![]() |
سلسلة أمهات المعصومين
اللهم صلي على محمد وآل محمد اخواني سأبدأ بسلسة جديدة من بحث شخصي وحصري ايضا عن أمهات المعصومين ومن حقهن علينا ان نعرف من أنجبن هؤلاء العظام ومعرفتهن ومعرفة فضائلهن وأرجو ان تعجبكم هذه السلسلة واتمنى من الأدارة تثبيتها لحين الأنتهاء منها وشكرا لكم سلفا بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم واول ما ابدا هذه الشخصيات المطهرة ذكر السيدة النجيبة الطاهرة المطهرة من الدنس : آمنة بنت وهب عليها افضل الصلاة والتسليم ام النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم هذه الشخصية لطالما حيرتني !!! كيف اختارها الله جل وعلا كي تحمل في احشائها اطهر واعلى واغلى نطفة على وجه الارض ؟؟؟ تحمل سيد البشرية وسيد الانبياء وخاتمهم عليهم السلام ومطهر الارض من الدنس ... تحمل حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم ... أم النبي ، يا سيدة الأمهات، يا من جادت على البشرية عامة ، بوليدها الوحيد، خاتم الرسل أجمعين. أن نبينا الكريم، المصطفى- صلى الله عليه واله وسلم- هو الإنسان الذي حملته جنينا في أحشائك، ووضعته كما تضع كل أنثى من البشر. وقال تعالى " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " وجعل منك أيتها الأنثى الوديعة المتواضعة، والأم الطيبة الحنونة، وموضع إجلاله واعتزازه. وحملت أجنة البشرية وهنا على وهن. وذلك الشعور الجميل الرائع الذي يشعر به ولدك محمد ، حين سئل عن أحق الناس بإكرامه فقال:" أمك ...ثم أمك ...ثم أمك...ثم أبوك"؟ آمنة بنت وهب سيدة الأمهات هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها، وغذاه دمها، واتصلت حياته بحياتها، لقد كان تبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم هو الأثر الجليل الذي خلفته السيدة "آمنة بنت وهب". وأن الله تعالى اختار نبينا محمد حيث اختاره من كنانة، واختار كنانة من قريشا من العرب، فهو خيار من خيار . وما كان لها من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية : " أنا ابن العواتق من سليم". أنـوثة وأمـومة: عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها. إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين- عليه افضل الصلاة والسلام وعلى اله الاطهار. فمن الملوك العرب، من انتسبوا إلى أمهاتهم: كعمرو بن هند، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء. وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث فقال "حذيفة بن غانم" : ولا تنس ما أسدى ابن " لبنى" فإنه *** قد أسدى يداًمحقوقة منك بالشكر وأمك سر من خزاعة جوهر *** إذا حصل الأنساب يوماً ذوو الخبر إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي *** فأكرم بها منسوبة في ذرا الزهر بيئة آمنــة ونشأتها: تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة " آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم" ، وبيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه واله وسلم. آل آمنة بنو زهرة: تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، وفيه يقول الشاعر: يا وهب يا بن الماجد بن زهرة *** سُدت كلابا كلها، ابن مره بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : " ...لم يزل الله ينقلنيمن الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما " ويقول أيضا - : " أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا " . نسبٌ تحسب العلا بحُلاه *** قلدته نجومها الجوزاء حبذا عقدُ سؤددٍ وفخار *** أنتَ فيه اليتيمة العصماء " نشأة آمنة " زهرة قريش: كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا ". وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبد المطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل.ولكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج، هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها. عرس آمنة وعبد الله: جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح نفس "آمنة" ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة". وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"؛ لأنه اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة. وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها، زاهدا في كل أنثى سواها، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع؛ لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها، وأدرك "عبد الله" بما تشعر به، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة. وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما. فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال، ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار، وفي جداره الأيمن باب يدخل منه إلى قبة، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب، أعدت لتكون مخدعاً للعروسين. البشرى بمحمد صلى الله عليه واله وسلم : بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ، فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن عن سبب إعراضها عنه فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" . أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة " عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام. العروس الأرملة آمنة: انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره، ويستسلم لعواطفه، ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره. وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع، الذي يحطم القلب عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن " عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ، وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة، وهو الآن عند أخواله بيثرب، ولم تجد هذه المرأة العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب الذي تعبت عيناها وهي تنتظره، وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين. وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله " قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله . وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على الشجاع القوي . آمنة بنت وهب أم اليتيم : نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل، الذي لم يكن ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها. وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم، فكانت تعلل السبب فتقول أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في أحشائها. والذي من أجله يجب عليها أن تعيش.وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"، وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6). فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة. فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدا". وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر، وهكذا كان فقد : ولــد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثنــــاء الروح والملأ الملائك حــوله *** للدين والدنيا به بشـــراء والعرش يزهو والحظيرة تزدهي *** والمنتهى، والدرة العصمــاء وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل. وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول: الحمـــد الله الذي أعطاني *** هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان *** أعيذه من شر ذي شنآن من حسد مضطرب العنان وسماه " محمدا" ، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء، ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم. وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر، ورسالة أبيه قد انتهت بأن أودعه الله جنينًا في أحشائها، ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" . وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة شق الصدر التي أفزعت النفوس بها. وفاة آمنة بنت وهب: حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته. وظهرت عليه بوادر النضج. فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله. تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو – بعد - لا يدرك معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها. آمنة بنت وهب المرأة الخالدة ماتت " زهرة قريش" السيدة العظيمة، ولكنها خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر ، فهي عظيمة وأم لنبينا - صلى الله عليه واله وسلم. وقد اختاره الله- عز وجل - واصطفاه من بين البشر جمعاء؛ ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر. هذا اليتيم لم يعد يتيمًا بل كفله عمه " أبو طالب" بعد وفاة جده، وكان يحبه حبا شديدا فكان يعتبره واحداً من أبنائهم، وكان ينتظره إلى أن يأتي ويتغدى الجميع بصحبة محمد المباركة ، وعلى الرغم من أن محمّدا e أحيط بحب زوجته " السيدة خديجة" و حنان زوج عمه" فاطمة بنت أسد" سلام الله عليهما، ولكن ذكريات أمه بقيت معه في كل لحظة، ويذكر كل لحظة جميلة قضاها معها إلى لحظة موتها، حتى كان ينوح من البكاء. وكأنه يرى ملامحها الجليلة في زوجته " خديجة" التي سكن عندها منذ أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره. إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. كذلك تمثلت في بناته وفي حنوه وأبوته لهن، وهاهو يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات "، وجعل البر بالأم مقدما على شرف الجهاد في سبيل الله والدار الآخرة، ونجد القرآن الكريم يقرن بين العبادة والإخلاص به والبر بالوالدين، " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " . وسوف تظل صورة الأم العظيمة آمنة بنت وهبا تنتقل عبر الأجيال وسوف تظل باسمها خالدة في نفوسنا وفي أعماقنا فيقول الشاعر أحمد شوقي : تتباهى بك العصور وتسمو *** بك علياء بعدها علياء فهنيئاً به لآمنة الفضل *** الذي شرفت به حواء! سلام على " آمنة بنت وهب" سيدة الأمهات ، ووالدة أعظم شخص وأحب شخص إلى نفوسنا، خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه واله وسلم. سلام الله على امنة يوم ولدت ويوم توفاها الله ويوم تبعث حية في قصور الجنان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
مشكوره خيتوة جزاك الله الجنه تحياتي الولائيه.. |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
بارك الله فيك خيو ..
مشكورة .. يسلمو .. |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
اقتباس:
غاليتي الحبيبة معصومة اهل البيت اشعرتني بسعادة عامرة حين رأيت توقيعك على صفحتي شكرا لك ولمتابعتك الدائمة |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
اقتباس:
غاليتي الحبيبة لؤلؤة الزهراء دائما اشعر بسعادة عامرة حين ارى توقيعك على صفحتي شكرا لك ولمتابعتك الدائمة |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
2- فاطمة بنت اسد عليها السلام (ام امير المؤمنين علي عليه السلام) الام الحنون لسيد الانبياء وسيد الاوصياء عليهما افضل الصلاة والتسليم وعلى الهما الغر الميامين ، من النساء التي اختارهن الله ان يتربى في حجرها خاتم الانبياء واول الاوصياء علي امير المؤمنين ، ان يشع بيتها بنور النبوة والامامة ، القلب والبيت الذي يحضن الرسالة والامامة في في مهدها ،اول واخر امراة تكون ولادتها في اطهر بقعة على وجه الارض ... اي امراة هذه اي طاهرة هي اي عفيفة تلك التي نالت هذه المرتبة العالية بين النبوة والامامة ... فاطمة بنت اسد بن هاشم.في الاغاني هي اول هاشمية تزوجها هاشمي و هي ام سائر ولد ابي طالب«ا ه».و كانت لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بمنزلة الام ربي في حجرها و كان شاكرا لبرها و كان يسميها امي و كانت تفضله على اولادها في البر،كان اولادها يصبحون شعثا رمصا و يصبح رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) كحيلا دهينا، روى الحاكم في المستدرك بسنده انها كانت بمحل عظيم من الايمان في عهد رسول الله «ا ه»سبقت الى الاسلام و هاجرتالى المدينة و لما توفيت كفنها رسول الله في قميصه و امر من يحفر قبرها فلما بلغوا لحدها حفره بيده و اضطجع فيه و قال اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت اسد و لقنها حجتها و وسع عليها مدخلها فقيل يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها فقال ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة او قال هو أمان لها يوم القيامة او قال ليدرأ عنها هوام الارض و اضطجعت في قبرها ليوسعه الله عليها و تأمن ضغطة القبر انها كانت من أحسن خلق الله صنعا الي بعد ابي طالب. و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي ابن الحسين عن ابيه عن جده امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال لما ماتت فاطمة بنت اسد كفنها رسول الله في قميصه و صلى عليها و كبر عليها سبعين تكبيرة (1) و نزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه و يسوي عليها و خرج من قبرها و عيناه تذرفان و جثا في قبرها فقال له عمر بن الخطاب : يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على احد فقال له: ان هذه المرأة كانت امي بعد امي التي ولدتني ان ابا طالب كان يصنع الصنيع و تكون له المأدبة و كان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فاعود فيه«ا ه». ولدت طالبا خرج يوم بدر مع المشركين كارها و لم يعرف له خبر و لا عقب له و عقيلا و جعفرا و عليا و كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين و ام هانئ و اسمها فاختة،و هو و اخوته اول هاشمي ولد من هاشميين.و في ذلك يقول المؤلف من قصيدة: له فاطم ام و كانت لأحمد ***ببر و اشفاق هي الأم و الظئر فيغدو دهينا عندها متكحلا ***و اولادها شعث شعورهم غبر به آمنت في مكة ثم هاجرت ***الى يثرب ما شاب ايمانها نكر و كفنها خير الورى في قميصه ***و في قبرها قد نام مذ حفر القبر و لقنها القول السديد الذي به ***لدى الحشر تنجو حين يجمعها الحشر لخير أب ينمى و أكرم حرة ***بذاك سمت عدنان و افتخرت فهر هما الهاشميان اللذان تفرعا ***على خير فرع اصله هاشم عمرو له نسب من شيبة الحمد باهر ***جلي فمن ساماه اقعده البهر نماه الى العليا لؤي بن غالب ***و عبد مناف قد مضى قبله النضر ـ هي بمنزلة الام لرسول الله و... الحديث: (1) قال الشيخ المفيد:و امه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف،و كانت كالأم لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ربي في حجرها،و كان صلى الله عليه و آله شاكرا لبرها،و آمنت به في الأولين و هاجرت معه في جملة المهاجرين،و لما قبضها الله تعالى إليه،كفنها النبي صلى الله عليه و آله بقميصه ليدرء به عنها هو ام الأرض و توسد في قبرها،لتأمن بذلك ضغطة القبر،و لقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين (عليه السلام) ،لتجيب به عند المسألة بعد الدفن،فخصها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من الله عز و جل،و منه (عليه السلام) ،و الخبر بذلك مشهور . (2) قال العلامة الأربلي:و امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،و كانت من رسول الله (صلى الله عليه و آله) بمنزلة الأم،ربته في حجرها،و كانت من السابقات إلى الإيمان و هاجرت معه إلى المدينة،و كفنها النبي (صلى الله عليه و آله) بقميصه الى آخر . (3) قال ابن عبد البر المالكي:و ام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي توفيت مسلمة قبل الهجرة و قيل:إنها هاجرت . (4) قال ابن الجوزي الحنفي:و هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أسلمت و هاجرت إلى المدينة،و توفيت بها سنة أربع من الهجرة،و شهد رسول الله (صلى الله عليه و آله) جنازتها،و صلى عليها و دعا لها،و دفع لها قميصه فألبسها إياه عند تكفينها. (5) ثم قال:و قال الزهري:و كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يزورها و يقيل عندها في بيتها،و كانت صالحة. (6) ثم قال:عن ابن عباس:و فيها نزلت (يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) الآية قال:و هي أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية،و هي أول امرأة بايعت محمدا رسول الله (صلى الله عليه و آله) بمكة بعد خديجة. (7) قال الزهري:سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول:يحشر الناس يوم القيامة عراة،فقالت:وا سوأتاه. فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله) :«فاني اسأل الله أن يبعثك كاسية». قال:و سمعته يقولـأو يذكرـعذاب القبر،فقالت:وا ضعفاه،فقال:«إني أسأل الله أن يكفيك ذلك» . (8) قال ابن الصباغ المالكي:امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي و أبو طالب في هاشم،أسلمت و هاجرت مع النبي (صلى الله عليه و آله) و كانت من السابقات إلى الإيمان بمنزلة الأم من النبي (صلى الله عليه و آله) ،فلما ماتت كفنها النبي (صلى الله عليه و آله) بقميصه و أمر اسامة بن زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود فحفروا قبرها،فلما بلغوا لحدهاحفره رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيديه و أخرج ترابه،فلما فرغ اضطجع فيه،و قال: «الحمد لله الذي يحيي و يميت و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لامي فاطمة بنت أسد،و لقنها حجتها،و وسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد و الأنبياء الذين من قبلي،فإنك أرحم الراحمين» . فقيل:يا رسول الله،رايناك وضعت شيئا لم تكن وضعته بأحد قبلها؟ فقال (صلى الله عليه و آله) :«ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة،و اضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر،إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد أبي طالب (عليه السلام) . و روى نحوه العلامة الحمويني في فرائد السمطين . 2ـما قاله جعفر بن محمد الصادق في حقها في الكافي الشريف بسنده عن محمد بن جمهور،عن بعض أصحابنا،عن أبي عبد الله (عليه السلام) ،قال: «إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) من مكة إلى المدينة على قدميها،و كانت من أبر الناس برسول الله (صلى الله عليه و آله) ،فسمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) و هو يقول:إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا،فقالت:وا سوأتاه،فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله) :فاني أسأل الله أن يبعثك كاسية.و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت:وا ضعفاه،فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله) :فاني أسأل الله أنـيكفيك ذلك. و قالت لرسول الله (صلى الله عليه و آله) يوما:إني اريد أن أعتق جاريتي هذه،فقال لها :إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار،فلما مرضت أوصت إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أمرت أن يعتق خادمها،و اعتقل لسانها فجعلت توميء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) إيماء،فقبل رسول الله (صلى الله عليه و آله) وصيتها. فبينما هو (صلى الله عليه و آله) ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو يبكي،فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله) :ما يبكيك؟فقال (عليه السلام) :ماتت امي فاطمة،فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) :و امي و الله،و قام مسرعا حتى دخل فنظر إليها و بكى،ثم أمر النساء أن يغسلنها،و قال: (صلى الله عليه و آله) :إذا فرغتن،فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني،فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده و أمرهن أن يكفنها فيه،و قال للمسلمين:إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته. فلما فرغن من غسلها و كفنها دخل (صلى الله عليه و آله) فحمل جنازتها على عاتقه،فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها،ثم وضعها و دخل القبر فاضطجع فيه،ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر،ثم انكب عليها طويلا يناجيها،و يقول لها:ابنك،ابنك،ابنك،ثم خرج و سوى عليها،ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول:لا اله إلا الله،اللهم إني استودعها إياك. ثم انصرف فقال له المسلمون:إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم؟فقال:اليوم فقدت بر أبي طالب،إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها و ولدها،و إني ذكرت القيامة و إن الناس يحشرون عراة،فقالت:وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية،و ذكرت ضغطة القبر،فقالت:و اضعفاه،فضمنت لها ان يكفيها الله ذلك،فكفنتها بقميصي و اضطجعت في قبرها لذلك،و انكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه،فإنها سئلت عن ربها،فقالت:و سئلت عن رسولها فأجابت،و سئلت عن وليها و إمامها فارتج عليها،فقلت:ابنك،ابنك،ابنك . 3ـرواية انس ما صنعه رسول الله«ص» يوم تشيعها و ما قاله«ص»فيها: روي في مرآة العقول بإسناد المخالفين عن أنس بن مالك،قال:لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل إليها رسول الله (صلى الله عليه و آله) ،فجلس عند رأسها،و قال:«رحمك الله يا امي كنت امي بعد امي،تجوعين و تشبعيني،و تعرين و تكسيني،و تمتعين نفسك طيب الطعام و تطعميني،تريدين بذلك وجه الله و الآخرة. و غمضها،ثم أمر أن تغسل بالماء ثلاثا،فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده،ثم خلع قميصه فألبسه إياها و كفنت،و دعا لها اسامة بن زيد مولى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود فحفروا لها قبرها،فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده،و أخرج ترابه و دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) قبرها فاضطجع فيه. ثم قال:«الله الذي يحيي و يميت،و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لامي فاطمة بنت أسد بن هاشم،و لقنها حجتها،و وسع عليها مدخلها بحق نبيكو الأنبياء من قبلي،فانك أرحم الراحمين»و أدخلها رسول الله (صلى الله عليه و آله) اللحد و العباس و أبو بكر . و لا شك أن فاطمة بنت أسد تعد فضيلة و منقبة لعلي (عليه السلام) «أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك من مدلهمات ثيابها السلام عليك يا فاطمة بنت اسد ورحمة الله وبركاته |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام اُم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب . اُمّها فاطمة بنت زائدة بن الأصم . حازمة ، شريفة ، جليلة ، ديّنة ، مصونة ، كريمة ، صدّيقة هذه الاُمّة . كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يودّها ويحترمها ويثني عليها ، ويفضّلها على سائر نساء المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ، ويشاورها في اُموره ، وهي أوّل امرأة آمنت به ، وصدّقته وثبّتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمّها ورقة . كانت تستقبل آلام الجهاد الذي خاضه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وخاضته معه عاملة ماضية ، وصابرة محتسبة ، لا ينبض عندها عرق بلين أو تخوّف ، بل تقطع قناطر الدموع والخطوب المتغولة في بسمة كبرياء ، لم يعهد مثلها إلاّ بعض نفر من صانعي التأريخ ، بصدرها الرحب كانت تستقبل العاصفة وشظاياها المشتعلة . ونحن عَبر هذه الأسطر القليلة ، والصفحات المتعدّدة لا نستطيع أن نستوعب كلّ جوانب حياة هذه المرأة العظيمة ، بل نلقي الضوء على بعض جوانب حياتها : زواجها من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : خرج النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في تجارة لخديجة ـ وهو ابن خمس وعشرين سنة ـ مع غلامها ميسر ، وكانت خديجة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في تجارتها ، ولمّا علم أبو طالب بأنّها تُهيء تجارتها لإرسالها إلى الشام مع القافلة قال له : يا ابن أخي أنا رجل لا ما لي وقد اشتدّ الزمان علينا ، وقد بلغني أنّ خديجة استأجرت فلاناً ببكرين ، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته ، فهل لك أن اُكلّمها ؟ قال : « ما أحببت » . فقال لها أبو طالب : هل لكِ أن تستأجري محمّداً ، فقد بلغنا أنّك استأجرت فلاناً ببكرين ، ولسنا نرضى دون أربعة بكار . فقالت : لو سألت ذلك لبعيد بغيض فَعْلنا ، فكيف وقد سألته لحبيب قريب . فقال له أبو طالب : هذا رزق ساقه الله إليك . فخرج صلى الله عليه وآله وسلم مع ميسر بعد أن أوصاه أعمامه به ، وباعوا تجارتهم وربحوا أضعاف ما كانوا يربحون وعادوا . فسرّت خديجة بذلك ، ووقعت في نفسها محبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحدّثت نفسها بالتزوّج به ، وكانت قد تزوّجت برجلين من بني مخزوم توفيّا عنها ، وكان قد خطبها أشراف قريش فردّتهم . فتحدّثت بذلك إلى اُختها أو صديقة لها اسمها نفيسة بنت منيّة ، فذهبت إليه وقالت : ما يمنعك أن تتزوّج ؟ قال : « ما بيدي ما أتزوّج به » . قالت : فإن كُفيت ذلك ، ودُعيتَ إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب ؟ قال : « فمَنْ هي » ؟ قالت : خديجة . قال : « كيف لي بذلك ؟ » قالت : عليّ ذلك . فأجابها بالقبول ، وخطبها إلى عمّها وحضر مع أعمامه فزوّجها به عمّها ؛ لأنّ أباها كان قد مات ، وقيل : زوّجها أبوها ، وأصدقها عشرين بكرة ، وانتقل إلى دارها ، وكان ذلك بعد قدومه من الشام بشهرين وأيام وعمرها أربعون سنة . إسلامها أجمع المؤرّخون على أنّ أوّل من أسلم من النساء هي خديجة بنت خويلد ، فبعد أن نزل الوحي على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، جاء وقصّ ما شاهده على زوجته ، فأسلمت خديجة وناصرت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى عُدّ نصرها له أحد الدعائم التي قام عليها الإسلام إضافة إلى سيف علي عليه السلام ودعم أبي طالب شيخ الأباطح . روت عائشة : إنّ أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبّب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، فيتعبّد فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزل إلى أهله ويتزوّد لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد منها ، حتى جاء الحقّ وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : إقرأ . قال : ما أنا بقارىء . قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ . فقلت : ما أنا بقارىء . فقال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ . فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : ( إقرأ باسم ربّك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربّك الأكرم ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زمّلوني زمّلوني ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع . فقال لخديجة وأخبرها بالخبر : لقد خشيت على نفسي . فقالت له : كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إِنّك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتُقرىء الضيف ، وتعين على النوائب . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمّ خديجة ، وكان قد تنصرّ في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الأنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان قد عمي . فقالت له خديجة : يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي اُنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أومخرجي هم » ؟ قال : نعم ، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلاّ عُوديَ ، وإن أدرك يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم توفّي ورقة . وروى أبو يحيى بن عفيف ، عن أبيه ، عن جده عفيف قال : جئتُ في الجاهلية إلى مكّة وأنا اُريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها ، فأتيتُ العباس بن عبدالمطلب وكان رجلاً تاجراً ، فأنا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت ، إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام مستقبل القبلة ، ثم لم ألبث إلاّ يسيراً حتى جاء غلام فقام عن يمينه ، ثم لم ألبث إلاّ يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة . فقلت : يا عباس أمر عظيم! قال العباس : أمر عظيم ، أتدري مَن هذا الشاب ؟ قلت : لا . قال : هذا محمّد بن عبدالله ، اُبن أخي ، أتدري مَن هذا الغلام ؟ هذا علي ابن أخي ، أتدري مَن هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته ، إنّ ابن أخي هذا أخبرني أنّ ربّه ربّ السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا والله ما على الأرض كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (1) . وقوفها إلى جنب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : من العوامل الأساسية التي تقوّى بها الإسلام ـ كما قلنا ـ هي أموال خديجة بنت خويلد ، فمنذ اليوم الأوّل لنزول الوحي على نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم نرى خديجة تسارع لإعتناق الدين الحنيف ، وتقف إلى جنب زوجها موقف المدافع والمحامي ، وتضع كل أموالها في تصرّفه نصرة للرسالة الجديدة ، إضافة إلى ذلك كلّه كانت خديجة بنت خويلد المأوى والملجأ ، والقلب الحنون الذي يلجأ إليه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حينما تضايقه قريش ، ويتعرّض للأذى من قبل أعداء الله تعالى . فكان يشكو لها همّه ، وما يلاقي من قومه ، وكانت هي في مقابل ذلك تُحيطه بحنان قلبها الكبير ، وتخفّف عن آلامه وأتعابه ، وتقف موقف المشجّع والمثبّت له . وقد ثبّت المؤرخون مواقفها البطولية في كتبهم ، نذكر بعضها تعميماً للفائدة : ( 1 ) قال ابن حجر العسقلاني : ومن مزايا خديجة أنّها ما زالت تعظّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وتصدّق حديثه قبل البعثة وبعدها . . . ومن طواعيتها له قبل البعثة : أنّها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها ، فوهبته له صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام . ( 2 ) قال ابن إسحاق : وكانت خديجة أوّل من آمن بالله ورسوله ، وصدّقت بما جاء به ، فخفّف الله بذلك عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزن إلاّ فرّج الله عنه بها ، إذا رجع إليها تثبّته ، وتخفّف عنه وتصدّقه ، وتهوّن عليه أمر الناس رضي الله عنها . ( 3 ) قالت خديجة لابن عمّها ورقة بن نوفل : أعلن بأنّ جميع ما تحت يدي من مال وعبيد فقد وهبته لمحمّد يتصرّف فيه كيف يشاء ، فوقف ورقة بين زمزم والمقام ونادى بأعلى صوته : يا معاشر العرب إنّ خديجة تشهدكم على أنّها وهبت لمحمّد نفسها ومالها وعبيدها وجميع ما تملكه يمينها ، إجلالاً له وإعظاماً لمقامه ورغبة فيه . وأنفذت إلى أبي طالب غنماً كثيراً ودنانير ودراهم وثياباً وطيباً ليعمل الوليمة ، وأقام أبو طالب لأهل مكّة وليمة عظيمة ثلاثة أيام حضرها الحاضر والبادي . ( 4 ) قال الزهري : بلغنا أنّ خديجة أنفقت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعين ألفاً وأربعين ألفاً . مكانتها عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ومن الطبيعي جدّاً أن تحتل خديجة بنت خويلد المكانة المرموقة والعالية عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رحمه الله لِما بذلته من دعم مادي ومعنوي في نصرة الدين الحنيف . لقد عاش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم معها خمساً وعشرين سنة لم يتزوّج خلالها بزوجة اُخرى ، كلّ ذلك إعظاماً لها ، وتبجيلاً لمكانها السامي ، ووفاءً لعطائها للإسلام ، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحترمها ويثني عليها كثيراً في حياتها وبعد وفاتها . ففي اُسد الغابة عن عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلتُ : هل كانت إلاّ عجوزاً ، فقد أبدلكَ الله خيراً منها . فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : « لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء » . قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً . وقالت : ما غرتُ على أحد من أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما غرت من خديجة ، وما بي أن أكون أدركتها ، وما ذاك إلاّ لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ، وكان لمّا يذبح الشاة يتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهنّ . وقالت أيضاً : ما رأيتُ خديجة قط ، ولا غرتُ على امرأة من نسائه أشد من غيرتي على خديجة ، وذلك من كثرة ما كان يذكرها . وحينما كلّمنه أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم في زواج فاطمة عليها السلام وذكرْنَ خديجة ، تقول اُم سلمة : فلمّا ذكرنا خديجة بكى وقال : « خديجة ، وأين مثل خديجة » ، وأخذ في الثناء عليها . في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : نورد هنا جانباً من أحاديث النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يذكر فيها خديجة بنت خويلد : ( 1 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « أتاني جبرئيل فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتكَ ومعها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السّلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب » . ( 2 ) روي من وجوه : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « يا خديجة جبريل يُقرئك السّلام » ، وفي بعضها : يا محمّد إقرأ على خديجة من ربّها السّلام . ( 3 ) إنّ جبريل قال : يا محمّد إقرأ على خديجة من ربّها السلام ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « يا خديجة هذا جبريل يقرئك السّلام من ربّك » ، فقالت خديجة : الله هو السّلام ، ومنه السّلام ، وعلى جبريل السّلام . ( 4 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « خير نسائها مريم ابنة عمران ، وخير نسائها خديجة » . ( 5 ) قالت عائشة : ما غرت على أحد من نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ثم يقطّعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا إلاّ خديجة ؟ ! فيقول : « إنها كانت وكانت ، وكان لي منها الولد » . ( 6 ) قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب ثم قال : « لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء » . قالت عائشة : فقلتُ في نفسي لا أذكرها بعدها بسيئة أبداً . ( 7 ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « خير نساء العالمين مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد » . ( 8 ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون » . ( 9 ) عن عائشة : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ( 10 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمّد » . ( 11 ) قال ابن عباس : خطّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض أربعة خطوط ، ثم قال : « أتدرون ما هذا » ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أهل الجنة أربع : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون » . ( 12 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « خير نسائها خديجة بنت خويلد ، خير نسائها مريم بنت عمران » . ( 13 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « أربع نسوة سيّدات عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وأفضلهن عالماً فاطمة » . ( 14 ) قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها ، فذكرها يوماً فحملتني الغيرة ، فقلت : لقد عوّضك الله من كبيرة السن . قالت : فرأيته غضب غضباً شديداً ، فاُسقط في يدي وقلت في نفسي : اللهم إذا أذهبت غضب رسولك عني لم أعد لذكرها بسوء ، فلمّا رأى النبيّ ما لقيت قال : « كيف قلتِ ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذّبني الناس ، وآوتني إذ رفضني الناس ، ورزقت منها الولد وحرمتيه مني » . قالت : فغدا وراح عليّ بها شهراً . ( 15 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم أمرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد » . ( 16 ) قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذبح الشاة يقول : « أرسلوا إلى أصدقاء خديجة » ، فذكرت له يوماً ، فقال : « إنّي لاُحب حبيبها |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
|
رد: سلسلة أمهات المعصومين
اقتباس:
غاليتي الحبيبة النور الفاطمي دائما اشعر بسعادة عامرة حين ارى توقيعك على صفحتي شكرا لك ولمتابعتك الدائمة |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
سيدة نساء العالمين الزهراء ((عليها السلام))
* الزهراء فاطمة هي بنت محمد بن عبدالله((صلى الله عليه وآله)) وخديجة بنت خويلد عليها السلام . ولدت من أكرم أبوين عرفهما التاريخ البشري، ولم يكن لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيّرت وجه التاريخ، ودفعت بالإنسان أشواطاً بعيدةً نحو الأمام في بضع سنوات معدودات، ولم يحدّث التاريخ عن اُمٍّ كاُمّها وقد وهبت كلّ ما لديها لزوجها العظيم ومبدئه الحكيم ، مقابل ما أعطاها من هداية ونور. * في ظلّ هذين الأبوين العظيمين درجت فاطمة البتول ، ونشأت في دار يغمرها حنان أبيها الذي حمل عبء النبوّة وتحمّل في سبيله ما تنوء به الجبال، فأنّى اتجّه وأين ذهب كان يرى قريشاً وغلمانها له بالمرصاد، وفاطمة الزهراء ((عليها السلام)) على صغر سنّها ترى كلّ ذلك ، وتساهم مع اُمّها في التخفيف من وقع ذلك في نفسه فكانت تتلوّى من الألم لما كان يلقى من فادح الأذى وتتجرّع ما كان يكابده المسلمون الأوّلون من اضطهاد مرير. * لقد عاشت السيّدة فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) محن تبليغ الرسالة الإلهية منذ نعومة أظفارها ، وحوصرت مع أبيها واُمّها وسائر بني هاشم في الشِعب ولم تبلغ ـ في بدء الحصار ـ من العمر سوى سنتين. وما أن رفع الحصار بعد سنوات ثلاث عجاف، حتى واجهت محنة وفاة اُمّها الحنون وعمّ أبيها وهي في بداية عامها السادس، فكانت سلوة أبيها في تحمّل الأعباء ومواجهة الصعوبات والشدائد ، تؤنسه في وحدته وتؤازره على ما يلمّ به من طغاة قريش وعتاتهم. وهاجرت مع ابن عمّها والفواطم، الى المدينة المنوّرة في الثامنة من عمرها الشريف ، وبقيت إلى جنب أبيها الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله)) حتى اقترنت بالإمام عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام)) فكوّنت أشرف بيت في الإسلام بعد بيت رسول الله((صلى الله عليه وآله)) إذ أصبحت الوعاء الطاهر للسلالة النبوية الطاهرة والكوثر المعطاء لعترة رسول الله((صلى الله عليه وآله)) الميامين. * لقد قدّمت الزهراء ((عليها السلام)) أروع مثل للزوجة النموذج وللاُمومة العالية، في أحرج لحظات التاريخ الإسلامي الذي كان يريد أن يختطّ طريق الخلود والعلى في بيئة جاهلية وأعراف قَبَلية ، ترفض إنسانية المرأة وتعدّ البنت عاراً وشناراً ، فكان على مثل الزهراء ـ وهي بنت الرسالة المحمّدية الغرّاء ووليدة النهضة الإلهية الفريدة ـ أن تضرب بسلوكها الفردي والزوجي والاجتماعي مثلاً حقيقياً وعملياً يجسّد مفاهيم الرسالة وقِيَمها تجسيداً واقعيّاً. وقد أثبتت الزهراء للعالم الإنساني أجمع أنّها الإنسان الكامل الذي استطاع أن يحمل طابع الاُنوثة، فيكون آية إلهية كبرى على قدرة الله البالغة وإبداعه العجيب، إذ أعطى للزهراء فاطمة أوفر حظ من العظمة وأوفى نصيب من الجلالة والبهاء. * أنجبت الزهراء البتول لعليٍّ المرتضى : سيّدي شباب أهل الجنّة وابنيّ رسول الله « الحسن والحسين » الإمامين العظيمين ، والسيّدتين الكريمتين «زينب الكبرى واُمّ كلثوم» المجاهدتين الصابرتين ، وأسقطت خامس أبنائها « المحسن » بعد وفاة أبيها في أحداث الاعتداء على بيتها بيت الرسالة )، فكان أوّل قُربان أهدته هذه الاُمّ المجاهدة الشهيدة بعد أبيها من أجل صيانة رسالة أبيها من التردّي والانحراف * لقد شاركت الزهراء ((عليها السلام)) أباها وبعلها صلوات الله عليهما في أحرج اللحظات وفي أنواع الأزمات، فنصرت الإسلام بجهودها وجهادها وبيانها وتربيتها لأهل بيت الرسالة الذين استودعهم الرسول ((صلى الله عليه وآله)) مهمة نصرة الإسلام بعد وفاته، فكانت أوّل أهل بيته لحوقاً به بعد جهاد مرير، توزّع في سوح الجهاد مع المشركين والقضاء على خُططِ ومؤامراتِ المنافقين، وتجلّى في تثقيف نساء المسلمين كما تجلّى في الوقوف أمام المنحرفين ، فكانت بحقّ رمزَ البطولة والجهاد والصبر والشهادة والتضحية والايثار ، حتى فاقت في كلّ هذه المعاني سادات الأوّلين والآخرين في أقصر فترة زمنية يمكن أن يقطعها الإنسان نحو أعلى قمم الكمال الشاهقة. فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّةً وهي تحمل كلَّ أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الكرامة. كانت الزهراء عليها السلام ابنة بارة بابيها حتى انها لقبت بام ابيها ... وكانت زوجة لابن عمها واي زوجة ونعم الزوجة .. كانت اما مثالية انجبت ائمة ونساءا مبلغات ... كانت عالمة ومعلمة ومبلغة ولم يمنعها رسول الله او امير المؤمنين من القيام بمسؤوليتها اتجاه الرسالة . كانت مجاهدة في حياة ابيها وبعد وفاته وما خطبها عليها السلام وبيت احزانها الى ثورة فاطمية في وجه عدائها .. الزهراء فاطمة ابنة أعظم نبيّ وزوجة أوّل إمام وبطل، واُم أينع بزغتين في تأريخ الإمامة، إنّها الوجه المشرق الوضّاء للرسالة الخاتمة، وإنّها سيّدة نساء العالمين، وهي الوعاء الطاهر للسلالة الطاهرة والمنبت الطيّب لعترة رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين. لقد اقترن تأريخها بتأريخ الرسالة، إذ ولدت قبل الهجرة بثمان سنوات وتوفّيت بعد الرسول ((صلى الله عليه وآله)) بعدّة أشهر. وقد أشاد النبيّ الكريم بعظيم منزلة الزهراء الطاهرة ، وبما بلغته من موقع رياديّ في خطّ الرسالة محتذياً خُطى القرآن الكريم فيما صرّح به من فضائل ومكرمات لأهل بيت الوحي ((عليهم السلام)) بشكل عام وللزهراء ((عليها السلام)) بشكل خاص. |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
شهربانوية عليها السلام ام الامام علي بن الحسين عليه السلام هي السيدة الجليلة شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس ولقبها شاه زنان اي ملكة النساء . إسمها غزالة ، وقيل : بل كان اسمها شاه زنان بنت يزدجرد وقال الحافظ عبدالعزيز : امه يقال : لها سلامة ، وقال إبراهيم بن إسحاق امه غزالة ام ولد . وفي كتاب مواليد أهل البيت رواية ابن الخشاب النحوي : بالاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ولد علي بن الحسين عليهما السلام في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفات علي بن أبيطالب عليه السلام بسنتين ، وأقام مع أميرالمؤمنين سنتين ، ومع أبي محمد الحسن عليه السلام عشر سنين ، وأقام مع أبي عبدالله عليه السلام عشر سنين ، وكان عمره سبعا وخمسين سنة . وقيل امه خولة بنت يزد جرد ملك فارس ، وهي التي سماها أميرالمؤمنين عليه السلام شاه زنان ، ويقال : بل كان اسمها برة بنت النوشجان ، ويقال : كان اسمها شهربانو بنت يزدجرد ، وكان يقال له عليه السلام : ابن الخيرتين لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ، وكانت امه بنت كسرى . ويقال : إن اسمها شهربانو ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين عليه السلام شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه السلام ونحل الاخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة ، وكان مولد علي بن الحسين عليهما السلام بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة . إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قدم بابنة يزدجرد على عمر ، وادخلت المدينة أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوء وجهها ، فلما دخلت المسجد ورأت عمر غطت وجهها وقالت : اه بيروج بادا هرمز قال : فغضب عمر وقال : تشتمني هذه وهم بها ، فقال له أميرالمؤمنين : ليس لك ذلك أعرض عنها ، إنها تختار رجلا من المسلمين ثم احسبها بفيئه عليه ، فقال عمر : اختاري قال : فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين بن علي عليهما السلام فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه فقال : بل شهر بانويه ، ثم نظر إلى الحسين عليه السلام فقال : يا أبا عبدالله ليلدن لك منها غلام خير أهل الارض تبيين : يزجرد آخر ملوك الفرس ، وهو ابن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشيروان ، وكأن إشراق المسجد بضوئها كناية عن ابتهاج أهل المسجد برؤيتها وعجبهم من صورتها وصباحتها . ويروى أنها ماتت في نفاسها به ، وإنما اختارت الحسين عليه السلام لانها رأت فاطمة عليها السلام وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي أنها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله دخل دارنا وقعد مع الحسين عليه السلام وخطبني له وزوجني منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله قد أتتني وعرضت علي الاسلام فأسلمت ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين ، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد قالت : وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان . سأل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين اسرت : ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ قالت : حفظت عنه إنه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة ، فقال عليه السلام : ما أحسن ما قال أبوك ، تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير . وفاتها قيل ان السيدة شهربانو ماتت في نفاسها اي حين ولادتها للامام زين العابدين فكفلته بعض امهات ولد ابيه ، فكان يحسن اليها كما يحسن الى والدته . بحار الانوار ج 45 |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام ام الامام محمد الباقر عليه السلام إحدى العلويات المخدّرات ، والصدّيقات الطاهرات ، ذات علم وفضل وحياء ، وعفّة وكمال . ويكفيها فخراً أنّها من أغصان الشجرة الطيّبة . فهي بنت الإمام الحسن عليه السلام ، وعمّها الإمام الحسين عليه السلام ، وجدّها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه السلام ، وزوجها الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ، وولدها باقر علوم أهل البيت الإمام محمد بن علي عليهما السلام . لها كرامات كثيرة ، منها ما رواه الكليني في الكافي عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن صالح بن مزيد ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « كانت اُمّي قاعدة عند جدار ، فتصدّع الجدار وسمعنا هدّةً شديدة ، فقالت بيدها : لا وحقّ المصطفى ما أذن الله لكَ في السقوط ، فبقي معلّقاً في الجو حتى جازته ، فتصدّق أبي عنها بمائة دينار » . وممّا يدل على مكانتها العالية ومنزلتها السامية قول الإمام الصادق عليه السلام في حقّها ، ففي الكافي أيضاً قال الكليني : قال أبوالصباح : وذكر أبو عبدالله عليه السلام جدّته اُم أبيه يوماً فقال : « كانت صدّيقةً ، لم تُدرك في آل الحسن امرأة مثلها » . وقد حضرت هذه العلويّة مع زوجها وابنها واقعة الطف في يوم عاشوراء ، وبذلك تكون قد شاهدت ما جرى على آل الرسول عليه السلام في ذلك اليوم من مصائب ومحن ، فقد شاهدت مصرعَ عمّها الحسين عليه السلام ، وقتلَ أخيها القاسم وبقيّة الأبطال من آل البيت والأصحاب الكرام . وشاهدت أيضاً زوجها العليل مكبلاً بالأغلال ، وولدها البالغ من العمر أربع سنوات يشكو العطش ، فصبرت واحتسبت ذلك في سبيل الله . |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
اُم فروة التيميّة
اُم الإمام الصادق عليه السلام ،,, وقيل : اسمها قريبة ، أو فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، و اُمها أسماء بنت عبدالرحمان بن أبي بكر ، وتكنّى باُم القاسم أيضاً ، وهذا معنى قول الصادق عليه السلام : « إنّ أبابكر ولدني مرتين » ، وفي ذلك يقول الشريف الرضي : وحزناً عتيقاً وهو غاية فخركم * بمـولد بـنت القاسم بن محمّد كانت من العارفات الصالحات ، وفي غاية الورع والتقوى ، روى الكليني في الكافي عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن ابراهيم بن الحسن ، عن وهب بن حفص ، عن إسحاق بن جرير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : « كان سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأبوخالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليه السلام » . ثم قال : « وكانت اُمي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت ، والله يحب المحسنين » . ثم قال : « وقالت اُمي : قال أبي : يا اُم فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرّة ؛ لأنّا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب ، وهم يصبرون على مالا يعلمون » . وفي هذا الحديث دلالة واضحة على وثاقة اُم فروة ؛ لملازمة التقوى وحسن العمل ، ولشهادة الإمام الصادق عليه السلام لها . وروى الكليني أيضاً بسنده عن عبدالأعلى قال : رأيتُ اُم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكّرة ، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى ، فقال لها رجل يطوف : يا أمة الله أخطأتِ السنّة ، فقالت : إنّا لأغنياء عن عملك (1) . وعدّها البرقي في رجاله من الراويات عن الإمام الصادق عليه السلام (2) . ____________ 1 ـ الكافي 1 : 472 . 2 ـ رجال البرقي : 62 . وانظر : تكملة الرجال 2 : 71 ، مجمع الرجال 7 : 182 ، أعيان الشيعة 1 : 659 و 3 : 483 و 8 : 390 ، رياحين الشريعة 3 : 16 ، أعيان النساء : 526 ، معجم رجال الحديث 23 : 179 . |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
حُمَيْدة المُصفّاة .,(زوجة الأمام جعفر الصادق وام الأمام الكاظم(ع))
اسمها ولقبها : قد اتفق المؤرخون وأصحاب السير على أن اسمها حميدة ، واختلفوا في ما لُقِّبت به ، فبعضهم لقبها بـ( المصفَّاة ) ، وآخرون بـ( البربرية ) ، وبـ( الأندلسية ) . ففي عيون أخبار الإمام الرضا ( عليه السلام ) : وأمه – للإمام الكاظم ( عليه السلام ) – أم ولد يقال لها حميدة ، وهي أم أخويه إسحاق ومحمد ابنَي جعفر . سيرتها : كانت حميدة من التقيات ، الورعات ، الثُّقات ، العارفات ، حتى أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال في حقها : ( مصفاة من الأدناس ، كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أُدِّيَت إليَّ كرامة من الله والحجة من بعدي ) . وفي عيون أخبار الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كان كلما أراد تقسيم حقوق أهل المدينة أعطاها لأمه أم فروة ، وزوجته حميدة المصفَّاة ) . وهذا دليل واضح على وثاقتها ، واعتماد الإمام الصادق ( عليه السلام ) عليها. زواجها من الإمام الصادق ( عليه السلام ) : روى الأصحاب عدَّة روايات تتعلق بكيفية شرائها ، وزواجها من الإمام الصادق ( عليه السلام ) . فروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عندما دخلت عليه قال لها : ما اسمك ؟ قالت : حميدة . فقال : حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، أخبريني عنك أَبِكرٌ أَم ثَيِّبٌ ؟ فقالت : بِكرٌ . قال : كيف ، ولا يقع في يد النخَّاسين شيء إلا أفسدوه !؟ قالت : كان يجيء فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة ، فيسلِّط الله عليه رجلاً أبيضَ الرأس واللحية ، فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني .. . فقال : يا جعفر ، خذها إليك ، فولدت له خير أهل الأرض الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) . في عيون أخبار الإمام عليه السلام الرضا عليه السلام : كلّما أراد الإمام الصادق عليه السلام تقسيم حقوق أهل المدينة أعطاها لاُمه اُم فروة وزوجته حميدة المصفّاة . وفي الكافي : قال الكليني : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن علي بن الحسين ، عن ابن سِنان ، عن سابق بن الوليد ، عن المعلّى بن خنيس : أنّ أبا عبدالله عليه السلام قال : « حُميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتى اُدّيت إليّ كرامة من الله لي والحجّة من بعدي » . وقال الصدوق أيضاً بسنده عن أبي بصير : قال : دخلتُ على حُميدة المصفّاة لكي اُعزّيها بوفاة زوجها الصادق عليه السلام فبكتْ وبكيتْ ، فقالتْ : يا أبا محمّد لو أنّك رأيت الصادق عليه السلام قبل موته لتعجّبت من تلك الحالة التي تراه عليها ، فتح عيناه وقال : « اجمعوا بقربي كلّ قراباتي وأهلي » ، فجمعنا له كلّ أهله ، فنظر إليهم وقال : « إن شفاعتنا لا ينالها مستخفاً بالصلاة » . وروى الكليني في الكافي عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن مُعلّى بن محمّد ، عن علي بن السندي القمي قال : حدّثنا عيسى بن عبدالرحمان ، عن أبيه ، قال : دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر ، وكان أبو عبدالله عليه السلام قائماً عنده ، قدّم إليه عنباً فقال : « حبّة حبّة يأكله الشيخ الكبير والصبي الصغير ، وثلاثة وأربعة يأكله من يظن أنّه لا يشبع ، وكُله حبتين حبتين فإنّه يستحب » ، فقال لأبي جعفر عليه السلام : لأي شيء لا تزوّج أبا عبدالله فقد أدرك التزويج ؟ . قال وبين يديه صرّة مختومة : « أما إنّه سيجيء نخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرّة جارية » . قال : فأتي لذلك ما اُتي ، فدخلنا يوماً على أبي جعفر عليه السلام فقال : « ألا أخبركم عن النخّاس الذي ذكرته لكم ! قد قدم ، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرّة منه جارية » . قال : فأتينا النخّاس فقال : قد بعتُ ما كان عندي إلاّ جاريتين مريضتين ، إحداهما أمثل من الاُخرى : قلنا : فأخرجهما حتى ننظر إليهما ، فأخرجها . فقلنا : بكم تبيعنا هذه المتماثلة ؟ قال : بسبعين ديناراً . قلنا : أحسن . قال : لا أنقص من سبعين ديناراً . قلنا له : نستشريها منك بهذه الصرّة ما بلغت ما ندري ما فيها ، وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال : فكّوا وزنوا . فقال النخّاس : لا تفكّوا ، فإنّها إن نقصت حبّة من سبعين ديناراً لم اُبايعكم . فقال الشيخ : ادنوا ، فدنونا وفككنا الخاتم ووزنّا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص ، فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر عليه السلام ، وجعفر قائم عنده ، فأخبرنا أبا جعفر بما كان ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لها : « ما اسمك » ؟ قالت : حميدة . فقال : « حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، أخبريني عنك أبكرٍ أنت أم ثيّب » ؟ قالت : بكر . قال : « وكيف ، لا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه » . قالت : قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة ، فيسلّط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ، ففعل بي مراراً وفعل الشيخ به مراراً . فقال : « يا جعفر خذها إليك » ، فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر عليهما السلام (1) . وفي عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام : قال الصدوق : حدّثنا تميم بن عبدالله بن عبدالله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : حدّثني علي بن ميثم ، عن أبيه ، قال : لمّا اشترتْ الحميدة اُم موسى بن جعفر عليهما السلام اُم ّ الرضا نجمة ، ذكرتْ حميدة أنّها رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها : « يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض » فوهبتها ، فلمّا ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة ، وكان لها أسماء منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان ، وتكتم وهو آخر أساميها . قال علي بن ميثم : سمعتُ أبي يقول : سمعت اُمي تقول : كانت نجمة بكراً لمّا اشترتها حميدة . وفاتها : لم يعثر على تاريخ وفاتها ( رضوان الله عليها ) في كتب السير والتراجم ، إلا أن الثابت أنها عاصرت ثلاث أئمة من الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) . وهم : الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، والإمام الصادق ( عليه السلام ) ، والإمام الكاظم ( عليه السلام ) . وروت عن زوجها الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكذلك عن الصحابي أبي بصير ( رضوان الله عليه ) |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
مشكوووووورهـ عزيزتي
الله يعطيك الف الف عافيهـ |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
اقتباس:
شكرا لك غاليتي الحبيبة روحي فاطمية على مشاركتك دمت في حفظ الرحمن |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
تكتم اُم الإمام الرضا عليهما السلام
وهي اُم ولد كانت للإمام موسى الكاظم عليه السلام ، وهي اُم ولده الإمام الرضا عليه السلام ، كان اسمها سكن النوبية ، وسمّيت أروى ، ونجمة ، وسمانة ، وتكتم ، وهو آخر أسمائها ، عليه استقر اسمها حين ملكها الإمام الكاظم عليه السلام ، ولمّا ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة . وكنيتها اُم البنين ، ولقبها الشقراء . وزاد بعضهم في أسمائها خيزران المرسية . وكثرة أسمائها نظراً لما هو المتعارف والمستحب من تغيير أسماء الممالك عند شرائها . كانت تكتم جارية مولدة ، أي : ولدت بين العرب ، ونشأت مع أولادهم وتأدّبت بآدابهم . اشترتها حميدة المصفّاة اُم الكاظم عليه السلام ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة ، حتى أنّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها ، فوهبتها حميدة لولدها موسى عليه السلام ، وأوصته بها خيراً روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام عدّة روايات تتعلّق بها وبولادتها للإمام الرضا عليه السلام ، نذكرها تعميماً للفائدة : قال : حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي في داره بنيسابور في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا محمّد بن يحيى الصولي قراءة عليه ، قال : أبو الحسن الرضا عليه السلام هو علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السلام ، و اُمّه اُم ولد تُسمّى تكتم ، عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام . وقال : حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدّثنا الصولي ، قال : حدّثنا عون بن محمّد الكندي ، قال : سمعتُ أبا الحسن علي بن ميثم يقول ـ وما رأيتُ أحداً قط أعرف باُمور الأئمة عليهم السلام وأخبارهم ومناكحهم منه ـ قال : اشترت حميدة المصفاة وهي اُم أبي الحسن موسى بن جعفر ـوكانت من أشراف العجم ـ جارية مولدة اسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة ، حتى أنّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها ، فقالت لإبنها موسى عليه السلام : يا بُني إنّ تكتم جارية ما رأيتُ جارية قط أفضل منها ، ولستُ أشكَ أنّ الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتُها لك فاستوص خيراً بها ، فلمّا ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة . قال : وكان الرضا عليه السلام يرتضع كثيراً ، وكان تام الخلقة ، فقالت : أعينوني بمرضع . فقيل لها : أنقصَ الدر ؟ فقالت : ما أكذب ، والله ما نقصَ الدرَ ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ وَلدتُ . قال الحاكم أبو علي : قال الصولي : والدليل على أنّ إسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام : ألا أنّ خيرَ الناسِ نَفساً ووالداً * ورهـطاً وأجـداداً عليُ المعظّم أتتنا بهِ للعلمِ والحلمِ ثامناً * إماماً يؤدّي حُجة الله تُكتم وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عمّ أبي ـ ابراهيم بن العباس ـ ولم أروه له ، وما لم يقع به رواية وسماعاً فإنّي لا أحقّقه ولا أبطله ، بل الذي لا أشكّ فيه أنّ لعم أبي ـ ابراهيم بن العباس ـ قوله : كفى بفعالِ امرِىء عالم * علـى أهلهِ عادلاً شاهدا أرى لهـم طارفاً مونقاً * ولا يشبه الطارف التالدا يمـنّ عليكـم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا فلا يحمد الله مستبصراً * يـكون لأعـدائكم حامدا فضلتَ قسيمكَ في قَعددِ * كما فضلَ الـوالد الوالدا قال الصولي : وجدتُ هذه الأبيات بخطّ أبي على ظهر دفتر له يقول فيه : أنشدني أخي لعمّه في علي ـ يعني الرضا عليه السلام ـ تعليق متوق ، فنظرت فإذا هو بقسيمه في القعدد المأمون ؛ لأنّ عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعاً . وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيراً ، منها في قولهم : طافَ الخيالان فهاجا سقما * خيالُ تكنى وخيالُ تكتما قال الصولي : وكانت لإبراهيم بن العباس الصولي ـ عمّ أبي ـ في الرضا عليه السلام مدائح كثيرة أظهرها ، ثم اضطر إلى سترها وتتبعها فأخذها من كلّ مكان . وقد روى قوم أنّ اُم الرضا تسمّى سكن النوبية ، وسمّيت أروى ، وسميّت نجمة ، وسمّيت سمان ، وتكنّى باُم البنين . وقال : حدّثنا تيم بن عبدالله بن تيم القرشي رضي الله عنه قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : حدّثني علي بن ميثم ، عن أبيه ، قال : لمّا اشترت الحميدة اُم موسى بن جعفر عليهما السلام اُم الرضا عليه السلام نجمة ، ذكرت حميدة أنّها رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها : « يا حميدة هبي نجمة لإبنك موسى ، فإنّه سيولد منها خير أهل الأرض » ، فوهبتها له ، فلمّا ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة ، وكانت لها أسماء منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان ، وتكتم وهو آخر أساميها . قال علي بن ميثم : سمعتُ أبي يقول : سمعتُ اُمي تقول : كانت نجمة بكراً لمّا اشترتها حميدة . وقال أيضاً : حدّثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن أبي زكريا الواسطي ، عن هشام بن أحمد ، قال : قال أبو الحسن الأول عليه السلام : « هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قدم » ؟ قلت : لا . فقال عليه السلام : « بلى ، قدمَ رجل أحمر فانطلق بنا » ، وركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق ، فقال له : « أعرض علينا » ، فعرض علينا تسع جواري ، كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السلام : « لا حاجة لي فيها » ، ثم قال له : « أعرض علينا » . قال : ما عندي شيء . فقال له : « بلى أعرض علينا » . قال : لا والله ما عندي إلاّ جارية مريضة . فقال لي : قل له : « كم غايتك فيها ، فإذا قال كذا وكذا ، قل : فقد أخذتها » ، فأتيته فقال : مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ فقلت : رجل من بني هاشم . فقال : من أي بني هاشم ؟ فقلت : من نقبائهم . فقال : اُريد أكثر منه . فقلت : ما عندي أكثر من هذا . فقال : اُخبرك عن هذه الوصيفة : إنّي اشتريتها من أقص بلاد المغرب ، فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟ فقلت : اشتريتها لنفسي . فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك ، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض ، فلا تلبث عنده إلاّ قليلاً حتى تلد منه غلاماً يدين له شرق الأرض وغربها . قال : فأتيته بها ، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتى ولدت له علياً عليه السلام . من كتاب عيون اخبار الامام الرضا |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
سبيكة ام الأمام محمد الجواد
هي السيدة سبيكة النوبية عليها السلام والدة الأمام محمد بن علي الجواد(ع) ومن أسمائها ايضا: (درّة,خيزران, وريحانة) وقيل: سكينة كنيتها: (ام الحسن) ذكر الشيخ الكليني: أن ام الأمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام هي أم ولد يقال عنها سبيكة النوبية وروى: أنها عليه السلام كانت من أهل بيت ماريا القبطية أم ابراهيم ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)(1) وفي البحار: وأمه أم ولد تدعى (درة) وكانت مرّسية أو مريسية(2) ثم سماها الرضا (عليه السلام) (خيزران)(3) 1- الكافي : ج1 ص492 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام 2- مريسة. بتشديد الراء – على وزن سكينة, قرية بمصر وولاية ناحية الصعيد 3- راجع بحار الأنوار : ج 50 ص13 ح12 من فضائلها: كانت السيدة سبيكة(ع) من أفضل نساء زمانها وقد أشار اليها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله :( بأبي ابن خيرة الأماء نوبية الطيبة) (1) 1- راجع كشف الغمة : ج2 ص 351 المعصوم عليه السلام يبلغها السلام: وفي خبر يزيد بن سليط وملاقاته للأمام موسى بن جعفر عليه السلام في طريق مكة المكرمة وهم يريدون العمرة: قال الأمام ابو ابراهيم موسى الكاظم عليه السلام (اني اؤخذ في هذه السنة والأمر الى ابني علي, سمي علي وعلي فأما علي الأول فعلي ابن ابي طالب عليه السلام وأما علي الآخر فعلي ابن الحسين(ع) اعطي فهم الأول وحكمته وبصره ووده ودينه ومحنته ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له ان يتكلم الا بعد موت هارون باربع سنوات) ثم قال: يا يزيد فاذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام امين مأمون مبارك وسيعلمك أنك لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية أهل بيت مارية القبطية(1)جارية رسول الله (ص) وان قردت ان تبلغها مني السلام فافعل ذلك(2) 1- القبط:أهل مصر ونسبت اليهم القبطية,كتاب (العين) مادة قبط 2- اعلام الورى: ص319 الفصل 2 عند ولادة النور روى ابن شهر آشوب عن حكيمة بنت ألأمام موسى بن جعفر(ع) قالت: لما حضرت ولادة الخيزران ام ابي جعفر(ع) دعاني الرضا(ع) فقال لي: يا حكيمة احضري ولادتها وأخلني واياها والقابلة بيتا)ووضع لنا مصباحا وأغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفي المصباح وبين يديها طست فاغتمت بطفي المصباح فبينما نحن كذلك اذ بدر ابو جعفر (ع) في الطست وا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه. فأخذته فوضعته في حجري ونزعن عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا (ع) ففتح الباب وقد فرغنا من أمره فأخذه فوضعه في المهد وقال لي : يا حكيمة الزمي مهده) قالت: فلما كان اليوم الثالث رفع بصره الى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال:أشهد ان لا اله الا الله محمدا رسول الله) فقمت ذعرة فأتيت أبا الحسن(ع) فقلت: سمعت من هذا الصبي عجبا! فقال: وما ذاك؟ فأخبرته الخبر فقال: يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر(1) 1- مناقب أل اب طالب:ج4 ص 395 |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
السيدة سمانة المغربية عليها السلام
السيدة سمانة المغربية ( عليها السلام ) والدة الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) . نسبها هي السيدة سمانة المغربية ( عليها السلام ) ، والدة الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) ومن أسمائها : ( سوسن ) و ( منفرشة المغربية ) . كنيتها : ( أم الحسن ) و ( أم الفضل ) . فضائلها كانت ( عليها السلام ) أفضل نساء زمانها . وقد تولى الإمام الجواد ( عليه السلام ) تربيتها وتهذيبها ، فأقبلت على طاعة الله وعبادته ، وكانت من القانتات المتهجدات ، والتاليات لكتاب الله تعالى ، وكانت من التقول والورع بحيث لا يقربها شيطان مارد. روي عن أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) أنه قال : (( ُامي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبار عنيد ، وهي مكلوءة ((محفوظة محروسة )) بعين الله التي لا تنام ، ولا تختلف عن اُمهات الصديقين والصالحين )) دلائل الإمامة : ص 216 الزواج المبارك روى محمد بن الفرج بن إبراهيم قال : دعاني أبو جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) فأعلمني أن قافلة قد قدمت وفيها نخاس ومعه جوار ، ودفع إلي سبعين ديناراً ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي ، فمضيت وعملت بما أمرني ، فكانت الجارية ُام أبي الحسن ( عليه السلام ) . دلائل الإمامة : ص 216 المولود الطاهر ولدت السيدة سمانة ( عليها السلام ) مولودها الطاهر الإمام الهادي ( عليه السلام ) في المدينة المنورة ، وقيل بصريا (( قرية أسسسها الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) تبعد عن المدينة المنورة بثلاثة أميال . المناقب :ج4 ص382. من يثرب (( بحار الأنوار : ج50 ص115 ب1 ح4 . في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة ، أو الثاني من رجب ، سنة مائتين واثنتي عشرة ، وقيل : في الثالث من شهر رجب عام مائتين وأربع عشرة للهجرة . |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
السيدة حديث(ع) والدة الأمام الحسن العسكري
نسبها: هي السيدة(حديث)(بضم الحا) عليها السلام والدة الأمام الحسن العسكري(ع) ومن أسمائها :(سليل) و (جدة) وقيل: (سمانة) وقيل (سوسن) من فضائلها: كانت عليها السلام من العارفات الصالحات وكفى في فضلها أنها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة ابي محمد العسكري فقد روى اشليخ الصدوق(ع) عن أحمد بن ابراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت ابي الحسن صاحب العسكر(ع) في سنة اثنتي وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتم بهم. ثم قالت: والحجة بن الحسن بن علي (ع) فسمته. فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت لي: خبرا عن ابي محمد(ع) كتب به الى أمه فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت : مستور فقلت: الى من تفزع الشيعة؟ فقالت: الى الجدة ام ابي محمد(ع) فقلت لها:أقتدي بمن وصيّته الى امرأة؟ فقالت:اقتداء بالحسين بن علي عليه السلام فأن الحسين بن علي(ع) أوصى الى أخته زينب بنت علي(ع) في الظاهر فكان ما يخرج عن علي بن الحسين(ع) من علم ينسب الى زينب(ع) سترا على علي بن الحسين(ع)(1) وقد أثنى عليه الأمام الهادي )ع) وأشاد بمكانتها وسمو منزلتها وكراماتها فقال(ع) (سليل (وهو اسمها) مسلولة من الآفات والأرجاس والأنجاس) وروى عن العالم (ع) انه لما دخلت سليل ام الأمام الحسن العسكري (ع) على الأمام الهادي(ع) قال سليل سلّت من كل آفة وعاهة, ومن كل رجس ونجاسة ثم قال: لا تلبثين حتى يعطيك الله عزّوجلّ حجّته على خلقه الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا) المولود الطاهر: روى العلامة المجلسي(رحمه الله) في بحاره: أنه كان مولد ابي محمد(ع) بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين وأمه أم ولد يقال لها حديثة.(2) 1- كمال الدين: ج2 ص507 ب 45 2- بحار الأنوار: ج50 ص:235 ح2 |
رد: سلسلة أمهات المعصومين
السيدة نرجس ام الأمام المهدي المنتظر عليه السلام
إسمها ونسبها : نرجس ابنة يشوعاً بن قيصر ، إمبراطور الروم ، وتنتمي من جهة الأم إلى شمعون ، وصي السيد المسيح ( عليه السلام ) . ولادتها : وُلدت في عاصمة الأمبراطورية الرومية ، وذلك قبل عام ( 240 هـ ) . أخبارها : هاجرت متنكرة مع عدد من وصائفها من مسقط رأسها ، وتعرضت للأسر حتى وفدت إلى دار الإمام الهادي ( عليه السلام ) في سامراء في العراق . تَكَفَّلت بتربيتها السيدة حكيمة ( رضوان الله عليها ) ابنة الإمام الجواد ( عليه السلام ) . ثم تزوجت من الإمام العسكري ( عليه السلام ) وهي في مقتبل العمر وربيع الشباب . ولدت من الإمام العسكري ( عليه السلام ) الإمام المهدي المنتظر ( عجَّلَ الله تعالى فرجه ) في ظروف شديدة السرية . وقد أُلقِيَ القبض عليها ، فوُضِعَت تحت الرقابة الصارمة لفترات طويلة خوفاً من أن تلد الإمام المنتظر ( عليه السلام ) . وقد ولدته ( عليه السلام ) في سَحَرِ ( 15 ) شعبان ، وذلك عام ( 255 هـ ) . أسماؤها : تنوعت أسماؤها وتعدَّدت نظراً للظرف السياسي والأمني الدقيق الذي كانت تعيشه آنذاك ، فكان من أسمائها : نرجس ، مريم ، حكيمة ، صقيل ، سبيكة ، سوسن ، حديثة ، ريحانة ، خمط ، لكن اسمها الحقيقي هو : مليكة . صفاتها : تَميَّزت نرجس بصفات متعددة ، منها : الشجاعة ، والحكمة ، والصمود ، والكتمان ، والمثالية . وفاتها : توفيت نرجس ( رضوان الله عليها ) بعد وفاة الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ولم يُحدِّد لنا التاريخ الزمن الدقيق لوفاتها ( رضوان الله عليها ) . مع العلم أن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) قداستشهد بالسُّم في سنة ( 260 هـ ) . الحكاية الرسمية تقول بأنها ابنة( يشوعاً بن قيصر) ، إمبراطور الروم(الدولة البيزنطية) ، وتنتمي من جهة الأم إلى (شمعون) أي سمعان او السميع، وصي السيد المسيح ( ع) واحد حواريه. قيل انها وُلدت في(القسطنطينية) عاصمة الأمبراطورية وذلك قبل عام ( 240 هـ.(نهاية القرن التاسع الميلادي). وتتنوع الحكايات في التفاصيل، بعضها يقول بأنها وهي في بلادها حلمت بالسيد المسيح (ع) يبشرها بأنها ستتزوج بالامام الحسن العسكري(ع) لتنجب منه الامام المهدي(ع)، لهذا فأنها هاجرت متنكرة مع عدد من وصائفها متجهة الى العراق بحثا عن زوجها الامام الموعود، لكنها تعرضت للأسر. ثم حكاية اخرى تقول، ان (نرجس) وقعت في أسر المسلمين بعد معركة جرت بين المسلمين وبين قومها الروم في مدينة تدعى (عمورية)، انتهت المعركة بانتصار كبير للمسلمين، ووقع عدد كبير من الروم أسرى جيء بهم إلى بغداد. بينما هنالك حكاية اخرى قريبة، تذكر أنها رأت في المنام محمدأ (ص) نبي المسلمين يخطبها من المسيح (ع) ووصيه شمعون (رض) لولده الإمام الحسن العسكري (ع) ووافق شمعون ووافقت هي . وقد تعلق قلبها بالإمام (ع) بعد هذا المنام وهي ببلاد الروم ، وهو (ع) في سامراء ، إلى أن شاء الله تعالى أن يوجه أبوها جيشاً إلى العراق لمحاربة المسلمين ، وأن تكون هي في ذلك الجيش متنكرة فيه بزي الخدم ، وأن تقع في الأسر. هكذا إذن اصبحت غنيمة تابعة ل شيخ من المسلمين عرضها للبيع ، ولكنها كانت تمتنع عن الظهور لتُعرض للبيع ، وترفض أن يلمسها أو يمسها أحد من الراغبين في الشراء ، رغم كثرة الراغبين لشراءها لِما رأوا فيها من العفة والحياء. وسبب امتناعها يعود الى معرفتها بأن مبعوث زوجها الموعود الذي حلمت به لا بد ان يأتي يوما ليشتريها ويعتقها من هذه العبودية. وتقول الحكايات انه في هذه الاثناء وجه الإمام الهادي (ع) ، أحد خاصته من سامراء إلى بغداد مع رسالة منه (ع) باللغة الرومية(اليونانية) ، وأوصاه بتسليم هذه الرسالة الى فتاة اسيرة جليلة في سوق النخاسة، وقد وصف له بالتفاصيل طبيعة المكان وشكل الفتاة. بعد أن وصف للرسول المكان والشيخ البائع والأسيرة الجليلة ، وحمّله مائتين وعشرين ديناراً ، ليدفعها ثمناً لمالكها . هنالك في بغدا في سوق العبيد ناول المبعوث كتاب الامام الهادي(ع) الى الفتاة التي كانت ترفض بأباء ان يقترب منها أي احد. حينها قرأت ارسالة انخرطت بالبكاء وراحت تصرخ مهددة بالانتحار إن لم يوافق النخاس على بيعها الى ذلك المبعوث. فساوم الرسول الشيخ البائع ، حتى توقف عند الثمن الذي أرسله الإمام الهادي (ع) فدفعه إليه ، ونقلها بتجليل واحترام إلى سامراء . فلما دخلت على الإمام الهادي (ع) رحب بها كثيراً ، ثم بشرها بولد يولد لها من ابنه (ابي محمد العسكري) (ع) يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً . ثم بعد ذلك أودعها عند أخته " حكيمه " بنت الإمام الجواد (ع) لتُعلمها الفرائض والأحكام ، فبقيت عندها أياماً. بعدها وهبها الإمام الهادي (ع) ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) فتزوجها الإمام (ع)، وهي في مقتبل العمر وربيع الشباب. كانت هذه العائلة العلوية المقدسة تعيش في ظروف قاسية بسبب الخلافات مع ابناء عمومتهم من السلالة العباسية العراقية الحاكمة. لهذا كانت هذه العائلة تعيش في عاصمة الخلافة (سامراء) بصورة اجبارية لكي تبقى تحت رقابة عيون الخليفة. وحسب الحكايات كان قادة السلطة يعرفون بأن هنالك طفل سيولد من هذه العائلة المنفية وسيكون هو(المهدي المنتظر)، وانه سيشكل خطرا جسيما عليهم. لهذا كانت هذه السلطة تحاول ان تمنع ولادة مثل هذا الطفل. وتقول الحكايات بأن السيدة نرجس(رض) حين حملت بالمهدي (ع)، خفي حملها على أكثر النساء اللواتي كن قريبات منها. شاء الله لها أن تكون أماً لأكرم مولود، حارت به الظنون وضلّت به العقول. حلت ليلة النصف من شهر شعبان سنة 255 للهجرة، فطلب الإمام الحسن العسكري من عمته السيدة حكيمة أن تلازم «نرجس» في تلك الليلة ولا تفارقها. فقد شاءت العناية الإلهية أن تكون هذه الليلة المباركة، ليلة الخامس عشر من شعبان، هي الليلة الموعودة، لولادة المنتظر الموعود، ووضعت « نرجس» وليدها المبارك، تحيطه العناية برعايتها، وتحفّ الملائكة بمهده. وأسماه أبوه - إنفاذ لمشيئة الله - محمداً المهدي. وطبقاً للحديث القدسي عن رسول الله (ص): «لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي». (أي يماثل اسمه اسمي). ومعنى كلمة «المهدي» هو كل من تلبس بالهدى والصلاح، ودعا إلى الحق والخير والصراط المستقيم. وأصبح هذا الاسم علماً على الإمام الثاني عشر ع. ويعني إضافة إلى ذلك أنّه سيقود الثورة على الظالمين والجائرين، ويحارب الطغاة والجبابرة، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجورا. هكذا إذن ولدت الإمام المهدي المنتظر ( ع) في تلك الظروف الشديدة السرية . لكن قد أُلقِيَ القبض عليها ، فوُضِعَت تحت الرقابة الصارمة لفترات طويلة خوفاً من أن تلد الإمام المنتظر ( ع). لكنها بعون الله تمكنت من ولادة الطفل المقدس ( ع ) في مدينة سامراء في سَحَرِ ( 15 ) شعبان ، وذلك عام ( 255 هـ ). تَميَّزت السيدة نرجس بصفات متعددة ، منها : الشجاعة ، والحكمة ، والصمود ، والكتمان ، والمثالية . توفيت السيدة نرجس (رض) في سامراؤ ودفنت هناك مع زوجها الإمام العسكري ( ع ) ، ولم يُحدِّد لنا التاريخ الزمن الدقيق لوفاتها. مع العلم أن الإمام الحسن العسكري ( ع ) قد توفي مقتولاً بالسُّم في سنة ( 260 هـ . الإمام محمد المهدي (ع) وفاة الأمام الحسن العسكري(ع) توفي زوجها الإمام الحسن العسكري( ع) متأثراً بالسم، سنة 260 للهجرة. وكانت سن الابن الذي هو الامام المهدي (ع) خمس سنوات. ولم يكن يظهر إلاّ للخاصّة المقربين من أنصار أبيه، وذلك حرصاً على حياته، لأنّ السلطة العباسية كانت جادة في البحث عنه بتحريض من عمه ( اخ الامام حسن العسكري) والمسمى (جعفر الكذّاب) الذي باع نفسه للسلطة الحاكمة. علما بأن هذه السلطة حاولت اخفاء خبر ولادة المهدي(ع) لكي لا تثير البلبلة في صفوف الرعية. كانت السلطات تدرك مقدار كذبتها، وتأمل بالعثور على الطفل والتخلص منه؛ كي يخلو الجو إلى صنيعتهم عمه جعفرٍ. وقف جعفر يتلقى التعزية بأخيه الإمام (ع)، وحين همّ بالصلاة عليه وتهيأ للتكبير . . ظهر غلام أسمر اللون، وتقدم منه قائلاً: «تأخّر يا عم، أنا أحق منك بالصلاة على أبي». بهت جعفر واصفرّ لونه، لكنّه لم يملك إلاّ أن يتنحّى مفسحاً المكان لابن أخيه، الذي صلّى على أبيه، ثم خرج من المكان دون أن يستطيع أحد الإمساك به. وأسقط في يد جعفر، هذا الرجل الخائن الذي تخلى عن منهج آبائه واختار طريق التواطئ، وصدقت فيه كلمة أبيه الإمام الهادي (ع ) إذ قال: ((تجنبوا ولدي جعفراً، فإنّه مني بمنزلة ابن نوح، الذي قال الله فيه: {يا نوح إنّه ليس من أهلك، إنّه عمل غير صالح))!! حكاية السرداب تصف الحكايات الامام المهدي(ع) بأنه ممتلئ الجثة ، طويل القامة ، وجهه كأنه كوكب دري ، أقنى الأنف ، ضخم العينين ، كثب اللحية ، على خده الأيمن خال أسود ، وعلى يده خال . كان خلال الفترة الأولى من حياته يعيش في بيت أبيه الإمام العسكري (ع)، وكان يتستر عن عيون الحكام وجواسيسهم، ويلجأ أحياناً إلى مخبأ في البيت وهو ((السرداب»، كما يسمونه في العراق. فإذا اشتدّ الطلب عليه، أو حوصر بيته، كان يخرج من البيت محاطاً بعناية الله ورعايته، ويغيب مدة يحضر فيها المواسم الدينية. أو يزور مجالس أصحابه الأوفياء، يحل مشاكلهم ويقضي حوائجهم؛ من حيث لا يعرفه إلاّ الصفوة المخلصون منهم. وحين بدأت غيبته الكبرى (ع)، خرج من بيت أبيه في سامراء، إلى أرض الله الواسعة. يرفض الشيعة بعض التقولات الخاطئة التي تتعتقد بأن زيارات المؤمنين لمرقد الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام، في سامراء، يعني بأن بأن الامام المهدي (عج) كان بالحقيقة قد دخل السرداب وما زال فيه. وحسب المعتقد الديني المقدس فأن الامام المهدي(ع) لم يمت حتىالآن بل هو حي يرزق يعيش مع الناس، ويعاين ما يقاسون، ويحضر مواسم الحج وغيرها من المناسبات، دون أن يعرفه أحد، بقدرة الباري عز وجل. وهذا الأمر هو سر من سر الله وغيب من غيبه . المصادر ـــــــــــــ ان اهم المصادر التي تناولت حكاية الامام المهدي(ع) وهي بمعضمها سنية: ـ صحيح البخاري ج 4 . ـ كتاب بدء الخلق. ـ باب نزول عيسى (ع) . ـ صحيح مسلم ج 8 . ـ مسند أبي داود : كتاب المهدي . ـ سنن الترمذي ج 2 . ـ سنن المصطفى ج 2 . ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي . ـ شرح النهج لابن أبي الحديد . |
الساعة الآن 04:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir