منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ملف خاص بسيدتنا و مولاتنا فاطمة الزهراء (س) (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=194)

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:04 AM

خطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أمام نساء المهاجرين والانصار

عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) قالت :
لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وغلبها ، اجتمع
عندها نساء المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : يا بنت رسول الله ، كيف أصبحت
عن علتك ؟ فقالت (عليها السلام):
( أصبحت والله عائفة لدنياكم ، قالبة لرجالكم ، لفظتهم قبل أن عجمتهم
وشنئتهم بعد أن سبرتهم ، فَقُبحا لفلول الحد ، وخور القناة ، وخطل الرأي ،
و بئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لا
جرم لقد قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم غارها فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم
الظالمين .
ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الوحي الأمين
، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا من
أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته ،
وتنمره في ذات الله عزوجل .
والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله ( صلى الله عليه آله ) إليه لا
عتلقه ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ،
ولاوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولاصدرهم بطانا ، قد تحير بهم
الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم
بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .
ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث إلى
أي سناد استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم
والعجز بالكاهل .
فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا
يشعرون ، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى فمالكم
كيف تحكمون .
أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظره ريث ما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما
عبيطا ، وذعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون ، غب ما سن
الأولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ، وطأمنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف
صارم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا ، وزرعكم حصيدا
، فياحسرتى لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت قلوبكم عليكم أنلزمكموها وأنتم لها
كارهون .

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:04 AM

خطبة الزهراء ( عليها السلام ) لمّا منعت من فدك

روى العلامة الطبرسي في كتابه الاحتجاج بسنده عن عبد الله بن الحسن [ هو
عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن طالب ( عليه السلام )
] باسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) : انه لما أجمع [ أي أحكم النية
والعزيمة ] أبو بكر وعمر على منع فاطمة ( عليها السلام ) فدكا وبلغها ذلك
لاثت [ أي لفته ] خمارها [ الخِمار : المقنعة ، سميت بذلك لان الرأس يخمر
بها أي يغطى ] على رأسها ، واشتملت [ الاشتمال الشيء جعله شاملا ومحيطا
لنفسه ] بجلبابها [ الجلباب : الرداء والازار ] واقبلت في لمة [ أي جماعة
وفي بعض النسخ في لميمة بصيغة التصغير أي في جماعة قليلة ] من حفدتها [
الحَفَدَة : الاعوان والخدم ] ونساء قومها تطأ ذيولها [ أي ان اثوابها
كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي ] ما تخرم مشيتها مشية رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) [ الخُرم : البرك ، النقص ، والعدول ] حتى
دخلت على أبي بكر وهو في حشد [ أي جماعة ] من المهاجرين والانصار وغيرهم ،
فنيطت [ أي علقت ] دونها ملاء‌ة [ الملاء‌ة الازار ] فجلست ثم أنت انة
اجهش [ اجهش القوم : تهيئوا ] القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم
امهلت هنيئة حتى اذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد
الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم ، فلما
امسكوا عادت في كلامها ، فقالت ( عليها السلام ) :

الحمد لله على ما انعم ، وله الشكر على ما الهم ، والثناء بما قدم ، من
عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن اولاها ، جم عن الاحصاء
عددها ، ونأى عن الجزاء امدها ، وتفاوت عن الادراك ابدها ، وندبهم
لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق باجزالها ، وثنى بالندب
إلى امثالها ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل
الاخلاص بأولها ، وضمن القلوب موصلها ، وأنار في التفكر معقولها ، الممتنع
من الابصار رؤيته ، ومن الالسن صفته ، ومن الاوهام كيفيته ، ابتدع الاشياء
لا من شيء كان قبلها ، وانشأها بلا احتذاء امثلة امتثلها كونها بقدرته ،
وذرأها بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ،
الا تثبيتا لحكمته ، وتنبيها على طاعته ، واظهارا لقدرته ، تعبدا لبريته ،
اعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ،
زيادة لعباده من نقمته ، وحياشة [ حاش الابل : جمعها وساقها ] لهم إلى
جنته ، واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله ، اختاره قبل ان ارسله ، وسماه قبل
ان اجتباه ، واصطفاه قبل ان ابتعثه ، اذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر
الاهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بما يلي
الامور ، واحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بموقع الامور ، ابتعثه الله
اتماما لامره ، وعزيمة على امضاء حكمه ، وانفاذا لمقادير حتمه ، فرأى
الامم فرقا في اديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدة لاوثانها ، منكرة لله
مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ظلمها ، وكشف
عن القلوب بهمها [ أي مبهماتها وهي المشكلات من الامور ] وجلى عن الابصار
غممها [ الغمم : جمع غمة وهي : المبهم الملتبس وفي بعض النسخ ( عماها ) ]
وقام في الناس بالهداية ، فانقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ،
وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم .

ثم قبضه الله اليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وايثار ، فمحمد ( صلى الله
عليه وآله ) من تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الابرار ، ورضوان
الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينه ،
وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .

ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : انتم عباد الله بصب امره ونهيه ، وحملة
دينه ووحيه ، وامناء الله على انفسكم ، وبلغائه إلى الامم ، زعيم حق له
فيكم ، وعهد قدمه اليكم ، وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ،
والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة
سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به اشياعه ، قائدا إلى الرضوان اتباعه ،
مؤد النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ،
ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة
، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة .

فجعل الله الايمان : تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة : تنزيها لكم عن الكبر
، والزكاة : تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، والصيام : تثبيتا للاخلاص ،
والحج : تشييدا للدين ، والعدل : تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا : نظاما للملة ،
وامامتنا : امانا للفرقة ، والجهاد : عزا للاسلام ، والصبر : معونة على
استيجاب الاجر ، والامر بالمعروف : مصلحة للعامة ، وبر الوالدين : وقاية
من السخط ، وصلة الارحام : منساه [ أي مؤخرة ] في العمر ومنماة للعدد ،
والقصاص : حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر : تعريضا للمغفرة ، وتوفية
المكائيل والموازين : تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب الخمر : تنزيها عن
الرجس ، واجتناب القذف : حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة : ايجابا بالعفة ،
وحرم الله الشرك : اخلاصا له بالربوبية ، فاتقوا الله حق تقاته ، ولا
تموتن الا وأنتم مسلمون ، واطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فانه
انما يخشى الله من عباده العلماء .

ثم قالت : ايها الناس اعلموا ، اني فاطمة وأبي محمد ( صلى الله عليه وآله
) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا [
الشَطَط : هو البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شيء ] لقد جاؤكم رسول من
انفسكم عزيز عليه ما عنتم [ عنتم : انكرتم وجحدتم ] حريص عليكم بالمؤمنين
روؤف رحيم .

فان تعزوه وتعرفوه : تجدوه أبي دون نسائكم ، واخا ابن عمي دون رجالكم ،
ولنعم المعزى اليه ( صلى الله عليه وآله ) ، فبلّغ الرسالة ، صادعا [
الصدع هو الاظهار ] بالنِذارة [ الانذار : وهو الاعلام على وجه التخويف ]
مائلا عن مدرجة [ هي المذهب والمسلك ] المشركين ، ضاربا ثبجهم [ الثَبَج :
وسط الشيء ومعظمه ] آخذا باكظامهم [ الكَظَم : مخرج النفس من الحلق ]
داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجف الاصنام [ في بعض النسخ
( يكسر الاصنام ) وفي بعضها ( يجذ ) أي يكسر ] وينكث الهام ، حتى انهزم
الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى الليل عن صبحه [ أي انشق حتى ظهر وجه الصباح
] واسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين [ الشقاشق
: جمع شِقشقة وهي : شيء كالربة يخرجها البعير من فيه اذا هاج ] وطاح [ أي
هلك ] وشظ [ الوشيظ : السفلة والرذل من الناس ] النفاق ، وانحلت عقد الكفر
والشقاق ، وفهتم بكلمة الاخلاص [ أي كلمة التوحيد ] في نفر من البيض
الخماص [ المراد بهم اهل البيت عليهم السلام ] وكنتم على شفا حفرة من
النار ، مذقة الشارب [ أي شربته ] ونُهزة [ أي الفرصة ] الطامع ، وقبسة
العجلان [ مثل في الاستعجال ] وموطئ الاقدام [ مثل مشهور في المغلوبية
والمذلة ] تشربون الطَرق [ ماء السماء الذي تبول به الابل وتبعر ]
وتقتاتون القِدّ [ سير بقد من جلد غير مدبوغ ] اذلة خاسئين ، تخافون أن
يتخطفكم الناس من حولكم ، فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( صلى الله
عليه وآله ) ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال [ أي شجعانهم ]
وذؤبان العرب ، ومردة اهل الكتاب ، كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ،
ان نجم [ أي ظهر ] قرى الشيطان [ أي امته وتابعوه ] او فغرت فاغرة من
المشركين [ أي الطائفة منهم ] قذف أخاه في لهَوَاتها [ اللهوات وهي اللحمة
في اقصى شفة الفم ] فلا ينكفيء [ أي يرجع ] حتى يطأ جناحها باخمصه [
الاخمص مالا يصيب الارض من باطن القدم ] ويخمد لهبها بسيفه ، مكدودا في
ذات الله ، مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء
الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا ، كادحا ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وانتم
في رفاهية من العيش ، وادعون [ أي ساكنون ] فاكهون [ أي ناعمون ] آمنون ،
تتربصون بنا الدوائر [ أي صروف الزمان أي كنتم تنظرون نزول البلايا علينا
] وتتوكفون الاخبار [ أي تتوقعون اخبار المصائب والفتن النازلة بنا ]
وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبيه دار
أنبيائه ، ومأوى اصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق [ في بعض النسخ ( حسكية )
وحسكة النفاق عداوته ] وسمل [ أي صار خلقا ] جلباب الدين [ الجلباب الازار
] ونطق الغاوين ، ونبغ خامل [ أي من خفى ذكره وكان ساقطا لانباهة له ]
الاقلين ، وهدر [ الهدير : ترديد البعير صوته في حنجرته ] فنيق [ الفحل
المكرم من الابل الذي لا يركب ولا يهان ] المبطلين ، فخطر [ خطر البعير
بذنبه اذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه ] في عرصاتكم ، واطلع الشيطان
رأسه من مغرزه [ أي مايخفى فيه تشبيها له بالقنفذ فانه يطلع رأسه بعد زوال
الخوف ] هاتفا بكم [ أي حملكم على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه ] فألفاكم
لدعوته مستجيبين ، وللعزة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ،
واحشمكم فألفا غضابا فوسمتم [ الوسم اثر الكي ] غير ابلكم ووردتم [ الورود
: حضور الماء للشرب ] غير مشربكم ، هذا والعهد قريب والكُلم [ أي الجرح ]
رُحيب [ أي السعة ] والجرح لما يندمل [ أي لم يصلح بعد ] والرسول لما يقبر
، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا ، وان جهنم لمحيطة
بالكافرين ، فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وانى تؤفكون ، وكتاب الله بين
اظهركم ، اموره ظاهرة ، واحكامه زاهرة ، واعلامه باهرة ، وزواجره لايحة ،
وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تريدون ؟ ام بغيره
تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا ، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو
في الاخرة من الخاسرين .

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:04 AM

ثم لم تلبثوا الا ريث أن تسكن نفرتها [ نفرت الدابة جزعت وتباعدت ] ويسلس
[ أي يسهل ] قيادها ، ثم اخذتم تورون وقدتها [ أي لهبها ] وتهيجون جمرتها
، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، واطفاء انوار الدين الجلي ، واهمال سنن
النبي الصفي ، تشربون حسوا [ الحسو : هو الشرب شيئا فشيئا ] في ارتغاء [
الارتغاء : هو شرب الرغوة وهي اللبن المشوب بالماء وحسوا في ارتغاء : مثل
يضرب لمن يظهر ويريد غيره ] وتمشون لاهله وولده في الخَمرة [ الخمر :
ماواراك من شجر وغيره ] والضَراء [ أي الشجر الملتف بالوادي ] ويصير منكم
على مثل حز [ أي القطع ] المدى ، ووخز السنان في الحشاء ، وانتم الان
تزعمون : أن لا إرث لنا ، افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما
لقوم يوقنون ؟ ! أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية : أني
ابنته .

ايها المسلمون أغلب على ارثي ؟ يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا
ارث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء
ظهوركم ؟ اذ يقول : ( وورث سليمان داود ) [ النمل : 16 ] وقال فيما اقتص
من خبر يحيى بن زكريا اذ قال : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل
يعقوب ) [ مريم : 6 ] وقال : ( واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب
الله ) [ الانفال : 75 ] وقال : ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ
الانثيين ) [ النساء : 11 ] وقال : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين
والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) [ البقرة :180 ] وزعمتم : ان لا
حظوة [ أي المكانة ] لي ولا ارث من أبي ، ولا رحم بيننا ، افخصكم الله
بآية اخرج أبي منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست
انا وأبي من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟
فدونكها مخطومة [ من الخِطام وهو : كل مايدخل في انف البعير ليقاد به ]
مرحولة [ الرَحل : هو للناقة كالسراج للفرس ] تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم
والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم
اذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه
عذاب مقيم.

ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : يامعشر النقيبة [ أي الفتية ] واعضاد
الملة وحضنة الاسلام ، ماهذه الغَميزَة [ أي ضعفة في العمل ] في حقي
والسِنة [ النوم الخفيف ] عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) أبي يقول : ( المرء يحفظ في ولده ) ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا
إهالة [ أي الدسم ] ولكم طاقة بما احاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ،
أتقولون مات محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فخطب جليل ، استوسع وهنه [
وهنة الوهن : الخرق ] واستنهر [ أي اتسع ] فتقه وانفتق رتقه ، واظلمت
الارض لغيبته ، وكسف الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصيبته ، واكدت [ أي
قل خيرها ] الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأزيلت الحرمة عند
مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة ،
ولا بائقة [ أي داهية ] عاجلة ، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه ، في افنيتكم
، وفي ممساكم ، ومصبحكم ، يهتف في افنيتكم هنافا ، وصراخا ، وتلاوة ،
والحانا ، ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم : ( وما
محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) [ آل عمران
: 144 ] .

ايها بني قيلة [ قبيلتا الانصار : الاوس والخزرج ] أهضم تراث أبي ؟ وانتم
بمرئ مني ومسمع ، ومنتدى [ أي المجلس ] ومجمع ، تلبسكم الدعوة ، وتشملكم
الخبرة ، وانتم ذوو العد والعدة ، والاداة والقوة ، وعندكم السلاح والجُنة
[ ما استترت به من السلاح ] توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة
فلا تغيثون ، وانتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة
التي انتخبت ، والخيرة التي اختيرت لنا اهل البيت ، قاتلتم العرب ،
وتحملتم الكد والتعب ، وناطحتم الامم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح [ أي لا
نزال ] او تبرحون ، نأمركم فتأتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودر
حلب الايام ، وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الافك ، وخمدت نيران الكفر ،
وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق [ أي اجتمع ] نظام الدين ، فأنى حزتم بعد
البيان ؟ واسررتم بعد الاعلان ؟ ونكصتم بعد الاقدام ؟ واشركتم بعد الايمان
؟ بؤسا لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ، وهموا باخراج الرسول ، وهم
بدؤكم اول مرة ، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين .

ألا وقد أرى أن قد اخلدتم [ أي ملتم ] إلى الخفض [ أي السعة والخصب واللين
] وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة [ الدعة : الراحة
والسكون ] ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ماوعيتم ، ودسغتم [ الدسغ :
الفيء ] الذي تسوغتم [ تسوغ الشراب شربه بسهولة ] فان تكفروا انتم ومن في
الارض جميعا ، فان الله لغني حميد .

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:04 AM

ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة [ الجذلة : ترك النصر ]
التي خامرتكم [ أي خالطتكم ] والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة
النفس ، ونفثة الغيظ ، وخور [ أي الضعف ] القناة [ أي الرمح ، والمراد من
ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة ] وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة
، فدونكموها فاحتقبوها [ أي احملوها على ظهوركم ودبر البعير اصابته
الدَبَرَة وهي جراحة تحدث من الرحل ] دبرة الظهر ، نقبة [ نقب خف البعير
رق وتثقب ] الخف ، باقية العار ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الابد ،
موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الافئدة ، فبعين الله ما تفعلون
، وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون .

وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعلموا أنا عاملون ، وانتظر أنا منتظرون .

فاجابها ابو بكر عبد الله بن عثمان وقال : يا بنت رسول الله ، لقد كان
ابوك بالمؤمنين عطوفا كريما ، روؤفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا اليما ،
وعقابا عظيما ، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء ، واخا إلفك دون الاخلاء
[ الالف : هو الاليف بمعنى المألوف والمراد به هنا الزوج لانه إلف الزوجة
، وفي بعض النسخ : ابن عمك ] آثر على كل حميم ، وساعده في كل امر جسيم ،
لا يحبكم الا سعيد ، ولا يبغضكم الا شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله ،
والطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير ادلتنا ، إلى الجنة مسالكنا ، وأنت
يا خيرة النساء ، وأبنة خير الانبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور
عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ماعدوت رأي رسول
الله ، ولا عملت الا بإذنه ، والرائد لا يكذب أهله ، واني اشهد الله وكفى
به شهيدا ، أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( نحن معاشر
الانبياء ، لا نورث ذهبا ولا فضة ، ولا دارا ولا عقار ، وإنما نورث الكتاب
والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة ، فلولي الامر بعدنا ، ان
يحكم فيه بحكمه ) وقد جعلنا ماحولته في الكراع والسلاح ، يقاتل بها
المسلمون ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة الفجار ، وذلك باجماع من
المسلمين ، لم انفرد به وحدي ، ولم استبد بما كان الرأي عندي ، وهذه حالي
ومالي ، هي لك وبين يديك ، لاتزوى عنك ، ولا ندخر دونك ، وانك وانت سيدة
امة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا ندفع مالك من فضلك ، ولا يوضع في
فرعك واصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداي ، فهل ترين ان اخالف في ذلك أباك (
صلى الله عليه وآله ) ؟

فقالت ( عليها السلام ) : سبحان الله ما كان أبي رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) عن كتاب الله صادفا [ أي معرضا ] ولا لاحكامه مخالفا ! بل كان
يتبع اثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور ، وهذا
بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل [ أي المهالك ] في حياته ، هذا كتاب
الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا ، يقول : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) [ مريم
: 6 ] ويقول : ( وورث سليمان داود ) [ النمل : 16 ] وبين عزوجل فيما وزع
من الاقساط ، وشرع من الفرائض والميراث ، واباح من حظ الذكران والاناث ،
ما ازاح به علة المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، كلا بل
سولت لكم انفسكم أمرا ، فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون .

فقال ابو بكر : صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن
الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجة ، لا ابعد صوابك ، ولا انكر
خطابك ، هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ما تقلدت ، وباتفاق منهم أخذت
ما أخذت ، غير مكابر ولا مستبد ، ولا مستأثر ، وهم بذلك شهود .

فالتفتت فاطمة ( عليها السلام ) إلى الناس وقالت : معاشر المسلمين المسرعة
إلى قيل الباطل [ في بعض النسخ : قبول الباطل ] المغضية على الفعل القبيح
الخاسر ، افلا تتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ كلا بل ران على
قلوبكم ما اسأتم من اعمالكم ، فأخذ بسمعكم وابصاركم ، ولبئس ما تأولتم ،
وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه اغتصبتم ، لتجدن والله محمله ثقيلا ، وغبه
وبيلا ، اذا كشف لكم الغطاء ، وبان باورائه الضراء ، وبدا لكم من ربكم ما
لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون .

ثم عطفت على قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقالت :

قد كان بعدك انباء وهنبثة.... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها... واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
وكل اهل له قربى ومنزلة..... عند الاله على الادنين مقترب
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم.... لما مضيت وحالت دونك الترب
تجهمتنا رحال واستخف بنا.... لما فقدت وكل الارض مغتصب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به.... عليك ينزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يؤنسنا.... فقد فقدت وكل الخير محتجب
فليت قبلك كان الموت صادفنا..... لما مضيت وحالت دونك الكثب


ثم انكفئت ( عليها السلام ) ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يتوقع
رجوعها اليه ، ويتطلع طلوعها عليه ، فلما استقرت بها الدار ، قالت : لأمير
المؤمنين ( عليه السلام ) : يابن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت
حجرة الظنين ، نقضت قادمة [ قوادم الطير : مقادم ريشه وهي عشرة ] الاجدل [
أي الصقر ] فخانك ريش الاعزل [ العزل من الطير : ما لا يقدر على الطيران ]
هذا ابن ابي قحافة يبتزني [ أي يسلبني ] نحلة أبي وبغلة [ البغلة ما يتبلغ
به من العيش ] ابني ! لقد اجهد [ في بعض النسخ : اجهر ] في خصامي ،
والفيته [ أي وجدته ] الد [ الالد : شديد الخصومة ] في كلامي ، حتى حبستني
قيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا
مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، اضرعت [ ضرع : خضع وذل ] خدك يوم اضعت
حدك إفترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا اغنيت طائلا [
أي ما فعلت شيئا نافعا ، وفي بعض النسخ : ولا اغيت باطلا : أي كففته ] ولا
خيار لي ، ليتني مت قبل هنيئتي ، ودون ذلتي عذيري [ العذير بمعنى العاذر
أي : الله قابل عذري ] الله منه عاديا [ أي متجاوزا ] ومنك حاميا ، ويلاي
في كل شارق ! ويلاي في كل غارب ! مات العمد ، ووهن [ الوهن : الضعف في
العمل او الامر او البدن ] العضد ، شكواي إلى أبي ! وعدواي [ العدوى :
طلبك إلى وال لينتقم لك من عدوك ] إلى ربي ! اللهم انك اشد منهم قوة وحولا
، واشد بأسا وتنكيلا .

فقال امير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا ويل لك بل الويل لشانئك [
الشانيء : المبغض ] ثم نهنهي عن وجدك [ أي كفي عن حزنك وخففي من غضبك ]
ياابنة الصفوة ، وبقية النبوة ، فما ونيت [ أي ماكللت ولا ضعفت ولا عييت ]
عن ديني ، ولا اخطأت مقدوري [ أي ما تركت ما دخل تحت قدرتي أي لست قادرا
على الانتصاف لك لما اوصاني به الرسول ] فان كنت تريدين البغلة ، فرزقك
مضمون ، وكفيلك مأمون ، وما اعد لك اضل مما قطع عنك ، فاحتسبي الله .

فقالت : حسبي الله وامسكت

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:05 AM

كلامها سلام الله عليها في آداب المائدة

(في المائدة اثنا عشرة خصلة، يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع فيها فرض، وأربع فيها سنة، وأربع فيها تأديب.

فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر. وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع.

وأما التأديب فالأكل مما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس)

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:05 AM

خطبة الزهراء (عليها السلام) في مسجد أبيها بعد اغتصاب حقها


روى عبدالله بنُ الحسن عليه السلام باسنادِه عن آبائه عليهم السلام أنَّه
لَمّا أجْمَعَ أبوبكر عَلى مَنْعِ فاطمةَ عليها السلام فَدَكَ، وبَلَغَها
ذلك، لاثَتْ خِمارَها على رأسِها، واشْتَمَلَتْ بِجِلْبابِها، وأَقْبَلَتْ
في لُمَةٍ مِنْ حَفَدتِها ونساءِ قَوْمِها، تَطأ ذُيُولَها، ما تَخْرِمُ
مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله صلى الله عليه وآله، حَتّى دَخَلَتْ عَلى
أَبي بَكْر وَهُو في حَشْدٍ مِنَ المهاجِرين والأَنصارِ وَ غَيْرِهِمْ
فَنيطَتْ دونَها مُلاءَةٌ، فَجَلَسَتْ، ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ
القومُ لها بِالْبُكاءِ. فَارْتَجَّ الْمَجلِسُ. ثُمَّ أمْهَلَتْ
هَنِيَّةً حَتَّى إذا سَكَنَ نَشيجُ القومِ، وهَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ،
افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمدِ اللهِ وَالثناءِ عليه والصلاةِ على رسولِ
الله، فعادَ القومُ في بُكائِهِمْ، فَلَما أمْسَكُوا عادَتْ فِي كلامِها،
فَقَالَتْ عليها السلام:

الْحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ،
وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغ آلاءٍ
أسْداها، وَتَمامِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى
عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ عَنِ الإِْدْراكِ أَبَدُها،
وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بالشُّكْرِ لاِتِّصالِها، وَاسْتَحْمَدَ
إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها، وَثَنّى بِالنَّدْبِ إلى أمْثالِها.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ
جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها،
وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الإَْبْصارِ
رُؤْيِتُهُ، وَمِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَمِنَ الأَْوْهامِ
كَيْفِيَّتُهُ. اِبْتَدَعَ الأَْشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها،
وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها
بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى
تَكْوينِها، وَلا فائِدَةٍ لَهُ في تَصْويرِها إلاّ تَثْبيتاً
لِحِكْمَتِهِ، وَتَنْبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وَإظْهاراً لِقُدْرَتِهِ،
وَتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإِعزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ
الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً
لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ.

وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ
اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ
بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ
الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور،
وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ.
ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ
حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ.

فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً
لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى
عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ
مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ
القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ.

ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ
وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في
راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ
الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ. صلى الله على أبي نبيَّهِ
وأَمينِهِ عَلى الوَحْيِ، وَصَفِيِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلْقِ
وَرَضِيِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت:

أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَحَمَلَةُ دينِهِ
وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى
الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ
إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ. كِتابُ اللهِ
النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ
اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ
ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ، قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ
اتّباعُهُ، مُؤَدٍّ إلى النَّجاةِ إسْماعُهُ. بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ
المُنَوَّرَةُ، وَعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، وَمَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ،
وَبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وَبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وَفَضائِلُهُ
المَنْدوبَةُ، وَرُخَصُهُ المَوْهُوبَةُ، وَشَرايِعُهُ المَكْتُوبَةُ.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:05 AM

فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ
تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ
وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ
تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً
لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً
لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ،
وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ
وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ،
وَالْقِصاصَ حِصْناً لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضاً
لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييراً
لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ
الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ
السِّرْقَةِ إيجاباً لِلْعِفَّةِ. وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصاً لَهُ
بالرُّبُوبِيَّةِ، {فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا
وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وَ أطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ
عَنْهُ، فَإنَّه {إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُ}.

ثُمَّ قالت: أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ
ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْغَلُما أفْعَلُ شَطَطاً: {لَقَدْ جاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم} فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ
أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ
الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً
بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً
ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ
بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ
الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى
اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ
زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ
النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ
بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ
عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ
الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ
الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ
يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ}.

فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله
بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ
وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ وَمَرَدَةِ أهْلِ الْكِتابِ، {كُلَّما أوْقَدُوا
ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ}، أوْنَجَمَ قَرْنٌ لِلْشَّيْطانِ،
وَفَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَذَفَ أخاهُ في

لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ،
وِيُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً
في أمْرِ اللهِ، قَرِيباً مِنْ رِسُولِ اللّهِ سِيِّدَ أوْلياءِ اللّهِ،
مُشْمِّراً ناصِحاً ، مُجِدّاً كادِحاً ـ وأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَةٍ مِنَ
الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنا
الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ
النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ.

فَلَمَّا اخْتارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنْبِيائِهِ وَمَأْوى
أصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُمْ حَسيكَةُ النِّفاقِ وَسَمَلَ جِلبْابُ
الدّينِ، وَنَطَقَ كاظِمُ الْغاوِينِ، وَنَبَغَ خامِلُ الأَقَلِّينَ،
وَهَدَرَ فَنيقُ الْمُبْطِلِين.

فَخَطَرَ فِي عَرَصاتِكُمْ، وَأَطْلَعَ الشيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ
مَغْرِزِهِ، هاتفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجيبينَ،
وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلاحِظِينَ. ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ
خِفافاً، وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفاكَمْ غِضاباً، فَوَسَمْـتُمْ غَيْرَ
اِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ، هذا وَالْعَهْدُ قَريبٌ،
وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَالْجُرْحُ لَمّا يَنْدَمِلْ، وَالرِّسُولُ لَمّا
يُقْبَرْ، ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ، {ألا فِي
الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَانَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطةٌ بِالْكافِرِينَ}.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:06 AM

فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ
اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ،
وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ،
قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ،
أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، {بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً} {وَمَنْ
يَبْتَغِ غَيْرَ السْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي
الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}. ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا الاّ رَيْثَ أنْ
تَسْكُنَ نَفْرَتُها، وَيَسْلَسَ قِيادُها ثُمَّ أَخّذْتُمْ تُورُونَ
وَقْدَتَها، وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتَها، وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتافِ
الشَّيْطانِ الْغَوِيِّ، وَاطْفاءِ أنْوارِالدِّينِ الْجَلِيِّ، وَاهْمادِ
سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ،
وَتَمْشُونَ لأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فِي الْخَمَرِ وَالْضَّراءِ، وَنَصْبِرُ
مِنْكُمْ عَلى مِثْلِ حَزِّ الْمُدى، وَوَخْزِ السِّنانِ فِي الحَشا،
وَأَنْـتُمْ تزْعُمُونَ ألاّ ارْثَ لَنا، {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ
تَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أفَلا
تَعْلَمُونَ؟ بَلى تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أنِّى
ابْنَتُهُ.

أَيُهَا الْمُسْلِمونَ أاُغْلَبُ عَلى ارْثِيَهْ يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ!
أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ {لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئاً فَرِيًّا}، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ،
وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، اذْ يَقُولُ: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ}، وَقالَ فيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيّا
عليهما السلام اذْ قالَ رَبِّ {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ يَرِثُنِي
وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وَقَالَ: {وَ اُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّه} وَقالَ: {يُوصِكُمُ اللّهُ في
أوْلادِكُمْ لِلذكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ} وقال: {انْ تَرَكَ
خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ

الْأَقْرَبِبنَ بِالْمعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وزَعَمْتُمْ أَلَا حِظوَةَ لِي، وَلا إرْثَ مِنْ أبي لارَحِمَ بَيْنَنَا!

أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أخْرَجَ مِنْها أبِي؟ أمْ هَلْ تَقُولًونَ
أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لا يَتَوارَثَانِ، وَلَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ
مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ
وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمّي؟ فَدُونَكَها مَخْطُومَةً
مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ
الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما
تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، {وَلِكُلِّ نَبَأٍ
مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ
وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ}

ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِها نَحْوَ الْأَنْصارِ فَقالَتْ: يا مَعاشِرَ
الْفِتْيَةِ، وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَأنْصارَ الْإِسْلامِ! ما هذِهِ
الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟ وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامَتِي؟ أما كانَ رَسُولُ
اللهِ صلّى الله علبه وآله أبِي يَقُولُ: ((اَلْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي
وُلْدِهِ))؟ سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً، وَلَكُمْ
طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَقُوَّةٌ عَلى ما أَطْلُبُ وَاُزاوِلُ!

أَتَقُولُونَ ماتَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله؟! فَخَطْبٌ جَليلٌ
اسْتَوْسَعَ وَهْيُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَانْفَتَقَ رَتْقُهُ،
وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَكُسِفَتِ النُّجُومُ
لِمُصِيبَتِهِ، وَأَكْدَتِ الْآمالُ، وَخَشَعَتِ الْجِبالُ، وَاُضيعَ
الْحَرِيمُ، وَاُزيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَماتِهِ. فَتِلْكِ وَاللهِ
النّازلَةُ الْكُبْرى، وَالْمُصيبَةُ الْعُظْمى، لا مِثْلُها نازِلَةٌ
وَلا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ أعْلَنَ بِها كِتابُ اللهِ -جَلَّ ثَناؤُهُ- فِي
أَفْنِيَتِكُمْ فِي مُمْساكُمْ وَمُصْبَحِكَمْ هِتافاً وَصُراخاً
وَتِلاوَةً وَإلحاناً، وَلَقَبْلَهُ ما حَلَّ بِأنْبِياءِ اللهِ
وَرُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَقَضاءٌ حَتْمٌ: {وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإنْ ماتَ أَو قُتِلَ انقلَبْتُمْ
على أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ
شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرينَ}.

أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَهْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى
مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ،
وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ،
وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛
تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا
تُغيثُونَ، وَأنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفاحِ، مَعْرُفُونَ بِالْخَيْرِ
وَالصَّلاحِ، وَالنُّجَبَةُ الَّتي انْتُجِبَتْ، وَالْخِيَرَةُ الَّتِي
اخْتيرَتْ! قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَالتَّعَبَ،
وَناطَحْتُمُ الاُْمَمَ، وَكافَحْتُمً الْبُهَمَ، فَلا نَبْرَحُ أو
تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى دَارَتْ بِنا رَحَى
الإْسْلامِ، وَدَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، وَخَضَعَتْ نُعَرَةُ الشِّرْكِ،
وَسَكَنَتْ فَوْرَةُ الإْفْكِ، وَخَمَدَتْ نيرانُ الْكُفْرِ، وهَدَأتْ
دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَاسْتَوْسَقَ نِظامُ الدِّينِ؛ فَأَنّى جُرْتُمْ
بَعْدَ الْبَيانِ، وَأَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الإْعْلانِ، وَنَكَصْتُمْ بَعْدَ
الإْقْدامِ، وَأشْرَكْتُم ْبَعْدَ الإْيمانِ؟ {ألا تُقاتِلُونَ قَوْماً
نَكَثُوا أيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَداؤُكُمْ
أوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْهُمْ فَاللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ}.

أَلا قَدْ أرى أنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إلَى الْخَفْضِ، وَأبْعَدْتُمْ مَنْ
هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ،
وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيقِ بِالسَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَيْتُمْ،
وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، {فَإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ
فِي الأْرْضِ جَمِيعاً فَإنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}. ألا وَقَدْ
قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي
خامَرَتْكُمْ، وَالغَدْرَةِ التِي اسْتَشْعَرَتْها قُلُوبُكُمْ،
وَلكِنَّها فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَنَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَخَوَرُ الْقَنا،
وَبَثَّةُ الصُّدُورِ، وَتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ.

فَدُونَكُمُوها فَاحْتَقِبُوها دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ،
باقِيَةَ الْعارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللهِ وَشَنارِ الْأَبَدِ،
مَوْصُولَةً بِنارِ اللهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى
الْأَفْئِدَةِ. فَبعَيْنِ اللهِ ما تَفْعَلُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلِبُونَ}، وَأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ
يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ، {فَاعْمَلُوا إنّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إنّا
مُنْتَظِرُونَ}.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:06 AM

فَأَجابَها أَبُوبَكْرٍ عَبْدُاللهِ بْنُ عُثْمانَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ
رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً،
رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً
عَظِيماً ؛ فَإنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أباكِ دُونَ النِّساءِ، وَأَخاً
لِبَعْلِكِ دُونَ الْأَخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ، وَساعَدَهُ
فِي كُلِّ أمْرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُمْ إلّا كُلُّ سَعِيدٍ، وَلا
يُبْغِضُكُمْ إلّا كُلُّ شَقِيٍّ ؛ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ
صلّى الله عليه وآله الطَّيِّبُونَ، وَالْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ،
عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنا، وَإلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا، وَأَنْتِ -يا
خَيْرَةَ النِّساءِ وَابْنَةَ خَيْرِ الْأنْبِياءِ- صادِقَةٌ فِي
قَوْلِكَ، سابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ
حَقِّكِ، وَلا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ وَاللهِ، ما عَدَوْتُ رَأْيَ
رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله يَقُولُ: ((نَحْنُ مَعاشِرَ
الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا
عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ
وَالنُّبُوَّةَ، وَما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ
بَعْدَنا أنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ)).

وَقَدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِي الكُراعِ وَالسِّلاحِ يُقابِلُ بِهِ
الْمُسْلِمُونَ، وَيُجاهِدُونَ الْكُفّارَ، وَيُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ
ثُمَّ الْفُجّارَ. وَذلِكَ بِإجْماعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ
أَتَفَرَّدْ بِهِ وَحْدِي، وَلَمْ أَسْتَبِدَّ بِما كانَ الرَّأْيُ فِيهِ
عِنْدِي. وَهذِهِ حالي، وَمالي هِيَ لَكِ وَبَيْنَ يَدَيْكِ، لانَزْوي
عَنْكِ وَلا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ اُمَّةِ أبِيكِ،
وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لا يُدْفَعُ ما لَكِ مِنْ
فَضْلِكِ، وَلا يُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَأَصْلِكِ ؛ حُكْمُكِ نافِذٌ فِيما
مَلَكَتْ يَداي، فَهَلْ تَرينَ أَنْ اُخالِفَ فِي ذلِكِ أباكِ صلّى الله
عليه وآله؟

فَقَالَتْ عليها السلام: سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله
عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ
كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى
الْغَدْرِ اْغتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ
شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ. هذا كِتابُ
اللهِ حَكَماً عَدْلاً، وَناطِقاً فَصْلاً، يَقُولُ:

{يَرِثُني وَيَرِثُ مَنْ آلِ يَعْقوبَ} ،{وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ}
فَبَيَّنَ عَزَّ وَجَلَّ فيما وَزَّعَ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْساطِ،
وَشَرَّعَ مِنَ الفَرايِضِ وَالميراثِ، وَأَباحَ مِنْ حَظَّ الذُّكْرانِ
وَالإِناثِ ما أَزاحَ عِلَّةَ المُبْطِلينَ، وأَزالَ التَّظَنّي
وَالشُّبُهاتِ في الغابِرينَ، كَلاّ {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أَنْفُسُكُمْ
أَمْراًفَصَبْرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفونَ} فَقالَ
أَبو بَكْرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسولُهُ، وَ صَدَقَتِ ابْنَتَهُ؛ أَنْتِ
مَعْدِنُ الحِكْمَةِ، وَمَوْطِنُ الهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَرُكْنُ
الدِّينِ وَعَيْنُ الحُجَّةِ، لا أُبْعِدُ صوابَكِ، وَلا أُنْكِرُ
خِطابَكِ هؤلاءِ المُسْلِمونَ بَيْنِيَ وبَيْنَكِ، قَلَّدوني ما
تَقَلَّدْتُ، وَ باتِّفاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ غَيْرَ مُكابِرٍ
وَلا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وِهُمْ بِذلِكَ شُهودٌ.

فَالتَفَتَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلام وَقالَتْ: مَعاشِرَ النّاسِ
المُسْرِعَةِ إِلى قِيلِ الباطِلِ، المُغْضِيَةِ عَلى الفِعْلِ القَبيحِ
الخاسِرِ {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَمْ عَلى قُلوبِهِم أَقْفالُها}
كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلوبِكُمْ ما أَسَأتُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ،
فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَأَبْصارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ،
وَساءَ ما أَشَرْتُمْ، وشَرَّ ما مِنْهُ اعتَضْتُمْ، لَتَجِدَنَّ _
وَاللهِ_ مَحْمِلَهُ ثَقيلاً، وَ غِبَّهُ وَبيلاً إِذا كُشِفَ لَكُمُ
الغِطاءُ، وَبانَ ما وَراءَهُ الضَراءُ، {وَبَدا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

ما لَمْ تَكونوا تَحْتَسِبونَ} وَ {خَسِرَ هُنالِكَ المُبْطِلونَ}.

ثُمَّ عَطَفَتْ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَقالَتْ:

قَدْ كان بَعْدَكَ أَنْباءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شاهِدَها لَمْ تَكْبُرِ الخَطْبُ

إِنّا فَقَدْناكَ فَقْدُ الأَرْضِ وابِلُها وَاخْتَلَّ قَوِمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَقَدْ نَكِبوا

وَكُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبى وَمَنْزِلَةٌ عِنْدَ الإِلهِ عَلَى الأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبُ

أَبْدَتْ رِجالٌ لَنا نَجْوى صُدورِهِمِ لَمّا مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ التُّرَبُ

تَجَهَّمَتْنا رِجالٌ واسْتُخفَّ بِنا لَمّا فُقِدْتَ وَكُلُّ الأَرْضِ مُغْتَصَبُ

وَكُنْتَ بَدْراً وَنُوراً يُسْتَضاءُ بِهِ عَلَيْكَ تُنْزَلُ مِنْ ذي العِزَّةِ الكُتُبِ

وَكانَ جِبْريلُ بِالآياتِ يونِسُنا فَقَدْ فُقِدْتَ فَكُلُّ الخَيْرِ مُحْتَجِبٌ

فَلَيْتَ قَبْلَكَ كانَ المَوْتُ صادَفَنا لِما مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ

إِنّا رُزِئْنا بِما لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ البَرِيَّةِ لا عُجْمٌ وَلا عَرَبُ

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:06 AM

ثُمَّ انْكَفَأَتْ عليها السلام وأميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام
يَتَوَقَّعُ رُجُوعَها إليْهِ، وَيَتَطَلَّعُ طُلُوعَها عَلَيْهِ.
فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِها الدّارُ قالتْ لأميرِ المُؤمنينَ عليه السلام:
يا ابْنَ أبِي طالِب! اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الجَنِينِ، وَقَعَدْتَ
حُجْرَةَ الظَّنينِ! نَقَضْتَ قادِمَةَ الأَجْدِلِ، فَخانَكَ ريشُ
الأَعْزَلِ؛ هذا ابْنُ أبي قُحافَةَ يَبْتَزُّنِي نُحَيْلَةَ أبي
وَبُلْغَةَ ابْنِي، لَقَدْ أجْهَرَ في خِصامِي، وَالفَيْتُهُ أَلَدَّ في
كَلامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةُ نَصْرَها، وَالمُهاجِرَةُ وَصْلَها،
وَغَضَّتِ الجَماعَةُ دُونِي طَرْفَها؛ فَلا دافِعَ وَلا مانِعَ، خَرَجْتُ
كاظِمَةً، وَعُدْتُ راغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ
حَدَّكَ، إِفْتَرَسْتَ الذِّئابَ، وَافْتَرَشْتَ التُّرابَ، ما كَفَفْتُ
قائِلاً، وَلا أَغْنَيْتُ باطِلاً، وَلا خِيارَلي. لَيْتَنِي مِتُّ قَبلَ
هَنِيَّتِي وَدُونَ زَلَّتِي. عَذيريَ اللهُ مِنْكَ عادِياً وَمِنْكَ
حامِياً. وَيْلايَ في كُلِّ شارِقٍ، ماتَ الْعَمَدُ، وَوَهَتِ الْعَضُدُ.

شَكْوايَ إلى أبي، وَعَدْوايَ إلى رَبِّي. اللّهُمَّ أنْتَ أشَدُّ قُوَّةً وَحَوْلاً، وَأحَدُّ بَأْساً وَتَنْكِيلاً.

فَقالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لاوَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ
لِشانِئِكِ، نَهْنِهي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ
النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِني، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُوري،
فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ
مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي
اللهَ، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، وَأمْسَكَتْ.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:07 AM

ساير أدعيتها وتسبيحاتها وتعقيباتها عليها السلام للصلوات

تعويذها للحسن (عليه السلام)

دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة الزهراء عليها السلام فوجد
الحسن عليه السلام موعوكا، فشق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزل
جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد ألا أعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها
عنه ما يجده؟ قال: بلى، قال: قل: (اللهم لا إله إلا أنت العلي العظيم، ذو
السلطان القديم والمن العظيم والوجه الكريم، لا إله إلا أنت العلي العظيم،
ولي الكلمات التامات و الدعوات المستجابات، حل ما أصبح بفلان). فدعا النبي
صلى الله عليه وآله، ثم وضع يده على جبهته فإذا بعون الله قد أفاق(1).

دعاء لأداء القرض

روي أن فاطمة عليها السلام زارت النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ألا
أزودك؟ قالت:نعم، قال: قولي: (اللهم ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة
والإنجيل و الفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر
فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، صلِّ على محمد وعلى أهل بيته
عليه وعليهم السلام، واقض عني الدين، واغنني من الفقر، ويسرلي كل الأمر،
يا أرحم الراحمين(2).

دعاء لدفع الحمى

قال سلمان ـ رضي الله عنه ـ في حديث طويل: قلت: علميني الكلام يا سيدتي،
فقالت: إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه. ثم
قال سلمان: علمتني هذا الحرز فقالت: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله
النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر
الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من
النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور،
على نبي محبور. الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى
السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين)(3).

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:07 AM

دعاؤها للمهمات

عن الحسن بن علي، عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة ألا أعلمك دعاء لا
يدعو فيه أحد إلا استجيب له، ولا يحيك(4) في صاحبه سم ولا سحر، ولا يعرض
له شيطان بسوء، ولا ترد له دعوة، وتقضى حوائجه التي يرغب فيها إلى الله
تعالى عاجلها وآجلها؟ قلت: أجل، يا أبت، هذا والله أحب إلي من الدنيا وما
فيها. قال: تقولين: (يا الله، يا أعز مذكور وأقدمه قدما في العزة
والجبروت. يا الله، يا رحيم كل مسترحم، ومفزع كل ملهوف، يا الله، يا راحم
كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه. يا الله، يا خير من طلب منه وأسر في العطاء.
يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه، أسألك بالأسماء التي
تدعو بها حملة عرشك، ومن حول عرشك يسبحون بها شفقة من خوف عذابك،
وبالأسماء التي يدعوك بها جبرائيل وميكائيل وإسرافيل إلا أجبتني وكشفت يا
إلهي كربتي، وسترت ذنوبي، يا من يأمر بالصيحة في خلقه فإذا هم
بالساهرة(5)، أسألك بذلك الاسم الذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيي
قلبي، وتشرح صدري، وتصلح شأني. يا من خص نفسه بالبقاء، وخلق لبريته الموت
و الحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء، أسألك
بالاسم الذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار، فاستجبت له وقلت: (يا نار
كوني بردا وسلاما على إبراهيم)(6)، وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب
الطور الأيمن فاستجبت له دعاءه، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر، وتبت
به على داود، وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره، والشياطين، وعلمته منطق
الطير، وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى، وخلقت عيسى من روح القدس من غير
أب، وبالاسم الذي خلقت به العرش والكرسي، وبالاسم الذي خلقت به
الروحانيين، وبالاسم الذي خلقت به الجن والإنس، وبالاسم الذي خلقت به جميع
الخلق وجميع ما أردت من شئ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ، أسألك بهذه
الأسماء لما أعطيتني سؤلي، وقضيت بها حاجتي). فإنه يقال لك: يا فاطمة، نعم
نعم(7).


من دعائها (عليها السلام) في الحوائج

وكان من دعائها سلام الله عليها: (اللهم قنعني بما رزقتني، واسترني وعافني
أبدا ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني. اللهم لا تُعْيِني في طلب
ما لم تقدره لي، وما قدرته علي فاجعله ميسرا سهلا. اللهم كافِ عن والدي
وكل من نعمه علي خير مكافأة. اللهم فرغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما
تكفلت لي به، ولا تعذبني وأنا استغفرك، ولا تحرمني وأنا أسألك، اللهم ذلل
نفسي في نفسي، وعظم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك، والعمل بما يرضيك،
والتجنب مما يسخطك، يا أرحم الراحمين.)8

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:07 AM

دعاؤها (عليها السلام) للفرج من الحبس والضيق

كان من دعائها عليها السلام: (اللهم بحق العرش ومن علاه، وبحق الوحي ومن
أوحاه، وبحق النبي ومن نبّاه، وبحق البيت ومن بناه، يا سامع كل صوت، يا
جامع كل فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، صل على محمد وأهل بيته، آتنا
وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجا من عندك عاجلا
بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى
ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما)(9).

من تسبيحها (عليها السلام)

تسبيحها عليها السلام في اليوم الثالث من الشهر: (سبحان من استنار بالحول
والقوة. سبحان من احتجب في سبع سموات فلا عين تراه. سبحان من أذل الخلائق
بالموت، وأعز نفسه بالحياة. سبحان من يبقى ويفنى كل شئ سواه، سبحان من
استخلص الحمد لنفسه وارتضاه. سبحان الحي العليم. سبحان الحليم الكريم،
سبحان الملك القدوس. سبحان العلي العظيم. سبحان الله وبحمده)(10).

من دعائها (عليها السلام) في المكارم

ومن دعائها سلام الله عليها: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني
ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. اللهم إني أسألك
كلمة الإخلاص، وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك
نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك
برد العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء
مضرة، ولا فتنة مظلمة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين، يا
رب العالمين)(11)
حرزها سلام الله عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم، يا حي يا قيوم، برحمتك
أستغيث فأغثني، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، وأصلح لي شأني كله(12)

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:08 AM

دعاء الحريق

قال الشيخ الطوسي والكفعمي رحمهما الله: ثم يدعو بدعاء الكامل المعروف
بدعاء الحريق(13)، فيقول: (اللهم إني أصبحت أشهدك ـ وكفى بك شهيدا ـ وأشهد
ملائكتك وحملة عرشك وسكان سبع سمواتك وأرضيك وأنبياءك وورثة أنبياءك ورسلك
والصالحين من عبادك وجميع خلقك، فاشهد لي ـ وكفى بك شهيدا ـ أني أشهد أنك
أنت الله لا إله إلا أنت المعبود، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك
ورسولك، وأن كل معبود مما دون عرشك إلى قرار أرضك السابعة السفلى باطل
مضمحل ما خلا وجهك الكريم فإنه أعز وأكرم وأجل وأعظم من أن يصف الواصفون
كنه جلاله أو تهتدي القلوب إلى كنه عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر
مدحه، وعدى وصف الواصفين مآثر حمده، وجل عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه، صل
على محمد وآله، وافعل بنا ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة. ـ
ثلاثا. ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده،
أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر،
والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد، يميت ويحيي، ويحيي ويميت، وحي لا
يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير ـ إحدى عشرة مرة. ثم يقول: سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أستغفر الله وأتوب إليه، ما
شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله الحليم الكريم، العلي العظيم، الرحمن
الرحيم، الملك القدوس الحق المبين، عدد خلقه، وزنة عرشه، وملء سمواته
وأرضيه، وعدد ما جرى به قلمه، وأحصاه كتابه، ومداد كلماته، ورضاه لنفسه.
إحدى عشرة مرة. ثم قل: اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته المباركين، وصل على
جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك أجمعين والملائكة المقربين. اللهم
صلِّ الله عليهم جميعاً حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله
يا أرحم الراحمين. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وصل على ملك الموت
وأعوانه، وصل على رضوان وخزنة الجنان، وصل على مالك وخزنة النيران. اللهم
وصل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم
الراحمين. اللهم صلِّ الله على الكرام الكاتبين، والسفرة الكرام البررة،
والحفظة لبني آدم، وصل على ملائكة الهواء وملائكة الأرضين السفلى، وملائكة
الليل والنهار، والأرض والأقطار، والبحار والأنهار، والبراري والفلوات،
والقفار، والأشجار، وصل على ملائكتك الذين أغنيتهم عن الطعام والشراب
بتسبيحك وعبادتك. اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما
أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على أبينا
آدم وأمنا حواء وما ولدا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم
صل عليهم تبلغهم الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين، اللهم صل على محمد
وأهل بيته الطاهرين الطيبين، وعلى أصحابه المنتجبين، وعلى أزواجه
المطهرات، وعلى ذرية محمد، وعلى كل نبي بشير بمحمد، وعلى كل نبي ولد
محمدا، وعلى من في صلواتك عليه رضى لك ورضى لنبيك محمد صلى الله عليه
وآله. اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا
أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد،
وارحم محمدا وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم إنك حميد
مجيد. اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه، اللهم صل على
محمد وآل محمد كما ينبغي لنا أن نصلي عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد
بعدد من صلى عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من لم يصل عليه. اللهم
صل على محمد وآل محمد بعدد كل حرف في صلاة صليت عليه. اللهم صل على محمد
وآل محمد بعدد من صلى عليه ومن لم يصل عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد
بعدد كل شعرة ولفظة ولحظة ونفس وصفة وسكون وحركة ممن صلى عليه وممن لم يصل
عليه، وبعدد ساعاتهم ودقايقهم وسكونهم وحركاتهم وحقايقهم وميقاتهم وصفاتهم
وأيامهم وشهورهم وسنيهم وأشعارهم وأبشارهم وبعدد زنة ما عملوا أو يعملون،
أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة إلى يوم
القيامة، يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما خلقت وما
أنت خالقه إلى يوم القيامة صلاة ترضيه. اللهم لك الحمد والثناء والشكر
والمن والفضل والطول والخير والحسنى والنعمة والعظمة والجبروت والملك
والملكوت والسلطان والفخر والقهر والسؤدد والامتنان والكرم والجلال
والإكرام والخير والتوحيد والتمجيد والتهليل والتكبير والتقديس والرحمة
والمغفرة والكبرياء والعظمة ولك ما زكا وطاب وطهر من الثناء الطيب والمديح
الفاخر والقول الحسن الجميل الذي ترضى به عن قائله، وهو رضي لك؛ حتى يتصل
حمدي بحمد أول الحامدين، وثنائي بثناء أول المثنين على رب العالمين متصلا
ذلك بذلك، وتهليلي بتهليل أول المهللين، وتكبيري بتكبير أول المكبرين،
وقولي الحسن (الجميل) بقول أول القائلين المجملين المثنين على رب العالمين
متصلا ذلك بذلك من أول الدهر إلى آخره، وبعدد زنة ذر السموات والأرضين
والرمال والتلال والجبال وعدد جرع ماء البحار وعدد قطر الأمطار وورق
الأشجار وعدد النجوم وعدد الثرى والحصى والنوى والمدر وعدد زنة ذلك كله
وعدد زنة ذر السموات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن وما بين ذلك
وما فوقهن إلى يوم القيامة، من لدن عرشك إلى قرار أرضك السابعة السفلى،
وبعدد حروف ألفاظ أهلهن وعدد أرماقهم ودقايقهم وشعائرهم وساعاتهم وأيامهم
وشهورهم وسنيهم وسكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم، وعدد زنة ما عملوا أو
يعملون أو بلغهم أو رأوا أو ظنوا أو فطنوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم
القيامة،

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:08 AM

وعدد زنة ذرِّ ذلك وأضعاف ذلك وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة لا
يعلمها ولا يحصيها غيرك، يا ذا الجلال والإكرام. وأهل ذلك أنت مستحقه
ومستوجبه مني ومن جميع خلقك يا بديع السموات والأرض. اللهم إنك لست برب
استحدثناك ولا معك إله فيشركك في ربوبيتك، ولا معك إله أعانك على خلقنا،
أنت ربنا كنا نقول وفوق ما يقول القائلون. أسألك أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن تعطي محمدا أفضل ما سألك وأفضل ما سئلت له وأفضل ما أنت مسئول
له إلى يوم القيامة. أعيذ أهل بيت نبيي محمد صلى الله عليه وآله ونفسي
وديني وذريتي ومالي وولدي وأهل بيتي وكل ذي رحم دخل لي في الإسلام أو يدخل
إلى يوم القيامة وحزانتي وخاصتي ومن قلدني دعاء أو أسدى إلي يدا أو ردّعني
غيبة أو قال في خيرا أو اتخذت عنده يدا أو ضيعة وجيراني واخواني من
المؤمنين و المؤمنات بالله وبأسمائه التامة العامة الشاملة الكاملة
الطاهرة الفاضلة المباركة المتعالية الزاكية الشريفة المنيعة الكريمة
العظيمة المخزونة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأم الكتاب وخاتمته وما
بينهما من سورة شريفة وآية محكمة وشفاء ورحمة وعوذة وبركة، وبالتوراة
والإنجيل والزبور والفرقان، وبصحف إبراهيم وموسى، وبكل كتاب أنزله الله،
وبكل رسول أرسله الله، وبكل حجة أقامها الله، وبكل برهان أظهره الله، وبكل
نور أناره الله، وبكل آلاء الله وعظمته؛ أعيذ وأستعيذ من شر كل ذي شر، ومن
شر ما أخاف وأحذر، ومن شر ما ربي أكبر منه، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن
شر فسقة الجن والإنس والشياطين والسلاطين وإبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه،
ومن شر ما في النور والظلمة، ومن شر ما يحدث في
الليل والنهار وتأتي به الأقدار، ومن شر ما في النار، ومن شر ما في الأرض
والأقطار والفلوات والقفار والبحار والأنهار، ومن شر الفساق والفجار
والكهان والسحار والحساد والذعار والأشرار، ومن شر ما يلج في الأرض وما
يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها إليها، ومن شر كل ذي شر، ومن
شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم. فإن تولوا فقل حسبي
الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وأعوذ بك اللهم من
الهم والحزن والعجز والسل والجبن والبخل، ومن ضَلَعِ الدين وغلبة الرجال،
ومن عمل لا ينفع، ومن عين لا تدمع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع،
ومن نصيحة لا تنجع، ومن صحابة لا تردع، ومن إجماع على نكر، وتودد على خسر،
أو تواخذ على خبث، ومما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وآله وسلم
والملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون والأئمة الطاهرون المطهرون
والشهداء والصالحون وعبادك المتقون. وأسألك اللهم أن تصلي على محمد، وآل
محمد وأن تعطيني من الخير ما سألوا، وأن تعيذني من شر ما استعاذوا، وأسألك
اللهم من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. وأعوذ بك يا رب
من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون. بسم الله على أهل بيت النبي
محمد صلى الله عليه وآله، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي
ومالي، بسم الله على كل شئ أعطاني ربي، بسم الله على أحبتي وولدي
وقراباتي، بسم الله على جيراني المؤمنين وإخواني ومن قلدني دعاء أو اتخذ
عندي يدا أو ابتدأ إلي برا من المؤمنين والمؤمنات، بسم الله على ما رزقني
ربي ويرزقني، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو
السميع العليم. اللهم صل على محمد وآل محمد، وصلني بجميع ما سألك عبادك
المؤمنون أن تصلهم به من الخير واصرف عني جميع ما سألك عبادك المؤمنون أن
تصرفه عنهم من السوء والردى، وزدني من فضلك ما أنت أهله ووليه يا أرحم
الراحمين. اللهم صل على محمد وأهل بيته الطاهرين، وعجل اللهم فرجهم وفرجي،
وفرِّج عن كل مهموم من المؤمنين والمؤمنات. اللهم صل على محمد وآل محمد
وارزقني نصرهم، وأشهدني أيامهم، واجمع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة،
واجعل منك عليهم واقية حتى لا يخلص إليهم إلا بسبيل خير، وعلى من معهم
وعلى شيعتهم ومحبيهم وعلى أوليائهم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات، فإنك
على كل شئ قدير. بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ولا غالب إلا الله،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، حسبي الله توكلت على الله، وأفوض أمري إلى
الله، وألتجئ إلى الله، وبالله أحاول وأصاول وأكاثر وأفاخر وأعتز وأعتصم،
عليه توكلت وإليه متاب، لا إله إلا الله الحي القيوم عدد الثرى والحصى
والنجوم والملائكة الصفوف، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم،
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
ومما خرج عن صاحب الزمان عليه السلام زيادة في هذا الدعاء إلى محمد بن
الصلت القمي: (اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر
المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل، ورب الظل والحرور، ومنزل الزبور والقرآن
والفرقان العظيم، ورب الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، أنت إله من
في السماء وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السماء
وجبار من في الأرض، لا جبار فيهما غيرك، وأنت خالق من في السماء ومن في
الأرض، لا خالق فيهما غيرك، وأنت حكم من في السماء ومن في الأرض، لا حكم
فيهما غيرك. اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير وملكك
القديم يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السموات والأرضون،
وباسمك الذي يصلح عليه الأولون والآخرون، يا حيا قبل كل حي، يا حيا بعد كل
حي، يا حيا حين لاحي، ويا محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، يا حي يا
قيوم، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا
أحتسب رزقا واسعا حلالا طيبا، وأن تفرج عني كل غم وهم، وأن تعطيني ما أرجو
وآمله، إنك على كل شئ قدير)(14).

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:08 AM

تعقيبها عليها السلام لصلاة الظهر

سبحان ذي العز الشامخ المنيف. سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم. سبحان ذي
الملك الفاخر القديم. والحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به
والعمل له والرغبة إليه والطاعة لأمره. والحمد لله الذي لم يجعلني جاحدا
لشيء من كتابه، ولا متخيرا في شئ من أمره. والحمد لله الذي هداني إلى
دينه، ولم يجعلني أعبد شيئا غيره. اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم،
ونجاة المجاهدين وثوابهم، وتصديق المؤمنين وتوكلهم، والراحة عند الموت،
والأمن عند الحساب، واجعل الموت خير غايب انتظره، وخير مطلع يطلع علي،
وارزقني عند حضور الموت وعند نزوله وفي غمراته وحين تنزل النفس من بين
التراقي وحين تبلغ الحلقوم وفي حال خروجي من الدنيا وتلك الساعة التي لا
أملك لنفسي فيها ضرا ولا نفعا ولا شدة ولا رخاء، روحا من رحمتك، وحظا من
رضوانك، وبشرى من كرامتك قبل أن تتوفى نفسي، وتقبض روحي، وتسلط ملك الموت
على إخراج نفسي ببشرى منك.يا رب، ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري، وتسر
بها نفسي، وتقر بها عيني، ويتهلل بها وجهي، ويسفر بها لوني، ويطمئن بها
قلبي، ويتباشر بها ساير جسدي يغبطني بها من حضرني من خلقك ومن سمع بي من
عبادك، تهون علي بها سكرات الموت، وتفرج عني بها كربته، وتخفف عني بها
شدته، وتكشف عني بها سقمه، وتذهب عني بها همه وحسرته، وتعصمني بها من أسفه
وفتنته، وتجيرني بها من شره وشرما يحضر أهله، وترزقني بها خيره وخير ما
يحضر عنده وخير ما هو كائن بعده. ثم إذا توفيت نفسي وقبضت رو حي فاجعل
روحي في الأرواح الرابحة، واجعل نفسي في الأنفس الصالحة، واجعل جسدي في
الأجساد المطهرة، واجعل عملي في الأعمال المتقبلة، ثم ارزقني في خطتي من
الأرض حصتي وموضع جنبي حيث يرفت لحمي ويدفن عظمي وأترك وحيدا لا حيلة لي
قد لفظتني البلاد وتخلى مني العباد وافتقرت إلى رحمتك واحتجت إلى صالح
عملي، وألقى ما مهدت لنفسي وقدمت لآخرتي وعملت في أيام حياتي فوزا من
رحمتك وضياء من نورك وتثبيتا من كرامتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفي الآخرة إنك تضل الظالمين وتفعل ما تشاء. ثم بارك لي في البعث والحساب
إذا انشقت الأرض عني وتخلى العباد مني وغشيتني الصيحة وافزعتني النفخة
ونشرتني بعد الموت وبعثتني للحساب فابعث معي يا رب نورا من رحمتك يسعى بين
يدي وعن يميني، تؤمني به وتربط به على قلبي وتظهر به عذري وتبيض به وجهي
وتصدق بها حديثي وتفلح به حجتي وتبلغني بها العروة الوثقى من رحمتك وتحلني
الدرجة العليا من جنتك وترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك ورسولك في أعلى
الجنة درجة وابلغها فضيلة وأبرها عطية وأوفقها نفسة مع الذين أنعمت عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم صلَّ
على محمد خاتم النبيين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة أجمعين
وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أئمة الهدى أجمعين آمين رب العالمين.
اللهم صلِّ على محمد كما هديتنا به وصلِّ على محمد كما رحمتنا به وصلِّ
على محمد كما عززتنا به وصلِّ على محمد كما فضلتنا به وصلِّ على محمد كما
شرفتنا به وصلِّ على محمد كما بصرتنا به وصلِّ على محمد كما أنقذتنا به من
شفا حفرة من النار. اللهم بيض وجهه وأعل كعبه وأفلح حجته وأتمم نوره وثقل
ميزانه وعظم برهانه وافسح له حتى يرضى وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنة
وابعثه المقام المحمود الذي وعدته واجعله أفضل النبيين والمرسلين عندك
منزلة ووسيلة واقصص بنا أثره واسقنا بكأسه وأوردنا حوضه واحشرنا في زمرته
وتوفنا على ملته واسلك بنا سبله واستعملنا بسنته غير خزايا ولا نادمين ولا
شاكين ولا مبدلين، يا من بابه مفتوح لداعيه وحجابه مرفوع لراجيه، يا ساتر
الأمر القبيح ومداوى القلب الجريح لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات
الآثام ولا تعرض بوجهك الكريم عني من بين الأنام، يا غاية المضطر الفقير
ويا جابر العظم الكبير هب لي موبقات الجراير، واعف عني فاضحات السراير
واغسل قلبي من وزر الخطايا وارزقني الاستعداد لنزول المنايا، يا أكرم
الأكرمين ومنتهى أمنية السائلين، أنت مولاي فتحت لي باب الدعاء والإنابة
فلا تغلق عني باب القبول والإجابة ونجني برحمتك من النار بوئني عرفات
الجنان واجعلني مستمسكا بالعروة الوثقى واختم لي بالسعادة وأمني بالسلامة
وأحيني يا ذا الفضل والكمال والعزة والحلال، لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا
ولا تسلط عليَّ سلطانا عنيدا ولا شيطانا مريدا، برحمتك يا أرحم الراحمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله وسلم
تسليما.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:09 AM

تعقيبها عليها السلام لصلاة العصر

سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، سبحان من لا يخفى
عليه خافية في الأرض ولا في السماء، والحمد لله الذي لم يجعلني كافرا لا
نعمه ولا جاحدا لفضله، فالخير منه وهو أهله، والحمد لله على حجته البالغة
على جميع من خلق، ممن أطاعه وممن عصاه، فأن رحم فمن مَنِّه، وإن عاقب فبما
قدمت أيديهم وما الله يريد ظلما للعبيد،. والحمد الله العلي المكان الرفيع
البنيان الشديد الإمكان العزيز السلطان العظيم الشأن الواضح البرهان
الرحيم الرحمن المنعم المنان الحمد لله الذي احتجب عن كل مخلوق يراه
بحقيقة الربوبية وقدرة الوحدانية فلم تدركه الأبصار ولم تحظ به الأخبار
ولم يقسه مقدار ولم يتوهمه اعتبار لأنه الملك الجبار. اللهم قد ترى مكاني،
وتسمع كلامي، وتطلع على أمري وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من
أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرعت إليك في
مسألتي ومسألتك لفقر وحاجة وذلة وضيقة وبؤس ومسكنة وأنت الرب الجواد
بالمغفرة، تجد من تعذب غيري ولا أجد من يغفر لي غيرك وأنت غني عن عذابي
وأنا فقير إلى رحمتك، فاسلك بفقري إليك وغناك عني وبقدرتك علي وقلة
امتناعي منك أن تجعل دعائي هذا دعاء وافق منك إجابة، ومجلسي هذا مجلسا
وافق منك رحمة وطلبتي هذه طلبة وافقت نجاحا، وما خفت عسرته من الأمور
فيسره، وما خفت عجزه من الأشياء فوسعه، ومن أراد بي بسوء من الخلايق كلهم
فاغلبه آمين يا أرحم الراحمين، وهون على ما خشيت شدته، واكشف عني ما خشيت
كربته، ويسر لي ما خشيت عسرته، آمين يا رب العالمين. اللهم انزع العجب
والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضر والسقام والخذلان
والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي
إلى ما تحب وترضى يا أرحم الراحمين. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد واغفر
ذنبي واستر عورتي وآمن روعتي واجبر مصيبتي واغن فقرى ويسر حاجتي واقلني
عثرتي واجمع شملي واكفيني ما أهمني وما غاب عني وما حضرني وما أتخوفه منك
يا ارحم الراحمين. اللهم فوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وأسلمت نفسي
إليك بما جنيت عليها فرقا منك وخوفا وطمعا وأنت الكريم الذي لا يقطع
الرجاء ولا يخيب الدعاء، فأسلك بحق إبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسى روحك
ومحمد صفيك ونبيك صلى الله عليه وآله وسلم ألا تصرف وجهك الكريم عني حتى
تقبل توبتي وتغفر لي خطيتي يا ارحم الراحمين ويا احكم الحاكمين. اللهم
اجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني. اللهم لا تجعل مصيبتي في
ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم اصلح لي ديني الذي
هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها
معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة من كل شر.
اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل
في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا يبيد وقرة
عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضا، وأسألك لذة النظر إلى وجهك.

اللهم إني أستهديك لإرشاد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي. اللهم عملت سوءاً
وظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك تعجيل
عافيتك، وصبرا على تلبيتك، وخروجا من الدنيا إلى رحمتك. اللهم إني أشهدك
وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السموات والأرض أنك أنت الله لا إله
إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وسلم
وأسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض، يا كائن قبل أن
يكون شيء والمكون لكل شيء، والكائن بعد ما لا يكون شيء. اللهم إلى رحمتك
رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفي، فلا تحرمني وأنا أسألك فلا تعذبني وأنا
أستغفرك، فاغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك عليَّ قادر برحمتك يا
أرحم الراحمين. اللهم ذا الرحمة الواسعة والصلاة النافعة الرافعة الزاكية
صلِّ على أكرم خلقك عليك وأحبهم إليك وأوجههم لديك محمد عبدك ورسولك
المخصوص بفضائل الوسائل أشرف وأكرم وأرفع وأعظم وأكمل ما صليت على مبلغ
عنك ومؤتمن على وحيك، اللهم كما سددت به العمى وفتحت به الهدى فاجعل مناهج
سبله لنا ستاً، وحجج برهانه لنا سببا نأتمُّ به إلى القدوم عليك. اللهم لك
الحمد ملء السموات السبع وملء طباقهن وملء الأرض السبع وملء ما بينهما
وملء عرش ربنا الكريم وميزان ربنا الغفار ومداد كلمات ربنا القهار وملء
الجنة وملء النار وعدد الثرى والماء وعدد ما يرى وما لا يرى. اللهم واجعل
صلواتك وبركاتك ومنّك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك وسلامتك وذكرك ونورك
وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم أعط محمدا الوسيلة العظمى وكريم
جزائك في العقبى حتى تشرفه يوم القيامة يا إله الهدى. اللهم صلِّ على محمد
وعلى جميع ملائكته ورسلك، سلام على جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش
وملائكتك والكرام الكاتبين والكروبين وسلام على ملائكتك أجمعين وسلام على
أبينا آدم وعلى أمنا حواء وسلام على النبيين أجمعين، والصديقين وعلى
الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله رب العالمين،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلى
الله على محمد وآله وسلم كثيرا.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:09 AM

تعقيبها عليها السلام لصلاة المغرب

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، والحمد لله الذي لا يحصي نعماءه
العادون، والحمد لله الذي لا يؤدي حقه المجتهدون، ولا إله إلا الله الأول
والآخر، ولا إله إلا الله الظاهر والباطن، ولا إله إلا الله المحيي
والمميت، والله أكبر ذو الطول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله
الذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون
مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته. والحمد لله ذي الملك
والملكوت، والعظمة والجبروت، والكبرياء والجلال، والبهاء والمهانة،
والجمال والعزة، والقدرة والحول والقوة والمنة، والغلبة والفضل، والطول
والعدل، والحق والخلق، والعلا والرفعة، والمجد والفضيلة، والحكمة والغناء،
والسعة والبسط والقبض، والحلم والعلم، والحجة البالغة، والنعمة السابغة،
والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنة والنار
وما فيهن، تبارك الله تعالى. الحمد لله علم أسرار الغيوب، واطلع على ما
تجني القلوب فليس عنه مذهب ولا مهرب. الحمد لله الذي المتكبر في سلطانه،
العزيز في مكانه، المتجبر في ملكه، القوي في بطشه، الرفيع فوق عرشه،
المطلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الذي بكلماته قامت السموات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد،
وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسارت في جو السماء
السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب عن مخافته، وانقمعت
الأرباب لربوبيته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد
الموتى للحشر. سبحانك يا ذا الجلال و الإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا
أتاك مستجيرا مستغيثا؟ ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك وغدا إليك
فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك؟ فلا يكونن يا رب حظي من دعائي
الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان. يا من لم يزل ولا يزال، ولا
يزول كما لم يزل قائما على كل نفس بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول
وشهورها تحول وسنيها تدور وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ولا تغيرك الدهور.
يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزق عنده عتيد للضعيف والقوي والشديد، قسمت
الأرزاق بين الخلائق فسويت بين الذرة والعصفور. اللهم إذا ضاق المقام
بالناس فنعوذ بك في ضيق المقام. اللهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين
فقصر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة. اللهم إذا دنت الشمس
من الجماجم فكان بينها وبين الجماجم مقدار سبيل وزيد في حرها حر عشر سنين
فإنا نسألك أن تظلنا وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها والناس
ينطلقون في المقام آمين رب العالمين. أسألك اللهم بحق هذه المحامد إلا
غفرت لي وتجاوزت عني وألبستني العافية في بدني، ورزقتني السلامة في ديني،
فإني أسألك وأنا واثق بإجابتك إياي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك
دعوتي، فاستمع دعائي، ولا تقطع رجائي، ولا ترد ثنائي، ولا تخيب دعائي، أنا
محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا
غير محترز من سخطك. رب فاستجب لي وامنن علي بعفوك، توفني مسلما والحقني
بالصالحين. رب لا تمنعني فضلك يا منان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا
حنان. رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة
القيامة غربتي، وبين يديك موقوفا للحساب فاقتي. رب استجيرك من النار
فأجرني، رب أعوذ بك من النار فأعذني. أفزع إليك من النار فأبعدني. رب
أسترحمك مكروبا فأرحمني. رب أستغفرك لما جهلت فاغفر لي. قد أبرزني الدعاء
للحاجة إليك فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز. يا سيدي يا
بر يا رحيم استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم بين المنتجبين بالعويل
عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي واستر بين الأموات يا
عظيم عورتي، واعطف علي عند التحول وحيدا إلى حفرتي، إنك أملي وموضع طلبتي
والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي الحاجات (حاجتي) فإليك
المشتكى وأنت المستعان والمرتجى، أفر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني،
وألتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني،
واستروح رحمتك من عقابك فنجني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقربني، ومن
الفزع الأكبر فآمني، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن
الدنيا سالما فنجني، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض
وجهي، وحسابا يسيرا فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبرني،
وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عني، وما لا طاقة به فلا تحملني،
وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن
الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة
رحمتك من جهنم فنجني، وجنتك الفردوس فأسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني،
وبنبيك محمد فالحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شر كل ذي شر فاكفني.
اللهم وأعدائي ومن كادني بسوء إن أتوا براً فجبِّن شجيعهم، فُضَّ جمعهم،
كلل سلاحهم، عرقب دوابهم، سلط عليهم العواصف والقواصف أبدا حتى تصليهم
النار، أنزلهم من صياصيهم، أمكنا من نواصيهم، آمين رب العالمين. اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد، صلاة يشهد الأولون مع الأبرار وسيد المتقين وخاتم
النبيين وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللهم رب البيت الحرام، والشهر الحرام، ورب المشعر الحرام، ورب الركن
والمقام، ورب الحل والإحرام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، السلام
عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد
الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف
رحيم. اللهم أعطه أفضل ما سألت له وأفضل ما سألت له وأفضل ما هو مسؤول له
إلى يوم القيامة، آمين رب العالمين.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:09 AM

تعقيبها عليها السلام لصلاة العشاء

سبحان من تواضع كل شئ لعظمته، سبحان من ذل كل شئ لعزته، سبحان من خضع كل
شئ لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الأمور بأزمتها، الحمد لله الذي لا
ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توكل
عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد
الجبال،وباري الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدبر الأمور،
ومسير السحاب، ومجري الريح والماء والنار من أغوار الأرض متصاعدات في
الهواء، ومهبط الحر والبرد، الذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب
الزيادات، وبأمره قامت السموات، وبعزته استقرت الراسيات، وسبحت الوحوش في
الفلوات والطير في الوكنات. الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع
البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفس الكربات، منزل
البركات مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسموات، الحمد لله
على كل حمد وذكر، وشكر وصبر، وصلاة وزكاة، وقيام وعيادة، وسعادة وبركة،
وزيادة ورحمة، ونعمة وكرامة وفريضة، وسراء وضراء، وشدة ورخاء، ومصيبة
وبلاء، وعسر ويسر، وغناء وفقر، وعلى كل حال، وفي كل أوان وزمان، وكل مثوى
ومنقلب ومقام. اللهم إني عائذ بك فأعذني، ومستجير بك فأجرني، ومستعين بك
فأعني، ومستغيث بك فأغثني، وداعيك فأجبني، ومستغفرك فاغفر لي ومستنصرك
فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتج إليك فآوني، ومتمسك
بحبلك فاعصمني، ومتوكل عليك فاكفني، واجعلني في عبادك، وجوارك، وحرزك،
وكنفك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك، وحرمتك، وأَمِّك، وتحت ظلك، وتحت
جناحك، واجعل علي جنة واقية منك، واجعل حفظك، وحياطتك، وحراستك، وكلاءتك
من ورائي، وأمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، وحوالي حتى
لا يصل أحد من المخلوقين إلى مكروهي وآذاي، لا إله إلا أنت المنان، بديع
السموات والأرض ذو الجلال والإكرام. اللهم اكفني حسد الحاسدين، وبغي
الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة
المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، واعتداء
المعتدين، وسخط المتسخطين، وتسحب المتسحبين، وصولة الصائلين، واقتسار
المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة
النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه
العالمين. اللهم إني أسألك باسمك المخزون الطيب الطاهر الذي قامت به
السموات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب،
وخضعت له الرقاب، وأحييت به الموتى أن تغفر لي كل ذنب أذنبته في ظلم الليل
وضوء النهار، عمدا أو خطأ، سرا أو علانية، وأن تهب لي يقينا، وهديا،
ونورا، وعلما، وفهما حتى أقيم كتابك، وأحل حلالك، وأحرم حرامك، وأؤدي
فرائضك، وأقيم سنة نبيك. اللهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من
بقى، واختم لي عملي بأحسنه، إنك غفور رحيم. اللهم إذا فنى عمري، وتصرمت
أيام حياتي، وكان لابد لي من لقائك فأسألك يا لطيف أن توجب لي من الجنة
منزلا يغبطني به الأولون والآخرون.
اللهم أقبل مدحتي والتهافي، وارحم ضراعتي وهتافي، وإقراري على نفسي
واعترافي، فقد أسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في
القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرين، ومغيث المستغيثين،
وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلى
الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيين.
اللهم داحي المدحوات، وبارئ المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها شقيها
وسعيدها، اجعل شرايف صلواتك ونوامي بركاتك وروافه تحياتك على محمد عبدك،
ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجتك، والذاب عن حرمك، والصادع بأمرك،
والمشيد بآياتك، والموفي لنذرك. اللهم فأعطه بكل فضيلة من فضائله، ومنقبة
من مناقبه، وحال من أحواله، ومنزلة من منازله رأيت محمدا فيها ناصرا، وعلى
مكروه بلائك صابرا، ولمن عاداك معاديا، ولمن والاك مواليا، وعن ما كرهت
نائيا، وإلى ما أحببت داعيا فضائل من جزائك، وخصائص من عطائك وحبائك تسني
بها أمره، وتعلّي بها درجته مع القوام بقسطك، والذابين عن حرمك حتى لا
يبقى سناء ولا بهاء، ولا رحمة ولا كرامة إلا خصصت محمدا بذلك، وآتيته منه
الذرى وبلغته المقامات العلى، آمين رب العالمين. اللهم إني أستودعك ديني
ونفسي وجميع نعمتك علي، واجعلني في كنفك وحفظك، وعزك، ومنعك. عز جارك، وجل
ثناؤك وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك. حسبي أنت في السراء والضراء والشدة
والرخاء، ونعم الوكيل. ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير. ربنا
اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما. ربنا
افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين. ربنا إننا آمنا فاغفر
لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على
رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. ربنا لا تؤاخذنا إن
نسينا أو أخطأنا، ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا.
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت
مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله
الطاهرين وسلم تسليما

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:09 AM

دعاء التوسل بها عليها السلام

سمعت شيخي ومعتمدي آية الله المرحوم ملا علي المعصومي يقول في التوسل
بالزهراء عليها السلام: تقول خمسمائة وثلاثين مرة: اللهم صل على فاطمة
وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك. وأيضا عنه (ره): إلهي بحق
فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها. تقضى حاجتك إن شاء الله
تعالى.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:11 AM

أدعية الأسبوع لفاطمة عليها السلام

دعاء يوم السبت
اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، وهب لنا اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في
الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا
ولا تفقرنا إلى أحد سواك وزدنا لك شكراً وإليك فقراً وفاقة وبك عمن سواك
غنىً وتعففاً. اللهم وسع علينا في الدنيا، اللهم إنا نعوذ بك أن تزوي وجهك
عنا في حال ونحن نرغب إليك فيه، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعطنا ما
تحب واجعله لنا قوة فيما تحب يا أرحم الراحمين.

دعاء يوم الأحد
اللهم اجعل أول يومي هذا فلاحاً وآخره نجاحاً وأوسطه صلاحاً، اللهم صل على
محمد وآل محمد واجعلنا ممن أناب إليك فقبلته، وتوكل عليك فكفيته، وتضرع
إليك فرحمته.


دعاء يوم الاثنين
اللهم إني أسألك قوة في عبادتك، وتبصراً في كتابك، وفهماً في حكمك، اللهم
صل على محمد وآل محمد، ولا تجعل القرآن بنا ماحلاً، والصراط زائلاً
ومحمداً صلى الله عليه وآله وسلم عنا مولياً.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:11 AM

دعاء يوم الثلاثاء

اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكراً، واجعل ذكرهم لنا شكراً، واجعل صالح ما
نقول بألسنتنا نية في قلوبنا، اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبنا، ورحمتك
أرجى عندنا من أعمالنا، اللهم صل على محمد وآل محمد، ووفقنا لصالح الأعمال
والصواب من الفعال.


دعاء يوم الأربعاء

اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، وركنك الذي لا يرام، وبأسمائك العظام
وصل على محمد وآله، واحفظ علينا ما لو حفظه غيرك ضاع، واستر علينا ما لو
ستره غيرك شاع، واجعل كل ذلك لنا مطواعاً إنك سميع الدعاء قريب مجيب.


دعاء يوم الخميس

اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى والعمل بما تحب وترضى اللهم
إني أسألك من قوتك لضعفنا، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا، ومن حلمك وعلمك
لجهلنا، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعنا على شكرك وذكرك، وطاعتك
وعبادتك برحمتك يا أرحم الراحمين.


دعاء يوم الجمعة

اللهم اجعلنا من أقرب من تقرب إليك وأوجه من توجه إليك، وأنجح من سألك
وتضرع إليك، اللهم اجعلنا ممن كأنه يراك إلى يوم القيامة الذي فيه يلقاك،
ولا تمتنا إلا على رضاك، اللهم واجعلنا ممن أخلص لك بعمله وأحبك في جميع
خلقك. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا مغفرة جزماً حتماً لا نقترف
بعدها ذنباً، ولا نكتسب خطيئة ولا إثماً، اللهم صل على محمد وآل محمد،
صلاة نامية دائمة زاكية متتابعة متواصلة مترادفة برحمتك يا أرحم
الراحمين(16).

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:11 AM

الهوامش

1 ـ المصدر السابق

2 ـ (مهج الدعوات) ص141 ـ 142.

3 ـ (البحار) ج43، ص67 ـ 68.

4 ـ أي لا يؤثر ولا يعمل.

5 ـ الساهرة: وجه الأرض، سمي بها لأنه يسهر فيها خوفاً.

6 ـ سورة الأنبياء: الآية 69.

7 ـ (دلائل الإمامة) ص6. (مهج الدعوات) ص207.

8 ـ المصدر السابق

9 ـ (اللمعة البيضاء) في شرح خطبة الزهراء عليها السلام ص132.

10 ـ (دعوات الراوندي) ص91 ط قم.

11 ـ (البحار) ج94. ص225.



12 ـ (الباقيات الصالحات) للمحدث القمي، المطبوع بهامش (مفاتيح الجنان) ص429 ـ 430

13 ـ قال الكفعمي (ره) في هامش (البلد الأمين) ص55: إنما سمي هذا الدعاء
بدعاء الحريق لما روي عن الصادق عليه السلام قال: سمعت أبي محمد بن علي
الباقر عليهما السلام يقول: كنت مع أبي علي الحسين عليهما السلام بقبا
يعود شيخاً من الأنصار، إذ أتى أبي عليه السلام آت وقال: الحق دارك فقد
احترقت. فقال أبي: والله ما احترقت. فذهب ثم عاد معه جماعة من موالينا وهم
يبكون ويقولون لأبي: والله قد احترقت دارك، فقال: كلا والله ما احترقت،
ولأنا بربي وبما في يدي أوثق منكم. ثم انكشف ذلك من احتراق جميع ما حول
الدار إلا هي، فقال أبي عليه السلام لأبيه زين العابدين: يا أبت، ما هذا؟
فقال: يا بني شيء نتوارثه من علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أحب
إلينا من الدنيا وما فيها من المال والجاه وأعدُّ من الرجال والسلاح، وهو
توارث (أو هدية) نزل به جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم، فعلمه علياً وابنته فاطمة عليهما السلام، وتوارثناه نحن، وهو الدعاء
الكامل الذي من قدمه أمامه في كل يوم وكل الله تعالى به ألف ملك فيحفظونه
في نفسه وأهل وولده وحشمه وأهله عنايته من الحرق والغرق.

14 ـ (مصباح المتهجد) ص194 ـ 202، (البد الأمين) ص55.

15 ـ (فلاح السائل) ص251.

16 ـ (البحار) ج90، ص338 ـ339.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:11 AM

حديث الكساء

http://www.q8wav.com/sradio.gif

نقلا عن كتاب عوالم العلوم للشيخ عبد الله بن نور الله
البحراني بسند صحيح عن جابر بن عبد الله الانصارى :عن فاطمة الزهراء عليها
السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قالت :

دخل علي أبي رسول الله في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة
فقلت : عليك السلام ، قال إني أجد في بدني ضعفا ، فقلت له اعيذك بالله يا
ابتاه من الضعف ، فقال: يا فاطمة ايتيني بالكساء اليماني ، فغطيني به ،
فأتيته بالكساء اليماني ، فغطيته به ، وصرت أنظر اليه ، وإذا وجهه يتلألأ
كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله ، فما كانت إلا ساعة ، واذا بولدي الحسن
قد أقبل ، وقال: السلام عليك يا أماه فقلت: وعليك السـلام يا قرة عيني ،
وثمرة فؤادي ، فقال : يا أماه إني أشم عنـدك رائحة طيبة ، كأنها رائحة جدي
رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) فقلت نعم إن جدك تحت الكساء، فاقبل
الحسن نحو الكساء ، وقال : السلام عليك يا جداه ، يا رسول الله ، أتأذن لي
أن أدخل معك تحت الكساء ؟ فقال : وعليك السلام يا ولدي ، ويا صاحب حوضـي ،
قد أذنت لك فدخل معه تحت الكساء ، فما كانت إلا ساعة ، وإذا بولدي الحسين
( عليه السلام ) ، قد أقبل وقال : السلام عليك يا أماه ، فقلت وعليك
السلام يا ولدي ، ويا قرة عيني ، وثمـرة فؤادي فقال لي : يا أماه ، إني
أشم عندك رائحة طيبة:انها رائحة جدي رسول الله ، فقلت : نعم إن جدك وأخاك
تحت الكساء ، فدنى الحسين ( عليه السلام ) نحو الكساء ، وقال : السـلام
عليك يا جداه السلام عليك يا من إختاره الله ، أتأذن لي أن أكون معكما تحت
الكساء ؟ فقال : وعليك السلام يا ولدي ، ويا شافع أمتي ، قد أذنت لك ،
فدخل معهما تحت الكساء ، فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب ، وقال
: السلام عليك يا بنت رسول الله ، فقلت : وعليك السلام يا أبا الحسن ويا
أمير المؤمنين ، فقال : يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة ، كأنها رائحة
أخي ، وابن عمي رسول الله ، فقلت نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء ، فأقبل
علي نحو الكساء ، وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أتأذن لي أن أكون
معكم تحت الكساء ؟ قال له : وعليك السلام يا أخي ، ويا وصيي ، وخليفتي ،
وصاحب لوائي ، قد أذنت لك ، فدخل علي تحـت الكساء ، ثم أتيت نحو الكساء ،
وقلت السلام عليك يا أبتاه ، يا رسول الله ، أتأذن لي أن أكون معكم تت
الكساء ؟ قال : وعليك السلام يا بنتي ، ويا بضعتي ، قد أذنت لك ، فدخلت
تحت الكساء ، فلما أكتملنا جميعا تحت الكساء ، أخذ أبي رسول الله بطرفي
الكساء ، وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي
وخاصتي ، وحامتي ، لحمهم لحمي ، ودمهم دمي،يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما
يحزنهم ، أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وعدو لمن عاداهم ، ومحب
لمن أحبهم ، إنهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك وبركاتك،ورحمتك وغفرانك
ورضوانك علي وعليهـم واذهـب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيـرا ، فقال الله عز
وجل : يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي ، إني ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضا
مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ، ولا بحرا يجري
، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحـت الكساء ، فقال
الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء ، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة
ومعـدن الرسالـة ، هم فاطمة و أبوها ، وبعلهـا وبنـوها ، فقال جبرائيـل :
يا رب أتـأذن لـي أن أهـبط إلى الأرض ، لأكون معهم سادسـا ؟ فقال الله :
نعم ، قد أذنت لك ، فهبط الأمين جبرائيـل وقال : السلام عليك يا رسول الله
، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : وعظمتي
وجلالي ، إني ما خلقت سمـاء مبنية ، ولا أرضا مدحيـة ، ولا قمرا منيرا ،
ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري ، الا
لأجلكم و محبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم ، فهل تأذن لي يا رسول الله ؟
فقال رسول الله : وعليك السلام ، يا أمين وحي الله ، انه نعم قد أذنت لك ،
فدخل جبرائيـل معنا تحت الكسـاء ، فقال لأبـي أن الله قد اوحى اليكم ،
يقول : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ويطهركم تطهيرا ،
فقال علي لأبي يا رسول الله ، أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل
عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي بعثني بالحق نبيا ،
واصطفاني بالرسالة نجيا ، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض ،
وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا ، إلا ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة،
واستغفرت لهم الى أن يتفرقوا ، فقال علي ( عليه السلام ) : إذا والله فزنا
وفاز شيعتنا ، ورب الكعبة ، فقال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) : يا علي و الذي بعثني بالحق نبيا ، واصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر
خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا ، وفيهم
مهموم إلا وفرج الله همه ، ولا مغموم إلا وكشف الله غمه
ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته ، فقال علي (عليه السلام ) : إذا والله
فزنا وسعدنا ، وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة ، ورب الكعبة.

ريحانة المصطفى 12-12-2008 12:12 AM

خطب صوتيه للزهراء عليها السلام

خطبة الزهراء عليها السلام

خطبة الزهراء

خطبة الزهراء

الخطبة الكبرى للزهراء

الخطبة الصغرى للزهراء

لؤلؤة الزهراء 12-12-2008 05:55 PM

يعطيك العافية اختي

ريحانة المصطفى 15-12-2008 05:45 PM

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/446-Thanks.gif

احلى ولاء 18-12-2008 03:41 AM

http://abeermahmoud.jeeran.com/342-jzaaka.gif

ريحانة المصطفى 21-12-2008 05:56 AM

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/446-Thanks.gif

أهات البقيع 14-03-2009 01:34 PM

مشكورة ماتقصري

لحن المسا 16-03-2009 07:45 PM

ألففففففففففف ألففففففففففففففف شكر للمعلومات الاكثر من راااااائعة m11111m11111m11111

الصبح تنفس 21-03-2009 11:52 PM

جزاكم الله خير الجزاء

عاشقة العتره الطاهره 10-04-2009 10:07 AM

بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ


يعطيك العاافيه اختي

دًٍمًتُِِّْمً
بٌَِخٌِيَرٌٍ ،،


نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء

تحيـــــــــــــــــــــــــــــ غدير خم ــــــــــــــــــــــــــــاتي

عاشقة محمد 01-05-2009 09:31 AM

السلام عليك يا بنت رسول الله ، السلام عليك يا بنت نبي الله ، السلام
عليك يا بنت حبيب الله ، السلام عليك يا بنت خليل الله ، السلام عليك يا
بنت صفي الله ، السلام عليك يا بنت أمين الله ، السلام عليك يا بنت خير
خلق الله ، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته ، السلام
عليك يا بنت خير البريه ، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين
والآخرين ، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله ،
السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك أيتها
الصديقة الشهيدة ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك أيتها
الفاضلة الزكية ، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية ، السلام عليك أيتها
التقية النقية ، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة ، السلام عليك أيتها
المظلومة المغصوبة ، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة ، السلام عليك
يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته ، صلى الله عليك وعلى روحك
وبدنك ، أشهد أنك مضيت على بينة من ربك ، وأن من سرك فقد سر رسول الله صلى
الله عليه وآله ، ومن جفاك فقد جفا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن
آذاك فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن وصلك فقد وصل رسول الله
صلى الله عليه وآله ، ومن قطعك فقد قطع رسول الله صلى الله عليه وآله ،
لأنك بضعة منه وروحه الذي بين جنبيه ، أشهد الله ورسله وملائكته أني راض
عمن رضيت عنه ، ساخط على من سخطت عليه ، متبرىء ممن تبرأت منه ، موال لمن
واليت ، معاد لمن عاديت ، مبغض لمن أبغضت ، محب لمن أحببت ، وكفى بالله
شهيداً وحسيباًً وجازياً ومثيباً

مشكورة خيتوو على الطرح الرائع
تسلم يدايك وربي يعطيك الف عافيه

حروف فاطم 04-05-2009 08:28 PM

مشكورة خيتو ع الطرح تقبلي مروريm11111

المتلألئه 29-05-2009 09:47 PM

مشكوره يعطيك العافيه

حروف فاطم 02-06-2009 06:08 PM

مشكوووووووووووووووووورة اختي

موالية اهل البيت 17-06-2009 01:44 PM

الله يعطيش العافية

تحياتي

انثى المشاعر 17-06-2009 09:22 PM

السلام على الزهراء

راااااااااااااااائع

تســــــــلمين اختي

محبــ آل طه ــة 13-07-2009 01:24 AM

أحســـنتي حبيبتي {ريــحانه المصطفى} على الموضوع المتكامــل الرائع
ربي يعطيج كل ألي تتمنينه بحق فــــــــاطمه الزهراءيارب ...تسلمين

تحيـــــــــــــاتي للجمــــــيع ’’محبــ آل طه ـــة ":d41:


الساعة الآن 10:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir