهرين وسلم
تسليماً ) .
صلا تها المخصوصة :
وكانت صلاتها المخصوصة بها انتساباً صلاتين مندوبتين ( مستحبتين ) إحداهما : ركعتان يُقرأ
في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد مرتين .
والثانية : ركعتان أيضاً يُقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة القدر مائة مرة ، وفي الثانية سورة
التوحيد مائة مرة ، ويُقرأ بعد الفراغ :
( سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردّى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثرالنمل في الصفا ، سبحان من يرى أثر الطير في الهواء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ) ، وهي سريع الأثر في المطالب و الحاجات . ونقل الفاضل المجلسي ( رحمه الله ) في زاد المعادوفي وظائف اليوم الأول من ذي الحجة ، الذي ورد وقوع تزويج الزهراء ( عليها السلام ) من أمير المؤمنين في ذلك اليوم ، صلاة أخرى لها عن الشيخ ( رحمه الله ) ، وأنه قال : يستحب في اليوم الأول من ذي الحجة صلاة الزهراء (عليها السلام ) وورد انها أربع ركعات مثل صلاة ( علي ) عليه السلام كل ركعة ركعتين بتسليمة واحدة يُقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد خمسين مرة ، ويُقرأ بعد الفراغ من الركعات تسبيح ( الزهراء )
عليها السلام وهي : ( سبحان الله ذي العزّ الشامخ ... )
وجعل الفاضل المذكور الأحوط في عمل ذلك اليوم الجمع بين هذه الصلاة وبين الصلاة السابقة ، وكذا في قراءة التسبيح بعد الصلاة الجمع بين التسبيح المذكور وبين التسبيح الآخر المشهور .وقال ابن طاووس في صلاة الزيارة لها : لو أمكنك أن تفعل صلاة الزهراء ( عليها السلام ) فافعل ،وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد ستين مرة ، ولو لم تقدر على ذلك ففي الركعة الأولى بعد الحمد سورة التوحيد مرة ، والركعة الثانية سورة الجحد مرة .
نقش خاتمها ( عليها السلام ) :
وكان نقش خاتم الزهراء ( عليها السلام ) : ( الله ولي عصمتي ) ، وقيل : كان خاتمها من الفضة ونقشه : ( نعم القادر الله ) ، وقيل : ( أمن المتوكلون ) وذكروا أن لنقش هذه الكلمات في فص الخاتم تأثيراً عجيباً لدفع الأعداء ، وحفظ ألأموال والأولاد والبدن عن شر الأنس والجن ، وجميع المكاره والآفات وألأسواء والبليات . وقيل : نقش خاتمها ( عليها السلام ) نقش خاتم سليمان بن دواود ، وهو : ( سبحان من ألجم الجنّ
بكلماته ) .
حديث المعراج في النساء المعذبات ..
في حديث طويل عند رؤية النبي (ص) أنواع العذاب لنساء أمته ليلة الإسراء : فقالت ( فاطمة ) عليها السلام : حبيبي وقرة عيني أخبرني ماكان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟ فقال : يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال ، وأما المعلقة
بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها ، وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها ، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها ، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس ، وأما التي شُدت يداها إلى رجليها وسُلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب ، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ، ولا تتنظف ، وكانت تستهين بالصلاة ، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها ، وأما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال ، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوّادة ، وأما التي كان رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة ، وأما التي كانت على صورة الكلب ، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نوّاحة حاسدة ، ثم قال : ويل لامرأة أغضبت زوجها ، وطوبى لا مرأة رضي عنها زوجها ..
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:26 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
من كراما تها ومعجزاتها في حياة أبيها ..
( فاطمة الزهراء ) عليها السلام صاحبة الكرامات والمعجزات وكيف لا تكون كذلك وهي المقربة
إلى الله عزوجل والى رسوله صلى الله عليه واله وسلم وإلى وصي رسوله الإمام ( علي ) عليه
السلام وكيف لاتكون كذلك وهي والدة حجج الله على الخلق ( سلام الله عليهم أجمعين ) .
أحد الملائكة يدير الرحى وآخر يهز مهد الحسين :
عن أم أيمن أنها قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام
لأزورها في منزلها ، وكان يوماً حاراً من أيام الصيف ، فأتيت إلىباب دارها ، وإذا الباب مفلق
فنظرت من شقوق الباب فإذا ( بفاطمة الزهراء ) عليها السلام نائمة عند الرحى ، ورأيت الرحى
تطحن البرّ ، وهي تدور من غير يد تديرها ، والمهد أيضاً إلى جانبها ، والحسين ( عليه السلام )
نائم فيه ، والمهد يهتزُّ ولم أر من يهزه ، ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف (فاطمة الزهراء )
عليها السلام ... فتعجبت من ذلك فتركتها ، ومضيت إلى سيدي رسول الله (ص) وسلمت عليه ،
وقلت له : يارسول الله إني رأيت عجباً مارأيت مثله أبداً ، فقال لي : ما رأيت يا أم أيمن ؟ !
فقلت : إني قصدت منزل سيدتي ( فاطمة الزهراء ) ، فلقيت الباب مغلقاً ، وإذا أنا بالرحى تطحن
البرّ وهي تدور من غير تديرها ، ورأيت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ، ورأيت كفاّ يسبح
الله تعالى قريباً من كف " فاطمة " عليها السلام ولم أر شخصه ، فتعجبت من ذلك ياسيدي ،
فقال (ص) :يا أم أيمن ! اعلمي أن ( فاطمة الزهراء ) صائمة ، وهي متعبة ، جائعة ، والزمان
قيظ فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت ، فسبحان من لاينام ، فوكّل الله ملكاً يطحن عنها قوت
عيالها وأرسل الله ملكاً آخر يهز مهد ولدها ( الحسين ) عليه السلام لئلا يزعجها من نومها ،
ووكل الله ملكاً آخر يسبح الله عزوجل قريباًمن كف ( فاطمة ) عليها السلام يكون ثواب تسبيحه
لها ، لأن ( فاطمة ) لم تفتر عن ذكر الله ، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك ل ( فاطمة )
فقلت : يا رسول الله أخبرني من يكون الطحّان ؟ ومن الذي يهز مهد ( الحسين ) عليه السلام
ويناغيه ؟ ومن المسبح ؟ فتبسم النبي (ص) ضاحكاً وقال : أما الطحّان : فجبرئيل ، وأما الذي
يهز مهد ( الحسين ) فهو ميكائيل وأما الملك المسبّح : فهو إسرافيل .
وقالت أم أيمن : جئت يوماً ------------------- إلى زهراء في وقت الهجير
فلما أن دنوت سمعت صوتاً ------------------ وطحناً في الرحاء بلا مدير
فجئت الباب أقرعه نغوراً ------------------- فما من سامع لي في نغوري
فجئت المصطفى وقصصت شأني ------------ وما أبصرت من أمر ذعور
فقال المصطفى شكراً لربي ---------------- بإتمام الحباء لها جدير
رآها الله متعبة فألقى ---------------------- عليها النوم ذو المنّ الكثير
ووكل بالرحا ملكاً مديراً-------------------- فعدت وقد ملئت من السرور
معجزتها ( عليها السلام ) مع القدر والنار ..
عن سلمان الفارسي ( رضوان الله عليه ) قال : أتيت ذات يوم منزل ( فاطمة ) عليها السلام
بنت رسول الله ( ص) فوجدتها نائمة قد تغطت بعباءة ، ونظرت إلى قدرمنصوبة بين يديها تغلي
من غير نار ، فانصرفت مبادراً إلى رسول الله (ص) فلما بصر بي ضحك ثم قال : ياعبد الله ،
أعجبك مارأيت من حال إبنتي ( فاطمة ) ؟ قلت : نعم يارسول الله ، قال رسول الله (ص) :اتعجبُ
من أمر الله تبارك وتعالى ، علم الله ضعف إبنتي ( فاطمة ) فأيدها بمن يعينها على دهرها من
كرام ملائكته .
ودخلت عائشة على ( فاطمة ) عليها السلام وهي تعمل ( للحسن والحسين ) عليهما السلام حريرة
بدقيق ولبن وشحم في قدر ، القدر على النار يغلي و ( فاطمة ) صلوات الله عليها تحرك مافي القدر
بإصبعها ، والقدر على النار يبقبق .
فخرجت عائشة مذعورة ، حتى دخلت على أبيها ، فقالت : يا أبه ، إني رأيت من ( فاطمة الزهراء )
أمراً عجيباً ( عجباً ) رأيتها وهي تعمل في القدر ، والقدر على النار يغلي ، وهي تحرك مافي القدر
بيدها ! فقال لها : يابنية ! أكتمي ، فإن هذا أمر عظيم .
فبلغ رسول الله (ص) فصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الناس ( يستعظون
ويستكثرون ) ما رأوا من القدر والنار ، والذي بعثني بالرسالة ، واصطفاني بالنبوة ، لقد حرم الله
تعالى النار على لحم ( فاطمة ) ودمها وشعرها ، وعصبها ، وعظمها ، وفطم من النار ذريتها
وشيعتها . إن من نسل ( فاطمة ) من تطيعه النار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والجبال، وتضرب
الجن بين يديه بالسيف ، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها ، وتسلم إليه الأرض كنوزها ، وتنزل عليه
من السماء بركات ما فيها .
الويل لمن شك في فضل ( فاطمة ) ، ( لعن الله من يبغضها ) لعن الله من يبغض بعلها ، ولم يرض
بإمامة ولدها . إن لفاطمة يوم القيامة موقفاً ، ولشيعتها موقفاً .
وأن فاطمة تُدعى فتكسي ( تلبي ) وتشفع فتشفع ، على رغم كل راغم .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:27 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
معجزتها ( صلوات الله عليها ) لليهود..
روي أن علياً ( عليه السلام ) استقرض من يهودي شعيراً ، فاسترهنه شيئاً فدفع إليه ملاءة ( فاطمة )
عليها السلام رهناً ، وكانت من الصوف ، فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في بيت .
فلما كانت الليلة ، دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل، فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء
به كله ، فا نصرفت إلى زوجها ، فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً ، فتعجب اليهودي
من ذلك وقد نسى أن في بيته ملاءة ( فاطمة ) . فنهض مسرعاً ودخل البيت ، فإذا ضياء الملاءة
ينشر شعا عها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب ، فتعجب من ذلك ، فأنعم النظر في موضع
الملاءة ، فعلم أن ذلك النور من ملاءة ( فاطمة ) ، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه ، وزوجته
تعدو إلى أقربائها ، ( فاجتمع ثمانون ) من اليهود فرأوا ذلك ، فأسلموا كلهم .
تسبيحة الزهراء هدية من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..
علّم رسول الله (ص) إبنته ( الزهراء ) تسبيحة تسبح بها وقال لها أنها خير من الدنيا بما فيها ،
وهي أن تكبر ( الله أكبر) أربعاً وثلاثين مرة وتحمد الله ( الحمد لله ) ثلاثا وثلا ثين مرة وتسبح الله
( سبحان الله ) ثلاثا وثلاثين مرة .
وقد قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنا نأمر صبياننا بتسبيح ( فاطمة ) ، كما نأمرهم بالصلاة .
هذا والروايات في فضل تسبيح ( فاطمة ) كثيرة .
عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ما عبد الله بشيْ من التمجيد أفضل من تسبيح ( فاطمة )
عليها السلام ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (ص) ( فاطمة ) عليها السلام .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من سبح تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) ثم استغفر غفر له
وهي مائة باللسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمان .
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال تسبيح ( فاطمة ) كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من
صلاة ألف ركعة في كل يوم .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من بات على تسبيح ( فاطمة ) كان من الذاكرين الله كثيراً ...
وقد كانت سبحتها من خيط صوف مفتل ، معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت تديرها بيدها ، تكبر
وتسبح ، إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) سيد الشهداء ، فاستعملت تربته ،
وعملت التسابيح فاستعملها الناس ، فلما قتل ( الحسين ) صلوات الله عليه عُدل بالأمر إليه ،
فا ستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : وتكون السبحة بخيوط زرق ، أربعاً وثلاثين خرزة ، وهي
سبحة مولاتنا ( فاطمة ) عليها السلام لما قتل حمزة عملت من طين قبره سبحة تسبح بها بعد
كل صلاة .
وعن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام قال : من سبح تسبيح ( فاطمة ) عليها السلام فقد
ذكرالله ذكراً كثيراً .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:29 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ملا طفة كلامية بين الإمام علي وزوجته الزهراء بمحضر النبي ..
قال ( علي ) عليه السلام أنا ولد ( فاطمة ) ذات التقى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة خديجة الكبرى .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا أبن الصفا .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة سدرة المنتهى .
قال ( علي ) عليه السلام :وأنا فخر الورى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة من دنى فتدلى وكان من ربه قاب قوسين أو أدنى .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا ولد المحصنات .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا بنت الصالحات والمؤمنات .
قال ( علي ) عليه السلام :خادمي جبرئيل .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا خاطبي من السماء راحيل ، وخدمتي الملائكة جيلاً بعد جيل .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا ولدت في المحل البعيد المرتقى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا زُوجت في الرفيع الأعلى ، وكان ملاكي في السماء .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا حامل اللواء .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إنة من عرج به إلى السماء .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا إبن صالح المؤمنين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة خاتم النبيين .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا الضارب على التنزيل.
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا صاحبة التأويل .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا شجرة تخرج من طور سينين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا الشجرة التي تخرج أُكلها ، أعني الحسن والحسين ( عليهما
السلام ) .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا المثاني والقرآن الحكيم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة النبي صلى الله عليه واله وسلم الكريم .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا النبأ العظيم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة الصادق الأمين .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا الحبل المتين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة خير الخلق أجمعين .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا ليث الحروب .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا من يغفر الله به الذنوب .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا المتصدق بالخاتم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة سيد العالم .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا سيد بني هاشم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أناإبنة ( محمد ) المصطفى .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا الإمام المرتضى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة سيد المرسلين .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا سيد الوصيين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة النبي العربي .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا الشجاع الكمي .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة ( أحمد ) النبي .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا المبطل الأروع .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا الشفيع المشفع .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا قسيم الجنة والنار .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة ( محمد ) المختار .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا قاتل الجان .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة رسول الملك الديان .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا خيرة الرحمان .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا خيرة النسوان .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا مكلم أصحاب الرقيم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة من أرسل رحمة للمؤمنين وبهم رؤوف رحيم .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا الذي جعل الله نفسي نفس ( محمد ) (ص) حيث يقول في كتابه
العزيز ( وأنفسنا وأنفسكم ) .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا الذي قال فيّ : ( ونساؤنا ونساؤكم وأبناؤنا وابناؤكم ) .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا علمت شيعتي القرآن .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا يعتق الله من أحبني من النيران .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا شيعتي من علمي يسطرون .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا من بحر علمي يغترفون .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا الذي اشتق الله تعالى إسمي من إسمه فهو العالي وأنا ( علي ) .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا كذلك فهو الفاطر وأنا ( فاطمة ) .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا حياة العارفين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا مسلك نجاة الراغبين .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا الحواميم .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة الطواسين .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا كنز الغنى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا الكلمة الحسنى .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا بي قبل الله توبته .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا كسفينة نوح من ركبها نجا .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا أشاركك في الدعوى .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا طوفانه .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام :وأنا سورته .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا النسيم المرسل لحفظه .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا مني أنهار الماء واللبن والخمر والعسل في الجنان .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا الطور .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا الكتاب المسطور .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا الرقّ المنشور .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا البيت المعمور .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا السقف المرفوع .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا البحر المسجور .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا علم النبيين .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا إبنة سيد المرسلين من ألأولين والآخرين .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا البئر والقصر المشيد .
قالت ( فاطمة) عليها السلام : أنا مني شبرّ وشبير .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا بعد الرسول خير البرية .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا البرّة الزكية .
فعندها قال النبي ( ص) : لا تكلمي ( علياً ) فإنه ذو البرهان .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا إبنة من أُنزل عليه القرآن .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا البطين الأصلع .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : أنا الكوكب الذي يلمع.
قال النبي (ص) : فهو الشفاعة يوم القيامة .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا خاتون يوم القيامة .
فعند ذلك قالت ( فاطمة ) عليها السلام لرسول الله (ص) لا تحام لابن عمك ودعني وإياه .
قال (علي ) عليه السلام : يا ( فاطمة ) أنا من ( محمد ) عصبته ونخبته .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا لحمه ودمه .
قال ( علي ) عليه السلام : أنا الصحف .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام :وأنا الشرف .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا وليّ الزلفى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا الخمصاء الحسناء .
قال ( علي ) عليه السلام : وأنا نور الورى .
قالت ( فاطمة ) عليها السلام : وأنا فاطمة الزهراء .
فعندها قال النبي (ص) ل ( فاطمة ) يا فاطمة ! قومي وقبّلي رأس إبن عمك ، فهذا جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل وعزرائيل ، مع أربعة آلاف من الملائكة يحامون مع ( علي ) عليه السلام ، وهذا أخي
راحيل ودردائيل مع أربعة آلاف من الملائكة ينظرون بأعينهم .
فقامت ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام فقبّلت رأس الإمام ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام بين
يدي النبي (ص) وقالت : يا أبا الحسن ، بحق رسول الله (ص) معذرة إلى الله ( عزوجل ) ، وإليك ،
وإلى إبن عمك ! فوهبها الإمام ( عليه السلام ) وقبلت يد أبيها عليه وعليها السلام .
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:30 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لإبنته فاطمة صلوات الله عليها ..
يروى أنه دخل رسول الله (ص) على ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام فوجدها تطحن شعيراً وهي
تبكي ، فقال لها :ما الذي أبكاك يا ( فاطمة ) لا أبكى الله لك عيناً . فقالت : ( عليها السلام ) :أبكاني
مكابدة الطحين وشغل البيت وأنا حامل ...
فجلس النبي (ص) فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم جعل الطحين بيديه المباركتين ( وألقاه ) في
الرحى وهي تدور وحدها ، وتسبح الله سبحانه وتعالى بلسان فصيح ، وصوت مليح ، ولم تزل
كذلك حتى فرغ الشعير ، فقال (ص) اسكني أيتها الرحى .
فقالت ( الرحى ) : يارسول الله ، والذي بعثك بشيراً ونذيراً ، لو أمرتني لطحنت شعير المشارق
والمغارب طاعة لله ومحبة فيك يارسول الله ، ولكن ، لا أسكن حتى تضمن لي على الله الجنة ،
ففي القرآن يارسول الله : ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ) .
قال النبي (ص) : ابشري فإنك من أحجار الجنة في قصر ( فاطمة الزهراء ) ، فعند ذلك سكنت .
فقال النبي (ص) : يا ( فاطمة ) ! لو شاء الله سبحانه وتعالى لطحنت الرحى وحدها ، وكذلك أراد
الله تعالى أن يكتب لك الحسنات ، ويمحو عنك السيئات ، ويرفع لك الدرجات في الجنة في احتمال
الأذى والمشقات . يا ( فاطمة ) ! ما من إمرأة طحنت بيديها إلا كتب الله لها بكل حبة حسنة ، ومحا
عنها بكل حبة سيئة . يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة عرقت عند خبزها ، إلا جعل الله بينها وبين جهنم
سبعة خنادق من الرحمة . يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة غسلت قدرها ، إلا غسلها الله من الذنوب
والخطايا . يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة قشرت بصلة فدمعت ( عيناها إلا ...).
( يا فاطمة ! مامن إمرأة نسجت ثوباً ) إلا كتب الله لها بكل خيط واحد مائة حسنة ، ومحا عنها مائة
سيئة . يا ( فاطمة ) ! أفضل أعمال النساء المغازل .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة برمت مغزلها إلا كان له دوي تحت العرش ، فتستغفر لها الملائكة في
السماء . يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة غزلت لتشتري لأولادها أو عيالها ، إلا كتب الله لها ثوب من
أطعم ألف جائع ، وأكسى ألف عريان .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة دهنت رؤوس أولادها ، وسرحت شعورهم ، وغسلت ثيابهم وقتلت قملهم
إلا كتب الله لها بكل شعرة حسنة ، ومحا عنها بكل شعرة سيئة ، وزينها في أعين الناس أجمعين .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة منعت حاجة جارتها إلا منعها الله الشرب من حوضي يوم القيامة .
يا ( فاطمة ) ! خمسة من الماعون لا يحل منعهن : الماء ، والنار ، والخمير ، والرحى والإبرة ،
ولكل واحد منهن آفة ، فمن منع الماء بُلي بعلة الا ستسقاء ، ومن منع الخمير بلي بالغاشية ، ومن
منع الرحى بلي بصداع الرأس ، ومن الإبرة بلي بالمغص .
يا ( فاطمة ) ! أفضل من ذلك كله رضا الله ، ورضا الزوج عن زوجته .
يا ( فاطمة ) ! والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً لو متّ ، وزجك غير راضٍ عنك ، ما صليت عليك.
يا ( فاطمة ) ! أما علمت أن رضا الزوج من رضا الله ، وسخط الزوج من سخط الله ؟
يا ( فاطمة ) ! طوبي لا مرأة رضي عنها زوجها ، ولو ساعة من النهار .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة رضي عنها زوجها يوماً وليلة ، إلا كان لها عند الله أفضل من عبادة
سنة واحدة صيامها وقيامها .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة رضي عنها زوجها ساعة من النهار ، إلا كتب الله لها بكل شعرة في
جسمها حسنة ، ومحا عنها بكل شعرة سيئة .
يا ( فاطمة ) ! إن أفضل عبادة المرأة في شدة الظلمة أن ( تلتزم ) بيتها .
يا ( فاطمة ) ! أي إمرأة رضي عنها زوجها لم تخرج من الدنيا حتى ترى مقعدها في الجنة ، ولا
تخرج روحها من جسدها حتى تشرب من حوضي .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة ماتت على طاعة زوجها إلا وجبت لها الجنة .
يا ( فاطمة ) ! إمرأة بلا زوج كدار بلا باب ، إمرأة بلا زوج كشجرة بلا ثمرة .
يا ( فاطمة ) ! جلسة بين يدي الزوج أفضل من عبادة سنة ، وأفضل من طواف .
إذا حملت المرأة تستغفر لها الملائكة في السماء والحيتان في البحر ، وكتب الله لها في كل يوم
حسنة ، ومحا عنها ألف سيئة . فإذاأخذها الطلق كتب الله لها ثواب المجاهدين وثواب الشهداء
والصالحين ، وغُسلت من ذنوبها كيوم ولدتها أمها ، وكتب الله لها ثواب سبعين حجة .
فإن أرضعت ولدها كتب الله لها بكل قطرة من لبنها حسنة ، وكفّر عنها سيئة ، واستغفر لها الحور
والعين في جنات النعيم .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة عبست في وجه زوجها ، إلا غضب الله عليها وزبانية العذاب .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة منعت ( زوجها ) في الفراش ، إلا لعنها كل رطب ويابس .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة قالت لزوجها أفاً لك ، إلا لعنها الله من فوق العرش والملائكة والناس
أجمعين .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة خففت عن زوجها من كآبته درهماًواحداً ، إلا كتب الله لها بكل درهم
واحد قصر في الجنة .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة صلّت فرضها ودعت لنفسها ولم تدعِ لزوجها ، إلا رد الله عليها صلاتها ،
حتى تدعو لزوجها .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة غضب عليها زوجها ولم تسترض منه حتى يرضى إلا كانت في سخط
الله وغضبه حتى يرضى عنها زوجها .
يا ( فاطمة ) ! مامن إمرأة لبست ثيابها وخرجت من بيتها بغير إذن زوجها ، إلا لعنها كل رطب
ويابسٍ حتى ترجع إلى بيتها .
يا ( فاطمة ) ! مامن امرأة نظرت إلى وجه زوجها ولم تضحك له ، إلا غضب الله عليها في كل شيء
يا ( فاطمة ) ! مامن امرأة كشفت وجهها بغير ( إذن ) زوجها ، إلا أكبها الله على وجهها في النار .
يا ( فاطمة ) ! مامن امرأة أدخلت إلى بيتها ما يكره زوجها ، إلا أدخل الله في قبرها سبعين حية
وسبعين عقربة ، يلدغونها إلى يوم القيامة .
يا ( فاطمة ) ! مامن امرأة صامت صيام التطوع ولم تستشر زوجها ، إلا رد الله صيامها .
يا ( فاطمة ) ! مامن امرأة تصدقت من مال زوجها ، إلا كتب الله عليها ذنوب سبعين سارقاً .
فقالت ( فاطمة ) عليها السلام :
يا أبتاه ، متى تدرك النساء فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى ؟ فقال لها : ألا أدلك على شيء
تدركين به المجاهدين وأنت في بيتك ؟ فقالت : نعم يا أبتاه .
فقال : تصلي في كل يوم ركعتين تقرئين في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، و( قل هو الله أحد ) ثلاث
مرات ، فمن فعل ذلك كتب الله له ولها ثواب المجاهدين في سبيل الله تعالى .

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:31 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
معجزتها عليها السلام مع ثلاث جوار من الجنة وكلامها معهن واتحافهن لفاطمة عليها السلام
تمراً من الجنة :
عن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه ، قال: خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله صلى
الله عليه واله وسلم بعشرة أيام ، فلقيني ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام إبن عم الرسول (ص)
فقال لي : ياسلمان ! جفوتنا بعد رسول الله (ص) . فقلت : حبيبي أبا الحسن ! مثلكم لا يجفى ، غير
أن حزني على رسول الله (ص) طال ، فهو الذي منعني من زيارتكم .
فقال ( عليه السلام ) لي :ياسلمان ! ائت منزل ( فاطمة ) بنت رسول الله (ص) فإنها إليك مشتاقة
تريد تتحفك بتحفة قد اُتحفت بها من الجنة . قلت ل( علي ) عليه السلام : قد اُتحفت ( فاطمة ) عليها
السلام بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله ( ص) . قال : نعم با لأمس . قال سلمان الفارسي :
فهرولت إلى منزل ( فاطمة ) عليها السلام بنت محمد (ص) ، فإذاهي جالسة وعليها قطعة عباء...
قالت ( عليها السلام ) : يا سلمان ! جفوتني بعد وفاة أبي . قلت : حبيبتي أأجفاكم؟! قالت:فمه ،
اجلس واعقل ما أقول لك .
إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس ، وباب الدارمغلق ، وأنا أتفكرفي انقطاع الوحي عنا ،
وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد ، فدخل عليّ ثلاث جوار
لم ير الراؤون بحسنهن ، ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ، ولا أزكى من ريحهن ، فلما رأيتهن
قمت إليهن متنكرة لهن . فقلت : أنتنّ من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن : يا بنت ( محمد) !
لسنا من أهل مكة ، ولامن أهل المدينة ، ولا من أهل الأرض جميعاً ، غير أننا جوارمن الحور
العين من دار السلام ، أرسلنا رب العزة إليك ، يابنت ( محمد ) ! إنا إليك مشتاقات ، فقلت للتي
أظن أنها أكبرسناً : ما أسمك ؟ قالت : اسمي مقدودة ، قلت : ولم سمّيت مقدودة ؟ قالت : خلقت
للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله (ص) . فقلت للثانية : ما اسمك ؟ قالت : ذرة ، قلت:
ولم سميت ذرة وأنت في عيني نبيلة ؟! قالت : لأبي ذر الغفاري صاحب رسول الله ( ص) .
فقلت للثالثة : ما أسمك ؟ قالت : سلمى ، قلت : ولم سميت سلمى ؟ قالت : أنا لسلمان الفارسي
مولى أبيك رسول الله (ص) . قالت ( فاطمة ) ثم أخرجن لي رطباً أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار ،
أبيض من الثلج ، وأزكى ريحاً من المسك الأذفر . فقالت لي : ياسلمان ! أفطر عليه عشيتك ،
فإذا كان غدا فجئني بنواه ، أو قالت : عجمه . قال سلمان : فأخذت الرطب ، فما مررت بجمع من
أصحاب رسول الله (ص) إلا قالوا : ياسلمان أمعك مسك ؟ قلت : نعم . فلما كان وقت الإفطار
أفطرت عليه ، فلم أجد له عجماً ولا نوى . فمضيت إلى بنت رسول الله (ص) في اليوم الثاني ،
فقلت لها ( عليها السلام ) : إني أفطرت على ما أتحفتني به ، فما وجدت له عجماً ولا نوى ، قالت :
ياسلمان ، ولن يكون له عجم ولا نوى ، وإنما هو نخل غرسه الله في دار السلام ، ( ألا أُعلمك )
بكلام علمنيه أبي ( محمد ) (ص) كنت أقوله غدوة وعشية ؟ قال سلمان : قلت : علميني الكلام
ياسيدتي ، فقالت : إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه ؛...
بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور علي نور ، بسم الله
الذي هو مدبرالأمور ، بسم الله الذي خلق النورمن النور ، الحمد لله الذي خلق النورمن النور،
وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ،
الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، بالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله
على سيدنا محمد وآله الطاهرين ( الميامين المباركين الأطهار وسلم تسليما ًدائماً كثيراً ) .
قال سلمان : فتعلمتهن ، فوالله لقد علمتهن أكبر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم
الحمى ، فكلٌ بريء من مرضه بإذن الله تعالى .

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 02:32 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إحدى فضائل خادمتها فضة ..قال أبو القاسم القسري : إنقطعتُ في البادية عن القافلة فوجدت امرأة ، فقلت من أنت ؟ فقالت : وقل سلام فسوف تعلمون .فسلّمت عليها وقلت : ما تصنعين ها هنا ؟ قالت : من يهد الله فلا مضل له . فقلت : أمن الجن أنت أم من الأنس ؟ قالت : يا بني آدم خذوا زينتكم . فقلت : من أين أقبلت ؟ قالت : تنادون من مكان بعيد . فقلت : أين تقصدين ؟ قالت : ولله على الناس حج البيت . فقلت : متى أنقطعت ؟ قالت : ولقدخلقنا السماوات والأرض في ستة أيام . فقلت أتشتهين طعاماً ؟ فقالت : وما جعلناهم جسداً لا يأكلونالطعام . فأطعمتها ثم قلت : هرولي وتعجلي . فقالت : لا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فقلتُ :أردفك ؟فقالت : لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا ! فنزلتُ فأركبتها ، فقالت : سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له بمقرنين . فلما أدركنا القافلة قلت لها : ألك أحد فيها ؟ قالت : ياداوود إنا جعلناك خليفة ،وما ( محمد ) إلا رسول ، يا يحيى خذ الكتاب ، ياموسى لا تخف . فصحت بهذه الأسماء فإذاباربعة شباب متوجهين نحوها ، فقلت من هؤلاء منك ؟ قالت : المال والبنون زينة الحياة الدنيا . فلما أتوها قالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين . فكا فؤُني بأشياء ، فقلت : والله يضاعف لمن يشاء ، فزادوا لي ، فسألتهم عنها ، فقالوا : هذه أمنّا فضة جارية ( الزهراء ) عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن .

النور الفاطمي 27-05-2010 10:55 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا نحب فاطمة وأبيها وزوجها وبنيها ( عليهم السلام )؟ .


يروى عنهم ( عليهم السلام ) :إن من أحب قوماً حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم .


الله عزوجل فضل السيدة الطاهرة وأبيها الرسول الأكرم وزوجها الإمام علي وأبناءها الحسن


والحسين على سواهم من الناس ، لأنه تعالى اختارهم من بين الناس للقيام بمهمة الهداية وحمل


رسالة السماء الى الأرض وحفظها وتطبيقها ورعايتها والعمل بها وتعليماها للناس .. وتكرّم الله


عزوجل عليهم ورزقهم من الصفات الحميدة وميزهم عن غيرهم في النسب والحسب والعلم والفضل


والخلق الكريم .


آباءهم خير الآباء وأمهاتهم خير الأمهات وأبناءهم خير الأبناء وأصحابهم خير الأصحاب .


فكل شيء كان متميز لأهل البيت ، فصاروا خير الخلق أجمعين وأعلى مرتبة في كل صفة على كل


من في السموات والأرض ، فأصبحوا أهلاً ان يكونوا قادة وقدوة ومثلاً لجميع المخلوقات .


ومن الطبيعي ان يميل الإنسان ويحب التفوق والعظمة والشهامة والعلم والفضل والشجاعة


والكرم وهي كلها متوفرة في أهل البيت ( عليهم السلام ) يقرّ بذلك أتباعهم وخصومهم ، بحيث


لا يجد حتى الأعداء ما يؤاخذونهم عليه فليس غريباً أن نجد هذا التعلق والحب والود الكبير بآل


البيت ( عليهم السلام ) والتضحية في سبيلهم وحمل شعاراتهم فهذه العلاقة وهذا الحب هو في


الحقيقة حب للكمال والمثالية .


فالله تعالى يمثل القدرة المطلقة . وأهل البيت ( عليهم السلام ) يمثلون الظل لتلك القدرة المطلقة .


والله سبحانه يمثل العلم المطلق . وأهل البيت ( عليهم السلام ) يمثلون الظل لذلك العلم المطلق .


فهل تجدون في التاريخ . غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . من يقول بصدقٍ :


( سلوني قبل ان تفقدوني ) ؟ وهل يمكن لشخص أن يقول هذه الكلمة . بصدق . إلا من ارتبط بذلك


العلم المطلق ؟!


فتجد أنه لا تطرح أية مسألة وفي أي بعدٍ من الأبعاد على علي أمير المؤمنين . الذي استقى علمه


من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . إلا ويجيب عليها بدون أي تردد . سواء تعلقت تلك المسألة


بالدين أو الدنيا ، بالماضي أو الحاضر أو المستقبل .


إن أهل البيت ( عليهم السلام ) يمثلون أوعية مشيئة الله ، ومظاهر لطف الله ، وحملة كتاب الله ،


وخزائن علم الله ... ونحن نحبهم لأنهم يمثلون ظلاً لذلك الكمال المطلق . فقد غرس الله تعالى حب


الكمال في ذواتنا . ولذلك تهفوا نفوسنا الى الكمال بأنواعه . العلم نوع من أنواع الكمال . والتقوى


نوع من أنواع الكمال . والتواضع نوع من أنواع الكمال . وهكذا سائر السجايا الأخلاقية الطيبة .


ولكن لماذا نحب الكمال ؟ لا يوجد هنالك شيء وراء حبنا للكمال .. يكون حبنا للكمال وسيلة اليه ...


فالكمال محبوب لذاته . وفطرة كل إنسان منشدّة نحو الكمال .. وحيث أن أهل البيت ( عليهم السلام )


يجسدون الكمال ... لذا نحن نحبهم ونعشقهم ... وننشد نحوهم ... إن الله تعالى يمثّل الكمال المطلق ..


وأهل البيت ( عليهم السلام ) يمثلون الظل لذلك الكمال المطلق . واذا كانت المودة والحب حقيقي


فإنه سوف يتحول الى تفانٍ في المحبوب ، فيجعل أهل البيت بعد الله عزوجل ورسوله أحب اليه من


كل شيء آخر، وكلما ازدادت المعرفة بهم ازدادت محبتهم ومودتهم في القلوب ، وما نراه من ابتعاد


بعض الناس عنهم ذلك لأنهم لايعرفون تلك الصفوة الطاهرة ، ولوأنهم عرفوهم كما هوشأنهم لكان


لهم موقف آخروهذا هو واجبنا جميعاً نحن المحبين أن نُعرف فضلهم وكرمهم وعظيم شأنهم للناس


أجمعين حتى يتبعونه دون تردد . وفي الرواية : فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا .


إن الكتابة عن فضلهم والكلام في حقهم والنظر الى عظيم شأنهم تعتبر عبادة عظيمة ، فإن الحديث


عن هؤلاء حديث عن الفضائل والمناقب والمحاسن والمواهب والأخلاق والمبادى والقيم .


روي عن رسول الله ( ص) إنه قال : إن الله تعالى جعل لأخي ( علي ) فضائل لاتُحصى كثرةٌ ، فمن


ذكر فضيلةٌ من فضائله . مقراًبها . غفرالله له ما تقدم من ذنبه . ومن كتَب فضيلة من فضائله لم


تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم . ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له


الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر الى كتاب من فضائله غفر له التي اكتسبها بالنظر .


ثم قال (ص) النظر إلى ( علي ) عليه السلام عبادة ، وذكره عباده ، ولايقبل الله ايمان عبد إلا


بولايته والبراءة من اعدائه .


ثم إن للسيدة ( الزهراء ) عليها السلام والإمام ( علي ) عليه السلام و( للحسن والحسين ) عليهم


السلام الولاية الحقيقية على الكون والله عزوجل يعطيها من يشاء من عباده ، أعطى قبض الارواح


لعزرائيل ، وأعطى الملائكة أمورأخرى وقدرات مختلفة يتصرفون بها في هذا الكون الفسيح .


ملائكة للسحب والمطر وآخرين للبحار والصحاري وآخرين للأرزاق وغير ذلك .


قال تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكل بكم ) . وقال تعالى ( فالمدبرات أمرا ) .


وبمعنى بسيط جداً أنت أيها الانسان لديك الولاية على يديك فأنت تحرك يدك بالقوة التي أعطاها الله


لك ، فما المانع ان يجعل الله أمور الكون بيد بعض أولياءه .


والصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) كسائر المعصومين ( عليهم السلام ) لها الولاية التكوينية


وهي ( صلوات الله عليها ) ، وكذلك سائر أهل البيت ( عليهم السلام ) قد جعلهم الله الوسائط في


خلق العالم والعلّة الغائية له كما أنها وأنهم ( عليهم السلام ) سبب لطف الله تعالى وإفاضته على


العالم ، واستمرار قيام العالم بها وبهم ( عليهم السلام ) ، وقد صرح بذلك في الأدلة الشرعية


فلولاهم لساخت الارض ، وكونهم ( عليهم السلام ) سبب القيام كما أن الجاذبية والقوة الطاردة


أو العناصر الأربعة سبب القيام المادي بحيث لولاهم لساخت الأرض وانهدم العالم .


وكونهم ( عليهم السلام ) واسطة الفيض كما في حديث الكساء وغيره ، وأنه لولاهم لم يجر فيض


الله سبحانه على العالم القائم فرضاً . كما أنها ( صلوات الله عليها ) تعلم الغيب كسائر المعصومين


عليهم السلام حسب مشيئته سبحانه .


وما نذكره يشمل كل المعصومين ( عليهم السلام ) ، فإن كل الصلاحيات التي كانت للأنبياء ( عليهم


السلام ) ثابتة للمعصومين ( عليهم السلام ) أيضاً ، لأنهم أفضل منهم ، و( فاطمة ) صلوات الله


عليها أفضل من جميع الانبياء ( عليهم السلام ) إلا الرسول (ص) . لأنها ( سلام الله عليها )


بضعة منه ، لا البضعة المادية فقط ، بل المعنوية أيضاً ، إذ لا يترتب على المادية تلك الآثار


التي رتبها الرسول (ص) عليها ، وأذا كان (ص) أفضل من جميع الأنبياء فبضعته كذلك .


وهناك روايات عديدة يمكن القول بأنها متواترة ولوإجمالاً ، ومحتفة بالقرائن المعتبرة تدل على


أفضليتها ( عليها السلام ) من جميع الأنبياءإلا الرسول الأعظم (ص) وهي على طوائف : فمنها :


مادل على كون طاعتها مفروضة على جميع الخلائق والانبياء .


فعن أبي جعفر الباقر ( عليهم السلام ) : ولقد كانت ( عليه السلام ) مفروضة الطاعة على جميع


من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والانبياء والملائكة ...


ومنها : مادل على اطلاع الله تعالى على الخلق واختيارهم .


فقد قال الرسول الأعظم (ص) ل ( علي ) عليه السلام : إن الله عزوجل أشرف على الدنيا


فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة


فاختار الأئمة من وُلدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار ( فاطمة ) على نساء العالمين


مع ملاحظة وحدة السياق معه (ص) مما يفيد عمومية الأفضلية من كل الأنبياء وبضميمة مادل


أنها ( عليها السلام ) أفضل من أبنائها ( عليهم السلام ) .


وفي كمال الدين : ( ... ثم اطلع إلى الأرض اطلاعه ثالثة فاختارك وولديك )


ونظيره قوله تعالى : ( .. يا محمد إني خلقتك وخلقتُ علياً وفاطمة والحسن والحسين من سنخ


نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ... )


ووحدة السياق معه (ص) والإطلاق يفيد المطلوب . ومنها مادل بالصراحة على الأفضلية : مثلاً :


قوله (ص) : ( ما تكاملت النبوّة لنبي حتى أقر بفضلهاومحبتها ) . وكذلك الاحاديث الدالة على أنه


( لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن لفاطمة عليها السلام كفو على وجه


الأرض آدم فمن دونه ) وهي عديدة . ومنها مايدل بالا لتزام على الأفضلية مثل : أ : الكتابة على


ساق العرش والجنة : فمثلاً : قال رسول الله (ص) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب


الجنة مكتوباً : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله والحسن والحسين صفوة الله ،


فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله . وقال (ص) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين


كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزوجل آدم بألفي


عام ، فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ...


وقال (ص) : لما خلق الله ابراهيم كشف عن بصره فنظر في جانب العرش نوراً فقال : إلهي


وسيدي ماهذا النور ؟ قال : يا ابراهيم هذا نور ( علي ) ناصر ديني ، قال : إلهي وسيدي وأرى


نوراً ثالثاً يلي النورين ؟ قال : يا ابراهيم هذا نور ( فاطمة ) تلي أباها وبعلها ...


ب : والخلقة قبل آدم ( عليهم السلام ) : فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال رسول الله (ص)


خُلق نور ( فاطمة ) قبل أن تخلق الأرض والسماء ... خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق


آدم ...


ج : قصة سفينة نوح :حيث ( ... سمّر المسامير كلها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير


فضرب بيده الى مسمار منها فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء ...


وكان المسمار الأول باسم الرسول (ص) والثاني باسم الإمام علي عليه السلام والبقية باسم


الزهراء عليها السلام والحسنين عليهم السلام ...


ثم قال (ص) : ( لولانا ما سارت السفينة بأهلها ) .


د : تعليم أسمائهم ( عليهم السلام ) للأنبياء ( عليهم السلام ) فمثلاً : ورد عن الإمام الحجة (عج):


ان زكريا ( عليهم السلام ) سأل ربه أن يعلمه الاسماء الخمسة ... الحديث .


وكذلك ماورد عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( ولقد عهدنا الى آدم من ذرّيتهم .


ه : ماورد في يوم القيامة ومقامها ( عليها السلام ) مثل قوله (ص) ( ... والذي بعثني بالحق إن


جهنم لتزفرزفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق فينادى اليها : أن يا جهنم يقول لك


الجبار اسكني بعزّي واستقري حتى تجوز ( فاطمة ) بنت ( محمد ) صلى الله عليه واله وسلم


إلى الجنان ...


و : وما أشبه ذلك مثل مادل على أفضليتها ( عليها السلام ) من الأئمة ( عليهم السلام )


كقول الإمام ( الحسين ) عليه السلام : أمي خير مني . وغير ذلك . وقد دل القرآن العظيم على


ثبوت الولاية التكوينية لعدة من الأنبياء وغيرهم ، فتثبت لها ( صلوات الله عليها ) ولسائر أهل


البيت بطريق أولى : كقصة آصف وعرش بلقيس ، وسليمان ( عليه السلام ) والريح والشياطين


وغيرهم ، وقصة الجبال والطير مع داوود ( عليه السلام ) ، وقصة عيسى ( عليه السلام ) وتكلمه


في المهد وإبرائه الأكمه والابرص وإحيائه الموتى وخلقه الطير ، إلى غيرها مما ورد في القرآن


الكريم . وقد وردت طائفة كبيرة منها في السنة المطهرة. بل من أطاع الله تعالى إطاعة كاملة


يكون قادراً على العديد من ذلك كرامةً ، كسلمان الذي تكلم مع الميت ، وزينب ( عليها السلام )


بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) التي أومأت الى الناس في سوق الكوفة فهدأت الأصوات


وسكنت الأجراس وغيرهما . كما أن الأنبياء والأئمة ( عليهم الصلاة والسلام ) يأتون بها معجزة


أو خرقاً للعادة ويطلق عليهما الخارق باعتبار خرقه سنن الكون الأولية ، بأمر خالقه سبحانه .


وفي الحديث : ( اطعني تكن مثلي ) . على وزن حبرأو فرس . والأول معناه اسم المصدر والثاني


المصدر من قبيل شِبه وشبَه وحُسن وحَسن . والمثل يطلق على ( وينسب إلى ) التابع وعلى


المتبوع او المشابه ، مثل : ( مثل نوره كمشكاة ) وقد يستعمل في المتبوع مثل : ( وجعلناه مثلاً


لبني أسرائيل ) ، فإن معناه الشبه تابعاً أو متبوعاً .


ومن الواضح : أن قدرتهم التكوينية ليست ذاتية من عند أنفسهم ، بل هي منحة الله تعالى وعطاؤه


لهم ، ولذا قال سبحانه : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا ) فقدرتهم في طول قدرة الله سبحانه


وحاصلة بإرادته تعالى . ولذا لا ينافي علمهم بالغيب حسب ( إلا من ارتضى من رسول ) عدم


علمهم الذاتي حسب قوله سبحانه : ( ولو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسني السوء )


فهما كالشفاعة لا يملكها أحد بذاته ( قل للهُ الشفاعة جميعا ) وإن ملكها غير واحد فهو بأمره


سبحانه ( لا يشفعون إلا من ارتضى ) . فقوله : ( تكن مثلي ) لا ينافي ( فلا تضربوالله الأمثال )


و ( ليس كمثله شيء ) ف ( مثلي ) طولي لاعرضي ، وفي بعض الأمور بقرينه الوضوح ، والذليل


( أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء ... ) فإن الخبر يعم ويخصص الموضوع ، كالعكس ..


أما ما سبق من كونهم ( عليهم السلام ) بما فيهم ( فاطمة ) صلوات الله عليها علّة غائية للتكوين


فالأدلة والمؤيدات عديدة ، منها : ( ما ورد من : ( ما خلقت سماءاً مبنية ... إلا لأجل هؤلاء


الخمسة ) وفي حديث آخر : ( لولاك لما الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما )


ولعل الوجه في ذلك أن عدم خلق الكمال من جميع الحيثيات مع خلق ماعداه دليل على عدم قدرة


الخالق او بخُله ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، فلولاهم ( عليهم السلام ) كان الخلق على خلاف


الحكمة . وقد ذهب بعض العلماء إلى كونهم ( عليهم السلام ) العلة حدوثاً بمعنى أن الكون منهم


ككون الوفاة من عزرائيل ، وعن الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) نحن صنائع


ربنا والخلق بعد صنائعنا . وأما كونهم ( عليهم السلام ) علته بقاءاً :فلأن البقاء بحاجة الى


استمرار العلة ، كالمصباح حيث أن دوامه بحاجة الى الاتصال المستمر بالقوة الكهربائية ،
يتبع


النور الفاطمي 27-05-2010 11:28 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
وهم بإرادة الله وفي طوله تعالى علة كما أن الكهرباء بإرادته تعالى وفي طوله علة للأنارة .
وقد قيل للصادق ( عليه السلام) : الله بمقدوره أن يخلق الكون الباقي أبداً ، في أقل من الساعة
فلا عمل له سبحانه بعد ذلك ، كما قالت اليهود ( يد الله مغلولة ) فأجاب . مامعناه : بأن الكون قائم
به سبحانه على سبيل الاستمرار ، فالكون بالنسبة إليه كالصور الذهنية بالنسبة إلينا بحيث أن مجرد
عدم الالتفات يوجب إنعدامها ، ولذا ورد : ( لولا الحجة لساخت ) والمراد الإنعدام لا الإنهدام فليس
من قبيل إنهدام الكون إذا فقدت الجاذبية . وفي دعاء رجب ( فبكم يجبر المهيض ويشفى المريض
وما تزداد الأرحام وما تغيض ) إلى غير ذلك ، مما دل على هذه المراتب الثلاثة في الولاية االتكوينية
ثم إنه يدل على ولايتها ( عليها السلام ) خصوصاً أو ضمن سائر المعصومين ( عليهم السلام )
أدلة كثيرة منها : قوله ( عليه السلام ) : ( فاطمة حجة الله علينا ) . وحديث الكساء . وقوله (ص)
لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ آدم فمن دونه . وكونهم ( عليهم السلام ) أوعية مشيئة الله .
وصدور الخوارق منهم . ثم أنهم ( عليهم السلام ) ومنهم ( فاطمة ) عليها السلام يحيطون علماً
وقدرة . بإذن الله تعالى . بالكائنات جميعاً إلا ما استثنى ، وكما في جملة من الأحاديث : ( يعلمون
ماكان وما يكون وما هوكائن ) فإنه ليس بمحال عقلاً ، ويشبه ذلك في الماديات الهواء والحرارة
والجاذبية وغيرها ، كما ان عزرائيل يحيط علماً وقدرة في بُعد الإماتة بكل انسان بل بالملائكة
أيضاً . كما ورد في الأحاديث .. وقد قال الله سبحانه في إبراهيم ( عليه السلام ) : ( وكذلك نري
ابرهيم ملكوت السماوات والأرض ) . وفي يعقوب عليه السلام ( ولما فصلت العير قال إبوهم إني
لأجد ريح يوسف ) . وهم (عليهم السلام ) أفضل من الملائكة والأنبياء كما دلت على ذلك النصوص.
وفي رسول الإسلام (ص) قال الله تعالى : (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه
وسراجاً منيراً ) فإطلاق الشاهد وقرينته إطلاق الصفات الأخر يدل على العموم ، والمعلوم ، ومن
المعلوم إن الشاهد لايكون إلا من حضر .وقال سبحانه : ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) .
ويؤيده قوله تعالى بعد ذلك http://www.dewaniyat.net/forum/images/smilies/frown.gif يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا
يكتمون الله حديثاً ). وفي الروايات :"لولاأن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى
ملكوت السماوات ". فإذا كان لبني آدم هذه القدرة . لولا المنع . فأهل البيت (عليهم السلام ) أولى .
وتقول في تشهد الصلاة :" السلام عليك أيها النبي " وفي ظهور الحضور ، وفي الحديث :" نزّهونا
عن الربوبية وقولو فينا ماشئتم " حيث أن جماعة إتخذوهم ( عليهم السلام ) آلهة فنهوا عن ذلك
أما بعد الألوهية ففيهم( عليهم السلام ) كل خير والتي منها عموم العلم والقدرة ، وفي جملة من
زيارات "الحسين "(عليه السلام ) كما في بعض فقرات " الزيارة الجامعة " دلالة على ذلك .
ثم الظاهر أن علمهم الغيب لايؤثر في سلوكهم العملي ، ف"الحسن "( عليه السلام ) يشرب السم
مع أنه لم يكن مجبوراً، والرسول (ص) مضغ اللحم المسموم الذي أثر فيه وأخيراً إنتهى إلى
الموت و"علي "(عليه السلام ) كان يعلم بوقت موته ، ومع ذلك خرج إلى المسجد مع إمكانه أن
يستنيب فب صلاة الجماعة في ذلك اليوم أو يصطحب معه حراساً أو يسجن إبن ملجم أويخرجه من
المسجد أو يجعل عليه حراساً أو ماأشبه ذلك . أما القول بأنهم (عليهم السلام) لايعلمون عند نزول
الموت ، أو أنهم مضطرون ، كما في دس هارون والمأمون السم إلى الإمامين الكاظم والرضا
(عليهم السلام ) أو ما أشبه ذلك من الأجوبة فليست بمقنعة وخلاف ظاهر الأدلة . بل لو كان العلم
الغيبي يؤثر ، لما بكى الرسول (ص) لفقد ولده إبراهيم ،ولما بكى "الحسين"(عليه السلام) لفقد
أولاده وأصحابه ، مع إنهم (عليهم السلام ) يعلمون بل ويرون إنتقالهم إلى جنات النعيم ، وهل يبكي
أحدنا لذهاب ولده إلى مكان حسن جداً وهو يراه عين ا ليقين ؟؟ بل لم يكن يعقوب (عليه السلام )
يبكي من فراق يوسف (عليه السلام ) ، وهو يعلم أنه حي وسيرجع إليه بعد مدة ملكاً . لايقال : حتى
على فرض موت يوسف (عليه السلام ) فلماذا هذا البكاء من يعقوب (عليه السلام ) حتى إبيضت
عيناه وخيف عليه أن يكون حرضاً أو يكون من الهالكين ؟؟ لأنه يقال : كما أن العيون والشمس
منبع الماء والنور كذلك جعل الله سبحانه للمعنويات منابع ، فيعقوب ( عليه السلام ) منبع العطوفة
ليتأس الناس به ويستمدونها منه ولولا ذلك لم يكن لهم مايتآسون به . فعلمهم الغيبِ (صلوات الله
عليهم أجمعين) لا يؤ ثر في عواطفهم الإنسانية ، كي يكونوا إسوة ، وإلا لقال الناس إن علياً ( عليه
السلام ) كان يخوض الحروب لعلمه بأنه لايقتل ونحن لا نعلم ذلك . بل ميثم التمار جاء إلى الكوفة
وقد كان يتمكن من الفرار من مكة إلى موضع لا يصله سلطان إبن زياد ، إلى غيرها من الأمثلة
الكثيرة . وكذلك حال القدرة الغيبية إذ لايستعملونها إلا حال الإعجاز ، فلقد كانةا قادرين على رفع
الضيق عنهم وعن المؤمنين ، فهم (عليهم السلام ) .ولا مناقشة في المثال . كوكيل الإنسان الغني
لا يتصرفون في أمواله إلا بإذن الموكل وإن كان قادراً على التصرف ، والله سبحانه العالم .

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 11:30 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لمحة من عظمة الزهراء ( عليها السلام )

هي "صلوات الله عليها " أعلى وأجل من التمكن من ذكربعض ما يليق بمن دارت على معرفتها
القرون الألى ومن هي نقطة دائرة المكارم ، كما دل على ذلك قوله تعالى في حديث الكساء :" فاطمة
وأبوها وبعلها وبنوها " . فإن مكانتها وعظمتها " صلوات الله عليها " لايمكن أن يستوعبها أي واحد
من المخلوقات إلا النبي صلى الله عليه واله وسلم والوصي ( عليه السلام ) فإن الضيق لايمكن أن
يحيط بالواسع وأنى للذرة أن تحيط بالمجرة ؟! وأنى للمعرفة ان تستوعب المحيط ؟! كما قالوا بالنسبة
إلى إستحالة إدراكنا لله سبحانه لأن اللا متناهي يستحيل أن يحيط المتناهي المحدود أو يدرك كنهه ،
ولاشك أنهم ( عليهم السلام ) ليسوا كالله سبحانه في اللاتناهي واللامحدودية إلا أنه لا شك أنهم
( عليهم السلام ) أوسع من الناس الضيقين بما قديلغي النسبة بين الطرفين ويجعلها أبعد من نسبة
القطرة إلى المحيطات ، وقد " سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها " كما في الحديث الشريف
وهي ( عليها الصلاة والسلام ) حجة على كل أولادها الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) .

وهم أفضل من الانبياء والملائكة كافة . ولذا قال الإمام العسكري ( عليه السلام ) : " وهي حجة
علينا " . وقال الإمام الحجة " عجل الله فرجه الشريف " : وفي إبنة رسول الله (ص) لي أسوة
حسنة " . وقد قال الإمام " الحسين " ( عليه السلام ) : " أمي خير مني " . ولها " عليها السلام "
الولاية بتفويض الله سبحانه لها كتفويضة الولاية لهم ( عليهم السلام ) . كما جاء شرحه في الصفحات
السابقة . أما كونها ( عليها السلام ) كسائرهم ( عليهم السلام ) في حجية قولها وفعلها وتقريرها
فما قام عليه الإجماع .

بعض فضائل السيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام )
عن سلمان قال النبي (ص) : ياسلمان من أحب " فاطمة " بنتي فهو في الجنة معي ومن أبغضها
فهو في النار . ياسلمان حب " فاطمة " ينفع في مائة من المواطن ، أيسرتلك ، المواطن ، الموت ،
والقبر ، والميزان ، والصراط والمحاسبة . فمن رضيت عنه إبنتي " فاطمة " رضيتُ عنه ، ومن
رضيتُ عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه ( إبنتي فاطمة ) غضبتُ عليه ، ومن غضبتُ عليه
غضب الله عليه ، ياسلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً ، وويل لمن يظلم
ذريتها وشيعتها .

قال رسول الله (ص) : إبنتي " فاطمة " حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها " فاطمة "
لأن الله فطمها ومحبيها عن النار . كانت " فاطمة الزهراء " تكنى بأم أبيها .

عن عائشة أنها قالت : ما رأيت أحد أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله في قيامها وقعودها من
" فاطمة " بنت رسول الله ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبي قام اليها فقبلها وأجلسها في مجلسه
وكان النبي اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها .

كان رسول الله (ص) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله " فاطمة " وأول من يدخل عليه إذا
قدم " فاطمة " ( عليها السلام ) .إنعقاد نطفة " فاطمة " من ثمار الجنة . كانت تتحدث مع أمها في
بطنها . قال رسوالله (ص) : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء اهل الجنة ( أو نساء المؤمنين ) .
وروي سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين ، وروي سيدة نساء هذه الأمة ونساء العالمين .

وروي سيدة نساء العالمين . وروي سيدة نساء أهل الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
وكانت عائشة اذا ذكرت " فاطمة " بنت النبي (ص) قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا
أن يكون الذي ولدها . قال رسول الله (ص) " فاطمة " بضعة مني فمن أغضبها أغضبني .

وقال : فإنما " فاطمة " بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آداها . وقال : إنما " فاطمة "
شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها . وقال : إنما " فاطمة " بضعة مني يسرني
ما يسرها . وقال : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك .

عن رسول الله (ص) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلا الله محمد
رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة
الله .

عن رسول الله (ص) : إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد " فاطمة " فأنا وليهم وأنا
عصبتهم ، وهم خلقوامن طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه
الله . سئل الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن معنى حيّ على خير العمل ؟ فقال : خير العمل برٌ
" فاطمة " وولدها . وفي خبر آخر : الولاية

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 11:32 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

حديث الكساء وبيان عظمة أهل البيت في الكون ..

إن عظمة ومكانة الزهراء البتول هي ليست فقط لأهل الأرض بل هي عظيمة أيضاً لأهل السماء

وإن شهرتها ليست فقط لمخلوقات الارض بل هي للكون كله . وإن رسول الله صلى الله عليه واله

وسلم لم يترك مناسبة متميزة إلا وبين للناس عظمة الزهراء ومكانتها عنده . ولكنه وفي مناسبة

معينة اشترك الوحي الالهي عن الله عزوجل مع رسول الله (ص) في بيان المكانة الكونية للزهراء

وأبيها وزوجها وبنيها وذلك حين اجتمعوا تحت الكساء اليماني في بيت " فاطمة " ( عليها السلام )

فقد روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن " فاطمة " ( عليها السلام ) أنها قالت : دخل علي

أبي رسو الله (ص) في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا " فاطمة " ، فقلت : وعليك السلام

يا أبتاه فقال : إني أجد في بدني ضعفا ، فقلت له : أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف ، فقال : يا "فاطمة "

أيتيني بالكساء اليماني فغطيني به ، فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه

يتلأ لأ كأنه البدر في ليلة تمامة وكمالة . فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي " الحسن " ( عليه السلام )

قد أقبل وقال : السلام عليك يا أماه ، فقلت : وعليك السلام يا قرة عيني وثمرة فؤادي ، فقال : ياأماه

إني أشُم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله (ص) فقلت : نعم إن جدك تحت الكساء ،

فأقبل " الحسن " نحوالكساء وقال : السلام عليك يا جداه يارسول الله ، أتأذن لي أن أدخل معك

تحت الكساء فقال : وعليك السلام يا ولدي وياصاحب حوضي قد أذنت لك ، فدخل معه تحت الكساء .

فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي " الحسين " ( عليه السلام ) قدأقبل وقال : السلام عليك ياأماه

فقلت وعليك السلام ياولدي ياقرة عيني وثمرة فؤادي ، فقال لي : ياأماه إني أشُمُ عندك رائحة

طيبة كأنها رائحة جدي رسو الله (ص) فقلت : نعم إن جدك وأخاك تحت الكساء ، فدنا " الحسين "

( عليه السلام ) نحو الكساء وقال : السلام عليك ياجداه ، السلام عليك يامن اختاره الله ، أتأذن

لي أن أكون معكما تحت الكساء ؟ فقال : وعليك السلام ياولدي وياشافع أمتي قد أذنت لك، فدخل

معهما تحت الكساء . فأقبل عند ذلك أبو الحسن " علي بن أبي " طالب وقال : السلام عليك يا

بنت رسول الله (ص) فقلت : وعليك السلام ياأبا الحسن وياأمير المؤمنين ، فقال : يا "فاطمة "

إني أشُمُ عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وإبن عمي رسول الله (ص) فقلت : نعم ، هاهو مع

ولديك تحت الكساء، فأقبل " علي " نحو الكساء وقال : السلام عليك يارسول الله (ص) أتأذن

لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال له : وعليك السلام ياأخي ويا وصيي وخليفتي وصاحب

لوائي قد أذنت لك ، فدخل " علي " تحت الكساء . ثم أتيت نحو الكساء وقلت : السلام عليك باأبتاه

يارسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال : وعليك السلام يا بنتي ويابضعتي قد

أذنت لك ، فدخلتُ تحت الكساء . فلما اكتملنا جميعا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء

وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ،

ودمهم دمي ، يؤلمني مايؤلمهم ، ويحزنني مايحزنهم أنا حرب من حاربهم، وسلم من سالمهم ،

وعدوّ من عاداهم ، ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنامنهم ، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك

وغفرانك ورضوانك علي وعليهم ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

فقال الله عزوجل : ياملائكتي وياسكان سماواتي ، إني ماخلقت سماء مبنية ولاأضاً مدحية ولا

قمراً منيراً ولاشمساً مضيئة ولافُلكاً يدور ولا بحراً يجري ولافُلكاً يسري إلا محبة هؤلاء الخمسة

الذين هم تحت الكساء . فقال الأمين جبرئيل يارب : ومن تحت الكساء ؟ فقال عزوجل : هم أهل

بيت النبوة ومعدن الرسالة هم " فاطمة " وأبوها وبعلها وبنوها ، فقال جبرئيل : يارب أتأذن لي

أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً ؟ فقال الله عزوجل : نعم قد أذنت لك ، فهبط الأمين

جبرئيل وقال : السلام عليك يارسول الله ، العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والأكرام

ويقول لك : وعزتي وجلالي إني ماخلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولاقمراً منيراً ولاشمساً

مضيئة ولا فُلكاً يدور ولابحراً يجري ولافُلكاً يسري إلا لأجلكم ومحبتكم ، وقد أذن لي أن أدخل معكم ،

فهل تأذن لي يارسول الله ؟ فقال رسول الله : وعليك السلام ياأمين وحي الله إنه نعم قد أذنت لك ،

فدخل جبرئيل معنا تحت الكساء ، فقال لأبي : إن الله قد أوحى إليكم يقول : ( إنما يريدالله ليذهب

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

فقال " علي " لأبي : يارسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عن الله ؟ فقال

النبي (ص) والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجيا ، ماذكر خبرنا هذا في محفل من

محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا إلا ونزلت عليهم الرحمة ، وحفّت بهم الملائكة

واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا فقال " علي " ( عليه السلام ) إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة

فقال أبي رسول الله (ص) : يا " علي " والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجيا ماذكر

خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلا وفرج

الله همه ، ولا مغموم إلا وكشف الله غمه ، ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته ، فقال " علي "

( عليه السلام ) : إذاً والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة ورب الكعبة .

وقد نظم أحد العلماء هذا الحديث شعراً فقال :

روت لنا فاطمة خير النساء------------------- حديث أهل الفضل أصحاب الكساء

تقول : أن سيد الانام ------------------------ قد جاءني يوما من الايام

فقال لي : إني أرى في بدني ---------------- ضعفا أراه اليوم قد أنحلني

قومي عليّ يالكساء اليماني --------------- وفيه غطيني بلا تواني

قالت: فجئته وقد لبيته -------------------- مسرعة وبالكسا غطيته

وكنت أرنووجهه كالبدر------------------- في أربع بعد ليال عشر

فما مضى إلايسيرمن زمن---------------حتى أتى أبو محمد الحسن

فقال :ياأماه اني أجد -------------------- رائحة طيبة أعتقد

بأنها رائحة النبي ---------------------- -أخي الوصي المرتضى عليّ

قلت: نعم هاهوذاتحت الكسا ------------ مدثر به تغطى واكتسى

فجاءنحوه إبنه مسلما ----------------- مستأذنا قال له : أدخل مكرما

فما مضى إلاالقليل إلا ----------------- جاء الحسين السبط مستقلا

فقال ياأم أشم عندك ------------------- رائحة كأنها المسك الذكي

وحق من أولادك منه شرفا ------------ أطنها ريح النبي المصطفى

قلت:نعم تحت الكساءهذا-------------- بجنبه أخوك فيه لاذا


فأقبل السبط له مستأذناً -------------- مسلما قال له : أدخل معنا

وما مضى من ساعة إلاوقد---------- جاء أبوهما الغضنفرالأسد

أبوالأئمة الهداةالنجبا ---------------- المرتضى رابع أصحاب الكسا

فقال ياسيدة النساء ------------------ ومن بهازُوجت في السماء

إني أشم في حماك رائحة ----------- كأنها الورد الندي فايحة

يحكي شذاها عرف سيد البشر------- وخير من لبى وطاف واعتمر

قلت:نعم تحت الكسا التحفا --------- وضم شبليك وفيه اكتفا

فجاء يستأذن منه سائلا ----------- منه الدخول قال : فادخل عاجلا

قالت: فجئت نحوهم مسلمة ------- قال: أدخلي محبوةُ مكرمة

فعندما بهم أضاء الموضع--------- وكلهم تحت الكسا اجتمعوا

نادى إله الخلق جل وعلا --------- يسمع أملاك السموات العلى

أُقسم بالعزة والجلال ------------- وبارتفاعي فوق كل عالي

مامن سما رفعتها مبنية---------- وليس أرض في الثرى مدحية

ولا خلقتُ قمراً منيرا-------------- كلا ولا شمسا أضاءت نورا

إلا لأجل من هم تحت الكسا ------- من لم يكن أمرهم ملتبسا

قال الأمين: قلت: يارب ومن------تحت الكسا ؟ بحقهم لنا أبن

فقال لي: هم معدن الرسالة ------ ومهبط التنزيل والجلالة

وقال: هم فاطمة وبعلها---------- والمصطفى والحسنان نسلها

فقلت:يارباه هل تأذن لي -------- أن أهبط الأرض لذاك المنزل

فأغتدي تحت الكسا سادسا------ كماجُعلتُ خادما وحارسا

قال:نعم فجاءهم مسلما--------- مسلما يتلوعليهم إنما

يقول:إن الله خصكم بها--------- معجزة لمن غدا منتبها

أقراكم رب العلا سلامه -------- وخصكم بغاية الكرامة

وهويقول معلنا ومفهما -------- أملاكه الغرّ بما تقدما

قال علي:قلت:ياحبيبي--------- مالجلوسنا من النصيب ؟

قال النبي: والذي اصطفاني ----- وخصني بالوحي واجتباني

ما أن جرى ذكرٌ لهذا الخبر----- في محفل الاشياع خير معشر

إلاوأنزل الإله الرحمة --------- وفيهم حفّت جنود جمة

من الملائكة الذين صدقوا------ تحرسهم في الدهر ماتفرقوا

كلاوليس فيهمُ مغموم --------- إلا وعنه كشفت هموم

كلاولاطالب حاجة يرى-------- قضاءها عليه قد تعسرا

إلاقضى الله الكريم حاجته----- وأنزل الرضوان فضلا ساحته

قال علي:نحن والأحباب------- أشياعنا الذين قدما طابوا

فزنا بما نلناورب الكعبة ----- فليشكرن كل فرد ربه
يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 11:34 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

روايات كثيرة قيلت في حق أهل البيت ( عليهم السلام )

وذلك قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ففي جميع الصحاح
والسنن وكتب المناقب العامة والخاصة :
أن النبي جلل" الحسن والحسين وعلي وفاطمة " بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ،
أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فنزلت الآية إجابة لدعاء النبي .
وفي قول النبي صلى الله عليه واله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) أنا
حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم . وقال بعد أن أخذ بيد " الحسن والحسين " من أحبني وأحب
هذين وأباهما وأمهما كان معي درجتي يوم القيامة .
قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما . وقال (ص): مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف
عنها غرق . وقال (ص) : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي .
وقال (ص): ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب الى سببي ونسبي . وروي انه آخر ما تكلم به رسول
الله (ص) : إخلفوني في أهل بيتي . وقال (ص): خيركم خيركم لأهلي من بعدي .
وقال(ص): استوصلوا بأهل بيتي خيرا فإني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه اخصمه ، ومن
أخصمه دخل النار . وقال(ص): من صنع الى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة .
وقال(ص): أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في
أمورهم عندما اضطروا اليه والمحب لهم بقلبه ولسانه . وقال(ص): من أراد التوسل إلي وأن
يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم .
وعنه (ص): الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم وأهل بيته . وقال(ص): يرد
الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين . وقال رسول الله ل " علي " أوتيت
ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا ، صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي وأوتيت زوجة صدّيقة مثل إبنتي ولم أوت
مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وأنا
منكم . وقال(ص): أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي .
وعنه (ص): شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي . وقال(ص):... وأساس الإسلام حبي
وحب أهل بيتي . وعنه (ص)قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره
فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن حبنا أهل البيت .
وقال(ص): أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن فإن حملة
القرآن في ظل الله يوم لاظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه . وعنه(ص)قال:إن لكل بني أب عصبة
ينتمون إليها إلا ولد " فاطمة" فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ويل للمكذبين
بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله . وقال(ص): من مات على حب آل محمد مات
شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات
تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد
بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف
العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن
مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزاراً لملائكة الرحمن ، ألا ومن مات على حب آل محمد على
السنة والجماعة ، ألا ومن مات علىبغض آل محمد جاءيوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من
رحمة الله ، ألا ومن على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم
رائحة الجنة . وقال(ص):الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عزوجل وهويودنادخل الجنة
بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا . وعنه (ص): اثبتكم على الصراط
أشدكم حباً لأهل بيتي . وقال(ص): حب آل محمد يوماً خير من عبادة سنة . وقال(ص): خير رجالكم
علي بن ابي طالب وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة بنت محمد .
قال الشافعي :
ياراكبا قف بالحصب من منى --------------------- واهتف بساكن خفيفها والناهض
سحرا إذافاض الحجيج إلى منى ------------------ فيضا كملتطم الفرات الفائض
أن كان رفضا حب آل محمد ---------------------- فليشهد الثقلان أني رافضي
وقال :
آل النبي ذريعتي --------------------------------- وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم أُعطى غدا ---------------------------- بيدي اليمين صحيفتي
وقال :
ياآل بيت رسول الله حبكم ------------------------ فرض من الله في القرآن انزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم -------------------- من لم يصل عليكم لا صلاة له
وقال حين سمع أن أناسا لا يتحملون سماع فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن يذكرهم يقال
له رافضي :
إّذا في مجلس نذكر علياً ------------------------ وسبطيه وفاطمة الزكية
يقال تجاوزواياقوم هذا ------------------------- فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس ------------------ يرون الرفض حب الفاطمية
وقال الشيخ الشعراني :
فلا تعول بأهل البيت خلقا ----------------------- فأهل البيت هم أهل السيادة
فبعضهم من الانسان خسر --------------------- حقيقي وحبهم عبادة
وقال ابن العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة ---------------------- على رغم أهل البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث أجرا على الهدى-------------- بتبليغه إلا المودة في القربى
قال رسول الله (ص): والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا ادخله الله النار .
وعنه (ص): ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي
ولقى الله مبغضاً لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم . وقال(ص): من أبغضنا أهل البيت
فهو منافق . وعنه(ص): أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً ، فقيل له:
يارسول الله وإن صام وصلى ، قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجز بذلك من سفك دمه
وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون . وقال(ص): من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والاسلام
ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله ، إن الله حرم الجنة على
من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم.
نزلت الآية الكريمة ( فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون ) إنها نزلت في أهل البيت " محمد
وعلي وفاطمة والحسن والحسين " . نعم الله عزوجل شاء أن يكون أهل البيت هم الداعين إليه
وهم الباب الذي منه يؤتى وهم الوسيلة التي من خلالها تنفذ إرادة الرب العظيم لأنه وجدهم أكفاء
لذلك فمن أراد الله بدأ بهم ، وقد فرض الله تعالى على عامة المسلمين تقديرهم وتعظيمهم عندما
جعل مكافأة النبي على جهاده كل جهاده في سبيل الاسلام تتمثل في مودتهم ، وقال تعالى : ( قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) وجعل الصلاة على رسول الله (ص) بتراء ناقصة من دون
الصلاة عليهم أجمعين . وحتى الأنبياء توسلوا بهم ليقضي الله لهم حاجاتهم ، آدم توسل بهم ليتوب
الله عليه ونوح نجى ومن معه حين كتب أسماءهم على سفينته فأنجاه الله من الغرق . وإبراهيم
( عليه السلام ) صارت النار له برداً وسلاما حين ذكرهم ، وموسى أنجاه الله عزوجل وقومه بفضلهم
هم النور نور الله جل جلاله ------------------- هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي الله خزان علمه ------------------ ميامين في أبياتهم نزل الذكر
وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه --------------- ومكنونة من قبل أن يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق الله آدما -------------------- ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
ولا سطحت أرض ولا رفعت سما ------------- ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر
ونوح به في الفلك لما دعا نجا --------------- وغيض به طوفانه وقضى الامر
ولولاهم نار الخليل لما غدت ----------------- سلاما وبردا وانطفى ذلك الجمر
ولولاهم يعقوب مازال حزنه ------------------ ولا كان عن أيوب ينكشف الضر
ولان لداوود الحديد بسرهم ------------------- فقدر في سرد يحير به الفكر
ولما سليمان البساط به سرى----------------- أسيلت له عين يفيض له القطر
وسخرت الريح الرخاء بأمره ----------------- فغدوتها شهر وروحتها شهر
وهم سر موسى والعصا عندما عصى -------- أوامره فرعون والتقف السحر
ولولاهم ماكان عيسى بن مريم--------------- لعازر من طيّ اللحود له نشر
سرى سرهم في الكائنات وفضلهم------------ وكل نبي فيه من سرهم سر

يتبع ..

النور الفاطمي 27-05-2010 11:36 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

تحية من الله تعالى لأهل البيت ( عليهم السلام )

عن إبن عباس قال : كنت جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذات يوم وبين يديه
" علي" و" فاطمة " و"الحسن " و" الحسين " ( عليهم السلام ) إذ هبط جبرئيل ومعه تفاحة فحيى
بها النبي (ص) فتحيى بها وحيى بها " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) فتحيى بها وقبلها وردها
إلى رسول الله (ص) فتحيى بها ، وحيى بها " الحسن " فتحيى بها " الحسن" وقبلها وردها إلى
رسول الله (ص) فتحيى بها ، وحيى بها " الحسين " فتحيى بها وقبلها وردها إلى رسول الله (ص)
فتحيى بها ، وحيى بها " فاطمة " ( عليها السلام ) فتحيت بها وقبلتها وردتها إلى رسول الله (ص)
فتحيى بها الرابعة وحيى بها " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) فتحيى بها ، ولما هم أن يردها
إلى رسول الله (ص) سقطت التفاحة من بين أنامله فانفلقت نصفين فسطع منها نور حتى بلغ السماء
الدنيا ، فإذا عليها سطران مكتوبان : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، تحية من الله تعالى الى "محمد"
المصطفى ، و"علي" المرتضى ، و" فاطمة " الزهراء ، و" الحسن " و" الحسين " سبطي رسول
الله ، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار .
عن "ا لحسين بن علي " ( عليه السلام ) : حدثني أبي " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) قال:
أخذ النبي (ص) بيد " الحسن " و" الحسين " فقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان
معي في درجتي يوم القيامة . عن " الحسين بن علي " ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (ص)
" فاطمة " بهجة قلبي ، وأبناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي
وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من أعتصم به نجا ، ومن تخلف عنه هوى .
عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (ص) : إن الله جعل " علياً " وزجته وأبناءه حجج الله على
خلقه ، وهم أبواب العلم في أمتي ، من اهتدى بهم هُدي إلى صراط مستقيم . وعنه قال: قال رسول
الله (ص) :اهتدوا بالشمس ، فإذا غاب الشمس فاهتدوا بالقمر ، فإذا غاب القمر فاهتدوا بالزهرة
فإذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقدين ز فقيل : يارسول الله ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما
الفرقدان ؟ قال: الشمس أنا ، والقمر " علي " والزهرة " فاطمة " والفرقدان " الحسن" و"الحسين"
صلوات الله عليهم أجمعين .
في قوله تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هوالتواب الرحيم ) .
اخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله (ص) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه
فتاب عليه ، قال: سأل بحق " محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين " إلا تبت عليّ ، فتاب عليه .
عن رسول الله (ص) يقول: أنا شجرة ، و" فاطمة " فرعها ، و" علي " لقاحها ، و " حسن وحسين"
ثمرها ، ومحبيهم من أمتي أوراقها . ثم قال: هم في جنة عدن والذي بعثني بالحق .
عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قول الله عز
وجل ( كمشكاة فيها مصباح ) قال: المشكاة " فاطمة " والمصباح " الحسن " و " الحسين "
( الزجاجة كاتها كوكب دري ) قال: كانت " فاطمة " كوكباً دُريا من نساء العالمين ( يوقد من شجرة
مباركة ) الشجرة المباركة ابراهيم ( لاشرقية ولا غربية ) لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضيء)
قال: يكاد العلم أن ينطق منها ( ولولم تمسه نار ، نور على نور ) قال: فيها إمام بعد إمام ( يهدي
الله لنوره من يشاء ) قال: يهدي الله عزوجل لولايتنا من يشاء .
يتبع ...

النور الفاطمي 27-05-2010 11:40 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بعض القصص التي تبين فضلهم :

غزالة للحسن وأخرى للحسين ( عليهم السلام )

روي أن أعرابياً أتى الرسول فقال له : يارسول الله لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها اليك هدية

لولديك " الحسن والحسين " ، فقبلهما النبي صلى الله عليه واله وسلم ودعا له بالخير ، فإذا

" الحسن " واقف عند جده فرغب إليها وأعطاها إياه ، فمضى ساعة إلا و " الحسين " قد أقبل

فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها ، فقال: يا أخي من أين لك هذه الخشفة ؟ فقال " الحسن "

أعطانيها جدي رسول الله (ص) ، فسار" الحسين " مسرعاً إلى جده فقال: ياجداه أعطيت أخي

خشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها وجعل يكرر القول على جده وهوساكت لكنه يسلي خاطره ويلاطفه

بشيء من الكلام حتى أفضى من أمر " الحسين " إلى أن هم يبكي فبينما هو كذلك اذ نحن بصياح

قد ارتفع عند باب المسجد فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول الله

وتضربها بأحد أطرافها حتى أتت بها إلى النبي ، ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح وقالت: يارسول الله

قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وآل بها إليك وبقيت لي هذه الاخرة وأنا بها مسرورة

وإني كنت الآن أرضعها فسمعت قائلاً يقول: أسرعي أسرعي يا غزالة بخشفك إلى النبي (ص)

وأوصليه سريعاً لأن " الحسين " واقف بين يدي جده وقد هم أن يبكي والملائكة بأجمعهم قد

رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة ، ولوبكى " الحسين " لبكت الملائكة المقربون لبكائه وسمعت

أيضاً قائلاً يقول: أسرعي ياغزالة قبل جريان الدموع على خد " الحسين " فإن لم تفعلي سلطت

عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك ، فأتيت بخشفي إليك يارسول الله وقطعت مسافة بعيدة لكن طويت

الارض حتى أتيتك سريعة وأنا أحمد الله ربي كيف جئتك قبل جريان دموع " الحسين " على خده

فارتفع التكبير والتهليل من الأصحاب ودعا النبي (ص) للغزالة بالخير والبركة وأخذ " الحسين "

الخشفة وأتى به إلى أمه " الزهراء " ( عليها السلام ) فسّرت بذلك سروراً عظيما .

النور الفاطمي 27-05-2010 11:43 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عندما ضاع الحسين ( عليه السلام )

روي أن النبي خرج من المدينة غازيا وأخذ معه " علياً " وبقي " الحسن والحسين " ( عليهما السلام)
عند أمهما لأنهما صغيران ، فخرج " الحسين " ( عليه السلام ) ذات يوم من دار أمه يمشي في
شوارع المدينة وكان عمره يومئذ ثلاث سنين ، فوقع بين نخيل وبساتين حول المدينة فجعل يسير
في جوانبها ويتفرج في مضاربها ، فمر عليه يهودي يقال له صالح بن رقعة اليهودي فأخذه إلى
بيته وأخفاه عن أمه ، حتى بلغ النهار إلى وقت العصر و " الحسين " لم يتبين له أثر ، فقاد قلب
" فاطمة " بالهم والحزن على ولدها " الحسين " ( عليه السلام ) فصارت تخرج من دارها إلى
باب مسجد النبي (ص) سبعين مرة فلم تر أحدا تبعثه في طلب " الحسين " ( عليه السلام ) ، ثم
أقبلت إلى ولدها " الحسن " ( عليه السلام ) وقالت له : يا مهجة قلبي وقرة عيني قم فاطلب أخاك
" الحسين " فإن قلبي يحترق من فراقه ، فقام " الحسن " وخرج من المدينة وأتى إلى دور حولها
نخل كثير وجعل ينادي يا " حسين بن علي " ياقرة عين النبي أين أنت يا أخي ؟ قال فبينما "الحسن"
ينادي إذ بدا له غزالة في تلك الساعة فألهم الله " الحسن " أن يسأل الغزالة فقال: ياظبية هل
رأيت أخي " حسينا " ؟ فأنطق الله الغزالة ببركات رسول الله ، وقالت: يا " حسن " يانور عين
المصطفى وسرور قلب المرتضى ويا مهجة فؤاد " الزهراء " ، اعلم أن أخاك أخذه صالح اليهودي
وأخفاه في بيته ، فسار " الحسن " حتى أتى دار اليهودي فناداه فخرج صالح فقال له " الحسن "
الي " الحسين " من دارك وسلمه الي وإلا أقول لأمي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها
حتى لا يبقي على وجه الأرض يهودي ، ثم أقول لأبي يضرب بحسامه لجمعكم حتى يلحقكم بدار
البوار ، وأقول لجدي يسأل الله سبحانه أن لايدع يهوديا إلا وقد فارق روحه ، فتحير صالح اليهودي
من كلام " الحسن " وقال له ياصبي من أمك ؟ فقال: أمي " الزهراء " بنت محمد المصطفى
قلادة الصفوة ودرة صدف العصمة وعزة جمال العالم والحكمة ، وهي نقطة دائرة المناقب والمفاخر
ولمعة من انوار المحامد والمآثر ، خمرة طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة وكتب الله في
صحيفتها عتق عصاة الأمة ، وهي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء "فاطمة الزهراء"
( عليها السلام ) ، فقال اليهودي: أما أمك فعرفتها ، فمن أبوك ؟ فقال " الحسن " ( عليه السلام)
إن أبي أسد الله الغالب " علي بن أبي طالب " الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين والمصلي
مع النبي في القبلتين والمفدي نفسه لسيد الثقلين أبو " الحسن والحسين " فقال صالح: ياصبي
عرفت أباك فمن جدك ؟ فقال: جدي من صف الجليل ، وثمرة إبراهيم الخليل ، الكوكب الدري والنور
المضيء من مصباح التبجيل المعلقة في عرش الجليل سيد الكونين ورسول الثقلين ونظام الدارين
وفخر العالمين ومقتدى الحرمين وإمام المشرقين والمغربين وجد السبطين أنا " الحسن" وأخي
" الحسين " ، قال: فلما فرغ " الحسن " من تعداد مناقبه إنجلى صداة الكفر عن قلب صالح
وهملت عيناه بالدموع وجعل ينظر كالمتحير متعجباً من حسن منطقه وصغر سنه وجودة فهمه
ثم قال: يا ثمرة فؤاد المصطفى ويانور عين المرتضى ويا سرور صدر " الزهراء " يا " حسن "
أخبرني من قبل أن أسلم إليك أخاك عن أحكام دين الاسلام حتى أذعن لك وأنقاد إلى الاسلام ثم أن "
الحسن " عرض عليه أحكام الاسلام وعرفه الحلال والحرام فأسلم صالح وأحسن الاسلام على يد
الامام وسلم أخاه " الحسين " ثم نثر على رأسيهما طبقاً من الذهب والفضة وتصدق به على
الفقراء والمساكين ببركة " الحسن والحسين " ( عليهم السلام ) ، ثم أن " الحسن " أخذ بيد
أخيه " الحسين " وأتيا إلى أمهما ، فلما رأتهما إطمأن قلبها وزاد سرورها بولديها ، قال: فلما
كان اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلاً من رهطه وأقاربه وقد دخلوا جميعهم في الاسلام
على يد الامام إبن الامام أخي الامام ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) ، ثم تقدم صالح إلى الباب
باب " الزهراء " رافعاً صوته بالثناء للسادة الأمناء وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار
" فاطمة " وهو يقول : يابنت " محمد المصطفى " عملت سوءاً بابنك وآذيت ولدك وأنا على فعلي
نادم فاصفحي عن ذنبي ، فأرسلت إليه " فاطمة " تقول: ياصالح أما أنا فقد غفرت عنك من حقي
ونصيبي وصفحت عن ما سوءتني به لكنهما ابناي وابنا " علي " المرتضى فاعتذر إليه مما
آذيت إبنه ثم أن صالحا إنتظر " علياً " ، حتى أتى من سفره وعرض عليه حاله واعترف عنده
بما جرى له وبكى بين يديه واعتذر مما أساء إليه فقال له : ياصالح أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت
عن ذنبك لكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله (ص) فامض إليه واعتذر مما أسأت بولده ، قال:
فأتى صالح إلى رسول الله (ص) باكياً حزيناً وقال: ياسيد المرسلين أنت قد أرسلت رحمة للعالمين
وإني قد أسأت وأخطأت وإني قد سرقت ولدك " الحسين " وأدخلته داري وأخفيته عن أخيه وأمه
وقد سوءتهما في ذلك وأنا الآن قد فارقت الكفر ودخلت في دين الاسلام فقال له النبي (ص) أما
أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر الى الله وتستغفره مما أسأت
به قرة عين الرسول ومهجة فؤاد البتول حتى يعفو الله عنك سبحانه ، قال:فلم يزل صالح يستغفر
ربه ويتوسل إليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل وأوقات الصلوات حتى نزل جبرئيل إلى
النبي بأحسن التبجيل وهو يقول: يا " محمد " قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل في دين
الاسلام على يد الامام إبن الامام ( عليهم أفضل الصلوات والسلام ) .

النور الفاطمي 27-05-2010 11:44 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قصتهم مع النبي نوح ( عليه السلام )

عن النبي (ص) أنه قال: لما أراد الله عزوجل أن يهلك قوم نوح أوحى الله إليه أن شق ألواح الساج

فلما شقها لم يدر ماصنع ، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مئة الف مسمار وتسعة

وعشرون ألف مسمار . فسمر المسامير كلها في السفينة الى أن بقيت خمسة مسامير ، فضرب بيده

إلى مسمار منها فأشرق في يده أضاء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء فتحير من ذلك نوح

فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال: أنا على إسم خير الانبياء " محمد بن عبدالله " (ص)

فهبط جبرئيل فقال له: يا جبرئيل ماهذا المسمار الذي ما رأيت مثله ؟ قال: هذا باسم خير الأولين

والآخرين " محمد بن عبدالله " (ص) ، أسمره في أولها على جانب السفينة الايمن . ثم ضرب

بيده على مسمار ثان ، فأشرق وأنار ، فقال نوح: وماهذا المسمار؟ قال: مسمار أخيه وإبن عمه

" علي بن أبي طالب " ، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها . ثم ضرب بيده على مسمار

ثالث ، فزهر وأشرق وأنار ، فقال له جبرئيل ( عليه السلام ): هذا مسمار " فاطمة " ( عليها السلام)

فأسمره إلى جانب مسمار أبيها (ص) . ثم ضرب بيده الى رابع فزهر وأنار ، فقال له : هذا مسمار

" الحسن " ( عليه السلام ) فأسمره إلى جانب مسمار أبيه . ثم ضرب بيده إلى مسمارخامس ،

فأشرق وأنار وبكى وأظهر النداوة ، فقال: يا جبرئيل ماهذه النداوة ؟ فقال: هذا مسمار " الحسين

بن علي " سيد الشهداء ، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه .

ثم قال النبي (ص) : قال الله تعالى :( وحملناه على ذات ألواح ودسر ) ، قال النبي : الالواح خشب

السفينة ، ونحن الدسر ، ولولانا ماسارت السفينة بأهلها .

النور الفاطمي 27-05-2010 11:46 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

العلماء الروس يكتشفون قطع من سفينة نوح عليها أسماء أهل البيت ( عليهم السلام) :

وفي تموز عام 1951م حينما كان جماعة من العلماء السوفيت المختصين بالآثار القديمة ينقبون

في منطقة ب " وادي قاف " عثروا على قطع متناثرة من أخشاب قديمة متسوسة وبالية مما دعاهم

إلى التنقيب والحفر أكثر وأعمق ، فوقفوا على أخشاب أخرى متحجرة وكثيرة ، كانت بعيدة في أعماق

الأرض ! ومن بين تلك الأخشاب التي توصلوا إليها نتيجة التنقيب : خشبة على شكل مستطيل طولها

14عقدا وعرضها 10 عقود سببت دهشتهم واستغرابهم ، إذ أنها تتغير ولم تتسوس ، ولم تتناثر

كغيرها من الأخشاب الأخرى . وفي أواخر عام 1952م أُكمل التحقيق حول هذه الآثار ، فظهر أن

اللوحة المشار إليها كانت ضمن سفينة النبي نوح ( عليه السلام ) ، وأن الأخشاب الأخرى هي

حطام سفينة نوح ، وشوهد أن هذه اللوحة قد نقشت عليها بعض الحروف التي تعود إلى أقدم لغة .

وبعد الانتهاء من الحفر عام 1953م ، شكلت الحكومة السوفيتية لجنة قوامها سبعة من علماء

اللغات القديمة ، ومن أهم علماء الآثار وهم: ( سوله نوف ) استاذ الألسن في جامعة موسكو.

( ايفاهان خنيو ) عالم الأ لسن القديمة في كلية لولوهان بالصين . ( ميشاتن لو ) مدير الآثار

القديمة . ( تا نمول كورف ) أستاذ اللغات في كلية كيفنزو . ( دي راكن ) أستاذ الآثار في معهد لينين.

( ايم أحمد كولاد ) مدير التنقيب والا كتشافات العام . ( ميجر كو لتوف ) رئيس جامعة ستالين .

وبعد ثمانية أشهر من دراسة تلك اللوحة والحروف المنقوشة عليها : إتفقوا على أن هذه اللوحة

كانت مصنوعة من نفس الخشب الذي صنعت منه سفينة نوح ( عليه السلام ) ، وأن النبي نوح

( عليه السلام ) كان قد وضع هذه اللوحة في سفينته للتبرك والحفظ . وكانت حروف اللوحة باللغة

السامانية وقد ترجمها إلى اللغة الا نجليزية العالم البريطاني ( ايف ماكس ) أستاذ الأ لسن القديمة

في جامعة ما نجستر ، وهذا نصها مع ترجمتها بالعربية :

ياإلهي ويامعيني ----------------------------------------------Omy God my helper

برحمتك وكرمك ساعدني --------------------------Keep my hands with mercy

ولأجل هذه النفوس المقدسة -------------------------And for those holy people

محمد -----------------------------------------------------------------------Mohamed

إيليا ----------------------------------------------------------------------------------Alia

شبر ---------------------------------------------------------------------------Shabbar

شبير ---------------------------------------------------------------------------Shabbir

فاطمة ---------------------------------------------------------------------------Fatema

الذين هم جميعهم عظماء --------------------------------------They are all Biggest

ومكرمون ---------------------------------------------------------and honourables

العالم قائم لأجلهم ---------------------------------------------------------------for them

ساعدني لأجل أسمائهم -------------------------------------Help me by their name

أنت فقط تستطيع أن توجهنحو الطريق المستقيم ----------------------------------- you can reform to rights

ولا يخفى عليك . أن : " إيليا " و " شبر " و " شبير " أسماء باللغة السامانية ومعناها بالعربية

" علي " و " حسن " و " حسين " . ،

وأخيراً ... بقي هؤلاء العلماء في دهشة كبرى أمام عظمة هذه الأسماء الخمسة المقدسة ومنزلة

أصحابها عند الله تعالى ، حيث توسل بها نوح ( عليه السلام ) . واللغز الأهم الذي لم يستطع تفسيره

أيُ واحد منهم هو عدم تفسخ هذه اللوحة بالذات رغم مرور آلاف السنين عليها .

إن هذه اللوحة موجودة الآن في " متحف الآثار القديمة " في موسكو . وعلى أثر هذه المعجزة

الخالدة التي ظهرت لأهل البيت ( عليهم السلام ) إعتنق جمع كبير من الناس دين الإسلام ومذهب

أهل البيت ، وبدأوا يدخلون في دين الله أفواجا ، واعتبروا هذه اللوحة الأثرية دليلاً قاطعاً على

أحقية دين الإسلام وعظمة أهل البيت عند الله ، هذا إلى جانب الأدلة الأخرى .

نور الزهراء 28-05-2010 02:02 AM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
يعطيييك الف عاااافيه

النور الفاطمي 29-05-2010 03:13 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم


توسل زكريا بأهل البيت ( عليهم السلام )


عن مولانا المهدي ( عليه السلام ) في جواب سعد بن عبد الله في حديث طويل : أن زكريا سأل ربه


أن يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرئيل ( عليه السلام ) فعلمه إياها . فكان زكريا إذا ذكر


" محمدا وعليا وفاطمة والحسن " سري عنه همه وانجلى كربه ، وإذا ذكر إسم " الحسين "


خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة . فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت


بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت " الحسين " تدمع عيني وتثور زفرتي ؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى


عن قصته وقال: ( كهيعص ) ، فالكاف إسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد وهوظالم


" الحسين " ، والعين عطشه ، والصاد صبره .


فلما سمع ذلك زكريا ( عليه السلام ) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول


عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته : " إلهي ، أتفجع خير خلقك بولده ؟ أتنزل بلوى


هذه الرزية بفنائه ؟ إلهي أتلبس " علياً وفاطمة " ثياب هذه المصيبة ؟ إلهي ، أتحل كربة هذه


الفجيعة بساحتهما " ؟ ثم كان يقول: " إلهي أرزقني ولدا تقر به عيني على الكبر ، وأجعله وارثا


وصيا ، وأجعل محله مني محل " الحسين " فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ، ثم افجعني به كما تفجع


" محمدا " حبيبك بولده " ، فرزقه الله يحيي ( عليه السلام ) ، وفجعه به . وكان حمل يحيي ستة


اشهر وحمل " الحسين " ( عليه السلام ) كذلك .


النور الفاطمي 29-05-2010 03:14 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مسكين ويتيم وأسير على باب " فاطمة " ( عليها السلام )

قال إبن عباس : مرض " الحسن والحسين " ( عليهما السلام ) فعادهما جدهما رسول الله صلى
الله عليه واله وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا: ياأبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ، فقال
" علي " إن برئا مما بهما صمت لله عزوجل ثلاثة أيام شكراً ، وقالت " فاطمة " كذلك ، وقالت
جارية يقال لها فضة نوبية : إن برأ سيداي صمت لله عزوجل شكراً ، فاُلبس الغلامان العافية ،
وليس عند آل محمد قليل ولاكثير ، فانطلق " علي " إلى شمعون الخيبري فاقترض منه ثلاث
أصع من شعير ، فجاء بها فوضعها ، فقامت " فاطمة " إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى " علي "
مع رسول الله (ص) ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب .
فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عزوجل
على موائد الجنة ، فسمعه " علي " ( عليه السلام ) فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم
وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء . فلما كان اليوم الثاني قامت " فاطمة " ( عليها السلام ) إلى صاع
وخبزته وصلى " علي " مع النبي (ص) ثم أتى المنزل ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف
بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين ، استشهد والدي
أطعموني فأعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذقوا إلا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت " فاطمة "
( عليها السلام ) إلى الصاع الباقي فطحنته واخبزته ، فصلى " علي " ( عليه السلام ) مع النبي
(ص) ثم أتى المنزل ، ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال: السلام عليكم
أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولاتطعمونا ، أطعموني فإني أسير ، فأطعموه الطعام ، ومكثوا
ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرأى ما بهم من جوع ، فأنزل الله
تعالى عليهم ( هل أتى ...... ) السورة بأكملها تشير إلى فضيلة " علي " و " فاطمة " و"الحسنين"
( عليهم السلام ) .
شفاعتهم ( عليهم السلام ) يوم القيامة
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله لنشفعن لشيعتنا ، والله لنشفعن لشيعتنا ، والله لنشفعن
لشيعتنا ، حتى يقول الناس : ( فما لنا من شافعين . ولا صديق حميم ) .
عن جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا ، وذلك أن
الله سبحانه يفضلنا ويفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون فإن رأى ذلك من ليس منهم قالوا
( فما لنامن شافعين . ولا صديق حميم ) .
عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) انه قال: إن الله أباح لمحمد الشفاعة في أمته ( وأعطانا
الشفاعة في شيعتنا ) ، وإن لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ، وإليه الاشارة بقوله ( فما لنامن شافعين)
قال: ( والله لنشفعن في شيعتنا حتى يقول أعداؤنا : " فما لنا من شافعين " ثم قال: والله ليشفعن
شيعتنا في أهاليهم حتى تقول شيعة أعداءنا : ( ولا صديق حميم ) .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:15 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في آية القربى
في قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها
حسنا أن الله غفورشكور ) .
وآلاية كما تراها خطاب من الله العظيم الى نبيه الكريم ( قل ) يامحمد لأمتك ( لاأسألكم عليه )
على أداء الرسالة ( أجراً ) شيئاً من الأجر ( إلا المودة في القربى ) أي إلا أن تودوا قرابتي ،
والمودة في اللغة هو اظهار الحب ، وقد اتفقت كلمات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وكلمات
أتباعهم أن المقصود من القربى هم أقرباء النبي ، وهناك أحاديث متواترة مشهورة في كتب الشيعة
والسنة حول تعيين القربى بأفرادهم وأسمائهم ، ومن جملة الأحاديث التي ذكرها علماء المسلمين
في صحاحهم وتفاسيرهم هذا الحديث :
لما نزلت هذه الآية قالوا: يارسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال(ص)
" علي " و "فاطمة " و " ابناها " الخ .
وحديث آخر رواه الطبري وابن حجرأيضاً : ان رسول الله (ص) قال: إن الله جعل أجري عليكم
المودة في أهل بيتي ، وإني سائلكم غداً عنهم .
وإليك بعض الأحاديث التي تصرح با حتجاج أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الآية على
أن المقصود من القربى هم : في الصواعق المحرقة لابن حجر : عن علي ( عليه السلام ) :
فينا في آل حم ، لا يحفظ مودتنا إلا كا مؤمن ثم قرأ : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في
القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) .
وفي الصواعق أيضاً : عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) انه خطب خطبة قال فيها : وأنا من أهل
البيت افترض الله عزوجل مودتهم وموالاتهم ، فقال فيما أنزل على محمد (ص) : ( قل لا أسألكم
عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) واقتراف الحسنة مودتنا
أهل البيت ..... الخ .
وفي الصواعق أيضاً عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) حينما أتاه رجل من
أهل الشام ، وهو ( عليه السلام ) أسير ، وقد أقيم على باب الجامع الأموي بدمشق فقال له الشامي
الحمد لله الذي قتلكم ... الخ ، فقال له ( عليه السلام ) : أما قرأت : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا
المودة في القربى ) .
وعن جابر بن عبدالله قال: جاء أعرابي إلى النبي (ص) فقال: يامحمد اعرض علي الإسلام .
فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله . قال: تسألني عليه
أجراً ؟ قال:لا ، إلا المودة في القربى ، قال: قرابتي أو قرابتك ؟قال:قرابتي ، قال: هات أبايعك ،
فعلى من لا يحبك ولايحب قرابتك لعنة الله ، فقال النبي (ص) : أمين .
وقدذكر شيخنا الأميني " عليه الرحمة " في الجزء الثالث من الغدير خمسة وأربعين مصدرا
حول نزول الآية في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وهي : الإمام أحمد ،
ابن المنذر ، ابن أبي حاتم ، الطبري ، ابن مردويه ، الثعلبي ، أبو عبدالله الملا ، ابو الشيخ النسائي ،
الواحدي ، أبو نعيم ، البغوي ، البزاز ، ابن المغازلي ، الحسكاني ، محب الدين ، الزمخشري ،
ابن عساكر، أبو الفرج ، الحمويني النيسابوري ، ابن طلحة ، الرازي ، أبو السعود ، أبوحيان ،
ابن أبي الحديد ، البيضاوي ، النسفي ، الهيثمي ، ابن الصباغ ، الكنجي ، المناوي ، القسطلاني ،
الزرندي ، الخازن ، الزرقاني ، ابن حجر ، السمهوي ، السيوطي ، الصفوري ، الصبان ، الشبلنجي ،
الحضرمي ، النبهاني .
لماذا جعل الله اجرالرسالة مودة أهل البيت ؟ وماذا نستفيد من مودتنا للقربى ؟
1- ان مودة أهل البيت وإظهار الحب لهم هي في صالحنا نحن المسلمون لأننا بحبنا لهم نسير في
الطريق الصحيح الذي يحبه الله ورسوله .
2- إن أهل البيت هم الامتداد الطبيعي لرسول الله (ص) فمن كان يريد أن ينظر إلى أقوال وأفعال
وأخلاق رسول الله (ص) فلينظر إلى أهل البيت .
3- كان أهل البيت ( عليهم السلام ) يقامون تحريف الدين ولولاهم لكان الإسلام محرف مثل
اليهودية والنصرانية .
4- كانوا سلام الله عليهم مصدراً لإنقاذ الدين ولقد كان يستعين بهم الملوك والسلاطين وغيرهم
حينما لا يستطيعون أن يجيبوا على أسئلة شخصيات اليهود والنصارى وحينما تتعلق الأمور بالحفاظ
على الدين الإسلامي فيحلون الكثير من المشاكل المهمة والصعبة حتى قال عمر بن الخطاب :
لولا علي لهلك عمر .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:16 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في آية المباهلة وأدلة عصتمها
قال الله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءكم من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ، ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) .
تعتبرهذه الواقعة من الوقائع المشهورة ، والحوادث المعروفة عند المسلمين من يوم وقوعها الى
يومنا هذا ، ويكفي ان نقول في هذا الشأن : إن جميع المفسرين والمحدثين " إلا من شذ وندر "
قد اتفقت كلمتهم على نزول هذه الآية على رسول الله (ص) حينما جرى الحوار بينه وبين النصارى
حول عيسى بن مريم ( عليه السلام ) وإليك الواقعة بصورة موجزة مروية عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قدم على النبي (ص) وفد من نصارى نجران ، ويتقدمهم
ثلا ثة من كبارهم : العاقب ، ومحسن ، والاسقف ، ورافقهم رجلان من مشاهير اليهود ، جاؤوا
ليمتحنوا رسول الله (ص) فقال له الأسقف: يا أبا القاسم فذاك موسى من أبوه ؟ فقال النبي (ص):
عمران . فقال الأسقف : فيوسف من أبوه ؟ فقال النبي (ص): يعقوب . فقال ألأسقف: فداك أبي
وأمي : فأنت من أبوك ؟ فقال النبي (ص): عبدالله بن عبدالمطلب . فقال ألأسقف: فعيسى منأبوه ؟
فسكت النبي (ص) ، فنزل جبرئيل فقال: هوروح الله وكلمته . فقال ألأسقف: يكون روح بلا جسد؟
فسكت النبي (ص) فأوحى الله إليه : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له
كن فيكون ) فوثب الأسقف وثبة إعظام لعيسى أن يقال له من تراب ثم قال: مانجد هذا- يامحمد -
في التوراة ولا في الانجيل ولافي الزبور ، ولا نجد هذا إلا عندك فأوحى الله إليه : " فقل تعالوا
ندع ... الخ " فقالوا : أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى موعدك ؟ قال: بالغداة إنشاء الله ، فلما صلى
النبي (ص) الصبح أخذ بيد علي وجعله بين يديه ، وقال: وأخذ فاطمة ( عليها السلام ) فجعلها
خلف ظهره ، وأخذ الحسن والحسين عن يمينه وشماله ، وقال لهما : إذا دعوت فأمنوا .
وذكر الرازي في تفسيره : قال أسقف نجران : يامعشر النصارى ! إني لأرى وجوها لو سألوا
الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها ، فلا تباهلوهم فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى
يوم القيامة . فأقبلوا حتى جلسوا بين يديه ثم قالوا: يا أبا القاسم أقلنا ، قال: نعم قد أقلتكم: أما
والذي بعثني بالحق لو باهلتكم ماترك الله على ظهر الأرض نصرانيا إلا أهلكه .
وقد أجمع المسلمون أن رسول الله (ص) لم يأخذ معه من الرجال إلا عليا ، ومن الأبناء إلا الحسن
والحسين ، ومن النساء إلا ابنته فاطمة الزهراء ، ولوكانت في نساء المسلمين امرأة كفاطمة
الزهراء في الجلالة والعظمة والقداسة والنزاهة لدعاها رسول الله (ص) لترافقه للمباهلة ،
مع العلم ان الله تعالى أمر نبيه أن يدعو نساءه بقوله تعالى : ( ونساءنا ) ولكنه (ص) لم يجد
امرأة تليق بالمباهلة سوى ابنته .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:17 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عصمة الزهراء ( عليها السلام )

إن الذي يدل على عصمة " فاطمة الزهراء " قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل

البيت ويطهركم تطهيرا ) ، ان هذه الآية تدل على عصمة وطهارة أهل البيت وهم محمد وعلي وفاطمة

والحسن والحسين ( عليهم السلام ) . ويدل أيضاً على عصمة فاطمة الزهراء قول النبي (ص) :

" فاطمة بضعة مني ، يؤذيني مايؤذيها ، فمن آدى فاطمة فقدآذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل

وهذا يدل على عصمتها ، لأنها لوكانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذياً له ( ص ) .

عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في حديث طويل : ولقد كانت ( عليها السلام ) مفروضة

الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة . الحديث .

خرج النبي (ص) وهو آخذ بيده فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة

بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي ، وهي روحي التي بين جنبي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن

آذاني فقد آذى الله .

وعن رسول الله (ص) قال عن الله تبارك وتعالى انه قال: يا أحمد ، لولاك لما خلقت الافلاك ولولا

علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:18 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم


عصمة الزهراء ( عليها السلام )


إن الذي يدل على عصمة " فاطمة الزهراء " قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل


البيت ويطهركم تطهيرا ) ، ان هذه الآية تدل على عصمة وطهارة أهل البيت وهم محمد وعلي وفاطمة


والحسن والحسين ( عليهم السلام ) . ويدل أيضاً على عصمة فاطمة الزهراء قول النبي (ص) :


" فاطمة بضعة مني ، يؤذيني مايؤذيها ، فمن آدى فاطمة فقدآذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل


وهذا يدل على عصمتها ، لأنها لوكانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذياً له ( ص ) .


عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في حديث طويل : ولقد كانت ( عليها السلام ) مفروضة


الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة . الحديث .


خرج النبي (ص) وهو آخذ بيده فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة


بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي ، وهي روحي التي بين جنبي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن


آذاني فقد آذى الله .


وعن رسول الله (ص) قال عن الله تبارك وتعالى انه قال: يا أحمد ، لولاك لما خلقت الافلاك ولولا


علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:20 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

حالها عند مرض أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

عن عبد الله بن عباس قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول: لما أن مرض النبي
المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه ، ودخلت عليه " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام)
فلما رأت مابه خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها ، فلما أن رآها رسول الله (ص) قال:
مايبكيك يابنية ؟ قالت: وكيف لاأبكي وأنا أرى مابك من الضعف ، فمن لنا بعدك يارسول الله ؟

قال لها (ص): لكم الله ، فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء ، وأمها تك من أزواجهم
يا " فاطمة " أو علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبياً ، وبعثه رسولا ، ثم " علياً " فزوجتك
إياه وجعله وصياً ، فهوأعظم الناس حقا على المسلمين بعد أبيك ، وأقدمهم سلماً ، وأعزهم خطراً
وأجملهم خلقا ، وأشدهم في الله وفيّ غضباً ، وأشجعهم قلباً ، وأثبتهم وأربطهم جأشاً ، وأسخاهم
كفاً ، ففرحت بذلك الزهراء ( عليها السلام ) فرحاً شديداً ، فقال رسول الله : هل سررت يابنية ؟!

قالت: نعم يارسول الله ، لقد سررتني وأحزنتني ، قال: كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها .

قال: أفلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله ؟ قالت بلى يارسول الله قال: إن " علياً " أول من
آمن بالله ، وهو ابن عم رسول الله ، وأخ الرسول ، ووصي رسول الله ، وزوج بنت رسول الله ،
وابناه سبطا رسول الله ، وعمه سيد الشهداء عم رسول الله ، وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم
رسول الله ، والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه .
فهذه يا بنية خصال لم يعطها أحد قبله ، ولاأحد بعده ، يابنية هل سررتك ؟!

قالت: نعم يارسول الله

أولا أزيدك مزيد الخير كله ؟ قالت بلى . قال: ان الله تعالى خلق الخلق قسمين ، فجعلني وزوجك
في أخيرهما قسماً ، وذلك قوله عزوجل : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) . ثم جعل الإثنين
ثلاثاً فجعلني وزوجك في أخيرها ثلثا وذلك قوله : ( والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات
النعيم ) .

وقال أبا ذر: دخلت على رسول الله (ص) في مرضه الذي توفي فيه فقال: ياأبا ذر إيتني بإبنتي
" فاطمة " ، قال: فقمتُ ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك !! ( قديكون طلب من
أحدهم إبلاغها أو كلمها مع المراعاة الكاملة لشروط الحجاب وآداب الإسلام ) .
قال: فلبست جلبابها واتزرت وخرجت حتى دخلت على رسول الله (ص) فلمارأت رسول الله (ص) إنكبت عليه وبكت وبكى رسول الله (ص) لبكائها وضمها إليه ثم قال : يا " فاطمة " لاتبكين فداك أبوك فأنت
أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين وأنت
أول من يرد عليّ الحوض !! . قالت: " يا أبه أين ألقاك ؟ " قال(ص): تلقيني عند الحوض وأنا
أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداءك ومبغضيك . قالت : " يارسول اللهُ فإن لم ألقاك عند الحوض؟

قال (ص): تلقيني عند الميزان . قالت: يا أبه وإن لم ألقاك عند الميزان ؟ قال (ص): تلقيني عند
الصراط وأنا أقول سلّم ، سلّم ، شيعة " علي " . قال أبوذر: فسكن قلبها ..

وعن عبدالله بن العباس قال: لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته ،
فقيل له : يارسول الله ، مايبكيك ؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرارأمتي من بعدي ، كأني
" بفاطمة " بنتي وقد ظلمت بعدي ، وهي تنادي: يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي ، فسمعت ذلك
" فاطمة " ( عليها السلام ) فبكت ، فقال رسول الله (ص) : لاتبكي يابنية فقالت: لست أبكي لما
يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يارسول الله ، فقال لها : أبشري يابنت محمد بسرعة اللحاق
بي ، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي .

وروى جابر بن عبدالله الانصاري قال: دخلت " فاطمة " ( عليها السلام ) على رسول الله (ص) وهو
في سكرات الموت ، فانكبت عليه تبكي ففتح عينه وأفاق ، ثم قال(ص): يا بنية ، أنت المظلومة
بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي ، فمن آذاك فقد آذاني ، ومن غاظك فقد غاظني ، ومن سرك فقد
سرني ، ومن برك فقد برني ، ومن جفاك فقد جفاني ، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد
قطعني ، ومن أنصفك فقد انصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لانك مني وأنا منك ، وأنت بضعة مني
وروحي التي بين جنبي . ثم قال (ص) إلى الله أشكو ظالميك من أمتي .

عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال ، قلت لأبي : فما كان بعد خروج الملائكة من عند رسول الله
(ص) قال: فقال لما كان اليوم الذي ثقل فيه وجع النبي (ص) وخيف عليه الموت ، دعا " عليا "
و " فاطمة " و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وقال لمن في بيته : أخرجوا عني ،
فقال لأم سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحد ، ففعلت أمُ سلمة ، فقال:يا " علي " فدنا منه
فأخذ بيد " فاطمة " ( عليها السلام ) فوضعها على صدره طويلاً ، وأخذ بيد " علي " بيده الأخرى
فلما أراد رسول الله (ص) الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام ، فبكت " فاطمة "
( عليها السلام) بكاء شديد " وبكي " " علي والحسن والحسين " ( عليهما السلام ) لبكاء رسول
الله (ص) . فقالت " فاطمة " يارسول الله ، قد قطعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك ياسيد النبيين من
الأولين والآخرين ، ويا أمين ربه ورسوله ،وياحبيبه ونبيه ، من لولدي بعدك ؟ ولذل أهل بيتك بعدك؟
من ل" علي " أخيك وناصر الدين ؟ من لوحي الله ؟ ثم بكت ، وأكبت على وجهه فقبلته ، وأكب
عليه " علي والحسن والحسين " ( عليهم السلام ) فرفع رأسه إليهم ويدها في يده فوضعها في
يد " علي " وقال له : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ، ووديعة رسوله محمد (ص) عندك ، فاحفظ
الله واحفظني فيها وإنك لفاعل ، هذه - والله - سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين هذه -
مريم الكبرى ، أما - والله - ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ماسألته .
يا " علي " ، أنفذ لما أمرتك به " فاطمة " فقد أمرتها بأشياء أمرني بها جبرئيل ( عليه السلام )
واعلم يا " علي " ، أني راض عمن رضيت عنه ابنتي " فاطمة " ، وكذلك ربي والملائكة
يا " علي " ، ويل لمن ظلمها ، وويل لمن ابتزها حقها ، وويل لمن انتهك حرمتها ، وويل لمن
أحرق بابها ، وويل لمن آذى حليلها ، وويل لمن شاقها وبارزها .

اللهم إني منهم بريء ، وهم مني براء . ثم سماهم رسول الله (ص) وضم " فاطمة " إليه
و " عليا والحسن والحسين " ( عليهم السلام ) وقال: اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم
" بأنهم " يدخلون الجنة وحرب وعدولمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم
زعيم " بأنهم " يدخلون النار .

ثم - والله - يا " فاطمة " لا أرضى حتى ترضي ، ثم لا أرضى حتى ترضي .

النور الفاطمي 29-05-2010 03:21 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

وبعد أن أدى رسول الله (ص) واجبه اتجاه هذه الأمة ، جاءت ساعة رحيله من الدنيا ، فمرض
مرضاً شديداً ، وزاد مرضه وعلته ، مارآه من بعض أصحابه حين بدأوا بالتمرد على أوامره ، وعلمه
بأنهم يتحينون الفرصة من أجل الاستيلاء على الأمور بعده ، فذلك يقول له حين طلب من الجالسين
حوله ورقة وقلم كي يكتب لهم كتاب لم يضلوا بعده أبداً ، قال: إنه ليهجر ( أي يهذي ولا يعي مايقول)
وكان (ص) يريد أن يؤكد للناس أن لهذه الأمة خليفة قدعينه في غدير خم وأشار إليه في مواقف
كثيرة وعديدة ، فلا يمكن أن يعُقل أن الرسول الأكرم الذي بين للناس جميع أمور حياتهم حتى ما
يتعلق بملابسهم وأكلهم وشربهم ودخولهم إلى الحمام ، أن يترك أمته العظيمة وهي حديثة عهد
بالإسلام ، تتخبط في اختيار خليفة له ، ولكنهم كانوا يعلمون بما سيكتبه رسول الله (ص) فلذلك
قالوا أنه ليهجر ، أي يهذي ولا يعي مايقول ، وهوالذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وآخرون يطلب منهم أن يلتحقوا بجيش أسامة بن زيد ( الذي كان يبلغ من العمر 18سنة ) فلم
يلتحقوا بذلك الجيش حتى قال (ص) : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ، حيث كان (ص) يريد
أن يخلي المدينة من الكثير ممن كان يُخشى منهم مخالفة أوامره بعد وفاته ، ولكنهم لم يخرجوا
وبعثوا العيون لكي يتحسسوا حالة الرسول (ص) الصحية . وحين انتقل رسول الله (ص) إلى
رحمة الله الواسعة ، انشغل الإمام " علي " وبني هاشم والناس بتغسيله وتكفينه والحزن عليه ،
وانشغل بعضهم في الاجتماع وبسرعة لتعيين خليفة من بعد رسول الله مخالفةً لأمره في أن يكون
الإمام علي خليفة من بعده . وقد قيل الكثير في هذا الشأن ، ومما نقله التاريخ لنا أن المجتمعين
احتجوا بأنهم فعلوا ذلك بالشورى ، ولكن كيف تكون شورى بين المسلمين وأكثرهم كان غائباً
وكيف تكون شورى وقد عين أبوبكر من بعده عمر خليفة خوفاً من اختلاف المسلمين من بعده ،
فهل يعقل أن يخاف هو من اختلاف المسلمين أكثر من خاتم الأنبياء محمد (ص) ، وكيف تكون
شورى وقد عين عمر قبل وفاته مجموعة قليلة يختار منهم المسلمون واحداً فقط وبشروط معينة .

وأمر مهم آخر!! نقول كيف قامت صيغة القيادة في الشرائع المتقدمة ؟ بعث الله للبشر مائة وأربع
وعشرون نبي ، وصل إلينا معلومات عن مجموعة من الأنبياء ، ولكن لم نجد في التاريخ الانسانية
ولونمودج واحد وفي الوف الأعوام ، تجربة واحدة للشورىفي القيادة بعد النبي ، لم نجد أن أحد
الأنبياء قال: أيها الناس انتخبوا النبي أو الوصي بعدي !!

ولكننا وجدنا في التاريخ الانساني أن تعيين النبي وصي النبي كان يتم من عند الله عزوجل ، هذا
النبي موسى ( عليه السلام ) يقول: ( واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري )
فقال له الله عزوجل: قد أجيب سؤالك ياموسى . فالله عز وجل عين هارون . وفي مكان أخر من
القرأن الكريم وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. وقال
موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح.....).

فنجد أن النبي موسى ترك قومه أربعين ليلة وتم يتركهم بدون وصي وخليفة فجعل عليهم أخيه هارون
وهذا التاريخ الاسلامي في زمن الرسول الأكرم (ص) لم يذكر لنا ولا حادثة واحدة كان الرسول يشاور
فيها أصحابه في الأمور المتعلقة بالقيادة, خرج من المدينة عشرات المرات ولم يجمع أصحابه
ويشاورهم فيمن يكون خليفته في المدينة بل كان يعين بنفسه, فلان أنت خليفتي على ذلك الأمر أنت امام
الجماعة , أنت قائد الجيش, فإن قتلت ففلان وإن قتل ففلان.

وكل مخلص ومحق لو تابع حياة الرسول (ص) لعلم أنه (ص) كان يريد أن يكون بعده "علي" خليفة
على المسلمين.


النور الفاطمي 29-05-2010 03:22 PM

رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وهذه بعض نمادج مما حدث أثناء مرض الرسول الأكرم وبعد وفاته (ص) :

منعوه من أن يكتب لهم :

قال أحدهم : اشتد برسول الله مرضه ووجعه فقال: أئتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون

بعدي أبداً - فتنازعوا- ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: إن رسول الله يهجر ، فجعلوا يعيدون عليه

فقال: دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، فأوصى بثلاث : أن يخرج المشركون من جزيرة

العرب وأن يجازي الوفد بنحو مما كان يجيزهم ، وسكت عن الثالثة عمداً وقال: نسيتها .

عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس : اشتد برسول الله وجعه فقال: أئتوني أكتب لكم كتاباً لن

تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا - ولاينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: ماشأنه أهجر ؟ استفهموه ،

فذهبوا يرددون عليه ؟ فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال:

أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ماكنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ،

أوقال: فنسيتها . إن الرسول عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ،

قال: هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ، فقال عمر: إن رسول الله قد غلبه الوجع ، وعندكم

القرآن حسبنا كتاب الله ؟ فاختلف أهل البيت واختصموا ، فلما كثر اللغط والاختلاف ... قال النبي :

قوموا عني .

نذكر هنا أن ابن عباس قدروى محاورة طريفة جرت بينه وبين عمر بن الخطاب في أوائل عهده

بالخلافة ملخصها : أن عمرقال له: ياعبدالله ، عليك دماء البدن إن كتمتها ... هل بقي في نفس

" علي " شيء من أمر الخلافة ؟ قلت: نعم ، قال: أيزعم أن رسول الله نص عليه ؟ قلت: نعم ،

فقال عمر: لقد كان في رسول الله من أمره ذروة من قول ، لايثبت حجة ولا يقطع عذراً ، ولقد كان

يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاَ وحيطة

على الإسلام ... فعلم رسول الله أني علمت مافي نفسه فأمسك . فهل كان عمر حسب هذه المحاورة

أحرص على الإسلام من النبي الأكرم ؟

لم يلتحقوا بجيش أسامة :

يقول ابن سعد : ولما كان يوم الاثنين لأربع ليالِ بقين من صفر سنة إحدى عشر من مهاجر رسول

الله : أمر رسو ل الله بالتهيؤ لغزو الروم ، فلما كان من الغد دعا أسامة ابن زيد فقال: " سر إلى

موضع أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فأغر صباحاً على أهل أبني وحرق عليهم

وأسرع السير وتسبق الأخبار ، وإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الادلاء وقدم العيون

والطلائع أمامك ". فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله فحم وصدع . فلما أصبح يوم الخميس

عقد لأسامة لواءاً بيده ، ثم قال: " أغر باسم الله ، في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله " . فخرج

بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجوف ، مع وجوه المهاجرين

والأنصار ، فيهم أبوبكر وعمر وأبو عبيدة ... فتكلم قوم وقالوا: أيستعمل هذا الغلام على الهاجرين

الأولين ؟ فغضب الرسول غضباً شديداًَ ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة .... فصعد المنبر...

وقال: " أما بعد أيها الناس فما مقالة قد بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في

إمارة أسامة لقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله ، وأيم الله إنه كان للأمارة لخليقاً ، وإن ابنه من

بعده لخليق للأمارة ، إنه كان لمن أحب الناس إلي وإنهما لمحلان لكل خير ، فاستوصوا به إنه

من خياركم " . ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول ... وثقل رسول

الله صلى الله عليه واله وسلم وجعل يقول : " أنفذوا بعث أسامة " . فلما كان يوم الأحد اشتد

برسول الله وجعه ، فدخل أسامة على النبي (ص) والنبي مغمور مغمي عليه ... فطأطأ أسامة

فقبله ورسول الله لايتكلم ، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة ، قال: فعرفت أنه

يدعوا لي ، ورجع أسامة إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل ، فبينما هو يريد الركوب ... توفي

رسول الله ... والغريب في الأمر هو: الحاح الرسول على ضرورة مسير جيش أسامة إلى الوجهة

التي وجهها إياه على الرغم من مرضه ، وأعجب من ذلك هو تلكؤ القوم وتملصهم عن تنفيذ أمر

النبي ، فكأن هناك أمراً خفياً يتنازع عليه الطرفان . ترى لماذا ألح الرسول على إنفاذ الجيش في

تلك اللحظة الحاسمة من حياته ؟ لماذا وضع في الجيش كبار الصحابة وفي مقدمتهم أبوبكر وعمر

واستثنى " علي بن أبي طالب " ؟ ولماذا جعل أسامة قائداً للجيش رغم احتجاج كبار الصحابة ؟

لماذا أحجم القوم عن تنفيذ أوامره ؟ هل رغب الرسول في إخلاء الجو ل" علي " ؟ وشعر القوم

بذلك فأحجموا ؟ تلك أسئلة محيرة دون شك . ثم هل هناك من صلة بين مسألة جيش أسامة وبين

رواية الدواة والقرطاس ؟ ومما يجعل هذا الأمر المعقد أكثر تعقيداً ، هو أن الرسول قد فقد قدرته

على النطق قبيل وفاته وأثناء الانشغال بجيش أسامة ، ولكن إشارته باليد إلى أسامة أبلغ وسيلة

عن رغبته في إنفاذ ذلك الجيش الذي لو نفذ لتغير مجرى التاريخ الإسلامي تغيراً كبيراً .


الساعة الآن 11:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir