![]() |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم لم يعرفوا قدر " علي " ( عليه السلام ) لوأن المسلمون بعد موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تذكروا ما قاله في " علي " عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة لقدمو"علي" أمامهم ولم يؤخروه . وقوله (ص) في خيبر: لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله ..... قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الامارة إلا يومئذ ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها : فدعا رسول الله (ص) علي بن أبي طالب فأعطاه إياها . ومؤاخاة النبي له حين آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار حين أخذ بيد " علي بن أبي طالب" وقال هذا أخي . وقال (ص) : علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة . وقال : اللهم أدر الحق مع " علي" حيثما دار . وقال: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق ( يعني علياً) عليه السلام . وقرأ رسول الله (ص) قوله تعالى ( وتعيها أذن واعية ) ثم إلتفت إلى "علي" ( عليه السلام ) فقال: سألت الله أن يجعلها أذنك. قال "علي" : فما سمعت شيئاً من رسول الله (ص) فنسيته . ولما نزلت الآية ( إن الذين آمنوا وعملوا ألصالحات أولئك هم خير البرية ) قال رسول الله (ص) ل"علي" عليه السلام : هوأنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضاباً مقمحين ... وقال(ص) في قوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون) قال: مسؤولون عن ولاية "علي" عليه السلام وولاية أهل البيت لأن الله أمر نبيه أن يعرف الخلق أنه لايسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي أم أضاعوهم وأهملوهم) وقال(ص)ل"علي" عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . وقال في حق "علي" ( عليه السلام ) : هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا... ونزلت الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) في"علي بن أبي طالب" ( عليه السلام ) . وقال(ص) إن "علياً" مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . وقال :"علي" مني وأنا من"علي" ولا يؤدي عني إلا أنا و"علي" . وقال(ص) : من كنت مولاه "فعلي " مولاه . ولقد قال رسول الله في غدير خم في حجة الوداع في حق "علي" من كنت مولاه "فعلي" مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فقال له عمر وأبو بكر: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ... ولما نصب رسول الله (ص) "علياً" يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، هبط جبرائيل عليه بهذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم) . ونزلت الآية : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) في الحارث بن النعمان الفٌهري حينما اعترض على قول الرسول: من كنت مولاه ف"علي" مولاه ، وقال للرسول : يامحمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا... فهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال النبي : والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله عزوجل . فولى الحارث يريد راحلته وهويقول: اللهم إن كان مايقول " محمد" حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عزوجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله . قال رسول الله (ص) : سيكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا"علي ابن أبي طالب" فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهوفاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين . وعن أبي ذر قال : سمعت رسول الله يقول ل" علي " أنت الصديق الأكبروأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل . وقال(ص): علي خير البشر فمن أبى فقد كفر . وقال(ص): لفاطمة( عليها السلام ) : زوجك خير أمتي ، أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً. وقال(ص): من أطاع" علياً" فقد أطاعني ومن عصى " علياً" فقد عصاني . وقال(ص): حق علي على هذه الأمة كحق الوالد على الولد . |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
وقال حين رأى "علياً" مقبلاً : أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة . قال(ص):من أراد أن ينظر
إألى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى ابراهيم في حلمه وإلى يحيي بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى "علي بن أبي طالب". وقال(ص): أوحي إلي في "علي" ثلاث: أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ؟ قال رسول الله (ص) : "علي" خير الأمة ( أو خير أمتي) . وقال(ص): " علي" خير الأوصياء وقال(ص): خيرمن أترك ( أو: أخلفه بعدي "علي بن أبي طالب"). وقال(ص): "علي" خير إخوتي ( أو: إخواني ). وقال(ص): "علي" خيرمن طلعت عليه الشمس وغربت بعدي . وقال(ص): خير الرجال (أو: خيررجالكم)" علي بن أبي طالب". وقال(ص): خير الخلق "علي بن أبي طالب" وقال(ص):" علي" خير البشر فمن أبى فقد كفر. ونظر النبي إلى "علي" فقال: أنت سيد في الدنيا وسيد في الأخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي . وقال(ص): "علي" مع القرآن والقرآن مع "علي" لايفترقان حتى يردا علي الحوض . وقال(ص): ذكر"علي" (عليه السلام) عبادة . وروي أن الشمس ردت ل"علي" (عليه السلام) حتى يصلي صلاة العصر. ومن كرامات الإمام "علي" (عليه السلام) يروى أن واحداً من محبيه سرق ، وكان عبداً أسود ، فأٌتي به إلى "علي"(عليه السلام) فقال له: أسرقت؟ قال:نعم، فقطع يده ، فانصرف من عند "علي" (عليه السلام) فلقيه سلمان الفارسي وابن الكرا ، فقال ابن الكرا: من قطع يدك؟ فقال: أمير المؤمنين ، ويعسوب المسلمين وختن الرسول( أي صهره) وزوج البتول فقال: قطع يدك وتمدحه ، فقال: ولم لا أمدحه وقد قطع يدي بحق وخلصني من النار ، فسمع سلمان ذلك فأخبر به " علياً" (عليه السلام) فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات ، فسمعنا صوتاً من السماء : ارفع الرداء عن اليد ، فرفعناه فإذا اليد قدبرئت بإذن الله تعالى وجميل صنعه . وروي عن قيس بن أبي حازم قال: كنت بالمدينة فبينما أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم " علي بن أبي طالب" والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال: ماهذا؟ فقالوا: رجل يشتم " علي بن أبي طالب" فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال: ياهذا علام تشتم " علي بن أبي طالب" ؟ ألم يكن أول من أسلم ؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (ص) ؟ ألم يكن أعلم الناس ؟ وذكر حتى قال: ألم ختن رسول الله (ص) على إبنته ؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله (ص) في غزواته ؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات . عن سلمان الفارسي قال: كنا مع النبي(ص) في مسجده يوم مطير فسمعنا صوت: السلام عليك يارسول الله ، فرد عليه ، فقال له رسول الله (ص) من أنت؟ قال:أنا عرفطة بن شمراح الجني من بني نجاح ، أتيتك مسلماً .... ، فقال: مرحباً بك ، إظهر لنا في صورتك ، قال سلمان: فظهر لنا شيخ أرث أشعر ، وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف ، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وله فم في صدره أنياب بادية طوال ، وإذا في أصابعه أظفار مخالب كأنياب السباع ، فاقشعرت منه جلودنا ، فقال الشيخ : يا نبي الله أرسل معي من يدعو جماعة من قومي إلى الإسلام ، وأنا أرده إليك سالماً . (قال) ابن حجر فذكر ( يعني الخرائطي ) قصة طويلة في بعثه معه " علي بن أبي طالب" ( عليه السلام) فأركبه على بعير وأردف سلمان ، وإنهم نزلوا في واد لازرع فيه ولا شجر ، وإن "علياً" (عليه اليسلام) أكثر من ذكر الله ، ثم صلى سلمان بالشيخ الصبح ، ثم قام خطيباً - يعني "علياً" ( عليه السلام) - فتذمروا عليه ، فدعا بدعاء طويل ، فنزلت صواعق أحرقت كثيراً ، ثم أذعن من بقي وأقروا بالإسلام ورجع ب"علي" ( عليه السلام ) وسلمان ، فقال النبي (ص) ل " علي" ( عليه السلام) لما قص قصتهم :أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة . ولقد كان لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب " علي" فقال فيه قائلكم ، والله ماسددت شيئاً ولا فتحته ، ولكن أمرت بشئ فاتبعته . وعن أبي ذر قال: بعثني رسول الله (ص) أدعو "علياً" فأتيت بيته فناديته فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول الله (ص) فقال لي : عد إليه ادعه فإنه في البيت ، قال: فعدت أناديه فسمعت رحى تطحن ، فشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج إلي منشرحاً فقلت له : إن رسول الله (ص) يدعوك ، فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله (ص) وينظر إلي ، ثم قال: يا أبا ذر ماشأنك ؟ فقلت: يارسول الله عجيب من العجب ، رأيت رحى تطحن في بيت " علي" وليس معها أحد يرحى ، فقال : يا أبا ذر إن لله ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بمعونة آل محمد . وروي عن " علي ابن أبي طالب " ( عليه السلام) قال لي النبي (ص): اركب ناقتي ثم امض إلى اليمن فإذا وردت عقبة أفيق ورقيت عليها ، رأيت القوم مقبلين يريدونك ، فقل : ياحجر يامدر ياشجر ، رسول الله (ص) يقرأ عليكم السلام ، قال"علي" ( عليه السلام) : ففعلت ، فلما رقت العقبة ، قلت: يا حجر يامدر ياشجر رسول الله (ص) يقرأ عليكم السلام ، قال: وارتج الأفيق ، فقالوا: على رسول الله السلام وعليك السلام ، فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلي مسلمين . عن " علي " ( عليه السلام ) قال: سار رسول الله (ص) إلى خيبر ، فلما أتاها رسول الله (ص) بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه ، فجاء يجبنهم ويجبنونه ، فساء ذلك رسول الله (ص) فقال: لأبعثن عليهم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يقاتلهم حتى يفتح الله له ليس بفرار ، فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم يرٌونه أنفسهم زحاماً ، قال: فمكث رسول الله (ص) ساعة فقال: أين " علي" ؟ فقالوا : هو أرمد ، قال: ادعوه لي ، فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطاني اللواء فانطلقت به سعياً خشية أن يحدث رسول الله (ص) فيهم حدثاً أوفي ، حتى أتيتها فقاتلتهم ، فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا فقتله الله بيدي وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله . وعن أنس بن مالك قال: كنت أحجب النبي(ص) فسمعته يقول: اللهم أطعمنا من طعام الجنة ، فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك ويحبه نبيك ، قال أنس: فخرجت فاذا " علي" بالباب ، فاستأذنني فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي (ص) مثل فخرجت فاذا" علي" بالباب ، فاستأذنني فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي (ص) مثل ذلك ، أحسب أنه قال ثلاثاً ، فدخل بغير اذني ، فقال النبي (ص) : ما الذي أبطأ بك يا " علي " ؟ قال: يارسول الله جئت لأدخل فحجبني أنس ، قال: يا أنس لمك حجبته ؟ قال:يا رسول الله لما سمعت الدعوة أحببت أن يجيء رجل من قومي فتكون له ، فقال النبي (ص) : لا يضر الرجل محبته قومه مالم يبغض سواهم . عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن " علي" ( عليه السلام ) فقالت: تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلاً كان أحب إلى رسو ل الله (ص) من " علي " ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله (ص) من امرأته ( تعني امرأة علي) عليه السلام ) . واستأذن أبو بكر على رسول الله (ص) فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أن " علياً " أحب إليك من أبي ومني مرتين أو ثلاثاً ، فاستأذن أبوبكر فأهوى إليها ، فقال:يابنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله (ص) . عن معاذة الغفارية : كنت أنيساً برسول الله (ص) أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول الله (ص) ( وهوفي) بيت عائشة ، و"علي" ( عليه السلام) خارج من عنده فسمعته يقول: ياعائشة إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم علي فاعرفي حقه وأكرمي مثواه . قال أحدهم لعائشة : من كان أحب الناس إلى رسول الله (ص) ؟ قالت: " علي ابن أبي طالب" قال: أي شيء كان سبب خروجك عليه ؟ قالت: لم تزوج أبوك أمك؟ قال: ذلك من قدر الله ، قالت: وكان ذلك من قدر الله !! عن أم سلمة قالت: ذكر النبي(ص) خروج بعض أمهات المؤمنين ، فضحكت عائشة فقال: أنظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ( يعني عائشة ) . عن طاووس ، إن رسول الله (ص) قال لنسائه أيتكن تتبحها كلاب كذا وكذا ؟ إياك ياحميراء ( يعني عائشة ) . عن عائشة قالت: وددت أني ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام ، وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير . وسمعُت عائشة إذا قرأت هذه الآية ( وقرن في بيوتكن ) بكت حتى تبل خمارها . قال رسول الله (ص) :ل" علي بن أبي طالب" : إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر ، قال أنا يارسول الله ؟ قال: نعم ، قال: أنا ؟قال: نعم ، قال فأنا أشقاهم يارسول الله ، قال:لا ، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها . وروي في توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة لمحاربة الامام " علي" ( عليه السلام ) في معركة الجمل: فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة نبحها كلاب الحوأب فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا : قال: هذا ماء الحوأب فقالت: ما أراني إلا راجعة قال: ولم؟ قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول لنسائه : كأني باحداكن قد نبحتها كلاب الحوأب وإياك أن تكوني أنت ياحميراء ، فقال لها محمد بن طلحة : تقدمي رحمك الله ودعي هذا القول ، وأتى عبدالله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفتيه أول الليل وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام . عن ابن عباس قال: نظر رسول الله (ص) إلى " علي" ( عليه السلام ) فقال: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله ، والويل لمن أبغضك بعدي . |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
قال رسول الله (ص) : من يريد أن يحيي حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول "علي بن أبي طالب" فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة . وعنه (ص) قل لمن أحب "علياً" تهيأ لدخول الجنة . وعنه (ص) قال ل"علي" ( عليه السلام ) حسبك ما لمحبك حسرة عند موته ولا وحشة في قبره ، ولافزع يوم القيامة . قال أنس بن مالك: والله الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول الله (ص) يقول : عنوان صحيفة المؤمن حب " علي بن أبي طالب" . وعن أنس قال: دفع" علي ابن أبي طالب" ( عليه السلام ) إلى بلال درهماً يشتري به بطيخاً ، قال: فاشتريت به ، فأخذ بطيخة فقورها فوجدها مرة ، فقال: يا بلال رد هذا إلى صاحبه وإئتي بالدرهم ، إن رسول الله (ص) قال لي : إن الله أخذ حبك على البشر والشجر والثمر والبذر فما أجاب إلى حبك عذُب وطاب ،ومالم يجب خبث ومر وإني أظن هذا مما لم يجب . عن ابن عباس قال: أشهد بالله لسمعته من رسول الله (ص) يقول: من سب " علياً " فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله عزوجل أكبه الله على منخريه . قال النبي (ص) : من فارق " علياً" فارقني ومن فارقني فقد فارق الله . وعن سلمان قال: قلت: يارسول الله إن لكل نبي وصياً ، فمن وصيك؟ فسكت عني ، فلما كان بعد رآني فقال: ياسلمان ، فأسرعت إليه قلت: لبيك ، قال: تعلم من وصي موسى ؟ قال:نعم ، يوشع بن نون ، قال: لم ؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ؟ قال: فإن وصيي وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب . في تفسير قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) في سورةالبقرة ، إنما نزلت في " علي بن أبي طالب " بات على فراش رسول الله (ص) ليلة خروجه إلى الغار ، ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ونزلت الآية . نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي . قال رسول الله (ص) : لمبارزة " علي بن أبي طالب" ( عليه السلام ) لعمروبن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة . عن جابر بن عبد الله : إن "علياً" ( عليه السلام) حمل باب خيبر يوم افتتحها ، وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا آربعون رجلاً - وروى أنهم كانوا سبعون رجلاً . وروى أبي رافع مولى رسول الله (ص) قال: خرجنا مع "علي" ( عليه السلام) حين بعثه رسول الله (ص) برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول "علي" ( عليه السلام) باباً كان عند الحصن فترس به نفسه ، فلم يزل في يده يقاتل حتى فتح الله عليه . وروي عن جابر بن سمرة قال: إن" علياً" ( عليه السلام)حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها ... . عن قتادة : إن "علياً بن أبي طالب" ( عليه السلام ) كان صاحب لواء رسول الله (ص) يوم بدر والمشاهد كلها . عن رسول الله (ص) في حق " علي" (عليه السلام): ... فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة . عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب : لقد أٌعطي " علي " ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم ، فسئل ، وماهي ؟ قال: تزويجه ابنته ، وسكناه في المسجد ولا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر . عن سعد قال: بعث رسول الله (ص) : أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل " علياً" فأخذها منه ، ثم سار بها فوجد أبوبكر في نفسه ، فقال رسول الله : لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني . عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوساً ننظر رسول الله (ص) فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله ، فرمى به إلى " علي" ، فقال: إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأؤيل القرآن كما قاتلت على تنزيله . قال أبوبكر : أنا ؟ قال: لا ، قال عمر: أنا ؟ قال: لا ، ولكن خاصف النعل . قال رسول الله (ص) ل" علي بن أبي طالب" ( عليه السلام ) : طوبى لمن أحبك وصدقك والويل لمن أبغضك وكذبك ، محبوك معروفون بين أهل السموات وهم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع ، خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم ، وقد عرفوا حق ولايتك ، وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة دموعها تحننا عليك وعلى ألأئمة من ولدك ، عاملون بما أمرهم الله في كتابه وبما أمرتهم أنا وبما تأمرهم أنت وبما يأمرهم أولو الأمر من ألأئمة من ولدك ، بالقرآن وسنتي وهم متواصلون متحابون وأن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم . عن رسول الله (ص) : .... ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت . خطب الحسن بن علي على حين قتل " علي " ( عليهم السلام ) : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبُض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون ، ولايدركه الآخرون ، وقد كان رسول الله يعطيه رايته فيقاتل وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ... . عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد (ص) وبمجيء ناقته تفضلاً من الله وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله ، وإن رسول الله (ص) أمرنا بقتال ثلاثة مع "علي" ( عليه السلام ) : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم ، أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمراً - وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهلالسعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات . والله ما أدري أين هم ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله ، قال: وسمعت رسول الله (ص) يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك ، ياعمار بن ياسر إن رأيت "علياً" قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع "علي" فانه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ، ياعمار من تقلد سيفاً أعان به " علياً" على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفاً أعان به عدو " علي" عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار قلنا: يا هذا حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله . |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
وعن معركة الجمل : عن أبي الأسود الدؤلي ، قال: لما دنا " علي" ( عليه السلام) وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض ، خرج "علي" (عليه السلام) وهوعلى بغلة رسول الله (ص) فنادى: أدعوا لي الزبير بن العوام ، فدٌعي له الزبير فأقبل ، فقال" علي " ( عليه السلام) يا زبير نشدتك بالله أتذكر يوم مر بك رسول الله (ص) ونحن في مكان كذا وكذا ، فقال(ص) يازبير تحب " علياً" فقلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمتي وعلى ديني ؟ فقال: يا " علي " أتحبه ؟ فقلت: يارسول الله ألا أحب ابن عمتي وعلى ديني ؟ فقال: يازبير أما والله لتقاتلنه وأنت ظالم له ؟ فقال الزبير: بلى والله لقد نسيته منذ سمعته من رسول الله (ص) ثم ذكرته الآن ، والله لاأقاتلك ، فرجع الزبير فقال له ابنه عبد الله : مالك ؟ فقال" ذكرني "علي " حديثاً سمعته من رسول الله (ص) سمعته يقول : لتقاتلنه وأنت له طالم فلا أقاتله . عن محمد بن عمرو بن حزم قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار وقد سمعت رسول الله (ص) يقول: تقتله الفئة الباغية ، فقام عمرو فزعاً حتى دخل معاوية فقال له معاوية : ماشأنك ؟ فقال : قتل عمار بن ياسر قال: فماذا ؟ فقال عمرو: سمعت رسول الله (ص) يقول: تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية : أنحن قتلناه ؟ إنما قتله " علي " وأصحابه ، جاؤوابه حتى القوه بين رماحنا أو قال سيوفنا . عن أبي بكر الجهم قال: سمعت ابن عمر يقول: ما آسي على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع " علي " . وقال عبدالله بن عمر ما آسي على شيء فاتني إلا الصوم والصلاة وتركي الفئة الباغية ألا أكون قاتلتها ، واستقالتي " علياً" ( عليه السلام) البيعة . عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي ابن أبي طالب ، فانه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين . قال رسول الله (ص) : يا "علي" إني سألت ربي عزوجل فيك خمس خصال فأعطاني ، أما الأولى فإني سألت ربي أن تنشق عني الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني ، وأما الثانية فسألته أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني ، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائي وهو لواءالله الأكبر ، عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطاني ، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقى من حو ضي فأعطاني ، وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني ، فالحمد لله الذي من به " علي " . وقال رسول الله (ص) : إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة أبي ابراهيم ، فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ، ثم تدعى أنت يا "علي" فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يميني ، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى اذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت . عن نبيط بن شريط الأشجعي ، قال: لما فرغ " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري ومعه ستون - أو سبعون - من الأنصار قال: فبدأ بعائشة ، قال أبو قتادة فلما دخلت عليها قالت ما وراءك ؟ فأخبرتها أنه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم ، فقالت: ما كام من الوفد غيرك ؟ قلت بلى ستون أو سبعون قالت: أفكلهم يقول مثل الذي تقول ؟ قلت نعم ، قالت: قص علي القصة فقلت: ياأم المؤمنين تفرقت الفرقة وهم نحو من أثني عشر ألفاً ينادون لا حكم إلا الله ، فقال " علي " ( عليه السلام ) : كلمة حق يراد بها باطل ، فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم الله وكتابه فقالوا: كفر عثمان و" علي " وعائشة ومعاوية ، فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقاتلونا وولى منهم من ولى فقال " علي " ( عليه السلام ) : لا تتبعوا مولياً فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول الله (ص) و " علي" ( عليه السلام ) راكبها فقال: أقلبوا القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي ، قال " علي " ( عليه السلا ) : الله أكبر والله ما كذبت ولا كذبت ، كنت مع النبي (ص) وقد قسم فينا ، فجاء هذا فقال: يا " محمد " إعدل فوالله ما عدلت منذاليوم ، فقال النبي (ص) : ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، فقال عمر بن الخطاب يارسول الله إلا أقتله فقال النبي (ص) : لا دعه فان له من يقتله ، وقال: صدق الله ورسوله ، قال: فقالت عائشة : ما يمنعني ما بيني وبين "علي " أن أقول الحق ، سمعت النبي (ص) يقول ك تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة ، محلقون رؤوسهم محفون شواربهم ، أزرهم إلى أنصاف سوقهم ، يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى الله تعالى ، قال: فقلت يا أم المؤمنين فانت تعلمين هذا فلم كان الذي منك ؟ قالت يا أبا قتادة ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً وللقدر أسباب . |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام عمه العباس فقال له : فداك أبي وأمي ومن هم ؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق ، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي وابن عمي وصهري " علي بن أبي طالب " على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر ، رحلها من زمرد خضر مضبب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، وعليها قبة من نورالله ، باطنها عفوالله ، وظاهرها رحمة الله ، بيده لواء الحمد ، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين ، فينادي مناد من لدنان العرش " أو قال من بطنان العرش " ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا " علي بن أبي طالب " أميرالمؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ولو أن عابداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام حتى يكون كالشن البالي ولقى الله مبغضاً لآل محمد (ص) أكبه الله على منخره في نار جهنم . عن أبي بكر قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من " علي بن أبي طالب " . عن رسول الله (ص) : .... يا " علي " أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة ... . إن " علياً " غسل النبي وكفنه ودفنه . عن عائشة قالت : قال رسول الله (ص) لما حضرته الوفاة : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له أبا بكر فنظر إليه ثم وضع رأسه ، ثم قال: أدعوا لي حبيبي ، فدعوا عمر فلما نظر إليه وضع رأسه ، ثم قال : أدعوا لي حبيبي ، فدعوا له " علياً " فلما رآه أدخله معه في الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه . توفي النبي (ص) ورأسه في حجر " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) . قال رسول الله (ص) : يا "علي " أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني ، وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة . وعنه (ص) بعد أن أخذ بيد "علي" ( عليه السلام ) يوم الجحفة ، فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني وليكم قالوا: صدقت يارسول الله ثم أخذ بيد " علي " ( عليه السلام ) فرفعها فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني ، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه . عن الرسول (ص) أنه قال ل "علي " ( عليه السلام ) : ان الأمة ستغدر بك من بعدي . عن الامام " علي " ( عليه السلام ) قال: بينما رسول الله (ص) آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة ، فمررنا بحديقة فقلت : يارسول الله ما أحسنها من حديقة : قال(ص): لك في الجنة أحسن منها ، حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول : لك في الجنة أحسن منها ، فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً ، قلت: يارسول الله مايبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ، قلت: يارسول الله في سلامة من ديني ، قال: في سلامة من دينك. عن جابر بن عبدالله ، قال: كنا عند النبي (ص) فأقبل " علي " ( عليه السلام ) فقال النبي (ص) والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، فنزل قوله تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) . عن النبي (ص) قال: يا " علي " ان الله قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ، فأبشرفإنك الأنزع البطين . عن أم سلمة قالت: قال رسول الله (ص) : " علي " وشيعته هم الفائزون يوم القيامة . قالوا لرسول الله (ص) يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا " علي بن أبي طالب " . عن أنس بن مالك عن رسول الله (ص) : يدخل من أمتي سبعون ألف لا حساب عليهم ، ثم التفت إلى " علي " ( عليه السلام ) فقال: هم أنت وشيعتك وأنت إمامهم . إلتقى أبو بكر و " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) فتبسم أبو بكر في وجه " علي ( عليه السلام) فقال له: مالك تبسمت ؟ قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: لا يجوز أحد على الصراط إلا من كتب له " علي " ( عليه السلام ) الجواز . ان " علياً " ( عليه السلام ) قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم ، كلاماً طويلاً من جملته ..... أنشدكم بالله هل فيكم أحد ؟ قال له رسول الله (ص) يا " علي " أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة ، غيري ؟ قالوا اللهم لا |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
جزاكم الله خيراً
على الطرح القيم موفقين لكــل خيـــر |
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شكرا لمروركم العطر وفقكم الله |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم وَالْعَن اعْدَائِهِم الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك .. قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي) ... جَزَاكَ الْلَّه خَيْر أُخْتِيْ الْمُوَالِيَة النور الفاطمي عَلَىَ الطرح القيم لحياة سيدتنا و مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليهاhttp://noorfatema.com/vb/images/smil...4374996313.gif.... الْلَّه يَجَعَلَةُ فِيْ مِيْزَانِ حَسَنَاتِكُمْ .. أجركم على فاطمة الزهراء عليها السلام .. دمتِ و دام عطاءكِ المتميز بالفائدة .. دمتِ بحفظ الله و رعايته .. نَسْأَلُكُمْ خالص الْدُّعَآء http://i866.photobucket.com/albums/a...f?t=1272073209 |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
الله يعطيش العافيه اختي على هالمعلومات المفيده جعلها الله في ميزان حساناتك
|
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
:b0119:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله @@@نور فاطمه@@ نورتي تشرفت بمرورك واسعدني مرورك الكريم وثناءك العطر لاحرمنا الله فيض اناملك الجميله وقضى الله حوائجك بحق قطيع الكفين عليه السلام |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله @@حيدريه وبس@@ نورتي تشرفت بمرورك العطر وفقك الله وقضى حوائجك بحق قطيع الكفين |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
يعطيج ألف عااااااااااافية عالمجهود العظيم
موفقة >_* |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
السقيفة أساس الظلم لو أن المسلمين تذكروا فضائل الامام " علي " ( عليه السلام ) لما تجاوزوه في الخلافة فهو خيرهم بعد رسول الله (ص) . ولكن الشيطان أنساهم ذلك وزين لهم أعمالهم فظلموا " علياً " وظلموا رسول الله (ص) . فحين اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة وطلبوا أن يكون خليفتهم بعد رسول الله من الأنصار لأنهم آووا الرسالة وحافظوا عليها ونصروها . ولما علم عمر بذلك ذهب إلى أبا بكر وهو في منزل النبي (ص) عند وفاته (ص) وذهبا معاً إلى السقيفة ، وخطب أبا بكر فيهم ورشح أبي عبيدة أو عمر للخلافة ، ولكنهما قالا : ما ينبغي لأحد من الناس أن يكون فوقك . ولكن أحد الأنصار أشار إلى حق الأنصار في الأمر فإن رفض المهاجرين فمن الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير . فقال عمر : هيهات ... فقام أبوبكر وقال: هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا: والله لا نتولى هذا عليك ..... أبسط يدك نبايعك . فلما بسط يده وذهبا يبايعانه ... سبقها إليه بشير بن سعد ( وكان من سادات الخزرج وكان حاسداً لسعد بن عبادة وهو من اختاره الأنصار أميراً عليهم ) فبايع أبو بكر وعند ذلك بايع الناس ورفض سعد بن عبادة البيعة . لماذا لم يؤجل أمر الخلافة إلى بعد دفن الرسول (ص) ؟ حدث كل ذلك بسرعة ورسول الله (ص) يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ، ويقوم بذلك كله صهره وحبيبه ووصيه " علي بن أبي طالب " ، حدث ذلك وكأنما أمر المسلمين ومصيرهم مربوط بهذه المجموعة المخالفة لرسول الله (ص) ، فإن كان الأنصار والمهاجرين احتجوا بالقرب من رسول الله (ص) فإن بني هاشم أقرب لرسول الله ، وإن " علياً" أسبقهم للاسلام وأقربهم من رسول الله وليس من حق أحد أن يرشح لذلك المكان العظيم بعد رسول الله إلا الله ورسوله فالدين دين الله ورسول الله زعيمه . لماذا لم يؤجل أمر الخلافة إلى مابعد الانتهاء من دفن الرسول ؟ لقد استعجلوا الأمر لأنهم يعلمون أنه حق ل " علي " بعد رسول الله فخافوا وجوده وحجته . وكرهوا أن يكون " علياً " خليفة عليهم وهو الذي قتل في الحروب الكثير من أقرباءهم . كيف يكون شورى وقد عين أبا بكر عمر ؟ ومما يلفت النظر في أمر الخلافة ان أبا بكر الذي كان يذهب مذهب القائلين بأن النبي ترك أمر الخلافة من بعده للمسلمين قد أوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب http://www.14noor.com/forum/smileys/...clamation1.gif يذكر المؤرخون أن أبا بكر عندما كان يملي عهده لابن الخطاب على عثمان أغمي عليه قبل أن يذكر اسم عمر ، وأن عثمان وضعه من نفسه مستدلاً على ذلك ، من الاتجاه لمجرى الأمور . فلما أفاق أبو بكر قرأ عثمان العهد عليه فأقره واستحسنه . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون شورى وقد إختار عمر ستة أفراد ؟ حتى إذا مضى عمر إلى سبيله جعلها في جماعة ، أ حدهم " علي بن أبي طالب" ( عليه السلام ) فكيف تكون شورى بين المسلمين وهم جماعة قليلة معدودة مكونة من ستة أفراد ، وكيف يقارن أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) هم وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) بهم وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) . ومهما يكن من شيء فقد استدعى عمر بن الخطاب قبيل وفاته " علي بن أبي طالب " وعثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام وقال لهم : اذا مت تشاوروا ثلاثة أيام ، وليصل بالناس صهيب ، ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم ، وليحضر عبدالله بن عمر مشيراً ... وطلحة بن عبدالله شريككم في الأمر ، فإن قدم الثلاثة فأحضروه أمركم . وقال لأبي طلحة الأنصاري : إختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم . وقال للمقداد بن الاسود : إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلاً منهم .. فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فأشرخ رأسه بالسيف . وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما . وإن رضى ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً ، فحكموا عبدالله بن عمر ، فإن لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف . واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس . فلما مات عمر وأخرجت جنازته صلى عليه صهيب ، فلما دفن جمع المقداد أصحاب الشورى ... وطلحة غائب ... فقال عبدالرحمن: أيكم يخرج منها نفسه .. على أن يوليها أفضلكم ؟ فلم يجبه أحد ، فقال: فأنا أنخلع منها ، فقال عثمان : أنا أول من رضي ، وقال القوم: قد رضينا ، و " علي " ساكت ، فقال: ما تقول يا أبا الحسن ؟ قال: أعطني موثقاً لتؤثرن الحق ولاتتبع الهوى ، ولا تخص ذا رحم ، ولا تألوا الأمة نصحاً . فأعطاه الموثق المطلوب . وبعد نقاش طويل بين الحاضرين نظر ابن عوف إلى " علي بن أبي طالب " وقال: أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، فقال " علي " بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي . فعدل عنه إلى عثمان ، فعرض عليه ذلك ، فقال ، نعم ، فعاد على " علي " ، فأعاد قوله .. فعل ذلك عبدالرحمن ثلاثاً . فلما رأى " علياً" غير راجع عما قاله ، وأن عثمان ينعم بالاجابة ، صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين .. ويقال: إن " علياً " قال: والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه . فهل فعل ذلك عبدالرحمن عفواً أم انه أمر مبيت قبل الاجتماع ؟ ! أليس القصد من وضعه شرط اتباع سيرة الشيخين يتضمن سلماً إخراج " علي " من الموضوع مع أم موضوع الشورى مع هذا يحتاج مناقشة وتدقيق . ومع قناعة المخالفين لأمر رسول الله (ص) بأن ما فعلوه كان لمصلحتهم وفائدتهم إلا أنهم كانوا يعلمون أنهم ليسوا أهلاً للخلافة والتي لا تكون إلا بأمر من الله عزوجل لأنه أعلم بأمور عباده ، فاختيار الأنبياء وأوصياءهم منه عزوجل لأن أمر الدين والأحكام الالهية بيده تعالى ، فهو يعين من البشر مايشاء لأنه أعلم بهم . فهذا عمر بن الخطاب يقول في بيعة أبي بكر أنها كانت فلتة وقي الله شرها . هل بايع الإمام علي ( عليه السلام ) ؟ يقول أحد المفكرين : نريد أن نقف مع القارئ على حقيقة تاريخية قد غفل عنها أغلب المسلمون ولا أدري لماذا أهملها المؤرخون والمحققون ، بل قد تسالمها الكتاب تسالماً طبيعياً ألا وهي قضية بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأبي بكر !! فالأعم الأغلب من كتب المسلمين تذكر أنه بايع تحت ضغوط شديدة وتهديدات بالقتل من قبل أبي بكر وعمر ، ونؤكد أننا سوف نصل حقيقة ، وهي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يبايع أبا بكر بأي شكل من أشكال البيعة لا عن إكراه ولا عن تقية ، ولم ترهبه سيوفهم ولا ضغوطهم أبداً ، فمن خلال رصيد لا بأس به من القرائن والشواهد نصل إلى القول إلى أنه ( عليه السلام ) لم يبايع أبداً بل صبر وكف عن القوم . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهر ما قيل ثلاثة آراء : الرأي الأول : بعد وفاة الصديقة " فاطمة " ( عليها السلام ) أي بعد شهرين أو خمس وسبعين يوماً من وفاة الرسول الأعظم ( ص) . الرأي الثاني : بعد ستة أشهر . الرأي الثالث : بعد أيام قلائل من وفاة الرسول الأكرم (ص) ومن خلال هذه الأقوال نصل إلى نتيجة واحدة وهي أن مبايعة الامام لأبي بكر لم تكن واضحة تاريخياً ، إذ المستندات والوثائق التاريخية قاصرة عن اعطاء قول قاطع تحُدد فيه المدة والفترة الزمانية للبيعة ، فنحن إذن أمام آراء متعارضة لابد من حلها والوصول إلى نتيجة معينة فيها ، وبداية المنافسة تكون من السؤال التالي : ماعلاقة البيعة بموت الصديقة " فاطمة " ( عليها السلام ) ؟ فلوأراد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يبايع ، أترى أنه يتحرج من " فاطمة " ( عليها السلام ) ولماذا هذا التحرج ؟ أم أن القوم كانوا يتحرجون من الضغط على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حياة " فاطمة " ؟ بل على العكس ، فإننا نجدهم يحُرقون باب " فاطمة " وبمرأى منها وفعلوا بها ما فعلوا ومارسوا أنواع الضغوط على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يصدر منهم ذلك الاحترام والتقدير ل " فاطمة " ( عليها السلام ) حتى نضطر للقول بالملازمة بين البيعة وبين استشهاد " فاطمة " ( عليها السلام ) . إلا أن يراد من ذلك تحديد الفترة الزمانية فقط فكان وفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) علامة لاغير على طول فترة الامتناع مثلاً . والحصيلة أنا نقطع بأنه ( عليه السلام ) لم يبايع في الأيام القلائل تلك أي الرأي الثالث - وهو القول بالبيعة في الأيام الأولى من وفاة النبي (ص) - ساقط عن الاعتبار للأسباب التالية : أدلة عدم البيعة في الأيام الأولى أ- لو كان قد بايع في تلك الأيام أي بعد السقيفة وأحداث دار فاطمة ( عليها السلام ) لما إمتنع مالك بن نويرة عن دفع الزكاة إلى أبي بكر ، إذ يكون دفع الزكاة أمر طبيعي بعد مبايعة أمير المؤمنين لأبي بكر ، ولكن امتناعه دل على عدم المبايعة فكان سبيله القتل ، ومعلوم أن قتل مالك كان ضمن الفترة الأولى من تسلم أبي بكر الحكم . ب - ويذكر المؤرخ اليعقوبي خبراً مفاده أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في تلك الأيام لم يكن ليطيع أبا بكر وذلك عندما ظهر المتنبئون فاستشار أبوبكر عمرو بن العاص من يرسل لهم ؟ فقال له : فما ترى في " علي " ؟ فقال عمرو : لا يطيعك مع أن محاربة المتنبئين كان أمراً ضرورياً بعد وفاة الرسول (ص) فإباية " علي " ( عليه السلام ) إنما تدل على عدم موافقته سلفاً بمقام أبي بكر . ج - ولو كان قد بايع في تلك الفترة السريعة من اغتصاب الخلافة منه يكون قد أوجد شرخاً في قلوب أوليائه وحواريه وخاصته إذ يتبادر إلى قلوبهم الشك في إمامهم المعروف بالصمود والمواجهة وليس " علي " ( عليه السلام ) من الذين يضحون بالأفراد المخلصين لا سيما في مثل تلك الظروف الصعبة ، خصوصاً اذا نظرنا إلى مثل حسان بن ثابت وهو يمدح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في تلك الفترة ( بعد محاججات كثيرة بين الأول والثاني والأنصار وقريش ) يقول فيها : جزى الله خيراً والجزاء يكفه --------------------- أبا حسنٍ عنا ومن كأبي حسن سبقت قريشاً بالذي أنت أهله --------------------- فصدرك مشروحٌ وقلبك ممتحن تمنت رجالٌ من قريش أعزةٌ ---------------------- مكانك هيهات الهزال من السمن حفظت رسول الله فينا وعهده --------------------- اليك ومن أولى به منك من ومن ألست أخاهُ في الإخا ووصيهُ --------------------- وأعلم فهرٍ بالكتاب وبالسنن فهذه الأبيات تعكس انطباع الناس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أنه الأولى بالمنصب وذلك لوصية رسول الله ولمناقبه وفضائله وعلمه بالشريعة ، فكيف يسرع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى البيعة وهو يعلم أن مردودها سلبي على الأمة ؟ |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم أدلة عدم البيعة بعد رحيل " فاطمة " ( عليها السلام ) فان قيل : أنه بايع بعد رحيل الصديقة " فاطمة " ( عليها السلا ) ، على ما قاله بعض المؤرخين خصوصاً السنة . قلنا : أ - قد تقدم أنه لم يكن ل" فاطمة " ( عليها السلام ) ذلك المقام عند الخليفتين حتى يتحرجا من مطالبة " علي " بالبيعة خجلاً من " فاطمة " ( عليها السلام ) ، بل قد صدر منهما تجاهها ماهو أقبح ، وعليه تكون حياة " فاطمة " ( عليها السلام ) أو موتها بالنسبة إليهما أمران متساويان ومعلوم أن استشهاد الصديقة ( عليها السلام ) كان بعد رحيل النبي (ص) شهرين أو خمس وسبعين يوماً أو سبعين يوماً على اختلاف الروايات . فهذا القول يؤيد ما ذكرناه أنه ( عليه السلام ) لم يبايع أبابكر بعد أحداث دار الزهراء ( عليها السلام) وقد ذُكر في بعض الكتب مع شديد الأسف أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخرج من داره وفي عنقه حبل وأُخذ مجبوراً إلى مجلس أبي بكر وهناك بعد كلام طويل بايع أبا بكر ، ومن المؤسف أن تجري هذه الكلمات على لسان بعض الشيعة ، بينما المتتبع لكل الأخبار الواردة يجدها على العكس تماماً فانه ( عليه السلام ) لما أُخذ إلى مجلس أبي بكر أعلنها بصراحة فقال للأول والثاني ( أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي .... ) . ثم قال لعمر : والله ياعمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال أبوبكر : فإن لم تبايعني فلا اُكرهك . فينبغي للكُتاب والخطباء على الأخص أن يدرسوا الأخبار التي تصطدم مع سيرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دراسة واعية لأننا اُمرنا أن نعرض الأخبار على القرآن بتعقل وتدبر فما وافق نأخذ منه وما خالف لا يمكن التمسك به حتى وان كان مشهوراً ومتداولاً وإن علياً هو القرآن الناطق كما قالت الزهراء " وبقية استخلفها عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق فسيرة " علي " ( عليه السلام ) قرآن ناطق وهي تأبى من القول أنه قد بايع أبا بكر . ب - إن من أتفه الأقاويل القول بأنه ( عليه السلام ) بايع بعد وفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) لأن الامام لم يبايع في شدة المحن بعد أحداث الدار وغيرها التي ربما كانت تقتضي التقية فكيف يبايع بعد انقشاع تلك الضغوط والمحن ولو نسبياً ؟ ما تبقى هو أنه ( عليه السلام ) بايع أبا بكر بعد ستة أشهر على اشتهر عند السنة في كتبهم وهو يعُد مؤيداً قوياً وصريحاً منهم لصحة ما ذهبنا إليه من أنه لم يبايع في تلك الفترة ولكن مع ذلك نذهب إلى أنه ( عليه السلام ) لم يبايع مطلقاً حتى بعد ستة أشهر ، وبأي شكل من أشكال البيعة وإليك الأدلة : أدلة عدم البيعة مطلقاً 1- كلام عمر أيام خلافته عندما قيل له أن بعض الناس قالوا لومات عمر لبايعنا فلاناً ( علي ) فقام خطيباً وذكر أمر السقيفة مفصلاً وذكر أن " علياً " والزبير ومن كانوا معهما تخلفوا عن البيعة ثم لا يذكر أن " علياً " قد بايع مع الناس في نفس الخبر أبداً ولوكان قدبايع لكان حريٌ بعمر وفي مصلحته أن يذكره . 2- قد مر عليك قسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعدم البيعة ولم يُسمع عنه يوماً أنه حنث بذلك القسم ولو حنث لأثر على شخصيته أمام أعدائه وأمام أصحابه فتكون نظرتهم اليه نظرة استخفاف لأنهم لم يعهدوا ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بل ليس هو من أدب الأولياء لمن تتبع سيرتهم في القرآن إذ أنه لا ينسجم وعصمتهم ( عليه السلام ) . 3- الخطبة الشقشقية : التي قال فيها عن أيام خلافة أبي بكر ( فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرتُ وفي العين قذى ... ) ترى لم يصرح فيها بالبيعة مع أنها من أهم خُطبة التي تعرض فيها لبيان الواقع المرير الذي مربه ومرت به الأمة الاسلامية ، ثم يقول عن خلافة عمر ( فصبرتُ على طول المدة وشدة المحنة ) ومن خلال وحدة السياق نقطع بأنه لم يبايع ، إذ من المسلم به أنه لم يبايع الثاني ، ولم يتكلم أحد من المسلمين بذلك أبداً فيكون معنى ( صبرتُ ) أي تحملت غصب عمر لمقام الخلافة ، وهكذا في كلمة ( فرأيت أن الصبر ... ) بالنسبة لخلافة أبي بكر . 4- عن ابان بن تغلب عن الامام الصادق ( عليه السلام ) في خبر طويل ..... بعدما امتنع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن البيعة في اليوم التالي صعد أبو بكر المنبر . وقد تشاور قوم فيما بينهم ، فقال بعضهم لبعض : والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله (ص) وقال آخرون منهم : والله لئن فعلتم ذلك إذًا أعنتم على أنفسكم فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لنستشيره ونستطلع رأيه ... فلما أخبروه بالأمر قال: وايم الله لو فعلتم ذلك لا تيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب والقتال واذاً لأتوني فقالوا لي بايع والا قتلناك فلابد لي من أدفع القوم عن نفسي ... فهذا الخبر يؤكد ان الامام لم يبايع ولايريد تصرفاً غير مدروس من قبل بعض أصحابه يؤدي إلى البيعة به كرهاً أو القتال مع القوم ، فالخبر واضح في عدم مبايعتهم وأنه ( عليه السلام ) يفضل أن يتصرف أصحابه بحنكة لئلا يقع تحت واقع سيء يصنعه بعض الرجال المتحمسين تكون خاتمته البيعة أو القتال ، والظاهر من قوله ( فلابد لي من أدفع القوم عن نفسي ) أنه ( عليه السلام ) لو كان يقع في مثل هذا الظرف فانه يختار القتال دون البيعة وهذا واضح لمن تأمل ذلك جيداً . 5- ولو فرضنا أنه قد بايع عن إكراه وعملاً بالتقية كما قاله البعض ، فان هذه البيعة تعني نقض بيعته الأولى في يوم الغدير ، وهو أمر لا يمكن تصوره في حكمة الامام فكيف بالتصديق به . ولو قيل أن بيعته لأبي بكر جاءت صورية فإنا نقول وهل تكون عند الناس واضحة ، أي أن الناس تفهم وتتعامل على الظاهر كما هو متعارف ،، وهكذا يصح القول بأنه ( عليه السلام ) ما وقف موقفاً مع القوم إلا واحتج عليهم بيوم الغدير وهو يعني إستحالة مبايعة أبي بكر . 6- ولو قلنا أنه ( عليه السلام ) بايع ، فهذا يعني وجود مبرر شرعي للأئمة الطاهرين من بعده بأن يبايعوا طواغيت عصورهم لا سيما ولداه " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) ولكن مع ذلك لم يُقدم أيُ منهما على مبايعة طاغوت عصره بل حاربا ما استطاعا إلى الرفض سبيلاً . حتى أن " الحسن " ( عليه السلام ) هادن وصالح ولكنه لم يبايع و " الحسين " ( عليه السلام ) قُتل ولكنه لم يضع يده بيد يزيد ( لعنه الله ) وإذا نظرنا إلى قوله خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي " محمد " وأسير بسيرة أبي " علي بن أبي طالب " لتأكد قوياً أن عدم البيعة كان جزءاً من سيرة " علي " ( عليه السلام ) التي أراد أن يُحييها الامام " الحسين " ( عليه السلام ) . 7- قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعمه العباس : " أقسمت عليك ياعم لا تتكلم ، وإن تكلمت لا تتكلم إلا بما يسر وليس لهم عندي إلا الصبر كما أمرني نبي الله (ص) . وهذا الكلام الشريف مطابق مع قول النبي (ص) عندما جاءه المشركون يعرضون عليه الدنيا مقابل تخليه عن الدعوة إلى الاسلام فقال لعمه أبي طالب " ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ماتركته إلا أن أهلك دونه ... " . 8- عندما سئُل ( عليه السلام ) عن علة عدم محاربته الأول والثاني ؟ أجاب : إن لي أسوة بستة من الأنبياء . بنوح قال ( اني مغلوب فانتصر ) . وبلوط لما قال( لو أن لي قوةً أو آوي إلى ركن شديد). وبإبراهيم لما قال ( واعتزلكم وماتدعون من دون الله ) . وبموسى لماقال ( ففررتُ منكم لما خفتُكم) وهارون قال ( يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني ) .ومحمد (ص) في ذهابه إلى الغار . أقول: وجميع هؤلاء الأنبياء الكرام ( عليهم السلام ) لم يضعوا أيديهم في أيدي الظالمين ولا للحظة واحدة وهو ما استشهد به الامام من الآيات القرآنية الدالة على صمودهم وقوة تمسكهم بالمبادئ الالهية والهروب من الفتن ، فكونه ( عليه السلام ) يتأسى بهم أنه يسير كما ساروا ، وهي مسيرة الصمود ولإباء وعدم الرضوخ ولا حتى لحالة واحدة كما هو واضح لمن تتبع تاريخ الأنبياء ( عليهم السلام ) ، فلو كان قد بايع لما كان التأسي بهم صحيحاً وهيهات أن تفوت هذه الأمور على أمير الموحدين ( عليه السلام ) وهو الذي كان يعرف حقيقة الانقلاب عليه حق المعرفة . 9- لو كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مبايعاً لأبي بكر لعرض به معاوية وعمرو بن العاص وبقية أعدائه وهم الذين لم يجدوا في " علي " عيباً ، فنسجوا الأكاذيب حوله ، ومعلوم أن التعريض له باب واسع سيما في ثقافة معاوية بن أبي سفيان ، ولكننا لم نجد أي تعريض من هذا القبيل ،مما يدلل على انعدام سببه وهو البيعة من قبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأبي بكر . 10- ولوسلمنا أنه ( عليه السلام ) بايع بعد ستة أشهر أو أكثر أو أقل فمعنى ذلك أنه في الأشهر قبل البيعة كان على الباطل ، كما لوح به الطبري في تاريخه حيث يذكر أن " علياً " بايع بعد ستة أشهر والسبب هو ابتعاد الناس عنه ، وأنه بعد أن بايع قال الرواي: فكان الناس قريباً إلى "علياً " حين قارب الحق والمعروف http://www.14noor.com/forum/smileys/...clamation1.gif ياللعجب انهم يرون أن " علياً " في تلك المدة كان على باطل وعندما بايع قارب الحق !! ولا أدري كيف ينسجم هذا مع قول النبي فيه ( " علي " مع الحق والحق مع " علي " ... ) ؟ وهو الحديث الذي روته السنة والشيعة تواتراً . والحق أن نقلب المعادلة لأنهم يرون عدم البيعة باطلاً والبيعة حق وهذا على مسلكهم ومذهبهم ، وعلى مذهبنا وحكم العقل السليم يكون العكس هو الصحيح أي عدم البيعة هو الحق والبيعة هو الباطل وأعجب منه أنهم يرون عدم البيعة ارتداداً عن الدين . قال عمر بن حريث لسعيد بن زيد ... متى بويع أبو بكر قال: يوم مات رسول الله قال: فخالف عليه أحد ؟ قال: لا إلا مرتد أو من كان أن يرتد . فيكون أمير المؤمنين بناءاً على زعمهم مرتداً أو أنه كاد أن يرتد وهذا ما يتعارض حتى مع كتاب الله والسنة . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة مهمة س1 : ما المانع من البيعة اذا كانت تقية لحفظ الدين وحقن الدماء وقد تعرض أمير المؤمنين إلى ضغوط وتهديدات بالقتل ؟ ج1 : ان اغتصاب الخلافة بالطابع الاقتحامي وذلك دون كفاءة تؤهلهم لهذا المنصب كان أكبر إنحراف أصاب الأمة وليس هناك ماهو أقبح منه إلا جرى على " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام ) لإخضاع الإمام ( عليه السلام ) وتركيعه أمام الأمر الواقع ، بايع أمير المؤمنين أو لم يبايع فان القوم تأمروا على الناس فبيعته ( عليه السلام ) لاتغير شيء ، واذا كانت كذلك فلماذا يبايعهم إذن ؟ فعدم البيعة هو الأقرب إلى سلوك الامام " علي " ( عليه السلام ) وإن قلتم أنه بايع خوفاً من القتل نقول: كلا لم يعُرف عن الامام " علي " الخوف أبداً وكيف يخاف وهوالذي ماقام الاسلام إلا بسيفه وهو القائل ( وان اسكت يقولوا جزع من الموت هيهات هيهات ... والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل لثدي أمه ) . بل نقول انهم لا يجازفون في قتل أمير المؤمنين . والسبب في ذلك : لأنهم في بداية حكمهم ماكانوا يريدون التورط في إراقة دم طاهر ثقيل الوزن عند الله وعند الناس ألا وهودم " علي " ( عليه السلام ) لأن في ذلك كان تمام المواجهة مع بني هاشم وهذا يعني انتهاءهم ، ولذلك نرى عمر يعترض على خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة وقال لأبي بكر : ان خالداً قتل رجلاً مسلماً . فقد كانوا في أمس الحاجة إلى كسب الناس واستتاب الأمن . ثم انهم يعلمون أنهم لو قتلوا " علياً " يكونون قد قطعوا رأس الأمة ولصارت جسداً بلا روح فعادت إلى الجاهلية مع أنهم يريدون أن يحكموا بإسم الاسلام أولاً وحاجتهم إلى علم " علي " ثانياً . س2 : كيف تفسر النصوص اللفظية التي نُقلت عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ظاهرها صريح بالبيعة ؟ ج2 : والجواب على ذلك : على فرض صحة تلك النصوص نقول أنها كانت من باب التورية ، فالرجل الحكيم يصح له أن يضمر شيئاً في قلبه ويصرح بظاهرٍ مخالف من أجل مصلحة وباب التورية باب مفتوح للموارد الهامة كما ورد في قوله تعالى في قصة ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) ( قالوا من فعل هذا بآلهتنا ... إلى قوله أأنت فعلت هذا قال بل فعله كبيرهم فسالوهم ان كانوا ينطقون ) وفي قصة يوسف ( عليه السلام ) ( أيتها العير انكم لسارقون ) قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : " ما سرقوا وما كذب يوسف فإنما عني سرقتم يوسف من أبيه من قبل " . وهكذا ألامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعله مارس التورية في بعض أقواله ان كانت قطعية الصدور فان قيل: كونها تورية في مجالس محدودة لا يغير من الأمر شيئاً فهو قد قال مافي صالح مخالفيه ، لأن السامع له إما من أوليائه فلا توريه ، وإما من المخالفين فهو يكون قد أعطاهم المبرر ليقولوا عنه بأنه قد بايع ! قلنا : لاشك أن التورية تكون مع المخالفين ، ولكنهم ماكانوا يؤثرون في الواقع الاجتماعي والسياسي شيئاً اذا مانقلوا عن الامام قوله بالبيعة ، ذلك لأن الذين كانوا يعرفون الامام كانوا يعرفون موقفه المبدئي وأن التورية جائزة لابتغاء المصالح الكبرى . كما حصل مثل ذلك أيام الامام الصادق ( عليه السلام ) عندما دخل عليه رجل وسأله عن رؤيا ، فطلب الامام من أبي حنيفة أن يفسر له رؤياه فلما فسرها قال له الامام ( عليه السلام ) : أصبت ! ولما خرج أبو حنيفة سأله بعض أصحابه عن ذلك فقال الامام ( عليه السلام ) : عنيتُ أنه أصاب الباطل ! فهذه التورية لم تؤثر في رصيد الامام ولم ترفع من رصيد أبي حنيفة وكذلك القول في تورية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وغيرها في حياة الأئمة . س3- : قولكم أن " علياً " عمل بالتورية يصادر ما أراد تثبيته ( عليه السلام ) من الموقف الصلب وإظهار إبائه وعدم موافقته لأبي بكر وعمر ، لأن ظاهر التورية يتفق مع البيعة . ج3- : انه لم يصرح بالبيعة - التورية - من على المنبر أو في مجلس عام مما يستدعي مصادرة هدفه وإنما الشواهد التاريخية - على تقدير صحتها - تذكر بعض الموارد التي تكلم أو صرح فيها بالبيعة في مواضع خاصة ومع أناس محدودين ولعل الداعي لمثل هذه التصريحات - التورية - وغاية مايمكن قوله هو أن الامام ( عليه السلام ) اذا كان قد صدر منه تصريح بالبيعة فانما في أماكن كان يريد فيها حقن الدماء والحيلولة دون حصول فتنة أكبر مما وقعت الأمة فيها وللمحافظة على وحدة الأمة . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال المهم http://www.14noor.com/forum/smileys/smiyles/02.gif والسؤال المهم كيف سجل التاريخ بأن " علياً " ( عليه السلام ) قد بايع ومن أين أتى بالدليل ؟؟ وكيف اقتنعت القبائل آنذاك في عهد " علي " ( عليه السلام ) أنه قد بايع ؟ والجواب : 1- لقد عمل أبو بكر وعمر ومن دار في فلكهما على صناعة سيل إعلامي متدفق منذ اليوم الأول لاقناع الناس والقبائل والرجال المهمين أن " علياً " ( عليه السلام ) قد بايع وكتبوا إلى الأمصار بذلك وبعثوا برسائل إلى ولاتهم بهذا الأمر ، ومما ساعد على نجاح مخططهم هذا عداوة الناس وخاصة بعض قريش ل " علي بن أبي طالب " وهم كانوا يعملون بالمخطط كما يعلمون أن " علياً " لم يبايع ولكنهم نشطوا مع الغاصبين بسبب قتل " علي " ( عليه السلام ) لأجدادهم المشركين . 2- مضايقة جميع الذين امتنعوا عن البيعة من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فمثلاً : روي ان بلالاً أبى أن يبايع أبا بكر وأن عمر أخذ بتلابيبه وقال له : يابلال هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجيء تبايعه ؟ فقال بلال: إن كان أبوبكر أعتقني لله فليدعني لله وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا ، وأما بيعته فما كنت أبايع من لم يستخلفه رسول الله (ص) ، والذي استخلفه - يعني " علياً " - بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة . قال عمر: لا أباً لك لاتقم معنا ، فارتحل الى الشام . أنظر إلى كلمته ( لاتقم معنا ) فإنها صريحة بالمضايقة والتهجير إلى الشام تماماً كما فعلته الجاهلية مع بلال عندما أسلم ! وعمر هو الذي ضرب سعد وأمر بقتله لأنه لم يبايع ، وهو الذي ضرب الزبير وغيرهم كثير . فهذه الأمثلة والشواهد تؤكد استبداد عمر في أخذ البيعة ومضايقة من إمتنع ، مما يجعل الضعفاء والمنهزمين نفسياً ينقادون إلى كلماته وآرائه - خوفاً وطمعاً في عطائه كما أشار الامام ( عليه السلام ) مضافاً إلى أن في كل العصور هناك الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل ريح. 3- ومن مخطط عمر وأبي بكر أن ألصقا بأنفسهما القاباً هي في الواقع من القاب أمير ( عليه السلام) وذلك من أجل التمويه على العامة والبسطاء والبعيدين عن المدينة فكان لقب ( الصديق ) من نصيب أبي بكر و( الفاروق ) من نصيب عمر وعلى ذلك فعندما يتكلم الصديق بأي كلام يكون صادقاً لأنه " الصديق " !! وكذا عمر لأنه " الفاروق " !! فلو قالا وأشاعا أن " علياً " قد بايع ( وقد قالا وأشاعا فعلاً ) فمعناه أنه قد بايع وهذا يرتكز في أذهان العرب سيما مع استمرار حكمهما وهذا مما يدل عليه التاريخ وهو ماقاله العباس عم النبي (ص) لأبي بكر : تسميتم بأسمائنا فكيف لا تلصق تهمة بيعة علي لأبي بكر وقد نجحا في إلصاق ألقابه على أنفسهما ؟ قال سليم جلست إلى سلمان والمقداد وأبي ذر فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس اليهم مسترشداً فقال له سلمان : عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب فانه مع الكتاب لايفارقه ، فإنا نشهد أنا سمعنا رسول الله (ص) يقول: أن " علياً " يدور مع الحق حيث دار وان " علياً " هو الصديق والفاروق يفرق بين الحق والباطل . قال : فما بال الناس يسمون أبابكر الصديق وعمر الفاروق ؟ قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله وإمرة المؤمنين . ومن خلال ذلك نعرف كيف استطاعا أن يشيعا أمراً لا صحة له ألا وهو بيعة " علي " ( عليه السلام) لأبي بكر ضمن هذا المخطط . 4- ومما زاد في الطين بلة ، الرواة الكذابون والكتاب غير المحققين ، فمثلاً من جملة الكذب الصريح في ذلك : يروي ابن قتيبة ان الامام " علي " هو الذي بعث إلى أبي بكر بعد وفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) وتوافق معه على البيعة ويروي اليعقوبي ضمن أحداث دار الزهراء : وخرج " علي " ومعه السيف فلقيه عمر فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه !! ولا أدري أين كان عمر في بدر وأحد والأحزاب ؟! ومن الطريف أن التاريخ كله لايروي فضيلة لعمر تدل على شجاعته في القتال على العكس من " علي " ( عليه السلام ) . فهذه وغيرها ساعدت على على اشاعة بيعة " علي " لأبي بكر . وأخيراً فيما يتعلق بهذا الموضوع : لم يثبت أن الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد بايع أبابكر وأن ما أشيع حوله ( عليه السلام ) كله وهم ، وهذا يشكل واحداً من مظلومياته ( عليه السلام ) وكما أن أعداءه قد نجحوا في إقناع أتباعهم بأن الشيعة أتباع عبدالله بن سبأ هو من أصل يهودي علماً أن هذه الشخصية وهمية لا أصل لها في الواقع كذلك قد نجحوا في إقناع أتباعهم أن ماجرى بين أبي بكر وعمر وبين " فاطمة " ( عليها السلام ) إنما خلاف اعتيادي شأنه شأن مايحصل بين المتخاصمين ، وأن " فاطمة " ماتت وهي راضية عن أبي بكر ، وهكذا قد نجحوا في الصاق لقب ذي النورين لعثمان بن عفان ، وكذلك يمكن القول أنهم نجحوا إلى حد ما في تثبيت أكذوبتهم بأن " علياً " قد بايع أبابكر . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
علاقة حب كبيرة وعظيمة لوجه الله تلك العلاقة التي كانت بين صاحب الخُلق العظيم حبيب رب العالمين الرسول الأكرم (ص) مع ابنته الطاهرة النقية ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام كان الحب المتبادل بينهم لايقارنه حب فالأب أول شخصية في الكون أجمع والبنت سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين . وحين مات رسول الله (ص) ضاقت الدنيا على الزهراء ( عليها السلام ) فالحبيب يود بأن يكون مع حبيبه . كيف تنسى ذلك الوجه البشوش ، كيف تنسى ذلك القلب العطوف ، كيف تنسى ذلك الصوت الحنون ، فحين فارقته ازداد شوقها إليه فهو لامثيل له في الدنيا . حين رحل أخذ معه قلبها وسعادتها وحياتها ، فصارت بعده حزينة باكية ، دامعت العين ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة . والسيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) أعلم إمرأة في الإسلام ، وأعرف أنثى بعظمة نبي الرحمن ، ومن ذلك يتضح لنا أن مصيبة وفاة رسول الله (ص) سلبت عن ابنته البارة كل قرار واستقرار ، وكل هدوء وسكون . فالزهراء ( عليها السلام ) تعرف عظم المصاب ، ومدى تأثير الواقعة في الموجودات كلها . وهنا تحُدثنا فضة خادمة الزهراء ( عليها السلام ) عن الحزن المسيطر على السيدة " فاطمة " بسبب وفاة أبيها الرسول (ص) قالت: ولما توفي رسول الله (ص) افتجع له الصغير والكبير وكثر عليه البكاء ، وعظُم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب والغرباء والأنساب . ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءاً وانتحاباً من السيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد ، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولايسكن منها الحنين ، وكل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الذي قبله . فلما كان اليوم الثامن أبدت ماكتمت من الحزن ، فلم تطق صبراً ، إذ خرجت وصرخت ، وضج الناس بالبكاء ، فتبادرت النسوة ، واُطفئت المصابيح لكيلا تتبين وجوه النساء . كانت السيدة " فاطمة " تنادي وتندب أباها قائلة : واأبتاه ! واصفياه ! وامحمداه ! وا أبا القاسماه ! واربيع الأرامل واليتامى ! من للقبلة والمصلى ؟ ومن لابنتك الوالهة الثكلى ؟ ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها ، حتى دنت من قبر أبيها رسول الله (ص) فلما نظرت الى الحجرة وقع طرفها على المأدنة ، أغُمى عليها ، فتبادرت النسوة ، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها ، وجبينها حتى أ فاقت ، فقامت وهي تقول : يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة . فقد انخمد صوتي وانقطع ظهري ، وتنغص عيشي ، وتكدر دهري . فما أجد - يا أبتاه - بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ، ولا معيناً لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحل ميكائيل . انقلبت - بعدك - يا أبتاه الأسباب . وتغلقت دوني الأبواب . فأما الدنيا بعدك قالية ، وعليك ماترددت أنفاسي باكية . لاينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك إن حزني عليك حزن جديد ----------------- وفؤادي والله صب عنيد كل يوم يزيد فيه شجوني ------------------ واكتئابي عليك ليس يبيد جل خطبي ، فبان عني عزائي -------------- فبكائي في كل وقت جديد ثم نادت : ياأبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وذوت زهرتها وكانت ببهجتك زا يا أبتاه ! لازلت آسفة عليك الى التلاق . يا أبتاه ! زال غمضي منذ حق الفراق . يا أبتاه ! من للأرامل والمساكين ؟ ومن للأمة الى يوم الدين ؟ يا أبتاه ! أمسينا بعدك من المستضعفين ! يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين ! ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين ! فأي دمعة لفراقك لاتنهل ؟ وأي حزن بعدك لا يتصل ؟ وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ؟ وأنت ربيع الدين ، ونور النبيين . فكيف بالجبال لاتمور ؟ وللبحار بعدك لا تغور ؟ والأرض كيف لم تتزلزل ؟ رُميتُ - يا أبتاه - بالخطب الجليل . ولم تكن الرزية بالقيل . وطُرقتُ - يا أبتاه - بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول . بكتك - يا أبتاه - الأملاك . ووقفتِ الأفلاك . فمنبرك بعدك مستوحش . ومحرابك خال من مناجاتك . وقبرك فرِحٌ بمواراتك . والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك . يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك !! فوا أسفاه عليك الى أن أقدم عاجلاً عليك . وأٌثكل أبو الحسن المؤتمن ، أبو ولديك " الحسن والحسين " وأخوك ووليك ، وحبيبك ، ومن ربيته صغيراً وآخيته كبيراً . روى : أنه لما قبض النبي (ص) امتنع بلال من الأذان ، قال: لا أُؤذن لأحد بعد رسول الله (ص) وإن " فاطمة " ( عليها السلام ) قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي (ص) بالأذان ، فبلغ ذلك بلالاً ، فأخذ في الأذان ، فلما قال: الله أكبر ، الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم تتمالك من البكاء . فلما بلغ إلى قوله : أشهد أن محمداً رسول الله (ص) ، شهقت " فاطمة " ( عليها السلام ) وسقطت لوجهها ، وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول الله (ص) الدنيا ، وظنوا أنها ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه . فأفاقت " فاطمة " ( عليها السلام ) وسألته أن يتم الأذان ، فلم يفعل ، وقال لها : ياسيدة النسوان ، إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك . عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال: البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، و " فاطمة " بنت محمد ، و " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية . وأما يعقوب ، فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له : " تا لله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين ) وأما يوسف ، فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن . فقالوا له : إما تبكي بالليل وتسكت بالنهار وإما تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحدة مهما . وأما " فاطمة " ( عليها السلام ) فبكت على رسول الله (ص) حتى تأذى بها أهل المدينة ، فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر ، مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فبكى على " الحسين " ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يابن رسول الله ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين . قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله مالا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني " فاطمة " ( عليها السلام ) إلا خنقتني لذلك عبرة . ولما دفن النبي (ص) جاءت " فاطمة " ( عليها السلام ) فوقفت على قبره وأنشدت تقول : أمسي بخدي للدموع رسوم --------------- أسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم والصبر يحسن في المواطن كلها --------- إلا عليك فإنه معدوم لا عتب في حزني عليك لو---------------- أنه كان البكاء لمقلتي يدوم وزفرت زفرة وأنت أنه كادت روحها ان تخرج ، ثم قالت : قل صبري وبان عني عزائي ------------- بعد فقدي لخاتم الانبياء عين ياعين اسكبي الدمع سحا ----------- ويك لا تبخلي بفيض الماء يارسول الإله ياخيرة الله ----------------- وكهف الأيتام والضعفاء قد بكتك الجبال والوحش جمعاً ------------ والطير والأرض بعد بكى السماء وبكاك الحجون والركن والمشعر --------- ياسيدي مع البطحاء وبكاك الحراب والدرس ------------------- للقرآن في الصبح معلناً والمساء وبكاك الإسلام إذ صارفي الناس ---------- غريباً من سائر الغرباء ولو ترى المنبر الذي كنت تعلوه ---------- علاه الظلام بع الضياء يا إلهي عجل وفاتي سريعاً ---------------- فلقد تنغصت الحياة يا مولائي وأنشدت الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها ( ص) : وقد رزئنا به محضاً خليقته ---------------- صافي الضرائب والأعراق والنسب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به -------------- عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل روح القدس زائرنا ------------ فغاب عنا وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا --------------- لما مضيت وحالت دونك الحجب إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن --------------- من البرية لاعجم ولا عرب ضاقت علي بلاد بعد ما رحبت -------------- وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب فأنت والله خير الخلق كلهم ----------------- وأصدق الناس حيث الصدق والكذب فسوف نبكيك ماعشنا ومابقيت --------------- منا العيون بتهمال لها سكب وقالت الزهراء ( عليها السلام ) : إذا مات يوماً ميت قل ذكره ------------------ وذكرُ أبي مذ مات والله أزيد تذكرت لما فرق الموت بيننا ----------------- فعزيت نفسي بالنبي محمد فقلت لها : إن الممات سبيلنا ---------------- ومن لم يمت في يومه مات في غد وقالت الزهراء ( عليها السلام ) : قل للمغيب تحت أطباق الثرى -------------- إن كنت تسمع صرختي وندائيا صبت علي مصائب لوأنها ----------------- صبت على الأيام صرن لياليا قد كنت ذات حمى بظل محمد --------------- لا أخش من ضميم وكان حماليا فاليوم أخشع للذليل وأتقي ----------------- ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا فإذا بكت قمرية في ليلها ------------------ شجناً على غصن بكيت صباحياً فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي ------------- ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا ماذا على من شم تربة أحمد --------------- أن لا يشم مدى الزمان غواليا ولها ( عليها السلام ) : كنت السواد لمقلتي ----------------------- يبكي عليك الناظر من شاء بعدك فليمت --------------------- فعليك كنت أحاذر ولها ( عليها السلام ) وقد ضمنت أبياتاً وتمثلت بها : قد كنت لي جبلاً الوذ بظله ---------------- فاليوم تسلمني لأجرد ضاحٍ قد كنت جار حميتي ماعشت لي ----------- واليوم بعدك من يريش جناحي وأغض من طرف وأعلم أنه ------------- قد مات خير فوارسي وسلاحي حضرت منيته فأسلمني العزا-------------- وتمكنت ريب المنون جواحي نشر الغراب علي ريش جناحه ------------ فظللت بين سيوفه ورماح إني لأعجب من يروح ويغتدي ------------- والموت بين بكورة ورواح فاليوم أخضع للذليل وأتقي ------------------- ذلي وأدفع ظالمي بالراح وإذا بكت قمرية شجناً بها -------------------- ليلاً على غصن بكيت صباحي فالله صبرني على ماحل بي ------------------- مات النبي قد انطفى مصباحي ولما دفن (ص) قالت " فاطمة " إبنته ( عليها السلام ) : اغبر آفاق السماء وكورت ------------------- شمس النهار وأظلم العصران فالأرض من بعد النبي كئيبة ------------------ أسفاً عليه كثيرة الرجفان فليبكه شرق البلاد وغربها ------------------- ولتبكه مضر وكل يمان وليبكه الطود المعظم جوه -------------------- والبيت ذو الأستار والأركان ياخاتم الرسل المبارك ضوءه ---------------- صلى عليك منزل القرآن وقالت ( عليها السلام ) : اذا اشتد شوقي زرت قبرك باكياً ------------- انوح وأشكو ما أراك مجاوبي ياساكن الغبراء غالبني البكا ---------------- وذكرك أنساني جميع المصائب فإن كنت عن عيني في التراب مغيباً --------- فما كنت عن قلبي الحزين بغائب |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان رسول الله لايفارق خيالها تتذكره في كل لحظة فتزداد شوقاً إليه . كم أوصى بها ، كم أشار إلى أن رضاها من رضى الله وغضبها من غضب الله كم كرر أن من آذاها فقد آذاه ومن آذاه فقد آذى الله عزوجل ، كم بين للملسلمين أنها أفضل النساء وأنها من أهل الجنة وساداتها ولكن وبعد وفاته بفترة بسيطة جداً آذوها وأغضبوها بل وضربوها واقتحموا دارها وأسقطوا جنينها ، لا لشيء إلا لمخالفة أمر الرسول الكريم ، وإبعاد من أوصى به أن يكون خليفة من بعده ، وللسيطرة على مركز القيادة . نعم حدث ذلك لهذه السيدة العظيمة بعد رحيل والدها النبي الأكرم (ص) من الدنيا . رحل من الدنيا وهو متألم صابر عالم لما سوف يجري على بضعته وعزيزته الزهراء ( عليها السلام ) . ويروى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال: لما أُسرى بالنبي (ص) قيل له: إن الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك . قال: أُسلم لأمرك يارب ، ولاقوة لي على الصبر إلا بك ، فما هن ؟ قيل: أولهن: الجوع ، والأثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة . قال: قبلت يارب ، ورضيت وسلمت ، ومنك التوفيق والصبر . وأما الثانية : فالتكذيب ، والخوف الشديد ، وبذلك مهجتك في وفي محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك ، والصبر على مايصيبك منهم من الأذى ومن أهل النفاق ، والألم في الحروب والجراح . قال: يارب ، قبلت ورضيت وسلمت ، ومنك التوفيق والصبر . وأما الثالثة : فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل : أما أخوك علي فيلقى من أُمتك الشتم والتضعيف والتوبيخ والحرمان والجهد والظلم وآخر ذلك القتل . فقال: يارب ، سلمت وقبلت ، ومنك التوفيق والصبر . وأما إبنتك فتُظلم ، وتحرم ، ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها ، وتضُرب وهي حامل ، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل ثم لاتجد مانعاً وتطرح مافي بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب ، قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون ، قبلت يارب ، وسلمت ، ومنك التوفيق والصبر . وعن إبن عباس - في خبر طويل - قال( ص) : وأما إبنتي " فاطمة " فإنها سيدة نساء العالمين ، من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله ، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض . ويقول الله عزوجل لملائكته : " يا ملائكتي أنظروا إلى أمتي " فاطمة " سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، اُشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار " . وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يامحمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية . تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي اُخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كان تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران . فتقول: يا " فاطمة " ، إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين . يا " فاطمة " ( اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) . ثم يبتدي بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عزوجل مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك: يارب ، إني قد سئمت من الحياة وتبرمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عزوجل بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة ، مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، مقتولة . فأقول عند ذلك: اللهم إلعن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . وعن أبي هريرة قال:نظر النبي (ص) الى " علي " و " الحسن " و " الحسين " و " فاطمة " فقال: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم . وعن علي ( عليه السلام ) قال: إن الله ليغضب لغضب " فاطمة " ويرضى لرضاها . عن " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) قال: بينما أنا و " فاطمة " و " الحسن " و " الحسين " عند رسول الله (ص) إذ التفت إلينا فبكى .، فقلت: ما يبكيك يارسول الله فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي . فقلت: وما ذاك يارسول الله ؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم " فاطمة " خدها ، وطعن " الحسن " في الفخذ ، والسم الذي يسقى ..... وقتل " الحسين " - الحديث - |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم وهذا ملخص الظلم الكبير الذي وقع على التي من آذاها فقد آذى الله ورسوله ومن أغضبها فقد أغضب الله ورسوله . حول الهجوم ، وإحراق الباب ، وكسره ، ودخول البيت ولطم خد الزهراء وكسر ضلعها ونبت المسمار في صدرها وسقوط جنينها : من الكتب إن عمر بن الخطاب هجم مع ثلاثمائة رجل على بيتها . الغدير : أقبل عمر بقبس من نار إلى دار " فاطمة " . عن سلمان التميمي في أنساب الأشراف : فجاء عمر ومعه فتيلة ... فقالت : " فاطمة " : يا ابن الخطاب ، أتراك محرقاً علي بابي ؟ قال نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك !! العقد الفريد: فقالت " فاطمة " : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم . الإمامة والسياسة : فدعا بالحطب ، وقال: والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة ، أو لأحرقن البيت عليكم . الاحتجاج : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على مافيه . تاريخ الطبري: والله لأحرقن عليكم ، أو لتخرجن إلى البيعة . علم اليقين : والله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار . قرة العين: وأيم الله ماذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب . نهج الحق : أخرجي من في البيت وإلا أحرقته . كتاب سليم : فحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل " علي " و " فاطمة " . الاحتجاج : فحملوا حطباً وحمل معهم ، فجعلوه حول منزله . مؤتمر علماء بغداد: وجمع عمر الحطب على باب بيت " فاطمة " وأحرق الباب بالنار . إرشاد القلوب : فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا . بعض مؤلفات أصحابنا : وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وإحراقهم النار على الباب . الملل والنحل : وكان يصيح : أحرقوا دارها . إثبات الوصية: فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرهاً . العياشي : فضرب عمر الباب برجله فكسره ، ثم دخلوا . نوائب الدهور: وإن كان يوم السقيفة ، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين ، وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى . لسان الميزان: قال أبو بكر : إني لاآسي على شيء إلا على ثلاث : .......... وددت أني لم اكشف بيت " فاطمة " وتركته . إسقاط جنينها ( عليها السلام ) فرائد السمطين : عن ابن عباس: قال(ص) : وخلد في نارك من ضرب جنبها ، حتى ألقت ولدها . البحار: قال عمر بن الخطاب: ... فركلت الباب ، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ... فقالت: " فاطمة " : آه يافضة ، إليك فخذيني ، فقد والله قتل مافي أحشائي من حمل ... ودخلت البيت فأسقطت سقطاً سماه " علي " محسناً " . وفي الملل والنحل : إن عمر ضرب بطن " فاطمة " ( عليها السلام ) يوم البيعة حتى القت الجنين من بطنها وكان يصيح : أحرقوا الدار بمن فيها : وما كان في الدار غير " علي " و " فاطمة " و " الحسن " و " الحسين " . وقال الصفدي في الوافي بالوفيات : إن عمر ضرب بطن " فاطمة " يوم البيعة حتى القت " المحسن " من بطنها . لسان الميزان : إن عمر رفس " فاطمة " حتى أسقطت بمحسن . شرح نهج البلاغة : إذا كان رسول الله أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع " زينب " ، فألقت ذا بطنها ، فظاهر الحال أنه لوكان حياً لأباح دم من روع " فاطمة " حتى ألقت ذا بطنها . " ضرب جنبها ( عليها السلام ) بالسوط " فرائد السمطين : قال رسول الله (ص) : اللهم إلعن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذل من أذلها وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها . كتاب سليم : فرفع عمر السيف - وهو في غمده - فوجأ به جنبها ، فصرخت يا أبتاه . علم اليقين: فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف . الاحتجاج : فألجأها إلى عضادة باب بيتها ، فدفعها فكسر ضلعاً من جنبها . " نبت المسمار في صدرها ( عليها السلام ) " الخلافة والإمامة : ولما جاءت " فاطمة " خلف الباب لترد عمر وأصحابه ، عصر عمر " فاطمة " خلف الباب حتى أسقطت جنينها ونبت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة حتى ماتت . مؤتمر علماء بغداد : ونبت مسمار الباب في صدرها " ضرب عضدها وذراعها وكتفها ( عليها السلام ) بالسوط " الاحتجاج : فضربها قنفذ بالسوط على عضدها ، فبقى أثره في عضدها مثل الدملج . كتاب سليم : وأن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج ، فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج . ومنه فرفع السوط فضرب به ذراعها . بعض مؤلفات الاصحاب: وضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج . إرشادات القلوب: فأخذ عمر السوط من يد قنفذ فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج . وركل الباب برجله فرد عليه وأنا كنت حاملاً فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي فضربني بيده حتى انتشر قرطي من أذني وجاءني المخاض فاسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم . ومنه: فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسود متن فاطمة ضرباً . الجنة العاصمة : أخذ عمر من خالد بن الوليد سيفاً فجعل يضرب بغمده على كتفها حتى صارت مجروحة " لطم خدها ( عليها السلام ) " أمالي الصدوق : ولطم " فاطمة " خدها . بعض مؤلفات الأصحاب: وصفقة خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها . إرشادات القلوب: والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني . سبب وفاتها ( عليها السلام ) كامل الزيارات: وتطرح مافي بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب . دلائل الإمامة: فلما قبض رسول الله وجرى ماجرى في يوم دخول القوم عليها دارها أسقطت به ولداً تماماً ، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها . منه : وكان سبب وفاتها أن قنفداً مولى عمر وكزها بنعل السيف . علة وفاتها ( عليها السلام ) أن عمر هجم مع ثلاثمائة رجل على بيتها . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
" عدد المرات التي ضربها عمر " إن عمر الذي لم يحدثنا التاريخ ، ولا في رواية واحدة أنه قد قتل كافراً أو مشركاً طيلة غزوات المسلمين في صدر الإسلام ، أو في خلافته ، سوى الأسير الذي أسره المسلمون - وليس هو - فقتله . ويشهد لذلك مخاطبة خالد بن سعيد بن العاص له ، وهو من المنكرين على أبي بكر بيعته عندما تكلم بكلام يوم الجمعة ، فقال عمر : أسكت ، فلست من أهل المشورة . فقال - خالد بن سعيد - : بل أسكت أنت يابن الخطاب ، فإنك تنطق بغير لسانك ؟! وتفوه بغير قول ، وإنك لجبان في الحرب ، ما وجدنا لك في قريش فخراً . ولم يعرفنا التاريخ من شجاعة ابن صهاك سوى اقتراحات جبانة في يوم بدر أعرض النبي (ص) عنه بسببها وفرار يوم اُحد ، وجبن ذريع وخوف حينما عبر ابن عبدود الخندق ، وانهزم وفشل حين أخذ الراية يوم خيبر حيث رجع يجبن أصحابه ويجبنونه وكل ذلك مذكور في الكتب المعتبرة عند المسلمين . فمتى كان عمر فارساً مقداماً ؟! أظهر قوته يوم هتك حريم دار " فاطمة " ( صلوات الله عليها ) ، وفعل ما فعل حتى سطرها على عينها الشريفة فاحمرت وازدادت احمراراً . ومما استفاضت به الروايات أن عمر لم يعتد على الزهراء الحوراء ( عليها السلام ) مرة واحدة فقط ، بل إنما تلتها اعتداءات ، ومن تلك التجاوزات والاعتداءات : 1- يوم هجم مع مجموعة من المنافقين على دار الرسالة والوحي لأخذ البيعة من الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث ضرب عمر برجله الباب فعصر " فاطمة " ( عليها السلام ) ، خلفها ، ورفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، ورفع السوط فضرب به ذراعها و ..... 2- يوم مطالبتها ( عليها السلام ) بفدك : فلقيها عمر فقال: يابنت محمد ؟! ماهذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت:كتاب كتبه لي أبو بكر برد فدك ، فقال: هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه إليه . فرفسها برجله وكانت حاملة .. ثم لطمها ..... ثم أخذ الكتاب فخرقه . وإليك الفصيل الهجوم على بيت الزهراء : تفسير العياشي : عن عمرو بن أبي المقداد ، عن أبيه ، عن جده : ما ـى علي يوم قط أعظم من يومين أتيا علي : فأما اليوم الأول : فيوم قبض رسول الله (ص) وأما اليوم الثاني : فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه ، إذ قال له عمر: ياهذا ، ليس في يديك شيء مهما لم يبايعك " علي " . فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك ، فإنما هؤلاء رعاع . فبعث إليه قنفذ ، فقال له : اذهب فقل " لعلي " : أجب خليفة رسول الله (ص) . فذهب قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال لأبي بكر: قال لك : ماخلف رسول الله ( ص)أحداً غيري ، قال: ارجع إليه فقل: أجب فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه ، وهؤلاء المهاجرين والأنصار يبايعونه وقريش ، وإنما أنت رجل من المسلمين ، لك مالهم ، وعليك ما عليهم . فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال: قال لك : إن رسول الله (ص) قال لي وأوصاني أن - إذا واريته في حفرته - لا أخرج من بيتي حتى أُؤلف كتاب الله ،فإنه في جرائد النخل ، وفي أكتاف الإبل قال عمر: قوموا بنا إليه . فقام أبوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم . فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم " فاطمة " ( عليها السلام ) أغلقت الباب في وجوههم وهي لاتشك أن لا يدخل عليها إلا بإذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف -ثم دخلوا فأخرجوا " علياً " ( عليه السلام ) ملبباً . فخرجت " فاطمة " ( عليها السلام ) فقالت: يا أبابكر ، أتريد أن ترملني من زوجي - والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولاشقن جيبي ، ولاتين قبرأبي ، وأصيحن إلى ربي . فأخذت بيد " الحسن والحسين " ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي (ص) . فقال " علي " ( عليه السلام ) لسلمان: إدرك إبنة محمد (ص) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان . والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، واتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن تخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان رضي الله عنه ، فقال: يابنت محمد ، إن الله إنما بعث أباك رحمة ، فارجعي . فقالت: ياسلمان ، يردون قتل " علي " ما على " علي " صبر ، فدعني حتى آتي قبر أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلىربي ، فقال سلمان: إني أخاف أن تخسف بالمدينة ، و " علي " ( عليه السلام ) بعثني إليك ، ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك ، وتنصرفي . فقالت: إذاً أرجع ، وأصبر ، وأسمع له ، وأُطيع . قال: فأخرجوه من منزله ملبباً ، ومروا به على قبر النبي (ص) قال: فسمعته يقول: يـ ( ابن أم إن القوم استضعفوني ) إلى آخر الآية . وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة ، وقدم " علي " فقال له عمر: بايع . فقال له " علي " ( عليه السلام ): فإن أنا لم أفعل ، فمه ؟ فقال له عمر: إذاً أضرب والله عنقك . فقال له " علي " ( عليه السلام ) : إذاً - والله - أكون عبد الله المقتول ، وأخا رسول الله . فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم ، وأما أخورسول الله فلا - حتى قالها ثلاثاً - فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعاً يهرول ، فسمعته يقول: ارفقوا بابن أخي ، ولكم علي أن يبايعكم ، فأقبل العباس وأخذ بيد " علي " ، فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلوه مغصباً ، فسمعته يقول - ورفع رأسه إلى السماء : اللهم إنك تعلم أن النبي (ص) قد قال لي : إن تموا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) . قال: وسمعته يقول: اللهم وإنهم لم يتموا عشرين - حتى قالها ثلاثاً - ثم انصرف . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
شرح نهج البلاغة : قال ابن أبي الحديد ضمن نقل قصة خروج " زينب " بنت رسول الله (ص) إلى
المدينة : قال محمد بن اسحاق : قدم لها كنانة بن الربيع بعيراً فركبته ، وأخذ قوسه وكنانته ، وخرج بها نهاراً يقود بعيرها ، وهي في هودج لها ، وتحدث بذلك الرجال من قريش والنساء ، وتلاومت في ذلك ، وأشفقت أن تخرج ابنة محمد (ص) من بينهم على تلك الحال . فخرجوا في طلبها سراعاً حتى أدركوها بذي طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، ونافع بن عبد القيس الفهري ، فروعها هبار بالرمح ، وهي في الهودج ، وكانت حاملاً . فلما رجعت طرحت مافي بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً ، وهي في الهودج ، فلذلك أباح رسول الله (ص) يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود . قلت: وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله ، فقال: إذا كان رسول الله (ص) أباح دم هبار بن الأسود ، لأنه روع " زينب " فألقت ذا بطنها . فظاهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع " فاطمة " حتى ألقت ذا بطنها . فقلت :أروي عنك ما يقوله قوم : إن " فاطمة " روعت فألقت " المحسن " ؟ فقال : لاترووه عني ولا تروواعني بطلانه - إلى أن قال - : بعث رسول الله (ص) سرية أنا فيها إلى عير قريش ، فيها متاع لهم وناس منهم ، فقال: إن ظفرتم بهبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس ... فأقتلوهم فأما البلاذري فإنه روى أن هبار بن الأسود كا ممن عرض لزينب بنت رسول الله (ص) حين حملت من مكة إلى المدينة . فكان رسول الله (ص) يأمر سراياه إن ظفروا به أن يحرقوه بالنار ، ثم قال: لا يعذب بالنار إلا رب النار ، وأمرهم إن ظفروا به أن يقطعوا يديه ورجليه ويقتلوه . وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر : وأما حديث الهجوم على بيت " فاطمة " ( عليها السلام ) فقد تقدم الكلام فيه ، والظاهر عندي صحة مايرويه المرتضى والشيعة . علم اليقين في أصول الدين : ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوافوا بابه مغلقاًَ . فصاحوا به : أخرج يا " علي " فإن خليفة رسول الله يدعوك ، فلم يفتح لهم الباب . فأتوا بحطب فوضعوه على الباب ، وجاؤوا بالنار ليضرموه ، فصاح عمر ، وقال: والله ، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار ، فلما عرفت " فاطمة " ( عليها السلام ) أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب ، فدفعها القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فأختبأت " فاطمة " ( عليها السلام ) وراء الباب والحائط . ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحباً من داره ، ملبباً بثوبه يجرونه الى المسجد فحالت " فاطمة " ( عليها السلام ) بينهم وبين بعلها ، وقالت: والله ، لاأدعكم تجرون ابن عمي ظلماً ، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت ، وقد أوصاكم رسول الله (ص) باتباعنا ومودتنا والتمسك بنا ! وقال الله تعالى : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) . قال: فتركه أكثر القوم لأجلها ، فأمر عمر قنفذ بن عمه أن يضربها بسوطه . فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف وكان ذلك الضرب أقوى ضرراً في إسقاط جنينها ، وقد كان رسول الله (ص) سماه " محسناً " ، وجعلوا يقودون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر ، فلحقته " فاطمة " ( عليها السلام ) إلى المسجد لتخلصه ، فلم تتمكن من ذلك . فعدلت إلى قبر أبيها فأشارت إليه بحزن ونحيب ، وهي تقول : نفسي على زفراتها محبوسة ---------------- ياليتها خرجت مع الزفرات لاخير بعدك في الحياة وإنما ----------------- أبكي مخافة أن تطول حياتي ثم قالت : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن ، وأبو سبطيك " الحسن والحسين ومن ربيته صغيراً ، وآخيته كبيراً ، وأجل أحبائك لديك وأحب أصحابك عليك ، أولهم سبقاً إلى الإسلام ، ومهاجرةً إليك ياخير الأنام .، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير . ثم قالت إنها أنت أنهً وقالت: وامحمداه ، واحبيباه ، واأباه ، واأبا القاسماه ، واأحمداه ، وا قلة ناصراه ، واغوثاه ، واطول كربتاه ، واحزناه ، وامصيبتاه ، واسوء صباحاه ، وخرت مغشية عليها ، فضج الناس بالبكاء والنحيب ، وصار المسجد ماتماً . ثم إنهم أقفوا أمير المؤمنين ( عليه السلام )بين يدي أبي بكر ، وقالوا له : مديدك فبايع ، فقال: - والله - لا أُبايع ، والبيعة لي في رقابكم . روي عن عدي بن حاتم أنه قال: والله - ما رحمت أحداً قط رحمتي " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) حين أُتي به ملبباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، وقالوا: بايع . قال: فإن لم أفعل ؟ قالوا: نضرب الذي فيه عيناك . قال : فرفع رأسه إلى السماءوقال: اللهم إني أُشهدك أنهم أتوا أن يقتلوني ، فإني عبدالله وأخو رسول الله ، فقالوا له : مد يدك فبايع ، فأبى عليهم ، فمدوا يده كرها فقبض " علي " ( عليه السلام ) أنامله ، فلم يقدروا ، فمسح عليها أبو بكر ، وهي مضمومة ، وهو ( عليه السلام ) يقول وينظر إلى قبر رسول الله (ص) : يـ ( ابن أُم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني ) .قال الراوي : إن " علياً " ( عليه السلام ) خاطب أبابكر بهذان البيتين : فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ------------------- فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربىحججت خصيمهم-------------------- فغيرك أولى بالنبي وأقرب وكان ( عليه السلام ) كثيراً مايقول : واعجباه ! تكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالقرابة والصحابة ؟! ويقول آخر : الواثبين لظلم آل محمد -------------------- ومحمد ملقى بلا تكفين والقائلين لفاطم آذيتنا --------------------- في طول نوح دائم وحنين والقاطعين أراكة كي ما ------------------ تقيل بظل أوراق لها وغصون وُمجمعي حطب على البيت الذي ---------- لم يجتمع لولاه شمل الدين والداخلين على البتولة بيتها ------------- والمسقطين لها أعز جنين والقائدين إمامهم بنجاده ----------------- والطهر تدعو خلفهم برنين خلوا ابن عمي أولأكشف في الدعا ------- رأسي واشكو للإله شجوني ماكان ناقة صالح وفصيلها -------------- بالفضل عند الله إلا دوني ورنت إلى القبر الشريف بمقلة ----------- عبرى وقلب مكمد محزون أبتاه هذا السامرىُ وعجله --------------- تبعا ومال الناس عن هارون أي الرزايا أتقي بتجلدي ------------------ هو في النوائب ما حييت قريني فقدي أبي أم غصب بعلي حقه ------------ أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني أم أخذهم حقي وفاضل نحلتي ------------ أم جهلهم قدري وقد عرفوني قهروا يتيميك الحسين وصنوه ----------- وسألتهم إرثي وقد نهروني يقول الشاعر : تركوا عهد أحمد في أخيه ---------------------- وأذاقوا البتول ما أشجاها وهي العروة التي ليس ينجو-------------------- غير مستعصم بحبل ولاها لم يرالله للرسالة أجراً ------------------------ غير حفظ الزهراء في قرباها يوم جاءت ياللمصاب إليها -------------------- ومن الوجد ما أطال بكاها فدعت واشتكت إلى الله شكوى ---------------- والرواسي تهتز من شكواها فاطمأنت لها القلوب وكادت ------------------- أن تزول الأحقاد ممن حواها تعظ القوم في أتم خطاب ----------------------- حكت المصطفى به وحكاها أيها القوم راقبوا الله فينا ---------------------- نحن من روضة الجليل جناها نحن من بارئ السماوات سر------------------ لو كرهنا وجودها مابراها بل بآثارنا ولطف رضانا ----------------------- سطح الأرض والسماء بناها وبأضواءنا التي ليس تخبو ------------------- حوت الشهب ماحوت من سناها واعلمواأننا مشاعردين الله ------------------ فيكم فأكرموا مثواها ولنا من خزائن الغيب فيض ------------------ يرد المهتدون منه هداها إن ترموا الجنان فهي من الله ---------------- إلينا هدية أهداها هي دارلنا ونحن ذووها ---------------------- لايرا غير حزبنا مرآها وكذاك الجحيم سجن عدانا ------------------- حسبهم يوم حشرهم سكناها أيها الناس أي بنت نبي ؟ -------------------- عن مواريثها أبوها زواها كيف يزوى عني تراثي زاو------------------- بأحاديث من لدنه إدعاها هذه الكتب فاسألوها تروها ------------------- بالمواريث ناطقاً فحواها وبمعنى يوصيكما الله أمر -------------------- شامل للعباد في قرباها كيف لم يوصنا بذلك ------------------------- مولانا وتلكم من دوننا أوصاها ؟ هل رآنا لانستحق إهتداء -------------------- واستحقت هي الهدى فهداها أوتراه أضلنا في البرايا --------------------- بعد علم لكي نصيب خطاها مالكم قد منعتمونا حقوقاً -------------------- أوجب الله في الكتاب أداها قدسلبتم من الخلافة خوداً ------------------ كان منا قناعها ورداها ولأي الأمور تدفن سراً --------------------- بضعة المصطفى ويعفى ثراها فمضت وهي أعظم الناس وجدا------------- في فم الدهر غصة من جواها وثوت لا يرى لها الناس مثوى ------------- أي قدس يضمه مثواها ويقول آخر : إن حديث الباب ذو شجون ---------------------- مما جنت به يد الخؤن أيهجم العدى على بيت الهدى------------------- ومهبط الوحي ومنتدى الندى ؟ أيُضرم الناربباب دارها ------------------------ وآية النور على منارها ؟ وبابها باب نبي الرحمة ----------------------- وباب أبواب نجاة الأمة بل بابها باب العلي الأعلى -------------------- فثم وجه الله قد تجلى ما اكتسبوابالنار غير العار-------------------- ومن وراءه عذاب النار ما أجهل القوم فإن النار لا ------------------- تطفئ نور الله جل وعلا لكن كسر الضلع ليس ينجبر------------------ إلا بصمصام عزيز مقتدر إذ رضوا تلك الأضلع الزكية ----------------- رزية لامثلها رزية ومن نبوع الدم من ثدييها -------------------- يُعرف إثم ماجرى عليها وجاوزواالحد بلطم الخد ---------------------- شُلت يد الطغيان والتعدي فأجرت العين وعين المعرفة ---------------- تذرف بالدمع على تلك الصفة ولايزيل حمرة العين سوى ------------------ بيض السيوف يوم ينشر اللوا وللسياط رنة صداها ----------------------- في مسمع الدهر فماأشجاها والأثر الباقي كمثل الدملج ----------------- في عضد الزهراء أقوى الجج ومن سواد متنها إسود الفضا ------------- ياساعد الله الإمام المرتضى ووكز نعل السيف في جنبها --------------- أتى بكل ما أتى عليها ولست أدري خبر المسمار --------------- سل صدرها خزانةالأسرار وفي جنين المجد مايدمى الحشا --------- وهل لهم إخفاء أمر قد فشى ؟ والباب والجدار والدماء ----------------- شهود صدق مابه خفاء لقد جنى الجاني على جنينها ------------- فاندكت الجبال من حنينها أهكذا يصنع بإبنة النبي ؟ --------------- حرصاً على الملك فيا للعجب ! أتمنع المكروبة المطروحة ------------- عن البكا خوفاً من الفضيحة ؟ تالله ينبغي لها تبكي دما ----------------- مادامت الأرض ودارت السما لفقد عزها أبيها السامي ---------------- ولا هتضامها وذل الحامي أتُستباح نحلة الصديقة ----------------- وإرثها من أشرف الخليقة كيف يرد قولها بالزور ----------------- إذ هو رد آية التطهير أيؤخذ الدين من الأعرابي ------------- وينبذ المنصوص في الكتاب فاستلبوا ماملكت يداها ---------------- وارتكبوا الخزية منتهاها ياويلهم قد سألوها البينة -------------- على خلاف السنة المبينة وردهم سهادة الشهود ---------------- أكبر شاهد على المقصود ولم يكن سد الثغور غرضا ----------- بل سد بابها وباب المرتضى صدوا عن الحق وسدوا بابه --------- كأنهم قد آمنوا عذابه أبضعة الطهر العظيم قدرها ---------- تدفن ليلاً ويعفى قبرها ؟ مادفنت ليلاً بستر وخفا -------------- إلا لوجدها على أهل الجفا ماسمع السامع في ماسمعا --------- مجهولة بالقدر والقبر معاً ياويلهم من غضب الجبار------------ بظلمهم ريحانة المختار ويقول آخر : يا عجبا يستأذن الأمين ---------------- عليهم ويهجم الخئون قال سُليمٌ:قلت:ياسلمان---------------- هل دخلوا ولم يك استئذان فقال: أي وعزة الجبار----------------- ليس على الزهراء من خمار لكنها لاذت وراء الباب ---------------- رعايةً للستر والحجاب فمذ رأوها عصروها عصرة ---------- كادت بروحي أن تموت حسرة تصيح:يافضةُ أسنديني ---------------- فقد وربي قتلوا جنيني فأسقطت بنت الهدى واحزنا ----------- جنينها ذاك المسمى محسنا |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
ويقول آخر :
إن قيل حواء قلت فاطم فخرها --------------------- أو قيل مريم قلت فاطم أفضل أفهل لحواء والدٌ كمحمد --------------------------- أم هل لمريم مثل فاطم أشبل كلٌ لها حين الولادة حالة -------------------------- منها عقول ذوي البصائر تذهل هذي لنخلتها إلتجت فتساقطت --------------------- رطبا جنيا فهي منه تأكل وضعت بعيسى وهي غيرمروعة ------------------ أنى وحارسها السري الأبسل وإلى الجدار وصفحت الباب إلتجت----------------- بنت النبي فأسقطت ما تحمل سقطت وأسقطت الجنين وحولها ------------------ من كل ذي حسب لئيم جحفل هذا يعنفها وذاك يدعُها --------------------------- ويردُها هذا وهذا يركل وأمامها أسد الاسود يقوده ----------------------- بالحبل قنفذ هل كهذا معضل ولسوف تأتي في القيامة فاطم-------------------- تشكو إلى رب السماء وتعول ولترفعن جنينها وحنينها ------------------------- بشكاية منها السماء تتزلزل حق الزهراء ( عليها السلام ) في فدك : فدك قرية بخيبر وقيل بناحية الحجاز ، فيها عين ونخل أفاءها الله على نبيه . فاطمة الزهراء هي الوريثة الوحيدة الشرعية لأبيها رسول الله (ص) . عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله (ص) " فاطمة " سلام الله عليها فأعطاها فدكاً لما انصرف رسول الله من خيبر بعث الى أهل فدك يدعوهم الى الإسلام فصالحوا رسول الله على نصف الأرض فقبل منهم ذلك ، وكان نصف فدك خالصاً لرسول الله لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب قال تعالى : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) ... كان مخيريق أحد بني النضير حبراً عالماً فآمن بالنبي (ص) وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله (ص) ، وأمواله التي أوصى بها هي بساتينه السبع وهي : الدلال ، وبرقة ، والصافية ، والمثيب ، ومشربة أم ابراهيم ، والأعواف ، وحسنى ، وأوقفها النبي (ص) على خصوص " فاطمة " وكان يأخذ منها لأضيافة وحوائجه ، وعند وفاتها أوصت بهذه البساتين وكل ماكان لها من مال الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن جملة ماغنمه المسلمون أموال يهود خيبر فأخذ النبي (ص) سهمه وسهم الله وسهم ذي القربى وأعطى المسلمين سهامهم . قال تعالى : ( واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) . كانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاه والكتيبة فكانت الشق ونطاه في سهام المسلمين وكانت الكتيبة خمس لله عزوجل وخمس النبي وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل . استولى أبا بكر بعد موت الرسول الأكرم (ص) على الحوائط السبعة وعلى فدك وعلى حقها في خمس خيبر . ان أبا بكر قد منع بني هاشم من الخمس وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين ومساكينهم وأبناء السبيل منهم . ان أبا بكر منع " فاطمة " وبني هاشم سهم ذوي القربى وجعله في سبيل الله في السلاح والكراع . عن عائشة ، أن " فاطمة " ( عليها السلام ) بنت النبي (ص) أرسلت إلى أبوبكر تسأله ميرائها من رسول الله (ص) - إلى أن قالت : فأبى أبوبكر أن يدفع إلى " فاطمة " ( عليها السلام ) منها شيئاً فوجدت ( أي غصبت ) " فاطمة " على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت . فلما توفيت دفنها زوجها " علي " ( عليه السلام ) ليلاً ، ولم يؤذن بها أبابكر . لما تولى أبوبكر الخلافة أرسل من ينتزع فدك من " فاطمة " فنازعته في ذلك ولما طلب منها البنية على النحلة قيل عليه أنه الغريم لها فتكون عليه البنية ، ولا تطلب من ذي اليد على مافي يده بالضرورة من الدين . واما شهادة علي ، وام ايمن ، فهي على وجه التبرع والاستظهاء والزام أبي بكر لفاطمة با لإشهاد . وان " علياً " ( عليه السلام ) شهد " لفاطمة " بأن النبي (ص) أعطاها فدكا ، فاسقطوا شهادته بحجة أنه يريد الفائدة لنفسه أو بحجة نقص الشهود . وشهد أبي بكر أن ميراث النبي (ص) فيء للمسلمين فقبلوا شهادته ، فلماذا هذه التفرقة في الشهادتين . وقد قال رسول الله (ص) في حق " علي " الفاروق بين الحق والباطل وقال (ص): " علي " مع القرآن والقرآن مع " علي " لا يفترقان حتى يردا علي الحوض . وحين شهدت أم أيمن قال لها لا يجوز إلا شهادة رجل وأمرأتين . أيجوز أن يقال أو يعتقد أن " علي بن أبي طالب " مع ورعه وزهده يشهد " لفاطمة " بغير حق وقد شهد الله تعالى ورسوله بالفضائل العضيمة له ؟ أو هل يجوز مع علمه وفضله أن يقال: أنه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها ؟ وهل يجوز أن يقال: أن " فاطمة " مع طهارتها وعصمتها وأنها سيدة نساء العالمين وسيدة أهل الجنة ( كما روى المسلمون) تطلب شيئاً ليس لها ، تظلم فيه جميع المسلمين ، وتقسم عليه بالله الذي لا إله إلا هو ؟ أو يجوز أن يقال عن أم أيمن وأسماء بنت عميس أنهما شهدتا بالزور ، وهما من أهل الجنة ؟ أن الطعن على " فاطمة " وشهودها طعن على كتاب الله وإلحاد في دين الله حاشا الله أن يكون ذلك كذلك . كان أبي بكر يعلم صدق الزهراء ( عليها السلام ) في كل ماتقوله فهي إبنة الصادق الأمين (ص) وقد سمع من رسول الله (ص) الكثير من الأحاديث التي تدل على نقاء وصفاء وأمانة الزهراء ولكنه فعل ذلك ولم يعطها حقها لأنه لو أعطاها فدكا وصدقها في كل شيء فمعنى ذلك أنها إذا قالت أن حق الخلافة لزوجها " علي " ( عليه السلام ) فيجب عليه أن يسلم الخلافة لمن أوصى به النبي ( ص) وهو " علي " ( عليه السلام ) لأنها صادقة ولا تحتاج الى البينة . لقد قبلوا شهادة عائشة حين قالت أن النبي قال: مروا أبابكر بالصلاة بالناس وهو أمر خطير متعلق بمصير الخلافة فصدقت عائشة لأبيها ولم تصدق " فاطمة "و " الحسن " و " الحسين " والإمام " علي " وأم أيمن في مثل فدك وتطالب مثل " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) البينة على ما طلبت من حقها و " فاطمة " هي المأمونة بآية التطهير وآية المباهلة كما روى ذلك عامة المسلمين . إن " فاطمة " بنت رسول الله ( عليها السلام ) جاءت إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت: ياأبابكر أفي كتاب الله أن ترثك إبنتك ولا أرث أبي ؟ فاستعبر أبوبكر باكيا ، ثم نزل فكتب لها فدك ، ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟ فقال كتاب كتبته " لفاطمة " بميراثها من أبيها ، فقال عمر : من ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه . جاءت " فاطمة " إلى أبي بكر وقالت: إن أبي أعطاني فدك و " علي " وأم أيمن يشهدان لي ، فقال: ماكنت لتقولي على أبيك إلا الحق ، قد أعطيتكها ودعا بصحيفة من أدم فكتب لها فيها ، فخرجت فلقيت عمر فقال: من أين جئت يا " فاطمة " ؟ قالت : جئت من عند أبي بكر ، أخبرته أن رسول الله أعطاني فدك ، وأن " علياً " وأم أيمن يشهدان لي بذلك فأعطانيها وكتب لي بها ، فأخذ عمر منها الكتاب ، ثم رجع إلى أبي بكر فقال: أعطيت " فاطمة " فدك وكتبت بها لها ؟ قال: نعم ، إن " علياً " يجر إلى نفسه وأم أيمن إمرأة وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه . ولما ولي عمر بن عبد العزيز رد فدك على ولد " فاطمة " وكتب إلى واليه على المدينة أبي بكر عمر بن حزم يأمره بذلك ... وقال: إذا ورد عليك كتابي هذا فأقسمها في ولد " فاطمة " من " علي " والسلام . فلما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها ( أي قبض فدك من ولد فاطمة ) فلم تزل في يد بني امية حتى ولي أبو العباس السفاح فدفعها الى الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فكان هو القيم عليها يفرقها في ولد " علي " فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو حسن قبضها منهم فلما ولي ابنه المهدي اعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده الى ايام المأمون فجاءه رسول بني علي فطالب بها فأمر ان يسجل لهم بها فكتب السجل وقرئ على المأمون ، فقام دعبل وأنشد : أصبح وجه الزمان قد ضحكا -------------------- برد المأمون هاشم فدكا . يقول الشاعر بن إدريس شريف مكة في وصفه مطالبة الزهراء ( عليها السلام ) بإرثها من أبيها : وأتت فاطمة تطالب بالإرث ----------------------- من المصطفى فما ورثاها ليت شعري لما خولفت سنن القرآن ------------- فيها والله قد أبداها رضى الناس اذ تلوها بما لم -------------------- يرضى فيها النبي حين تلاها نسخت آية المواريث منها ---------------------- أم هما بعد فرضها بدلاها أم ترى آية المودة لم تأت ---------------------- بود الزهراء في قرباها ثم قالا أبوك جاء بهذا -------------------------- حجة من عنادهم نصباها قال: للأنبياء حكم بأن لا يورثوا---------------- في القديم وانتهراها أفبنت النبي لم تدر أن كان -------------------- نبي الهدى بذلك فاها بضعة من محمد خالفت ماقال ----------------- حاشاها مولاتنا حاشاها سمعته يقول ذلك وجاءت --------------------- تطلب الارث ضلة وسفاها هي كانت لله أتقى وكانت --------------------- أفضل الخلق عفة ونزاها أو تقول النبي قدخالف القرآن ---------------- ويح الاخبار ممن رواها سل بإبطال قولهم سورة النمل---------------- وسل مريم التي قبل طاها فهما ينبئان عن ارث يحيي ------------------ وسليمان من اراد انتباها فدعت واشتكت الى الله من ----------------- ذاك وفاضت بدمعها مقلتاها |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مجموعة أهداف مهمة كانت وراء طلب الزهراء لحقها : أولاً : أرادت الزهراء استرجاع حقها المغصوب ، وهذا أمر طبيعي لكل إنسان غصب حقه أن يطالب به بالطريق المشروعة . ثانياً : كان الحاكم قد استولى على جميع الحقوق السياسية والاقتصادية لبني هاشم ، وألغى جميع امتيازاتهم المادية والمعنوية ، فهذا عمربن الخطاب يقول لابن عباس : أتدري مامنع قومكم ( أي قريش ) منكم بعد محمد (ص) ؟ كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت هذا بالنسبة للخلافة . وبالنسبة للأموال فقد منعوا بني هاشم فدك والميراث والخمس . أي سهم ذوي القربى . واعتبروهم كسائر الناس . وجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها ، ومدافعة عنهم اعتمادا على فضلها وشرفها وقربها من رسول الله (ص) . ثالثاً : استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك فسح المجال أمامها للمطالبة بحق زوجها والواقع أن فدك صارت تتمشى مع الخلافة جنبا الى جنب ، كما صا لها عنوان كبير وسعة في المعنى فلم تبق فدك قرية زراعية محدودة بحدودها في عصر الرسول ، بل صار معناها الخلافة والرقعة الاسلامية بكاملها . ومما يدل على هذا تحديد الائمة لفدك فقد حدها " علي " ( عليه السلام ) في زمانه بقوله : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل . وهذه الحدود التقريبية للعالم الاسلامي آنذاك . أما الإمام الكاظم فقد حدها للرشيد بعد أن ألح عليه الرشيد أن يأخذ فدكا ، فقال له الإمام : ما آخذها إلا بحدودها ، قال الرشيد : وما حدودها ؟ قال: الحد الأول عدن ، والحد الثاني سمرقند ، والحد الثالث أفريقية ، والحد الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية ، فقال له الرشيد : فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي ( أي أنك طالبت بالرقعة الإسلامية في العصر العباسي بكاملها ) . فقال الإمام : قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها . ففدك تعبير ثان عن الخلافة الإسلامية ، والزهراء جعلت فدكا مقدمة للوصول إلى الخلافة ، فأرادت استرداد الخلافة عن طريق استرداد فدك . ومما يدل على هذا تصريحات الزهراء في خطبتها بحق " علي " وكفاءته وجهاده ، فهي القائلة في خطبتها الكبيرة التي ألقتها في مسجد رسول الله " فأنقذكم الله بأبي محمد بعد اللتيا والتي وبعد ان مني ببهم الرجال ،وذؤبان العرب ، ومردة اهل الكتاب ، كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله ، اونجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصة ، ويخد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، ومجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله (ص) ، سيداً في أولياء الله ، مشمراً ناصحاً ، مجداً كادحاً .... رابعاً : أرادت الزهراء ( عليها السلام ) بمنازعة أبي بكر اظهار حاله وحال اصحابه للناس ، وكشفهم على حقيقتهم ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيي من حي عن بينة ، وإلا فبضعة الرسول أجل قدرا وأعلى شأنا من أن تقلب الدنيا على أبي بكر حرصا على الدنيا ، ولا سيما أن النبي (ص) اخبرها بقرب موتها وسرعة لحاقها به ولذا لم ينهها " علي " ( عليه السلام ) عن منازعة أبي بكر في فدك وهو القائل : " وما اصنع بفدك وغير فدك ، والنفس مكانها في غد جدث " قال ابن أبي الحديد : قلت لمتكلم من متكلمي الإمامية يعرف بعلي ابن تقي من بلدة النيل : وهل كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير ؟ فقال لي : ليس الأمر كذلك ، بل كانت جليلة جدا وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن . ( أي في القرن السادس الهجري ) وما قصد أبو بكر وعمر بمنع " فاطمة " عنها إلا ألا يتقوى بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة ، ولهذا اتبعا ذلك بمنع " فاطمة " و " علي " وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس ، فإن الفقير الذي لامال له تضعف همته ، ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولاً بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة . وقال الإمام الصادق للمفضل بن عمر : " لما بويع أبو بكر أشار عليه عمر أن يمنع " علياً " وأهل بيته الخمس والفيء وفدكا ، فإن شيعته إذا علموا ذلك تركوه وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا ، فصرفهم أبو بكر عن جميع ماهو لهم " . قال المحقق الفاضل الألمعي عبد الزهراء عثمان محمد: ربما يعترض البعض على موقف " فاطمة " فيقول: لماذا إذن تقف " فاطمة " هذا الموقف الصلب في مطالبتها بفدك ، فلولم يكن هناك هدف آخر تبتغيه من ورائه ، لما طالبت هذه المطالبة الحقيقية به . ولأجل أن نبرز الحقائق التي دفعت الصديقة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) للمطالبة بفدك نضع أمامنا النقاط الآتية : 1- انها ( عليها السلام ) رأت أن تأميم فدك قد هيأ لها فرصة ذهبية في الادلاء برأيها حول الحكومة القائمة ، وكان لابد أن تدلي بتصريحاتها أما الجماهير ، وقد هيأت لها قضية فدك هذه الملابسات المناسبة ، فحضرت دار الحكومة في المسجد النبوي وألقت بتصريحاتها التي لا تنطوي على أي لبس أو غموض . 2- تبيان أحقية " علي " في قيادة الأمة بعد رسول الله (ص) وقد تجلى ذلك في خطبتها التي ألقتها في مسجد أبيها (ص) على مسمع ومرأى من المسلمين وبضمنهم الحكومة الجديدة ، فكان من بعض أقوالها : " أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ " وقولها : " وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض " . حيث أوضحت أن " علياً " ( عليه السلام ) أعلم الناس بعد محمد (ص) بمعرفة الرسالة وأحكامها وقوانينها ، وهو لذلك أحق برعاية شؤون الأمة التي صنعها الوحي المقدس . 3- كشف ألاعيب الحكومة الجديدة على الشرع المقدس ، واجتهاداتهم التي لاعلاقة لها بأهداف الرسالة ... وهذه: النقاط الثلاث هي التي استهدفتها " فاطمة " ( عليها السلام ) في مطالبتها الحثيثة بفدك ، ليس غير ، وليس لها وراء ذلك هدف مادي رخيص ، كما يعتقد البعض من مؤرخي حياتها ، فهي - لعمر الحق - قد تصرفت مامن شأنه أن يحفظ الرسالة من شبح الانحراف الذي تبأت بوقوعه بعد إنتخاب الحكومة الجديدة ، فاتخذت من فدك خير فرصة لخدمة المبدأ ، وإلقاء الحجة على الأمة تأدية للمسؤلية ، ونصرا للرسالة ، وحفظا لبيضة الإسلام . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم لما أجمع أبو بكر وعمر على منع " فاطمة " ( عليها السلام ) فدكاً وبلغها ذلك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها ، وتطأ ذيولها ، ماتخرم مشيتها مشية رسول الله (ص) . حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة ، فجلست ثم أنت أنة ، أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم .، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسوله (ص) فعاد القوم في بكائهم ، فلما أمسكوا عادت في كلامها ، فقالت ( عليها السلام ) : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جم عن الإحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها .، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، كلمة جعل الأخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها ، الممتننع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته . ابتدع الأشياء لامن شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كونها بقدرته وذرأها بمشيئته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتها لحكمته ، وتنبيهاً على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، وتعبداً لبريته ، وإعزازاً لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته وحياشة لهم إلى جنته . وأشهد أن أبي محمداً عبده ورسوله اختاره ( وانتجبه ) قبل أن أرسله ، وسماه قبل ان اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة علماً من الله تعالى بما يلي الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفةً بمواقع الأمور . ابتعثه الله تعالى إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حكمه ، وإنقاداً لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فرقاً في أديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدةً لأوثانها ، منكرةً لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمد (ص) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم . ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار .، فمحمد (ص) من تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار .، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينة ، وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . ثم التفتت إلى أهل المجلس ، وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأُمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم ، زعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع .، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائد إلى الرضوان اتباعه ، مؤد إلى النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينة الكافية ، وفضائله المندوبة ورُخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة . فجعل الله الإيمان : تطهيراً لكم من الشرك .، والصلاة : تنزيهاً لكم عن الكبر .، والزكاة : تزكية للنفس ، ونماءً في الرزق .، والصيام : تثبياً للأخلاص والحج : تشييداً للدين .، والعدل : تنسيقاً للقلوب .، وطاعتنا : نظاماً للملة .، وإمامتنا : أماناً للفرقة .، والجهاد : عزاً للإسلام .، والصبر: معونة على استحباب الأجر .، والأمر بالمعروف: مصلحة للعامة .، وبرالوالدين : وقاية من السخط .، وصلة الأرحام : منساة في العمر ، ومنماة للعدد .، والقصاص : حقناً للدماء .، والوفاء بالنذر : تعريضاً للمغفرة .، وتوفية المكائيل والموازين : تغييراً للبخس .، والنهي عن شرب الخمر : حجاباً عن اللعنة .، وترك السرقة : إيجاباً للعفة .، وحرم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية .، فاتقوا الله حق تُقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت : أيها الناس : اعلموا أني فاطمة ، وأبي محمد أقول عوداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما غنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) فإن تعزوه وتعرفوه ، تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه ، فبلغ الرسالة ، صادعاً بالنذارة مائلاً عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم ، آخذاً بأكظامهم ، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجف الأصنام ، وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقائق الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق .، وفُهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا حفرة من النار .، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد . أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (ص) ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مُني ببهم الرجال ، وؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب .، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف أخاه في لهواتها .، فلا يكفيء حتى يطأ جناحها بأخمصة ، ويخمد لهبها بسيفة مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سيداً في أولياء الله مشمراً ناصحاً ، مجداً كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم . وأنتم في رفاهية من العيش وادعون ، فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال .، فلما اختار الله لنبيه (ص) دار أنبيائه ، ومأوى أصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبع خامل الأقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأحشمكم فألفاكم غضاباً ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير مشربكم ، هذا والعهد القريب ، والكلم رحيب والجرح لما يندمل ، والرسول لما يُقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ( ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وأنى تؤفكون. وكتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لايحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم .، أرغبة عنه تريدون ؟ أم بغيره تحكمون ؟ ( بئس للظالمين بدلاً ) ( ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثم أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء أنوار الدين الجلي ، وإهمال سنن النبي الصفي (ص) ، تشربون حسوا في ارتغاء ، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء .، ويصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء ، وأنتم الآن تزعمون : أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ! أفلا تعلمون ؟! بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية : أني إبنته . أيها المسلمون : أ أُغلب على إرثي ؟ يابن أبي قحافة ، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ إذ يقول: ( وورث سليمان داود ) .، وقال : فيما اقتص من خبر يحيي بن زكريا إذ قال : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) وقال: ( وأولوالارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) وقال : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) وقال: ( إن ترك خيراً الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على المتقين ) وزعمتم : أن لا حظوة لي ولا أرث من أبي ، ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون : أن أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لستُ أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) .، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . ثم رمت طرفها نحو الأنصار فقالت : يامعشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ، ماهذه الغميرة في حقي ، والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله (ص) أبي يقول: المرء يحفظ في ولده ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما أطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد (ص) ؟ فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ، وخشعت الجبال ، وأُضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته ، فتلك - والله - النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لامثلها نازلة ، ولا بائقة عاجلة ، أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم ، وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافاً وصراخاً وتلاوة وإلحاناً ولقبله ماحل بانبياء الله ورسله حكم فصل ، وقضاء حتم . ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) . إيها بني قيلة ، أأهضم تراث أبي ؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع ، ومنتدى ومجمع ، تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة ، وانتم ذوو العد والعدة ، والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة ، توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون وأنتم موصفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت ، قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم الأمم وكافحتم البهم ، لانبرح أو تبرحون ، نأمركم فتأمرون ، حتى إّذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأيام ، وخضعت ثغرة الشرك وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين ، فأنى حزتم بعد البيان ؟ وأسرتم بعد الإعلان ؟ ونكصتم بعد الإقدام ؟ وأشركتم بعد الإيمان ؟ بؤساً لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ، وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة ، أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين . ألا وقدأرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ماوعيتم ودسعتم الذي تسوغتم . ( فإن تكفروا انتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) . ألا وقد قلت ماقلت هذا على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخُف ، باقية العار موسومة بغضب الجبار ، وشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة . وأنا إبنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد .، فأعلموا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون . فأجابها أبوبكر عبد الله بن عثمان ، وقال: يابنت رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاً كريماً ، رؤوفاً رحيماً ، وعلى الكافرين عذاباً أليماً ، وعقاباً عظيماً ، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم ، وساعده في كا أمر جسيم ، لايحبكم إلا سعيد ، ولايبغضكم إلا كل شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله الطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا ، وإلى الجنة مسالكنا . وأنت ياخيرة النساء ، وابنة خير الأنبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مرودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ماعدوت رأي رسول الله (ص) ولا عملت إلا بإذنه ، والرائد لايكذب أهله وإني أُشهد الله وكفى به شهيداً أني سمعت رسول الله (ص) يقول: نحن معاشر الأنبياء لانورث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وماكان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه !! وقد جعلنا ماحاولته في الكراع والسلاح يقالتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة ثم الفجار ، وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به وحدي ولم أستبد بما كان الرأي عندي !! وهذه حالي ومالي ، هي لك وبين يديك ، لاتزوي عنك ، ولاتدخر دونك ، وإنك وأنت سيدة أمة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك . لاندفع مالك من فضلك ، ولا يوضع من فرعك وأصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداي فهل ترين ان أُخالف في ذلك أباك (ص) ؟ فقالت " فاطمة " ( عليها السلام ) سبحان الله ماكان أبي رسول الله (ص) عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفا ! بل كان يتبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدراعتلا لاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حمكاً عدلاً ، وناطقاً فصلا يقول : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ويقول ( وورث سليمان داود ) وبين عز وجل فيما وزع " عليه " من الاقساط وشرع من الفرائض والميراث ، وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح به علة المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين . كلا بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . فقال أبوبكر: صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجة ، لا أبعد صوابك ، ولا أنكر خطابك . هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ماتقلدت ، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غي مكابر ولا مستبد ولا مستأثر ، وهم بذلك شهود . فالتفتت " فاطمة " ( عليها السلام ) إلى الناس ، وقالت: معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ؟ كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم ، وساء مابه أشرتم ، وشر مامنه اغتصبتم . لتجدن والله محمله ثقيلاً وغبه وبيلاً إذا كشف لكم الغطاء ، وبان ما وراءه الضراء ، وبدا لكم من ربكم مالم تكونوا تحتسبون .، ( وخسر هنالك المبطلون ) ثم عطفت على قبر النبي (ص) وقالت : قد كان بعدك أنباء وهنبثةُ --------------------------- لوكنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ------------------------ واختل قومك فاشهدهم ولا تغب وكل أهل له قربى ومنزلة --------------------------- عند الإله على الأدنين مقترب أبدت رجال لنا نجوى صدورهم ---------------------- لما مضيت وحالت دونك الترب تجهمتنا رجال واستخف بنا ------------------------- لما فقدت وكل الأرض مغتصب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به ---------------------- عليك ينزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا ----------------------- فقد فقدت وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا -------------------- لما مضيت وحالت دونك الكثب إنا رُزينا بما لم يُرز ذو شجن -------------------- من البرية لا عجم ولا عرب وهنا كلمة وسؤال : قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن يسأل : مادعا أبابكر أن يلين ويخضع هكذا ؟ وما دعا الزهراء أن تثبت على رأيها ، ولا تتضعضع عن موقفها ؟ لقد أجاب الجاحظ عن هذا السؤال ، وكفانا مؤونة الجواب ، قال في رسائله : ( ... فإن قالوا: كيف تظن به ظلمها والتعدي عليها ، وكلما إزدادت عليه غلطة إزداد لها ليناً ورقة حيث تقول له : والله لا أكلمك أبداً ، فيقول: والله لا أهجرك أبداً ، ثم تقول: والله لأدعون الله عليك ، فيقول: والله لأدعون الله لك ، ثم يتحمل منها الكلام الغليظ والقول الشديد في دار الخلافة ، وبحضرة قريش والصحابة مع حاجة الخلافة إلى البهاء والتنزيه ، وما يجب لها من الرفعة والهيبة ، ثم لم يمنعه ذلك عن أن قال معتذراً متقرباً بكلام المعظم لحقها ، والمكبر لمقامها ، الصائن لوجهها ، المتحنن عليها ، ما أحدٌ أعز علي منك فقراً ولا أحب الي منك غنى ، ولكن سمعت رسول الله يقول: " إنا معاشر الأنبياء لا نورث ماتركناه صدقة " . قيل لهم : ليس ذلك بدليل على البراءة من الظلم ، والسلامة من الجور ، وقد يبلغ من مكر الظالم ، ودهاء الماكر ، إذا كان أريباً وللخصومة معتاداً ، أن يظهر كلام المظلوم وذلة المنتصف ، وحدب الوامق ومقت المحق ... الخ " |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
شكواها ( عليها السلام ) إلى زوجها ( عليه السلام ) وبعد عودتها من المسجد إلى منزلها ، خاطبت زوجها الإمام " علي " بكلمات ، وكثير من الناس يتسائل كيف خاطبت الزهراء ، الإمام علي بهذه الكلمات القاسية ؟ مع أنها تعلم أن " علياً " صنديد العرب والعجم ! وإذا كانت تعلم فلماذا وجهت إليه هذه الكلمات الشديدة ؟ ولقد حاول البعض أن ينفي وجودها وأن الزهراء لم تتحدث بمثل هذا الحديث مع " علي " ( عليه السلام ) وهناك من يرسلها إرسال المسلمات دون أن يعطي معنى يوضح السبب والداعي . كلماتها إلى الإمام " علي " ( عليه السلام ) : يذكرُ بعض الكتاب والخطباء كلمات منسوبة إليها ( عليها السلام ) وهي تخاطب زوجها أمير المؤمنين يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبُلغة إبني لقد أجهد في خصامي والفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلةُ نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعةُ دوني طرفها فلا دافع ولا مانع خرجتُ كاظمة وعدتُ راغمة أضرعت خدك يوم أضعت حدك إفترست الذئاب وافترشت التراب ماكففت قائلاً ولا أغنيت طائلاً ولا خيار لي ، ليتني متُ قبل هنيئتي ودون ذلتي عذيري الله منه عادياً ومنك حامياً ويلاي في كل شارق ، ويلاي في كل غارب مات العمد ووهن العضد ، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي ، اللهم إنك أشدُ منهم قوةً وحولاً وأشد بأساً وتنكيلا . ومن ثم تكلم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بكلام هدأ فيه " فاطمة " ( عليها السلام ) وأوضح لها الأمر فقال لها : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، ثم نهنهي من وجدك يا ابنة الصفوة ، وبقية النبوة ، فما ونيتُ عن ديني ولا أخطأتُ مقدوري ، فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفلُك مأمون ، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي الله ، فقالت: حسبي الله وأمسكت . الحكمة من ذلك فعلى تقدير صحة ماصدر منها ( عليها السلام ) ، وعلى تقدير ثبوت ذلك تاريخياً يمكننا توجيه مرادها ( عليها السلام ) من هذه الكلمات في مثل ذلك الموقف فنقول : أولاً : أن الزهراء ( عليها السلام ) قالت ذلك ومرادها إياك أعني واسمعي ياجارة وهي طريقة الوحي في إلقاء بعض آيات القرآن الكريم مخاطباً بها رسول الله (ص) ولكن المراد به الأمة أو بعض الأمة مثل قوله تعالى ( لاتجعل مع الله الهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحورا ) . فمعلوم قطعاً أن النبي (ص) لايفكر يوماً أن يشرك بالله ، أي أن موضوع الشرك مرفوع ومعدوم عن النبي (ص) ولكن خاطبته الآية والمراد بالمعنى هي الآمة ومثله قوله تعالى ( يا أيها النبيُ إتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين .. ) وهذا هو الذي قال عنه الإمام الصادق ( عليه السلام ) " إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي ياجارة فالمخاطبة للنبي (ص) والمعنى للناس " وآيات أخرى تخاطب النبي كلها تدخل تحت هذا الباب والحكمة فيه أن هذه الخطابات التي فيها لهجة الشدة تعطي الأمة اندفاعاً أكبر للا ستقامة والتقوى وتبعث فيها جانب التحسن بالمسؤلية ، لأن الأمة متى مارأت جانب الشدة والرهبة والوعيد في الخطاب القرآني الموجه للنبي (ص) مع أن النبي (ص) معصوم مطلقاً علمت أن المقصود بالدرجة الأولى هي الأمة نفسها وكذا الفرد يشعر أن المقصود هو ، ولكن وجه الخطاب للنبي (ص) لأمرين : أ- لالفات نظر الناس إلى عظمة ذلك الموضوع إلى درجة أن خوطب به النبي مع أنه معصوم قد انعدمت عنده كل المواضيع التي تستدعي لغة الوعيد فينبغي للأمة أن تشعر وتقدر حجم الموضوع، لأنه يوجد عندها . ب - لتدرك الأمة أن النبي بمعزل عن لغة التهديد والوعيد ، لعصمته ولأنه يقوم بالمسؤوليات بأتم وجه ، عندها تدرك الأمة أن المقصود بهذه الآيات هي لاغير . فهذا الأسلوب القرآني يلهب الروح استعداداً ونشاطاً ويحرك الضمير للتحسس بما يحصل ويدور في عالم الاسلام والايمان . فإذا تقرر هذا نقول : أن الزهراء ( عليها السلام ) تكلمت بتلك الكلمات مع الإمام " علي " ( عليه السلام ) والمخاطب هو ولكن أرادت غيره في معاني تلك العبارات فقد قصدت مجموعة الرجال الذين سمعوا الحق وسكتوا عنه خوفاً أو طمعاً ، فكل عبارة قالتها الزهراء أرادت بها أولئك الذين التفوا حول " علي " ( عليه السلام ) يوما ما وها هم قد انفضوا عنه واشتملوا شملة الجنين فخاطبها من باب ( إياك اعني واسمعي ياجارة ) أنها تريد من خلال كلماتها الحادة أن تبلغ رسالتها إلى آخر رجل في الأمة . فقد حاولت من خلال ذلك أن تستنهضهم للحق وتشعل فيهم شعلة الإيمان والولاء ولكن طبع الله على قلوب أكثرهم . ثانياً : أو نقول أنها بهذه الكلمات القاسية الحادة ذات المعاني الثقيلة لم ترد بها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولا قصدت أفراد الأمة وإنما أرادت أن تعرض عظمة الحدث ، ومثال ذلك في القرآن الكريم في قصة بني اسرئيل ، وعبادة العجل ، فأراد الكريم موسى ( عليه السلام ) ان يبين لهم عظمة الخطأ الذي ارتكبوه وثقل المصيبة التي حلت على مجتمعهم حينما عنف الوقف مع أخيه . قال تعالى ( ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجرهُ إليه ... ) وقال تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الالواح وفي نسختها هُدى ورحمة ... ) . أنظر إلى فعل النبي موسى كيف القى الألواح مع أن فيها هدى ورحمة وتركها هكذا ، ثم أخذ شعر أخيه يجره أمام الناس وقد مُليء غضباً ، كل ذلك ليعلن لبني اسرائيل أن مواجهة الانحراف أهم بكثير من أي شيء ، حتى من الالواح وفعل بأخيه مافعل وهو يعلم أن أخيه بريء من فعل القوم ولكن ليعرض لهم عظم الفادحة التي حلت بهم ، ولما انتهى من حرق العجل وطرد السامري وتوبيخ أخيه وقومه عند ذلك أخذ الالواح ، وكذلك فعلت " فاطمة " ما فعله موسى في مواجهة الخطر للحد من انتشاره ، فكلامها مع الإمام ( عليه السلام ) في الحقيقة نوع محاكاة لإظهار الخطب الذي ألم بالمسلمين والاختيار السيء الذي مارسوه والمصير المظلم الذي ينتظروه . ولأن " فاطمة " ( عليها السلام ) تعلم أن " علياً " ما جبُن يوماً ولا ضعُف عن حماية الدين ولاهو من الذين استخفوا بها ( عليها السلام ) أبداً . فهو كهارون ( عليه السلام ) عندما حاول أن يردع بني اسرائيل عن عبادة العجل فرآهم مستغرغين في حب العجل فلا تصلح مواجهتهم بل أكتفى بتذكيرهم بأقوال موسى ، وهكذا موسى فإنه يعلم أن هارون لا تأخذه في الله لومة لائم بل لم يكن مقصراً معهم ولكنه مع ذلك واجهه بقسوة وغضب وجره من شعره ، فـ " فاطمة " تعلم أن " علياً " لم يهن ولم يجُبن ولم يُقصر في أمر الدين ، بل تعلم أنه ركنُ الدين وأساسُه ولكن مع ذلك واجهتهُ بهذه الكلمات لتُعلم الأمة رسالتها وهي - الامة - تعيش أول انحراف تتلوه انحرافات . ثالثاً : وقد يكون حوارها مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عبارة عن محاولة منها لتثبيت قلوب شيعتهم - القلة - وليندفع الشكُ الذي يُراودُ قلوب بعضهم ، ولايضاح هذا الكلام نقول : إن تصرف أبي بكر وعمر بن الخطاب المتمثل برد شهادة " فاطمة " و " علي " و " الحسنين " ( عليهم السلام ) على الخصوص ورد شهادة أم أيمن وغيرها على العموم في موضوع فدك ، وجرأته على استلام الخلافة مع سابق علمه أن " علياً " ( عليه السلام ) هو الأحق بهذا المنصب ، وتماديه على رسول الله (ص) واختلاق أحاديث ونسبتها إلى الرسول الأكرم قد تؤدي كلها إلى خلق روح الشك في قلوب بعض أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) إذ قد يتبادر إليهم أن أمير المؤمنين قد ضعُف ووهن عن رد حقه أو الدفاع عن الاسلام أو حتى الدفاع عن زوجته ، وفعلاً قد تسربت مثل هذه الأفكار إلى بعضهم . فوقفت الزهراء موقفها الخطير تحاور " علياً " بكلمات قاسية غايتها تحريك الواقع بشكل حقيقي من أجل توضيح الأمر لأصحاب " علي " لا سيما وأن التاريخ يذكر لنا أن جملة من الصحابة كانوا في بيت " علي " ( عليه السلام ) . فهذه الكلمات حركت قلب الامير ليدلي بالحقيقة وتسكن اليها قلوب الرجال وقال حينها لـ " فاطمة " ( عليها السلام ) وكان المؤذن ينادي بالشهادة الثانية : إن حمل السيف بوجه الغاصبين والدخول في حرب دموية سوف تؤدي الى ذهاب شهادة أن محمداً رسول الله في الآذان كناية عن أن نهاية الاسلام تكون في الحرب الداخلية . " فاطمة " كانت تعلمُ ذلك بوضوح ولكنهما أرادا أن يوضحا نقاط القوة في سلوكهما ( عليهما السلام ) ولتطمئن قلوب المؤمنين إليهما . رابعاً : ثم ان كلام أهل البيت ( عليهم السلام ) يُحمل على أكثر من وجه فقد روي في البصائر عن عبد الاعلى بن أعين قال: دخلت أنا وعلي بن حنظلة على أبي عبد الله " الصادق " ( عليه السلام ) فسأله علي بن حنظلة عن مسئلة فأجاب فيها ، فقال رجل فإن كان كذا وكذا فأجابه فيها بوجه آخر ، وإن كان كذا وكذا فأجابه بوجه ، حتى أجابه فيها باربعة وجوه فالتفت الي علي بن حنظلة قال: يا أبا محمد قد أحكمناه فسمعه أبوعبدالله فقال: لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنك رجل ورع ، ان من الأشياء أشياء ضيقة وليس تجري إلا على وجه واحد ، منها وقت الجمعة ليس لوقتها إلا واحد حين تزول الشمس ، ومن الأشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها ، والله ان له عندي سبعين وجهاً . وروي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنتم أفقه الناس ماعرفتم معاني كلامنا ، أن كلامنا لينصرف على سبعين وجها . وعنه ( عليه السلام ) : اني لأتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجهاً إن شئت آخذ كذا وعنه ( عليه السلام )اني اتكلم على سبعين وجهاً لي منها المخرج . ومن هذا المنطق نقول: ان كلام مولاتنا الزهراء ( عليها السلام ) يُحمل على أكثر من وجه وليس من الضروري حصره في المعنى الظاهري ، كيف لا وأهل البيت ( عليهم السلام ) عدلُ القرآن ، وقد منع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إبن عباس من محاججة معاوية وأتباعه بالقرآن ، لانه حمال ذووجوه ، أي أن آياته تحتمل أكثر من معنى ، وهكذا كلام أهل البيت ( عليهم السلام ) يُحمل على أكثر من معنى لأنهم عِدلُ القرآن كما قال ( ص) : " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " . ولايبعد القول أن موقف الزهراء هذا وسكوت أمير المؤمنين عن حقه ومن ثم كلام الزهراء ( عليها السلام ) مع الإمام " علي " ( عليه السلام ) بهذه القساوة من أمرهم الصعب ومن حديثهم المستصعب لقولهم " إن حديث آل محمد صعبُ مستصعب لايؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مُرسل أو عبدٌ امتحن اللهُ قلبه للايمان . وعن الصادق ( عليه السلام ) : " إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله الا من كتب الله في قلبه الايمان . فتكون كلمات الزهراء من المتشابه الصعب علينا معرفته بل لابد من ارجاعه إلى محكم ومن ثم دراسة الظروف الراهنة آنذاك . وقد حصل مثل هذا الموقف في حياة النبي (ص) وهو شبيه بموقف الزهراء نوعاً ما . حيث أتى النبي (ص) اعرابي فقال له : ألست خيرنا أباً وأماً ، وأكرمنا عقباً ، ورئيسنا في الجاهلية والاسلام ؟ فغضب النبي (ص) وقال: يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب ؟ قال : اثنان ، شفتان وأسنان . فقال النبي (ص) فما كان أحد هذين مايردُ عنا غرب لسانك هذا ؟ أما إنه لم يعُط أحد في دنياه شيئاً هو أضرُ له في آخرته من طلاقة لسانه . ثم قال النبي : يا " علي " قم فاقطع لسانه !! فظن الناس أنه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم . أنظر إلى قول النبي ( اقطع لسانه ) كناية عن إعطائه مبلغاً من المال ليكف عن المدح والثناء ، وهكذا كان كلام الزهراء ( عليها السلام ) مغلفاً بكناية واستعارة وتمثيل لايخفى على أصحاب الفن والذوق . فهناك مجال واسع لحمل كلامها على غير معنى الظاهري لا سيما مع ملاحظة سيرة الزهراء ( عليها السلام ) مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبالعكس حيث يصفها ( عليه السلام ) بقوله : ما أغضبتُها يوماً ولا اغضبتني ... وهكذا فإننا نحمل كلامها على المجاز أو التورية ونقول انها أرادت أمراً آخراً غير الظاهر كما في قصة الاعرابي مع النبي (ص) . والذي أرادته أحد الوجوه المتقدمة . خامساً : ان " فاطمة " ( عليها السلام )في خطابها للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأمام بعض الصحابة أرادت أن تبين أمراً مهماً وهي الحالة التي يعيشها زوجها الأمير بحيث لايمكنه استرداد الحق إلى أهله وذلك خوفاً من حصول الفرقة والاضطراب في أمة النبي (ص) بحيث اختار الإمام " علي " ( عليه السلام ) أن يكون جليس الدار بالشكل الذي وصفته " فاطمة " ( عليها السلام ) ، فوصفها إنما كان للحالة التي يمر بها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - إن قلنا كلامها كان موجهاً فعلاً إلى الامام لا إلى غيره .. ومن أوضح الأدلة على أن كلامها - إن صح تاريخياً - لم يكن المراد منه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأن الأوصاف التي ذكرتها لم تقصد بها " علياً " ( عليه السلام ) هو : أ- أن ألد أعداء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمثال معاوية ومروان وعمر بن العاص لم يذكروا ذلك في مجال سبهم لـ " علي " ولم يُعيروه يوماً بتلك الكلمات أبداً وهم الذين حالوا بكل جهدهم تحريف الحقائق وطمس الفضائل والتنقيص من " علي " وأهل البيت ( عليهم السلام ) . ب- ثم كيف تفكر " فاطمة " أن تقلل من شأن " علي " ( عليه السلام ) وأمام أولئك الصحابة أمثال عمار والمقداد وبعض بني هاشم الذين التفوا حوله في الدار ؟ ألم تكن " فاطمة " ( عليها السلام ) تدرك أن فعلها هذا لايليق بها وبمقام الامامة ؟ خصوصاً مع ملاحظة سيرتها مع " علي " ( عليه السلام ) التي قال عنها : وما أغضبتُها يوماً وما أغضبتني . فالحق إذن : هو أن " فاطمة " ( عليها السلام ) أرادت ان تبين عمق المأساة التي يمر بها أهل البيت أولاً والمسلمون ثانياً وشدة مظلومية الإمام " علي " الذي اضطرته الظروف الى السكوت عن فدك فيكون السكوت عن الخلافة من باب أولى حرصاً على الوحدة الاسلامية . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
و هناك سؤال آخر
ومما مر تنبثق عدة أسئلة وهي : لماذا لم يباشر الإمام " علي " ( عليه السلام ) موضوع المحاججة مع الخليفة الأول بدلاً عن " فاطمة " ؟ وبعضهم يقول : لماذا لم يباشر الامام بنفسه فتح باب الدار بدلاً عن " فاطمة " ؟ ولماذا جلس ينتظرها في الدار ؟ وهكذا تنطلق هذه التساؤلات من وحي تلك المأساة التي مرت بها " الزهراء " ( عليها السلام ) . وقد اختل فهم البعض لهذه الحوادث وحاولوا تضعيف بعضها لا لإنعدام الدليل بل لسوء فهم مسألة الادوار التي يقوم بها المعصوم ، وعندما لم يستوعبوا الحدث بالشكل الصحيح سجلوا عدة علامات استفهام حول حوادث دار الزهراء ( عليها السلام ) وموقف الصمت الذي مارسه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ومن أجل أن يتضح الأمر نقول وبكل بساطة : لقد مارست الصديقة ( عليها السلام ) دور المعارضة ، لأن موقعها الشامخ يسمح لها بذلك بينما التجأ الامام " علي " ( عليه السلام ) إلى السكوت وعدم الاحتجاج وليس ذلك إلا لفهمهما للدور الموكل إليهما حسب طبيعة الأحداث وما يفرضه الواقع والمصلحة الكبرى للرسالة . فمثلاً لوكان الامام " علي " قد اعترض واحتج ، فإن ذلك يعني دخوله في حرب داخلية مع المناوئين وفتح باب الصراعات ، وتحول الأمر إلى نزاع على مقام السلطة ، وبالتالي ينتهي الاسلام مع هذه الصراعات . بينما تحركت الزهراء لأن الأمة تتحرك وتتفاعل معها بشكل أكبر لأنها بنت النبي (ص) ولأنها سيدة نساء العالمين . لذلك نجحت ( عليها السلام ) في تسجيل احتجاجها وغضبها على الخليفتين ووصل إلينا ذلك الاجتماع الذي هو بمثابة إدانة للخليفتين وهو وثيقة للحكم عليها ، أنهما أغضبا الله تعالى لأن " فاطمة " مظهر غضب الله تعالى ورضاه تماماً كما مارست بنتها الحوراء زينب الكبرى ( عليها السلام ) هذا الدور بينما التزم الامام " علي بن الحسين " السجاد ( عليه السلام ) الصمت نسبياً لنفس الأسباب والاعتبارات أولغيرها . وهذا هو المعبر عنه في كلمات أهل البيت ( عليهم السلام ) بـ ( العهد أو الوصية )فكل دور أو موقف للأئمة ( عليهم السلام ) كان بعهد من الله تعالى إليهم بعد أن شرط عليهم الوفاء بهذه الأدوار وكان القبول منهم اختياراً حباً لله تعالى . فالزهراء ( عليها السلام ) أدت رسالتها في الحياة وقامت بدورها الرسالي على أتم وجه ووقفت موقفاً مشرفاً أدانت فيه أبابكر وعمر وكل المتخاذلين من الأمة الاسلامية الذين وقفوا موقفاً سلبياً من " فاطمة " و " علي " وتفرجوا على الحق المهضوم . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم مرضها ووفاتها وقبرها نعم كانت المصيبة عظيمة وكبيرة على قلب وجسد الزهراء اللطيف العفيف العزيز ، لم تتحمل تلك التي كانت عزيزة مدللة عند والدها تلك المحن العظيمة ، كانت سلام الله عليها تتوقع أن يضعها الناس في أعينهم وينفذوا فيها وصية الرسول الأكرم ، فالمرء يكرم في ذريته ، نعم فعلوا كل شيء يغضب الرسول (ص)فأصبحت طريحة الفراش والمرض من أثر الظلم الذي تعرضت له هي وزوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . قال إبن قتيبة الدينوري المتوفي سنة 276هـ : فقال عمر لأبي بكر :إنطلق بنا إلى " فاطمة " فإنا أغضبناها . فانطلقا جميعاً فاستأذنا على " فاطمة " فلم تأذن لهما ، فأتيا " علياً " فكلماه فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر فقال: ياحبيبة رسول الله ، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله (ص) يقول: " لا نورث ، ماتركنا فهو صدقة " ، فقالت : أرأيتكما إن حد ثتكما حديثاً عن رسول الله (ص) ، تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم ، فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا " فاطمة " من رضاي وسخط " فاطمة " من سخطي ، فمن أحب " فاطمة " ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى " فاطمة " فقد أرضاني ، ومن أسخط " فاطمة " فقد أسخطني ؟ قالا: نعم ، سمعناه من رسول الله (ص) ، قالت : فإني أُشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه ، فقال أبوبكر: أنا عائد بالله تعالى من سخطه وسخطك يا " فاطمة " ثم انتحب أبوبكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أُصليها . ثم خرج باكياً ، فاجتمع الناس إليه . فقال لهم : يبيتُ كلُ رجل معانقاً حليلته ، مسروراً بأهله ، وتركتموني وما أنافيه ، لاحاجة لي ببيعتكم أقيلوني بيعتي . قال أبوبكر في مرض موته ... أما اني لا آسي على شيء في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ... فوددتُ أني لم أكشف بيت " فاطمة " عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب . ... وليتني لم أُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأُدخلهُ الرجال ولو كان أُغلق على الحرب . وددتُ أني لم اكشف بيت " فاطمة " وتركته وإن أعلنت علي الحرب . وإليك أيها القارئ الكريم الأحداث المتعلقة بظلم الزهراء والتي أدت إلى حزنها ومرضها واستشهادها ونذكر أيضاً أحداث تكفينها والصلاة عليها ودفنها وحزن الإمام " علي " ( عليه السلام ) عليها : 1- من الظلم الذي وقع عليها : ومن الظلم الذي وقع عليها سلام الله عليها أن عمر بن الخطاب هجم مع مجموعة من الرجال على بيتها . هذا الهجوم الشرس على بيت الوحي والرسالة الذين قال الله تعالى في حقهم : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) وقال عز ذكره : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .، وكان النبي الأكرم (ص) لايدخله حتى يستأذن من أهله ، ولكنهم دخلوه عنوة وبغير استئذان وكان عددهم " 300 " نفراً كما في أحد الروايات ، وكان في مقدمتهم : عمر ومعه خالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، أبو عبيدة بن الجراح ، سالم مولى أبي حذيفة ، قنفذ ابن عم عمر - وكان رجل فظاً ، غليظاً ، جافياً من الطلقاء - أُسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش وكانا من بني عبدالله الأشل ، ورجل من الأنصار ، زياد بن لبيد ، وزيد بن أسلم ، وكان ممن حمل الحطب مع عمر . وكانت بداية الهجوم كما في الروايات : ادخال قنفذ لعنه الله يده يروم فتح الباب ، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعها برجله فكسرها ودخل . فكُسر ضلعاً من أضلاع الزهراء حينما لاذت وراء الباب ونبت مسمار الباب في صدرها ، ثم لطم عمر خدها حتى احمرت عينها ، كما صرح بهذا نفسه " صفقت خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها " . وفي رواية أُخرى : " قال عمر: فصفقت صفقة على خدها من ظاهر الخمار ، فانقطع قرطها وتناثر إلى الأرض " . ثم أن عمر رفس " فاطمة " ( عليها السلام ) ثم رفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، ورفع السوط فضرب بها ذراعها ، ثم ضربها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج الأسود ، ثم أخذ من خالد بن الوليد سيفاً فجعل يضرب على كتفها ، ثم ضرب المغيرة بن شعبة " فاطمة " ( عليها السلام ) ، ثم لكزها قنفذ بنعل السيف بأمر عمر ، ثم ضرب قنفذ فاطمة بالسيف على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف ، ثم ضرب عمر بطن "فاطمة " ( عليها السلام ) حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها . وكما قالت الزهراء ( عليها السلام ) الشهيدة المظلومة المضطهدة في ذلك اليوم : " أخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي ، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله فرده عليّ وأنا حامل ، فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أُذني وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم " . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
باب دار " فاطمة " : إن أبابكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالتهديد والقوة ، أرسل عمراً وقنفذاً وخالد بن الوليد وأبا عبيدة الجراح وجماعة أُخرى - من المنافقين - إلى دار " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام ) وجمع عمر الحطب على باب بيت " فاطمة " ( ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله (ص) وقال: السلام عليكم ياأهل بيت النبوة ، وماكان يدخله إلا بعد الإستئذان )وأحرق الباب بالنار ولما جاءت " فاطمة " خلف الباب لترد عمر وحزبه عصر عمر " فاطمة " ( عليها السلام ) بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ، ونبت مسمار الباب في صدرها ، وصاحت " فاطمة " أبتاه يارسول الله ، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فالتفت عمر إلى من حوله وقال : أضربوا " فاطمة " ، فأنهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها ! وبقيت آثار هذه العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم " فاطمة " فأصبحت مريضة عليلة حزينة ، حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام . قال السيد صدر الدين : من سعى في ظلمها من راعها ------------------------ من على فاطمة الزهراء جارا من غدا ظلماً على الدار التي -------------------------- اتخذتها الإنس والجنُ مزارا طالما الأملاكُ فيها أصبحت ---------------------------- تلثمُ الأعتاب فيها والجدارا ومن النار بها ينجو الورى ---------------------------- من على أعتابها أُضرم نارا والنبي المصطفى كم جاءها --------------------------- يطلب الإذن من الزهراء مرارا وعليها هجم القوم ولم -------------------------------- تك لاذت لا وعلياها الخمارا لستُ أنساها ويالهفي لها ----------------------------- إذ وراء الباب لاذت كي توارا فتك الرجسُ على الباب ولا --------------------------- تسألن عما جرى ثم وصارا لاتسلني كيف رضوا ضلعها -------------------------- واسألن الباب عنها والجدارا واسألن أعتابها عن محسن -------------------------- كيف فيها دمه راح جبارا واسألن لؤلؤ قرطيها لما ----------------------------- انتثرت والعين لم تشكو إحمرارا وهل المسمار موتور لها ---------------------------- فغدا في صدرها يطلب ثارا وقال السيد متقي الهندي : نبذوا العهد والكتاب وما جاء ------------------------ به في الوصي خلف الظهور عدلوا عن أبي الهداة الميامين ---------------------- إلى بيعة الاثيم الكفور قدموا الرجس بالولاية للأمر ------------------------ على أهل آية التطهير لست تدري لم أحرقوا الباب ------------------------- بالنارِ أرادوا إطفاء ذاك النور لست تدري ما صدر فاطم ما ------------------------ المسمار ماحال ضلعها المكسور ماسقوط الجنين ماحمرة العين --------------------- وما بال قرطها المنثور دخلوا الدار وهي حسرى بمرأى ------------------- من علي ذاك الأبي الغيور واستداروا بغياً على أسد الله ----------------------- فأضحى يقاد قود البعير ينظر الناس مابهم من معين ----------------------- وينادي وماله من نصير والبتول الزهراء في إثرهم ------------------------ تعثر في ذيل بردها المجرور بأنينٍ يوهى الصفا بسجاه -------------------------- وحنين يذيب صم الصخور ودعتهم: خلوا ابن عمي علياً ---------------------- أو لأشكو إلى السميع البصير مارعوها بل روعوها ومروا ----------------------- بعلي ملبباً كالأسير بعض هذا يريك ممن تولى ------------------------- بارز الكفر ليس بالمستور وقال الشيخ الفقيه محمد الغروي : أيضرمُ النارُ بباب دارها --------------------------- وآية النور على منارها وبابها باب نبي الرحمة ---------------------------- وباب أبواب نجاة الأمة بل بابها باب العلي الأعلى ------------------------- فثم وجه الله قد تجلى ما اكتسبوا بالنار غير العار ----------------------- ومن ورائه عذاب النار ما أجهل القوم فإن النار لا ------------------------ تطفيء نور الله جل وعلا لكن كسر الضلع ليس ينجبر ---------------------- إلا بصمصام عزيز مقتدر إذ رض تلك الأضلع الزكية ----------------------- رزية لامثلها رزية ومن نبوع الدم من ثدييها ------------------------ يعرف عظم ماجرى عليها وجاوزوا الحد بلطم الخد ------------------------- شلت يد الطغيان والتعدي فاحمرت العين وعين المعرفة ------------------- تذرف بالدمع على تلك الصفة ولاتزيل حمرة العين سوى ---------------------- بيض السيوف يوم ينشر اللوى وللسياط رنة صداها ---------------------------- في مسمع الدهر فما أشجاها والأثر الباقي كمثل الدملج ---------------------- في عضد الزهراء أقوى الحجج ومن سواد متنها اسود الفضا ------------------ ياساعد الله الإمام المرتضى ووكزنعل السيف في جنبيها -------------------- أتى بكل ما أتى عليها ويقول آخر : ولست أدري خبر المسمار ----------------------- سل صدرها خزانة الأسرار وفي جنين المجد مايدمي الحشى ---------------- وهل لهم اخفاء أمر قد فشى والباب والجدار والدماء ------------------------- شهود صدق ما به خفاء لقد جنى الجاني على جنينها ---------------------- فاندكت الجبال من حنينها أهكذا يصنع بإبنة النبي -------------------------- حرصاً على الملك فيا للعجب أتمنع المكروبة المفروحة ----------------------- عن البكاء خوفاً من الفضيحة تالله ينبغي لها تبكي دما -------------------------- ما دامت الأرض ودارت السما لفقد عزها أبيها السامي ------------------------- ولاهتضامها وذل الحا مي أتستباح نحلة الصديقة --------------------------- وارثها من أشرف الخليقة كيف يرد قولها بالزور---------------------------- اذ هو ردٌ آية التطهير أيؤخذ الدين من الاعرابي ------------------------ وينبذ المنصوص في الكتاب فاستلبوا ماملكت يداها --------------------------- وارتكبوا الخزية منتهاها ياويلهم قد سألوا البينة --------------------------- على خلاف السنة المبنية وردهم شهادة الشهود ---------------------------- أكبر شاهد على المقصود ولم يكن سد الثغور غرضاً ----------------------- بل سد بابها وباب المرتضى صدوا عن الحق وسدوا بابه --------------------- كأنهم قد آمنوا عذابه أبضعة الطهر العظيم قدرها ---------------------- تدفن ليلا ويعفى قبرها مادفنت ليلاً بستر وخفا -------------------------- إلا لوجدها على أهل الجفا ماسمع سامع فيما سمعا ------------------------ مجهولة بالقدر والقبر معا ياويلهم من غضب الجبار ----------------------- بظلمهم ريحانة المختار |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
كلامها لنساء المهاجرين والأنصار عن " فاطمة بنت الحسين " ( عليها السلام ) قالت : لما اشتدت علة " فاطمة " بنت رسول الله ( ص) ، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : يابنت رسول الله ، كيف أصبحت من علتك ؟ ( فحمدت الله ، وصلت على أبيها (ص) ثم قالت : أصبحت - والله - عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم . فقبحاً لفلول الحد ( واللعب بعد الجد وقرع الصفاة ) ، وخور القناة وخطل الرأي ( وزلل الأهواء ) . وبئس ماقدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . لاجرم ( والله ) لقد قلدتهم ربقتها ( وحملتهم أوقتها ) وشننت عليهم غارها ، فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين . ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، والدلالة ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين . وما نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا - والله - منه نكير سيفه ، ( وقلة مبالاته بحتفه ) وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عزوجل . - والله - لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (ص) لأعتلقه ولسار بهم سيراً سجحاً ، لايكلم خشاشة ( ولايكل سائره ) ولايتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ، ( ولايترنق جانباه ) ، ولأصدرهم بطاناً ( ونصح لهم سراً وإعلاناً ) ، قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل . ( ولا يحظى من الدنيا بنائل ) إلا بغمر الماء ، وردعه شرر الساغب ( ولبان لهم الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب ) ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون . ألا هلم فاسمع ، وما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث ( لين شعري ) إلى أي سناد استندوا ؟! ( وعلى أي عماد اعتمدوا ) ؟! وبأية عروة تمسكوا ؟! ( وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا ؟! ) .، ( لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلاً . ) استبدلوا - والله - الذنابي بالقوادم والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم ( يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) .، ( آلا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) ( ويحهم ) ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون ) ؟! أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج .، ثم احتلبوا طلاع العقب دماً عبيطاً ، وذعافاً ممقراً ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ماسن الأولون ، ثم طيبوا ( بعد ذلك ) عن أنفسكم أنفساً ، واطمأنوا للفتنة جأشاً ، وابشروا بسيف صارم ( وسطوة معتد غاشم ) وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وزرعكم حصيداً .، فيا حسرتي لكم ، وأنى بكم وقد عميت عليكم ، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون . 4- كلامها لبعض المهاجرين والأنصار : وقال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها ( عليها السلام ) على رجالهن فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا: ياسيدة النساء ، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ، ونحكم العقد ، لما عدلنا عنه إلى غيره .، فقالت: ( عليها السلام ) : إليكم عني ، فلا عذر بعد تعذيركم ، ولا أمر بعد تقصيركم . 5- كلامها لعائشة بنت طلحة : ودخلت عائشة بنت طلحة على " فاطمة " ( عليها السلام ) فرأتها باكية .، فقالت لها : بأبي أنت وأمي ما الذي يبكيك ؟ فقالت لها ( صلوات الله عليها ) : أسائلتي عن هنة حلق بها الطائر ، وحفى بها السائر ورفع إلى السماء أثراً ( أمراً ) ورزئت في الأرض خبراً ، إن قحيف تيم وأُحيوك عدي جاريا أبا الحسن في السابق . حتى إذا تقربا بالخنادق ، أسرا له الشنآن ، وطوياه الإعلان . فلما خبا نور الدين ، وقبض النبي الأمين ، نطقا بفورهما ، ونفثا بسورهما وأدلاً بفدك ، فيا لها لمن ملك ، تلك أنها عطية الرب الأعلى للنجي الأوفى . ولقد نحلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي ، وأنها ليعلم الله وشهادة أمينة ، فإن انتزعا مني البُغة ، ومنعاني اللمظة ، واحتسبتها يوم الحشر زُلفة ، وليجدنها آكلوها ساعرة حميم ، في لظي جحيم . 6- كلامها لأم سلمة : دخلت أم سلمة على " فاطمة " ( عليها السلام ) فقالت لها : كيف أصبحت عن ليلتك يابنت رسول الله (ص) ؟ قالت : أصبحت بين كمد وكرب ، فقدُ النبي ، وظلم الوصي .، هتك - والله - حجبه ، من أصبحت إمامته مقيضة على غير ماشرع الله في التنزيل ، وسنها النبي (ص) في التأويل ، ولكنها أحقاد بدرية ، وترات أُحدية ، كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لامكان الوشاة . فلما استهدف الأمر أُرسلت علينا شآبيب الآثار في مخيلة الشقاق ، فيقطع وتر الإيمان من قسي صدورها ، ولبئس - على ما وعد الله من حفظ الرسالة وكفالة المؤمنين - أحرزوا عائدتهم ، غرور الدنيا بعد استنصار ( انتصار ) ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ، ومنازل الشهادات |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
ماجرى عليها ( عليها السلام ) ( بنت ) رسول الله (ص) التي قال في حقها رسول الله (ص) : إن الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك .، وقال (ص) : " فاطمة " بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني إلى أن قال: وإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخرجها ومعه " الحسن والحسين " ( عليهما السلا م ) في الليل ، وصلوا عليها ، ولم يعلم بها أحد ، ولا حضروا وفاتها ولاصلى عليها أحد من سائر الناس غيرهم ، لأنها ( عليها السلام ) أوصت بذلك ، وقالت : لا تصلي علي أمة نقضت عهد الله ، وعهد أبي رسول الله (ص) في أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) ، وظلموني حقي ، وأخذوا أرثي ، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذبوا شهودي وهم - والله - جبرائيل وميكائيل وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأم أيمن ، وطفت عليهم في بيوتهم ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يحملني ومعي " الحسن والحسين " ليلاً ونهاراً إلى منازلهم ، أُذكرهم بالله وبرسوله ألا تظلمونا ، ولا تغصبونا حقنا الذي جعله الله لنا .، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً ، ثم ينفذون إلى دارنا قنفذاً ومعه عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمي " علياً " إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة .، فلا يخرج إليهم متشاغلاً بما أوصاه به رسول الله ، وبأزواجه . وبتأليف القرآن ، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عداةً وديناً . فجمعوا الحطب الجزل على بابنا ، وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب ، وناشدتهم بالله وبأبي ( ص) أن يكفوا عنا وينصرونا ، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي ، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل ، فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي .، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم ، فهذه أُمة تصلي علي ! وقد تبرأ الله ورسوله منهم ، وتبرأت منهم . فعمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بوصيتها ، ولم يعلم أحداً بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت " فاطمة " ( عليها السلام ) أربعون قبراً جدداً . ثم إن المسلمين لما علموا بوفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) ودفنها جاؤوا ، فقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، تموت إبنة نبينا محمد (ص) ولم يخلف فينا ولداً غيرها ولانصلي عليها ، إن هذا لشيء عظيم . فقال ( عليه السلام ): حسبكم ماجنيتم على الله وعلى رسوله (ص) وعلى أهل بيته ، ولم أكن - والله - لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لايصلي عليها أحد منكم ولا بعد العهد فاغدر فنفعن القوم أثوابهم ، وقالوا: لابد لنا من الصلاة على إبنة رسول الله ( عليها السلام ) ، ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً جدداً ، فإشتبه عليهم قبرها ( عليها السلام ) بين تلك القبور فضج الناس ولام بعضهم بعضاً ، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم ولا الصلاة عليها ، ولاتعرفون قبرها فتزورونه . فقال أبوبكر: هاتوا من ثقات المسلمين من ينبش هذه القبور حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ، ونزورها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فخرج من داره مغضباً وقد إحمر وجهه ، وقامت عيناه ، ودرت أوداجه ، وعلى يده قباه الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة يتوكى على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع ، فسبق الناس النذير ، فقال لهم : هذا " علي " قد أقبل كما ترون ، يقسم بالله لئن بحث من هذه القبور حجراً واحد لأضعن السيف على غابر هذه الأمة ، فولى القوم هاربين قطعاً قطعاً ... . 8- وصيتها للا مام " علي " ( عليه السلام ) مرضت " فاطمة " ( عليها السلام ) مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت ( صلوات الله عليها ) ، فلما نعيت إليها نفسها دعت أُم أيمن ، وأسماء بنت عميس ، ووجهت خلف " علي " فاحضرته . فقالت : يابن عم ، إنه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى مابي إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أُصيك بأشياء في قلبي . قال لها " علي " ( عليه السلام ) :أوصيني بما أحببت يابنت رسول الله ، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت . ثم قالت : يابن عم ، ماعهدتني كاذبةً ولا خائنةً ، ولا خالفتك منذ عاشرتني . فقال ( عليه السلام ): معاذ الله ، أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله من أُبخك بمخالفتي ، قد عز علي مفارقتك وفقدك ، إلا أنه أمر لابد منه - والله - جددت علي مصيبة رسول الله (ص) وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه - والله - مصيبة لاعزاء لها ، ورزية لا خلف لها . ثم بكيا جميعاً ساعة ، وأخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ، ثم قال : أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به ، وأختار أمرك على أمري .، ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء يابن عم رسول الله ، أوصيك أولاً : أن تتزوج بعدي بأُمامة فإنها تكون لولدي مثلي ، فإن الرجال لابد لهم من النساء ، قال : فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أربع ليس لي إلى فراقهن سبيل ، أُمامة أوصتني بها " فاطمة بنت محمد (ص) . ثم قالت : أُصيك يابن عم ، أن تتخذ لي نعشاً ، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته ، فقال له :صفيه لي ، فوصفته ، فاتخذه لها ، فأول نعش عمل على وجه الأرض ذلك وما رأى قبله ولا عمل أحد . ثم قالت : أوصيك أن لايشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (ص) .، ولاتترك أن يصلي علي أحد منهم ، ولا من أتباعهم . وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار . ثم توفيت ( صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ) فصاح أهل المدينة صيحة واحدة ، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ، فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : ياسيدتاه ، يابنت رسول الله . وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى " علي " ( عليه السلام ) ، وهو جالس و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما . وخرجت أُم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها ، متجللة برداء عليها تسحبه ، وهي تقول : يا أبتاه ، يارسول الله ، الآن حقاً فقدناك ، فقداً لا لقاء بعده أبداً . واجتمع الناس ، فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها وخرج أبوذر فقال: انصرفوا ، فإن ابنة رسول الله (ص) قد أُخر إخراجها في هذه العشية .، فقام الناس وانصرفوا فلما هدأت العيون ومضى شطر من الليل ، أخرجها " علي " و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه ، صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل .، وسوى " علي " حواليها قبوراً مزورة مقدار سبعة حتى لايعرف قبرها .، وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوي مع الأرض مستوياً ، فمسح مسحاً سواء مع الأرض حتى لا يعرف موضعه |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بكت عند الوفاة حزناً على زوجها وعن جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال: ماتت " فاطمة " ( عليها السلام ) مابين المغرب والعشاء . وعنه ( عليه السلام ) : لما حضرت " فاطمة " الوفاة بكت ، فقال لها أمير المؤمنين : ياسيدتي مايبكيك ؟ قالت : أبكي لما تلقى بعدي . قال لها : لاتبكي فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله . قال : وأوصته أن لايؤذن بها الشيخين ففعل . 10- مارأته في منامها قبل موتها : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام )قال : لما قبض رسول الله (ص) ما ترك إلا الثقلين : " كتاب الله وعترته أهل بيته " وكان قد أسر إلى " فاطمة " ( صلوات الله عليها )أنها لاحقة به ، وأنها أول أهل بيته لحوقاً . قالت : بينا أني بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام ، إذ رأيتكأن أبي قد أشرف " علي " فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت : يا أبتاه ، انقطع عنا خبر السماء ، فبينما أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدا بي إلى السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطرد ، وقصر بعد قصر ، وبستان بعد بستان ، وإذا قد اطلع علي من تلك القصور جواري ، كأنهن اللعب ، فهن يتباشرون ويضحكن إلي ويقلن : مرحباً بمن خلقت الجنة وخلقنا من أجل أبيها . فلم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني إلى دار فيها قصور ، في كل قصر من البيوت مالا عين رأت ، وفيها من السندس والإستبرق على الأسرة الكثير .، وعليها ألحاف من ألوان الحرير والديباج ، وآنية الذهب والفضة .، وفيها موائد عليها من ألوان الطعام ، وفي تلك الجنان نهر مطرد أشد بياضاً من اللبن ، وأطيب رائحة من المسك الأذفر . فقلت : لمن هذه الدار ؟ وما هذا النهر ؟ فقالوا : هذه الدار الفردوس الأعلى الذي ليس بعده جنة ، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ، ومن أحب الله . قلت : فما هذا النهر ؟ قالوا: هذا الكوثر الذي وعده أن يعطيه إياه . فقلت : فأين أبي ؟ قالوا : الساعة يدخل عليك . فبينما أنا كذلك إذ برزت لي قصور هي أشد بياضاً وأنور من تلك ، وفرش هي أحسن من تلك الفرش ، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرة ، وإذا أبي جالس على تلك الفرش ، ومعه جماعة ، فلما رآني أخذني فضمني ، وقبل مابين عيني ، وقال : مرحباً بابنتي ، وأخذني وأقعدني في حجره ثم قال لي : ياحبيبتي ، أما ترين ما أعد الله لك وما تقدمين عليه ؟ فأراني قصوراً مشرقات ، فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل . وقال : هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك ، ومن أحبك وأحبهما ، فطيبي نفساً ، فإنك قادمة علي إلى أيام . قالت : فطار قلبي واشتد شوقي ، وانتبهت من رقدتي مرعوبة . قال أبو عبدالله : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فلما انتبهت من مرقدها صاحت بي ، فأتيتها فقلت لها : ماتشتكين ؟ فخبرتني بخبر الرؤيا ، ثم أخذت علي عهداً لله ورسوله : أنها إذا توفيت لا أُعلم أحداً إلا أُم سلمة زوجة رسول الله (ص) وأُم أيمن وفضة ، ومن الرجال : إبنيها وعبدالله بن عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة . وقالت : إني أحللتك من أن تراني بعد موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسلني ، ولا تدفني إلا ليلاً ، ولا تعلم أحداً قبري . فلما كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه ، أقبلت تقول : وعليكم السلام ، وهي تقول لي : يابن عم ، قد أتاني جبرائيل مسلماً وقال لي : السلام يقرأ عليك السلام ياحبيبة حبيب الله ، وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنة المأوى . ثم انصرف عني ، ثم سمعناها ثانية تقول : وعليكم السلام ، فقالت : يابن عم ، هذا - والله - ميكائيل وقال لي كقول صاحبه . ثم تقول : وعليكم السلام ، ورأيناها قد فتحت عينيها فتحاً شديداً .، ثم قالت : يابن عم ، هذا - والله - الحق ، هذا عزرائيل ، قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب ، وقد وصفه لي أبي وهذه صفته ، فسمعناها تقول : وعليك السلام يا قابض الأرواح ، عجل بي ولا تعذبني . ثم سمعناها تقول : إليك ربي لا إلى النار .، ثم غمضت عينيها ، ومدت يديها ورجليها كأنها لم تكن حية قط . 11- عن ابن عباس ، قال : رأت " فاطمة " في منامها النبي (ص) قالت : فشكوت إليه مانالنا من بعده . قالت : فقال لي رسول الله (ص) : لكم الآخرة التي أُعدت للمتقين ، وإنك قادمة علي عن قريب . 12- سلامها على جبرائيل عند احتضارها : عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) : أن " فاطمة " بنت رسول الله (ص) لما احتضرت نظرت نظراً حاداً ثم قالت : السلام على جبرائيل ، السلام على رسول الله .، اللهم مع رسولك ، اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام . ثم قالت : أترون ما أرى ؟ فقيل لها : ما ترين ؟ قالت : هذه مواكب أهل السماوات ، وهذا جبرائيل ، وهذا رسول الله ، ويقول : يا بنية أقدمي ، فما أمامك خير لك . |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
كلام خادمتها فضة عنها ( عليها السلام ) حول حزنها وموتها : قالت : ثم رجعت إلى منزلها ،وأخذت بالبكاء والعويل ليلها نهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ، ولاتهدأروى ورقة بن عبدالله الأدي ، قال: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام ، راجياً لثواب الله رب العالمين ، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء ، ومليحة الوجه ، عذبة الكلام ، وهي تنادي بفصاحة منطقها وهي تقول : ورب محمد (ص) خير الأنام والبررة الكرام أسألك أن تحشرني مع سادتي الطاهرين، وأتباعهم ( أبنائهم ) الغر المحجلين الميامين ، أى فاشهدوا ياجماعة الحجاج والمعتمرين ، إن موالي وصفوة الأبرار الذين علا قدرهم على الأقدار ، وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار ، المرتدين بالفخار قال ورقة بن عبدالله : فقلت: ياجارية ، إني لأظنك من موالي أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟ فقالت: أجل ، قلت لها : ومن أنت من مواليهم ؟ قالت: أنا فضة ، أمة " فاطمة الزهراء " إبنة " محمد " المصطفى ( صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ) . فقلت لها : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً ، فلقد كنت مشتاقاً إلى كلامك ومنطقك ، فأُريد منك الساعة أن تجيبيني عن مسألة أسألك ، فإذا أنت فرغت من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك ، وأنت مثابة مأجورة . فافترقنا ( في الطواف ) ، فلما فرغت من الطواف وأردت الرجوع إلى منزلي جعلت طريقي على سوق الطعام ، وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس ، فأقبلت عليها ، واعتزلت بها وأهديت اليها هدية ولم أعتقد أنها صدقة ، ثم قلت لها : يافضة ، أخبريني عن مولاتك " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) ، وما الذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها (ص) ؟ قال ورقة : فلما سمعت كلامي تغرغرت عيناها بالدموع ، ثم انتحبت نادبة وقالت : ياورقة بن عبدالله ، هيجت علي حزناً ساكناً ، وأشجاناً في فؤادي كانت كامنة فاسمع الآن ما شاهدت منها ( عليها السلام ) . إعلم أنه لما قبض رسول الله (ص) افتجع له الصغير والكبير ، وكثر عليه البكاء ، وقل العزاء ، وعظم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب والغرباء والأنساب ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من مولاتي " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) ، وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد . فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، كل يوم جاد كان بكاؤها أكثر من اليوم الأول ، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ماكتمت من الحزن ، فلم تطق صبراً إذ خرجت وصرخت ، فكأنها من فم رسول الله (ص) تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضج الناس بالبكاء والنحيب ، وجاء الناس من كل مكان ، وأُطفئت المصابيح لكيلا تتبين صفحات النساء ، وخيل إلى النسوان أن رسول الله (ص) قد قام من قبره ، وصارت الناس في دهشة وحيرة لما قد رهقهم .، وهي ( عليها السلام ) تنادي وتندب أباها : وا أبتاه ، واصفياه ، وامحمداه ، وا أبا القاسماه واربيع الأرامل واليتامى ، من للقبلة والمصلى ؟ ومن لابنتك الوالهة الثكلى ؟ ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمد (ص) فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة ، فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن أُغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها ، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجنبيها حتى أفاقت ، فلما أفاقت من غشيتها ، قامت وهي تقول : رفعت قوتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوي ، والكمد قاتلي . يا أبتاه ،بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة ، فقد انخمد صوتي ، وانقطع ظهري وتنغص عيشي ، وتكدر دهري ، فما أجد يا أبتاه ، بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ولامعيناً لضعفي ، فقد فنى بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحل ميكائيل . انقلبت - بعدك يا أبتاه - الأسباب ، وتغلقت دوني الأبواب ، فأنا للدنيا بعدك قالية ، وعليك ما ترددت أنفاسي باكية ، لاينفد شوقي إليك ، ولاحزني عليك .، ثم نادت يا أبتاه ، والباه ، ثم قالت : إن حزني عليك حزن جديد -------------------------- وفؤادي والله صب عنيد كل يوم يزيد فيه شجوني ---------------------------- واكتئابي عليك ليس يبيد جل خطبي فبان عني عزائي ------------------------ فبكائي كل وقت جديد إن قلباً عليك يألف صبراً ---------------------------- أو عزاء فإنه لجليد ثم نادت : يا أبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وزوت زهرتها ، وكانت ببهجتك زاهرة ، فقد اسود نهارها ، فصار يحكي حنادسها رطبها ويابسها . يا أبتاه ، لازلت آسفة عليك إلى التلاق ، يا أبتاه زال غمضي مند حق الفراق . يا أبتاه ، من للأرامل والمساكين ، ومن للأمة إلى يوم الدين . يا أبتاه ، أمسينا بعدك من المستضعفين . يا أبتاه ، أصبحت الناس عنا معرضين ، ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين ، فأي دمعة لفراقك لاتنهمل ؟ وأي حزن بعدك عليك لايتصل ؟ وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ؟ وأنت ربيع الدين ، ونور النيين . فكيف للجبال لاتمور ، وللبحار لاتغور ، والأرض كيف لم تتزلزل !؟ رميت يا أبتاه ، بالخطب الجليل ، ولم تكن الرزية بالقليل ، وطرقت يا أبتاه بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول ، بكتك يا أبتاه ، الأملاك ، ووقفت الأفلاك .، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال من مناجاتك ، وقبرك فرح بموراتك والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك . يا أبتاه ، ما أعظم ظلمة مجالسك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك . وأثكل أبو الحسن المؤتمن أبو ولديك " الحسن والحسين " وأخوك ووليك ، وحبيبك ومن ربيته صغيراً ، وآخيته ( وواخيته ) كبيراً وأحلى أصحابك وأحبائك ( وأحلى أحبائك وأصحابك ) إليك ، من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا . ثم زفرت زفرة وأنت أنةً ، كادت روحها أن تخرج ثم قالت : قل صبري وبان عني عزائي ------------------------- بعد فقدي لخاتم الأنبياء عين ياعين اسكبي الدمع سحاً ----------------------- ويك لاتبخلي بفيض الدماء يارسول الإله ياخيرة الله ----------------------------- وكهف الأيتام والضعفاء قدبكتك الجبال والوحش جمعاً ------------------------ والطير والأرض بعد بكي السماء وبكاك الحجون والركن والمشعر--------------------- ياسيدي مع البطحاء وبكاك المحراب والدرس ----------------------------- للقرآن في الصبح معلناً والمساء وبكاك الإسلام إذصار في --------------------------- الناس غريباً من سائر الغرباء لوترى المنبر الذي كنت تعلوه ------------------------ علاه الظلام بعد الضياء يا إلهي عجل وفاتي سريعاً --------------------------- فلقد تنغصت الحياة يا مولائي زفرتها ، واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا له :يا أبا الحسن ، إن " فاطمة " ( عليها السلام ) تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا ، ولابالنهار لنا قرار على أشغالنا ، وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نهاراً . فقال ( عليه السلام ) : حباً وكرامة . فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى دخل على " فاطمة " ( عليها السلام ) وهي لاتفيق من البكاء ، ولاينفع فيها العزاء ، فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يابنت رسول الله ، إن شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك : إما أن تبكين أباك ليلاً وإما نهاراً . فقالت : يا أبا الحسن ، ماأقل مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم .، فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله (ص) . فقال لها علي ( عليه السلام ) : افعلي يابنت رسول الله ما بدا لك . ثم إنه ( عليه السلام ) بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة ، يسمى : بيت الأحزان . وكانت إذا أصبحت قدمت " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها ، ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوماً . واعتلت العلة التي توفيت فيها ، فبقيت إلى يوم الأربعين ، وقد صلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صلاة الظهر ، وأقبل يريد المنزل ، إذ استقبلته الجواري ( باكيات ) حزينات .، فقال لهن : ما الخبر ؟! وما لي أراكن متغيرات الوجوه والصور ؟ فقلن : يا أمير المؤمنين أدرك ابنة عمك الزهراء ( عليها السلام ) ، وما نظنك تدركها . فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مسرعاً حتى دخل عليها ، وإذا بها ملقاة على فراشها وهو من قباطي مصر وهي تقبض يميناً وتمد شمالاً ، فألقى الرداء عن عاتقه ، والعمامة عن رأسه ، وحل إزاره ، وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجره . وناداها : يازهراء ، فلم تكلمه .، فناداها : يابنت محمد المصطفى ، فلم تكلمه . فناداها : يابنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء ، فلم تكلمه . فناداها : ياابنة من صلى بالملائكة في السماء مثنى مثنى ، فلم تكلمه . فناداها : يا " فاطمة " كلميني ، فأنا ابن عمك " علي بن أبي طالب " ؟ قال : ففتحت عينيها في وجهه ، ونظرت إليه وبكت وبكي .، وقال : ما الذي تجدينه ؟ فأنا ابن عمك " علي بن أبي طالب " ، فقالت : يابن العم ، إني أجد الموت الذي لابد منه ولا محيص عنه ... فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوماً وليلة ، واجعل لأولادي يوماً وليلة ، يا أبا الحسن ، ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين ، غريبين ، منكسرين ، فإنهما بالأمس فقدا جدهما واليوم يفقدان أُمهما ، فالويل لأمة تقتلهما وتبغضهما .، ثم أنشأت تقول : إبكني إن بكيت خير هادي ------------------------ واسيل الدمع فهو يوم الفراق ياقرين البتول أوصيك بالنسل -------------------- فقد أصبحا حليف اشتياق إبكني وابك لليتامى ولاتنس --------------------- قتيل العدى بطف العراق فارقوا فأصبحوا حيارى ------------------------- يخلف الله فهو يوم الفراق قالت : فقال لها " علي " ( عليه السلام ) : من أين لك يابنت رسول الله (ص) هذا الخبر ، والوحي قد انقطع عنا ؟! فقالت: يا أبا الحسن ، رقدت ساعة فرأيت حبيبي رسول الله (ص) في قصر من الدر الأبيض ، فلما رآني قال: هلمي إلي يابنية ، فإني إليك مشتاق . فقلت : - والله - إني لأشد شوقاً بك إلى لقائك . فقال: - والله - أنت الليلة عندي ، وهو الصادق لما وعد ، والموفي لما عاهد . فإذا أنت قرأت " يس " فأعلم أني قد قضيت نحبي ، فغسلني ولا تكشف عني ، فإني طاهرة مطهرة ، وليصل علي معك من أهلي الأدنى فالأدنى ، ومن رزق أجري .، وادفني ليلاً في قبري ، بهذا أخبرني حبيبي رسول الله (ص) . فقال " علي " : - والله - لقد أخذت في أمرها ، وغسلتها في قميصها ، ولم أكشفه عنها ، فوالله لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة ، ثم حنطتها من فضل ( فضله ) حنوط رسول الله (ص) ، وكفنتها ، وأدرجتها في أكفانها ، فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت : يا أم كلثوم ، يازينب ، ياسكينة ، يافضة ، يا " حسن " يا " حسين " ها تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء في الجنة . فأقبل " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وهما يناديان : واحسرة ( واحسرتا ) لا تنطفئ أبداً من فقد جدنا " محمد " المصطفى وأمنا " فاطمة الزهراء " . يا أُم " الحسن " يا أُم " الحسين " ، إذا لقيت جدنا " محمداً " المصطفى فاقرئيه منا السلام وقولي له : إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا . فقال أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) : إني أُشهد الله أنها قد حنت وأنت ومدت يديها ، وضمتهما إلى صدرها ملياً ،وإذا بهاتف من السماء ينادي : يا أبا الحسن ، ارفعهما عنها ، فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات . فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب . قال فرفعتها عن صدرها ، وجعلت أعقد الرداء ، وأنا أُنشد بهذه الأبيات : فراقك أعظم الأشياء عندي ----------------------- وفقدك فاطم أدهى الثكول سأبكي حسرة ، وأنوح شجواً ---------------------- على خل مضى أسني سبيل ألا يا عين جودي واسعديني ----------------------- فحزني دائم أبكي خليلي ثم حملها على يده ، وأقبل إلى قبر أبيها ونادى : السلام عليك يارسول الله ، السلام عليك ياحبيب الله السلام عليك يانور الله ، السلام عليك ياصفوة الله مني ، السلام عليك والتحية واصلة مني إليك ولديك ، ومن ابنتك النازلة عليك بفنائك ، وإن الوديعة قد استردت ، والرهينة قد أُخذت .، فواحزناه على الرسول ، ثم من بعده على البتول ، ولقد اسودت علي الغبراء ، وبعدت عني الخضراء فواحزناه ، ثم وا أسفاه . ثم عدل بها على الروضة ، فصلى عليها في أهله وأصحابه ومواليه وأحبائه وطائفة من المهاجرين والأنصار ، فلما واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الأبيات يقول : أرى علل الدنيا علي كثيرة --------------------- وصاحبها حتى الممات عليل لكل إجتماع من خليلين فرقة ------------------- وإن بقائي بعدكم لقليل وإن إفتقادي فاطماً بعد أحمد -------------------- دليل على أن لا يدوم خليل 14- نعشها ( عليها السلام ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أول نعش أُحدث في الإسلام نعش " فاطمة " ( عليها السلام ) إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها وقالت لأسماء : إني نحلت ، وذهب لحمي ، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني ؟ قالت أسماء : إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً ، أفلا أصنع لك ؟ فإن أعجبك أصنع لك ، قالت : نعم ، فدعت بسرير فأكبته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ، ثم جللته ثوباً : هكذا رأيتهم يصنعون . فقالت : اصنعي لي مثله ، أُستريني سترك الله من النار 15- كافور من الجنة : إن " فاطمة " ( عليها السلام ) قالت لأسماء : إن جبرائيل أتى النبي (ص) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً : ثلث لنفسه ، وثلث لعلي ، وثلث لي ، وكان أربعين درهماً . 16- تغسيلها وتكفينها والصلاة عليها ... وأمر " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) يدخلان الماء ، ولم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأُم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس ، وكفنها في سبعة أثواب ، ثم صلى عليها ، وكبر خمساً ، ودفنها في جوف الليل ، وعفى قبرها ، ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا " علي " و " الحسنان " ( عليهم السلام ) ونفر من بني هاشم وخواص " علي " ( عليه السلام ). |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
قبرها المجهول : يقول الشاعر :عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (ص) : مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة . لأن قبر " فاطمة " ( صلوات الله عليها ) بين قبره ومنبره ، وقبرها روضة من رياض الجنة ، وإليه ترعة من ترع الجنة . عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن " فاطمة " بنت رسول الله (ص) أي مكان دفنت ؟ فقال: سأل رجل جعفراً ( عليه السلام ) عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر .، فقال له عيسى : دفنت في البقيع ، فقال الرجل: ماتقول ؟ فقال: قد قال لك . فقلت له : أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى ؟ اخبرني عن آبائك ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : دفنت في بيتها . أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قبر " فاطمة " ( عليها السلام ) ؟ فقال: دفنت في بيتها ، فلما زادت بنو أُمية في المسجد صارت في المسجد . 18- لِم دفنت ليلاً : سئل أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) عن علة دفنه لـ " فاطمة " بنت رسول الله ( ص) ليلاً ؟ فقال: إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها .، وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها . 19- نحن غضبانين لغضبها : كانت الزهراء صاحبة المكانة العظيمة عند الله عزوجل ورسوله (ص) فالله خلقها وهو كرمها وأعظمها ورفع شأنها . فمن أغضبها فقد أغضب الله ورسوله ومن آذاها فقد آذى الله ورسوله . وقد ماتت وهي غير راضية وغاضبة على أبوبكر وعمر ومن سلب حقها وظلمها وساعد في ظلمها ووالا من ظلمها . فذريتها ومحبيها وشيعتها غضبانين لغضبها قربةً إلى الله تعالى . قال الامام الرضا لأحدهم حيث ألح عليه بقوله : ما تقول في أبي بكر ... فقال عليه السلام : كانت لنا أُم صالحة وهي عليهما ساخطة ، ولم يأتنا خبر أنها رضيت عنهما . وحين سئل عبدالله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي بكر وعمر ، قال: كانت أُمنا صديقة ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها . عن زكريا ابن آدم أنه قال : إني لعند الرضا ( عليه السلام ) إذ جيء بأبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) له وسنهُ أقل من أربع سنين فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : بنفسي أنت لِم طال فكرك ؟ فقال: فيما صنع بأمي الزهراء . بادرت بضعة النبي دفاعاً -------------------------- تطلب النحلة التي غصباها فأتت فاطم بخير شهود ----------------------------- وعدول هم أقلت ثراها فهي لا تدعي بغير شهود -------------------------- وهي لاتتبع بذاك هواها فعلي صادق وفاطم صديقة ------------------------ وصادقين هما حسناها صدقت أُم أيمن وكذا قنبر ------------------------- شهد الحق بالحقيقة فاها خالفوا الحق عامدين فقالوا ---------------------- بعلها طامع بذا وابناها حكم الله في كتاب مبين -------------------------- إنما الفيئ ملكه يؤتاها ثم جاء الأمين بالوحي نصاً ---------------------- آت حق القربى لبنتك طه فدك نحلة لفاطمة حقاً ---------------------------- بعد أموال أمها تعطاها فاستجاب العتيق للحق رغماً --------------------- وكتاب بملكها أعطاها أعلن الثاني العداء عناداً ------------------------ مزق السفر سفلة وسفاها فدعت ربها عليه جهاراً -------------------------- مزق اللهم بطنه يا إلها غضبت عند ذلك قالت ---------------------------- قبح الله منك وجهاً وشاها فقضت نحبها وهي غضبى ----------------------- أسرعت تشتكي عليه أذاها بعدما أخبرالنبي بأن الله ------------------------- يغضب ويرتضي لرضاها فهي أوصت بدفنها جوف ليل -------------------- في ظلام لا يشعرون إنتباها فلهذى الأمور تدفن سراً ------------------------- بضعة المصطفى ويعفى ثراها ومن مصدر آخر هذا شاعر الفاطميين الهاشميين شريف مكة قتادة بن إدريس يصف ذلك وصفاً بليغاً في هذه القصيدة الها ئية : وأتت فاطمٌ تطالب بالإرث ------------------------- من المصطفى فما ورثاها ليت شعري لم خولفت سنن ----------------------- القرآن فيها والله قد أبداها رضى الناس إذ تلوها بما لم ---------------------- يرض فيها النبي حين تلاها نسخت آية المواريث منها ------------------------ أم هما بعد فردها بدلاها ثم قالت: فنحلة من والدي ------------------------ المصطفى فلم ينحلاها فأقامت بها شهوداً فقالوا ------------------------- بعلها شاهدٌ لها وإبناها لم يجيزوا شهادة إبني رسول --------------------- الله هادي الأنام إذ ناصباها لم يكن صادقاً علي ولا فاطمٌ ---------------------- عندهم ولا ولداها كان أتقى لله منهم عتيق -------------------------- قبح القابح المحال وشاها جرعاها من بعد والدها الغيظ -------------------- مراراً فبئسما جرعاها ليت شعري ماكان ضرهما ----------------------- الحفظ لعهد النبي لو حفظاها ؟ كان إكرام خاتم الرسل طه ----------------------- البشير النذير لو أكرماها إن فعل الجميل لم يأتياه -------------------------- وحسان الأخلاق ما اعتمداها ولوإبتيع ذاك بالثمن ----------------------------- الغالي لما ضاع في اتباع هواها أترى المسلمين كانوا يلومون ------------------- في العطاء لو أعطياها ؟ كان تحت الخضراء بنت نبي --------------------- صادق ناطق أمين سواها ؟ بنت من أُم من حليلة من ------------------------ ويل لمن سن ظلمها وأذاها قل لنا أيها المجادل في القول -------------------- عن الغاصبين إذ غصباها أهما ما تعمداها كما قلت: ---------------------- بظلم كلا ولا إهتضماها !! فلماذا إذ جهزت للقاء الله ----------------------- عند الممات لم يحضراها ؟! شيعت نعشها ملائكة الرحمن ------------------- رفقاً بها وما شيعاها كان زهداً في أجرها أم عناداً ------------------- لأبيها النبي لم يتبعاها ؟ أم لأن البتول أوصت بأن لا --------------------- يشهدا دفنها فما شهداها ؟ أم أبوها أسرذاك إليها ------------------------- فأطاعت بنت النبي أباها كيف ماشئت قل كفاك فهذى -------------------- فرية قد بلغت أقصى مداها أغضباها وأغضبا عند ذاك -------------------- الله رب السماء إذ أغضباها وكذا أخبر النبي بأن الله ----------------------- يرضى سبحانه لرضاها لانبي الهدى أُطيع ولا ------------------------- فاطمٌ أُكرمت ولا حسناها وحقوق الوصي ضُيع منها -------------------- ما تساما في فضله وتناهى تلك كانت حزازة ليس تبرى ------------------ حين ردا عنها وقد خطباها فدعت واشتكت إلى الله من ذاك ------------- وفاضت بدمعها مقلتاها أترى آية المودة لم تأت --------------------- بود الزهراء في قرباها ؟ ثم قالا:أبوك جاء بهذا ---------------------- حجة من عنادهم نصباها قال: للأنبياء حكم بأن لا ------------------- يورثوا في القديم وانتهراها ! أفبنت النبي لم تدر إن ---------------------- كان نبي الهدى بذالك فاها ؟ بضعة من محمد خالفت -------------------- ماقال حاشاها مولاتنا حاشاها سمعته يقول ذاك وجاءت ------------------ تطلب الإرث ضلة وسفاها ؟ هي كانت لله أتقى وكانت ------------------ أفضل الخلق عفة ونزاها أوتقول النبي قدخالف --------------------- القرآن ويح الأخبار ممن رواها ؟ سل بإبطال قولهم سورة النمل ------------ وسل مريم التي قبل طاها فهما ينبئان . عن إرث يحيى -------------- وسليمان من أراد إنتباها |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بارك الله فيك أختي الفاطميه
وفي ميزان حسناتك انشاءالله |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته rose^ طرح أكثر من رائع بارك الله لك وأثابك عنا خير الثواب سلمت وسلم أختيارك وبأنتظار المزيد من الأبداع rose^rose^rose^ |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين @@ام خديجه@@ تشرفت بمرورك العطر قضى الله حوائجك |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين @@حور عين@@ تشرفت بمرورك العطر قضى الله حوائجك |
رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
حزن الامام " علي " عليها وكلامه بعد دفنها : ( عن علي بن الحسين ) ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، قال: لما قبضت " فاطمة " ( عليها السلام ) دفنها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سراً وعفى على موضع قبرها .، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله (ص) ، ثم قال: السلام عليك يارسول الله ، عني ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك .، قل يارسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري . بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ، وأُخذت الرهينة وأُختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء .، يارسول الله ، أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، وهم لايبرح من قلبي ، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان مافرق بيننا ، وإلى الله أشكو . وستنبئك ابنتك بتظافر أُمتك على هضمها ، فاحفها السؤال، واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلاً .، وستقول ويحكم الله ، وهو خير الحاكمين . ( والسلام عليكما ) سلام مودع ، لاقالٍ ولا سئمٍ .، فإن انصرف فلا عن ملالة وإن أُقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين . واهاً واهاً ، والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية . فبعين الله تدفن ابنتك سراً ، وتهضم حقها ، ويمنع إرثها ، ولم يتباعد العهد ، ولم يخلقمنك الذكر.، وإلى الله يارسول الله ، المشتكى ، وفيك يارسول الله ، أحسن العزاء ، صلى الله عليك ، وعليها السلام الرضوان . 21- أبيات من الإمام " علي " ( عليه السلام ) حزناً عليها : ولما دفن " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) " فاطمة " ( عليها السلام ) قام على شقير القبر وذلك في جوف الليل لأنه كان دفنها ليلاً ، ثم أنشأ يقول : لكل اجتماع من خليلين فرقة ------------------- وكل الذي دون الممات قليل ( وإن مماتي بعدكم لقريب ) وإن افتقادي واحداً بعد واحد ( فاطمة بعد أحمد )-- دليل على أن لايدوم خليل ( حبيب ) ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي ------------ ويحدث بعدي للخليل خليل وقال ( عليه السلام ) : نفسي على زفراتها محبوسة ----------------- ياليتها خرجت مع الزفرات لاخير بعدك في الحياة وإنما ------------------ أبكي مخافة أن تطول حياتي 22- وفي الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه أنشد بعد وفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) : ألا هل إلى طول الحياة سبيل -------------------- وأني وهذا الموت ليس يحول وإني وإن أصبحت بالموت موقناً ---------------- فلي أمل من دون ذاك طويل وللدهرألوان تروح وتغتدي --------------------- وإن نفوساً بينهن تسيل ومنزل حقٌ لا معرج دونه ---------------------- لكل امرئ منها إليه سبيل قطعت بأيام التعزز ذكره ----------------------- وكل عزيز ما هناك ذليل أرى علل الدنيا علي كثيرة -------------------- وصاحبها حتى الممات عليل وإني لمشتاق إلى من أُحبه ------------------ فهل لي إلى من قد هويت سبيل وإني وإن شطت بي الدار نازحاً ------------- وقد مات قبل بالفراق جميل فقد قال في الأمثال في البين قائل ------------ أُضربه يوم الفراق رحيل لكل اجتماع من خليلين فرقة --------------- وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد --------------- دليل على أن لايدوم خليل وكيف هناك العيش من بعد فقدهم ---------- لعمرك شيء ما إليه سبيل ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي -------- ويظهر بعدي للخليل عديل وليس خليلي بالملول ولا الذي ------------- إذا غبت يرضاه سواي بديل ولكن خليلي من يدوم وصاله -------------- ويحفظ سري قلبه ودخيل إذا انقضت يوماً من العيش مدتي ---------- فإن بكاء الباكيات قليل يريد الفتى أن لايموت حبيبه -------------- وليس إلى ما يبتغيه سبيل وليس جليلاً رزء مال وفقده -------------- ولكن رزء الأكرمين جليل لذلك جنبي لايؤاتيه مضجع --------------- وفي القلب من حر الفراق غليل وقوله ( عليه السلام ) عند رحلتها ( عليها السلام ) : حبيب ليس يعدله حبيب ---------------------- وما لسواه في قلبي نصيب حبيب غاب عن عيني وجسمي --------------- وعن قلبي حبيبي لايغيب ومخاطباً لها بعد وفاتها ( عليها السلام ) : ما لي وقفت على القبور مسلماً -------------------- قبر الحبيب فلم يرد جوابي حبيب مالك لاترد جوابنا --------------------------- أنسيت بعدي خلة الأحباب ومجيباً لنفسه من قبلها ( عليها السلام ) : قال الحبيب : وكيف لي بجوابكم ؟ ---------------------- وأنا رهين جنادل وتراب أكل التراب محاسني ونسيتكم -------------------------- وحجبت عن أهلي وعن ترابي فعليكم مني السلام تقطعت ----------------------------- عني وعنكم خلة الأحباب وأنه أنشأ على شفير قبرها : ذكرت أبا ودي فبت كأنني -------------------------- برد الهموم الماضيات وكيل لكل اجتماع من خليلين فرقة ----------------------- وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد ----------------------- دليل على أن لايدوم خليل فأجاب هاتف : يريد الفتى أن لايموت خليله -------------------- وليس له إلا الممات سبيل فلابد من موت ولابد من بلى ------------------- وإن بقائي بعدكم لقليل إذا انقطعت يوماً من العيش مدتي -------------- فإن بكاء الباكيات قليل ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي ------------ ويحدث بعدي للخليل بديل |
الساعة الآن 06:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir