منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ملف خاص بسيدتنا و مولاتنا فاطمة الزهراء (س) (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=194)

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:55 PM

خلاص رجل من السجن

روي أن رجلاً كان محبوساً بالشام مدةً طويلة مضيقاً عليه , فرأى في منامه
كأن الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت : أدع بهذا الدعاء , فتعلمه ودعا
به فتخلص من السجن ورجع إلى منزله .

وهو هذا الدعاء :"اللهم بحق العرش ومن علاه , وبحق الوحي ومن أوحاه , وبحق
النبي ومن أنباه , وبحق البيت ومن بناه , ياسامع كل صوت , ياجامع كل فوت ,
يابارئ النفوس بعد الموت , صلّ على محمد وأهل بيته , وآتنا وجميع المؤمنين
والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاُ بشهادة أن لاإله
إلا الله , وأن محمداً عبدك ورسولك , وصلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين
الطاهرين وسلّم تسليماً" .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:55 PM

خادمة الزهراء في الصحراء

روي أن أم أيمن لما توفيت فاطمة (عليها السلام) حلفت أن لاتكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها .

فخرجت إلى مكة , فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشاً شديداً , فرفعت يديها وقالت : يارب أنا خادمة "فاطمة" تقتلني عطشاً ؟

فأنزل الله عليها دلواً من السماء , فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب
سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:56 PM

المزيد من كرامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

ورد عن الثعلبي في ( قصص الأنبياء ) ، والزمخشري في ( الكشاف ) في تفسير قوله تعالى :

( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ) آل عمران : 37 .

في خبر طويل نقتطف منه ما يلي :

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) :

( يَا بُنَيَّة هَلْ عندك شيء آكل ؟ فإني جائع ) .

فقالت ( عليها السلام ) : ( لا والله ، بأبي أنت وأمي ) .

فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عندها ، بَعَثَت إِليها جارةٌ لها بِرَغِيفَيْنِ ، وبضعة لحم .

فأخذَتْهُ ( عليها السلام ) منها ، ووضعته في جفنة ، وغطت عليه ، وقالت :
( لأُوثِرَنَّ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على نفسي ، ومن عندي
) وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبْعَة من طعام .

فبعثت حَسَناً وحسيناً إلى جَدِّهِما ( صلى الله عليه وآله ) ، فرجع ( صلى
الله عليه وآله ) إليها ، فقالت ( عليها السلام ) : ( بأبي أنت وأمي يا
رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبأتُه لك ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَهَلُمِّي به ) فَأْتِي به ، فكشفت ( عليها السلام ) عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً .

فلما نظرَتْ ( عليها السلام ) إليه بهتَت ، وعرفت أنها بركة من الله تعالى
، فحمدت الله تعالى ، وصلّت على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أين لك هذا يا بُنَيَّة ؟ ) .

قالت ( عليها السلام ) : ( هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمد لله ، جعلك شبيهة
بسيِّدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رَزَقها الله رزقاً حسناً ،
فسُئلت عنه ، قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .

فبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) ، فَأتَى .

فأكل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وجميع أزواج
النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي .

فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( وأوسعت منها على جميع جيراني ، وجعل الله فيها بركة ، وخيراً طويلاً ) .

وكان أصل الجفنة رغيفين ، وبضعة لحم ، والباقي بركة من الله تعالى .

وعن الحسن البصري ، وابن إسحاق ، عن ميمونة قالت :

وَجدتُ فاطمة ( عليها السلام ) نائمة ، والرَحى تدور ، فأخبرتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال :

( إن اللهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ ، فَأوحى إِلى الرَّحى أَن تدورَ ، فَدَارَتْ ) .

ورهنت ـ مرَّةً ـ فاطمة ( عليها السلام ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي
في المدينة ، واستقرضت الشعير ، فلما دخل زيد داره ، قال : ما هذه الأنوار
في دارنا ؟!

قالت : لِكِسوَةِ فاطمة ( عليها السلام ) .

فأسلَمَ في الحال ، وأسلَمَت امرأتُه وجيرانُه ، حتى أسلم ثمانون نفساً .

وعن علي بن معمر ، قال : خرجَتْ أمُّ أَيمَن إلى مكة ، بعد وفاة فاطمة ( عليها السلام ) ، وقالت : لا أرى المدينة بعدها .

فأصابها عطش شديد في الجحفة ، حتى خافت على نفسها ، فكسرت عَينَيها نحو
السماء ، ثم قالت : يَا ربِّ ، أَتَعَطِّشَنِي ، وأنا خَادمة بنت نبيك (
صلى الله عليه وآله ) .

قال : فنزل إليها دَلوٌ من ماء الجنَّة ، فَشَرِبَتْ ، ولم تَجُعْ ، وَلَمْ تَعطَشْ سَبع سِنين .

وما ذكرناه شيء يسير من كرامات فاطمة الزهراء ( عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصلاة والسلام ) .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:56 PM

آيات نزلت بحق فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

1ـ آية ( التَّطهِير ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب : 33 .

فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يَمُرُّ على دار فاطمة ( عليها
السلام ) صباح كل يوم عند خروجه إلى المسجد للصلاة ، فيأخذُ بِعُضَادَةِ
الباب قائلاً : ( السَّلامُ عَليكُم يَا أَهْلَ بَيتِ النُّبُوَّة ) ، ثم
يقول هذه الآية المباركة .

2ـ آية ( المُبَاهَلَة ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ
تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ
عَلَى الكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 .

وقد نزلت حينما جاءَ وفد نَجْرَان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )
لِيتحدَّثَ معه حول عِيسى ( عليه السلام ) ، فقرأ النبي ( صلى الله عليه
وآله ) عليهم الآية التالية :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران : 59 .

فلم يقتنع النصارى بذلك ، وكانت عقيدتهم فيه أنه ( عليه السلام ) ابنُ
الله ، فاعترضوا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فنزلت آية المُبَاهلة
.

وهي أن يَتَبَاهَلَ الفريقان إلى الله تعالى ، وَيَدعُوَانِ اللهَ تعالى
أن يُنزل عذابَهُ وغضبَه على الفريق المُبطِل منهما ، واتفقا على الغد
كيوم للمباهلة .

ثم تَحاوَرَ أعضاءُ الوفد بعضهم مع بعض ، فقال كبيرهم الأسقف : إنْ غَداً
جَاء بِوَلَدِهِ وأهل بيته فلا تُبَاهلوه ، وإِن جَاء بغيرهم فافعلوا .

فَغَدَا الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) مُحتَضِناً الحسين ( عليه
السلام ) ، آخذاً الحسن ( عليه السلام ) بيده ، وفاطمة ( عليها السلام )
تمشي خلفه ، وعليٌّ ( عليه السلام ) خَلفَها .

ثم جثى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً لهم : ( إذا دَعَوتُ
فَأَمِّنُوا ) ، أما النَّصارى فرجعوا إلى أسقَفِهِم فقالوا : ماذا ترى ؟

قال : أرى وجوهاً لو سُئِل اللهُ بِها أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مكانِهِ لأَزَالَهُ .

فخافوا وقالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا القاسم ، أقِلنَا أقال الله عثرتَك .

فَصَالَحُوهُ ( صلى الله عليه وآله ) على أن يدفعوا له الجِزية .

فهذه الصورةٌ تحكي عن حدث تاريخي يَتبَيَّن من خلالهِ عَظمة فاطمة الزهراء
، وأهل بيتها ( عليهم السلام ) ، ومنازلهم العالية عند الله تعالى .

3ـ سورة ( الكَوثَر ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ) .

فالأبتر هو المنقطع نَسلُه ، وقد استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما
نَزَلَتْ رداً على من عاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالبتر ( أي عدم
الأولاد ) بعد ما مات أبناء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم : القاسم
، وعبد الله .

وقصة هذه السورة هي : أن العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما
كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) خارجاً منه ، فالتقَيَا عند باب بني
سَهْم ، فَتَحَدَّثَا .

ثم دخل العاص إلى المسجد ، فسأله رجال من قريش ، كانوا في المسجد : مع من كنت تتحدث ؟

فقال : مع ذلك الأبتر .

فنزلت سورة الكوثر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فالمراد من الكوثر
هو : الخير الكثير ، والمراد من الخير الكثير : كَثرَة الذُّرِّيَّة ،
لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وَرُوِيَ أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لخديجة قبل ولادة فاطمة ( عليها السلام ) :

( هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى ، وأَنَّهَا النَّسلَةُ ،
الطاهرةُ ، المَيْمُونَةُ ، وأنَّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلِي مِنها ،
وسيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة ، ويجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ) .

4ـ آية ( الإِطعَام ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ
جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 .

وقصتها كما في تفسير الكشاف للزمخشري عن ابن عباس : أن الحسن والحسين (
عليهما السلام ) مَرِضَا ، فعادهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في
ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نَذرتَ على ولديك .

فَنَذَر عَليٌّ وفاطمةُ وجَارِيَتُهُما فِضَّة ( عليهم السلام ) إن برءا ( عليهما السلام ) مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام .

فَشُفِيَا ( عليهما السلام ) وما معهم شيء .

فاستقرض عليٌّ ( عليه السلام ) من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ
من شعير ، فَطحنت فاطمة ( عليها السلام ) صاعاً ، واختبزت خمسة أقراص على
عددهم .

فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا ، فَوقَفَ عليهم ( مِسكين ) وقال :

السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين ،
أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة ، فآثروه ( عليهم السلام )
وباتوا لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صياماً .

فلما أمْسَوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم ( يَتِيم ) ، فآثروه ( عليهم السلام ) .

ووقف عليهم ( أسيرٌ ) في الثالثة ، ففعلوا ( عليهم السلام ) مثل ذلك .

فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن والحسين ، وأقبلوا إلى رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع
قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَا أشد مَا يَسُوؤُنِي ما أرى بكم .

فانطلق ( صلى الله عليه وآله ) معهم ، فرأى فاطمة ( عليها السلام ) في
محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ( صلى الله عليه
وآله ) ذلك ، فنزل جبرائيل وقال : خذها يا محمد ، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل
بيتك ، فَأقرَأَهُ السورة .

وفي هذه السورة – أي : سورة الإنسان ، أو : سورة هَلْ أَتَى– نكتة رائعة
جداً ، وقد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف ، عند تفسيره لهذه السورة قال
:

( إنَّ الله تعالى قد أنزلَ ( هَلْ أَتَى ) في أهلِ البيت ( عليهم السلام
) ، وَلَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَذُكِرَ فيها ، إِلاَّ (
الحُور العِين ) ، وذلك إِجلالاً لفاطمة ( عليها السلام ) ) .

فهذا هو إبداع القرآن الكريم ، وهذه هي بلاغته والتفاتاته ، وهذه هي عظمة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عند ربها العظيم .

5ـ آية ( المَوَدَّة ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) الشورى : 23 .

وقد أخرج أبو نعيم ، والديلمي ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي ، وتَوُدُّوهُم لِي .

وعلى هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى ، وإذا كان
المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي ( عليهم
السلام ) ، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها (
صلى الله عليه وآله ) من اهتضام ، وجسارة ، وغَصبِ حَقٍّ ؟!!

لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية .

6ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) الإسراء : 26 .

فقال شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد :

( إن الله عزَّ سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله ( صلى الله عليه وآله )
حصون خيبر ، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَدَك ، فنزلوا على حكم رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) صاغرين .

فصالحوه على نصف أرضهم – وقيل : صالحوه على جميعها – فقبل ذلك منهم ، فكان
نصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ لم يوجف
المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكَاب .

وهذا مما أجمعت الأمّةُ عليه ، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه ) .

فعندما أنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) .

أنحلَ فاطمةَ فدكاً ، فكانت – فَدَك – في يدها – للزهراء ( عليها السلام ) – حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر .

وأخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال : المُحَدِّثون
الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزل قوله
تعالى : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) ، أعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً
، وتجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد
فاطمة ( عليها وعليهم السلام ) .

7ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة ) البيِّنة : 7 .

ففي تفسير مجمع البيان عن مقاتل بن سليمان عن الضحَّاك عن ابن عباس في قوله :

( هُمْ خَيرُ البَرِيَّة ) قال : نَزَلَتْ فِي عَليٍّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:57 PM

بعض من أدعية فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عدة أدعية عُرفت باسمها ( عليها السلام ) ، ومنها ما ورد في كتاب ( مُهَجِ الدعَوَات ) :

الدعاء الأول :
( بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّوم ،
بِرَحمَتِكَ أستَغيثُ فأَغِثْنِي ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفسي طَرفَةَ
عَينٍ أَبَداً ، وأَصلِحْ لِي شَأنِي كُلِّه ) .

الدعاء الثاني :
( اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي واستُرنِي وَعَافِنِي أبداً ما
أبقيتَنِي ، واغفِرْ لي وارحَمنِي ، اللَّهُمَّ لا تُعيِنَنِي في طَلَبِ
مَا لا تقدِّر لي ، وَمَا قَدَّرتَهُ علَيَّ فاجعلهُ مُيَسَّرا سَهلاً .

اللَّهُمَّ كافِئ عَنِّي وَالِدَيَّ وَكُلَّ مَن لهُ نِعمَة علَيَّ خيرُ
مُكَافَأةٍ ، اللَّهُمَّ فَرِّغنِي لما خَلقتَنِي لَهُ ، وَلا تُشغِلنِي
لما تَكَفَّلتَ لي به ، ولا تعذِّبنِي وَأنا استغفرُك ، وَلا تَحرِمني
وَأنَا أَسأَلُك .

اللَّهُمَّ ذَلِّل نَفسِي فِي نَفسِي ، وَعَظِّم شَأنَكَ في نَفسي ،
وأَلهِمْنِي طاعَتَك ، وَالعَمَلَ بِما يُرضِيكَ ، والتجنُّبَ لما
يُسخِطُك يا أرحَمَ الرَّاحِمِين ) .

الدعاء الثالث :
( اللَّهُمَّ بِحقِّ العَرشِ وَمَن عَلاَّه ، وَبِحقِّ الوَحي وَمن
أَوحَاه ، وَبِحقِّ النَّبِي وَمَن نَبَّاه ، وَبِحقِّ البَيت وَمَن
بَنَاه ، يا سَامِعَ كلَّ صَوتٍ ، يا جَامِعَ كُلَّ فَوتٍ ، يَا بَارئَ
النُّفُوسِ بَعدَ المَوتِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَيتِهِ .

وآتِنَا وَجميعَ المُؤمِنينَ وَالمؤمِنَاتِ فِي مَشَارقِ الأرضِ
وَمَغارِبِهَا فَرَجاً مِن عِندِك عاجلاً ، بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ الله ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسُولُك صَلَّى اللهُ عَليهِ
وَعَلى ذُرِّيتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ) .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:57 PM

من فيوضات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

لم تكتفِ الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) بما هيّأ لها بيت الوحي من معارف
وعلوم ، ولم تقتصر على الاستنارة العلمية التي كانت تُهَيِّئُّها لها شموس
العلم والمعرفة المحيطة بها من كلِّ جانب .

فقد كانت تحاول في لقاءاتها مع أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
وبَعْلها ( عليه السلام ) باب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن
تكتسبَ من العلوم ما استطاعت .

وإنَّ هذا الجهد المتواصل لها في طلب العلم ونشره ، قد جعلها من كُبرَيات رواة الحديث ، ومن حَمَلَة السُنَّة المطهرة .

حتى أصبحَ كتابها الكبير الذي كانت تعتزُّ به أشدَّ الاعتزاز يُعرف باسم (
مصحَفْ فاطمة ) ، وانتقل إلى أبنائها الأئمة المعصومين ( عليهم السلام )
يتوارثونه كابراً عن كابر .

ويكفيك دليلاً على ذلك وعلى سُمُوِّهَا فكراً ، وكمالها علماً ، ما جادت
به قريحتها من خطبتين ألقتهما ( عليها السلام ) بعد وفاة رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، إحداهما بحضور كبار الصحابة في مسجد الرسول ( صلى الله
عليه وآله ) ، والأخرى في بيتها على نساء المهاجرين والأنصار .

وقد تَضَمَّنَتَا صُوَراً رائعةً من عُمقِ فكرها وأصالته ، واتِّسَاع
ثقافتها ، وقُوَّة منطقها ، وصِدق نبوءاتها ، فيما ستنتهي إليه الأمَّة
بعد انحراف القيادة .

هذا فضلاً عن رِفعة أدبها ، وعظيم جهادها في ذات الله ، وفي سبيل الحقِّ تعالى .

لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) من أهل بيت اتَّقُوا الله ، وعلَّمَهم
الله - كما صَرَّح بذلك الذكر الحكيم - ، وهكذا فطمها الله بالعلم
فَسُمِّيَت بـ( فَاطِمَة ) ، وانقطعت عن النظِير فَسمِّيت بـ( البَتُول ) .

وإليك أيها القارئ الكريم بعضاً من أقوالها وأحاديثها وأدعيتها المباركة ( عليها السلام ) :

الأول :
قالت ( عليها السلام ) : ( واحمُدُوا الذي لعظمته ونوره يبتغي مَن في
السماوات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلتُهُ في خَلْقه ، ونحن خاصَّته ،
ومحلُّ قُدسِه ، ونحن حُجَّتُه في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه ) .

الثاني :
رغَّبَت ( عليها السلام ) في حُسن النيَّة ، فقالت :

( مَن أصعد إلى الله خالصَ عبادته ، أهبط اللهُ إليه أفضلَ مصلحته ) .

الثالث :
أجابت ( عليها السلام ) امرأةً جاءتها بسؤال زَوجِها في هل أنَّه مِن شيعتهم ، أم لا ؟

فقالت ( عليها السلام ) لها : ( قُولِي لَه : إِنْ كنتَ تعملُ بما
أمَرْناك ، وتنتهي عمَّا زجرناك عنه ، فأنتَ مِن شيعتنا ، وإلاَّ فلا ) .

الرابع :
في مكارم الأخلاق قالت ( عليها السلام ) :

( البِشْر في وَجه المؤمن يُوجِب لِصَاحِبِه الجنَّة ) .

الخامس :
نَبَّهت ( عليها السلام ) إلى المقام الأسمى فقالت : ( أبَوا هذه الأُمَّة
مُحَمَّدٌ وعَليٌّ ، يُقيمانِ أودَهم ، ويُنقذانِهم مِن العذاب الدائم إن
أطاعوهما ، ويُبيحانِهمُ النعيمَ الدائمَ إن وافقوهما ) .

السادس :
روت ( عليها السلام ) عن أبيها المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، قالت :

( إنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يعوِّذُ الحسن والحسين ،
ويُعلِّمُهما هؤلاءِ الكلمات ، كما يعلِّمهما السورة من القرآن ، يقول :

أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّة ، مِن شرِّ كلِّ شيطانٍ وهامَّة ، ومِن كلِّ عينٍ لامَّة ) .

السابع :
تساءلت ( عليها السلام ) مُتعجِّبة : ( ما يصنعُ الصائم بصيامٍ إذا لم يَصُنْ لسانَهُ ، وسمعَهُ ، وبَصَرَهُ ، وجَوَارِحَهُ ؟! ) .

الثامن :
كان من أدعيتها ( عليها السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حيُّ يا
قَيُّوم ، برحمتِك أستغيثُ فأغِثْني ، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ
أبداً ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه .

اللَّهُمَّ قَنِّعْني بما رزقتَني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني .

اللَّهُمَّ لا تُعْيِني في طلبِ ما لا تُقدِّرُ لي ، وما قدَّرتَه عليّ فاجعلْه مُيَسَّراً سهلاً .

اللَّهُمَّ كافِ عَنِّي والدَيَّ ، وكلَّ مَن له نعمةٌ علَيَّ خيرَ مكافأة .

اللَّهُمَّ فرِّغْني لِما خلقتَني له ، ولا تشغلني بما تكفّلتَ لي به ، ولا تُعذِّبْني وأنا أستغفرك ، ولا تَحرِْمني وأنا أسألك .

اللَّهُمَّ ذَلِّلْ نفسي في نفسي ، وعظِّمْ شأنك في نفسي ، وألهِمْني
طاعتَك ، والعملَ بما يرضيك ، والتجنُّب لما يُسخطك ، يا أرحم الراحمين ) .

التاسع :
قالت ( عليها السلام ) في خطبتها بياناً للتوحيد : ( وأشهد أن لا إله إلا
الله ، وحده لا شريك له ، كلمةً جعل الإخلاصَ تأويلَها ، وضمَّن القلوب
موصولها ، وأنار في التفكير معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيتُه ، ومِن
الألسن صفتُه ، ومن الأوهام كيفيَّته .

ابتدع الأشياء لا مِن شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاءِ أمثلةٍ امتثلها
، كَوَّنها بقدرته ، وذرأها بمشيَّته ، مِن غير حاجةٍ منه إلى تكوينها ،
ولا فائدةٍ له في تصويرها ، إلاَّ تثبيتاً لِحِكمته ، وتنبيهاً على طاعته
، وإظهاراً لقدرته ، وتَعَبُّداً لبريَّته ، وإعزازاً لدعوته .

ثمَّ جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادةً لعباده من نقمته ، وحياشةً لهم إلى جنَّتِه ) .

العاشر :
قالت ( عليها السلام ) في بعثة أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( ابتعثه اللهُ إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حُكْمه ، وإنقاذاً
لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فِرَقاً في أديانها ، عُكَّفاً على نيرانها ،
عابدةً لأوثانها ، مُنكِرةً لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي مُحمَّدٍ (
صلى الله عليه وآله ) ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمَها ، وَجَلَى عن
الأبصار غممَها .

وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبَصَّرَهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الصراط المستقيم ) .

الحادي عشر :
وكان من بيانها ( عليها السلام ) لِعِلَلِ الشرائع والأحكام أن قالت : (
فجعَلَ اللهُ الإيمانَ تطهيراً لكم من الشِّرك ، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن
الكِبْر ، والزكاةَ تزكيةً للنفس ، ونماءً في الرزق ، والصيامَ تثبيتاً
للإخلاص ، والحَجَّ تشييداً للدِّين ، والعدلَ تنسيقاً للقلوب ، وطاعتَنا
نظاماً للمِلَّة ، وإمامتَنا أماناً مِن الفُرقة ، والجهادَ عِزّاً
للإسلام ، والصبرَ معونةً على استيجاب الأجر ، والأمرَ بالمعروفِ مصلحةً
للعامَّة ، وبِرَّ الوالدينِ وقايةً من السَّخَط ، وصلةَ الأرحام مَنْماةً
للعَدَد ، والقِصاصَ حِصناً للدماء ، والوفاءَ بالنَّذْر تعريضاً للمغفرة
، وتوفيةَ المكاييلِ والموازينِ تغييراً للبَخْس ، والنهيَ عن شرب الخمر
تنزيهاً عن الرِّجس ، واجتنابَ القَذْف حجاباً عن اللَّعنة ، وترك السرقة
إيجاباً للعِفَّة )

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:57 PM

مكانة الزهراء ( عليها السلام )

عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالساً ذات يوم
وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه
وآله ) : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم الناس عليَّ ، فأحبِب
من أحبَّهم ، وأَبغِض من أبغضهم ، ووالِ من والاهم ، وعاد من عاداهم ،
وأعنْ من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ،
وأيِّدهم بروح القدس منك .

ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) :

يا علي أنت إمام أمَّتي ، وخليفتي عليها بعدي ، وأنت قائد المؤمنين إلى
الجنَّة ، وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من
نور ، عن يمينها سبعون ألف مَلَك ، وعن يسارها سبعون ألف مَلَك ، وبين
يديها سبعون ألف مَلَك ، وخلفها سبعون ألف مَلَك ، تقود مؤمنات أمَّـتي
إلى الجنة .

فأيُّمَا امرأة صَلَّت في اليوم والليلة خمسَ صلوات ، وصامت شهرَ رمضان ،
وحَجَّتْ بيتَ الله الحرام ، وزكَّت مالَها ، وأَطاعت زوجَها ، ووالت
عليّاً بعدي ، دخلت الجنـَّة بشفاعة ابتني فاطمة ، وإنها لسيدة نساء
العالمين .

فقيل : يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها ؟

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ذاك لمريم بنت عمران ، فأمَّا ابنتي فاطمة
فهي سيدة نساء العالمين من الأوَّلين والآخرين ، وإنها لتقوم في محرابها
فيسلِّم عليها سبعون ألف مَلَك من الملائكة المقرَّبين ، وينادونها بما
نادت به الملائكة مريم ، فيقولون :

يا فاطمة : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ ) [ آل عمران : 42 ] .

ثم التفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا علي ، إنَّ فاطمة
بضعة مني وهي نور عيني ، وثمرة فؤادي ، يسوؤُني ما سَاءَهَا ، ويسرُّني ما
سَرَّها ، وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي ، فأحسن إليها بعدي .

وأما الحسن والحسين فهما ابنايَ وريحانتايَ ، وهما سَيِّدا شباب أهل الجنَّة ، فَلْيَكْرُمَا عليك كَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ .

ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء فقال : اللهم إني مُحِبٌّ
لمن أحبَّهم ، ومُبغِضٌ لمن أبغضهم ، وسِلْمٌ لِمَن سَالَمَهُم ، وحَربٌ
لِمن حَارَبَهُم ، وَعدوٌّ لمن عَادَاهم ، ووليٌّ لمن وَالاهم .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:58 PM

منزلة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

مما لا شك فيه أن نبي الهدى محمد ( صلى الله عليه وآله ) :

( لاَ يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) النجم : 3 - 4 .

فما يصدر منه مع خاصَّة أهله مما فيه الميزة على ذوي قرباه وأمته منبعث عن سِرٍّ إلهي ، رُبَّما يقصر العقل عن إدراكه .

وقد ورد عنهم ( عليهم السلام ) في المتواتر من الآثار : ( حديثُنا صَعبٌ
مُستَصْعَب ، لا يتحمَّلُهُ إلا مَلَكٌ مُقرَّب ، أو نَبيٌّ مُرسَل ، أو
عَبدٌ امتحَنَ اللهُ قَلبَهُ بِالإِيمَان ) .

فما ورد في الروايات من مميِّزات آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) – مما
لا تحيله العقول – لا يُرمى بالإعراض ، بعد إمكان أن يكون له وجه يظهره
المستقبل الكَشَّاف .

وعلى هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السُّنَّة والشيعة من فعل النبي
( صلى الله عليه وآله ) مع ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من
الإكثار في تقبيل وجهِها حتى أنكَرَت عليه بعض أزواجه فقال ( صلى الله
عليه وآله ) رَادّاً عليها :

( وما يَمنَعُني من ذلك ، وَإنِّي أَشَمُّ منها رائحة الجَنَّة ، وهي الحَوراء الإِنسِيَّة ) .

وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقوم لها إن دَخَلَتْ عليه ، مُعَظِّماً
وَمُبَجِّلاً لها ، وإذا سافرَ ( صلى الله عليه وآله ) كانَ آخرُ عَهدِهِ
بإنسانٍ مِن أهلِه ابنتَهُ فاطمة ( عليها السلام ) ، وإذا رجع من السفر
فأوَّل مَا يَبتدِئُ بِها .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) وقد أخذ بيده الشريفة الحسنين ( عليهما السلام ) :

( مَن أحَبَّنِي وَهَذَين وأبَاهُما وأُمَّهُمَا كان مَعي في دَرَجَتِي يَوم القِيامَة ) .

وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند الفجر على باب فاطمة ( عليها السلام
) ستة أشهر بعد نزول آية التطهير ، يُؤذَّنهم للصَّلاة ثم يقول :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب 33 .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) :

( يا بُنَيَّة ، مَن صَلَّى عَليك غَفَر اللهُ لَهُ ، وأَلحَقَهُ بي حَيثُ كنتُ من الجَنَّة ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم ، وَسِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم ، وَعَدُوٌ لِمَن عَادَاهُم ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( فَاطِمَةٌ بضعَةٌ مِنِّي يُؤذِينَي مَا آذَاهَا ، وَيُرِيبُنِي مَا رَابَهَا ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( إِنَّ فَاطمةَ بضعَةٌ مِنِّي ، يُغضِبُنِي مَن أَغضَبَهَا ) .

وإلى غير ذلك من كلماته الشريفة التي تنمُّ عَمَّا حَباها المُهَيمِن
جَلَّ شَأنُه من ألطاف ومزايا اختصَّت ( عليها السلام ) بها دون البشر ،
وكيف لا تكون كذلك ، وقد اشتُقَّت من النور الإلهي الأقدس .

ولقد عَلِمنا من مقام النبوة ، ومِمَّا ورد في نصوص السُّنَّة النبوية
والعَلَوِيَّة أنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يُحِبْ أحداً لِمَحضِ
العاطفة ، أو واشجة القُربى .

فما يلفظه ( صلى الله عليه وآله ) من قول ، أو ينوء به من عمل ، ولا سيما
في أمثال المقام ، لا يكون إلا عن حقيقة راهنة ، وليس كمن يحدوه إلى
الإطراء الميول والشهوات .

فما صدر منه ( صلى الله عليه وآله ) من خصائص الصديقة الطاهرة ( عليها
السلام ) لا يكون إلا عن وحي يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع .

فالرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) لم يصدع إلا بحقائق راهنة ، جعلتها
يَدُ المشيئة حيث أجرت عليها سَيلَ الفضلِ الرُّبُوبِي ، فهي نماذج عن
الحقيقة المُحَمَّدية المجعولة حلقة بين المبدأ والمنتهى ، ورابطة بين
الحديث والقديم .

وبالنسبة إلى آية التطهير :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب 33 .

فقد اتفقت آراء المفسرين وأرباب الحديث والتاريخ على أنها نزلت فيمن اشتمل عليهم الكِسَاء .

وهم : النَّبيُّ الأعظمُ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَوَصيَّهُ
المُقَدَّمُ عَلِيٌّ بن أبي طالب أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) ،
وابنَتُهُ فَاطِمَةُ الزهراءِ ( عليها السلام ) ، وَسِبطَاهُ سَيِّدَا
شباب أهل الجَنَّة الحَسَنِ والحُسَيْنِ ( عليهما السلام ) .

ولم يُخْفَ المُرادُ من الرِّجسِ المَنفِي في الآية الكريمة بعد أن كانت وَارِدَة في مقام الامتنان واللُّطف بمن اختصَّت بهم .

فإِنَّ الغرضَ بمقتضى أداة الحصر قَصرُ إرادةِ المولى سبحانه على تطهير
مَن ضَمَّهُمُ الكِسَاء عن كُلِّ ما تَستقذِرُه الطِّبَاع ، ويأمر به
الشيطان ، ويَحقُّ لأجله العذاب ، ويُشِينُ السُّمْعَةَ ، وتُقتَرفُ بِه
الآثامُ ، وتَمُجُّه الفِطرَة ، وَتسقُطُ به المُرُوءَة .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:58 PM

فصاحة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وبلاغتها

قالت عائشة : ما رأيت أحد من خَلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فاطمة ( عليها السلام ) .

ومن يعرف مواضع الجودة في الكلام ، ويلتمس بدائع الصنعة فيه ، يرى أن
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) التي لم تبلغ من العُمر ـ ما به تستطيع أن
تُغنِيها التجارب ، وتجري بين يديها الأمثال ـ ثمانية عشر عاماً قد امتطت
ناصية الكلام ، وجاءت بالعَجَبِ العُجَاب ، وحيَّرت العقول والألباب ، بما
احتُوِيَ منطقُها من حكمة ، وفصل الخطاب ، وهي المَثكُولة بأبيها خاتم
الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) .

ولا عجب من ذلك ، فهم ( عليهم السلام ) أئمة الكلام ، وأمراء البيان ، ومن
يتأمل خطبتها ( عليها السلام ) التي رَدَّدَتْها الأجيال ، وتناولها
المُحققون والشراح ، يجد ما نرمي إليه جلياً واضحاً .

فقد قال العلامة الأربلي صاحب ( كشف الغُمَّة ) في خطبة الزهراء ( عليها
السلام ) في محفل من المهاجرين والأنصار : إنها من مَحَاسن الخُطَب
وبدايعها ، عليها مَسْحَةٌ من نور النُبُوَّة ، وفيها عبقة من أَرجِ
الرسالة ، وقد أوردها المُوَالف والمُخَالف .

ريحانة المصطفى 11-12-2008 11:58 PM

ما ورد في فضل تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

روي أن فاطمة ( عليها السلام ) طلبت من أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خادمة تخدمها .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أوَلا أدلُّكِ على خير من ذلك ؟ ) .

فقالت ( عليها السلام ) : ( بلى يا رسول الله ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( تُسَبِّحِينَ الله تعالى ثلاثاً وثلاثين
، وتُحَمِّدينَه ثلاثاً وثلاثين ، وَتُكَبِّرينَهُ أربَعاً وثلاثين ) .

وروى العلامة المجلسي في البحار زيادة على ذلك :

( فَذلكَ مِائَة باللِّسان ، وألفُ حسنة في الميزان ، يا فاطمة ، إِنَّكِ
إن قلتِها كل يوم كفاك الله ما أهمَّك من أمرِ الدنيا والآخرة ) .

ما ورد عن الإمامين الصادق والباقر ( عليهما السلام ) :
أولاً : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال في قوله تعالى :

( وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) ـ الأحزاب : 35 ـ : (
مَن باتَ على تسبيحِ فاطمة ( عليها السلام ) كَان مِن الذَّاكرين كثيراً
والذَّاكِرات ) .

ثانياً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( تَسبيحُ فاطمة ( عليها السلام ) كل يومٍ في دُبرِ كل صلاة أَحَبُّ إليَّ من صلاة ألف رُكعةٍ في كل يوم ) .

ثالثاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّح اللهَ في دُبرِ كل فَريضة قبل أن يُثنِي رِجلَيه تسبيح فاطمة
( عليها السلام ) المائة ، وأتبَعَها بـ( ِلا إِلَه إِلاَّ الله ) مَرَّةً
واحدة ، غُفِرَ لَهُ ) .

رابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) في دُبرِ المكتوبة قبل أن يبسِطَ رِجلَيه ، أوجب الله لَهُ الجَنَّة ) .

خامساً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) قبل أن يثنِي رِجلَيه من صلاة الفريضة ، غَفَر الله له ، ويبدأُ بالتكبير ) .

سادساً : وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) ثُمَّ استغفرَ ، غُفِرَ
لَهُ ، وهي مِائَة باللِّسان ، وألفٌ في الميزان ، وَتطردُ الشيطان ،
وتُرضِي الرَّحمن ) .

سابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَا عُبِدَ الله بِشيء مِن التَمْجِيد أَفضَل مِن تَسبِيحِ فَاطمَة ( عليها السلام )) .


ثامناً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( إن رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) :

يَا فاطمةَ ، إذا أخذتِ مَضجعَكِ من اللَّيل فَسَبِّحي الله ثلاثاً
وثلاثين ، واحمديهِ ثلاثاً وثلاثينَ ، وكَبِّريهِ أربعاً وثلاثين ،
فَذلِكَ مِائَة هي أثقل في الميزانِ مِن جَبَلِ أُحُد ذَهَباً ) .


الساعة الآن 05:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir