جلست على مائدة الطعام..



ولم أنطق ببنت شفة...!






وسط الأحاديث الفارغة ....






أطلقت زفرات حارة ...!




زفرات ساخنة ...!






كانت كافية لأن تزيد من حرارة طبقي الذي بدأ يبرد ولم ألمس منه شيئا ...!




فأنا ...!!!





أشعر بالاختناق ...!





حزن عميق يخيم بداخلي ....!





يلف قلبي كمومياء ...عاجزة عن الحركة ...!





يلفها بشرائط ألم ...!





ولدت بداخلي منذ ليال...!






ألم فراق من عز فراقه علينا ...!






وأفجع فقده مفقودا ....!






وألم آخر ...!






أخذ يعشش بقلبي ......!








الذي ظننت أنه قد (تعافى) من أمراضه وأوجاعه...!






قلبي الذي غدا كبيت مهجور ..!






في غضون أيام معدودة ...!






ثقل كبير يطبق على صدري وكأنني أصّعد في السماء..!






ودمعة تتأرجح بين زوايا عيني ستلقي بنفسها بأية لحظة على





صحراء خدي الكئيبة ...!





هل سأخفق في كل مرة بهذا الامتحان..؟؟؟!!!!







بعد كل موسم عبادي ...!






أصاب بهذا الإدبار ...!!!






أهو انتقام الشياطين مني؟!





إلهي ....لا تؤدبني بعقوبتك ....!






ابتلعت ريقي وطلبت كأسا من الماء ...




ناولتني قريبتي ...





كأس لبن ...لأنها تعرف أني أحبه ...





قربت الكأس من فمي ...وأبعدته فجأة ...!




منه ..




كان منظر خاتم العقيق بيدي وكأس اللبن ...






كاف بأن يجعل كل الأصوات التي حولي تختفي ..!







وأن يحرك شيئا في روحي التي راحت تأخذني للبعيد ...!







أكاد أسمع ...صوت أنفاسها العالية ...المتسارعة ...!






روحي ...!





التي تحاول أن تفك قيود وسلاسل الشياطين التي أحاطت بها من جديد...!





تجري مسرعة في غابات نفسي المظلمة .....!





لتلحق بآخر ما تبقى من بصيص انبعث من حجر عقيقي ...!






منقوش على بوابة الكنوز...!






فقد اعتادت هي أن تتسلل كل ليلة من جسدي عند حلول الظلام ....!





مستغلة نوم مئات من اللصوص ..!






وليس فقط ...





الأربعين حرامي..!!





تجرجر أذيالها حياء ........





وتقف أمام مغارة ..!





(علي )..!!






لتصيح بصوت يخنقه الخجل ......





افتح يا ......





رضوان ....!





أنا من أتباع الأمير عليه السلام....!






فتتزحزح تلك الصخرة العملاقة ...!





لأتزحزح أنا ....!





من النار ...!







وأدخل الجنة .....!






فأفوز...!





أفوز كل ليلة ...






بل في كل لحظة من لحظات حياتي ...







...لدخولي جنة الولاية ...!








أفوز بأعمال حُرم منها باقي المسلمين...!





أُعطى ...مصباح (العليين)..!





أفركه .....!






لتخرج لي صلاة وأعمال الأيام ...





بكتب مرقومة ....!







مختومة بمسك ....!






وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ...!





أحمل بقدر همتي ...






جواهر( الطاعات) بإناء قلبي ....!





وخير القلوب ...أوعاها ...






بالأمس القريب ...




ربما كنت من الأغنياء ....!






أما الآن ...أنا أفقر الفقراء ...!






فلكل يوم قوته وحسابه ....






ومرض الغفلة من الأمراض الخطيرة المُعدية ...!






عند الجلوس مع الغافلين ...!






أفٍ لكم ...!






ولما( تذكرون ) من دون الله ...أفلا تعقلون ...!







ولا أعني أن تأخذ كل واحدة منهن مسبحة وتبدأ بالذكر ....!






بل أن يكون سلوكهن مجسدا لطاعة الله تعالى ....




وقد أويت إلى كهفي ...!






لعلي أجدد اعتكاف روحي من جديد..!





فياربي آتني من لدنك رحمة وهيئ لي من أمري رشدا ...





حينها وضعت كفي على حائط الكهف...






لتتحرك احدى صخوره ...!





أمامي ...فتظهر لينافورة من نور ...!





منحوتة على هيئة أربعة طيور ...!






مصنوعة من زبرجد أزرق ...!





ذات قاعدة زمردية ...!





في طرف القاعدة ...





أحرف مذهبة ...





علي أن أجمعها لأشكل جملة السر ....!





التي بها أفك شيفرة ....





رموز حياتي ...!





فيطمئن قلبي...!




قال (ص): {أيها الناس أنتم المرضى والله هو الطبيب}




نعم ...





هو الطبيب الذي يجب أن أعود إليه ....




بما يسمى بالعيد ...!!


وبعد العيد ...



لا أن أفر منه ...!






و جُل ما أخشاه أن أكرر خطأ حواري عيسى (ع) وعيدهم ..!






فجميعنا أكلنا من (المائدة الإلهية )....!






تذوقنا طعم القرب والرحمة و النفحات ولو بمقدار بسيط ...!




ثم ماذا ؟




هل سأعود على عقبي بعد إذ هداني الله ..؟!!!





بئس للظالمين بدلا ...!




وأكفر بنعمة ربي ....؟!





لأعذب عذابا لا يعذبه أحد من العالمين ؟!!!!





وأي عذاب أكبر ...من أن ...

يكلك الحبيب إلى نفسك ...؟!!!!






سبحانك ...يا رفيق ....تعاليت ...!






يا أقرب من كل قريب ....




ويا أحب من كل حبيب ....!





إن نفسي الأمارة والدنيا والشياطين ....





مفسدون في روحي ....!





فاجعل بيني وبينهم ردما ...!





وسيد الشهداء(ع) ينبهني ....


{كم من طاعة هدم اعتمادي عليها عدلك ..}




لا تردني إلى سوء استنقذتني منه أبدا ...ولا تسلبني صالح ما أعطيتني ...!




وأعوذ بك من أن تكون عاقبتي ...





زُبَيْرية ...!!!


لن أنتظر حلما ربما يكون من تلبيس الشيطان لأعرف علامة القبول ..


بل ..

اجعلني أستقذر الذنوب لأعرفها بذلك ...






لا أريد أن أعود كطفلة ...خدعها بيت الحلوى ..!





لتكون طعاما ووقودا لنار سجرها جبارها ...!






ولا أريد لروحي أن تتأخر أكثر بالعودة ...!!




لذا..




سآخذ ضغثا من الاستغفار ...وأضربها به ...!





وسأستجوب "هدهدها "...حتى يأتيني بسلطان مبين ...!





أواصل المسير بكهفي التي تضيء أحجاره من ذاتها ...!






وأربط أوردة روحي بشرائط خضراء ...!







على جوانبه التي تتدلى منها أغصان الزيتون ...!





أخطو على كثبانه الياسمينية الناعمة الباردة ...!




باحثة عن (ماء الحياة )..






عن تلك التركيبة العجيبة التي بها تتحول روحي العجوز الآثمة ...





إلى شابة مطيعة فاتنة ...!





وليلتقمني حوته ....!





الذي سيخرجني من ظلمات نفسي ويلقي بي على..






ساحل النور ....!






فتنبت شجرة "الدين "..






لأبدأ خطوة المئة ألف أو يزيدون ...!





فتساقط علي ....





ثمار قرب جنيّة ....!





قرب..!!





أطلبه هذا الشهر من أربع حكماء ...وملوك ...ملكوا...




الآخرة ...





حكماء ....اغتالت الطواغيت آثارهم ...!





أرادت أياديهم التترية ...أن ترمي ...




بذكرهم ....




وفضائلهم ...





في نهر ..





دَجَلِهم ...!




قربانا ...




لسيدهم ...إبليس ...!





ألوذ ..!





بأضرحتهم الأربعة التي بناها كل واحد منا على طريقته الخاصة ..





في غرف قلبه الأربع...!






أضرحتهم التي تجري من تحتها الأنهار ...





أنهار فيها دواليب ماء .!


..تحمل ...





صرر الغفران والمسك ....!





تنثرها على زوارها ....






تلك القبب الماسية ...





التي تعكس أشعة الشمس علينا ...





بألوان الطيف السبعة ...!

ذلك الصحن الفيروزي المشترك ...





المطعم بالذهب ...!





والزهور المحمدية الوردية..





تحيطه مساحات العشب السندسية ...




من جميع الجهات ....





التي تتوزع على أرضها



زهور ..




الزعفران البنفسجية ...




فوق رأسك ...





تحلق حمائم بيضاء ...





على أطراف أجنحتها ...






در نجفي ...!





بجميع الألوان ...!






ترتدي تيجان عسجد صغيرة ورقيقة ...!





قبل الزيارة ...





في ذلك المكان ....






المكان الذي سأحاول المحافظة فيه ..






على صداقتي مع القرءان ...





والصلاة والذكر,,,,





أرمي نفسي الأمارة بالسوء ...






(سبعين سهما )رحمانيا ...!!





أقيدها( بجامعة )الحسنات..!







أسقيها ..(دواء)للذكر ...!






لكي لا تنام بعده أبدا...!







أقرأ على مسامع روحي,....






تعاويذ وكتب الباقرين الصادقين عليها السلام ..




لأأسرها ....!





وأجعلها عبدة مطيعة لأسيادها ...!




أبد الآبدين...!





تعويذة ...!






مكتوبة على خاتم عقيقيّ...!





ليذكرها في أي مكان وزمان ...






تكون فيه ....






أنها ليست سوى ...




أمة ..!!




عليها أن تحسن التصرف ...




أمام عين الله العظيم التي لا تنام ..!



قريبتي :لملا تأكلين ..؟ألست جائعة ؟

أجبتها بعد ان ارتشفت شربة لبن سريعة ..:بلى ولكنني أكلت قبل قليل وجبة ألذ من التي أمامي ..!




نسألكم الدعاء ..


الفاتحة على أرواح المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ..

ملاحظة :بعض المفردات مقتبسة من محاضرات للشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله تعالى .